النّاقةُ : م معروفةٌ وهي الأنثى من الإبِل وقيل : إنّما تُسمّى بذلك إذا أجْذَعَتْ ج : ناقٌ بحذفِ الهاءِ . وقال الجوهريّ : تقديرُها فعَلة بالتّحْريك ؛ لأنّها جُمِعَت على نُوق كبَدنَة وبُدْن وخشَبة وخُشْب وفعْلة بالتّسكين لا تُجْمَع على ذلك . قال : وقد جُمِعَت في القِلّة على أنْوُق ويُقال : أنْؤُق بالهمزِ وهذه عن اللِّحيانيّ . قال ابنُ سيدَه : هَمَزوا الواو للضّمّةِ . وقال الجوهريّ : ثم استَثْقَلوا الضّمّةَ على الواوِ فقدّمُوها فقالوا أوْنُق حَكاها يعْقوبُ عن بعضِ الطّائِيّين ثم عوّضوا من الواوِ ياءً . وقالوا : أيْنُق . زادَ ابنُ سيدَه : فيمَن جعلها أيْفُلاً ومن جعلَها أعْفلاً فقدّم العين مُغيَّرة عن الواو الى الياءِ جعلَها بدَلاً من الواو فالبَدَلُ أعمُّ تصَرُّفاً من العِوَض إذ كُلّ عِوَضٍ بدَلٌ وليس كُلّ بدَل عِوَضاً . وقال ابنُ جِنّي مرةً : ذهَب سيبَويْه في قولهم : أينُقٌ مذْهَبَيْنِ : أحدُهما : أنْ يكون عيْنُ أينُق قُلِبَتْ الى ما قبْلَ الفاءِ فصارت في التّقدير أوْنُق ثم أُبدِلَت الواو ياءً ؛ لأنّها كما أُعِلّت بالقَلْبِ كذلك أُعِلَّت أيضاً بالإبْدال . والآخر : أن تكونَ العيْنُ حُذِفَت ثم عُوِّضَت الياءُ منها قبلَ الفاءِ فمِثالُها على هذا القوْل أيْفُل وعلى القوْل الأول أعْفُل . وقد تُجْمَعُ الناقةُ على نِياق مثل : ثمَرةٍ وثِمار إلا أنّ الواوَ صارَت ياءً لكسْرةِ ما قبْلَها . قال القُلاخُ بنُ حَزْن :
" أبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ
" إنْ لم تُنَجّين من الوَثاقِ هكذا أنشدَه أبو زيد . ويقال : ناقة وناقاتٌ كباقَة وباقات . ويُجمَع أيضاً على أنْواق كنَفَقة وأنْفاق عن يعْقوب . جج جمْع الجمْع أيانِق هو جمْع أيْنُق قال عُمارة بنُ طارِق :
" ومسَد أُمِرَّ من أيانِقِ
" لسْنَ بأنيابٍ ولا حقائِقِ ونِياقات بالكسْر أنشدَ ابنُ الأعرابيّ :
" إنّا وجَدْنا ناقةَ العَجوزِ
" خيْرَ النِّياقات على التّرْميزِ
" حين تُكالُ النّيبُ في القَفيزِ وتصْغيرُ أيْنُق أُيَيْنِقاتٌ عن يعْقوب والقِياسُ أُيَيْنِق كقوْلِك في أكْلُب : أَكَيْلِب . ونوق بالضّم : ة ببَلْخ . ونوقان : إحْدى مدينتَيْ طوس والأخْرى طابَران وضبَطه الحافِظُ بفتْح النون وقال : هي قصَبة طوس منها القاسِم أبو شُجاع ناصِرُ بنُ محمّدٍ النّوقانيُّ رَوى عن الحسَنِ بنِ أحمدَ السّمَرْقَنْديّ وعنه ابنُ السّمْعانيّ . وأبو منْصور مُحمدُ بنُ محمد بنِ أحمدَ النّوقانيّ حدّث عن الدّارَقُطْنيّ بالسُّنَنِ رَواه عنه الفضْلُ بن محمد الأبِيوَرْديُّ مات سنة ثمانية وأربعين وأربعمائة . ونوقات بالضمِّ : محَلّة بسِجِسْتان وقيل : قرْية بها منها الحافِظُ أبو عمْرو محمدُ بنُ أحمد بن محمد بن عُمَر بنِ سُلَيْمانَ بن