السُّدْسُ بالضمّ وبضمَّتين : جُزءٍ من سِتَّةٍ والجَمْعُ أَسْدَاسٌ كالسَّديسِ كأَمِيرٍ كما يُقَال للعُشْرِ : عَشِيرُ . والسُّدْسُ بالكَسْرِ من الوِرْدِ في الأَظْمَاءِ : بعْدَ الخِمْسِ وقِيلَ : هو بَعْدَ سِتَّةِ أَيّامٍ وخَمْس لَيَالٍ وفي الصّحاح : أَن تَنْقَطِعَ الإِبِلُ خَمْسَةً وتَرِدَ السادِسَ وقال الصاغَانِيُّ : هو خَطَأٌ والصّوَابُ أَنْ تَنْقَطِعَ أَرْبَعَةً وتَرِد في الخَامِسِ والجَمْعُ الأَسْدَاسُ . قلتُ : وقالَ أَبو سَهْلٍ : الصَّحِيحُ في السِّدْسِ في أَظْمَاءِ الإِبِلِ : أَن تَشْرَبَ الإِبِلُ يوماً ثمّ تَنْقَطِعَ من الماءِ أَرْبَعَةَ أَيّامٍ ثُمَّ تَرِدَه في اليَومِ الخَامِس فيُدْخِلُونَ اليومَ الأَوَّلَ والذي كانت شَرِبَتْ فِيهِ في حِسَابِهِم . وقالَ غَيرُه : الصَّحِيحُ في السِّدْسِ : أَن تَمْكُثَ الإِبِلُ في المَرْعَى أَرْبَعَةَ أَيّامٍ ثمّ تَرِدَ اليَوْمَ الخَامِسَ . والسَّدَسُ بالتَّحْرِيكِ : السِّنُّ قَبْلَ البازِلِ كالسَّدِيسِ يَسْتَوِي فيه المذكَّرُ والمُؤَنَّثُ لأَنَّ الإِنَاثَ في الأَسْنَانِ كلِّهَا بالهاءِ إِلاّ السَّدَسَ والسَّدِيسَ والبازِلَ . وج السَّدَسِ والسَّدِيسِ سُدْسٌ بالضَّمِّ كأَسَدٍ وأُسْدٍ وسُدُسٌ بضمّتَيْن كرَغِيفٍ ورُغُفٌ . قال منصور بنُ مَسْجَاحٍ يَذْكر دِيَةً أُخِذَتْ من الإِبِل مُتَخَيَّرَةً كما يَتَخَيَّرها المُصَدِّقُ :
فَطَافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها ... يُخَيَّرُ مِنْهَا في البَوَازِلِ والسُّدْسِ والسَّدِييسُ : ضَرْبٌ مِنَ المَكَاكِيكِ يُكَالُ بهِ التَّمْرُ . والسَّدِيسُ : الشَّاةُ أَتَتْ عليها السَّنَةُ السادِسَةُ وعُدَّ من الإِبِلِ ما دَخَلَ في السَّنَة الثامِنَةِ كما سيأْتِي . وإِزارٌ سَدِيسٌ : طُولُه سِتَّةُ أَذْرُعٍ كالسُّدَاسِيِّ . وقال أَبُو أُسَامَةَ : السُّدُوسُ بالضَّمِّ : النِّيلَنْجُ وقد جَاءَ فِي قولِ امْرِئِ القَيْسِ والطَّيْلَسَانُ وقِيلَ : هُوَ الأَخْضَرُ منها قال يَزِيدُ بنُ خَذَّاق العَبْدِيُّ :
ودَاوَيْتُهَا حتَّى شَتَتْ حَبَشيَّةً ... كَأَنَّ عَلَيْها سُنْدُساً سُدُوسَا وقَدْ يُفْتَحُ كما نَقَلَه الجوهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ وهو قولُ أَبِي أُسامَةَ أَيضاً وجَمَعَ بينَهما شَمِرٌ فقال : يُقال لكلِّ ثَوْبٍ أَخْضَرَ : سَدُوسٌ وسُدُوسٌ . وسُدُوس بالضّمّ : رَجُلٌ طائِيٌّ وهو سُدُوسُ بنُ أَصْمَعَ بن أُبَيّ بن عُبَيْدِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ نَصْرِ بن سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ . وسَدُوس بالفَتْح : رَجُلٌ آخَرُ شَيْبَانِيٌّ وه وسَدُوسُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْب وآخَرُ تَمِيميُّ وهو سَدُوسُ بنُ دَارِمِ بن مالِكِ بنِ حَنْظلَةَ . قال أَبُو جُعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَبيب : كلُّ سَدُوسٍ في العَرَبِ مَفْتُوحُ السِّينِ إلاّ سُدُوسَ طَيِّئٍ وكذلِك قالَهُ ابنُ الكَلْبِيّ ومثلهُ في المُحْكَم . وقالَ ابنُ بَرِّيّ : الذي حَكَاه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ هو المَشْهُورُ من قَوْلِه . وقالَ ابنُ حَمْزَةَ : هذا مِنْ أَخْلاطِ الأَصْمَعِيِّ المَشْهُورة وزَعَم أَنَّ الأَمْرَ بالعَكْسِ مِمَّا قالَ وهو أَنَّ سَدُوس بالفتحِ : اسمُ الرَّجُلِ وبالضّمّ : اسمُ الطَّيْلَسَان وذَكَرَ أنَّ سَدُوس بالفتحِ يقعُ في مَوْضِعَيْن : أَحَدهمَا سَدُوس الذِي في تَمِيمٍ ورَبيعَةَ وغيرِهِمَا والثّانِي في سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ . قلْت : وقد رَوَى شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ مثلَ ذلك فإِنَّهُ أَنْشَدَ بيتَ امْرِئِ القَيْسِ :
إذا ما كُنْتَ مُفْتَخِراً ففَاخِرْ ... بِبَيْتٍ مِثْلِ بَنِي سَدُوسِورَوَاه بفَتْحِ السِّينِ قال : وأَرادَ خالِدَ بنَ سَدُوسِ بنِ أَصْمَعَ النَّبْهَانِيَّ . هكذا في اللِّسَانِ والعُبَابِ . والصوابُ أَنَّ خَالِداً هو أَخُو سَدُوس ابْنَيْ أَصْمَعَ كما حقَّقَه ابنُ الكَلْبِيِّ . ومن بَنِي سَدُوسٍ هذا وَزَرُ بنُ جابِرِ بنِ سَدُوسٍ الذي قَتَل عَنْتَرَةَ العَبْسِيَّ ثُمَّ وفَدَ إلى النّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلَمْ يُسْلِمْ وقال : لا يَمْلكُ رَقَبَتِي عَرَبِيٌّ . والحَارِثُ بنُ سَدُوسٍ كصَبُورٍ كان لَهُ أَحَدٌ وعِشْرُونَ وَلَداً ذَكَراً قال الشَّاعِرُ :
فَإِنْ شاءَ رَبِّي كانَ أَيْرُ أَبِيكُمُ ... طَوِيلاً كأَيْرِ الحَارِثِ بنِ سَدَوسِ وسَدَوسَانُ بالفَتْح وضَبَطَه بعضُهُمْ بضَمِّ الدال : د بالسِّنْدِ كثيرُ الخيرِ مُخْصبٌ . وسَدَسَهُمْ يَسْدُسُهم كنَصَر سَدْساً : أَخَذ سُدسَ مالِهِم . و سَدَسَهُم يَسْدِسُهم سَدْساً كضَرَبَ : كان لهم سادِساً وقد تَقَدَّم نظيرُ ذلك في ع ش ر و خ م س وأَسْدَسَ الرَّجُلُ : وَرَدَتْ إِبلُه سِدْساً وهو الوِرْدُ المَذْكُور آنفاً . وأَسْدَسَ البَعيرُ إِذا أَلْقَى السِّنَّ التي بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ قال ابنُ فارِسٍ : وذلِك إِذا وَصَلَ في السَّنَةِ الثامِنَة
والسِّتُّ بالكَسر : أَصْلُه سِدْسٌ قلَبُوا السِّينَ الأَخِيرَة تاءً لِتَقْرُبَ من الدّالِ التي قَبْلَها وهي مع ذلك حَرْفٌ مَهْمُوسٌ كما أَنَّ السِّينَ مَهْمُوسَةٌ فصارَ التَّقْدِيرُ : سِدْتُ فلما اجْتَمَعَت الدّالُ والتّاءُ وتَقَارَبَتَا في المَخْرَجِ أُبْدِلَت الدّالُ تاءً ؛ لتُوافِقَها في الهَمْسِ ثمّ ُأدْغِمت التاءُ في التّاءِ فصارَتْ سِتّ كما تَرى فالتَّغْيِيرُ الأَوَّل للتَّقْرِيبِ من غِير إِدْغَام والثانِي للإِدْغَامِ وتقدَّم البَحْثُ في ذلك في س ت ت . قال الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على العَدَد وقد شَذَّ عنه : السَّدُوسُ والسُّدُوسُ وسَدُوسُ وسُدُوسُ . ومِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيه : سِتُّونَ مِن العَشَرَات مشتَقُّ من السِّتَّةِ حكاه سِيبَوَيْهِ . وسَدَّسْتُ الشْيءَ تَسْدِيساً : جَعَلْتُه على سِتَّةِ أَرْكانٍ أَو سِتَّة أَضْلاعٍ نقلَه الصّاغَانِيُّ . وفي اللِّسَان : المُسَدَّسُ من العَرُوضِ : الذي يُبْنَى على سِتَّةِ أَجْزَاءٍ . والسَّدِيسُ : السِّنُّ التي بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ . والسَّدِيسُ والسَّدَسُ من الإِبِلِ والغَنَم : المُلْقِي سَدِيسَه وكذلِك الأُنْثَى ومنه الحَدِيثُ : الإِسْلامُ بَدَأَ جَذَعاً ثُمّ ثَنِيّاً ثم رَبَاعَيِياً ثُمّ سَدِيساً ثم بازِلاً قال عُمَرُ : فما بَعْدَ البُزُولِ إلاّ النُّقْصانُ . ويقال : لا آتِيكَ سَدِيسَ عُجَيْسٍ لُغَةٌ في سَجِيس . ويقال : ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْداسٍ وهو مَجَازٌ . والسِّدْسُ بالكَسْر : قريةٌ بجِيزِة مِصْرِ
الدَّسُّ : دَسُّكَ شَيْئاً تحتَ شَيْءٍ وهو : الإِخْفَاءُ قاله اللَّيْثُ . ودَسَسْتُ الشْيءَ في التُّرابِ : أَخْفَيْتهُ . والدَّسُّ أَيضاً : دَفْنُ الشيْءِ تحتَ الشيْءِ وإِدْخَالُه ومنه قوله تَعالَى : " أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ " أَي يَدْفِنُه أَي الموؤُودَة ورَدَّ الضَّمِيرَ على لفظِه . قالَهُ الأَزْهَرِيُّ كالدِّسِّيسَى كخِصِّيصَى . والدَّسِيس كأَمِيرٍ : الصُّنَانُ الذي لا يَقْلَعُه الدَّوَاءُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والدَّسِيسُ : مَنْ تَدُسُّه لِيَأْتِيَكَ بالأَخْبَارِ وهو شَبِيهُ المُتَحَسِّس . ويُقَال : انْدَسَّ فُلانٌ إلى فُلانٍ يأْتِيهِ بِالنَّمائمِ . والعامَّةُ يُسَمُّونه الدّاسُوسَ . والدَّسِيسُ : المَشْوِيُّ عن ابن الأَعْرَابِيِّ
والدُّسُسُ بضَمَّتَيْن : الأَصِنَّةُ الدِّفِرَة الفائِحِةُ عنه أَيضاً . والدُّسُسُ : المُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِهم يَدْخُلُونَ مع القُرَّاءِ ولَيْسُوا مِنْهُمُ عنه أَيضاً . وقال أَبو خَيْرَةَ : الدَّسَّاسَةُ : شَحْمَةُ الأَرْضِ وهي العَنَمَة . قال الأَزْهَرِيُّ : وتُسَمِّيها العربُ : الحُلْكَةَ وَبناتِ النَّقَا تَغُوصُ في الرَّمْلِ كم يَغُوصُ الحُوتُ في الماءِ وبَها تُشَبَّهُ بَنَانُ العَذَارَى . والدَّسّاسُ : حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ أَحْمَرُ كالدَّمِ مُحَدَّدُ الطَّرَفِيْنِ لا يُدْرَى أَيُّهما رأْسُه غلِيظُ الجِلْدِةِ لا يأْخُذ فيه الضَّرْبُ وليسَ بالضَّخمِ غَلِيظٌ . قال : وهي النَّكَّازُ . قال . الأَزْهَرِيُّ : هكذا قرأْتُه بخَطِّ شَمِرٍ . وقال ابن دُرَيْدٍ : وهو ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ ولم يُحَلِّه . وقال أَبو عَمْرو : الدَّسّاسُ في الحَيَّاتِ : هو الذي لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْهِ رأْسُه وهو أَخْبَثُ الحَيَّاتِ يَنْدَسُّ في التُّرَابِ فلا يَظْهَر للشَّمْسِ وهو على لونِ القُلْبِ من الذَّهَبِ المُحَلَّى . الدُّسَّةُ بالضَّمِّ : لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ . ودَسَّ الشيءَ يَدُسُّه دَسّاً ودَسَّسَه ودَسَّاهُ - الأَخِيرَةُ على البَدَلِ كَرَاهِيةَ التَّضْعِيف - ومنه قولُه تَعَالَى : " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " أُبْدِلَتْ بعضُ سِيناتِهَا ياءً كتَظَنَّيْتُ في تَظَنَّنْتُ من الظَّنِّ لأَنَّ البَخِيلَ يُخْفِي مَنْزِلَه ومالَه والسَّخِيُّ يُبْرِزُ مَنْزِلَه فيَنْزِلُ عَلَى الشَّرَفِ من الأَرْض لِئلاَّ يَستَتِرَ عَلَى الضِّيفانِ ومَنْ أَرادَه ولكلٍّ وَجْهٌ . قاله الفَرَّاء والزَّجَّاج . أَو مَعْنَاه : أَفْلَح مَن جَعَلَ نَفْسَه زَكِيَّةً مُؤْمِنَةً وخاب مَن دَسَّ نَفْسَه مع الصّالِحِينَ وليسَ مِنْهُم كذا نَقَلَه ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . أَو مَعْنَاه : خَابَتْ نَفْسٌ دَسَّاها اللهُ تَعَالى . قالَهُ الفَرَّاءُ . أَو المعنَى : دَسَّاها : جَعَلَها خَسِيسَةً قَلِيلَةً بالعَمَلِ الخَبِيثِ . ويُقَال : خابَ مَنْ دَسَّ نَفْسَه فأَخْمَلَهَا بتَرْكِ الصَّدَقَةِ والطَّاعَةِ . وانْدَسَّ : انْدَفَنَ وقد دَسَّهُ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : العَرْقُ دَسَّاسٌ أَي دَخّالُ . وقيل : دَسَّهُ دَسًّا إِذا أَدْخَله بقُوَّةٍ وقَهْرٍ . والدَّسِيسُ : إِخْفَاءُ المَكْرِ . وانْدَسَّ فُلانٌ إِلى فُلانٍ يَأْتِيهِ بالنَّمَائِمِ وهو مَجَازٌ وهي الدَّسِيسَةُ . والدَّسُّ : نَفْسُ الهِنَاءِ الّذِي تُطْلَى به أَرْفَاغُ الإِبِلِ وبَعِيرٌ مَدْسُوسٌ . وقد دَسَّه دَسًّا : لَمْ يَبَالغْ في هِنَائِه . قال ذُو الرُّمَّة :
تَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كَأَنَّهُ ... فَنِيقُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ ومن أَمْثَالهم : لَيْسَ الهِنَاءُ الدَّسِّ . المَعْنَى : أَنَّ البَعِيرَ إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ مِن هِنائِه على مَوْضِعِ الجَرَبِ ولكِن يُعَمُّ بالهِنَاءِ جَمِيعُ جِلْدِه ؛ لئلاَّ يَتَعَدَّى الجَرَبُ مَوْضِعَه فيَجْرَبَ مَوْضِعٌ آخَرُ . يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْتَصِرُ مِن قَضَاءِ حاجةِ صاحِبِهِ عَلَى ما يَتَبَلَّغُ بهِ ولا يُبَالِغُ فيها