الجَوْرُ : نَقِيضُ العَدْلِ . جار عليه يَجُورُ جَوْراً في الحُكْمِ : أي ظَلَمَ
الجَوْرُ : ضِدِّ القَصْدِ أو المَيْلُ عنه أو تَرْكُه في السَّيْر وكلُّ ما مالَ فقد جار . الجَوْرُ : الجائِرُ يقال : طَرِيقٌ جَوْرٌ أي جائِرٌ وَصْفٌ بالمصْدَرِ . وفي حديث مِيقاتِ الحَجِّ وهو جَوْرٌ عن طَرِيقنا أَي مائِلٌ عنه ليس على جادَّتِه : مِن جارَ يجُورُ إذا ضَلَّ ومالَ . وقَومٌ جوَرَةٌ محرَّكَةً وتصحيحُه على خِلاَف القِياسِ وجَارَةٌ هكذا في سائرِ النُّسَخِ . قال شخُنا : وهو مُسْتدرَكٌ لأنه مِن باب قَادَةٍ وقد التزَمَ في الاصطلاح أن لا يذكر مِثْله وقد مَرَّ . قلتُ : وقد أصلَحها بعضُهم فقال : وجُوَرةٌ أي بضمٍّ ففتحٍ بَدَلَ جارَة كما يُوجَد في بعض هوامش النُّسَخ وفيه تَأَمُّلٌ : جائِرثون ظَلَمةٌ . والْجَارُ : المُجَاوِرُ وفي التهذيب عن ابن الأعرابيِّ : الجَارُ : هو الذي يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ . والجَارُ النَّفِيحُ هو الغَرِيبُ . الجَارُ : الذي أَجَرْتَه مَن أَن يُظْلَمَ . قال الهُذَليُّ :
وكنتُ إذا جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي . وقولُه عَزَّ وجلّ : " والجارِ ذي القُرْبَى والجَارُ الجُنُبِ " قال المفسِّرُون : الجارِ ذي القُرْبَى : وهو نَسيبُكُ النازِلُ معكَ في الحِوَاءِ ويكونُ نازلاً في بلدٍ وأنتَ في أُخرَى فله حُرْمَةُ جِوَارِ القَرَابَة والجَارِ الجُنُب أَن لا يكون له مُناسباً فيجيء إليه ويسأَله يُجِيرَه أي يمنَعَه فينزل معه فهذا الجارُ الجُنُب له حرمةُ نُزُولِه في جِواره ومَنْعِهِ ورُكُونِه إلى أمانه وعَهْدِه
يقال : الجارُ : هو المُجِيرُ . جارُكَ المُسْتَجِيرُ بكَ . وهم جارَةٌ مِن ذلك الأَمر حَكَاه ثعلب أي مُجِيرُون . قال ابن سِيدَه : ولا أَدرِي كيف ذلك إلاَّ أن يكونَ على تَوَهُّمِ طَرْحِ الزّائدِ حتى يكونَ الواحدُ كأَنَّه جائرٌ ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةِ وإلاّ فلا وَجْهَ له
وقال أبو الهَيْثَم : الجَارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ وهو الذي يمنعُك ويُجيرُك . عن ابن الأعرابيّ : الجارُ : الشَّرِيكُ في العَقارِ . والجارُ : الشَّرِيكُ في التِّجَارَة فَوْضَى كانت الشَّرِكَةُ أو عِنضاناً
الجَارُ : زَوْجُ المرأَةِ لأَنه يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها ولا يعْتَدي عليها . وهي جارَتُه لأنَّه مُؤْتَمَنٌ عليها وأُمِرْنَا أن نُحْسِنَ إلَيْهَا ولا نَعْتَدِيَ عليها لأنه تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ وقد سَمَّي الأعشى في الجاهليّة امرأته جارةً فقال :
أَيَا جَارَتَا بِينِي فإنَّكَ طالِقضهْ ... ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووامِقَهْ . وفي المُحْكَم : وجارةُ الرَّجُلِ : امرأَتُه وقيل : هَواه وقال الأعشى :
يا جارتا ما أنتِ جارَهْ ... بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ . مِن المَجاز : الجارُ : فَرْجُ المرأَةِ عن ابن الأَعرابيّ . الجارُ : مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ من السّاحل عن ابن الأعرابيّ . مِن المَجاز : الجارُ : الطِّبِّيجَةُ وهي الاسْتُ عن الأعرابيّ . قال شيخُنا : وكأنهم أخَذُوه مِن قولهم : يُؤْخَذُ الجارُ بالجار كالجارَةِ أي في هذا الأخير
الجارُ : المُقَاسِمُ . الجارُ : الحَلِيفُ . الجارُ : النّاصِرُ . كلُّ ذلك عن ابن الأعرابيّ . وزادُوا : الجارُ الصِّنَّارةُ : السَّيِّئ الجِوَارِ . والجارُ الدَّمِثُ : الحَسَنُ الجِوَار . والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ : الجارُ المنافِقُ . والجَارُ البَرَاقِشِيُّ : المُتَلَوِّنُ في أفعالِه . والجَارُ الحَسْدَلِيُّ : الذي عَيْنُه تَرَاكَ وقَلْبُه يَرْعَاكَ . قال الأزهريُّ : لمّا كان الجَارُ في كلام العربِ محتملاً لجميع المعاني التي ذَكَرها ابنُ الأعرابيِّ لم يَجُزْ أن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " الجارُ أحَقُّ بصَقَبِة " أنه الجارُ الملاصِقُ إلا بدَلالة تَدُلُّ عليه فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على ما أُرِيدَ به فقامت الدَّلالةُ في سُنَنٍ أُخْرَى مُفَسِّرةً أن المرادَ بالجَار : الشَّرِيكُ الذي لم يُقَاسِم ولا يجوز أن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثل الشَّرِيكِ . ج جيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ ولا نَظِيرَ له إلا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأقَواعٌ وأنشد :
