أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ. (قرآن).
الأزْرُ بفتحٍ فسكونٍ : الإحاطةُ عن ابن الأعرابيّ . الأزْرُ : القُوَّةُ والشِّدَّةُ . قيل : الأزْرُ : الضَّعْفُ ضِدُّ الأَزْرُ : التَّقْوِيَةُ عن الفَرّاءِ وقرأ ابنُ عامر : " فأَزَره فاسْتَغْلَظ " على فَعَله وقرأَ سائرُ القُرَاء : فآزرَه . وقد آزرَه : أعانَه وأسعدَه . الأَزْرُ : الظَّهْرُ قال البَعِيثُ :
شَدَدْتُ له أزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ ... على مَوْقِعٍ مِن أمْرِه ما يُعَاجِلُهْ . قال ابنُ الأعرابيِّ في قوله تعالَى : " اشْدُدْ به أزْرِي " : مَن جَعَلَ الأزْرَ بمعنى القُوَّة قال : اشْدُدْ به قُوَّتِي ومَن جعلَه الظَّهْرَ قال : شُدَّ به ظَهْرِي ومَن جعلَه الضَّعْفَ قال : شُدَّ به ضَعْفِي وقَوِّ به ضَعْفِي
الأُزْرُ بالضَّمِّ : مَعْقِدُ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ . الإزْرُ بالكَسْر : الأصْلُ عن ابن الأعرابيّ . الإزْرَةُ بهاءٍ : هَيْئَةُ الائْتِزار مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ يقال : إنَّه لَحَسنُ الإزْرَةِ ولكلِّ قومٍ إزْرَةُ يَأْتَزِرُونَهَا وائْتَزَر فلانٌ إزْرَةً حسنةً ومنه الحديثُ : " إزْرَةُ المُؤْمِنِ إلى نصْفِ السّاقِ ولا جُناح عليه فيما بينَه وبين الكَعْبَيْن وفي حديث عُثمانَ رضي اللهُ عنه : " هكذا كان إزْرَةُ صاحِبنا وقال ابنُ مُقْبِل :
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عند خِلَّتِه ... لكلِّ إزْرَةِ هَذا الدَّهْرِ ذا إزَرِ . والإزارُ بالكسرِ معروفٌ وهو المِلْحَفَةُ وفَسَّره بعضُ أهلِ الغَرِيب بما يسْتُرُ أسفلَ البَدنِ والرِّداءُ : ما يَستُر به أعلاه وكلاهما غيرُ مَخِيط وقيل : الإزار : ما تحتَ العاتِقِ في وَسَطِه الأسفل والرِّداءُ : ما على العاتق والظهر وقيل الإزار ما يستر أَسفلَ البدنِ ولا يكونُ مَخِيطاً والكلُّ صحيحٌ قاله شيخُنا . يذكَّر ويُؤَنَّثُ عن اللِّحْيَانيّ قال أبو ذُؤَيْب :
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه ... وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إزارُهَا
أي دَمُ القَتِيلِ في ثَوْبِهَا كالمِئْزَر والمِئْزَرِة الأخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيّ وفي حديث الاعتكاف : كان إذا دَخَلَ العَشْرُ الأوَاخِرُ أيقظَ أهلَه وشَدَّ المِئْزَرَ كَنَى بِشَدِّه عن اعتزال النِّساءِ وقيل : أرادَ تَشْمِيرَه للعبادة يقال : شَدَدْتُ لهذا الأمْرِ مِئزَرِي أي تشمَّرتُ له والإزْرِ والإزَارِة بكَسْرِهما كما قالُوا : وِسَادٌ ووِسادَة قال الأعشى :
