الجَزْرُ : ضِدُّ المَدِّ هو رُجُوعُ الماءِ إلى خَلْف . وقال اللَّيْثُ : هو انقطاعُ المدِّ يقال : مَدَّ البَحْرُ والنَّهْرُ في كَثْرَة الماءِ وفي الانقطاع . وفعْلُه كضَرَبَ قال ابن سيدَه : جَزَرَ البَحْرُ والنَّهْرُ يَجْزِرُ جَزْراً وانْجَزَر . الجَزْرُ : القَطْعُ . جَزَر الشَيْءَ يَجْزِرُه ويَجْزِرُه جَزْراً : قَطَعَه
الجَزْرُ : نُضُوبُ الماءِ وذَهابُه ونَقْصُه وقد يُضَمُّ آتِيهما . والذي في المصْباح : جَزَرَ الماءُ جَزْراً من بابَيْ ضرَبَ وقتل : انْحَسَرَ وهو رُجوعُه إلى خلْف ومنه : الجزيرَة لانحسار الماء عنها . قال شيخنا : ولو جاءَ بالضميرِ مُفْرَداً دالاً على الجَمْع لكان أوْلَى وأصْوَبَ
الجزْرُ : البحْرُ نفسُه . الجَزْرُ : شَوْرُ العَسَلِ من خَلِيَّتِه واستخراجُه منها . وتوَعَّد الحَجّاج بنُ يوسُف أنسَ بن مالك فقال : لأجْزُرنَّك جزْرَ الضَّرَبِ أي لأَسْتأْصِلنَّك والعَسَل يُسَمَّى ضَرَباً إذا غلُظَ اسْتَضرَبَ : سهُل اشْتِيَارُه على العاسِلِ لأنّه إذا رَقَّ سالَ
الجزْرُ : ع بالبَادِيَة جاءَ ذِكْرُه في شِعْر نقله الصّغانيُّ . الجَزْرُ : ناحِيَةٌ بحَلَب مشتملةٌ على القُرى كان بها حمْدانُ بن عبدِ الرَّحِيم الطَّبيب ثم انتقلَ منها إلى الأَثارِبِ وفيها يقول في أبياتٍ :
يا حبَّذا الجَزْرُ كم نَعِمْت به ... بينَ جِنَانٍ ذَواتِ أفْنانِ
بين جِنَانٍ قُطُوفُها ذُلُلٌ ... والظِّلُّ وافٍ وطَلْعُهَا دانِ . كذا في تاريخ حلبَ لابنِ العدِيم
الجَزَرُ بالتَّحْرِيك : أَرضٌ يَنْجَزِر عنها المَدُّ كالجَزِيرة . وقال كرَاع : الجَزِيرَة : القِطْعَة من الأرض . الجَزَرُ : أُرُومَةٌ تُؤْكل معروفةٌ معرَّبة وقال ابن دُرَيْد : لا أَحسبُها عربيَّةً وقال أبو حنيفة : أصله فارسيٌّ وتُكسَر الجِيم ونقل اللغتيْن الفرّاءُ . وأجْوُدُه الأحْمَرُ الحُلْوُ الشِّتْوِيُّ حارٌ في آخِرِ الدَّرَجَةِ الثانِية رطْبٌ في الأُولَى وهو مُدِرٌّ للبَوْل ويُسَهِّل ويُلطِّف باهيُّ يُقويِّ شهْوَة الجماعِ مُحَدِّرٌ للطَّمْث أي دَم الحَيْضِ ووَضْع ورَقِه مَدْقوقاً على القُرُوحِ المُتأَكِّلةِ نافِعٌ ولكنه عَسِرُ الهَضْمِ مُنفخٌ يُوَلِّدُ دَماً رَدِيئاً ويُصْلَح بالخلِّ والخَرْدلِ وتفصيله في كُتب الطِّبّ
الجَزَرُ : الشّاءُ السَّمِينةُ واحدةُ الكلِّ بهاءٍ . حديث خوّات : " أبْشرْ بجَزَرَةٍ سمينةٍ أي صالحة لأن تُجْزرَ أي تُذْبَح للأكل . وفي الُمحكم : والجَزَرُ : ما يُذْبَح من الشّاءِ ذَكَراً كان أُو أُثْنَى واحِدتهَا جَزَرَةٌ وخَصَّ بعضهم به الشَّاةَ التي يَقوم إليها أهلُها فيذْبَحُونها
