الخُضْرَةُ بالضَّمّ : لَوْنٌ . م أَي مَعْرُف وهو بَيْن السَّوادِ والْبَيَاضِ يَكُون ذلِك في الحَيَوان والنَّبَات وغَيْرِهِمَا مِمَّا يَقْبَلُه وحَكَاه ابْنُ الأَعْرَابِيْ في الماءِ أَيضْاً ج خُضَرٌ بضَم فَفتح وخُضْرٌ بضَمٍّ فسُكُون . قال اللهُ تَعَالي : " وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً " . خَضِرَ الزَّرعُ كفَرِحَ واخْضَرَّ . اخْضِرَاراً واخْضَوْضَرَ اخْضِرَاراً : نَعِمَ وأَخْضَرَه الرِّيُّ فهو أَخْضَرُ وخَضُورٌ كصَبُورٍ وخَضِرٌ ككَتِف وخَضِيرٌ ويَخْضِرٌ ويَخْضُورٌ بالتَّحْيِيَّة فيِهَمَا وخَضِير كأَمِير . واليَخْضُورُ : الأَخْضَر ومنه قوْلُ العَجَّاج :
بالخُشْبِ دُونَ الهَدَبِ اليَخْضُورِ ... مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ الخُضْرَةُ في أَلْوَانِ الخَيْلِ : غُبْرَةٌ تُخالِطُها دُهْمَةٌ وكَذلِك في الإِبل . يقال : فَرَسٌ أَخْضَرُ وهو الدَّيْزَجُ . والخُضْرَةُ في أَلْونِ النَّاسِ : السُّمْرَة . وفي المُحْكَم : ولَيْسَ بَيْن الأَخْضَرِ الأَحَمِّ وبَيْنَ الأَحْوَى إِلاَّ خُضْرَةُ مُنْخُرَيْةِ وشاكِلَتِه لأَنَّ الأَحْوى تَحْمَرُّ مَنَاخِرُه وتَصْفَرُّ شاكِلَتُه صُفْرةً مُشَاكِلةً للحُمْرَة . ومنَ الخَيْلِ أَخْضَرُ أَدْغَمُ وأَخْضَر أَطْحَلُ وأَخْضَر أَوْرَقُ . والخَضِرُ ككَتِفٍ : الغَضُّ وكُلُّ غَضٍّ خَضِرٌ . وفي التَّنْزِيل العَزِيز : " فأَخْرَجْنْا مِنْه خَضِراً نُخْرِج مِنْه حَبًّا مُتَراكِباً " قال اللّيْث : الخَضِرُ هنا : الزَّرْعُ الأَخْضَر . وقال الأَخْفَش : يُرِيد الَخْضَر . وقال الأَخْفَش : يُرِيد الأَخْضَر . الخَضِرُ : البَقْلَةُ الخَضْراءُ كالخَضِرَةِ كفَرِحَة . وهي بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ وكذلك ثَمَرَتُهَا وتَرْتَفِع ذِراعاً وهي تَمْلأُ فَمَ البَعِيرِ . وقال ابنُ مُقْبِلٍ في الخَضِر :
يَعْتَادُهَا فُرُوجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ ... يَنْفُخْن في بُرْعُم الحَوْذَانِ والخَضِرِ . والخَضِيرِ كأَمِير وقد ذَكرَ طَرَفَةُ الخَضِرَ فَقَال :
كبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا ... أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسَالِيجَ الخَضِرْ