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ ... فُلُ في البَقِيرَةِ والإزارَهْ . وقد ائْتَزَر به وتَأَزَّرَ به : لَبِسَه ولا تَقُل اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ بإِدغامِ الهمزةِ في التَّاء ومنهم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه والأصلُ ائْتَمنتُه في الحديث : كان يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وهي مُؤْتَزِرةٌ في حالة الحَيْض أي مَشْدُودَةُ الإزارِ قال ابنُ الأثِير : وقد جاءَ في بعضِ الأحاديثِ أي الرِّواياتِ كما هو نَصُّ النِّهايَة : وهي مُتَّزِرَةٌ ولَعلَّه من تَحْريفِ الرُّوَاة قال شيخُنَا : وهو رَجاءٌ باطلٌ بل هو واردٌ في الرِّواية الصحيحةِ صَحَّحها الكِرْمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ وأثبته الصّاغانيّ في مَجْمَعِ البَحْرِينِ في الجَمْع بين أحادِيثِ الصَّحِيحَيْن
قلتُ : والذي في النِّهَايَة أنه خطأٌ لأن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاء . وقال المطرّزيّ : إنها لغةٌ عاميَّةٌ نعمْ ذَكَر الصّغانيّ في التَّكْمِلَة : ويجوزُ أن تقولَ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ أيضاً فيمَن يُدْغِمُ الهمزةَ في التّاءِ كما يقال : اتَّمَنُته والأصلُ ائْتَمنتُه . وقد تقدَّم في أخَذَ هذا البحثُ فراجِعْه
" ج آزِرَةٌ " مثل حِمارٍ وأحْمِرَةٍ أُزُرٌ مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ حجازيَّة وهما جَمعان للقلَّة والكَثرة وأُزْرٌ بضمٍّ فسكونٍ تميميّة على ما يُقاربُ الاطِّراد في هذا النَّحْو . قال شيخُنا : هو تخفيفٌ مِن أُزُر بضَمَّتَين . قيل : الإزارُ : كلُّ ما وَارَاكَ وسَتَرَكَ عن ثَعلب وحُكِىَ عن ابنُ الأعْرَابيِّ : رأيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي في داره عُرْياناً فقلتُ له : عُرْياناً ؟ فقال : دارِي إزارِي . مِن المَجاز : الإزارُ : العَفَافُ قال عَدِيُّ بنُ زيد :
أجْلِ أنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ ... فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً بإزارِ . قال أبو عُبَيْد : فلانٌ عفِيفُ المِئْزَرِ وعَفِيفُ الإزارِ إذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عليه من النِّساءِ . ومن سَجَعَاتِ الأساس : هو عفيفُ الإزار خَفِيفُ الأوْزار
ويُكْنَى بالإزار عن النَّفْس والمرأَة ومنه قولُ أبي المِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأكبر الأشْجَعِيَّ كَتَب إلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه :
ألا أبْلِغْ أبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدىً لكَ مِن أخِي ثِقَةٍ إزارِي . في الصّحاح : قال أبو عَمْروٍ الجَرْمِيّ : يُرِيدُ بالإزار ها هنا المرأةَ وقيل : المرادُ به أهْلِي ونَفْسِي وقال أبو عليٍّ الفارسيُّ : إنه كنايةٌ عن الأهْل في موضع نَصْبٍ على الإغراءِ أي احْفَظْ إزارِي وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كنايةً عن النَّفْس أي فِدىً لك نَفْسِي وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض . في حديث بَيْعَة العَقَبَة : " لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نمنَعُ منه أُزُرَنا " أي نسَاءَنَا وأهلَنَا كَنَى عنهُنّ بالأُزُرِ وقيل : أراد أنفسنا وفي المُحْكَم : والإزار : المرأَةُ على التَّشْبِيه أنشدَ الفارسيُّ :