وقال ابن السِّكِّيت : اَجْزَرْته شاةً إذا دَفَعْت إليه شاةً فَذَبَحَها نَعْجَةً أو كَبْشاً أو عَنْزاً وهي الجَزَرَة إذا كانَت سَمِينَةً . وجَزَرَةُ محرَّكةً : لَقَبُ أبي عليٍّ صالح بنِ محمّدِ بن عَمْروٍ البَغْدادِيِّ الحافظِ . والجَزُورُ كَصبُور : البعير أو خاصٌّ بالناقة المجزورة والصحيح أنه يَقَع على الذَّكَر والأُنْثَى كما حَقَّقَه الأئِمَّة وهو يُؤنَّث لأن اللفظةَ سمَاعيَّةٌ وقال : الجَزورُ إذا أُفْرِدَ أُنِّثَ لأن أكثرَ ما يَنْحَرُون النُّوق . وفي حاشية الشِّهاب : الجَزورُ : رَأْسٌ من الإبل ناقةً أو جَمَلاً : سمِّيَتْ بذلك لأنها لمَا يُجْزَرُ أي وهي مُؤَنَّثٌ سَماعيٌّ وإن عَمَّتْ فيها شِبْهُ تَغْلِيبٍ فافْهَمْ
ج جَزَائِرُ وجُزُورٌ بضَمَّتَيْن وجُزُرَاتٌ جمع الجمعِ كطُرثق وطُرُقاتٍ
الجَزُورُ : ما يُذْبَح من الشاّءِ واحدتها جَزْرة بفتح فسكون . وأجْزَرَه : أعطاه شاةً يَذْبَحُها . وفي الحديث : " أنّه بَعَثَ بَعْثاً فمَرُّوا بأعْرَابيٍّ له غَنَمٌ فقالوا : أجْزرْنا أي أعْطِنا شاةً تصْلُحُ للذَّبْح . وقال بعضُهم : لا يُقال : أجْزَرَه جَزُرواً إنما يُقال : أَجْزَرَه جزَرةً . أجْزَر البعِيرُ : حان له أن يُجْزَرَ أي يُذْبَح
مِن المَجَاز : أجْزَرَ الشَّيْخُ : حانَ له أني يَمْوت وذلك إذا أسَنَّ ودَنَا فَنَاؤُه كما يُجْزِرُ النَّخْلُ . وكان فتْيَانٌ يقولون لشَيْخ : أجْزَرْت يا شيْخُ أي حان لك أن تَمُوَت فيقول : أيْ بَنِيَّ وتُخْتَضَرُون أي تمُوتُونَ شَباباً ويُرْوَى : أَجْزَرْتَ مِن أَجَّز البُسْرُ أي حانَ له أن يُجَزَّ . والجزّارُ كشَدَّاد والجِزِّيرُ كسكِّيت : من يَنْحَرُه أي الجَزُورَ وكذلك الجازِرُ كما في الأساس . وهي أي الحِرْفَةُ الجِزَارةُ بالكسر على القياس . والمَجْزَرُ كمقَعْدٍ : موْضِعُه أي الجَزْرِ ومثلُه في المِصباح وصَرَّح الجوهريُّ بأنّه بالكسر أي كمَجْلِس وهو الذي جَزَمَ به الشيخُ ابنُ مالكٍ في مصنَّفاته وقال : إنه على غير قياس لأن مُضارِعَه مضمومٌ ككَتَبَ فالقِيَاسُ في المفعل منه الفتحُ مطقاً وورُودُه في المَكَان مكسوراً على غيرِ قياسِ . والجُزَارَةُ من البَعِير بالضمّ : اليَدانِ والرِّجْلانِ والعُنُقُ لأنهما لا تَدخُل في أنْصِباءِ المَيْسِر و إنما هي عُمَالَةُ الجَزّارِ وأُجْرَتُه . قال ابن سِيدَه : وإذا قالُوا في الفَرَس : ضَخْمُ الجُزَارَةِ فإنما يُرِيدُون غِلَظَ يَدَيْه ورِجْلَيْه وكَثْرَةَ عَصَبِهما ولا يُرِيدُون رَأْسَه لأن عِظَمَ الرَأّسِ في الخَيْل هُجْنَةٌ قال الأعْشَى :
