اليَسْتَعُور على وزن يَفْتَعُول ولم يأت على هذا البناء غيرُه : ع قبلَ حَرَّةِ المدينة كثيرُ العِضاهِ مُوحِشٌ لا يكاد يدخلُه أحدٌ قاله رَضِيُّ الدِّين الشّاطِبيّ . قلتُ : وهو قَوْلُ أبي عُبَيْدة بعَيْنه وأنشد قَوْلَ عُروَةَ بن الوَرْد :
أَطَعْتُ الآمِرِينَ بقَتلِ سَلْمَى ... وطاروا في البلادِ اليَسْتَعُورا هكذا وَجَدْتُه في اللسان . وفي بعضِ الأُصول المُصحّحة : الآمرين بصرمِ حَبْلِي و : بلاد اليَسْتَعور قال : أي تفَرَّقوا حيث لا يُعلَم ولا يُهتدى لمواضِعهم . وقال ابنُ بَرِّيّ : معنى البيت أنّ عُروة كان سبى امرأةً من بني عامر يقال لها سَلْمَى ثم تزوَّجها فَمَكَثتْ عنده زَماناً وهو لها شديدُ المَحبّة ثم إنّها اسْتَزارَتْه أهلها فَحَمَلها حتى انتهى بها إليهم فلما أراد الرجوعَ أَبَتْ أن ترجعَ معه وأراد قومُها قَتْلَه فَمَنَعتْهم من ذلك ثم إنه اجتمع به أخوها وابن عمّها وجماعةٌ فشربوا خمراًً و سَقَوْه وسألوه طلاقَها فطلَّقها فلمّا صَحا نَدِمَ على ما فَرَطَ منه ولهذا يقول يعد البيت :
سَقَوْني الخَمْرَ ثمّ تَكَنَّفوني ... عُداة اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ
ألا يل لَيْتَني عاصَيْتُ طَلْقَاً ... وجَبّاراً ومَن لي مِن أميرِ
طَلْقٌ أخوها وجَبّار ابنُ عمّها والأمير هو المُستشار . قال المبرّد : الياءُ من نفس الكلمة . وعِبارة المعجم : فلمّا حصلتْ بين قومها قالت : اشتروني منه فإنّه يرى أنّي لا أختار عليه أحداً ؛ فَسَقَوْه الخمرَ ثمّ ساموه فيها فقال : إن اختارتْكم فقد بِعتُكم فلمّا خَيَّروها قالت : أمَا إنّي لا أعلم امرأةً أَلْقَتْ سِتْرَها على خَيْرٍ منك أَغْنَى غَناءً وأقلّ فَحْشَاء وأَحْمى لحقيقةٍ ولقد وَلدتُ منك ما عَلِمْتَ وما مرّ عليَّ يومٌ مذ كنتُ عندك إلا والموتُ أحبّ إليّ من الحياة فيه إني لم أكن أشاءُ أن أسمع امرأةً تقول : قالت أَمَةُ عُروة إلاّ سمعتُه لا واللهِ لا أنظرُ إلى وجهِ امرأةٍ سمعتُ ذلك منها أبداً فارجِع راشداً وأَحسِن إلى ولَدِك . فقال : سَقوني الخمر . . إلخ وبعدَه :
وقالوا لَسْتَ بعدَ فِداءِ سَلْمَى ... بمُفْنٍ ما لَدْيَكَ ولا فَقيرِ ويُروى : في عِضاه اليَسْتَعور . قالوا وعَضاهُ اليَسْتَعور : جبلٌ لا يكاد يَدْخُله أحدٌ إلاّ ويرجِعُ من خَوْفِه . يقال : ذهب في اليَسْتَعور أي في الباطل نقله الصَّاغانِيّ . اليَسْتَعور أيضاً : الكِساءُ الذي يُجعَل على عَجُزِ البعير نقله الصَّاغانِيّ . قيل : اليَسْتَعور : شجرٌ وبه فسَّر الجَوْهَرِيّ شِعرَ عُروة ويُصنَع منه المَساويك ومَساويكُه غايةٌ جَوْدَةً إنقاءً للثَّغْر وتَبْيِيضاً له ومَنابِتُه بالسَّراة وفيها شيءٌ من مَرارةٍ مع لِينٍ وهو فَعْلَلُولٌ . قال سيبويه : الياءُ في يَسْتَعُور بمنزلةِ عَيْنِ عَضْرَفُوط لأنّ الحروف الزوائدَ لا تَلْحَق بناتِ الأربعةِ أوّلاً إلاّ الميم التي في الاسم المبنيّ الذي يكون على فِعلِه كمُدَحْرج وشِبْهه فصار كفِعل بناتِ الثلاثة المَزِيد . وفي ارْتِشاف الضَّرَب لابن حَيّان : و يَسْتَعُور يَفْتَعُول ووزنه عند سيبويه فَيَعْلُول وجزمَ ابنُ عُصفور في المُمْتِع بأنّه فَعْلَلُول ولم يَحْكِ يَفْتَعُول . انتهى . وقيل في معنى قَوْلِهم : ذَهَبَ في اليَسْتَعُور أي في نارِ اللهِ الحامِيَة كأنّه يُرادُ السَّعير ووَزنه فَعْلَلُول نقله الصَّاغانِيّ هكذا . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : يشر