الخَضِر : المَكَانُ الكَثِير الخُضْرَةِ كاليَخْضُورِ والمَخْضَرَةِ . أَرضٌ خَضِرَة ويَخْضُورٌ : كَثِيرَةُ الخُضْرَةِ وأَرْض مَخْضَرَة على مِثال مَبْقَلة : ذات خُضْرَة وقُرِئَ " فتُصْبِحُ الأَرْضُ مَخْضَرَةً " . الخَضِر : ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ واحِدَتُه بهاءٍ . والجَنْبَةُ مِنَ الكَلإِ : مَالَهُ أَصْل غَامِضٌ في الأَرض مثل النَّصِيِّ والصِّلِّيَان وليس الخَضرِ من أَحْرَار البُقُولِ الَّتِي تَهِيج في الصَّيْف وبِه فُسِّر الحديث : " وإِنَّ مِمّا يُنْبِت الرَّبِيعُ ما يَقْتُل حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلا آكِلَةَ الخَضِرِ " . وقد شَرَح هذا الحَدِيثَ ابنُ الأَثِير في النِّهَايَة وبَيَّن مَعانِيَه وذَكَر في أَثْنَائِه : وأَمَّ قَوْلُه " إِلاَّ آكِلَة الخَضِر " . فإِنه مَثَلٌ للمُقْتَصِد وذلِك أَنَّ الخَضِر لَيْسَ مِن أَحْرَار البُقُول وَجَيِّدِهَا التي يُنْبِتُها الرَّبِيعُ بتَوَالِي أَمْطَارِه فتَحْسُن وتَنْعُمُ ولِكِنَّه من البُقُول الَّتِي تَرْعَاهَا المَوَاشِي بَعْد هَيْج البُقُول ويُبْسِهَا حيث لا تَجِد سِواها وتُسَمِّيهَا العَرَبُ الجَنْبَةَ فلا تَرَى الماشِيَةَ تُكْثِر من أَكْلِها ولا تَسْتَمرِيها فَضَربَ آكِلَةَ الخَضِرِ من المَواشِي مَثَلاً لمَنْ يَقْتَصِد في أَخْذِ الدُّنْيَا وجَمْعِها ولا يَحْمِلُه الحِرْصُ على أَخْذِهَا بغَيْرِ حَقِّهَا . الخَضَرُ بالتَّحْرِيك : النُّعُومَةُ مصْدرُ خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَراً إِذا نَعِمَ كالخُضْرَةِ بالضَّمّ . وقال ابنُ الأَعرابِيّ : الخُضَيْرةُ : تصغيرُ الخُضْرَةِ وهي النَّعْمَة . وفي حَدِيثِ عليٍّ " أَنَّه خَطَب بالكُوفَة في آخرِ عُمْره فقال " سلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتها ويَأْكُل خَضِرَتَها " يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها . الخَضَر : سَعَفُ النَّخْلِ وجَرِيدُهُ الأَخْضَرُ . هكذا سَمِعه الفَرَّاءُ عن العَرَب وأَنْشَد :
يَظَلُّ يومَ وِرْدِهَا مُزَعْفَراَ ... وَهي خَناطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا . واخْتُضِر الْكَلأُ بالضَّمِ : أُخذَ ورُعِىَ طَرِيًّا غضاًّ قَبلَ تَنَاهِي طُولِه وذلك إِذا جَزَزْتَه وهو أَخْضَر . منه قِيلَ للَّرجُل الشَّابِّ إِذا مَاتَ فَتِيًّا غَضًّا : قد اخْتُضِرَ لأَنَّه يُؤْخَذ في وَقْتِ الحُسْن والإِشْراق . وفي بعض الأَخْبَار أَنَّ شَابًّا مِنَ العَرَب أُولِعَ بشَيْخٍ فَكَان كُلَّمَا رَآه قال : أَجْزَرْتَ يا أَبَا فُلاَنٍ فقال له الشَّيْخ : يا بُنَيَّ وتُخْتَضَرُون . أَي تُتَوَفَّوْن شَبَاباً . ومَعْنَى أَجْزَزْت : آنَ لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوت . وأَصْلُ ذلِك في النَّبَاتِ الغَضِّ يُرْعَى ويُخْتَرَ ويُجَزُّ فيُؤْكَل قبْلَ تَنَاهِى طُولِه . والأَخْضَرُ : الأَسْوَدُ ضِدٌّ قال الفَضْلُ بنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتُبةَ اللَّهَبِيّ :