ولا نُقَاتِلُ بالعِصِيِّ ... ولا نُرَامِى بالحِجارَهْ
إلاّ عُلالَةَ أو بُدَا ... هَةَ قارِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْوالجَزْيرَةُ : أرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المَدُّ . وقال الأزهريّ : الجَزِيرَةُ : أرضٌ في البَحْر يَنْفَرِجُ منها ماءُ البَحْرِ فتَبْدُو وكذلك الأرضُ التي لا يَعْلُوها السَّيْلُ ويُحْدِقُ بها فهي جَزِيرَةٌ . وفي الصّحاح : الجَزِيرَةٌ : واحِدَةُ جَزِائِرِ البَحْرِ سُمِّيَتْ بذلك لانقطاعِها عن معْظَم الأرْضِ
والجَزْيرَةُ : أرضٌ بالبَصْرَة ذاتُ نَخِيلٍ بينها وبين الأُبُلَّةِ خُصَّتْ بهذا الاسمِ . وجَزِيرَةُ قُورَ بضمّ القاف : موضعٌ بعَيْنِه وهو ما بين دِجْلَةَ والفُرَاتِ وبها مُدُنٌ كِبارٌ ولها تاريخٌ ألَّفَه الإمامُ أبو عَرْوبَةَ الحَرَّانِيُّ كما نَصَّ عليه ياقوتٌ في المُشْتَرَك . والنِّسْبَةُ جزَرِيٌّ كالرَّبَعِيُّ إلى رَبِيعَةَ وقال أبو عُبَيْد : وإذا أُطْلِقَتِ الجَزِيرَةُ ولم تُضَفْ إلى العَرَبِ فإنما يُرادُ بها هذه . الجَزِيرَةُ الخَضْراءُ : د بالأنْدَلُسِ في مُقابلَتها إلى ناحية الغَرْب ولا يُحيطُ به ماءٌ وإنما خُصَّ بهذا الاسم . والنِّسْبَةُ جَزِيرِيٌّ لِرَفْعِ الالتباسِ . الجَزْيرَةُ الخَضْراءُ : جَزِيرةٌ عظيمةٌ بأرْضِ الزَّنْجِ فيها سُلْطَانَانِ لا يَدِينُ أحدُهما للآخَر . ذَكَرَه الشَّرِيفُ الإدْرِيسِيُّ في عجائِب البُلْدان . وأهْلُ الأنْدَلُسِ إذا أطْلَقُوا الجَزِيرَةَ أرادُوا بها بلادَ مُجَاهِدِ بنِ عبدِ اللهِ شَرْقِيَّ الأنْدَلُسِ . قال شيخنا : ولعلَّه اصطلاحٌ قديمٌ لا يُعْرَفُ في هذه الأزمان . وجَزِيرَةُ الذَّهَبِ : موضعانِ بأرض مِصْرَ أحَدُهما بحِذَاءِ قَصْرِ الشَّمْع والثاني حذاءَ فُوَّة بالمزاحمتين . وجَزيرَةُ شُكَرَ كأُخَرَ : د بالأنْدَلُس قال شيخُنا : المعروف أنها جَزيرَةُ شُقَرَ بالقاف وإنما يقولُها بالكاف مَن به لَثْغَةٌ . قلْت : وهي بين شاطِبَةَ وتَنَسَةَ . وجزيرَةُ ابنِ عُمَرَ : د شَماليَّ المَوْصل يُحِيطُ به دِجْلَةُ مثل الهِلال وهي كُورَةٌ تُنَاخِمُ كُوَرَ الشام وحُدُودَها . وفي المُحْكَم : والجَزْيرَةُ بجَنْب الشّام وأُمُّ مدَاَئنها المَوْصل . قلتُ : ومنها