" كانَ منْها بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ . من المَجاز : الإزارُ : النَعْجَةُ وتُدْعَى للحلْبِ فَيُقَال : إزارْ إزارْ مبنيّاً على السكون والذي في الأساس : وشَاةٌ مُؤَزَّرةٌ كأنَّمَا أُزِّرَتْ بسَوادٍ ويقال لها : إزار . المُؤازَرَةُ بالهَمْز : المُسَاواةُ وفي بعض النُّسَخ : المُوَاساة والأوّلُ الصحيحُ ويَشْهَدُ للثاني حديثُ أبي بكر يومَ السَّقِيفة للأنصار : " لقد نصرْتُم وآزَرْتُم وآسَيْتُم " والمُحَاذاةُ وقد آزَرَ الشيءُ الشيءَ : ساواه وحاذاه قال امْرُؤُ القَيْسِ :
بمِحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا ... مجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِأيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وهو السِّدْرُ البَرِّيُّ لأن النَّاسَ هابوه فلم يَرْعَوْهُ المُؤازَرةُ بالهَمْز أيضاً : المُعَاوَنةُ على الأمر تقول : أردتُ كذا فآزَرَنِي عليه فلانٌ : أي ظاهَرَ وعاوَنَ يقال : آزَرَه ووازَرَه بالواوِ على البَدَل من الهَمْز هو شاذٌّ والأولُ أفصحُ وقال الفَرّاءُ : أزَرْتُ فُلاناً أزْراً : قَوَّيتُه وآزَرْتُه : عاوَنتُه والعامَّةُ تقول : وازَرْتُه . وقال الزَّجّاج : آزرْتُ الرجلَ على فلانٍ إذا أعَنْتُه عليه وقَوَّيتُه . المُؤازرةُ أن يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بعضاً فَيَلْتَفَّ ويتلاصَقَ وهو مَجازٌ كما في الأساس . وقال الزَّجّاج في قوله تعالى : " فآزَرَه فاسْتَغْلَظَ : أي فآزَر الصِّغارُ الكِبَارَ حتى استَوَى بعضُه مع بعضِ . والتَّأْزِيرُ : التَّغْطِيَةُ وقد أَزَّرَ النَّبْتُ الأرْضَ : غَطّاها قال الأعْشَى :
يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ ... مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ . من المَجَاز : التَّأْزِيرُ التَّقْوِيَةُ وقد أزَّرَ الحائِطَ إذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ به
مِن المَجاز : نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ أي بالغٌ شديدٌ وفي حَدِيث المَبْعَثِ قال له وَرَقةُ : إنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أنْصُرْكَ نَصْراً مُؤَزَّراً أي بالغاً شديداً . وآزَرُ كهاجَرَ : ناحيةٌ بين سُوقِ الأهْوازِ ورامَهُرْمُزَ ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه . آزَرُ : صَنَمٌ كان تارَحُ أبُو إبراهيمَ عليه السلامُ سادِناً له كذا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالَى : " آزَرَ أَتَتَّخِذَّ أصْنَاماً " قال : لم يَكُن بأَبِيه ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إضمارِ الفِعْل في التِّلاوة كأنّه قال : وإذ قال إبراهيمُ لأبيه أتَتَّخِذُ آزَرَ إلهاً أي أَتَّتَّخذُ أصناماً آلهةً . وقال الصّاغانِيُّ : التَّقْدِيرُ : أَتَتَّخِذُ آزَر إلهاً ولم ينتصبْ بأتَتَّخِذُ الذي بعدَه لأن الاستفهامَ لا يعملُ فيما قبلَه ولأنه قد استوفَى مفعولَيْه