" ورَسْمِ دارٍ دارِسِ الأَجْوارِالجارُ : د أي بَلَد وفي بعضِ النُّسَخ : ع أي موضعٌ على البَحْر والمرادُ به بَحْرُ اليَمَنِ أي ساحِلُه ويُسَمَّى هذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إلى المدينة القُلْزُمَ بينه وبين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاةِ والسلامِ يَومٌ وليلةٌ وبينها وبين أيْلَةَ نحوُ عشرِ مرَاحلَ وإلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحلَ وهي فُرْضَةٌ لأهلِ المدينةِ تُرْفَأُ إليها السُّفُنُ من أرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ وبحِذائِه جزيرةٌ في البحر مِيلٌ في ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار كذا في المَرَاصِد . وقال اليَعْقُوبِيُّ : الجارُ على ثلاث مراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ . وقال ابنُ أبي الدم : هو مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ منه : عبدُ الله بن سُوَيْدٍ الأنصاريُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ الصَّحابِيُّ كما ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات وابن الأثير في أُسْدِ الغابةِ وقال بعضُهُم : لا تَصِحُّ صُحْبَتُه كما نَقَلَه العَسْكَرِيُّ أو هو حارِثِيٌّ وهو الأشْبَه كما نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عن الزُّهْرِيِّ . قلتُ : وهكذا أوْرَدَه من ألَّفَ في الصَّحَابة . قال الذَّهَبِيّ وابن فَهْدٍ : رَوَى الزُّهْرِيُّ عن ثَعْلَبَةَ بن أبي مالكِ قولَهث . وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ الأحْوَلُ مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ يَرْوي المَراسِيلَ وعنه أبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ . وعُمَرُ بنُ سَعْدِ ينِ نَوْفَل وأخوه عبدُ الله رَوَيَا عن أبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عنه وكان عامِلاً على الجَار ورَوضى له المالِينِيُّ حديثاً عن عُمَرَ : وقال الحافظُ : وأبُوه له رُؤْيَةٌ . وعُمَرَ بنُ راشِدٍ عن ابن أبي ذِئْبٍ . ويَحْيَى بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الله بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ رَوَى له أبو داوُودَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ : المُحَدِّثُون الجارِيُّون نسبةً إلى هذا المَوْضِع
جارُ : ة بأصْبهانَ : منها : عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل وأبو بكرٍ ذاكِرُ بنُ محمّدٍ هكذا في النُّسَخ وفي التَّبْصِير : ذاكِرُ بنُ عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِدُ سَمِعَ أبا مُطِيع الصَّحّافَ الجَارِيّانِ المُحَدِّثَانِ
وفاتَه : أبو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أحْمدَ الجَارِيِّ سَمِعُوا ثلاثَتُهم من أبي مُطِيعٍ المذكور ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أنهم يَنْتسِبُونَ إلى قريةٍ بأصبهانَ
جارُ : ة بالبَحْرَينِ لعَبْدِ القَيْسِ . الجارُ : جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ ذَكَرَه في المَرَاصدِ وموضعٌ أيضاً أحْسَبُه يمانياً قالَه أبو عبُيَدٍْ البكريُّ . وجُورُ بالضَّم : مدينَة من مُدُنِ فارِسَ كانَتْ في القديم قَصَبَةَ فَيْرُوزاباذَ من أعمال شيرازَ يُنْسَبُ إليها الوَرْدُ الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ ويُعْمَلث فيها ماءُ الوَرْد بينها وبين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً وجَماعَاتٌ وفي نُسخة : وجَماعةٌ عُلَمَاءُ منهم : محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَازيُّ رَوضى له المالينيُّ حديثاً . وقال الذَّهَبيُّ : عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُوِريِّ الشِّيرَازيُّ الصُّوفيّ عن ابن المُظَفَّر وعنه أَبو المُفَضَّل بنُ المَهْديِّ . في مَشْيَخَته مات بشِيرَازَ سنة 415 . ونُسِبَ إليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرئ . وأبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحْوريُّ عن ابن دُرَيْدٍ . قلتُ : ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم فمنهم : محمّدُ بنُ خَطَّابٍ الجُوريُّ عن عَبّادِ بن الوَليد الغُبْريّ . ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ عن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ . وعُمَرُ بنُ أحمدَ الجُوريُّ عن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ . وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ ابنُ أُخت الحافظ أبي حازمٍ العَبْدَريِّ . وعُمَرُ بنُ أحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوري الحافظُ عن أبي الحُسَيْن الخُفَاف . وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ . أحدُ العُبّاد مات سنة 353وأَبو القاسم عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أسَدٍ الجُوريُّ كَتَبَ عنه أَبو الحَسَن المَلطيِّ . وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ شيخٌ لابن طاهرٍ المَقْدِسِيِّ . وأبو سعيدٍ أحمدُ بنُ محمّد بن إبراهيمَ الجُوريُّ عن ابن شَنَبُوذ . وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إلى جُورِ فارسَ
جُورُ أيضاً : مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ وقيل : قريةٌ بها منها : محمّدُ بنُ أحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ الجُوريُّ . ومِن المَنْسَوبينَ إلى هذه : محمّدُ بنُ إسكافٍ الجُوريُّ ثم النَّيسابُوريُ عن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ . ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ عن أبي نجيدٍ . ولم أجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الذي ذَكَرَه المصنِّفُ في كتاب الحافظِ ولا غيرهِ فلْيُنْظَرْ . وقد تُذَكَّرُ كذا في الصّحاح وتُصْرَفُ وقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَةِ . ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ صاحبُ التَّصَانِيفِ . ومحمّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عليٍّ الكِنْدِيُّ المعروفُ بابنِ جُورَ سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللهِ وعنه ابنُ رَشِيقٍ محدِّثان . ومِن شُيوخِ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ : أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ حَدَّثَ بالبَصْرَة عن موسى بن هارُون هكذا قرأْتُه في مُعْجَمه مُجَوَّداً مضبوطاً وهو في أربعةِ أجزاءٍ عندي وعلى أوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ رَحِمَهما اللهُ تعالَى
جُوَرُ كنُفَرَ : ة بأَصْبَهَانَ والأَشْبَهُ عندي أن يكونَ محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ الذي ذَكَره المصنِّفُ مِن هذه القريةِ لأنه أَصْبَهَانِيُّ لا نَيْسَابُوِريّ وهو ظاهرٌ . وغَيْثٌ جِوَرٌّ . كهِجَفٍّ : شديدُ صوتِ الرَّعْدِ كذا في الصّحاح وَرواه الأصمعيُّ جُؤَرُّ بالْهَمْز : له صَوتٌ وأَنشدَ :
" لا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّْ . وفي الصّحاح : وبازِلٌ جِوَرٌّ : صُلْبٌ شديدٌ . وَبَعِيرٌ جِوَرٌّ : ضَخْمٌ وأَنشدَ :
" بين خَشَاشَىْ بازلٍ جِوَرِّ . وقد تَقَدَّم في ج أَر شيءٌ من ذلك . والجَوَارُ كسَحَابٍ : الماءُ الكثيرِ القَعِيرُ قال القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ على نَبِّينَا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ :
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْنٍ ... ولولا اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ . أَي الماءُ الكثيرُ . ومنه غَيْثٌ جِوَرٌّ . الجَوَارُ من الدّار : طِوَارُهَا وهو ما كان على حَدِّهَا وبحِذائِها . الجَوَار : السُّفُنُ لغةٌ في الجَوَارِي نقلَ ذلك عن أَبي العَلاءِ صاعَد اللُّغُويِّ في الفُصُوص وهذا غَريبٌ . قال شيخُنَا : قلت : لا غرابَةَ فالقلبُ مشهورٌ وكذلك إجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه كما في كُتُب التَّصْريف . وشِعْبُ الجَوَارِ : قُرْبَ المَدِينَة المشرَّفِة على ساكنها أفضلُ الصلاةِ والسلام من ديارِ مُزَيْنَةَ . الجِوَارُ بالكسر : أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً وعَهْداً فيكونَ بها جارَكَ فتُجيرَه وتُؤَمِّنه . وقد جاوَرَ بني فلانٍ وفيهم مُجَاروةً وجِواراً : تَحَرَّم بجِوَارهم وهو مِن المُجَاوَرة : المُساكَنة والاسمُ الجِوَارُ والجُوَارُ أي بالضمّ والكسر فالمصدرُ الذي ذَكَرَه المصنِّف بالكسر فقط والحاصلُ بالمصدر وهو العَهْدُ الذي بين المُعَاهِدَيْن يُضَم ويُكْسَرُ كما صَرَّحَ به غيرُ واحدِ من الأَئمَّة . وقد غَلِطَ هنا أكثرُ الشُّرَّاح ونَسبُوا المصنِّفَ إلى القُصُور وكلامُه في غاية الوُضُوحالجَوّارُ ككَتّان : الأَكّارُ . التَّهْذِيب : هو الذي يَعملُ لك في كَرْمٍ أو بُسْتَان . وجاوَرَه مُجَاوَرَةً على القِيَاس وجواراً بالفتح على مُقْتَضَى اصطلاحِه وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه في المُحكَم وبالضمِّ كما أوْرَدَه ابنُ سِيدَه أيضاً وإنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ بناءً على طريقته التي هي الاختصارُ وهو قد يكون مُخِلاًّ في المواضع المشتَبهة كما هنا فإن قولَه : وقد يُكْسَرُ لا يدل إلاّ على أنه بالفتح على مُقْتَضَى اصطلاحه وقد أَنْكَرَه بعضٌ وأنَّ الكسر مَرْجُوحٌ وما عداه هو الراجحُ الأفصحُ وقد أنكرَ الضمَّ جماعةٌ منهم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت وقال الجوهريُّ : الكسرُ هو الأفصحُ وصَرَّح به في المِصباح وقال : إن الضَّمَّ اسمُ مَصْدَرٍ ففي عبارة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ : صارَ جارَه وسَاكَنَه والصَّحِيحُ الظاهِرُ الذي لا يُعْدَلُ عنه أن أفْصَحِيَّةَ الكسر إنما هو في الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة وبالضمّ والفتح لُغتَان والضم بمعنى العَهْد والزِّمام والكسرُ لغةٌ فيه أو هو مصدرٌ والضمُّ الحاصلُ بالمصدر . وتَجَاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنىً واحدٍ : جَاوَرَ بعضُهم بعضاً أصِحُّوها فاجْتَوْرُوا إذا كانت في معنى تَجَاوَرُوا فجَعَلُوا تَرْكَ الإعلال دليلاً على أنه في معنَى ما لابُدَّ مِن صِحَّتِه وهو تَجَاوَرُوا . وقال سِيبَوَيْهِ : اجْتَوَرُوا تَجَاوُراً, وتَجاوَروا اجْتِوَاراً وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين في مَوضع صاحِبه لتَساوِي الفِعْلَيْن في المعنى وكثرة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه . وفي الصّحاح : إنما صَحَّت الواوُ في اجْتَوَرُوا لأنه في معنَى ما لا بُدَّ له مِن أن يخرجَ على الأَصل لسُكُون ما قبله وهو تَجاوَرُوا فبُنِىَ عليه ولو لم يكن معناهما واحداً لاعْتَلَّتْ وقد جاءَ اجتارُوا مُعَلاًّ قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ :
كدُلَّحِ الشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ ... حَمْلٌ عَثاكِيلُ فهو الواتِنُ الرَّكِدُ . والمجَاوَرَةُ : الاعتكافُ في المسجدِ وفي الحديث : " أنه كان يجَاوِر بحِرَاءٍ " . وفي حديث عطاءٍ : " وسئِل عن المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ " يَعْنِي المُعْتَكِف . فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بها المُقَامُ مطلقاً غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الاعتكاف الشّرعيّ . وجَارَ واسْتَجَارَ : طَلَبَ أن يُجارَ أو سَأَلَه أن يُجِيرَه أمّا في استَجارَ فظاهِرٌ وأمّا جارَ فهو مُخَرَّجٌ على الجارِ بمعنى المُسْتَجِير كما تقدَّم . وفي التَّنْزِيل العزيز " وإنْ أَحَدٌ مِن المُشْرِكِين اسْتَجارَكَ فأَجِرْهُ حتى يَسمَعَ كلامَ اللهِ " قال الزَّجّاج : المعنى : إنْ طَلَبَ منك أحدٌ من أَهل الحربِ أن تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أن يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه ما يَجبُ عليه أن يَعرفَه من أَمْر اللهِ تعالى الذي يتَبَيَّنُ به الإسلامُ ثم أَبْلِغْه مَأْمنَه لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إلى مَأْمَنِه . وأجارَه الله مِن العَذاب : أنْقَذَه ومنه الدعاءُ : " اللّهُمَّ أَجِرْنِي مِن عذابِك "
