الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل ...
الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء وفي الحديث البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا ( * قوله « ما لم يفترقا » كذا في الأصل وعبارة النهاية ما لم يتفرقا وفي رواية ما لم يفترقا ) اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل هو بالأَبدان وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين وبه قال الشافعي وأَحمد وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول فإِن رواية ابن عمر في تمامه أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا وفي حديث عمر رضي الله عنه فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين يقول إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة وفي حديث ابن عمر كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما وفي الحديث من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل وقوله تعالى وإِذ فَرَقْنا بكم البحر معناه شققناه والفِرْقُ القِسْم والجمع أَفْراق ابن جني وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر بتشديد الراء شاذة من ذلك أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق والفِرْقُ الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه ومنه قوله تعالى فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم التهذيب جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق وفي التنزيل فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين قال اللحياني وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا بكسر الراء وفَرَّقَ بينهم كفَرَقَ هذه عن اللحياني وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً الأَخيرة عن اللحياني الجوهري فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق قال وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا والفُرْقة مصدر الافْتِرَاقِ قال الأَزهري الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ وفي حديث ابن مسعود صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً بايَنَهُ والاسم الفُرْقة وتَفَارق القومُ فَارَقَ بعضهم بعضاً وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً بايَنَها والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق والفِرْقةُ طائفة من الناس والفَرِيقُ أَكثر منه وفي الحديث أَفارِيق العرب وهو جمع أَفْراقٍَ وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ قال ابن بري الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه والفَرِيقُ المُفارِقُ قال جرير أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ ؟ قال وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق والفِرْقُ طائفة من الناس قال وقال أَعرابي لصبيان رآهم هؤُلاء فِرْقُ سوء والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ ونيَّة فَرِيقٌ مُفَرَّقة قال أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا ؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق وفي التنزيل عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ وقول الشاعر أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف قال ابن بري والرجز لغنية الأَعرابية وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما والفَرْقُ تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان والفَرْقُ الفصل بين الشيئين فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً فصل وقوله تعالى فالفَارِقاتِ فَرْقاً قال ثعلب هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام وقوله تعالى وقرآناً فَرَقْناه أَي فصلناه وأَحكمناه مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ التهذيب قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس وقال الليث معناه أَحكمناه كقوله تعالى فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم أَي يُفَصَّل وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً والمعنى أَحكمناه وفصلناه وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه بالتثقيل يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه سَرَّحه والفَرْقُ موضع المَفْرِق من الرأْس وفَرْقُ الرأْس ما بين الجبين إِلى الدائرة قال أَبو ذؤيب ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك وسط رأْسه وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ ويقال للماشطة تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً والمَفْرَق والمَفْرِقُ وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر وكذلك مَفْرَق الطريق وفَرَقَ له عن الشيء بيَّنه له عن ابن جني ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان والفَرَقُ في النبات أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له إِذا لم تكن ( * الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة ) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً وقال أَبو حنيفة نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض ورجل أَفْرقُ للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة بيِّن الفَرَق ( * بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق ) وكذلك اللحية وجمع الفَرَق أَفْراق قال الراجز يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج والأَفْرَقُ خِلْقة والفرقاءُ من الشاءِ البعيدة ما بين الخصيتين ابن سيده الأَفْرقُ المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ وتَيْس أَفْرَقُ بعيد ما بين القَرْنَيْن وبعير أَفْرَقُ بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ وديك أَفْرَقُ ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق وذلك لانفراج ما بينهما والأفْرَقُ من الرجال الذي ناصيته كأَنها مفروقة بيِّن الفَرَقِ وكذلك اللحية ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وقيل الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره وقيل هو الناقص إِحدى الوركين قال ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب من القِرْقِ البطاء وقال القِرْقُ الأَصل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذه الرواية وفي التهذيب الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وفرس أَفْرَقُ له خصية واحدة والاسم الفَرَقُ من كل ذلك والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً والمَفْروقان من الأَسباب هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ والفُرْقانُ القرآن وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل فهو فُرْقان ولهذا قال الله تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان والفُرْق أَيضاً الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران وقال الراجز ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها الفُرْقان من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام ويقال فَرَقَ بين الحق والباطل ويقال أَيضاً فَرَقَ بين الجماعة قال عدي بن الرِّقاع والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه والفُرْقان الحُجّة والفُرْقان النصر وفي التنزيل وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل التهذيب وقوله تعالى وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون قال يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل وقال الفراء آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ قال والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول والفَارُوقُ ما فَرَّقَ بين شيئين ورجل فارُوقٌ يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل والفارُوقُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل وفي التهذيب لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره وقيل إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل وقد انْفَرَقَ وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح لغة في فَلَق الصبح وقيل الفَرَقُ الصبح نفسه وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق قال وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح وأَنشد حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها وقيل هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض وجمعها فُرَّق وفَوارِق وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً وكذلك الأَتان وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق قال ذو الرمة أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق وقال ابن سيده سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام قال ابن بري ويجمع أَيضاً على فُرَّاق قال الأَعشى أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع وأَفْرَقَتِ الناقة أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه وناقة مُفْرق فارقها ولدها وقيل فارقها بموت والجمع مَفارِيق وناقة مُفْرِق تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح ابن الأَعرابي أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها قال الليث والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً قال الأَزهري وكل عَليلٍ أَفاق من علته فقد أَفْرَقَ وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم برأَ ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما وقال اللحياني كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك قال أَعرابي لآخر ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود ؟ فقال الرُّحَضاءُ يقول ما علامة برء المحموم فقال العَرَق وفي الحديث عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون والفِرْقُ بالكسر القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ وقيل هو ما دون المائة من الغنم قال الراعي ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ القطعة من الغنم ويقال هي الغنم الضالة وهَجْهَجْ زجر للسباع والذِّئاب والناعق الراعي والفَريقُ كالفِرْقِ والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم الضالة وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه أَضلَّها وأَضاعها والفَريقةُ من الغنم أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم قال كثيِّر وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ الفَرِيقةُ القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها وقيل هي الغنم الضالة وفي حديث أَبي ذر سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ الفِرْقُ القطعة من الغنم وقال ابن بري في بيت كثيِّر والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله تُوالي الزِّمامَ إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده والفِرْقَةُ من الإِبل بالهاء ما دون المائة والفَرَقُ بالتحريك الخوف وفَرِقَ منه بالكسر فَرَقاً جَزِع وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من قال حين مثّل نصب قولهم أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً وفَرِقَ عليه فزع وأَشفق هذه عن اللحياني ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ فَزِعٌ شديد الفَرَق الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة وفي المثل رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً والفَرُوقة الحُرْمة وأَنشد ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له قال ابن بري شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم إِنِّي حَلَلْتُ وكنتُ جدّ فَرُوقة بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً شاهده قول حميد بن ثور رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً هو بالتحريك الخوف والجزع يقال فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً وفي حديث أَبي بكر أَباللهِ تُفَرِّقُني ؟ أَي تخوِّفني وحكى اللحياني فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته قال ابن سيده وأراها فَرَّقت بتشديد الراء لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي وتقول فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب سَلَحَ أَنشد اللحياني أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي فأَفْرَقَ من حِذَاري أَو أَتاعا قال ويروى فأَذْرَقَ وقد تقدم والمُفْرِقُ الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد والأَول أَصح قال رؤْبة حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة وقيل هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء قال أَبو كبير ولقدْ ورَدْتُ الماء لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري صوابه ولقد ورَدتَ الماء بفتح التاء لأَنه يخاطب المُرِّيّ وفي الحديث أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء والفَرُوقة شحم الكُلْيَتَيْنِ قال الراعي فبتْنَا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين وأَفرقوا إِبلهم تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها والفَرْقُ الكتَّان قال وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف وقيل هو أَربعة أَرباع وقيل هو ستة عشر رطلاً قال خِدَاشُ بن زهير يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان وأَنشد أَبو زيد تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع وقالت عائشة كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ قال أَبو منصور والمحدِّثون يقولون الفَرْق وكلام العرب الفَرَق قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ ابن الأَثير الفَرَقُ بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز وقيل الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع فأَما الفَرْقُ بالسكون فمائة وعشرون رطلاً ومنه الحديث ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام وفي الحديث الآخر من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله ومنه الحديث في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل وفي حديث طَهْفة بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها وبعضهم يقوله بفتح الفاء وهو مكيال يكال به اللبن ( * قوله « يكال به اللبن » الذي في النهاية البرّ ) والفُرقان والفُرْقُ إِناء أَنشد أَبو زيد وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن وقال أَبو مالك الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما والفُرقان قدحان مفترقان وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل قال أَبو حاتم في قول الراجز ترفد بعد الصف في الفرقان قال الفُرْقان جمع الفَرْق والفَرْق أَربعة أَرباع والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن ابن الأَعرابي الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة ويقال وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا ويقال فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح والفَرِيقُ النخلة يكون فيها أُخرى هذه عن أَبي حنيفة والفَرُوق موضع قال عنترة ونحن مَنَعْنا بالفَرُوقِ نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق موضع في ديار بني سعد أَنشد رجل منهم لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب ؟ هو جمع أَفْراق وأَفْراقٌ جمع فِرْق والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر وفي حديث ابن عباس فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر وقال بعضهم الرواية فُرِقَ على ما لم يسمَّ فاعله ومَفْروق لقب النعمان بن عمرو وهو أَيضاً اسم ومَفْرُوق اسم جبل قال رؤبة ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص هَضْبة بين البصرة والكوفة والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ اسم بلاد وهي مخففة الياء وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت وفي الحديث في صفته عليه السلام أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل وفي الحديث تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان
الترياق بالكسرة دواء مركب من أجزاء كثيرة ويطلق على ماله زهرية ونفع عظيم سريع وهو الآن يطلق على العادي الذي اخترعه ماغنيس الحكيم وتممه أندروماخس القديم بعد ألف ومائة وخمسين سنة بزيادة لحوم الأفاعي فيه وبها كمل الغرض وهو مسميه بهذا الاسم لأنه نافع من لدغ الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء بالكسر ونافع أيضاً من الأدوية المشروبة السمية وهي باليونانية قا آ ممدودة ثم خفف وعرب ويقال بالدال أيضاً بدل التاء وفي العباب الترياق دواء السموم فارسي مركب وقال غيره : لغة في الدرياق وفي حديث ابن عمر : ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقاً إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر وهي حرام نجسة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به وقيل الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله وفي الحديث إن في عجوة العالية ترياقاً وهو طفل إلى ستة أشهر ثم مترعرع إلى عشرين سنة في البلاد الحارة وعشرين في غيرها ثم يقف عشراً فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير كبعض المعاجين كما في نص القانون للرئيس وقال الحكيم داود وممن زاد فيه من الحُكماءِ : أُقْلِيدِس وفلاغُورس وفرافيلس وساغورس ومارينوس حتى جاءَ جالِينوسَ فغير فيه أَوْزاناً وخالَفَ أَوْضاعاً وكان الشيخُ الرَّئِيسُ يَقُول : إِن جالِينُوسَ أَفْسَدَه وأَما عَدَدُ مُفْرَداتهِ فنِهايَتُها تِسْعُون وأَقَلّها أَربع وسِتُّون ويَضْمَحِلُّ الخلافُ بعد مُفرداتِ الأَقراص وعَدَمه وقِيل : إِنَّ النِّهايَةَ سِت وتِسْعُون
قلتُ : وقد سَرَدَهُم الرَّئِيسُ في القانون بأَبْسَطِ عبارَةٍ وأَوْضَح إِشارَةٍ وذَكَر الاخْتِلافَ في عُمُرِه وخَواصِّ فمن أَرادَ ذلِكَ فليُراجِعْ كُتُبَ الرَّئِيسِ فإِنِّ فيها مَقْنَعاً للطالبِ واللهُ أَعلمُ
وتِرْياقُ : ة بهراةَ مِنْها : أَبو نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحَّمدِ بن ثُمامَةَ التِّرْياقِيُّ عن أَبِي محَّمدٍ عبدِ الجَباّرِ بنِ محمّدِ الجَرّاحِيِّ المَرْوَزِيِّ وعنه أَبو الفتحِ عبدُ المَلِكِ بن عَبْدِ الله الكَرُوخِيّ في مُسْنَدِ صَحِيح مُسْلم . وأَمّا لسَلامَةُ بنُ ناهِضٍ التِّرْياقِيُّ المَقدسي فإِنه إِلى عَمَلِ التِّرْياقِ المَعْجُونِ المَشْهُورِ رَوَى عنه أَبُو القاسم الطَّبَرانيُّ . والترْياقُ : فرَسٌ كانَ للخَزْرَخِ قالَ إِبراهيمُ بنُ بشيرٍ الأنْصارِيّ :
بَيْن القَتادِيّ والترْياقِ نِسْبَتُها ... جَرْداءُ مَعْرُوقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ والترْياقُ : الخَمرُ كالترْياقَةِ هكَذا كانَت العَرَبُ تُسَمِّيها لأَنَّها فِيما يزْعُمون تَذْهَبُ بالهَمِّ كما في الصِّحاحِ وفي العُبابِ : دَواء للهُمُومِ . قلتُ : ولِذا تسمى أَيضاً صابُونَ الهموم ومنه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :
سقَتْنِي بصَهْباءَ تِرْياقةٍ ... مَتى ماتلَيِّنْ عِظامِى تَلِنْ ويُرْوَى دِرْياقَةٍ وسيأْتي . والتَّرْقُوَةُ بالفَتْح ولا تُضَمُّ تاؤُه كما في الصِّحاح : العُظَيْمُ الَّذِي بينَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ وهما تَرْقُوَتانِ تكونُ للناسِ وغيرِهم ج : التراقِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ في صِفَة قَطاةِ :
قرَت نطْفَةً بينَ التَّراقِي كأَنَّها ... لَدَى سَفَطٍ بينَ الجَوانح مُقْفَلِ وقالَ الفراءُ : قالَ بعضُهُم : التَّرايِقُ : التراقِي وأَنْشدَ يَعْقُوبُ :
هُمُ أَوْرَدُوكَ المَوْتَ حِينَ أتَيْتَهَم ... وجاشَتْ إِليكَ النَّفْسُ بينَ الترايِقِ وَزْنُه : فَعْلُوَةٌ بالفتح لقَوْلهم ترْقَيْتُه تَرْقاةً أَي : أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وقد أَعادَ المُصَنِّفُ التَرْقوَةَ أَيضاً في المُعْتَلِّ بالواو أَصَالَةً وفي قرن استِطْراداً فتأمل
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الترَقُ محرَّكَةً : شَبِيهٌ بالدَّرَج قالَ الأَعشىَ :
ومارِدٌ من غُواةِ الجنِّ يحْرسُها ... ذُو نِيقَهٍ مُسْتَعِد دُونَها تَرَقَا دُونها : يعني دُونَ الدرَّةِ . ويُقال : بَلَغَت الروح التَّراقِيَ : إِذا شارَفَ المَوْتَ
فرَق بيْنَهُما أي : الشيئيْن كما في الصِّحاح رجُلين كانا أو كَلامَين وقيل : بل مطاوع الأول التّفرُّق ومُطاوع الثاني الافْتِراق كما سيأتي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً بالضّمِّ : فصَل . وقال الأصبهانيّ : الفَرْق يُقارِب الفَلْق لكن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق والفَرْق ...
فرَق بيْنَهُما أي : الشيئيْن كما في الصِّحاح رجُلين كانا أو كَلامَين وقيل : بل مطاوع الأول التّفرُّق ومُطاوع الثاني الافْتِراق كما سيأتي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً بالضّمِّ : فصَل . وقال الأصبهانيّ : الفَرْق يُقارِب الفَلْق لكن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال ثم الفَرْقُ بينَ الشيئين سَواءٌ كان بما يُدرِكُه البَصَر أو بما تُدرِكُه البَصيرة ولِكُلٍّ منهما أمثلة يأتي ذكرُها . قال : والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ ؛ لأنّه يُستَعْمَلُ في الفَرْقِ بين الحقِّ والباطِل والحُجّة والشُبْهة كما سيأتي بيانُها . وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فيه على أنّه من حدِّ نصَر . ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب قال : وبه قُرِئَ : ( فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين ) قُلت : وهذه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قرأ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء . وقولُه تَعالَى : ( فيها يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حكيم ) . قال قَتادةُ أي : يُقْضَى وقيل : أي يُفصَلُ ونقَلَه اللّيْثُ . وقولُه تَعالَى : ( وقُرآناً فَرَقْناه ) أي : فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فيه الأحكامَ هذا على قِراءَةِ من خفّف . ومن شدّد قال : معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً في أيّامٍ ورُوِي عن ابنِ عبّاس بالوَجْهين . وقولُه تعالى ( وإذ فَرَقْنا بكُم البَحْر ) أي : فلَقْناه . وقد تقدّم الفَرْق بين الفَلْق والفَرْق . وقوله تَعالى ( فالفارِقاتِ فَرْقاً ) قال الفرّاءُ : هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بين الحقِّ والباطِل وقال ثعلبٌ : تُزَيِّلُ بين الحلالِ والحَرام . وفي المُفردات : الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب ما أمَرَهُم الله تعالى . والفَرْقُ : الطّريقُ في شَعَرِ الرّأس . ومنه الحديثُ عن عائِشةَ رضيَ الله عنها : كُنتُ إذا أردْتُ أن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه وأرْسَلْتُ ناصِيَته بين عيْنَيه . وقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه - من حَدّي نصَر وضَرَب - فرْقاً : سرّحه . ويُقال : الفَرْقُ من الرّأس : ما بينَ الجَبين الى الدّائرةِ . قال أبو ذؤيْب :
ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأسِ في ضيقِه ومَفْرَقه . ومَفْرِقُه كذلك : وسْط رأْسه . والفَرْق : طائِرٌ ولم يذكُره أبو حاتِم في كِتابِ الطّير . والفَرْق : الكَتّان . ومنه قولُ الشاعِر :
وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ له انتِصابُ والفَرْقُ : مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة اختُلِف فيه . فقيل : يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً وذلك ثَلاثَة آصُعٍ . وفي حديثِ عائشةَ رضي الله عنها : كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يقال له الفَرْق . قال الأزهريّ : يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك وهو كلامُ العَرَب أو هوَ أفصَحُ . قال ذلك أحمد بنُ يحيى وخالِدُ بنُ يَزيدَ أو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وهي اثْنا عشَر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أهلِ الحِجاز نقَلَه ابنُ الأثير وهو قولُ أبي الهَيْثم . أو هو أرْبَعة أرْباعٍ وهو قولُ أبي حاتِم . قال ابنُ الأثير : وقيلَ : الفَرَق : خمْسةُ أقْساط والقِسْطُ : نِصفُ صاعٍ . فأما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً . ومنه الحديث : ما أسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحَسْوَةُ منه حَرامٌ . وقال خِداشُ بنُ زُهَيْر :
يأْخُذونَ الأرْشَ في إخْوَتِهم ... فَرَقَ السّمْنِ وشاةً في الغَنَمْ ج : فُرْقانٌ وهو قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن وحُمْلان وحَمَل . وأنشَدَ أبو زيْد :
" تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ في فُرْقان كما في الصحاح . وسِياقُ المصنف يقتَضي أنه جمْع للسّاكِن فقط وفيه قُصور وقد تقدّم معْنى الصّفِّ في موضِعِه . والفاروقُ : ما فَرَق بين الشّيئَيْن . ورجلٌ فاروقٌ : يُفرِّقُ بين الحَقِّ والباطِل . والفاروقُ : اسمُ سيّدِنا أميرِ المؤمنين ثاني الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه ؛ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل . وقال إبراهيمُ الحَرْبيّ : لأنه فَرَق به بين الحقِّ والباطل . وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي :" يا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه
" سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ ففَرَق بيْن الإيمان والكُفْر قاله ابنُ دريدٍ . وقال الليْثُ : لأنه ضرَبَ بالحق على لسانِه في حديثٍ طويل ذكَره فيه أن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ وقيل : جِبْريلُ عليه السّلامُ وهذا يومِئُ إليه كلامُ الكشّافِ أو النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وصحّحوه أو أهلُ الكِتاب . قال شيخُنا : وقد يُقال : لا مُنافاةَ . وقال الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز :
أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه ... فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع به الأُمَمُ وقال عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أيضاً :
إنّ أوْلَى بالحَقِّ في كلِّ حَقٍّ ... ثم أحْرَى بأن يكون حَقيقا
مَنْ أبوه عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا ... نَ ومَنْ كان جدُّه الفارُوقا والتِّرْياقُ الفاروقُ . وفي العُباب : تِرْياقُ فاروق : أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بين المَرَض والصّحّة وقد مرّ تركيبُه في ت ر ق والعامة تقول : تِرْياقٌ فاروقيّ . وفَرِق الرجلُ منه كفَرِح : جَزِع وحَكَى سيبَويه . فرِقَه على حذْفِ من قال حين مثّل نصْبَ قولِهم : أو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ أي : أو أفرَقَك فَرَقاً . وفَرِقَ عليه : فَزِع وأشفَقَ هذه عن اللِّحْيانيّ . ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ . قال ابنُ دُريد : رجلٌ فَروقة وكذلك المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة وما أشْبَهَ ذلك وأنْشَد :
" ولقد حَلَلْتُ وكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ به الشُجاعُ فيَفْزَعُ قال : ولا جمعَ للفَروقَةِ . وفي المَثَل : رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا في المُحيط قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم حين شامَ ليثٌ أخوه الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه فقال مالك : لا تَفْعَلْ فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب فعصاه وسار بأهْلِه فلم يَلْبَثْ يَسيرا حتى جاءَ وقد أُخِذَ أهْلُه . ويُشَدَّد أي : الأخيرة وهذه عن ابنِ عبّاد ونَقَله صاحبُ اللّسان أيضاً . أو رجُلٌ فَرِقٌ ككَتِف ونَدُسٍ وصَبور ومَلولَة وفرّوج وفاروق وفاروقَة : فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع الهاءُ في كلِّ ذلِك ليست لتأنيثِ المَوصوفِ بما هي فيه إنّما هي إشْعارٌ بما أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة . أو رَجُلٌ فَرُقٌ كَنَدُس : إذا كان الفَرَقُ منه جِبِلّةً وطَبْعاً . ورجُلٌ فَرِقٌ ككَتِف : إذا فَزِعَ من الشّيْء . وقال ابنُ بَرّي : شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر :
بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً ... وتترُك ذا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا قال وشاهدُ امرأة فَروق قولُ حُمَيْدِ بنِ ثوْر :
رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً ... وفي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس : وسَطُ الرّأْسِ وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشَّعر . يُقال : الشّيْبُ في مَفرِقِه وفَرْقِه . ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ في مَفارِقِهم . والمَفْرَقُ من الطّريق : المَوْضِعُ الذي يتشعّبُ منه طريقٌ آخَر يُرْوَى أيضاً بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج : مَفارِقُ . وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع منه مَفْرِقاً فجمَعوه على ذلك . ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عنها : كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ في مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم وهو مُحرِمٌ . وقال كعْبُ بنُ زُهَيْر - رضي الله عنه - :
" نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ
" ولاحَ بشَيْبٍ في السّوادِ مَفارِقُهْومن المَجاز قولهم : وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أي على وُجوهِه الواضحة . وفَرَقَ له الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ أي : اتّجَه له طَريقان كذا في العُبابِ والصّحاح واللّسان أو اتّجَه له أمْر فعَرَفَ وجْهَه . ومنه حديثُ ابنِ عبّاس : فرَقَ لي رأيٌ أي بَدا وظَهَر . وفرَقت النّاقَةُ أو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ : أخذَها المَخاضُ فندّتْ أي ذهبَت نادّةً في الأرْضِ فهِي فارِقٌ كما في الصّحاح وفارِقَةٌ أيضاً كما في المُفْردات . وقيل : الفارِقُ من الإبل : التي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها . وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ كما في الصِّحاح . وكذا أنشدَه الرِّياشيّ له وقال الزّياديّ هو عُمارةُ بنُ أرْطاةَ :
" اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ
" ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ
" من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وقال ابنُ الأعرابيّ : الفارِقُ من الإبِل : التي تشْتَدُّ ثم تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ ما يَمرّ بها من الوَجَع . ج : فوارقُ وفُرَّق كرُكَّع وفُرُق مِثْل : كُتُب وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري : ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عن السّحابِ بهذه النّاقة فيقال : فارِقٌ . وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً :
أو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها ... تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ والجمْع كالجَمْع . وقال غيرُه : الفارِقُ : هي السّحابةُ المُنفَردة لا تُخْلِفُ وربّما كان قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ . وقال ابنُ سيدَه : سحابَةٌ فارِقٌ : منقطعة من مُعظَمِ السّحاب تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل . قال عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً :
له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حولَه ... يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا قال الجوهَريّ : فجعَل له سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً في الكَلام . والفَرَق مُحَرَّكة : الصُّبْحُ نفْسُه أو فَلَقُه . قال الشاعرُ ذو الرُمّة :
حتى إذا انْشَقّ عن إنسانِه فَرَقٌ ... هادِيه في أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ ويُرْوَى فَلَق : ويُرْوَى : عنْ أنْسائِه . وقيلَ : الفَرَقُ : هو ما انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل . وقد انْفَرقَ وعلى هذا أضافوا فقالوا : أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ لُغَةٌ في فَلَقِ الصُبْحِ . والفَرَق : تباعُدُ ما بيْن الثّنِيّتَيْنِ يُقال : رجلٌ أفرَقُ : إذا كان في ثَنيَّتِه انْفِراجٌ نقله ابنُ خالَوَيْه في كتاب ليْس . والفَرَق : تباعُدُ ما بيْنَ المُنسِمَيْن . يُقال : بَعيرٌ أفرَقُ : بعيدُ ما بيْنَ المَنْسِمَيْن عن يعقوبَ . والفَرَق في الخَيْل : إشْرافُ إحْدى الوَرِكَيْنِ على الأخْرَى . وقيل : نقْصُ إحْدَى فخِذَيْهِ عن الأخْرى . وقيل : هو نقْصُ إحدَى الوَرِكَيْن وهو مكْروهٌ . يُقال من ذلك : فرَسٌ أفرَقُ . وفي التّهذيب : الأفرَقُ من الدّوابِّ : الذي إحدى حُرْقُفَتَيْهِ شاخِصةٌ والأخْرى مُطْمَئنّة . وديكٌ أفرَقُ بيِّنُ الفَرَقِ : ذو عُرْفَيْنِ للّذي عُرفُه مَفْروقٌ وذلك لانْفِراجِ ما بينَهُما . وقال ابنُ خالَوَيه : ديكٌ أفْرَقُ : انفرَقَت قُنْزُعَتُه . ورجُلٌ أفْرَقُ : كأنّ ناصِيتَه أو لِحْيَتَه كأنّها مَفْروقَةٌ بيِّنُ الفَرَق نقلَه ابنُ سيدَه . وأرْضٌ فَرِقَة كفَرِحة : في نبْتِها فرَقٌ بالتّحْريك على النّسَب لأنّه لا فِعْلَ له إذا كان النّبْتُ متَفَرِّقاً . ونصُّ اللّسان : إذا لم تكُن واصبةً متّصِلَة النّبات . أو نبْتٌ فَرِق ككَتِف : صَغيرٌ لم يُغَطّ الأرضَ عن أبي حَنيفةَ . والأفرَقُ : الدّيكُ الأبيضُ عن اللّيْثِ . والأفْرقُ من ذُكور الشّاءِ : البَعيدُ ما بيْن خُصْيَيْه عن اللّيْثِ ج : فُرْقٌ بالضم . والأفْرَقُ من الخَيْلِ : ذو خُصيَةٍ واحِدَة والجمعُ فُرْقٌ أيضاً . ومنه قولُ الشاعر :
" ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ والأفْرقُ : الأفْلَج . وقال اللّيثُ : شِبْه الأفلج إلا أن الأفلَج زَعَموا ما يُفَلَّجُ والأفْرقُ خِلْقةً . والفَرْقاءُ : الشّاةُ البَعيدَةُ ما بيْن الطُّبْيَيْن عن اللّيْثِ . وفارِقِينُ : أشهر بَلْدة بدِيار بكْر سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ ؛ لأنّها بَنَتْها قال كُثَيِّر :فإن لاّ تَكُن بالشّامِ داري مُقيمةً ... فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ
مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها ... وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ وقال ابنُ عبّاد : فارِقين : اسمُ مَدينة . ويُقال : هذه فارِقون ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ . وسيُذكَر في م ي ي . والأفْراقُ : ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصلاة والسلام . قال ياقوت : وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة . وفُرَيْقات كجُهَيْنات : ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ . قال : وفُرَيْق كزُبَيْر : موضع بتِهامة أو جبل . قال غيرُه : وفُرَيِّق كصُغَيِّر أي بالتّصْغير مشدّداً : فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن . وفُروقٌ بالضّم . وفي التّهذيب : الفُروق : ع بدِيار بَني سعْد . قال : أنشَدَني رجُلٌ منهم وهو أبو صَبْرةَ السّعْديّ :
" لا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ
" ولا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ : اسم جبَلٍ قال رؤبة :
" ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ : أبو عبْدِ المَسيحِ وفي اللّسان : مفْروقٌ : لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو وهو أيضاً اسمٌ . وفَروق كصَبور : عَقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد بين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال . وفَروقُ : لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ . والفَروقُ : ع آخَرُ في قوْل عَنتَرة :
ونحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم ... نُطَرِّفُ عنها مُبْسِلاتٍ غَواشِيا وقال ذو الرُمّة أيضاً :
كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ له ... على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ وقال شمر : بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ : الحُرْمَةُ وأنشد :
" مازالَ عنه حُمْقُه وموقُهْ
" واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وقال أبو عُبَيْد عن الأموي : الفَروقَة : شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد :
فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ ... يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بهذا المَعْنى ولم يعرِفْه . ويومُ الفَروقَيْن : من أيّامِهم . والفِرْقُ بالكَسْر : القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كما في الصِّحاح . ومنه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عنه وقد سُئلَ عن مالِه فقال : فِرْقٌ لنا وذَوْد . وقيلَ : منَ البَقَر أو مِنَ الظِّباءِ أو مِنَ الغَنَمِ فقط أو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة كالفَريق كأميرٍ والفَريقَة كسَفينة أو ما دونَ المائَة من الغَنَم . وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال وكان عيّره بإبِلِه فهجاه وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم :
وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ ولم يكن ... ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ
ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه ... بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ والفِرْق : القِسْم من كلّ شيءٍ إذا انْفَرَق والجَمْعُ أفْراقٌ . قال ابنُ جِنّي : وقِراءَة من قَرَأ ( فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ ) بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك أي : جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً . والفِرْقُ : الطّائِفةُ من الصِّبْيان . قال أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم : هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ . والفِرْقُ : قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بها البَعير . ويُقال : فرَقَ الرجلُ : إذا ملَكَه . هكذا في النُسَخ . والذي في العُباب . وفَرَقَ : إذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم وهو الصّوابُ . والفِرْقُ : الفِلْقُ من الشّيءِ : المُنْفَلِق . ونَصُّ الصِّحاح : الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ : إذا انْفَلَقَ ومنه قولُه تَعالى : ( فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ العظيم ) يريدُ الفِرْق من الماء . وقال ابنُ الأعرابي : الفِرْقُ : الجبَل . وأيضً الهَضْبَة . وأيضاً : المَوْجَة . ويُقال : فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح : إذا دخَل فيها وغاص . وفَرِقَ : شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وهو المِكْيالُ . وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر . قال : وفرَقَ كنَصَر : ذَرَقَ . وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه . وذاتُ فِرْقَيْن أو ذاتُ فِرْقٍ ويُفْتَحان : هَضْبَة ببِلاد تَميم بين البَصْرَةِ والكوفَة ومنه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ :
فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُوالفِرْقَةُ بالكسْر : السِّقاءُ المُمْتَلئُ الذي لا يُستَطاعُ أن يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ أي : يُذْرَقَ . والفِرْقة : الطّائِفة من الناس كما في الصِّحاح ج : فِرَقٌ بكَسْر ففتْح : وجُمِع في الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الياء قال :
ما فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ ... بذي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب . وقيل : هو جمْع فِرقَة ججج ثم جمع جمع الجمع أفاريق ومثلُه : فِيقَة وفِيَق وأفْواق وأفاوِيق . وفي حديث عثمان رضي اللهُ عنه قال لخَيْفانَ بنِ عَرانَة : كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ في ذي اليَمَن ويجوزُ أن تكونَ من بابِ الأباطيلِ أي : جمْعاً على غيرِ واحِدِه . والفَريقُ كأميرٍ : أكثَرُ منْها وفي الصّحاح : منْهُم وفي المُحْكَمِ منه ج : أفْرِقاءُ وأفْرِقَة وفُروقٌ بالضّمِّ . قال شيخُنا : كلامُ المصنِّف يدُل على أنه يُجْمَع . وفي نهْرِ أبي حيّان - أثناء البَقَرة - أنه اسمُ جمْع لا واحِدَ له يُطْلَق على القَليلِ والكَثير . وفي حواشي عبدِ الحَكيم : أنّ الفَريق يَجيءُ بمعنى الطائِفَة وبمعنى الرّجُلِ الواحِد انتهى . وفي اللِّسان : الفِرْقَة والفِرْقُ والفَريقُ : الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق . وقال ابنُ بَرّي : الفَريقُ من الناس وغيرِهم : فِرقَةٌ منه . والفَريقُ : المُفارِق قال جرير :
أتَجْمَعُ قولاً بالعِراق فَريقُه ... ومنه بأطلالِ الأراكِ فريقُ وقال الأصْبهانيّ : الفَريقُ : الجَماعة المُنفردَةُ عن آخَرين . قال الله عزّ وجلّ : ( وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ) ( ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون ) ( فَريقٌ في الجنّة وفَريقٌ في السّعير ) ( إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يقولون ) ( فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ ) ( وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم ) ( وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ ) . والفُرْقان بالضمِّ : القُرآن لفَرْقِه بينَ الحقِّ والباطل والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ والخُسْران . قال الراجز :
" ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ ما فُرِقَ به بيْن الحقِّ والباطِل فهو فُرقانٌ ولهذا قال الله تعالى : ( ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان ) . والفُرقان : النّصْرُ عن ابنِ دُرَيد وبه فُسِّر يومُ الفُرْقان . والفُرْقان : البُرْهان والحُجّة . والفُرْقان : الصُّبْح أو السَّحَر عن أبي عمْرو . ومنه قولُهم : قد سطَع الفُرْقانُ وهذا أبيضُ من الفُرقانِ . وقال صالحٌ :
فيها منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ ... زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ وكان القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ أي : الصِبْيان ويقولون : هؤلاء يعيشُون ويشْهَدون . والفُرْقان : التّوْراة ومنه قولُه تعالى : ( وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون ) . قال الأزهريُّ : يجوزُ أن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه وهو التّوْراةُ إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل وعَنَى به أنّه يفرِقُ بين الحقِّ والباطِل . وذكره الله تعالى لموسى عليه السلام في غير هذا الموضِع فقال تَعالى : ( ولقد آتَيْنا موسى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً ) أراد التّوراةَ فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عليه وسلّم فُرْقاناً وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على موسى صلّى الله عليه وسلّم فُرقاناً . والمَعْنى أنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ منهما بيْن الحقِّ والباطِل . وقيلَ : الفُرْقان : انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ : ومنه قولُه تعالى : ( وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان ) وقولُه تعالى : ( يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان ) قيل : إنّه أُريدَ به يوم بدْرٍ فإنّه أوّل يوم فُرِق فيه بينَ الحقِّ والباطِلِ . وقيل : الفُرقان... نقلَه الأصبَهاني . والفَريقَة ككَنيسة : تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ . وأنشدَ الجوهريّ لأبي كبير الهُذَليّ :
ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ لونُ جِمامِهِ ... لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِأو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مع الحُبوب . كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما وهو طَعامٌ يُعْمَل لها . وقال ابنُ خالَويْه : الفَريقة : حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ . وفَرَقَها فَرْقاً : أطْعَمَها ذلِك كأفرَقَها إفراقاً . والفَريقَةُ : قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أو شاتان أو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها . وفي كتاب ليس : عن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وبين الغَنَم بجَبَلٍ أو رمْلٍ أو غير ذلك فتَذْهَبُ . وفي كتاب ليس : فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عن جَماعَتِها فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة ولا تُسمّى فَريقةً حتى تضِلّ وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر :
بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ ... أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث : ما ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ فيها من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه . والفِراق كسَحابٍ وكِتاب : الفُرْقَة وأكثرُ ما تكون بالأبدانِ . وقُرِئَ قوله تعالى : ( هذا فَراقُ بَيْني وبيْنِك ) بالفَتْح . قرأَ بها مُسلمُ بن بَشّار . وقولُه تعالى : ( وظنّ أنّه الفِراقُ ) أي : غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بالموت . وإفريقِيّةُ بالكَسْر وإنما أهملَه عن الضّبْطِ لشُهْرَتِه : بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كذا في العباب . والصّحيحُ أنه قُبالَة جزيرة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس . والجَزيرتان في شَمالِيّها فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ والأندلسُ منحرفةٌ عنها الى جهةِ الغَرْب . وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش . وقيل : بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ . وقال القُضاعيُّ : سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام . وقيلَ : لأنّها فرَقَت بين مِصْر والمَغْرِب وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جهة بَرْقَة الإسكندرية والى بِجايَة . وقيلَ : الى مِلْيانةَ فتكونُ مسافةُ طولِها نحو شهْرين ونصف . وقال أبو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ : حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال التي فيها أولُ بلادِ السّودانِ وهي مُخفَّفَةُ الياءِ . وقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ فقال :
أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لا أحُسُّهُمُ ... كانوا علَيْنا حديثاً من بَني الحَكَمِ
يجْبونَ ما الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم ... الى الأفاريقِ من فُصْحٍ ومن عَجَمِوقد نُسِبَ إليها جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين منهم أبو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها وهو أوّلُ مولودٍ ولِدَ في الإسلام بإفْريقيّةَ رَوى عنه سُفيانُ الثّوريّ وابن لَهيعةَ وقد ضُعِّفَ . وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ : من أصْحابِ مالِك وهو الذي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ وتُوفِّيَ سنة إحْدى وأربعين ومائتين . وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه أي : أقْبَلَ نقَله الجوهَريُّ عن الأصمعيّ . وقال الأزهريّ : وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ أو المَطْعون إذا بَرئَ قيلَ : أفْرَقَ . نقله اللّيثُ زادَ ابنُ خالَويهِ : بسُرعةٍ . قال في كِتابِ ليس : اعتلّ أبو عُمَرَ الزاهدُ ليلةً واحِدةً ثم أفْرَقَ فسألْناه عن ذلِك فقال : عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بي . أو لا يكونُ الإفْراقُ إلا فيما لا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ وما أشْبَههما . وقال اللّحيانيُّ : كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ فعمّ بذلك . قال أعْرابيٌّ لآخر : ما أمارُ إفراقِ الموْرودِ ؟ فقال : الرُّحَضاءُ . يقول : ما عَلامة بُرْءِ المحْموم ؟ فقال : العرَق . وأفرقَتِ النّاقَةُ : رجَع إليها بعضُ لبَنِها فهي مُفرِقٌ . وقال ابنُ الأعرابي : أفرَقَ القومُ إبلَهم : إذا خلّوْها في المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها ولم يُلْقِحوها . وقال غيرُه : وناقة مُفْرِق كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أو ثلاثاً لا تَلْقَحُ . وقيلَ : هي التي فارَقَها ولَدُها . وقيل : فارقَها بمَوْت نقلَه الجوهريّ . والجمعُ : مَفاريق . وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كما في الصِّحاح : بدّدَه . وقال الأصبهانيّ : التّفريقُ : أصلُه التّكْثيرُ . قال : ويُقال ذلك في تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة نحو : ( يفَرِّقون به بيْن المرْءِ وزوْجِه ) وقال عزّ وجلّ : ( فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي ) . وقوله عزّ وجلّ : ( لا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم ) وإنّما جازَ أن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال : الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق أنّ الفَرْق للإصلاح والتّفْريق للإفْساد . وقال ابن جِنّي في كتابِ الشّواذِّ في قوله تعالى : ( الذين فرّقوا دينَهم ) أي : فرّقوه وعَضَوْه أعضاءً فخالَفوا بينَ بعضٍ وبعض . وقُرِئَ بالتّخفيف وهي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ وتروى أيضاً عن الأعمَش ويَحْيى وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عن غيرِه من سائِرِ الأدْيان . قال : وقد يُحتَمل أن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل ؛ وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فيها مَعنَى التّثقيل . ووجهُ هذا أنّ الفِعلَ عندنا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه ألا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ : كان منه القِيام وقعَدَ : كان منه القُعود . والقيامُ - كما نعلم - والقُعودُ جِنسان فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه يدُلُّ على ذلك عملُه عندَنا في جميع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته وما كان في معْناه ثم ذَكَر كلاماً طويلاً وقال : وذه اواضح مُتناهٍ في البَيان . وإذا كان كذلك عُلِم منه وبه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجاز لا حقيقة ألا تراك تقول : قُمتُ قومةً وقمتُ - علي ما مضَى - دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ موضع جِنْسِ القيامِ وهو فيما مضَى وفيما هو حاضِرٌ وفيما هو مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شيء في كونه مَجازاً ثم قال بعدَ كلام : وهذا موضِعٌ يسمَعُه الناس منّي ويتَناقَلونه دائِماً عني فيُكْبِرونه ويُكْثِرون العَجَب به فإذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عنه استَحَى وكان يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كان مني . ويُقال : أخذَ حقَّه منه بالتّفاريقِ كما في الصِّحاح أي : مرّات متفرِّقة . وقولُ غَنيّةَ الأعْرابيّة لابنِها :
" إنّك خيْرٌ منْ تَفارِيقِ العَصايُضرَبُ به المثَلُ وإنّما قالَت ذلك لأنّه كان عارِماً كثيرَ الإساءَةِ الى النّاس مع ضَعْفِ بدَنِه ودِقّةِ عظْمِه فواثَبَ يوماً فتىً فقَطَع الفَتى أنفَه فأخذَتْ أمُّه دِيَتَه أي : دِيَة أنفِه فحَسُنَت حالُها بعدَ فقْرٍ مُدْقِعٍ ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع أُذُنَه ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع شفَتَه فأخذَت ديَتَهما فلمّا رأتْ حُسْنَ حالِها وما صارَ عندَها من إبِلٍ وغَنم ومَتاع حَسُن رأيُها فيه ومدَحَتْه وذكَرتْهُ في أُرجوزَتِها فقالتْ :
" أحلِفُ بالمَرْوةِ حقّاً والصَّفا
" إنّك خيرٌ من تَفاريقِ العَصا وقيلَ لأعْرابيٍّ : ما تَفاريقُ العَصا ؟ قال : العَصا تُقْطَعُ ساجوراً والسّواجيرُ تكون للكِلابِ والأسْرى من الناس ثم تُقْطَع عَصا السّاجورِ فتَصيرُ أوتاداً ويُفرَّقُ الوَتِدُ ثم تَصيرُ كلُّ قِطْعَة شِظاظاً : فإذا جُعِل لرأسِ الشِّظاظِ كالفَلْكة صار عِراناً للبَخاتيِّ ومِهاراً وهو العودُ الذي يُدْخَلُ في أنفِ البُخْتيِّ ثم إذا فُرِّقَ المِهارُ يُؤخَذُ منها تَوادِي وهي الخشَبَة التي تُصَرُّ بها الأخْلافُ هذا إذا كانت عصا . فإذا كانت العَصا قنىً فكُلُّ شِقٍّ منها قوْسٌ بُنْدُقٍ فإن فُرِّقَت الشِّقّة صارَتْ سِهاماً ثم إذا فُرِّقَت السِّهام صارَتْ حِظاءً ثم صارَت مَغازِلَ ثم يَشْعَبُ بها الشَّعّابُ أقْداحَه المَصْدوعة وقِصاعَه المَشْقوقَة على أنّه لا يجِدُ لها أصْلَح منها وألْيَق به يُضرَبُ فيمن نفْعُه أعمُّ من نفْعِ غيره . والتّفْريقُ : التّخويف . ومنه قولُ أبي بكْرٍ رضيَ الله عنه : أبِالله تُفرِّقْني ؟ أي : تخوِّفني . ومُفَرِّقُ النِّعَم هو الظَّرِبان ؛ لأنه إذا فَسَا بينَها وهي مُجتمِعة تفرّقَت المالُ . ويُقال : هو مُفرِق الجِسْم كمُحْسِن . وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أنه كمُعَظّم أي : قَليلُ اللّحْمِ أو سَمينٌ وهو ضِدٌّ . وتفرّق القومُ تفَرُّقاً وتِفِرّاقاً بكسرتين . ونَصُّ اللِّحْيانيّ في النّوادِر تفْريقاً : ضدّ تجمَّعَ كافْتَرَق وانْفَرَق وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً . ومنهم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ والافْتِراق في الكَلام . يُقال : فرّقتُ بين الكَلامين فافْتَرقا . وفرّقْت بين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا . وفي حديث الزّكاة : لا يُفرَّق بين مُجْتَمِع ولا يُجمَع بين مُتفَرِّق وفي حديث آخر : البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا واختُلِفَ فيه فقيل : بالأبْدانِ وبه قال الشافعيُّ وأحمدُ . وقال أبو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما : إذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وإن لم يفْتَرِقا . وظاهرُ الحديث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل . ويُقال : تفرّقَت بهم الطُّرُق أي : ذهَبَ كُلٌّ منهم الى مذْهَبٍ . وقال مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عنه يرْثي أخاه مالِكاً :
فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ ليلةً مَعا وانْفَرَق : انْفَصَل ومنه قولُه تَعالى : ( فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ العظيم ) . والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً ويكون مصْدَراً . قال رؤبَة يصِفُ الحُمُر :
" ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أي : حيث ينْفَرِقُ الطّريقُ ويُرْوى : المُنْفَهَقْ . والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بين شَيْئَيْن وقد شذّ عن هذا التركيب الفَرَقُ للمِكْيال والفَريقة للنُّفَساءِ والفَروقَةُ للشّحْم والفُروق : موضِعٌ . ومما يُستَدْرَك عليه : الفُرْقَة بالضّمِّ : مصْدَرُ الافْتِراقِ . وهو اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الحقيقي من الافْتِراقِ . وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً : بايَنَهُ والاسمُ : الفُرْقة . وتَفارَقَ القوْمُ : فارَقَ بعضُهم بعضاً . وفارَقَ فلانٌ امرأتَه مُفارَقَةً وفِراقاً : بايَنَها . وهو أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها فَعيلٌ بمعنى مُفاعِل ؛ لأنّه إذا سبَقها فارَقَها . ونِيّةٌ فَريقٌ : مُفرِّقَةٌ قال :
أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا ... فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ ؟قال سيبَوَيْه : قال : فريقٌ كما يقال للجماعة : صَديق . وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً : سرّحَه . وفي صفَته صلّى الله عليه وسلّم : إن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق وإلا فلا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إذا هو وفّره أراد أنّه كان لا يُفرِّقُ شعرَه إلا أن ينفَرِقَ هو وهكذا كان في أولِ الأمرِ ثم فَرَق . ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كذا وكذا فَرْقاً أي : كذا وكذا ضَرْباً . وفَرَقَ له عن الشّيْء : بيّنه له عن ابنِ جِنّي . وجَمْع الفَرَق من اللّحْية مُحرَّكة : أفْراقٌ . قال الراجز :
" يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ
" تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ : البَعيدُ ما بينَ الألْيَتَيْن . وتَيْسٌ أفرقُ : بَعيدُ ما بين قَرنَيْه وهذه عن ابنِ خالَوَيْه . والمَفْروقان من الأسْباب : هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه أي : يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ ساكن ويتْلوه حرفٌ متحرّك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن وعِيلُن من مَفاعيلن . وانْفَرَقَ الفَجْرُ : انفَلَق . والفُرّاق كرُمّان : جمعُ فارِقٍ للنّاقَةِ تشتدّ ثم تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ ما يَمُرّ بها من الوَجَع . قال الأعشى :
أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ ... قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه : أضَلّها وأضاعَها . وقال ابنُ خالَوَيْهِ : أفْرَقَ زيدٌ : ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه . وحَكَى اللّحْيانيّ : فرَقْتُ الصّبيّ : إذا رُعْتَه وأفزَعْتَه قال ابنُ سِيدَه : وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ ؛ لأنّ مثل هذا يأتي على فعّلْتُ كثيراً كقولِك فزّعْت وروّعتُ وخوّفْتُ . وفارَقَني ففَرَقْتُه أفْرُقه : كُنتُ أشدَّ فَرَقاً منه هذه عن اللّحياني حكاهُ عن الكِسائيّ . وأفْرَقَ الرّجُل والطائرُ والسّبُعُ والثّعلبُ : سَلَح أنْشَدَ اللّحيانيُّ :
ألا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ ... عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا
لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي ... فأفْرَقَ من حِذارِي أو أتاعا قال : ويُروى فأذْرَق . والمُفْرِقُ كمُحْسِن : الغاوي على التّشْبيه بذلك أو لأنّه فارَق الرُّشْدَ والأولُ أصحُّ . قال رؤبَة :
" حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ كجَبَلٍ وأجْبُل . ومنه الحديث : في كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ . والفُرْقُ بالضّمِّ : إناءٌ يُكْتالُ به . والفُرْقان : قدَحان مُفْتَرِقان . وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ أي : قطْعَتان . وفارَقْتُ فلاناً من حِسابي علَى كذا وكذا : إذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أمر وقَع عليه اتَّفاقُكُما . وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا . وفرسٌ فَروقٌ : أفْرقُ عن الصاغانيّ . والفَريقُ : النخْلَةُ يكونُ فيها أُخْرى عن أبي حَنيفَة وأبي عَمْرو . ومن أسمائِه صلّى الله عليه وسلم في الكُتُبِ السالِفة فارِقْ ليطا أي يفرُقُ بينَ الحقِّ والباطِلِ . ونقلَ الشِّهابُ أحمدُ بن إدريس القَرافِيُّ في كتابٍ له في الرّدِّ على اليَهودِ والنَّصارَى ما نصُّه في إنْجيلِ يوحَنّا : قال يَسوعُ المسيحُ عليه السلام في الفصْلِ الخامِس عشَر : إن الفارِقْلِيط روحُ الحَقِّ الذي يُرْسِلُه أي : هو الذي يُعلِّمكم كُلَّ شيءٍ والفارِقْلِيط عندَهُم الحَمّاد وقيل : الحامِد . وجُمهورُهم أنّه المُخَلِّصُ صلّى الله عليه وسلم . وأفرقَ الرّجُلُ : صارَت غَنَمُه فريقَةً نقلَه ابنُ خالَوَيْه . وجمَلٌ أفْرَقُ : ذو سَنامَيْنِ . ونوقٌ مَفاريقُ أي : فَوارِق . وطَريقٌ أفْرَقُ : بَيِّنٌ . وضمّ تفاريقَ مَتاعِه أي : ما تفرّقَ . ويُقال : سَبيلٌ أفرقُ كأنّه الفَرَق . وبانَتْ في قَذالِه فُروقٌ من الشّيْبِ أي : أوضاحٌ منه . والفاروق : لقَبُ جَبَلَةَ بنِ أساف بنِ كلْبٍ كذا في الأنْسابِ لأبي عُبَيدٍ . ومَيّافارِقين : سيأْتي في م ي ي