أبو الفَضْل محمّدُ بنُ محمّد بن عطان المَوْصَليُّ الجَزَريُّ ومن المُتَأَخِّرين : الحافِظُ المقرِئ شمسُ الدين محمّدُ بن محمّدِ بن الجَزَريِّ توفِّي سنة 835 . وجَزيرةُ شَرِيكٍ : كُورَةٌ بالمَغْرب مُشْتَمِلَةٌ على مُدُن وقُرىً عامرةٍ . وجَزيرَةُ بَني نَصْرٍ : كُورَة بمصرَ وهي مَقَرُّ عُرْبَان بَليّ ومَن طانَبَهم اليومَ وهي واسعةٌ فيها عِدَّةُ قُرىً . وجَزيرَة قويسنا : بين مِصْرَ والإسكندَريَّة ومشتملةٌ على عدِّة قرىً وهي بالوَجْه البَحريّ . والجَزيرَةُ : ع باليَمَامَة . الجَزيَرةُ : محَلَّةٌ بالفُسْطَاط إذا زادَ النِّيلُ أحاطَ بها واسْتَقَلَّتْ بنفسِها . وذَكَر ياقُوتٌ في المُشْتَرك أنّ الجَزيرَة اسمٌ لخمسةَ عشرَ مَوضعاً
في التَّهْذيب : جَزَيرَةُ العَرَب محالُّها سُمِّيَتْ جزيرةً لأن البَحْرَيْن بحْرَ فارسَ وبَحْرَ السُّودان أحاطَا بناحِيَتَيْها وأحاطَ بالجانب الشَّماليِّ دجْلَةُ والفُرَاتُ وهي أرضُ العرب ومَعْدِنُها انتهىواختلفوا في حُدُودها اختلافاً كثيراً كادت الأقوالُ تضطرب ويُصادِمُ بعضُها وقد ذَكَرَ أكثرَهَا صاحبُ المَراصدِ والمِصْباح فقيل : جَزيرَةُ العَرَب ما أحاطَ به بَحْرُ الهنْد وبحْرُ الشَّأْمِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ فالفُراتُ ودِجْلَة من جهَة مَشْرقِها وبحرُ الهند من جَنُوبها إلى عَدنَ ودَخَلَ فيه بحرُ البصرة وعَبّادان وساحلُ مكّةَ إلى أيْلَةَ إلى القُلْزُم وبحرُ الشَّأْم على جِهة الشَّمال ودَخَلَ فيه بحرُ الرُّوم وسَواحِلُ الأُرْدُنِّ حتى يُخَالِطَ الناحِيةَ التي أقْبلَ منها الفُرات . أو جَزيرةُ العَرَب ما بينَ عَدَنِ أبْيَنَ إلى أطرافِ الشّام طُولاً وقيل : إلى أقْصَى اليمن في الطًّول ومن ساحِل جُدَّةَ وما وَالاَهَا من شاطئ البَحْر كأَيْلَةَ والقُلْزُمِ إلى أطرافِ رِيفِ العِراق عَرْضاً وهذا قولُ الأصمعيّ وقال أبو عُبيدة : هي ما بَيْنَ حفَرَ أَبي موسى إلى أقْصَى تِهَامَةَ في الطُّول وأما العَرْضُ فما بين رَمْل يَبْرينَ إلى مُنْقَطَع السَّمَاوَة قال : وكلُّ هذه المَوَاضع إنما سُمِّيَتْ بذلك لأن بحر فارسَ وبحرَ الحَبَش ودجْلةَ والفُراتَ قد أحاطَت بها . ونَقَلَ البَكْريُّ أن جَزيرَةَ العرب مكّةُ والمدينةُ واليمنُ واليَمامَةُ . ورُويَ عن ابن عَبّاس أنه قال : جَزيرَةُ العَرب : تِهَامَةُ ونَجْدٌ والحِجَازُ والعروض واليمن . وفيها أقوالٌ غير ذلك وما أوْرَدْناه هو الخُلاصةوالجزائِرُ الخالِدَاتُ ويقال لها جَزائِرُ السَّعَادَة وجزائرُ السُّعَداءِ سُمِّيَتْ بذلك لأنه كان مُعْتَقَدُهم أنّ النفوسَ السعيدةَ هي التي تَسْكُنُ أبدانُها في تلك الجَزائِر فلذلك كانت الحُكَماءُ يَسْكُنُون فيها ويَتَدارَسُون الحِكْمَةَ هناك ويكونُ مَبْلَغُهم دائماً فيها ثَمَانِين كلَّمَا نَقَصَ منهم بعضٌ زِيدَ واللهُ أعلمُ . وأما وَجْهُ تسَمْيِتِها بالخالداتِ فلأَنّ الجَنّةَ عندهم عبارةٌ عن الْتِذاذِ النَّفْسِ الإنسانيًّةً باللَّذّات الحاصلَةِ لها بعد هذه النَّشْأَةَ الدُّنْيَويَّة بواسِطَة تَحْصيلِها للكَمالاتِ الحِكمِيَّةِ في هذه النَّشْأَة وعدم بقاء شيءٍ منها في القُوَّة وخُلودُ الجَنَّة عبارةٌ عن دَوامِ هذا الالْتِذاذِ للنَّفْس كما أن الخُلُودَ في النار عندهم كنايةٌ عن دوام الحَسْرة على فوَاتِ تلك الكمَالات فعلى هذا يكونُ معنَى جَزائر الخالدات هو الجَزائِرُ الخالدةُ نَفْسُ سُكّانِها في جَنَّة الَّلذّاتِ النَّفْسَانِيَّةِ المُكْتَسَبة في الدُّنيا . كذا حَقَّقه مولانا قاسم بيزلى : سِتُّ جَزائِرَ قال شيخُنا : والصَّوابُ أنها سَبْعٌ كما جزم به جماعة مِمَّن أرَّخها وهي واغِلَةٌ في البَحْر المُحِيط المُسمَّى بأُوْقيانُوسَ من جهةِ المَغْرب غربيَّ مدينةِ سَلاَ على سمْتِ أرض الحَبَشَة تَلُوحُ للنَّاظِر في اليوم الصّاحِي الجوِّ من الأبْخِرَة الغَليظَة وفيها سبعةُ أصنامٍ على مِثَال الآدميِّين تُشِيرُ : لا عُبُورَ ولا مَسْلَكَ وراءَها ومنها يَبْتَدِئُ المُنَجِّمُون بأَخْذِ أطوالِ البلادِ على قَول بطليموس وغيره من اليونانيِّين ويُسَمُّون تلك الجزائر : بقَنارْيَا وذلك لأَن في زمانهم كان مبْدَأُ العِمارَة من الغَرْب إلى الشَّرءق من المَحَلّ المَزْبُور والإبرةُ في هذه الجزائر كانت مُتَوجِّهةً إلى نُقْطَة الشَّمَال من غيرِ انحرافٍ وعند بعضِ المتأخرين وَرئيِس إسبانيا ابتداءُ الطُّولِ من جَزِيرة فَلَمَنْك وقالوا : الإبرةُ في هذه الجَزِيرَةِ متوجَّهةٌ إلى نُقْطضة الشَّمال من غير مَيْلٍ إلى جانبٍ وعند البعضِ : ابتداءُ الطُّولِ من السّاحِلِ الغربيِّ . وبين الساحلِ الغربيِّ والجزائرِ الخالداتِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ على الأصَحِّ . تَنْبُتُ فيها كلُّ فاكهةٍ شَرْقيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ وكلُّ رَيْحَانٍ ووَرْدٍ وكلُّ حَبٍّ من غير أن يُغْرَسَ أو يُزْرعَ كذا ذكرَه المؤرِّخُون وفيها ما تُحِيلُه