الخَجَرُ مُحَرَّكَةً أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ وهو نَتْنُ السَّفِلَةِ عن كُراع ويَعْنِي بالسَّفِلَةِ الدُّبُرَ . الخِجِرُّ كِفِلزٍّ : الشَّدِيدُ الأَكْلِ اللَّيْث ج الخِجِرُّونَ . عن أَبي عَمْرو : الخَاجِرُ : صَوْتُ الماءِ على سَفْحِ الجَبَلِ . ومما يستدرك عليه : عن ابن الأَعرابِيّ : الخُجَيْرَةُ تَصْغِير الخَجْرَة وهي الواسِعَةُ من الإِماءِ . والخَجْرَة أَيضاً سَعَةُ رَأْسِ الحُبِّ خدر
الخِدْرُ بالكَسْرِ : سِتْرٌ يُمَدُّ الجارِية في نَاحِيَةِ البَيْتِ كالأُخْدُورِ بالضَّمّ وفي المُحْكَم : ثُمَّ صار كُلُّ مَا وَارَاكَ مِنْ بَيْتٍ ونَحْوِه خِدْراً . وفي الحَدِيث " أَنَّه عليه السَّلامُ كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحْدَى بَناتِه أَتى الخِدْرَ فقال : إِنَّ فُلاناً يَخْطُب . فإِن طَعَنَت في الخِدْر لم يُزَوِّجها " مَعْنَى طَعَنَت في الخِدْر : دَخَلَت وذَهَبَت كما يُقال : طَعَنَ في المَفازَة إِذا دَخَل فيها وقيل معناه : ضَرَبَتَ بِيَدِهَا . ويَشْهَد له ما جاءَ في رِوَايَة أُخْرَى " نَقَرَت الخِدْرَ " . مكان طَعَنَت ج خُدُورٌ وأَخْدَارٌ وجج أَخَادِيرُ أَي جَمْعُ الجَمْعِ . الخِدْر : خَشَباتٌ تُنْصَبُ فوْقَ قَتَبِ البِعَير مَسْتُورَةً بثَوْب وهو الهَوْدَجُ
ومن المَجَاز : هَوْدَجٌ مَخْدُورٌ ومُخَدَّرٌ : ذُو خِدْرٍ . أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابِيّ :
" صَوَّى لها ذَا كدْنَةٍ في ظَهْرِه
" كَأَنَّه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ أَراد في ظَهْرِه سَنَامٌ تامِكٌ كأَنَّه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ فأَقَام الصِّفةَ مُقَامَ المَوْصُوف . من المَجاز : الخِدْرُ : أَجَمَةُ الأَسَدِ . ومِنْه قَولُهُم : أَسَدٌ خَادِرٌ أَي مُقِيمٌ في عَرِينهِ دَاخِلٌ في الخِدْر . وخَدَرَ في عَرِينِه . وفي قَصِيدة كَعْبِ ابْنِ زُهَيْر :
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأَسْدِ مَسْكَنُه ... ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ . وكذلك أَخْدَرَ فهو خَادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه وهو بَيْتُه . الخَدْرُ . بالفَتْح : إِلزامُ البِنْتِ الخِدْرَ كالإِخْدارِ والتَّخْدِيرِ أَخَدَرَهَا إِخْدَاراً وخَدَّرهَ وَهِيَ مخْدُورةٌ ومُخْدَرَةٌ ومُخَدَّرَةٌ وقد خَدَرَت في خِدْرِهَا وتَخَدَّرت واخْتَدَرَت . الخَدْرُ : الإِقَامَةُ بالمَكَان كالإِخْدارِ قال :
" إِنّي لأَرْجُو من شَبِيب بِراَّ
" والحَرُّ إِنِ أَخْدَرْتُ يوْماً قَراَّ . وأَخْدَرَ فُلانٌ في أَهْلِه : أَقامَ فِيهمِ . وأَنْشَد الفَرَّاءُ :
" كأَنَّ تَحْتَى بازِياً رَكَّاضاَ
" أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا يَعْنِي أَقامَ في وَكْرِه . الخَدْر : تَخَلُّفُ الظَّبْيَةِ عَنِ القَطِيعِ وقد خَدَرَت مثْل خَذّلَت فهي خادِرٌ وخَدُورٌ . الخَدْر : التَّحَيُّر والخادِرُ : المُتَحَيِّر . الخَدَرُ بالتَّحْرِيك : امْذِلاَلٌ يَغْشَى الأَعْضَاءَ : الرِّجْلَ واليَدَ والجَسَدَ . وقد خَدِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ فهو خَدِرٌ وخَدِرَت الرِّجْلُ تَخْدَر . وفي حَدِيث ابْن عُمَر " أَنَّه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيِيلَ له : مالِرِجْلِك ؟ قال : اجْتَمَع عَصَبُها قِيل : اذْكُر أَحَبَّ النَّاسِ إِليْك قال : يا مُحَمَّد . فبَسَطَها " . وعن ابْنِ الأَعْرابِيّ : الخُدْرَة : ثِقَلُ الرِّجل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ . خَدِرَ خَدَراً فهو خَدرٌ . وأَخْدَرَه ذلِك . الخَدَرُ : فُتُورُ العَيْنِ وقيل الخَدَر : ثِقَلٌ ِيهَا مِنْ حِكَّةٍ وقَذًي يُصِيبُها . وعَيْنٌ خدْرَاءُ : خَدِرَة وهو مَجاز . الخَدَرُ : الكَسَلُ والفُتُور . وخَدِرَت عِظامُه : فَتَرت وهو مجَاز . والخَادِرُ من الظِّبَاءِ : الفاتِرُ العِظَامِ . والخادِر : الفاتِرُ الكَسْلان . الخَدَرُ : المَطَرُ لأَنَّه يُخَدِّر النَّاسَ في بُيُوتِهم . والخَدْرَةُ : المَطْرةُ وقال ابن السِّكِّيت : الخَدَرَ : الغَيْم والمَطَر . وأَنشد :
" لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ
" ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ
" ويَسْتُرُونَ النَّارَ من غَيْرِ خَدَر . يقول : يَسْتُرون النَّارَ مَخَافَة الأَضْيافِ من غيرِ غَيْمٍ ولا مَطَرٍ . الخَدَرُ : ظُلْمَةُ اللَّيْلِ ويُكْسَرُ في هذِه . وقيل : الخَدَر والخَدِرُ : الظُّلْمَةُ مُطْلَقاً . من المَجَازِ : الخَدَر : اللَّيْلُ المُظْلِم كالأَخْدَرِ والخَدِرِ ككَتِفٍ والخَدُرِ كنَدُوس والخُدَارِيِّ بالضَّمِّ . قال ابنُ الأَعرابِيّ : ولأَصْل الخُدَارِيّ أَنَّ اللَّيلَ يُخْدِر النَّاسَ أَي يُلْبِسُهُم . الخَدَرُ : المَكَانُ المُظْلِمُ الغَامِضُ . قال هُدْبَةُ :
" إِني إِذا اسْتَخْفَى الجَبَانُ بالخَدَرْمن المَجَازِ : الخَدَر : اشْتِدَادُ الحَرِّ . خَدِرَ النَّهَارُ خَدَراً فهو خَدِرٌ : اشْتَدَّ حَرُّه . قال اللَّيْث : يَوْمٌ خَدِرٌ : شَدِيدُ الحَرِّ . وأَنْشَد لطَرفَة :
ومَجُودٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُه ... كالمَخَاضِ الجُرْبِ في اليَومِ الخَدْرِ . الخَدَر أَيضاً : اشْتِدادُ البَرْدِ . ويَومٌ خَدِرٌ : بَارِدٌ نَدٍ . ولَيلَةٌ خَدِرَةٌ . قال ابنُ بَرِّيّ : لم يَذْكُر الجَوْهَرِيّ شاهِداً على ذلِك . قال : وفي الحاشِيَة شاهِدٌ عَلَيْه وَهْوَ
" كالمَخَاضِ الجُرْبِ في اليَوْمِ الخَدِرْ . أَي اليوم النَّدِيّ البارِد لأَنَّ الجَرْبَي يَجْتَمِع فيه بَعْضُها مع بَعْض . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ باليَوْم الخَدِرِ المَطِيرَ ذَا الغَيْم . قال ابنُ السِّكِّيت : وإِنَّمَا خَصَّ اليَوْمَ المَطِيرَ بالمَخَاضِ الجُرْبِ لأَنَّها إِذا جَرِبَت توسَّفَت أَوْبارُها فالبَرْدُ إِلَيْهَا أَسْرَع والّذي يقول بالقَوْلِ الأَوّلِ يَقُولُ فالحَرُّ إِليها أَيضاً أَسْرَعُ لأَنَّ جِلْدَها السالِمَ يَقِيها كِلَيْهِمَا . والخُدَارِيَّةُ بالضَّمّ : العُقَابُ لشِدَّة سَوَادِها . قالَه ابْنُ بَرِّيّ . قال ذُو الرمَّة :
" ولم يَلْفِظِ الغَرْثَي الخُدارِيَّةَ الوَكْرُ قال شَمرٌ : يعني الوكْر لم يَلْفِظ العُقَابَ جعلَ خُرُوجَها من الوَكْر لَفْظاً مثْلَ خُروجِ الكَلاَمِ من الفَمِ . يقول : بَكَرَت هذه المرأةُ قبلَ أنْ تَطِيرَ العُقابُ من وَكْرِهَا . وقوله :
كأنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً ... تُنَشِّر في الجَوِّ منها جَنَاحَا فَسَّره ثَعْلَب فقال : تَكُونُ العُقابُ الطَّائرةَ وتَكُون أبْراداً أي أنَّهُم يَبْسُطون أبْرَادَهُم فَوْقَهُم . والخُدْرَةُ بالضَّمَّ : الظُّلْمَةُ . وقيل : الظُّلمَة الشَّدِيدةُ . ومن ذلك ليْلٌ أخْدَرُ وخَدِرٌ وخُدَارِيٌّ وقال بعضُهم : اللَّيْلُ خَمْسَةُ أجْزَاءٍ : سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ . فالُدْرَة على هذا آخرِ اللَّيْلِ . ونَقَلَ السُّهَيْليّ في الرَّوض عن كُراع أنّ الَّذي قَبْل الخُدْرَةِ يُقالُ لَه الهَزِيعُ
الخُدْرَةُ : اسمُ أَتَان م أَي مَعْرُوف معروفَةٌ قديماً ويَجُوز أَن يكون الأَخْدَرِيّ مَنْسُوباً إِلَيْهَا قاله الأَزهرِيّ . خُدْرَةُ بِلاَ لاَم : حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ وهو لَقَبُ الأَبْجَرِ بنِ عَوْفِ ابن الحَارِث بْنِ الخَزَرَج . وقيل : خُدْرَةُ أُمُّ الأَبْجر والأَوَّلُ أَصَحُّ . قال شيخُنَا : وبه جَزَم الأَكْثَر من أَئِمَّة النَّسَب ولم يَعَرِّجُوا على الثّانِي . وأَغْفَل المُصَنِّف الأَبْجَرَ في بجر وصَرَّح به أَربابُ الأَنساب قَاطِبةً وقد أَشَرْنا إِليه هُنَاك . منهم أَبُو سَعِيد سَعْدُ بْنُ مالِك الخُدْرِيّ من مَشَاهِيرِ الصَّحابة روى عنه جُمْلَة من الصَّحابَةِ والتَّابعِين وكان من نُجَبَاءِ الأَنْصَار وعُلمائِهم تُوفِّيَ سنة 74 . خُدْرَةُ بْنُ كَاهِل في بَلِيٍّ هو ابنُ كَاهِلِ بْنِ رُشْد بن أَفْرَكَ بنِ هَرِمِ ابن هُنَي بن بَلِيّ قاله ابنُ مَاكُولا ونَقَلَه عنه ابنُ السّمْعَانِيّ في الأَنْسَاب وذكَره أَبو القَاسِم الوَزير أَيضاً في الإِيناس . وحَبِيبُ بْنُ خُدْرَةَ تابِعيٌّ مُحَدِّثٌ رَوَىَ عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاشالخِدْرَةُ بالكَسْرِ لَقَبُ عَمْرِو ابْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ وهو بَطْنٌ ذَكَره ابنُ حَبِيب وغَيْرُه . خَدْرَةُ بالفَتْح : مُحَدِّثَةٌ وهي مَوْلاَةُ عَبِيدَةَ حَدَّثَت عن زَيْدٍ العَبْدَيّ وعنها المُخْتَارُ بنُ قَيْس والصواب بالحاءِ المُهْمَلَة قاله الحافِظُ . وعَصِمُ بنُ خَدْرَةَ لهُ رِوَايَةٌ وحَدِيثٌ عند سَعِيد بْن بَشِير عن قَتَادَةَ . والصَّواب فيه بالحاءِ المُهْمَلة كما ضَبَطَه الحَافظ . والخَدَرِيُّ مُحَرَّكَةً : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بْن الحَسَن المُحدِّث عن عَبْدِ الرَّحْمن بن أَبي حَاتِمٍ وغَيْرِه . عن ابن الأَعْرَابِيّ : الخُدْرِيُّ بالضَّمِّ : الحِمَارُ الأَسْوَدُ كَأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلى خُدْرَةِ اللَّيْل . والأَخْدَرِيُّ وَحْشِيُّه مَنْسوبٌ إِلى الأَخْدَرِ : فَحْل لهم قيل هو فَرَسٌ . وقيل : هو حِمارٌ وقيل الأَخْدَرِيَّة مَنْسُوبَة إِلى العِرَاق . قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي كَيْفَ ذلك . ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُر : بَناتُ الأَخْدَرِ
خُدَار كغُرَاب : فَرسُ القَتَّالِ الكَلاَّبيِّ أَنَشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ لَهُ :
وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ ... إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي خُدَارُ . خِدَارٌ ككِتابٍ : قَلْعَةٌ بصَنعَاء اليَمن على مَرْحَلةٍ منْها . والخَدَرْنَي بِحَرَكَتَيْن وسُكُونِ الرَّاءِ وفَتْح النُّون وأَلفٍ مَقْصُورة : العَنْكَبُوتُ . وخَدُورَاءُ كحَرُورَاءَ ووَقَعَ في بعضِ الأُصول خَدُورَةٌ وذكرَه أَبو عُبيد بالحَاءِ المُهْمَلَة وقَد تَقدَّمت الإِشارَةُ إِليه : ع ببِلادِ بَلْحارِثِ ابْنِ كَعْبٍ قال لَبِيد :
