" تَسْمعُ للجَرْعِ إذَا اسْتُحِيرَا وحِيارُ بن مُهَنَّا ككتَاب : من أمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام نَقَلَه الذَّهَبِيّ . واسْتَدْرَكَ شيخُنَا هُنا حَيْرُون بفَتْح فَسُكُون ونَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانيّ في إرشاد السَّارِي أنَّ سيِّدَنا إبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن به . قُلْت : وهو َتَصحِيف . والصَّوابُ أنه حَبْرون بالمُوحَّدة وقد سبق في مَوْضعِه ثم رأيتُ ابْنَ الجَوَّانِّي النَّسّابةَ ذَكَرَ عند سَرْدِ أولادِ عِيصُو بْنِ إسْحَاق في المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ ما نَصُّه : ودُفِن مع أخِيه يَعْقُوبَ في مَزْرعةَ حَيْرون هكذا بالحَاءِ واليَاءِ . وقيل : بل هي مزْرَعة عَفْرُون عند قَبْر إبراهِيمَ الخَلِيلِ عليه السّلام كان شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ . فصل الخاء من باب الراء خبر
الخَبَرُ : مُحرَّكَةً : النَّبَأُ هكذا في المُحْكَم . وفي التَّهْذِيب : الخَبَر : ما أتَاك مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ . قال شَيْخُنا : ظاهِرُه بل صَرِيحُه أنَّهُما مُتَرادِفَان وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُما وأنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن الرَّاغِب وغيرُه من أئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أصولِ العَرَبِيَّة . ثم إنَّ أعلامَ اللُّغَةِ والإصْطِلاح قالوا : الخَبَر عُرْفاً ولُغَة : ما يُنْقَل عن العَيْر وزادَ فيه أهْلُ العَرَبِيَّة . واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه . والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث . أو الحَدِيثُ : ما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللُه عليه وسلَّم والخَبَر : ما عَنْ غَيْرِه
وقال جَماعَة من أهْلِ الإصْطلاح : الخَبَر أعَمُّ والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ . وقد مَرَّ إيماءٌ إليه في أثر وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث . ج أخْبارٌ . وجج أي جَمْع الجَمْع أخابِيرُ . يقال : رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ : عالِمٌ بالخَبَر . والخَبِيرُ : المُخْبِر
قال أبُو حَنيفَة في وَصْف شَجَر : أخْبَرني بذلِك الخَبِرُ . فجاءَ به ككَتِف . قال ابنُ سِيده . وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إلاّ أنْ يُكونَ على النَّسب . يُقالُ : رَجُلٌ خُبْرٌ مثل حُجْر أي عَالِمٌ بِهِ أي بالخَبَر على المُبَالَغَة كزيد عَدْل . وأخْبَره خُبُورَه بالضّمّ أي أنْبَأه ما عِنْدَه . والخُبْرُ والخُبْرَة بكَسْرِهِما ويُضَمَّان والمَخْبَرَة بفَتْح المُوَحَّدة والمَخْبُرَة بضَمِّها : العِلْمُ بالشَّيْءِ تقول : لي به خِبْرٌ وخُبْرة كالاخْتِبار والتَّخَبّرِ . وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه . يقال : مِنْ أيْنَ خَبْرتَ هذا الأمرَ ؟ أي من أيْن عَلِمْت . ويقال صَدَّقَ الخَبَرُ الخُبْرَ . وقال بَعضُهم : الخُبْر بالضَّمّ : العِلْم بالباطن الخَفِيِّ لاحْتياج العِلْم به للاخْتبار . والخِبْرَةُ : العِلْم بالظَّاهر والباطنِ وقيلَ : بالخَفَايا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة . وقد خَبُرَ الرَّجُلُ ككَرُمَ خُبُوراً فهو خَبيرٌ
والخِبْرُ بفتْح فَسُكُون : المَزَادَةُ العَظِيمَة كالخَبْرَاءِ مَمْدُوداً والأَخِير عن كُرَاع . مِنَ المَجَازِ : الخِبْرُ : النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ شُبِّهَت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِهَا وقد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللِّحْيَانِيّ ويُكْسرُ فِيِمَا وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادة وقال غيرهُ : الفَتْحُ أَجْودُ . ج أَي جمْعهما خُبُورٌ . الخَبْرُ : ة بِشِيرازَ بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخي الحَسَن البَصْرِيّ . مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَصْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَدِ وكان يُعَدُّ من الأَبدَال ثِقَةٌ ثَبتٌ يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ الشِّيرازِيّ وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي دَاوود السِّجِسْتَانيّ وتُوفِّيَ سنة 264 ، الخَبْرُ : ة باليَمَن نَقَله الصَّغانِيُّ . الخَبْرُ : الزَّرْعُ