العُقُولُ أعْرَضْنا عن ذِكَرِهَا . وجزائِرُ بَنِي مَرْغَنَاىْ : د بالمَغْرِب وهو البَلَدُ المشهورُ بإفْرِيقِيَّةَ على ضِفّة البَحْرَيْن : بحرِ إفْرِيقِيَّةَ وبحرِ المَغْرِب بينها وبين بِجايَةَ أربعةُ أَيام وشُهرتُها كافِيَةٌ ومَرْغَنَاى : بفتح فسكون وتحريك الغين والنون كذا هو مضبوطٌ في النُّسخ والصَّوابُ بالزّاي وتشدِيدِ النُّونِ كما أَخْبَرنِي بذلك ثِقَةٌ من أَهْلِه
والجِزَارُ بالكسر : صِرَامُ النَّخْل وجَزَرَه يَجْزُرُهُ ويَجْزرُه من حدِّ كَتَبَ وضرَبَ جَزْراً وجِزَاراً بالكسر والفتح الأخِيرُ عن اللِّحْيَانيّ : صَرَمَه . وأَجْزَرَ النَّخْلُ : حانَ جِزَارُه كأصْرَمَ : حانَ صِرَامُه . وجَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُها بالكسر جَزْراً : صَرَمَهَا . وقيل : أفْسَدَها عند التَّلْقِيح
وقال اليَزِيدِيُّ : أجْزَرَ القَومُ من الجِزَار وهو وَقتُ صِرَامِ النَّخْلِ مثل الجِزَارِ يقال : جَزُّوا نخلْهم إذا صرَمُوه . وقال الأحمر : جَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُه إذا صَرمَه وحَزَرَه يَحْزِرُه إذا خرَصَه . وتَجازرَا : تَشاتمَا فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِباً أي قطعاها فاشتدَّ نَتْنُها يقال ذلك للمُتشاتِمَيْن المُتبَالِغيْن . واجْتَزرُوا في القِتال وتجَزَّرُوا إذا اقْتتلُوا ويقال : ترَكُوهم جَزَراً بالتحريك إذا قَتلُوهم وتَرَكَهم جَزَراً للسِّباع والطَّيْر أي قِطَعاً . وجَزَرُ السِّبَاعِ : اللَّحْمُ الذي تأْكُلُه قال :
إنْ يًفْعَلاَ فلقد تَرَكْتُ أباهما ... جَزَرَ السِّباعِ وكلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ . عن اللَّيْث : الجَزْيرُ بلغة أهلِ السَّوادِ : مَن يَخْتَارُهُ أهلُ القَريةِ لِمَا يَنُوبُهم في نَفَقَات مَن يَنْزِلُ بهم مِن قِبَلِ السُّلْطَانِ وأنْشَدَ :إذا ما رَأَوْنَا قَلَّسُوا من مَهَابَةٍ ... ويَسْعَى علينا بالطَّعامِ جَزِيرُهَا . وجُزْرَةُ بالضمّ : ع باليَمَامَة نقلَه الصَّغانيُّ . جَزْرَةُ : وادٍ بين الكُوفَةِ وفَيْدَ وهو ماءٌ لبَنِي كَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمشيم
ومّما يُسْتَدرَك عليه : جَزِيرَةُ العَرَبِ : المَدِينَةُ على ساكِنها أفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ وبه فَسَّر مالكُ بنُ أَنَسٍ الحديثَ : " الشيطانُ يَئِسَ أن يُعْبَدَ في جَزِيرَة العَرَبِ " . والجَزِيرَةُ : القِطْعَةُ مِن الأَرض عن كُراع