دَعَتْنِي وفاضَت عَيْنُها بِخَدُورَةٍ ... فجِئْتُ غِشَاشاً إِذْ دَعَت أُمُّ طارِقِ . وأَخْدَرُك فَحْلٌ من الخَيْل أُفْلِتَ فَتَوحَّشَ فَضَرَبَ في حُمُر بِكَاظِمَةَ وحَمَى عِدَّةَ غَابَات وضَرَب فِيَها قيل إِنَّه كان لسُلَيْمَان بْنِ دَاوُودَ عليه السَّلام وفي الأَساس كان لأَزْدَشير . والأَخْدَريَّةُ منَ الخَيْل مِنْهُ ومَنْسُوبَةٌ إِليه . والأَخْدَرِيَّة من الحُمُر مَنْسُوبة إِليه أَيضاً وقيل هِيَ مَنْسُوبَة إِلى العِرَاقِ . قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدري كَيْفَ ذلِك . وتَخَدَّرَ واخْتَدَر : اسْتتَر كخَدِرَ مثل فَرِحَ . قال ابنُ أَحْمَر :
وضَعْنَ بِذِي الجَذَاءِ فُضُولَ رَيْطٍ ... لِكيْمَا يَخْتَدِرْن ويَرْتَدِينا . أَي يَسْتَتِرن بالخِدْر . ومِنْ ذلِك قَوْلُهم : اخْتَدَرَت القَارَةُ بالسَّرَابِ : استترَت به فصارَ لها كالخِدْرِ وقال ذو الرُّمَّة :
حَتَّى أَتَى فَلَكَ الدَّهْناءِ دُونَهمُ ... واعْتَمَّ قُورُ الضُّحَى بالآلِ واخْتَدَراَ . وأَخْدَرُوا : دَخَلُوا في يَوْمِ مَطَرٍ وغَيْم ورِيحٍ وأَخْدَرُوا : أَظَّلَهُم المَطَرُ . قال الأَزْهَرِيّ : وأَنْشَدَنِي عُمارَةُ لِنَفْسِه :
فيهنّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّهَا ... شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإِخْدَارُ أَكَلَّها أَي أَبْرَزَهَا وفي بعض النُّسَخ ألاَحَها . أَخْدَرَ الأَسَدُ : لَزِمَ الأَجَمَةَ . وأَقامَ واتَّخَذَها خِدْراً كخَدِرَ كَفَرِح فهو خَادِرٌ ومُخْدِر . أَنْشَدَ ثَعْلَب :
مَحَلاًّ كوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضارِباً ... به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ . والخَادِرُ : الّذِي خَدَرَ فيها . وأَسَدٌ خادِرٌ : مُقِيم في عَرِينِه داخِلٌ في الخِدْرِ ومُخْدِرٌ أَيْضاً . وفي قَصِيدِ كَعْبِ ابْنِ زُهَيْر :
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأَسْدِ مَسْكَنُه ... ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُخَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَر فهو خَادِرٌ ومُخْدِر إِذَا كَانَ في خِدْرِه وهو بَيْتُه وقد تَقَدَّم قَرِيباً والمُصَنِّفُ ذكَر الخَادِر أوَّلاً ثم ذَكَر المُخْدِر وهذا مِمَّا عِيب به أَهْلُ التَّصْنِيف ولو ذَكَرَهُما في مَحَل واحِدٍ كَانَ أَحْسَنَ . والعَرِينُ الأَسَدَ أَي وأَخْدَرَ العَرينُ الأَسدَ ويَعْنِي به بَيْتَه : سَتَرَهُ ووَارَاه فهو مُخْدَرٌ على صيغة اسْمِ المَفْعُول أَي قد أَخْدَرَه العَرِينُ ومُخْدِرٌ على صِيغَة اسْمِ الفاعِل أَي قد لَزِمَ الخِدْرَ وهو مَجاز وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْرُ مُرَتَّب . وفي ذِكْر العَرِين بَعْدَ الأَجَمَةِ حُسْنُ التّفَنّن . وقال شيخُنا : ومُخْدَرٌ إِن صَحَّ يَنْبَغِي أَن يُزادَ على باب مُسْهَب ومُحْصَن فَتَأَمَّل . وبَعِيرٌ خُدَارِيٌّ بالضّمّ : شَدِيدُ السَّوادِ وناقَة خُداريَّةٌ
يَقُولُ عَامِلُ الصَّدَقَات : لَيْسَ لِي حَشَفَة ولا خَدِرَة . قال الأَصْمَعِيّ : الخَدِرَةُ أَي كزِنَخَة : التَّمرةُ تَقَع مِنَ النَّخْلِ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ والحَشَفَة : اليَابَسةُ وقيل : الخَدِرَةُ : هي التي اسْوَدَّ باطِنُها . وفي حَدِيث الأَنْصَار " اشْتَرَطَ أَن لا يأْخُذَ تَمْرةً خَدِرَةً " أَي عَفِنَة . ومما يُسْتَدْرك عليه : خَدَّرَت الظَّبْيَةُ خِشْفَها في الخَمَر والهَبَط : ستَرَتْه هُنالِك . وأَخْدَر القَوْمُ كأَلْيَلُوا وأَخْدَره اللَّيْلُ إِذا حَبَسه واللَّيْلُ مُخْدِرٌ قال العَجَّاج :
" ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ . وهو مجَاز . والخُدارِيُّ : السَّحَابُ الأَسْوَدُ . ومن المَجَازِ : جارِيَة خُدارِيَّةُ الشَّعرِ وشَعرٌ خُدَارِيُّ : أَسْوَدُ . ويقال : خَدَّرَتْه المَقَاعِدُ إِذا قَعَد طَويلاً حتى خَدِرَت رِجْلاه . ومن المَجاز : إِنَّه لَيُسَاتِرُني ويُخَادِرُني . وكُلُّ ما مَنعَ بَصَراً عن شَيْءٍ فقد أَخْدَرَه . والخَدَر مُحَرَّكة من الشَّراب والدَّواءِ : فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَعْفُ . وقال ابنُ الأَعرابيّ : الخُدْرَة بالضَّمّ : ثِقَلُ الرِّجْل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ . ومن المَجَاز : يَعْفُورٌ خَدِرٌ كأَنَّه ناعِسٌ من سُجُوِّ طَرْفِه وضَعْفِه . والخَادِرُ والخَدُورُ من الدّوَابِّ وغَيْرِها : المُتَخَلِّف الذي لم يَلْحَق وقد خَدَرَ . والخَدُورُ مِن الإِبل : التي تَكُون في آخِرِ الإِبل وإِيّاهُ عَنَي الشّاعرُ :
ومَرَّت على ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً ... وقد رَفَعَت أَذْيَالَ كُلِّ خَدُورِ . قال : هي الَّتِي تَخَلَّفَت عن الإِبل فَلمَّا نَظَرت إِلى التي تَسِير سَارت مَعَهَا ومِثْلُه :
" واحتَثَّ مُحْتَثَّاتُهَا الخَدُورَا . ومن المَجاز : خَدِرَ النَّهَارُ كفَرِحَ إِذا سَكَنَت رِيحُه ولم تَتَحَرَّك ولم يُوجَدْ فيه رَوْحٌ . والخِدَارُ بالكَسْر : عُودٌ يَجْمَع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ . وخُدَارَةُ بالضَّمّ أَخو خُدْرَةَ من الأَنصار . ومنهم أَبُو مَسْعُود الخُدَارِيّ الصَّحَابِيّ هكذا ضَبطَه ابنُ عَبْدِ البَرّ في الاسْتِيعَابِ وابنُ دُرَيْد في الاشْتِقاق . وقال ابنُ إِسْحَاق : هو جِدَارةَ بالجِيم المَكْسُورة كما نَقَلَه عنه السُّهَيْلِيّ وقد أَشَرْنَا إِلَيْه في " جدر " . وأُسامَةُ بن أَخْدَرِيّ له صُحْبة . وجِدْرَانُ بالكَسْر من الأَعلام
مَخَرَتِ السَّفينَةُ كمَنَع ونَصَرَ تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً كمَنْعٍ وقُعودٍ : جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مع صَوت أَو استقبلَت الرِّيحَ في جَرْيِها وفي بعض النُّسَخ : جِرْيَتِها فهي ماخِرَةٌ ومَخَرَ السابحُ : شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إذا سبَحَ . ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ إذا أَكلَه فاتَّسعَ فيه نقله الصَّاغانِيّ . وفي التَّنزيل " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " يعني جَوارِيَ وقيل : المواخِرُ هي التي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ قاله الفَرّاءُ . جمع ماخِرَة من المَخْر وهو الصَّوتُ أو التي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها أي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها . والمَخْرُ في الأصل : الشَّقُّ يقال : مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ إذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت قاله أَبو الهيثم : وقال أَحمد بن يحيى : الماخِرَة : السَّفينة التي تَمْخَرُ الماءَ أي تدْفَعُه بصدرِها أو المَواخِرُ هي المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ تراها كذلك . وامْتَخَرَهُ أي الشيءَ : اختارَهُ ويقال : امتَخَرَ القومَ إذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم قال الراجز :
" مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ و من ذلك امْتَخَرَ العظمَ إذا استخرجَ مُخَّهُ قال العجّاج :
" من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر و امْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ : قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ كاستمْخَرَها وتَمَخَّرَها قال الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ :
يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إذا لمْ يَسْمَعِ ... بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
وأَكثر ما يستعمل التمَخُّرُ في الإبل . ففي النَّوادر : تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ إذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها . قلتُ : وقد استُعيرَ ذلك للناس ففي حديث الحارث بن عبد الله بن السّائبِ قال لنافِع بن جُبَيْرِ : من أَين ؟ قال : خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ كأَنَّه أَرادَ : أَستنْشِقُها . ومَخَرَ الأَرْضَ كمَنَعَ مَخْراً : أَرْسَلَ في الصَّيف فيها الماءَ لِتَجودَ . وفي الأساس : لِتطيبَ فمَخَرَت هي أي الأرضُ كمَنَعَ أَيضاً كما يدلُّ عليه صريحُ ضبطِ المصنِّف وضبطَه ابن القطّاع بالمبنيِّ للمجهول وزاد : فهي مَمْخورَة : جادَتْ وطابَتْ من ذلك الماءِ . ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً : أَخذَ خِيارَ متاعِه فذهب به . ومَخَرَ الغُزْرُ بالضّمّ وسكون الزاي النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذلك وأَهزلَها . واليَمْخورُ بالفتح ويُضَمُّ على الإتباع : الطَّويلُ من الرِّجال ومن الجِمال : الطّويلُ الأَعناقِ . وعُنُقٌ يَمْخورٌ : طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ : طويلُه . قال العجّاج يصف جملاً :
في شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ ... حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ و الماخُورُ : بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يلي ذلك البيتَ ويقودُ إليه أيضاً يسمَّى ماخُوراً معرَّب مَيْ خُور أي شارب الخَمْر فيكون تسمية المحل به مَجازاً أو عربيَّة من مَخَرَت السَّفينةُ إذا أَقبلَتْ وأَدبرَت سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ الناس إليه فهو مَجاز أيضاً ج مَواخِرُ ومَواخيرُ ومن الثاني حديث زياد لمّا قدم البصرَة والياً عليها : ما هذه المَواخيرُ الشَّراب عليه حَرامٌ حّتّى تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً ومن سجعات الأساس : لأَنْ تَطْرحك أهلُ الخير في المآخير خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير . وبناتُ مَخْر بالفتح : سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف وهنَّ بناتُ المَخْرِ . قال طَرَفَةُ :