أيّوب السِّجْزيُّ . والناقَةُ : كَواكِب مُصطَفّة بهَيئة ناقَة نقله الصاغانيّ . والمُنَوَّقُ كمُعَظَّمٍ : المُروَّض المُذَلَّل من الجِمال نقَله الجوهريّ . زاد غيرُه : قد أُحسِنَت رِياضَتُه . وقيل : هو الذي ذُلِّل حتى صُيِّر كالناقةِ . وناقة مُنوَّقة : عُلِّمَت المشْي . وفي الحديث أن رجُلاً سار معَه على جمَل قد نوّقَه وخيّسَه أي : كأنّه أذْهَب شِدّةَ ذُكورَتِه وجعلَه كالنّاقَةِ المُروَّضةِ المُنْقادَة . وفي حديث عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه : وهي ناقةٌ مُنوَّقةٌ ورَوى الفرّاءُ عن الدُبَيْريّة أنّها قالت : تقولُ للجَمَلِ المُلَيَّنِ : المُنَوّق . وقال الأصمعيّ : المُنوَّق من النّخْل : المُلَقَّح . والمُنوَّقُ من غيرِها : المُصَفَّفُ وهو المُطَرَّق والمُسَكَّك . ونص الأصمعيّ : ومن العُذوقِ : المُنَقَّى . والتنْويقُ : التّذليلُ في كلِّ شيءٍ حتى الفاكِهة إذا قَرُبَ قُطوفُها لأكلِها . وهي بهاءٍ . يُقال : ناقةٌ مُنوَّقة ونخْلةٌ مُنوَّقة وعِذْقَةٌ منوّقة وقد تقدّم قريباً . والنَّوّاق من الرِّجال : رائِضُ الأمور ومُصْلِحُها نقله الجوهري . والنَّوْقَة بالفَتْح : الحَذاقَةُ في كُلِّ شيءٍ عن ابنِ الأعرابيّ . قال : والنَّوَقَة بالتّحْريك : الذين يُنَقُّونَ الشّحْمَ من اللّحْمِ لليَهودِ وهم أُمَناؤُهم . قال الأزهري : جمع نائِق مقْلوب ناقِئ وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ :مُخّةُ ساقٍ بأيادِي ناقِئٍ ... أعْجَلَها الشّاوِي عن الإحْراقِ ويروى : بينَ كفَّيْ ناقئٍ . قال : ونُقْ نُقْ بالضمِّ أمرٌ بذلِك أي : بتَمْييز الشّحْم من اللّحْم . ويُقال : هو أضيق من النّاقِ . قال اللّيثُ : هو شِبْه مشَقٍّ بيْن ضَرّة الإبْهامِ وأصْل ألْيَةِ الخِنْصَر مُستَقْبِلٌ بطْنَ السّاعِدِ بلِزْقِ الرّاحِ قال : وكذلك كُلُّ موضِعٍ مثلُه في بطْنِ المِرْفَق وفي أصْلِ العُصعُص ونقله الزّمخشريّ أيضاً هكذا والجمع نُيوقٌ . وقال غيرُه : النّاقُ : بَثْرٌ أو شِبْهُه يخرُج باليَدِ الواحدَةُ ناقَة . وقال ابنُ دُريْد : النَّوَق مُحرّكةً : بَياضٌ فيه حُمْرَةٌ يَسيرَة شَبيهة بالنّعَج . وتنيَّقَ في مطْعَمِه وملْبَسثه وأمورِه أي : تجوّدَ وبالَغ وتأنّق فيه كتنوّق . والاسمُ النِّيقَة بالكسْر . قال الصاغانيّ والجوهريّ : وبعضُهم يُنكِرُ تنوَّق . قال ابنُ فارس : عندَنا أنّ تَنَوَّقَ من قِياسِ التّركيبِ وهم يُشبِّهون الشّيءَ بما يسْتَحْسِنونه فكأنّ تَنوّقَ مَقيسٌ على اسمِ النّاقَةِ وهي عندَهم من أحسنِ أموالِهم قال : ومن قال : إن تَنَوَّق خطأٌ فقد غلِطَ . قال ابنُ برّيّ : وشاهِدُ النّيقَة قولُ الرّاجِز :
" كأنّها من نِيقَةٍ وشارَهْ
" والحَلْيُ بين التّبْنِ والحِجارَهْ
" مدْفَع مَيْثاءَ الى قَرارَهْ
" لكِ الكلامُ واسْمَعي يا جارَهْ وأنشد ابنُ سيدَه شاهِداً على تنوّقَ قولَ ذي الرُّمّة :
كأنّ عليها سحْقَ لِفقٍ تنوّقَتْ ... به حَضْرَميّاتُ الأكُفِّ الحوائِكِ عدّاه بالباءِ لأنّه في معْنى ترفّقَتْ به قال : وهي مأخوذة من النِّيقَة . وقال غيرُه :
لأُحسِنُ رمّ الوصْلِ من أمّ جعْفَرٍ ... بحدِّ القَوافي والمُنوَّقةِ الجُرْدِ وقال جميلٌ في النّيقَة :
إذا ابتُذِلَتْ لم يُزْرِها ترْكُ زينَة ... وفيها إذا ازْدانَتْ لِذي نيقَةٍ حسْبُ وقال عليُّ بن حمْزة : تأنّقَ من الأنَق ولا يُقال : تأنّقْتُ في الشيءِ : إذا أحْكَمْتَه وإنما يقال : تنوّقْت . ورجل نيِّق ككَيِّس : ذو أنيقة نقله الصاغاني عن الفرّاءِ . وانْتاقَ مثل انْتَقَى عن أبي عُبَيْدٍ كما في الصِّحاح وهو مقْلوبٌ قال :
" مثلُ القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي يعني القِسيّ وكان الكِسائيّ يقول : هو من النّيقَة . والنِّيقُ بالكسْر : أرفَعُ موْضعٍ في الجبَل ج : نِياقٌ بالكسْر وعليه اقتَصَر الجوهريّ وأنْياقٌ ونُيوقٌ . وقيل : النِّيق : الطّويل من الجِبال وقيل : حرْفٌ من حُروفِ الجبَل وأنشدَ الجوهريّ :
" شَغْواءُ توطِنُ بيْنَ الشِّيقِ والنّيقِ وأنشد الصاغانيّ لأبي ذؤيْب :
فيَمَّمَ وَقْبةً في رأسِ نيقٍ ... دوَيْنَ الشّمْسِ ذاتَ جنًى أنيقِ ويُقال : إنه أنشد المُسَيَّبُ بنُ علَسٍ بيْن يدَيْ عمْرو بنِ هِنْد المَلِك في وصْفِ جمَل :
" وقد أتلافَى الهَمَّ عند احْتِضاره ورَواه ابنُ برّي :
" وإني لأُمضي الهَمّ عند احْتِضارِه وفي العُباب :
فقد أقْطَعُ اللّيلَ الطّويلَ ادِّراكُه ... بناجٍ عليْه الصّيْعَريّةُ مِكْدَمِ وطرفَةُ بنُ العبْدِ حاضِرٌ وهو غُلامٌ فقال : استَنْوَقَ الجمَلُ وذلِك لأنّ الصّيْعَريّةَ من سماتِ النّوقِ دون الفُحولِ فغضِب المُسَيَّبُ وقال : مَنْ هذا الغُلام ؟ فقالوا : طرَفَةُ بنُ العبْد فقال : ليَقْتُلَنّه لسانُهُ فكان كما تفرّسَ فيه . قال ابنُ برّي : وأنشدَ الفرّاءُ :
هزَزْتُكُمُ لو أنّ فيكم مَهَزّةً ... وذكّرْتُ ذا التّأنيثِ فاستَنْوَقَ الجمَلْوالمعْنى صارَ الجَملُ ناقةً في ذُلِّها أُخْرِجَ على الأصْل . وقال ابنُ سيدَه : لا يُستَعْمل إلاّ مَزيداً . قال ثعْلب : ولا يُقال : استَناقَ الجَملُ إنّما ذلِك لأنّ هذه الأفعال المَزيدة - أعني افْتَعَل واستَفْعل - إنما تعْتَلّ باعْتِلال أفعالِها الثُلاثيّة البَسيطة التي لا زِيادَة فيها كاسْتَقام إنما اعتلّ لاعتِلال قامَ واستَقال إنّما اعتلّ لاعْتِلالِ قال وإلا فقد كانَ حُكْمُه أن يصِحَّ ؛ لأنّ فاءَ الفِعْلِ ساكِنة . يُضرَب هذا المثَلُ للرّجلِ يكونُ في حديثِ أو صِفة شيْءٍ ثم يخلِطُه بغيْره وينْتَقِلُ إلَيْه