حَفِظَهُ كعَلمِهُ حِفْظَاً : حَرَسَه كما في الصّحاح
و حَفِظَ القُرْآنَ : اسْتَظْهَرَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيضاً أَي وَعَاهُ على ظَهْرِ قَلْبٍ كما في المِصْبَاح وهو من ذلِكَ . ومنهُ قَوْلُ المُحَدِّثين : عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَى فُلانٍ
وحَفِظَ المَالَ والسِّرَّ : رَعاهُ وحَفِظَ الشَّيْءَ حِفْظاً فهو حَفِيظٌ عن اللِّحْيَانِيّ . ورَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ وهُمْ الَّذِينَ رُزِقُوا حِفْظَ ما سَمِعُوا وقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئاً يَعُونَهُ وحافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَةٍ مُحَرَّكة ككَاتِبٍ وكَتَبةٍ . ورَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ أَيْ لا يَغْلِبُه النَّوْمُ عن اللِّحْيَانيّ وهو من ذلِكَ لأَنَّ العَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يَغْلِبْهَا النَّوْمُ
والحَفِيظُ : المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه كالحَافِظِ يُقَالُ : فُلانٌ حَفِيظٌ عَلَيْكم أَي حافِظٌ . وفي الصّحاح : الحَفِيظُ : المُحافِظُ . ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى : " وما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ " . والحَفِيظُ في الأَسْمَاءِ الحُسْنَى : الَّذِي لا يَعْزُب عَنْهُ شَيْءٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَي عن حِفْظِهِ في السَّمواتِ ولا فِي الأرْضِ تَعالَى شَأْنُهُ وقد حَفِظَ على خَلْقِهِ وعِبَادِه ما يَعْمَلُون مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ وقد حَفِظَ السَّمواتِ والأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ " ولا يَؤُودُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ " وفي التَّنْزِيل العَزِيز : " بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ " وقُرِئَ مَحْفُوظٌ وهو نَعْتٌ لِلقُرْآن وكَذا قَوْلُه تَعَالَى : " فاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً " وقَرَأَ الكُوفِيُّون - غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ - : حافِظاً وعَلَى الأَوَّلِ أَي حِفْظُ اللهِ خَيْرُ حِفْظٍ وعَلَى الثّاني فالمُرَادُ اللهُ خَيْرُ الحَافِظِينَ . وقَوْلُه تَعَالَى : " يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله " أَي ذلِكَ الحِفْظ من أَمْرِ الله
وقال النَّضْرُ : الحافِظُ : الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ وهو مَجَازٌ قال فأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطعُ أَثَرُهُ فَلَيْسَ بحَافِظٍ
والحَفَظَةُ مُحَرَّكَةً : الَّذِينَ يُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ ويَكْتُبُونَها عَلَيْهِم مِنَ المَلائكَة وهم الحافِظُونَ . وفي التَّنْزِيلِ : " وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ " وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : والحَفَظَةُ : المَلائكَةُ الَّذِين يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَم . والحِفْظَةُ بالكَسْرِ والحَفِيظَةُ : الحَمِيَّةُ والغَضَبُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ زادَ غَيْرُه : لحُرْمَةٍ تُنْتَهَكُ مِنْ حُرُمَاتِكَ أَو جَارٍ ذِي قَرَابَةٍ يُظْلَمُ مِنْ ذَوِيكَ أَو عَهْدٍ يُنْكَثُ . شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج :
معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِيرِ ... وحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي فُسِّرَ على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبِي
وشاهِدُ الثّانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ :
" وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍمَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ وقال قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ :
إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لاَنا وفي التَّهْذِيبِ : والحِفْظَةُ : اسْمٌ من الاحْتِفَاظِ عِنْدَمَا يُرَى مِنْ حَفِيظَة الرَّجُلِ يَقُولُونَ : أَحْفَظَه حِفْظَةً أَي أَغْضَبَهُ . ومنه حَدِيثُ حُنَيْنٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ وأَنْ يُقَاتِلُوا عن أَهْلِيهِم وأَمْوَالِهِم . وفي حَدِيث آخَرَ ؟ فَبَدَرَت مِنّي كَلِمَةٌ أَحْفَظَتْهُ أَي أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ أَيْ غَضِبَ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ :
" بَعِيدٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُهُعَلَيْكَ ومَنْزُورُ الرَِّضَا حِينَ يَغْضَبُ أَوْ لا يَكُونُ الاِحْفَاظُ إِلاّ بِكَلامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ وإِسْمَاعِهِ إِيَّاه ما يَكْرَهُْ
والمُحَافَظَةُ : المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : " حافِظُوا على الصَّلَوَاتِ " أَيْ صَلُّوها في أَوْقَاتِها . وقال الأَزْهَرِيّ : أَيْ واظِبُوا على إِقَامَتِهَا في مَوَاقِيتِهَا . ويُقَالُ : حافَظَ عَلَى الأَمْرِ وثَابَرَ عَلَيْه وحَارَص وبَارَك إِذا داوَمَ عَلَيْه . وقال غَيْرُه : المُحَافَظَةُ : المُرَاقَبَةُ وهو من ذلِكَ
والمُحَافَظَةُ : الذَبُّ عَنِ المَحَارِمِ والمَنْعِ عِنْدَ الحُرُوبِ كالحِفاظِ بالكَسْرِ وإِطْلاقُهُ يُوهِمُ الفَتْحَ ولَيْسَ كَذِلِكَ يقال إنه لذو حفاظ وذو محافظة إِذَا كانَتْ له أَنَفَةٌ . قالَ رُؤْبَةُ - ويُرْوَى للعَجّاجِ - :
إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا ويُقَالُ : الحِفَاظُ : المُحَافَظَةُ على العَهْدِ والوَفَاءُ بالعَقْدِ والتَّمَسُّكُ بالوُدِّ
والاسْمُ الحَفيظَةُ قال َ زُهَيْريَسُوسُونَ أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهَا ... وإِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِيظَةُ والجِدُّ والجَمْعُ الحَفائظُ ومنه قَوْلُهم : الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادُ أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ وإِنْ كانَ في قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ كما في الصّحاح
واحْتَفَظَهُ لنَفْسِهِ : خَصَّها بهِ . يُقَالُ : احْتَفَظْتُ بالشَيْءِ لِنَفْسِي . وفي الصّحاح : ُقَال : احْتَفِظْ بِهَذا الشَّيْءِ ؟ أي أحفظه والتحفظ : الإحتراز يقال تحفظ عنه أَيْ احْتَرَز . وفي المُحْكَمِ : الحِفْظُ : نَقِيضُ النِّسْيَان وهو التَّعاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ
وفي العُبَاب والصّحاحِ : التَّحَفُّظُ : التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ ولكِنْ هكَذَا في النَّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ . والحِفْظُ : قِلُّةُ الغَفْلَةِ فَشَرَحْناهُ بِمَا ذَكَرْنَا والأَوْلَى : وقِلِّة الغَفْلَة ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ كما في العُبَابِ والصّحاح فتَأَمَّل
وفي اللِّسَانِ : التَّحَفُّظُ : قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُورِ والكَلامِ والتَّيُقُّظ مِنْ السَّقْطَةِ كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
إِنِّي لأُبْغِضُ عاشقاً مُتَحفِّظاً ... لمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ واسْتَحْفَظَهُ إِياهُ أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ كما في الصّحاح ولَيْسَ فِه إِيّاه زَادَ الصّاغَانِيُّ : مالاً أَوْ سِرّاً . وقَوْلُه تَعالَى : " بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله " أَيْ اسْتُودِعُوه و ائْتُمِنُوا عَلَيْه . وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن القَزَّازِ قال : اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءِ : جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ يَتَعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ ومِثْلُه : كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ . واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ هكذا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ صَوابُهُ الجِيفَةُ احْفِيظاظاً : انْتَفَخَت هكذا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه في الحَاءِ . ورَوَاه الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ في الجِيمِ والحَاءِ : أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَهُ والحاءُ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ قالَه الأَزْهَرِيُّ . قال : وقدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ في بابِ الجِيم أَيضاً فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فيه فذَكَرهُ في مَوْضِعَين