أجارَه : أَعَاذَه . قال أبو الهَيْثَم : ومَن عاذَ بالله أي استجار به أجارَه اللهُ ومَن أجارَه اللهُ لم يُوصَلْ إليه وهو سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه . أي يُعِيذُ وقال الله تعالى لنَبِيِّه : " قُلْ إنِّي لن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ " أي لن يَمْنَعَنِي ومنه حديث الدعاءِ : " كما يُجِيرُ بين البُحُور " أي يَفْصِلُ بينها ويمنع أَحدَها من الاختلاط بالآخَرِ والبَغْيِ عليه
أجارَ المَتَاعَ : جَعَلَه في الوِعاءِ فمنَعَه من الضَّيَاع . أَجارَ الرجلَ إجارَةً وجَارَةً الأَخِيرَةُ عن كُرَاع : خَفَرَه . وفي الحديث : " ويُجيرُ عليهم أدْنَاهم " . أي إذا أَجارَ واحدٌ من المسلمين حُرٌّ أو عَبْدٌ أو امرأَةٌ واحداً أو جماعةً من الكُفّار وخَفَرَهم وأَمَّهَم جازَ ذلك على جميع المسليمن لا يُنْقَضُ عليه جِوَارُه وأَمانُه . ضَرَبَه فجَوَّره : صَرَعَه ككَوَّرَه فَتَجَوَّرَ وقال رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ :
فقَلَّما طاردَ حتّى أَغْدَرَا ... وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَاجَوَّرَه تَجْوِيراً : نَسَبَه إلى الجَوْر في الحُكم . جَوَّرَ البِنَاء والخِبَاءَ وغَيْرَهما : صَرَعَه وقَلَبَهُ . قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْد :
قَليلُ التِمَاسَ الزّادِ إلاّ لنفْسِه ... إذَا أضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ . ضَرَبْتُه ضَرْبَةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَط . تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه : اضْطَجَعَ . تَجَوَّر البِنَاءُ : تَهَدَّمَ والرجلُ : انْصَرَعَ . مِن أمثالهم : " يومٌ بيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ " . الحَفَضُ بالحاءِ المهملة والفاءِ والضاد المعجمة محرَّكَةً : الخِبَاءُ من الشَّعر والمُجَوَّر كمُعَظَّمٍ وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ عند الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ وأصلُه فيما ذَكَرُوا كان الرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ سِنُّه وكان ابنُ أَخِيه لا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ ويُقَوِّضُ عليه بناءَه فلما كَبِرَ وَبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ أَدْرَكَ له بَنُو أخٍ فكانوا يَفْعَلُون به مثلَ فِعْلِه بعَمِّه فقالَ ذلك المَثَل أيْ هذا بما فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي مِن باب المُجازاةِ . وقد أعاد المصنِّف المثلَ في حفض وسيأْتي الكلامُ عليه إن شاءَ اللهُ تعالَى
وممّا يُستدرَك عليه : وإنّه لَحَسَنُ الجِيرَةِ لحالٍ من الجِوَار وضَرْبٍ منه . وفي حديث أُمِّ زَرْع : " مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ جارَتِها " الجارةُ : الضَّرَّةُ مِن المجَاوَرةِ بينهما أي أَنها تَرَى حُسْنَها فتَغِظُيها بِذلك ومنه الحديث : " كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي " أَي امْرَأَتِيْنِ ضَرَّتِيْنِ . وفي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ : " لا يَغُرَّكِ أن كانتْ جارَتُكِ هي أوْسَمَ وأَحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلّم منكِ " يَعْنِي عائشة
والجائر : العظيمُ من الدِّلاءِ وبه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها :
متغضِّفٍ كالجَفْر باكَرَه ... وِرْدُ الجميعِ بجائَرٍ ضَخْمِ . وجِيرَانُ : مَوضعٌ قال الرّاعِي :
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه ... مِن وَحْشِ جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ . وفي المزْهِر : قال أهلُ اللُّغَةِ : مِن مُلَحِ التَّصْغِيِر ما رَوِي عن ابن الأعرابيِّ من تصغيرِ جيران على أجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مع تشديدِ التَّحْتِيِّة ونقلَه شيخُنا . وطَعَنَه فجَوَّرَه وهو مِن الجَوْرِ بمعنَى السَيْلِ أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ . والإجارَةُ في قول الخَلِيل : أن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرَى دالاً ونحَوُ ذلك . وغيرُه يُسَمِّيه الإكفاءَ . وفي المُصَنِّف : الإجارةُ بالزّاي
وفي الأساس : ومِن المَجَاز : عندَه من المال الجَوْرُ أي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ . وغَرْبٌ جائِرٌ وقِربَةٌ جائِرَةٌ : واسِعَةٌ ضخمةٌ . وجارتِ الأَرضُ : طال نَبْتُهَا وارتفعَ ويُقَال بالهَمْز
وسَيْلٌ جِوَرٌّ : مُفْرِطٌ وهو مِن الجَوَارِ كسَحَاب : الماءِ الكثيرِ وقد تقدَّم . وجُورَوَيْهِ بالضمّ : جَدُّ أبي بَكْرٍ محمّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُورَوَيْهِ الرازي . حَدَّث ببغْداد عن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه . وأبو عُمَرَ محمّدُ بنِ يحيى بن الحُسَيْن بنِ أحمدَ عَليِّ بنِ عاصمٍ الجُورِيُّ محدث ووَلَدُه أبو عبد الله محمّدٌ سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه توفِّي سنة 453
والجُورِيَّةُ : بَطْنٌ مِن بَنِي جعفرٍ الصّادِقِ يَنْتَسِبُون إلى محمّد الجُور قيل : لُقِّبَ به لحُمْرةِ خُدُودِه تَشْبِيهاً بالوَرد الجُورِيّ وقيل : غير ذلك وقد ألَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رسالةً حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا في مُشّجَر الأَنساب
الفَجْرُ : ضَوْءُ الصَّبَاحِ وهُوَ حُمْرَةُ الشَّمْسِ في سَواد اللَّيْل وهُمَا فَجْرَانِ : أَحَدُهُمَا المُسْتَطيل وهو الكاذِبُ الذي يُسَمَّى ذَنَب السِّرْحَان ؛ والآخَرُ المُسْتَطِيرُ وهو الصّادِقُ المُنْتَشرُ في الأُفُق الّذي يُحَرِّم الأَكْلَ والشُّرْبَ على الصائم . ولا يكون الصُّبْحُ إِلاَّ الصَّادِق . وقال الجوهريّ : الفَجْرُ : في آخِرِ اللَّيْلِ كالشَّفَق في أَوَّلِه . قال ابنُ سيدَه : وقد انْفَجَرَ الصُّبْحُ وتَفَجَّرَ وانْفَجرَ عنه اللَّيْلُ . وأَفْجَرُوا : دَخَلُوا فِيهِ أَي الصُّبْحِ كما تقولُ : أَصْبَحُوا من الصُّبْحِ وأَنْشَد الفارِسِيّ :
فما أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ ... عَلاجِيُم عَيْنُ ابْنَيْ صُبَاحٍ تُثِيرُها
وفي كَلام بعضهم : كُنْتُ أَحُلُّ إِذا أَسْحَرْتُ وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْتُ . وفي الحدِيث : أُعَرِّس إِذا أَفْجَرْتُ وأَرْتَحِلُ إِذا أَسْفَرْتُ أَي أَنْزل للنَّوْمِ والتَّعْرِيس إِذا قَرُبْتُ من الفَجْر وأَرْتَحِلُ إِذا أَضاءَ . وقال ابنُ السِّكِّيت : أَنْتَ مُفْجِرٌ من ذلك الوَقْت إِلى طُلُوعِ الشَّمْس . وحَكَى الفارسيُّ : طَرِيقٌ فَجْرٌ : وَاضحُ . والفِجَارُ ككَتاب : الطُّرُقُ مِثْل الفِجَاج . والفَجْر : تَفجيرُك الماءَ . وانْفَجَرَ الماءُ والدَّمُ ونَحْوُهُمَا من السَّيّال وتَفَجَّرَ : سالَ وانْبَعَثَ . وفَجَرَه هُوَ يَفْجُرُه بالضَّم فَجْراً فانْفَجَر أَي بَجَسَهُ فانْبَجَسَ . وفَجَّرَهُ تَفْجِيراً : شُدِّدَ للكَثْرة . والمَفْجَرُ والمَفْجَرَةُ : مُنْفَجَرُهُ من الحَوْضِ وغَيْره . وفي الصّحاحِ : مَوْضِعُ تَفَتُّحِ المَاءِ كالفُجْرَةِ بِالضّمّ . والمَفْجَرَةُ : أَرْضٌ تَطْمَئِنُّ وتَنْفَجِرُ . وعبَارَةُ المُحْكَم : فتَنْفَجِر فيها أَوْدِيَةٌ والجَمْعُ المَفَاجِرُ . ومَفَاجِرُ الوَادِي : مَرَافِضُه حَيْثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ . وفُجْرَةُ الوَادِي - إِطْلاقُه يَقْتَضِي أَنْ يكونَ بالفَتْح والصَّوابُ أَنّه بالضَّمّ - مُتَّسَعُه الّذي يَنْفَجِرُ إِليه الماءُ كثُجْرَتِهِ . ومن المَجَاز : انْفَجَرَت عَلَيْهِمُ الدَّوَاهِي : أَتَتْهم من كلِّ وَجْهٍ كثيرةً بَغْتَةً . وكذا انْفَجَرَ عليهم العَدُوُّ إِذا جاءَهُم بَغْتَةً بكَثْرَةٍ كما في الأَساس واللّسان . وأَصل الفَجْر الشَّقُّ ثمّ اسْتُعْمِلَ في الانْبعاثِ في المَعَاصي والمَحَارِمِ والزِّنَى ورُكُوب كُلِّ أَمْرٍ قَبيح من يَمِين كاذبَة أَو كَذِب كالفُجُور فيهما كقُعُود . فَجَرَ الرَّجُلُ بالمَرْأَة يَفْجُر فُجُوراً : زَنَى والمَرْأَةُ : زَنَتْ فهو فَجُورٌ كصَبُور وفاجُورٌ نَقَلَه الصّاغَانيّ من قَوْم فُجُرٍ بضَمَّتَيْن وامْرَأَةٌ فَجُورٌ أَيضاً مِن نِسْوَة فُجُرٍ ورَجُلٌ فاجِرٌ من قوم فُجَّار وفَجَرَة كطُلاّب وطَلَبَة وفي الحَدِيث : إِنّ التُّجّارَ يُبْعَثُون يَوْمَ القيَامَة فُجّاراً إِلاّ مَنِ اتَّقَى اللهَ . والفَجَرُ بالتَّحْريك : العَطَاءُ والكَرَمُ والجُودُ والمَعْروفُ قال أَبو ذُؤَيْب :