وأَنا الأَخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي ... أَخْضَرُ الجِلْدِةِ في بَيْتِ العَرَبْ . يقول : أَنا خَالِصٌ لأَنَّ أَلوانَ العَرَبِ السُّمْرَةُ . قال ابنُ بَرَِّيّ : أَراد بالخُضْرةِ سُمْرَةَ لَوْنِه وإِنما يُرِيد بذلِك خُلُوصَ نَسَبِه وأَنَّه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ لأَنَّ العَرَبَ تَصِف أَلوانَها بالسَّوَادن وتَصِف أَلوانَ العَجَمِ بالحُمْرة وهذا المَعْنى بِعَيْنه أَراده مِسْكِينٌ الدَّارِمِيُّ في قَوْله :
أَنا مِسْكِينٌ لمَنْ يَعْرفُني ... لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ . ومثله قول مَعْبَدِ بنِ أَخْضَر وكان يُنْسَب إِلَى أَخْضَرَ ولم يكن أَباه بل كان زَوْجَ أُمِّه وإِنَّمَا هو مَعْبَد بنُ عَلْقَمَة المَازنّي :
" سَأَحْمِي حِمَاءَ الأَخْضَرِيَّيْن إِنَّهأَبِي الناسُ إِلاَّ أَنْ يَقولوا ابن أَخْضَرَا
وهَلْ لِيَ في الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ ... فآنَفَ مِمّا يَزْعَمُون وأُنْكِرَاالأَخْضَرُ : جَبَلٌ بالطَّائِفِ ومَواضِعُ كَثِيرَةٌ عَجَمِيَّة وَعَرَبِيَّة تُسَمَّى بالأَخْضَر . من المَجاز في الحَدِيث : " ومَا أَظَلَّت الخَضْرَاءُ ولاَ أَقَلَّت الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ " . الخَضْرَاءُ : السَّمَاءُ لخُضْرَتها صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسْمَاءِ والغَبْرَاءُ : الأَرْضُ . الخَضْرَاءُ : سَوَادُ القَوْمِ ومُعْظَمُهُم ومنه حَدِيث الفَتْح : " أُبِيدَت خَضْرَاءُ قُرَيْش " أَي دَهْماؤُهُم وسَوَادُهُم . ومنه قَوْلُهُم : أَبادَ اللهُ خَضْراءَهم أَي سَوادَهَم ومُعْظَمَهم وأَنْكَرَه الأَصْمَعِيّ وقال : إِنّمَا يقال : أَبَادَ اللهُ غَضْراءَهم أَي خَيْرَهم وغَضَارَتَهم . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أَبادَ اللهُ خَضْرَاءَ هم أَي شَجَرَتَهم الَّتِي منها تَفَرَّعُوا وجَعَلَه مِنَ المَجَازِ . وقال الفَرَّاءُ : أَي دُنْيَاهم يُرِيد قَطَع عَنْهم الحَيَاةَ . وقال غَيْرُه : أَذْهَبَ اللهُ نَعِيمَهم وخِصْبَهُم . الخَضْرَاءُ : خُضَرُ البُقُولِ . ومنه الحَدِيث : " تَجَنَّبُوا من خَضْرِائكمِ ذَواتِ الرِّيحِ " . يَعْنِي الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ وما أَشْبَهَهَا . وفي الحَدِيثِ : " ليس في الخَضْرَاوَات صَدَقَة " . يعني به الفاكِهَة الرَّطْبَةَ والبُقُول . وقِيَاسُ ما كَانَ على هذا الوَزْن من الصِّفَات أَن لا يُجْمَع هذا الجَمْع وإِنَّمَا يُجْمَع به ما كَانَ اسْماً لا صِفَة نحو صَحْرَاءَ وإِنَّمَا