آزَرُ : كَلمةُ ذَمٍّ في بعضِ اللغَاتِ أي يا أعرجُ قاله السُّهَيْلِيّ وفي التَّكملة : يا أعرجُ أو كأنّه قال : وإذْ قال إبراهيمُ لأبِيه الخاطِئ وفي التَّكْملة : يا مُخْطِئُ يا خَرِفُ وقيل : معناه يا شَيْخُ أو هي كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عن الباطل . قيل : هو اسْمُ عَمِّ إبراهِيمَ عليه وعلى محمّدٍ أفضلُ الصّلاة والسّلام في الآيةِ المذكورة وإنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أباً وجَرى عليه القرآنُ العَظيم على عادةِ العربِ في ذلك لأنهم كثيراً ما يُطلِقُون الأبَ على العَمّ وأمّا أبُوه فإنه تارَخُ بالخاءِ المُعْجَمة وقيل بالمُهْمَلة على وَزْن هاجرَ وهذا باتّفاق النَّسّابِين ليس عندَهم اختلافٌ في ذلك كذا قاله الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ أو هُمَا واحدٌ . قال القُرطُبِيُّ : حُكِيَ أنّ آزَرَ لقبُ تارَخَ عن مُقَاتِلٍ أو هو اسمُه حقيقةً حَكَاه الحَسَن فهما اسمان له كإسرائيلَ ويعقوبَ
عن أبي عُبَيْدَةَ : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْنُ مَقَادِيمِه أسودُ أو أيُّ لَوْن كانَ وقال غيرُه : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ العَجُزِ وهو موضعُ الإزارِ من الإنسان وزاد في الأساس : فإن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ وخَيْلٌ أُزْرٌ وهو مَجازٌ . من المَجَاز أيضاً : المُؤَزَّرَةُ كمُعَظَّمةٍ : نَعْجَةٌ وفي الأساس : شاةٌ كأنَّهَا . وفي الأساس : كأنَّمَا : أُزِّرَتْ بسواد ويقال لها : إزارٌ وقد تقدَّم
ومما يُستَدرك عليه : يقال : أَزَرْتُ فلاناً إذا أَلْبَسْتُه إزاراً فتَأَزَّر به تَأَزُّراً ويقال : أزَّرتُه تَأْزِيراً فتَأَزَّرَ وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ : قَوَّى بعضُه بعضاً فالتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ كآزَرَ قال الشاعرُ :
تأَزَّرَ فيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ ... رُبَاهُ وحتَّى ما تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا . وهو مَجاز وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ . وفي الأساس : ويُسَمِّى أهلُ الديوانِ ما يُكْتَبُ آخِرَ الكتابِ من نُسخَةِ عَمَلٍ أو فَصْلٍ في مُهِمٍّ : الإزارَ وأزَّرَ الكتابَ تَأْزِيراً وكَتَبَ كتاباً مُؤَزَّراًوالأُزْرِيُّ إلى الأُزْر جمعُ إزارٍ هو أبو الحسن سعدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ
" ودَعْ ذا الهوَىَ قَبْلَ القِلَى تَرْكُ ذَا الهَوىمَتِينَ القُوَى خَيْرٌ مِن الصَّرْم مُزْدَرَا ز ر ر
الزَّرُّ بالكَسْر : الذي يُوضَعُ في القَمِيص . وقال ابن شُمَيْل : الزِّرُّ : العُرْوَة التي تَجعَل الحَبَّةُ فيها . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : يقال لزِرِّ القَمِيص الزِّير بقَلْب أَحد الحَرْفين المُدْغَمين وهو الدُّجَة . ويقال لعُروَتِه الوَعْلَة . وقال اللَّيْثُ : الزِّرُّ : الجُوَيْزة التي تُجْعَل في عُرْوة الجَيب . قال الأَزْهَرِيّ : والقَوْلُ في الزِّرِّ ما قال ابنُ شُمَيل : إنَّه العُرْوَة والحَبَّة تُجْعل فيها . ج أزْرارٌ وزُرُورٌ . قال مُلْحَة الجَرْميُّ :