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً يُقَال : هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ
وتَحَفَّظْتُ الكِتَابَ أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ
والمُحْفِظاتُ : الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ في حَمِيمِهِ أَو في جِيرانِهِ . قال القَطَامِيُّ :
أَخُوكَ الَّذِي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ يَقُولُ : إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ فاضْطَغَنَ عليه سَخِيمَةً لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ ثُمَّ رَآه يُضامُ زَالَ عن قَلْبِهِ ما احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه . وحُرَم الرَّجُل مُحْفِظاتُه أَيضاً
ويُقَالُ : تَقَلَّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرِّ أَي بمَحْفُوظِهِ ومَكْنُونِه لنَفاسَتِهِ . وفي المَثَلِ المَقْدِرةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عند المَقْدرَةِ كما في الأَساسِ
والحَفِيظَةُ : الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ . ورَجُلٌ حُفَظَةٌ كهُمَزة أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ
والمَحْفُوظُ : الوَلَدُ الصَّغِيرُ مَكِّيّة والجَمْعُ مَحَافِيظُ تَفاؤُلا
والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ مَعْرُوفٌ إِلاَّ أبا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ فإِنَّهُ لُقِّبَ به لحِفْظِهِ النِّعالَ
من : مَن اسم لِمَن يصلُح أن يُخاطب وهو مُبهم غير مُتمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة كقوله تعالى { ومِنَ الشياطين مَن يغُوصُون له
} ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو مَن عندك والخبر نحو رأيت مَن عندك والجَزاء نحو مَن يُكرمني أُكرمه وتكون نكرة نحو مررت بِمَن مُحسن ...
من : مَن اسم لِمَن يصلُح أن يُخاطب وهو مُبهم غير مُتمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة كقوله تعالى { ومِنَ الشياطين مَن يغُوصُون له
} ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو مَن عندك والخبر نحو رأيت مَن عندك والجَزاء نحو مَن يُكرمني أُكرمه وتكون نكرة نحو مررت بِمَن مُحسن أي بإنسان مُحسن و مِنْ بالكسر حرف خافض وهو لابتداء الغاية كقولك خرجت من بغداد إلى الكوفة وقد تكون للتبعِيض كقولك هذا الدِرهم من الدراهم وقد تكون للبيان والتفسير كقولك لله درُّه مِن رجل فتكون مِنْ مُفسِرة للاسم المَكْني في قولك دَرّثه وترجمة عنه وقوله تعالى { ويُنزل من السماء مِنْ جبال فيها مِن بَرَدٍ
} فالأُولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للتفسير والبيان وقد تدخل مِنْ توكيدا لغوا كقولك ما جاءني مِن أحد وويحه مِن رجل أكَّدتهما بمِن وقوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان
} أي فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان وكذلك ثوب من خز وقال الأخفش في قوله تعالى { وترى الملائكة حافين من حول العرش
} وقوله تعالى { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
} إنما أدْخل مِن توكيدا كما تقول رأيت زيدا نفسه وتقول العرب ما رأيتُهُ من سنة أي مُنذ سنة قال الله تعالى { لَمَسْجِدٌ أُسس على التقوى مِن أَول يوم
} وقال زُهير لِمَن الدِّيَار بِقُنَّةِ الحجر أقْوَين من حِجَجٍ ومِنْ دهْر وقد تكون بمعنى على كقوله تعالى { ونصرناه من القوم
} أي على القوم وقولهم مِن ربي ما فعلتُ فمِنْ حرف جر وُضع موضع الباء هُنا لأن حُروف الجر ينُوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين فيقول مِلْكذِب أي من الكذب