الخَبْرُ : مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس فتَخُوضُ فيه . الخَبْرُ : السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب . قال الشاعر :
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ ... عليكَ رِيَاضٌ من سَلاَمٍ ومنِ خَبْرِ . كالخَبِر ككَتِفٍ عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ . والخَبْرَاءُ : القاعُ تُنْبِتُه أَي السِّدْرَ كالخَبِرَة بفَتْح فكَسْر وجمْعُه خَبِرٌ . وقال اللّيث : الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ وتُسَمَّى الخَبِرةَ ج الخَبَارَي بفتح الرّاءِ والخَبَارِي بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَي والصَّحَارِي . والخَبْراواتُ والخبَارُ بالكسْرِ وفي التَّهِيب في نَقْع : النَّقَائع : خَبَارَي في بِلادِ تَميم . الخَبْرَاءُ : منْقَعُ المَاءِ . وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ أَي السِّدرِ . وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ : قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ . والخَبَارُ كسَحَاب : مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ : وتَحَفَّر . وقال غيره : هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ . وفي الحَدِيث " فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض " أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة . وقال بَعضُهم : الخَبَارُ : أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها الدَّوابُّ وأَنشد :
تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذا عَلاَه ... وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِالخَبَارُ : الجرَاثِيمُ جَمْعُ جُرْثُومٍ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ . الخَبَارُ : جِحَرةُ الجُرْذانِ واحدَتُه خَبَارَةٌ . ومَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِي في مَجْمَعِه والزَّمخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس . وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا . وخَبِر المَوْضِعُ كفَرِحَ فَهْو خَبِرٌ : كَثُرَ به الخَبْرُ وهو السِّدْر . وأَرضٌ خَبِرَةٌ وهذا قَدْ أَغفَلَه المُصَنِّفُ . وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ : ع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ صلَّى الله وسلم حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ . والمُخَابَرَةُ : المُزَارَعَةُ عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ . وقال غَيْره : على النِّصْفِ ونَحْوِه أَي الثُّلُث . وقال ابنُ الأَثير : المُخَابَرةُ : والمُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيِّن كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما . وقال غيرهُ : هو المُزَارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض كالخِبْرِ بالكَسْر . وفي الحَدِيث " كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم نَهَى عَنْهَا " قيل : هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً : كَثُر خَبَارُهَا وقيل : أَصْلُ المُخَابَرة من خَْبَر لأَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النَّصف من مَحْصُولِها فقيل : خَابَرَهُم أَي عامَلَهُم في خَيْبر . المُخَابَرَة أَيْضاً المُؤَاكَرَةُ : والخَبِيرُ : الأَكَّارُ قال :
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ ... كجَرِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها . رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل . أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها . الخَبِيرُ : العالِمُ بالله تَعَالى بمَعْرِفة أَسمائِه وصِفاتِه والمُتمَكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيءَ بعِلْمه . الخَبِير : الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبل واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال :
" حَتَّى إِذا ما طَارَ من خَبِيرِهَا . من المَجَاز في حَدِيثِ طَهْفَة " نسْتَخْلِبُ الخَبِيرُ " أَي نَقْطَع النَّبَات والعُشْب ونأْكلُه . شُبِّه بخَبِير الإِبِل وهو وَبَرُهَا لأَنَّه يَنْبُت كما يَنْبُت الوَبَر واستِخْلابُه : احتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجلُ . الخَبِيرُ : الزَّبَدُ وقيل : زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبلِ . وأَنْشَد الهُذَلِيّ :
تَغَذَّ مْنَ في جَنِبَيْه الخَبِي ... ر لَمَّا وهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا تَغَذَّ مْنَ يَعْنِي الفُحُول أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه
الخَبِيرُ : نُسَالَةُ الشَّعرِ . قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ ... بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ . خَبِير : جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغُوَيْدِينِيّ المُحدِّث النَّسَفِيّ عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشاميّ وغَيْرِه . الخَبِيرَةُ بالهَاءِ اسمُ الطَّائِفَة مِنْه أَي من نُسَالَةِ الشَّعر . الخَبِيرَةُ : الشَّاةُ تُشْتَرَي بَيْن جماعةٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفة فتُذْبَحُ ثم يقْتَسِمُونها فيُسْهِمُون كُلُّ واحد على قَدْر ما نَقَد كالخُبْرة بالضَّمِّ وتَخَبَّروا خُبْرةً فَعَلُوا ذلِك أَي اشتَرُوا شاةً فَذَبحُوها واقْتَسَمُوها . وشاةٌ خَبِيرَةٌ : مُقْتَسَمَةٌ . قال ابنُ سِيدَه : أَرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد . الخُبْرة : الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ نقله الصاغانِيّ . والمَخْبَرَةُ بفتح المُوَحّدة : المَخْرأَةُ موضع الخِراءَة نقلَه الصَّغانِيّ . المَخْبَرةُ : نَقِيضُ المَرْآةِ وضَبَطه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة . وفي الأَساس : ومن المَجاز : تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرآتُه . والخُبْرَة بالضَّمِّ : الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ الدَّسِمة . الخُبْرَة : النَّصِيبُ تَأْخذُه . من لَحْمٍ أو سَمَكٍ وأنْشَد :
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه ... وطَاحَ طَيْ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِالخُبْرَة : ما تَشْتَرِيه لأهْلِك وخَصَّه بعضُهم باللَّحم كالخُبْرِ بغير هَاءٍ يقال للرّجل ما اخْتَبَرْتَ لأهْلك ؟ . الخُبْرَة : الطَّعامُ من اللَّحْم وغَيْرِه . قيل : هو اللَّحْمُ يَشْتَرِيه لأَهْلِه الخُبْرة : ما قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ وحَكَى اللِّحْيَانيّ أنَّه سمِع العرب تقول : اجْتَمعوا على خُبْرَته يَعْنُون ذلك قيل : الخُبْرَة : طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ في سُفْرَتِه يَتَزوَّدُ به الخُبْرَة : قصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أرْبَعَةٍ أو خَمْسَةٍ . والخابُورُ : نَبْتٌ أو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ تُزيَّنُ به الحَدائِقُ قال شيخُنا : ما إخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق . قال :