كأنَّ زُرُورَ القُبْطُرِيَّة عُلِّقَتْ ... عَلاَئِقُها منْه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ وعَزَاه أبو عُبَيْد إلى عَدِيّ بنِ الرِّقاع . قال شيخُنا : ثمَّ ما ذَكَرَه المُصَنِّف من كَسْره هو المَعْرُوف بل لا يكاد يُعْرَف غَيْرُه . وما في آخِرِ الباب من حاشِيَة المُطَوَّل أنه بالفَتْح كثَوْب أو كقُرّ فيه نَظَرٌ ظاهِرٌ . قلْتُ : أما الفَتْحُ فلا يكاد يُعرَف ولكن نُقِل عن ابن السِّكّيت ضَمُّه . قال في باب فِعْل وفُعْل باتفاق المَعْنَى خِلْبُ الرَّجُل وخُلْبه والرِّجْز والرُّجْز والزِّرُّ والزُّرُّ وعِضْو وعُضْو والشِّحُّ والشُّحُّ : البُخْل . قال الأَزْهَرِيّ : حَسِبْته أرادَ من الزِّر زِرِّ القَمِيص . قلتُ : ولو صَحَّ ما نقله شيخُنا من الفَتْح كان مُثَلَّثاً كما لا يَخْفَى فتأَمَّلْ . وفي حَدِيث السَّائِب بن يَزِيد في وَصْف خاتَمِ النُبوّةِ " أنه رأَى خاتمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في كَتِفِه مثل زِرَّ الحَجَلَة " . أراد بها جَوْزَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ
وقال ابنُ الأَثِير : الزِّرُّ : واحد الأزْرَار التي تُشَدُّ بها الِكلَلُ والسُّتُورُ على ما يكون في حَجَلةِ العَرُوس وقيل : الرِّوَايَة " مثْل رِزِّ الحَجَلَةِ " بتَقْدِيم الراءِ على الزاي . والحَجَلَةُ : القَبَجَةُ . قلَت : وبِقَوْل ابنِ الأثِيرِ هذا يَظْهَر أَنَّ تَخْصِيص الزِّرّ بالقَمِيص إنما هو لبَيَانِ الغَالِبِ وقد أَشار له شَيْخُنا . ومن المَجَاز : ضَرَبَه فأَصابَ زِرَّه . الزِّرُّ : عُظَيْمٌ تَحْتَ القَلْبِ كأنَّه نِصْفُ جَوْزَةٍ وهو قِوَامُه . وقيل : الزِّرُّ : النُّقْرَةُ فيها تَدُورُ واَبلِةُ الكَتِفِ وهي طَرَفُ العَضُدِ من الإِنسان . وقيل : الزِّرَّانِ : الوَابِلَتَان . وقيل : الزِّرُّ : طَرَفُ الوَرِكِ في النُّقْرَةِ وهما زِرَّانِ . ومن المَجَاز : الزِّرُّ : خَشَبَةٌ من أَخْشَابِ الخِبَاءِ في أَعْلَى العَمُودِ جَمْعه أزرَارُ . وقيل : الأزرَارُ : خَشَبَاتٌ يُخْرَزْن في أَعْلَى شُقَقِ الخِبَاءِ وأُصولها في الأرض وزَرَّها : عَمِلَ بها ذلِك . ومن المَجَاز : الزِّرُّ : حَدُّ السَّيْفِ عن ابنْ الأَعرابيِّ . وقال هِجْرِس بنُ كلُيْبَ في كلام له : " أمَا وسَيْفي وزِرَّيْه ورُمْحِي ونَصْلَيْه وفَرَسِي وأُذُنَيْه لا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيِه وهو يَنْظُر إليه " . ثم قَتَل جَسَّاساً بثَأْر أَبِيه