كما في الصِّحاح . ونِيقِيَةُ بالكسْر أو أنيقيَةُ أو أنِيقِياءُ : بلْدَة من أعْمال اصْطَنْبول دارِ مُلْكِ الرّوم عمّرها الله تعالى بسُلْطانِها ملِك الزّمان الملِكُ المعظَّمِ أبي الفتْح مُصْطَفى بنِ أحْمَد خان خلّد اللهُ ملكَه وأيّد سلْطَنَته وأعانَه على جِهادِ الكفَرَةِ اللّئام الى يوْمِ القيام . ونَيوق كصَبور : جبَل ضخْم أحمَر منيع لبَني كِلاب . قال الصاغانيّ : وليْس مُصَحَّف يَنوف بالفاءِ الذي تقدّم ذكره وفي بعْض النُسَخ : ينوق بالقافِ هو غلَط . وتَنوق : موضِع بعُمان هكذا في النُسَخ وكأنّه نسِيَ قاعدتَه حيثُ لم يذكُر الإشارةَ الى الموضعِ بالعَيْن ثم إنّ الذي في مَعاجِم الأنْسابِ أن الموضِع الذي بعُمان تَنوف بالفاءِ وقد سبَق ذكْرُه في موضِعه . وآنَقَني إيناقاً ونيقاً بالكسْر : أعجَبَني هكذا في سائِر النّسخ وصوابُه أن يُذْكَرَ في أ ن ق وقد مرّت للمُصنِّفِ هذه العِبارة بعيْنها هُناك فتأمّل ذلك . ونِيقُ العُقابِ بالكسْر : ع بينَ الحَرَميْن الشّريفَين . والنِّيقُ بالكسْر أيضاً : ع آخر . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : انْتاقَ الرّجُلُ كتنوَّقَ عن ابنِ سيدَه . والمُنَوَّق من العُذوقِ : المُنَقّى عن الأصمعيّ . والنّاقُ : الحَزُّ الذي في مؤخّر حافر الفَرَسِ والجمع نُيوقٌ نقله الزّمخْشَريّ . وفي المثَل : خرْقاءُ ذاتُ نيقَة يُضرَب للجاهِلِ بالأمْرِ وهو مع جهْلِه يدّعي المعرِفَة ويتأنّقُ في الإرادَةِ قالَه أبو عُبَيد . وقد سمَّوا ناقَة . وبَنو النّاقة : بُطَيْنٌ في طرابُلُسِ الغرْبِ . وأنْفُ النّاقةِ : لقَبُ جعْفر بنِ قُرَيْعٍ التّميميّ وقد ذُكِر في أ ن ف . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : ن ي ف ق
الأنَقُ مُحَرَّكَةً : الفَرَحُ والسُّرُورُ نقَلَه الجَوْهرِيّ . والأنقُ : الكَلأ الحَسَن المُعْجبُ سُمِّىَ بالمَصْدَرِ قالَتْ أَعْرابِيًّةٌ : يا حَبَّذا الخلاءُ آكُلُ أَنَقِى وألْبَس خَلَقِي وقالَ الرَّاجِزُ :
" جاءَ بَنو عَمِّكِ رُوّادُ الأنَقْ يُقال : أنِقَ كفَرِحَ يَأنق أَنقاً : إذا فَرِحَ وسُرَّ . وقالَ أَبو زَيْدٍ : أنِقَ الشيء أنقاً : أَحَبه قال عبدُ الرَّحْمنِ بنُ جُهَيْم الأَسَدِيٌّ :
تَشفِى السَّقِيمَ بمِثْلِ رَيّا رَوْضَةٍ ... زَهْراءَ تَأنَقُها عُيُونُ الرّوَّدِ وقال الليْث : أنِق بهِ : أعْجِبَ به فَهُوَ يَأْنق أَنقاً وهو أَنِقٌ ككَتِفٍ : معْجِبٌ قال :
إِنَّ الزُّبيرَ زَلِقٌ وزمَّلِقْ ... جاءَتْ بهِ عَنْسٌ من الشّام تَلِقْ
" لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أنِقْ أي : لا يَأمَنُه ولا يَأنقُ به وفي حَدِيثِ عبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ : ما مِنْ عاشِيَةٍ أشدُّ أَنقاً ولا أَبْعَدُ شِبَعاً من طالِبِ عِلْمٍ : أي أَشَد إِعْجاباً واستِحساناً ورَغبَةً ومَحَبةً والعاشِيَةُ من العَشاءَ وهو الأكْل باللَّيْلِ يريدُ أن العالِمَ مَنْهُوم متمادِى الحِرْصِ . والأَنُوقُ كصبُور قالَ ابنُ السِّكِّيتِ عن عُمَارَةَ : إِنه عِندِي العُقابُ والناس يَقولُونَ : الرَّخمَةُ لأنَّ بيضَ الرَّخَمَةِ يُوجَدُ في الخَراباتِ وفِي السَّهْلِ وقالَ ابنُ الأعرابي : الأنَوقَ : الرخَمَة وقيل : ذَكَرُ الرخم وأّنشد الجوهرِيّ للكمَيت :
وذاتِ اسمَينِ والأَلوان شَتى ... تُحَمَق وَهْي كَيِّسَةُ الحَوِيلِ قال : وإنما قالَ : ذاتِ اسمينِ لأنها تسمى الرخمة والأنوق . أو طائر أسود هل كالعرف يبعد لبيضه قال أبو عمرو . أو طائر أسود مثل الدجاجة العظيمة أصلع الرأس أصفر المنقار وهو أيضاً قول أبي عمرو وقال طويلة المنقار . وفي المثل هو أعز من بيض الأنوق لأنا تحرزه فلا يكاد يظفر به لأن أوكارها في رؤوس القلل والمواضع الصعبة البعيدة وهي تحمق مع ذلك نقله الجوهري وقد تقدم شاهده من قول الكميت وفي حديث علي رضي الله عنه : ترقيت إلى مرقاة يقصر دونها الأنوق وفي حديث معاوية قال له رجل : افرض لي قال نَعم قال ولَولدي قالَ : لا قال : ولِعَشِيرتي قالً : لا ثُمَ تمَثلَ :
طلبَ الأَبلقَ العَقوقَ فَلَما ... لم يَنَلْه أَرادَ بَيْض الأَنوقِ قالَ أَبو العباس : هذا مَثَل يضرَبُ للذِّي يَسْأَل الهَيِّن فلا يُعطَى فيسأَلُ ما هو أصعب منه وقالَ غيرُه : العَقُوق . الحامِل من النوقِ والأبلقُ : من صفاتِ الذُكورِ والذكَرُ لا يحمل فكأنه طَلَب الذكر الحامل والأَنوقُ واحِد وجَمع وقالَ ابن سيده : يَجُوز أَنْ يعْنَى بهِ الرخمَة الأنثى وأن يعنَى به الذَّكَر لأَن بَيض الذَّكَرِ مَعدومُ وقد يَجوزُ أَن يضافَ البَيْضُ إِليهِ لأَنه كثيراً ما يحضنها وإِن كان ذكَراً كما يَحضُنُ الظَّلِيمَ بيضهُ وقال الصاغانيُّ : في شرح قول الكميت السّابِقِ وإِنمّا كَيسَ حَوِيلَها لأَنَّها أَول الطيرِ قِطاعاً وأَنَّها تبيض حيثُ لا يَلحقَ شيء بيضها . قُلْتُ . ومنه قولُ العدَيل بنِ الفَرخ :
بَيضُ الأَنوقِ كسرهِنَ ومن يرِدْ ... بيض الأَنوقِ فإنه بمعاقل
وقِيلَ : في أخلاقها من الكَيس عشْرُ خِصال وهنَّ : تحضن بيضها وتحمي فَرْخَها وتَألَفُ وَلَدَها ولا تمكن من نفسها غير زوجها وتقطع في أَوَّلِ القواطع وترجع في أول الرواجع ولا تطير في التحسير ولا تغتر بالشكير ولا ترب بالوكور . ولا تسقط على الجفير يريد أن الصيادين يطلبون الطير بعد أن يوقنوا أن القواطع قد قطعت والرخمة تقطع أوائلها لتنجو أي تتحول من الجروم إلى الصرود أو من الصرود إلى الجروم والتحسير سقوط الريش ولا تغتر بالشكير أي صغار ريشها بل ينتظر حتى يصير ريشها قصباً فتطير والجفير