جَمَعه هذَا الجَمْع لَنَّه قد صار اسْماً لهذِه البُقُولِ لا صِفَةً . تقول العَرَب لهذِه البقول : الخَضْراءَ لا تُرِيدُ لَوْنَها . وقال ابنُ سيدَه : جَمَعَه جَمْع الأَسماءِ كوَرْقَاءَ ووَرْقَاوَات وبَطْحَاءَ وبَطْحَاوَات لأَنَّها صِفَةٌ غَالِبَة غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسماءِ كالخُضَارَةِ بالضّمّ . الخَضْراءُ : فَرَسُ عَدِيِّ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَرَكِيِّ بنِ حُنْجُود نقله الصَّغانِيّ . الخَضْراءُ : فَرسُ سَالِمِ بْنِ عَدِيٍّ الشَّيْبَانِيّ نَقَلَه الصّاغانيّ . الخَضْراءُ : فَرسُ قُطْبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ القَيْنِيِّ نقله لصَّغانِيّ . الخَضْراءُ : جَزِيرَتَانِ : بالأَنْدَلُس وببلاد الزَّنْج قد ذُكِرَتَا في جزر . من المَجَاز : الخَضْرَاءٌ : الكَتِيبَةُ العَظِيمَةُ نَحْو الجَأْوَاءِ إذا غَلَب عليها لُبْسُ الحَدِيد وإنّما سُمِّيَتْ خَضْرَاءَ لِمَا يَعْلُوها من سَوادَه بالخُضْرَة . والعرب تُطْلِق الخُضْرَةَ على السَّوَادِ . وقد جَاءَ في حَدِيثِ الفَتْح : " مَرَّ صَلَّى الله عليه وسلَّم في كتِيبَتِه الخَضْراءِ "
من المَجَازِ : استُقِيَ بالخَضْراءِ أي الدَّلْو استُقِيَ بها زَمَاناً طويلاً حَتَّى اخْضَرَّت قال الرَّاجِز :
" تُمْطَى مِلاَطَاهُ بخَضْرَاءَ فَرِي
" وإن تَأَبَّاه تَلَقَّى الأصْبَحِي الخَضْرَاءُ : الدّوَاجنُ مِنَ الحَمَامِ وإن اخْتَلَفَت ألوانُهَا لأَنَّ أكْثَر ألوانِها الخُضْرَة . وفي التَّهْذِيب : والعَربُ تُسمَّى الدّواجِنَ الخُضْرَ وَإنِ اخْتَلَفت ألوانُها خُصوصاً بهذا الأسْمِ لَغَبةِ الوُرْقَةِ عليها . وقال أيْضاً : ومن الحَمَام ما يَكُونُ أخْضَرَ مُصْمَتاً ومنه ما يكون أحْمَرَ مُصْمَتاً وضُرُوبٌ من ذَلِك كُلُّها مُصْمَتٌ إلاَّ أن الهِدَايَةَ للخُضْرِ والنُّمْرِ وسُودُهَا دونَ الخُضْرِ في الهِدَايَةِ والمَعْرِفة . وأصل الخُضْرة للرّيْحَان والبُقُول ثم قالوا لِلَّيْل أخْضَر . وأما بِيضُ الحَمَام فمثلها مثل الصِّقْلابِيّ الذي هو فَطِيرٌ خامٌ لم تُنْضِجْه الأَرْحَامُ والزَّنْج جازَتْ حَدَّ الإنْضاج حَتَّى فَسَدَت عُقُولُهمالخَضْراءُ : قَلْعَةٌ باليَمَن مِنْ عَمَلِ زَبِيدَ حَرسَها اللهُ تعالَى : الخَضْرَاءُ : ع باليَمامَةِ . الخَضْراءُ : أرضٌ لعُطارِدٍ . والخَضِيرَةُ ككَرِيمَةٍ : نَخْلَةٌ يَنْتَثِر بُسْرُهَا وهو أخْضَرُ كالمِخْضَار . ومنه حَدِيث اشْتِراط المُشْتَرِي على البائعٍ " أنه ليس له مِخْضارٌ " . من المَجاز : خُضَارَةُ بالضَّمِّ مَعْرِفَةً : البَحْرُ لخُضْرَةِ الفَوْقِيَّة وسُكُون الجِيم