وأَبو مَرْيمَ زِرُّ بنُ حُبَيْش بن حُبَاشَةَ الأسَدِيّ الكُوفِيّ ثِقَة مُخَضْرَمٌ تابِعِيٌّ من قُرَّائهم . سَمِع عُمَرَ بن الخَطَّاب رَوَى عَنْه إبراهِيمُ وعاصِمُ بن بَهْدَلة قاله البخاريّ في التَّاريخ . وزِرُّ بن عبد الله بن كُلَيْب الفُقَيْمّي قال الطَّبَرِيّ : له صُحْبَة من أُمَرَاءِ الجُيُوِش . وذُو الزِّرَّيْنِ : سُفْيَانُ بن مُلْجَمٍ . أو سُفْيَانُ بن مُلْحَج القِرْدِيُّ بالكسر كما ضَبْطَه الصّاغانيّ . ويقال : إنَّه لَزِرٌّ من أَزْرَارِهَا أَي الإِبل أَي حَسَنُ الرِّعْيَةِ لَهَا . وقيل : إنه لَزِرُّ مالٍ إِذَا كان يَسوقُ الإبلَ سَوْقاً شديداً والأوّل الوَجْهُ . ورأَى عَلِيٌّ أبا ذَرٍّ فقال أبو ذَرٍّ له : " هذا زِرٌّ الدِّينِ " . قال أبُو العَبَّاس : معناه قِوَامُهِ كالزِّرّ وهو العُظَيْم الذي تحت القَلْبِ وهو قِوَامُه . وفي رِوَايَة أُخْرَى في حديث أبي ذَرٍّ في عَلِيٍّ رضي الله عنهما " إنه لَزِرُّ الأرضِ الذي تَسْكُن إليه ويَسْكُن إليها ولو فُقِدَ لأنْكَرْتم النَّاسَ " فسَّره ثَعْلَب فقال : تَثْبُت به الأرضُ كما يَثْبُت القَميصُ بزِرِّه إِذَا شُدَّ به . والزَّرُّ بالفَتْحِ : شَدُّ الأزْرَارِ . يقال : زَرَرْتُ القمَيصَ أزُرُّه بالضَّمّ إِذَا شَدَدْتَ أزْرَارَه عليك يقال : اْزرُرْ عليك قَمِيصَك وأزْرَرْتُ القَمِيصَ إِذَا جَعلْتَ له أزْرَاراً فتَزَرَّرَ . ومن المَجَاز : الزَّرُّ : الشَّلُّ والطَّرْدُ . يقال : هو يَزُرُّ الكتائِبَ بالسَّيْف وأنشد :
" يَزُرُّ الكَتَائِبَ بالسَّيْفِ زَرَّا وزَرَّه زَرَّاً : طَرَدَه . والزَّرُّ : الطَّعْنُ يقال : زَرَّه زَرّاً : طَعَنَه . والزَّرُّ : النَّتْفُ يقال : زَرَّه زَرَّاً : نَتَفَه . ومن المَجَاز : الزَّرُّ : العَضُّ يقال : زَرَّه زَرّاً : عَضَّه . والزَّرُّ : تَضْيِيقُ العَيْنَيْن يقال : زَرَّ عَيْنَيْه وزَرَّهما : ضَيَّقَهما . والزَّرُّ : الجَمْعُ الشديدُ يقال زَرّه زَرّاً إِذَا جَمَعه شَدِيداً وهو مَجَاز . والزَّرُّ : نَفْضُ المتاعِ . وزَرُّ جَدٌّ لعبد الله الخُوَارِيِّ من أهل خُوَارِ الرّيّ وهو عبدُ الله بن مُحَمَّد ابن عَبِد الله بْنِ مُحَمَّد بن عبَد الله بن زَرٍّ . والوازمِ بن زَرٍّ الكَلِبيّ : صحابيٌّ وله وِفَادة نقله الصَّغَاِنيٌّ . وزَرُّ بن كَرْمَانَ الرَّازِيُّ : له ذِكْرٌ . وزَرَّ يَزِرُّ : زادَ عَقْلُه وتَجَارِبُه . وزَرِرَ كسَمِع إِذَا تَعَدَّى على خَصْمِه . وزَرِرَ أيضاً إِذَا عَقَلَ بعْدَ حُمْقِ . والزَّرِيرُ كأمير : الذَّكِيُّ الخَفِيفُ من الرّجال وأنشد شمر :
يَبِيت العَبْدُ يَرْكَب أجْنَبَيْه ... يَخِرُّ كأنَّه كَعْبٌ زَرِيرُ كالزُّرَازِرِ كعُلابِطٍ . يقال : رَجُلٌ زُرَازِرٌ ورِجَالٌ زَرَازِرُ . وأنشد :
" ووَكَرَى تجَرِي على المَحَاوِرِ
" خَرْسَاءَ من تَحْتِ امْرِئٍ زَُازِرِ والزَّرْزَارِ كصَرْصَار وهو الخَفِيفُ السَّرِيع . وقال الأَصمَعِيّ : فلانٌ كَيِّسٌ زَُزِارٌ أَي وَقَّادٌ تَبْرُقُ عَيْنَاه . والزَّرِيرُ : نَبَاتٌ له نَوْرٌ أصْفَرُ يُصبَغُ به من كلام العَجَم . والزَّرِيرُ - مصدرُ زَرَّت عَيْنه تَزْرُّ بالكَسْر : - تَوَقُّدُ العَيْنِ وتَنَوُّرُهَا . يقال : عَيْنَاه تَزِرَّانِ زَِيراً أَي تَوَقَّدانِ وقال الفَرّاءُ : عَيناه تَزِرَّانِ في رأْسِه إِذَا تَوقَّدتَاوالزُّرْزُورُ بالضَّمّ : المَرْكَبُ الضَّيِّقُ . والزُّرْزُور : طائِرٌ كالقُنْبَرة . وَزَرْزَرَ إِذَا صَوَّتَ والزَّرازيِر تُزَرْزِرُ بأَصواتها زَْزَرَةً شَدِيدةً . وقال ابن الأَعرابيِّ : زَرْزَرَ الرَّجلُ : دَامَ على أكلِه أَي الزُّرْزُورِ . وزَرْزَرَ بالمكانِ : ثَبَتَ . وتَزَرْزَرَ إِذَا تَحَرَّكَ . ولا يَخْفَى ما بَيْن ثَبَتَ وتَحَرَّك من حُسْنِ المقابلة وحُسْنِ التَّصرّف في الإِيراد فإن بعضاً منه من تَتِمَّة كلام ابن الأَعرابيِّ . والزّارَّةُ بتَشْدِيد الراءِ : الذُّبَابَةُ الشَّعْرَاءُ . وفي بعضِ النُّسخ : الذُّبَابُ ومثلُه في التَّكْمِلَة على أنه اسمُ جِنْس جَمْعِيّ يجوز تذَكْيِرهُ وتَأْنِيثُه . والشَّعْرَاءُ : ذُبابٌ أزرَقُ أو أحمرُ كما يأْتِيّ . والزِّرَّةُ بالكَسْر : أَثَرُ العَضَّةِ وقيل : هي العَضَّة بنَفْسِهَا . وزِرَّةُ : اسم فَرَس العَبّاسِ بن مرِداسٍ السُّلَمِيّ الصحابِيّ رضي الله عنه ويُفْتَح . وكان يُقالُ له في الجَاهِلِيَّة فارِسُ زِرَّةَ . وهي التي أخذَتْها منه بَنُو نَصْر . وزِرَّةُ : فَرَسُ الجُمَيْحِ بن مُنْقِذ بن طَرِيف الأسَدِيّ . وعبد الله بن زُرَيْرٍ كزُبَيْرٍ الغافِقِيُّ تابِعِيٌّ يَروِي عن عليّ عِدادُه في أهلِ مصر . روَى عنه أبو الخَيْر مَرْثَدُ بن عبد الله اليَزَنِيّ قاله ابن حِبَّان
والزَّرَازِرَةُ : البَطَارِقَةُ كُبراءُ الرُّوم جَمْعُ زِرْزَار بالكَسْر وفي التَّكْمِلة : الزَّرَاوِرَةُ : البطارِقُة الواحِدَ زِرْوَارٌ . وزَرِيرانُ مثنى زَرِير : ة بِبَغْدَادَ وضَبَطه الصَّاغانِيُّ هكذا
أبو يُونُس سَلمُ بن زَرِيرٍ كجَرِيرٍ وقال ابنُ مَهْدِيّ : سَلْم ابن رَزْينٍ والصحيح زَرِير : من تابِعِي التّابِعِين عُطَارِدِيٌّ بَصْرِىٌّ . سمع أبَا رَجَاءٍ العُطَارِدِيّ وخَالِدَ بن باب رَوَى عنه عَبْدُ الصّمَد أبُو الوَليِد هِشَامٌ كذا في تاريخ البخاريّ . وهو زُرْوُرُ مالٍ بالضَّمّ وزِرُّه بالكَسْر : عالمٌ بمَصْلَحِتِه وحَسَنُ القِيَامِ عليه ونصّ الجَوْهَرِيّ يقال للرَّجُلِ الحَسَنِ الرِّعْيَة للِإبل : إنّه لَزِرٌّ من أزْرَارِهَا . والزُّرَارَةُ بالضَّمّ : كُلُّ ما رَمَيْتَ به في حائِطٍ أو غيرِهِ فلَزِقَ به وبه سُمِّيَ الرَّجلُ . وزُرَارَةُ بن أوْفَى النَّخَعِيّ تُوفِّيَ زَمَنَ عُثْمَانَ قاله ابن عبد البَرّ
زُرَارةُ بن جُرَيٍّ هكذا في النُّسخ بالجِيمِ والراءِ مُصَغَّراً . وفي تاريخ البُخَارِيّ : جزى بالزاي مُكبرَّاً روَى عن المُغِيرَة بن شُعْبَةَ رَوَى عنه مَكْحُولٌ . وقال سَعْدَانُ بن يَحْيَى : زُرَارَةُ سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم . زُرَارَةُ بن عَمْرٍو النَّخْعِيّ : قَدِمَ في وَفْدٍ سنةَ تِسْعٍ له رِوايَةٌ . زُرَارَةُ بنُ قَيْس بن الحارث ابن فِهْرٍ الخَزْرَجِيّ النَّجّارِيّ قُتِلَ يَوْمَ اليمامَةِ قاله أبو عمرٍو
زُرَارُة : أبو عَمرٍو غيرُ مَنْسوب . قيل : هو النَّخَعيّ . وقيل : غير ذلك صحابِيّون