وأمّا الجَزائِرُ التي بأَرْض مِصْرَ فهي كثيرةٌ فممّا ذَكَرَهَا المؤرِّخون : جَزِيرَةُ ابنِ حَمْدانَ وجزيرةُ ابنِ غَوْث وجزيرةُ الغرقا وجزيرةُ حَكَم وجزيرةُ مَهْدِيَّة وجزيرةُ مَحَلَّةِ دِمْنَا وجزيرةُ مَسْعُود وجزيرةُ الحجر وجزيرةُ البنداريّة وجزيرةُ بَغِيضَة وجزائِرُ بِشْر وجزيرةُ مالك وجزيرةُ محمّد وجزيرةُ حَقِيل وجزيرةُ الفِيل وجزيرةُ مِفْتَاح وجزيرةُ طناش وجزيرةُ سَنَد وجزيرة العصْفور وجزيرة القِطِّ وجزيرة الشُّوبَك وجزيرو البُوص وجزيرة ابنِ حَمّاد وجزيرة طَوْقِ وجزائر أَبي هدرى وجزيرة بَنِيَ بَقَر وجزائر ابن الرفعة وجزيرة شَنْدَوِيل وغير هؤلاءِ . واجْتَزَرَ الجَزُورَ : نَحَرَه وجَلَّدَه . واجْتَزَرَ القَومَ جَزوراً إذا جَزَرَ لهم . والجَزَرُ : كلُّ شيءٍ مُباحِ الذَّبْحِ والوَاحِدُ جَزَرَةٌ
وفي حديث موسى عليه السلامُ والسَّحَرَةِ : " حتى صارتْ حِبالُهم للثُّعْبانِ جَزَراً " وقد تُكسَر الجِيمُ . ومن غريب ما يُرْوى في حديث الزكَاة : " لا تَأْخُذُوا مِن جَزَراتِ أموالِ النّاسِ " أي ما يكونُ أُعِدَّ للأكْل والمشهورُ بالحاءِ المهملَة . وفي حديثَ عُمَرَ : " اتَّقُوا هذه المَجَازِرَ فإنّ لها ضَرَاوَةً كضَرَاوَةِ الخَمْرِ " أَراد موضعَ الجَزّارِين التي تُنْحَرُ فيها الإبلُ وتُذْبَحُ البَقَرُ والشّاءُ يُبَاعُ لُحْمَانُها لأَجل النَّجَاسَةِ التي فيها وفي الصّحاح : المرادُ بالمَجَازِر هنا مُجْتَمعُ القومِ لأن الجَزُورَ إنما تُنْحَرُ عند جَمْع الناس وقال ابن الأثير : نَهَى عن أماكِن الذَّبْحِ لن مشاهدةَ ذَبْحِ الحَيواناتِ ممّا يُقَسِّي القلبَ ويُذْهِبُ الرَّحْمَة منه
والجَزُور : لَقَبُ أُمِّ فاطِمةَ بنتِ أسَدِ بنِ هاشِمٍ والدةِ عليٍّ رضي الله عنه لعِظَمِهَا واسمُها قَتْلَهُ بنتُ عامِرِ بنِ مالكِ بنِ المُصْطَلِقِ الخُزَاعِيَّةُ . وجُزَار كغُرابٍ : جَبَلٌ شامِيٌّ بينه وبين الفُرات ليلةٌ . وأبو جَزَرةَ : قَيْسُ بنُ سالم تابعِيٌّ مصريٌّ . وأبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليٍّ الضَّرِيرُ الجَوْزانِيُّ بالفتح محدِّثٌ . وأبو منصور عبد الله بنُ الوليدش المحدِّثُ لَقَبُه جُزَيْرَةُ بالتصغير . وحَبْيبُ بنُ أبي جَزِيرَةَ كسَفِينَة حَدَّثَ عنه مُسْلمُ بنُ إبراهِيمَ وعبدُ الله بنُ الجَزُورِ كصَبُور سَمِعَ قَتَادَةَ . ومحمّدُ بنُ إدْرِيسَ الجازِرِيُّ ومحمَّد بنُ الحُسَيْنِ الجَازِرِيُّ حَدَّثَا