أيَا شجَر الخَبُورُ مَالَك مُورِقاً ... كأنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ الخابُورُ : نَهرٌ بَيْنَ رَأسِ عَيْنٍ والفُراتِ مَشْهُور . الخَابُور : نَهرٌ آخرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ بينه وبين الرَّقَّة عليه قُرىً كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ . ومنها عَرَابَان منها أبُو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ كَتَبَ عنه السَّمْعَانيّ . الخَابُور : وادٍ بالجَزِيرة وقيل بسِنْجَار منه هِشام القَرْقسائيّ الخَابُوريّ القصّار عن مَالِك وعنه عُبَيْد بن عَمرٍو الرَّقِّيّ . وقال الجوهريّ : مَوْضِع بناحية الشَّام وقيل بَنواحِي ديَار بَكْرٍ كما قاله السّيد والسّعد في شَرْحَي المْفْتَاح والمُطَوَّل كما نَقَله شيخُنا . ومُرادُه في شَرْحِ بَيْت التَّلخِيص والمِفْتَاح :
" أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً . المُتَقَدّم ذِكْرُه . وخَابُورَاءُ : ع . ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وما مَعَه . وخَيْبَرُ كصَيْقَل : حِصْنٌ م أَي معروف قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَة على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ منها إِلى الشّام سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ نزَل بها وهُو خَيْبَرُ بن قانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل وهو أَخُو عَاد . وقال قوْم : الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ : الحِصْن ولذا سُمِّيَت خَبائِرَ أَيْضاً وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ غَزَاه الّنبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وله ذِكْرٌ في الصَّحِيح وغيره وهو اسْمٌ للوِلاَية وكانت به سَبْعَةُ حُصُونٍ حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ وصادفت قوله صَلَّى الله عليه وسلَّم : " الله أَكْبَر خَرِبَت خَيْرَ " . وهذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا : شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَمُوص وسُلاَلِم وكَتِيبة ونَاعِم . وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقيّ يَرْوِي عن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان . قلت : وهو شيْخٌ للطَّبَرَانِيّ . ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزيز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس الخَيْبَرِيانِ كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ وإِلا فلَم يخرُجْ منه مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل . وعَلِيُّ بنُ مُحَمِّدِ بْنِ خَيْبَرَ مُحَدِّثٌ وَهُو شَيْخٌ لأَبِي إِسْحَاق المُسْتَمِلسي . والخَيْبَرَي بفتحِ الَّراءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة ومِثْلُه في التَّكْمِلَة وفي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النِّسْبَة : الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ . يُقال : بَلاَه اللهُ بالخَيْبَرَي يَعْنُون به تِلْك وكأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة . وخَبَرَه خُبْراً بالضَّمّ وخِبْرَةً بالكَسْرِ : بَلاَهُ وجَرَّبَه كاخْتَبَرَه : امْتَحَنَهخَبَرَ الطَّعَامَ يَخْبُره خَبْراً : دَسَّمَه . ويقال : اخْبُر طَعَامَك أَي دَسِّمْه . ومنه الخُبْرَةُ : الإِدام . يقال : أَتَانَا بخُبْزَة ولم يأْتِنَا بخُبْرة . ومنه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرةَ خُبْرَةً هذا أَصْل لُغَتِهم ومِنْهم من يَقْلِب الّراءَ لاماً . وخابَرَانُ بفتح المُوحَّدة : نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد ومن قُراها مِيهَنَةُ . ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْح فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحمْن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث . خَابَرَانُ عآخَرُ . واستَخْبَره : سأَلَه عن الخَبَر وطلَب أَن يُخْبِرَه كتَخَبَّرَه . يقال : تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته . وفي حدِيث الحُدَيبِيَة " أَنَّه بَعَث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَيْشٍ " أَي يَتَعَرَّف ويَتَتَبَّع . يقال : تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ إذا سَأَل عن الأَخبار ليَعْرِفَها . وخَبَّره تَخْبِيراً : أَخْبَرَه . يقال : اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَنِي . وخَبْرِينُ كقَزْوِينَ : بِبُسْتَ . ومنها أَبُو عَليّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث ابن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ من تاريخ شِيرَازَ . والمخْبُورُ : الطَّيَّب الإِدَامِ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ أَي الكَثِيرُ الخُبْرَةِ أَي الدَّسم . خَبُورٌ كصبُورٍ : الأَسَدُ . خَبِرَةُ كنَبِقَة : ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ في حِمَى الرَّبذَةِ وعنده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ . وخَبْرَاءُ العِذْقِ : ع بالصَّمَّانِ في أَرْضِ تَمِيم لِبَنِي يَرْبُوع . والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَوادٍ أَبُو بَطْن من الكُلاع وهو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد بنِ عَمْرو بْنِ الكلاع ابن شَرَحْبِيل . مِنْهُم أَبُو عَلِيّ يُونُس بْن ياسِر بن إيادٍ الخَبَائِرِيّ . روى عنه سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر في الأخبار . وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أبو يَحْيَى الخَبَائِريّ تَابِعيٌّ مِنْ ذِي الكَلاَعِ عن أبِيِ أُمَامَة وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالحٍ وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ الحِمْصيّ لَقَبُه زُرَيْق عن إسْمَاعِيل ابنِ عَيّاش وعنه محَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن يُونُس السّرّاج وأبُو الأحْوَص وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ قالَه الدَّارَقُطْنِيّ
قَوْلُهم : لأخْبُرَنَّ خَبَرَكَ هكذا هو مضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً . وفي بعْضِ الأُصول الجَيِّدة بضَمٍّ فَسُكُون أي لأعْلَمَنَّ عِلْمَك . والخُبْرُ والخَبَرُ والخَبَرُ : العِلْم بالشَّيْءِ الحَدِيثُ الذي رَوَاه أبو الدَّرْدَاءِ وأخْرَجَه الطَّبَرانِيّ في الكَبِير وأبُو يَعْلَى في المُسْنَد وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ أي وَجَدْتُهُم مَقُولاً فيهِم هذا القَوْلُ . أي مَا مِنْ أحَد إلاَّ وهو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة والامْتِحانِ هكذَا في التَّكْمِلَة وفي اللِّسَانِ والأساسِ وتَبِعَهُم المُصَنَّفُ في البَصَائِر يُرِيدُ أنَّك إذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم أي أبْضْتَهم فأخْرَجَ الكلاَم علَى لَفْظِ الأمْرِ وَمَعْنَاه الخَبَر . وأخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ : وَجدْتَها مَخْبُورَةً أي غَزِيرَةً نقله الصَّغانِيّ كأحْمَدْتُه : وَجَدْتُه مَحْمُوداً
ومُحَمَّدُ بْن عَليٍّ الخَابِرِيّ مُحَدِّثٌ عن أبي يَعْلَي عَبْدِ المُؤْمن ابْنِ خَلَف النَّسَفِيّ وعنه عَبْدُ الرَّحيم ابنِ أحمدَ البُخَارِيّ . ومما يُسْتَدْرَك عليه : الخَبِير مِنْ أسْماءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون . وفي شَرْح التَّرْمَذِيّ : هو العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ . والخَابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّب . والخَبِيرُ : المُخْبِر . ورجلٌ مَخْبَرانِيُّ : ذو مَخْبَرٍ كما قالوا : مَنْظَرَانِيّ : ذُو مَنْظَرٍ . والخَبْرَاءُ : المُجَرَّبَة بالغُزْرِ . والخَبِيرُ : الزَّرْعُ . والخَبِيرُ : الفَقِيه والرَّئِيسُ . والخَبِير : اإِدَام والخبِيرُ . المأْدُومُ . ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَة " حينَ لا آكُل الخَبيرَ " . وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ : كَثيرُ اللَّحْمِ . ويقال : عليه الدَّبَرَي وحُمَّي خَيْبَرَي . وحُمَّى خَيْبَرَ مُتَنلذَرَةٌ قال الأَخْنَس ابْنُ شِهَاب :" كَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَيبَرَ صالِبُ . والأَخْبَاريّ المُؤَرخ نُسِب للفْظ الأَخْبَار كالأَنْصَاري والأَنماطي وشِبْههما . واشْتَهَر بها الهَيْثَم بنُ عَدّي الطَّائيّ . والخَبَائرَةُ : بَطْنٌ من العَرَب ومَساكنُهُم في جِيزةِ مِصْر . ومن أَمْثَالهم " لاهُلْكَ بوَادِي خبرٍ " . بالضمّ . والخَبِيرَة : الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ في كتاب " الأَسْمَاء والصِّفات " . والخَيَابِرُ : سَبْعَةُ حُصُونٍ تقدَّم ذِكرُهُم
وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة ابن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن قبيلة في طَيِّء منهم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله ابن خَيْبَرِيّ الشاعر وله وفِادَة قاله ابنُ الكَلْبيّ . وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ : بَطْن من هَمْدَان . وخَيْبَر بنُ الوَلِيد عن أَبيه عن جَدَّه عن أَبي موسى ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد ابن خَيْبَرِيّ الطَّائِيّ لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ . والخَيْبَرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ : صحابيّ . وسِمَاكٌ الإِسرائِيليُّ الخَيْبَرِيُّ ذَكَره الرُّشاطِيّ في الصَّحابَة . وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله ابْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَريّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ عن وَكِيع وغيرِه . وجَمِيل بن عبد الله بن معَمَر بنِ الحارث بن خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشْهُور
السَّخْبَر : شَجَرٌ إِذَا طَالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسه وانْحَنَت واحدتُه سَخْبَرَةٌ وهو يُشبِهُ الإِذْخِرَ . وقال أبو حَنِيفة : يُشْبِه الثُّمَامَ له جُرْثُومَةٌ وعِيدانُه كالكُرّاثِ في الكَثْرَةِ . كأَنَّ ثَمَرَه مَكَاسِحُ القَصَبِ أَو أَرقُّ منها إِذَا طالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسُه وانْحَنَتْ . وفي حديث ابنِ الزُّبَيْر قال لِمُعَاوِيَة : " لا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعُوانِ في أُصولِ السَّخْبَر " . قالوا : هو شَجَرٌ تَأْلَفُه الحَيَّاتُ فتَسْكُن في أُصولِه أَي لا تَتغافَلْ عمَّا نَحن فيه . وسَخْبَرٌ : ع سُمِّيَ باسْم الشَّجَرِ . والسُّخَيْبِرَة مُصغَّراً : مَاٌء جامعٌ ضَخْمٌ لبَنِي الأَضْبَط بنِ كِلاب . وسَخْبَرَةُ الأَزْدِيّ رَوَى عنه ابنُه عبدُ اللّه . وله حديثٌ في سُنَن التِّرْمِذيّ كذا قاله الذَّهَبيّ وابنُ فَهْد . قلت : والذي رَوَى عنه أَبُو دَاوود الأَعمَى عن عبدِ اللّهِ بن سَخْبَرَة عن النّبِيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم ليس بالأَزْدِيِّ فإِن الأَزْدِيَّ هو أَبو مَعَْر وليس لابْنِه رِوَايَةٌ ولا لأَبِي دَاوُود عنه - وسَخْبَرَةُ بنُ عُبَيْدَةَ ويقال عُبَيْدٍ الأَسَديّ من أَقَارِب عَبْدِ اللّهِ ابنِ جَحْشٍ له هِجْرَةٌ صحابِيَّانِ . وسَخْبَرَةُ بِنْتُ تَمِيم ويقال بِنْتُ أَبي تَمِيم صَحابِيَّةٌ : ذَكَرها ابنُ إِسحاقَ فِيمَن هاجَرَ إِلى المَدِينَة
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : فُرُوعُ السَّخْبَرِ لَقَبُ بَنِي جَعْفَر ابنِ كِلاب . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة :
" ممّا يَجِيءُ به فُرُوعُ السَّخْبَرِ ويقال : رَكِبَ فُلانٌ السَّخْبَرَ إِذَا غَدَرَ . قال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ :
إِن تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكمْ شِيمَةٌ ... والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ أَرادَ قَوماً مَنازِلُهُم ومَحَالُّهم في مَنَابِتِ السَّخْبَرِ . قال : وأَظنُّهم من هُذَيْل . قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا شَبَّهَ الغادِرَ بالسَّخْبَرِ . لأَنَّه شَجَرٌ إِذَا انتَهَى استَرْخَى رأْسُه ولم يَبْقَ على انتصابِه . يقول : أَنتم لا تَثْبتون على وفَاء كهذا السَّخْبرِ الذي لا يَثْبُت على حَال بَيْنَا يُرَى مُعْتَدِلاً مُنْتَصِباً عادَ مُسْتَرْخِياً غَيْرَ مُنْتَصِبٍ . وأَبُو مَعْمَر عَبْدُ اللّهِ بنُ سَخْبَرَةَ الأَزْدِيُّ صاحِبُ عبدِ اللّه بنِ مسْعُودٍ من وَلَدِه أَبُو القَاسِم يَحْيَى بنُ عَلِيّ ابْنِ يَحْيَى بنِ عَوْفِ بْنِ الحَارِث بن الطُّفَيْلِ بن أَبي مَعْمَر السَّخْبَرِيّ البَغْدَادِيّ ثِقَةٌ حدَّث عن البَغَوِيّ وابْنِ صَاعِدٍ وعنه أَبُو مُحَمَّد الخَلاَّل تُوفِّي سنة 384
مَخَرَتِ السَّفينَةُ كمَنَع ونَصَرَ تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً كمَنْعٍ وقُعودٍ : جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مع صَوت أَو استقبلَت الرِّيحَ في جَرْيِها وفي بعض النُّسَخ : جِرْيَتِها فهي ماخِرَةٌ ومَخَرَ السابحُ : شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إذا سبَحَ . ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ إذا أَكلَه فاتَّسعَ فيه نقله الصَّاغانِيّ . وفي التَّنزيل " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " يعني جَوارِيَ وقيل : المواخِرُ هي التي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ قاله الفَرّاءُ . جمع ماخِرَة من المَخْر وهو الصَّوتُ أو التي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها أي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها . والمَخْرُ في الأصل : الشَّقُّ يقال : مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ إذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت قاله أَبو الهيثم : وقال أَحمد بن يحيى : الماخِرَة : السَّفينة التي تَمْخَرُ الماءَ أي تدْفَعُه بصدرِها أو المَواخِرُ هي المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ تراها كذلك . وامْتَخَرَهُ أي الشيءَ : اختارَهُ ويقال : امتَخَرَ القومَ إذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم قال الراجز :
" مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ و من ذلك امْتَخَرَ العظمَ إذا استخرجَ مُخَّهُ قال العجّاج :
" من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر و امْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ : قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ كاستمْخَرَها وتَمَخَّرَها قال الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ :
يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إذا لمْ يَسْمَعِ ... بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
وأَكثر ما يستعمل التمَخُّرُ في الإبل . ففي النَّوادر : تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ إذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها . قلتُ : وقد استُعيرَ ذلك للناس ففي حديث الحارث بن عبد الله بن السّائبِ قال لنافِع بن جُبَيْرِ : من أَين ؟ قال : خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ كأَنَّه أَرادَ : أَستنْشِقُها . ومَخَرَ الأَرْضَ كمَنَعَ مَخْراً : أَرْسَلَ في الصَّيف فيها الماءَ لِتَجودَ . وفي الأساس : لِتطيبَ فمَخَرَت هي أي الأرضُ كمَنَعَ أَيضاً كما يدلُّ عليه صريحُ ضبطِ المصنِّف وضبطَه ابن القطّاع بالمبنيِّ للمجهول وزاد : فهي مَمْخورَة : جادَتْ وطابَتْ من ذلك الماءِ . ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً : أَخذَ خِيارَ متاعِه فذهب به . ومَخَرَ الغُزْرُ بالضّمّ وسكون الزاي النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذلك وأَهزلَها . واليَمْخورُ بالفتح ويُضَمُّ على الإتباع : الطَّويلُ من الرِّجال ومن الجِمال : الطّويلُ الأَعناقِ . وعُنُقٌ يَمْخورٌ : طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ : طويلُه . قال العجّاج يصف جملاً :
في شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ ... حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ و الماخُورُ : بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يلي ذلك البيتَ ويقودُ إليه أيضاً يسمَّى ماخُوراً معرَّب مَيْ خُور أي شارب الخَمْر فيكون تسمية المحل به مَجازاً أو عربيَّة من مَخَرَت السَّفينةُ إذا أَقبلَتْ وأَدبرَت سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ الناس إليه فهو مَجاز أيضاً ج مَواخِرُ ومَواخيرُ ومن الثاني حديث زياد لمّا قدم البصرَة والياً عليها : ما هذه المَواخيرُ الشَّراب عليه حَرامٌ حّتّى تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً ومن سجعات الأساس : لأَنْ تَطْرحك أهلُ الخير في المآخير خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير . وبناتُ مَخْر بالفتح : سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف وهنَّ بناتُ المَخْرِ . قال طَرَفَةُ :
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ وكُلُّ قطعةٍ منها على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ قال أبو علي الفارسيّ : كان أبو بكر محمد بن السَّريّ يشتقّ هذا من البخار فهذا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال : ولو ذهب ذاهبٌ إلى أنَّ الميمَ في مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أن تجعَله من قوله عزّ اسمُه " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها فيما يَذْهب إليه عنه تنشأُ ومنهُ تبدأُ لكان مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ ألا ترى إلى قول أبي ذُؤَيْب :
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُهذه عبارة أبي علي بنصّها . وقد أَجحفَ شيخُنا في نقلِها وقال بعد ذلك : قلتُ : البيتُ من شواهد التوضيح وقد أَنعَمْتُه شرحاً في إسفار اللِّثام والشاهد فيه استعمالُ مَتَى بمعنى مِنْ . والأصالةُ في الباءِ ظاهرةٌ في قوله الآتي : والمَخْرَةُ : ما خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ . ولم يتعرَّضوا لهُ فتأَمَّلْهُ . قلتُ : والمَخْرَةُ هذه نقلها الصَّاغانِيّ في التكملة والزّمخشريّ في الأساس وزاد الأَخيرُ : وفي كلِّ طائر ذفر المخْرة . ولم يتعرَّض لها صاحب اللسان . والمَخْرَةُ مُثلَّثةً : الشيءُ الذي تختارُه والكسرُ أَعلى وهذا مخْرة المال أي خِيارُه . والمَخيرُ على فعِيل : لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ نقله الصَّاغانِيّ . وفي الحديث : " إذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ " أي فلينظُر من أين مَجراها فلا يستقبِلَها كي لا تَرُدَّ عليه البولَ ويتَرَشَّشَ عليه بولُه ولكن يستدْبِرُها . وفي لفظٍ آخر : استمْخِروا رواه النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حديث سُراقة ونصَّه : إذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ " أي اجعلوا ظهورَكُم إلى الرِّيحِ عند البول كأنَّه هكذا في سائر النُّسخ وفي النِّهاية لابن الأَثير : لأَنَّه إذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عن يمينه ويساره . وقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ كما تقدّم غير أنَّه في الحديث استدبار . قلت : الاستدبارُ ليس معنىً حقيقيّاً للتمَخُّر كما ظنَّه المصنِّف وإنَّما المراد به النَّظَرُ إلى مَجرى الرِّيح من أين هو ثمَّ يُستَدْبَر وهو ظاهرٌ عند التأَمُّلِ الصادقِ . ومَخْرَى كَسَكْرَى : وَادٍ بالحجاز ذو حُصونٍ وقُرىً . ومما يستدرك عليه : مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً : شَقَّها للزِّراعة . ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً : باضَعَها . وهذه عن ابن القطّاع وفي الحديث : " لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه . وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فيه . فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ . وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ إذا استقبلَتْها كذا في النوادر . وبعضُ العرب تقولُ : مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ إذا شَقَّ بطنَها . كذا في اللسان