زُرَارَةُ : مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ . زُرَارَةُ : بن يَزِيدَ بن عَمْرو البَكَّاِئيُّ . المُزَارَّةُ بتَشْدِيد الرَّاءِ : المُعَاضَّةُ . قال أبو الأسْود الدُّؤلِيّ وسأل رَجلاً فقال : ما فَعلَت امرأَةُ فلانٍ التي كانَت تُشَارُّه وتُهَارُّه وتُزَارًّه ؟ أَي تُعَاضُّه . وقولُ الجَوْهَرِيّ : إِذَا كانت الإبلُ سِمَاناً قيل : بِهاِزرّةٌ
قال الصَّغَانِيّ : وهذا تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ وتَحْرِيفٌ شَنِيع وإنما هي بَهَازِرَةٌ على وَزْن فَعَالِلَةٍ ومَوْضِعُه فَصْلُ الباءِ الموحّدَة وقد سبقَ التنبيهُ عليه في بَهْزَر . وزُرْزُرُ بن صُهَيْبٍ بالضَّمّ كقُنْفُذ مُحَدِّثٌ من أهْل شَرْجَةَ مَوْلًى لآلِ جُبَيْر بن مُطْعِمٍ سَمِعِ عَطَاءً . روَى عنه ابن عُيَيْنَةَ قوله حِجِازِيٌّ . كذا في تارِيخِ البُخَارِيّ
ومما يستدرك عليه : المَزْرُور : زِمَامُ النّاقَة لأنّه يُضْفَر ويُشَدّ . قال مَرَّار بن سَعِيدٍ الفَقْعَسِيّ :
تَدِينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ ... مِن الشَّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُهاأي تُِيع زِمَامَهَا في السَّيْر فلا يَنَال راكبَهَا مَشقَّةٌ قاله ابن بَرِّيّ . ويقال للحَدِيدة التي تُجْعَل فيها الحَلْقَة التي تُضرَب على وَجْه البَابِ لإصفاقه : الزِّرَّة قاله الجَاحظِ . وأنشد ثعلب :
كأَنَّ صَقْباً حَسَنَ الزَّرْزِيرِ ... في رأْسِهَا الرَّاجِفِ والتَّدْمِيرِ فسّره وقال : عَنَى به أنَّها شَدِيدةُ الخَلْق . قال ابنُ سِيدَه : وعنْدي أنه عَنَى طُولَ عُنُقِها . شَبَّهه بالصَّقْب وهو عُودُ الخِبَاءِ . وحِمَارٌ مِزَرٌّ بالكَسْر : كَثِيرُ العَضِّ . والزَّرَّة : الجِرَاحَةُ بِزِرِّ السَّيْفِ . والزِّرَّة : العَقْل . وزُرَارَةُ بن عُدَسَ التّميميّ أبو حاجِبٍ صاحبِ القَوْس . وفي المَثَل " أَلْزَمُ من زشرٍّ لِعُرْوَةٍ " . وأَزَرَّ القَمِيصَ : جعَل له زِرّاً وأَزرَّه : لم يكن له زِرٌّ فجَعَلَه له . وقال أبُو عُبَيْد : أزْرَرْتُ القَمِيصَ إِذَا جَعَلْت له أزْرَاراً وزَرَرْتُه إِذَا شَدَدْت أزْرارَه عليه حكاه عن اليَزِيديّ . وزَرَّرَهُ : جعَلَه ذَا أزرَارٍ قاله الزَّمَخْشَرِىّ . وأَعْطَانِيه بزِرِّه أَي بِرُمَّته وهو مَجَاز . وزُرَارَةُ بن كَريم بن الحارث بن عَمْرو السَّهْمِيّ وزُرَارَةُ بن مُصْعَب ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْرِيّ وزُرَارَةُ بن مُصْعَب بن شَيْبَةَ وزُرَارَةُ ابن أبي الحَلال العَتَكشيّ وزُرَارَةُ ابن عبد الله بن أبي أُسيد مُحَدِّثون . وزِرُّ بن عبدِ الله الكوُفِيّ بالكسر قَدِم بُخَارَى مع قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم الباهِلّي . ومن وَلَدِه بها أبو الفَوَارِس أحمدُ بن مُحَمَّد بن جُمْعَةَ بن السَّكَن بن أُميَّة بن زِرٍّ النَّسَفِيّ توفي سنة 366 وحَدَّث وزُرَارةُ بن أعْيَن القائِل بحُدُوثِ عِلْمِ الله وقُدرتهِ وحَياتِه وسَمْعِه وبَصَرِه رئيس الزُّرَارِيَّةِ من غُلاَةِ الشِّيَعة