مَطاعِيمُ للضَّيْف حينَ الشِّتا ... ءِ شُمُّ الأُنُوف كَثِيرُو الفَجَرْ وقال أَبو عُبَيْدَة : الفَجَرُ : الجُودُ الوَاسعُ والكَرَمُ من التَّفَجُّرِ في الخَيْرِ وقال عَمْرُو بن امْرِئ القَيْسِ يُخَاطبُ مالِكَ بنَ العَجْلان :
" خَالَفْتَ في الرَّأْيِ كُلَّ ذِي فَجَرٍوالحَقُّ يامالِ غَيْرُ ما تَصِفُ هكذا صوابُ إِنْشَاده كما قالَهُ ابن بَرّيّ . والفَجَرُ : المَالُ عن كُرَاع . والفَجَرُ : كَثْرَتُهُ قال أَبو مِحْجَن الثَّقَفيُّ :
فَقَدْ أَجُودُ ومَا مَالي بِذي فَجَرٍ ... وأَكْتُمُ السِّرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ وقد تَفَجَّرَ بالكَرَم وانْفَجَرَ . قال ابنُ القَطّاع : وفَجِرَ الرَّجُلُ فَجَراً أَي كفَرِحَ : تَكرَّمَ . والفَاجِرُ : المُتَمَوِّلُ أَي الكَثِيرُ المالِ وهو على النَّسَب والفاجرُ : السّاحِرُ نقله الصاغانيّ . وكقَطَامِ : اسْمٌ للفُجُور . ويُقَال للمَرْأَة : يا فَجَارِ كقَطَامِ وهو اسم مَعْدُولٌ عن الفاجِرَةِ يُريدُ يا فاجرَةُ قال النَّابِغَةُ :
أَنَّا اقْتَسمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ قال ابنُ جِنّى : فَجَارِ مَعْدُولَةٌ عن فَجْرَةَ وفَجْرَةُ عَلَمٌ غير مَصْرُوفٍ كما أَنّ بَرّةَ كذلك . قال وقَوْلُ سيبويه إِنّها معدولة عن الفَجْرَة تفسيرٌ على طريقِ المَعْنَى لا عَلَى طَرِيق اللَّفْظ . وأَفْجَرَهُ . وَجَدَهُ فاجِراً . وفَجَرَ الرجُلُ يَفْجُر فُجُوراً . فَسَقَ وفَجَرَ أَيضاً : كذَبَ وكَذَّبَ زاد بنُ القَطّاع : وأَرَابَ . وأَصْلُه المَيْلُ والفَاجِرُ : المائلُ . وقال أَبو ذُؤَيْب :
ولا تُخْنُوا عَلَيَّ ولا تَشِطُّوا ... بِقَوْل الفَجْرِ إِنَّ الفَجْرَ حُوبُأَرادَ بالفَجْر الكَذِبَ ويُسَمَّى الكاذِبُ فاجراً لمَيْله عن القَصْد . وفَجَرَ فُجُوراً عَصَى وخالَفَ وبه فَسَّرَ ثعلب قَوْلَهم في الدُّعاءِ : ونَخْلَعُ ونَتْرُكُ من يَفْجُرُكَ فَقَال : مَن يَعْصيكَ ومَنْ يُخَالِفُكَ . ومنه حديثُ عُمَرَ رضي الله عنه : أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَهُ في الجهَاد فمَنَعَهُ لِضَعْفِ بَدَنه فقال له إِنْ أَطْلَقْتَنِي وإِلاَّ فَجَرْتُك أَي عَصَيْتُك وخالَفْتُك ومَضَيْتُ إِلى الغَزْوِ . وقال المؤرّج : فَجَرَ الرَّجُلُ مِنْ مَرَضِه : بَرَأَ ؛ وفَجَرَ : كَلَّ بَصَرُه وفَجَرَ أَمْرُهُم : فَسَدَ . ومن المَجَاز : فَجَرَ الراكِبُ يَفْجُرُ فُجُوراً : مالَ عَنْ سَرْجِه . وفَجَرَ عن الحَقِّ : عَدَلَ ومنه قولُهم : كَذَبَ وفَجَرَ . وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه : اسْتَحْمَلَهُ أَعرابِيّ وقال : إِنَّ ناقَتِي قد نَقِبَتْ . فقال لَهُ : كَذَبْتَ . ولم يَحْمِلْه . فقال :
أَقْسَمَ بالله أَبو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا مَسَهَا مِنْ نَقَبٍ ولا دَبَرْ فاغْفِرْ لَهُ اللّهُمَّ إِنْ كانَ فَجَرْ أَي كَذَبَ ومالَ عن الصِّدْق . وقال الشاعر :
قَتَلْتُم فَتَىً لا يَفْجُرُ اللهَ عامِداً ... ولا يَجْتَويِه جارُه حِينَ يُمْحِلُ أَي لا يَفْجُرُ أَمْرَ الله أي لا يَمِيلُ عنه ولا يَتْرُكُه . وأَيّامُ الفِجَار بالكَسْر كانت بعُكَاظَ تَفاجَرُوا فيها واسْتَحَلُّوا كلَّ حُرْمَةٍ كذا في الأَساس . وفي الصّحاح . الفِجَارُ : يَوْمٌ من أَيَّامِ العَرَب وهي أَرْبَعةُ أَفْجِرَةٍ : فِجَارُ الرَّجُلِ وفِجَارُ المَرْأَةِ وفِجَارُ القِرْدِ وفِجَارُ البَرّاضِ . قلتُ : والأَخِيرُ هو الوَقْعَةُ العُظْمَى نُسِبَت إِلى البَرّاضِ بن قَيْسٍ الذي قَتَلَ عُرْوَةَ الرَّحَالَ وإِنّمَا سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا كانَتْ في الأَشْهُرِ الحُرُم وكانتْ بَيْنَ قُرَيْش ومَن مَعَهَا من كِنَانَةَ وبَيْنَ قَيْسِ عَيْلانَ في الجاهِلّية وكانَت الدَّبْرَةُ أَي الهَزيمَةُ على قيْس . فَلَمَّا قاتَلُوا فيها قالُوا : قد فضجَرْنا فسُمِّيَتْ لِذلكَ فِجَاراً وهو مَصْدَرُ فاجَرَ مُفاجَرَةً وفِجَاراً : ارْتَكَبَ الفُجُورَ كما حَقَّقَه السُّهَيْلِي في الرَّوْض . وفِجَارَاتُ العَرَبِ : مُفَاخَرَاتُهَا . وقد حَضَرَهَا النبيُُّ صلى الله تعالَى عليه وسلَّم وهو ابنُ عِشْرينَ سنةً وفي الحَدِيث : كنْتُ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي يَوْمَ الفِجَارِ ورَمَيْتُ فيه بأَسْهُم وما أُحِبُّ أَنِّي لم أَكُنْ فَعَلْتُ . وفي رِوايَة : كُنْتُ أَيّامَ الفِجَارِ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي وذُو فَجَرٍ مُحَرَّكَة : ع قال بَشِيرُ بنُ النِّكْث :
حَيْثُ تَرَاءَى مَأْسَلٌ وذُو فَجَرْ ... يَقْمَحْنَ من حِبَّتِهِ ما قَدْ نَثَرْ والفُجَيْرَ كجُهَيْنةَ : ع . ويقالُ : رَكِبَ فلانٌ فَجْرَةَ وفَجَارِ مَمْنُوعةً من الصَرْفِ أَي كَذَبَ وفَجَرَ . وعن ابن الأَعرابِيّ : أَفْجَرَ الرَّجُلُ إِذا جاءَ بالفَجَرِ أَي بالمالِ الكَثِيرِ . وأَفْجَرَ إِذا كَذَبَ وأَفْجَرَ إِذا زَنَى وأَفْجَرَ إِذا كَفَرَ وأَفْجَرَ إِذا عَصَى بفَرْجِه وأَفْجَرَ إِذا مالَ عن الحَقِّ . الأَخيرُ ليس من قَوْلِ ابنِ الأَعرابيّ بل أَلْحَقَه الصاغانيّ من كَلامِ غَيْره وأَفْجَرَ اليَنْبُوعَ : أَنْبَطَهُ أَي أَخْرَجَهُ . والمُتَفَجِّر بكسر الجيم : فَرَسُ الحارِثِ بنِ وَعْلَةَ كأَنَّهُ يَتَفَجَّرُ بالعَرَق . وقال الهَوازنِيُّ : الافْتِجارُ في الكَلامِ : اخْتِراقُه من غَيْرِ أَنْ يَسْمَعَهُ من أَحَد ويَتَعَلَّمَه وأَنشد :
نازِعِ القَوْمَ إِذا نازَعْتَهُمْ ... بأَريب أَوْ بحَلاّفٍ أَبَلّْ
يَفْتَجِرُ القَوْلَ ولم يَسْمَعْ بِهِ ... وَهُوَ إِنْ قِيلَ اتَّقِ اللهَ احْتَفَلْوممّا يُسْتَدْرَك عليه : فَجَّره إِذَا نَسَبَه للفُجُور كفَسَّقَهُ وكَفَّرَهُ . ومنه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْر : فَجَّرتَ بنَفْسِكَ . وقال المُؤَرّج : فَجَرَ الرَّجُلُ : أَخْطَأَ في الجَوَاب . وفَجَرَ إِذا رَكِبَ رَأْسَه فمَضَى غَيرَ مُكْتَرِثٍ . وقال ابنُ شُمَيْل : الفُجُور : الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ . وحَلَفَ فلانٌ على فَجْرَةٍ واشتمل على فَجْرَةٍ إِذا رَكبَ أَمراً قَبِيحاً من يَمِين كاذبَة أَو زِنىً أَو كَذِبٍ . والفَاجِرُ : المُكذِّبُ لِمَيْله عن الصِدْقِ والقَصْدِ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : الفاجِرُ : الساقطُ عن الطّرِيق . وفي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عنها : يا لَفُجَرَ معدولٌ عن فاجِر للمُبَالَغَة ولا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في النِّداءِ غالِباً . وسِرْنا في مُنْفَجَرِ الرَّمْلِ : وهو طَريقٌ يكونُ فيه وهو مَجازٌ . والفَجرُ محرَّكة : يُكْنَى به عَنْ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا . ومنه حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه لأَنْ يُقَدَّمَ أَحَدُكُم فتُضْرَبَ عُنقُه خَيْرٌ له من أَنْ يَخُوض في غَمَراتِ الدُّنْيَا يا هادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ إِنَّمَا هو الفَجْر أَو البَحْر يقولُ : إِن انْتَظَرْتَ حتى يُضِئَ لك الفَجْرُ أَبْصَرَتْ قَصْدَك وإِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ ورَكِبْتَ العَشْواءَ هَجَمَا بِكَ على المَكْرُوه . فضَرَب البَحْرُ مَثَلاً لغَمَراتِ الدُّنْيَا . وقد تَقدّم البَحْرُ في مَوْضِعه
اختُلف في مَعْنَى قولِه تعالَى : بَلْ يُريدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ . فقيلَ : أَي يَقُولُ : سَوْفَ أَتُوبُ . ويُقَال : يُكْثِرُ الذُّنُوبَ ويُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ . وقيل : يُسَوِّف بالتَّوْبَة ويُقَدِّم الأَعمالَ السَّيِّئَةَ . وقِيلَ : لِيَكْفُرَ بما قُدّامَه من البَعْثِ . وقال المؤرِّج : أَي ليَمْضِيَ أَمامَهُ راكِباً رَأْسَه . وقِيل : ليُكذِّبَ بما أَمَامَهُ من البَعْثِ والحِسَابِ والجَزَاءِ