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ وكُلُّ قطعةٍ منها على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ قال أبو علي الفارسيّ : كان أبو بكر محمد بن السَّريّ يشتقّ هذا من البخار فهذا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال : ولو ذهب ذاهبٌ إلى أنَّ الميمَ في مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أن تجعَله من قوله عزّ اسمُه " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها فيما يَذْهب إليه عنه تنشأُ ومنهُ تبدأُ لكان مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ ألا ترى إلى قول أبي ذُؤَيْب :
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُهذه عبارة أبي علي بنصّها . وقد أَجحفَ شيخُنا في نقلِها وقال بعد ذلك : قلتُ : البيتُ من شواهد التوضيح وقد أَنعَمْتُه شرحاً في إسفار اللِّثام والشاهد فيه استعمالُ مَتَى بمعنى مِنْ . والأصالةُ في الباءِ ظاهرةٌ في قوله الآتي : والمَخْرَةُ : ما خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ . ولم يتعرَّضوا لهُ فتأَمَّلْهُ . قلتُ : والمَخْرَةُ هذه نقلها الصَّاغانِيّ في التكملة والزّمخشريّ في الأساس وزاد الأَخيرُ : وفي كلِّ طائر ذفر المخْرة . ولم يتعرَّض لها صاحب اللسان . والمَخْرَةُ مُثلَّثةً : الشيءُ الذي تختارُه والكسرُ أَعلى وهذا مخْرة المال أي خِيارُه . والمَخيرُ على فعِيل : لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ نقله الصَّاغانِيّ . وفي الحديث : " إذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ " أي فلينظُر من أين مَجراها فلا يستقبِلَها كي لا تَرُدَّ عليه البولَ ويتَرَشَّشَ عليه بولُه ولكن يستدْبِرُها . وفي لفظٍ آخر : استمْخِروا رواه النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حديث سُراقة ونصَّه : إذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ " أي اجعلوا ظهورَكُم إلى الرِّيحِ عند البول كأنَّه هكذا في سائر النُّسخ وفي النِّهاية لابن الأَثير : لأَنَّه إذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عن يمينه ويساره . وقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ كما تقدّم غير أنَّه في الحديث استدبار . قلت : الاستدبارُ ليس معنىً حقيقيّاً للتمَخُّر كما ظنَّه المصنِّف وإنَّما المراد به النَّظَرُ إلى مَجرى الرِّيح من أين هو ثمَّ يُستَدْبَر وهو ظاهرٌ عند التأَمُّلِ الصادقِ . ومَخْرَى كَسَكْرَى : وَادٍ بالحجاز ذو حُصونٍ وقُرىً . ومما يستدرك عليه : مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً : شَقَّها للزِّراعة . ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً : باضَعَها . وهذه عن ابن القطّاع وفي الحديث : " لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه . وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فيه . فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ . وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ إذا استقبلَتْها كذا في النوادر . وبعضُ العرب تقولُ : مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ إذا شَقَّ بطنَها . كذا في اللسان