الجعبة لعلمها أن فِيهَا سِهاماً هذا هو الصواب في الضبط مثله في سائِرِ أصول اللغَةِ المصححة ووهم من ضبطه بالحاء والقاف فإن هذه الأمور وأمثالها نقل لا مَدْخَلَ فِيها للرأْي أو الاحتمالات وادِّعاؤُه أنه علَى الجيم لا يظهر له معنى غفلة عن التأمل وجَهل بنصوص الأَئِمَّة فليُتنَبَّهْ لذلك وقد أَشار إلى بعضه شيخُنا رَحِمه الله تعالى ويقال : ما آنقه في كذا أي ما أشد طَلَبَه له . وآنَقَني الشيء إِيناقاً ونيقاً بالكسرِ : أَعجَبَنِي ومنه حَدِيث قزّعة مولَى زِيادِ : سمعت أَبا سعِيدٍ يحَدَث عن رَسُولِ اللّه صَلىّ اللّهُ عليهِ وسلم بأَربع فآنَقننيَ أي : أَعْجَبْني قال ابن الأَثِير : والمحَدَثونَ يروونه أينقنني وليس بشَيء قالَ : وقد جاء في صحِيح مُسْلِمً . لا أَيْنَقُ بحدِيثهِ أَي : أعجَبُ وهي هكَذا تُروَى . وقالَ الأزْهَرِي عن ابنِ الأعرابي أَنْوَقَ الرَّجُلُ : اصْطادَ الأنُوقَ للرَّخَمَةِ هكَذا ذَكَره فِي التَّهْذِيبِ عنه في هذا التَّرْكِيب قال الصّاغانيُّ وإِنَّما يَسْتَقيم هَذَا إِذا كانَ اللفظ أَجْوَفَ فأَما وهو مَهْمُوزُ الفاء فلا . وشَيء أَنِيقٌ كأمِير : حَسَنٌ مُعْجِبٌ وقد آنقه الشَّيءُ فَهُو مُؤْنِق وأَنِيق ومِثْلُه مُؤْلِمٌ وألِيمٌ ومُسْمِعٌ وسَمِيع ومُبْدِع وبَدِيعٌ ومُكِل وكَلِيلٌ وله أناقةٌ بالفَتحْ ويُكْسرُ أي : حُسن وإِعْجابٌ وفي اللِّسان : فيه إِناقَة ولَباقَةٌ وجاءَ بهِ بعدَ التَّأنُّقِ فيكون المعْنَى : أَي إجادَةٌ وإحْسانٌ . وأَنَّقَ تَأنيقاً : أَي عجَبَ قالَ رُؤْبَةُ :
" وشَر ألافِ الصِّبَا مَنْ أنَّقَا وتَأنقَ فيه : عَمله بالإِتْقانِ والحكمة وقيل : إِذا تَجَوَّدَ وجاءَ فيه بالعَجَبِ كتَنَوَّقَ من النِّيقَةِ . وتَأنَّقَ المَكانَ أَعْجَبَه فعَلِقَه وَلم يُفارِقْه وقالَ الفَرّاء : أَي أحَبَّهُ
ومما يسْتدْرَكَ عليه : رَوْضَة أَنِيقٌ في مَعْنَى مَأنُوقَة : أَي مَحْبُوبَة وأَنِيقَةٌ بمَعْنَى مُؤْنِقَة . والأَنَقُ محرّكَةً : حُسْنُ المَنْظَرِ وإِعْجابُه إِيّاكَ وقِيلَ : هو اطِّرادُ الخضْرَةِ في عَيْنَيكَ لأنَّها تعْجِبُ رائِيَها . وتَأنَّقَ فُلان في الرَّوْضَةِ : إِذا وَقَعَ فِيها مُعْجَباً بها . وتَأنقَ فِيها : تَتَبَّعَ مَحاسِنَها وأعْجِبَ بها وتَمَتَّعَ بها وبه فُسرَ حدِيثُ ابنِ مَسْعُود رضِي اللّهُ عنه : إذَا وَقَعْتُ في آل حم وَقَعْتُ في رَوْضاتٍ أتأنقهن وفي التهذِيبِ : فِي رَوْضاتٍ أَتَأنَّقُ فيهِنَّ أي : أَسْتَلِذُّ قِراءَتَهُنَّ وأَتَمَتًّع بمَحاسنهن ومنَ أمْثالِهم : لَيْس المُتعلق كالمُتَأَنَقِ ومعْناه ليسَ القانِع بالعُلْقَةِ - وهي البلْغَة من العَيش - كالذِي لا يَقْنَعُ إِلاّ بآنق الأَشياءِ وأَعجَبِها . ويقال هو يتأنق : أي يطلبَ أعجب الأشياء