وفَتْحِ الرَّاءِ أي لا تَنْصَرِف هذهِ اللَّفْظَةُ للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث بالهاءِ فهي كأُسَامَةَ وأضْرابِه من أعْلامِ الأجْنَاسِ . تَقولُ : هذا خُضَارَةُ طامِياً . قال شيخُنَا : أرادَ أنَّه يأْتي منه الحالُ لأَنَّه معرِفَةٌ . وظَنَّ بَعْضُ الفُضَلاءِ أنَّه من بَدَائِع تَعْبِيرِ المُصَنَّف . وضَبَطه بفَتْح التَّحْتِيَّة وكَسْر الرَّاءِ واسْتَشْكَلَه وقال : كيف يُتَصَوَّر أنَّ البَحْر لا يَجْرِي وهو مَمْلُوءٌ ماءً . وهو جَهْل منه باصْطِلاحَاتِهم ووَهَمٌ في الضَّبْط . وأوْضَحُ منه عِبَارَةُ ابْنُ السِّكِّيت خُضَارَةُ مَعرفة لا ينصرف اسمٌ للبحر وزاد في الأساس كالأَخْضَرِ وخُضَيْر أي كزُبير . والخُضَارِيُّ كغُرَابِيٍّ : طَائِرٌ يُسَّمى الأخْيَلَ يُتَشاءَمُ به إذا سَقَطَ على ظَهْر بَعِير وهو أخْضَرُ في حَنْكه حُمْرةٌ وهو أعْظَمُ من القَطَا ويقال إنّ الخُضَارِيَّ طَيْرٌ خُضْر يقال لها القَارِيَّة زعمَ أبُو عُبَيْد أنَّ العَرَب تُحِبُّها يُشّبِّهُون الرَّجُلَ السَّخيَّ بها وحَكَى ابنُ سِيدَه عن صاحِبِ العَيْنِ أنَّهُم يَتَشَاءَمُونَ بها . الخُضَّارَى بالضَّمّ وتَشْدِيدِ الضَّادِ كالشُّقَّارَى : نَبْتٌ والشُّقَّارَى أيضاً نَبْتٌ ومثله الخُبَّازَى والزُّبَّادَى والحُوَّارَى . الخَضَارُ كسَحَابٍ : لَبَنٌ أكْثِر مَاؤُه . وقال أبُو زَيْد : هو مِثْل السَّمَارِ الَّذِي مُذِق بِماءٍ كَثِيرٍ حتّى اخْضَرَّ كما قال الرَّاجِز :
" جاؤُوا بضَيْحٍ هلْ رَأيْتَ الذِّئْبَ قَطّأَرادَ اللَّبَن أَنَّه أَوْرَقُ كَلَوْنِ الذِّئْبِ لكَثرِة مَائِة حتى غَلَبَ بَياضَ لَونِ اللَّبَن . وقيل : هو الَّذي ثُلُثاه مَاءٌ وثُلُثُه لَبَنٌ يَكُونُ ذلِك من جَمِيع اللَّبَنِ حَقِينِه وحَلِيبِه . ومِنْ جَمِيع المَوَاشي سُمِّيَ بِذَلك لأَنَّه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة وقِيلَ : الخَضَارُ جَمْعٌ واحِدَتُه خَضَارَةٌ . الخَضَارُ أَيضاً : البَقْلُ الأَوَّلُ أَي أَوَّل ما يَنْبُتُ . الخُضَّار كرُمَّان : طَائِرٌ أَخْضَرُ . الخُضَارُ كغُرَابٍ : ع كَثِيرُ الشَّجَرِ . يقال : وَاد خُضَارٌ : كَثِيرُ الشَّجَرِ وضَبَطُوه بالتَّشدِيد أَيضاً . الخُضَار : د باليَمَن قُرْبَ الشِّجْرِ على مَرْحَلَتَيْن منها مِمَّا يَلِي البَرَّ . والمُخاضَرةُ المَنْهِيُّ عَنْهَا في الحدِيث : هو بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاَحِها سُمِّيَ لأَنَّ المُتَبَايعَيْنِ تَبَايَعا شَيْئاً أَخْضَرَ بَيْنَهما مأْخُوذٌ من الخُضْرَة ويَدْخُل فيه بَيْعُ الرَّطَابِ والبُقُولِ وأَشْبَاهِها على قَوْلِ بَعْض . قَوْلُهم : ذَهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً بِكَسْرِهِما وكذا ذَهَب دَمُه خَضِراً ككَتِفٍ أَي باطِلاً هَدَراً . وكذا ذَهَبَ دَمُه بِطْراً بالكَسْر وقد تقدَّم ومِضْراً إِتباعٌ . وخَضِرٌ وخِضْرٌ ككَبِدٍ وكِبْدٍ . قال الجَوْهَرِيّ وهو أَفْصُح قلت : لعَلَّه لكونِه مخُفَفَّاً من الخَضِر لكَثْرة الاسْتِعْمَال كما في المِصْبَاح . وزاد القَسْطَلاني في شرح البُخَارِيّ لُغَةً ثالِثة وهو فَتْح الخَاءِ مع سُكُونِ الضّاد تَبَعا للحافِظِ ابْنِ حَجَر أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد على الأَصَحّ وقيل : بلْيا وقيل : إِلياس وقيل : الْيَسَع وقيل : عَامِر وقيل : خضرون بن مالِك بن فالغ ابن عامِر بن شَالَخ بن أَرْفَخْشذ بن سام بن نُوح . واختُلِف في اسم أَبِيه أَيضاً فقال ابنُ قُتيبة : هو بلْيا بن مَلَكان . وقيل : إِنّه ابنُ فِرْعَون وهو غَرِيب جِداًّ . وقد رُدَّ . وقيل : ابنُ مَالِك وهو أَخُو إِلياس وقيل ابنُ آدَمَ لصُلْبه . رواه ابنُ عساكِر بسنَدَه إِلى الدَّارَقُطْنيّ وقد نَظَر فيه بَعْضُهم . وقال جَماعَة : كان في زَمَن سَيِّدنا إِبراهِيم عليه السَّلامُ . وقيل بَعْدَه بقَلِيل أَو كَثِير حَكَى القَوْلَيْن الثَّعْلَبِيُّ في تَفْسِيره النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وقد جَزَم بنُبوَّتِه جماعة واستَدَلُّوا بظاهِرِ الآيات الوارِدَة في لُقِيِّه لمُوسَى عليه السلام ووقائِعِه معه . وقالوا : إِنَّمَا خِلاف في إِرساله فَفِي إِرسَاله ولمَنْ أُرِسلَ قَوْلانِ . وقال ابنُ عَبَّاس : الخَضِر نَبِيُّ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسرائِيلَ وهو صاحبُ موسَى عليهما السلام الذي التَقَى مَعَه بمَجْمَع البَحْرَين وأَنكر نُبُوَّتَه جماعَةٌ من المُحَقِّقين وقالوا : الأَولَى أَنَّه رَجُلُ صالِحٌ . وقال ابن الأَنْبَارِيّ : الخَضِر : عَبْدٌ صالحٌ من عِبَادِ الله تعالَى . واخْتُلِف في سَبَب لَقَبِه فقيل : لأَنَّه جَلَسَ على فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْراءِ كما وردَ في حَدِثٍ مَرْفُوع وقِيل : لأَنّه كان إِذا جَلَسَ في مَوْضعٍ وتَحْتَه روضَةٌ تَهْتَزُّ . وفي البُخَارِيّ : وَجَدَهُ موسى على طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ على كَبِدِ البَحْر . وعن مُجاهِدٍ : كان إِذا صلَّى في مَوْضع اخْضَرَّ ما تَحْتَه وقيل ما حَوْلَه وقيل سُمِّيَ خَضِراً لحُسْنِه وإِشراق وَجْهِه تَشْبِيهاً بالنَّبَات الأَخْضَرِ الغَضِّ . والصَّحِيحُ من هذه الأَقَوالِ كُلِّها أَنه نَبِيٌّ مُعَمَّرٌ محجوبٌ عن الأَبْصَار وأَنَّه باقٍ إِلى يَوْمِ القِيامة لشُرْبه مِنْ ماءِ الحياة وعليه الجماهِيرُ واتِّفاقُ الصُّوفِية وإِجماعُ كَثِيرٍ من الصالحين وأَنَكَر حَياتَه جَماعَةٌ منهم البخارِيّ وابن مبارك والحَرْبِي وابنُ الجَوْزيّ . قال شيخُنَا وصَحَّحَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ ومال إِلى حَياتَه وجَزَمَ بها كما قال القَسْطَلانيّ والجماهيرُ وهو مُختارُ الأبّيّ وشَيْخهِ ابْنِ عَرَفَة وشَيْخِهم الكَبِير ابن عبد السّلام وغَيْرِهم . واسَتَدَلُّوا لذِلك بأُمورٍ كَثِيرَة أَوردها في إِكمال الإِكمالقُلتُ : وفي الفُتُوحات قد وَرَد النَّقلُ بما ثَبَت بالكَشْف من تَعْمِير الخَضِر عليه السلام وبقائِه وكونِه نَبِياًّ وأَنه يُؤَخرَّ حتى يُكَذِّب الدَّجّال وأَنَّه في كُلِّ مِائةِ سَنَةٍ يَصِير شَابًّا وأَنه يَجْتَمِع مع إِلياس في مَوْسمِ كُلّ عَام . وقال في موضع آخرَ : وقد لَقِيتُه بإِشْبِيلِيَة وأَفَادَنني التَّسْلِيمَ لمَقَامات الشُّيوخِ وأَن لا أُنازِعَهُم أَبداً . وقال في البَاب 29 منه : واجتمع بالخَضِر رجلٌ من شُيوخنا وهو عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله بن جامِع المَوْصِلِيُّ من أَصحاب أَبِي عبد الله قَضِيبِ البانِ كَان يَسْكُن في بُسْتَان له خارِج المَوْصل وكان الخَضِر عليه السلام قد أَلْبَسَه الخِرْقَةَ بحُضُور قَضِيب البان وأَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ بالمَوْضع الذي أَلَبَسَه الخَضِرُ من بُسْتَانه وبِصُورةِ الحَالِ التي جَرَت له معه في إِلباسهِ إِياها . وقال الشَّعْرَانيّ : هو حَيٌّ باقٍ إِلى يوم القيامة يَعْرِفه كُلُّ مَنْ له قَدَمُ الوِلاَيَة لا يَجْتَمع بأَحَدٍ إِلاّ لتَعْلِيمه أَو تأْدِيبه وقد أُعْطِيَ قُوَّة التَّطْوِير في أَي صورَة شاءَ ولكن مِنْ عَلاَماتِه أَنَّ يأْتِي للعارِفِين يَقَظَةً وللمُرِيدِينَ مَناماً . وخَضِرَةُ : عَلَمٌ لِخَيْبَرَ القَريةِ المَشْهُورَةِ قُرْبَ المَدِينَة المُشَرَّفَةِ وهي كفَرِحَة كأَنَّه لكَثْرَةِ نَخِيلِها . ومنه الحديث " أَخَذْنَا فأْلَكَ من فيك اغْدُ بِنا إِلى خَضِرَةِ " . قيل : إِن خَضِرة اسمُ لخَيْبَر وكان النبيُّ صلّى الله عليه وسلم عَزَم على النُّهوض إِليها فتفاءَل بقَوْل عَلِيّ رضي الله عنه : يا خَضِرة . فخَرَج إِلى خَيْبَر فما سُلَّ فيها غيرُ سَيْفِ عَلٍّي رضي الله عنه حَتَّى فَتَحها اللهُ وقيل : نَادَى إِنْسَاناً بهذَا الاسم فتفاءَل صَلى الله عليه وسلّم بخُضْرة العَيْش ونَضَارَتِه . وفي بعْضِ الأَحادِيثِ " مرَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم بأَرْضٍ كانتَ تُسَمَّى عَثِرَةَ بالمُثَلَّثَةِ أَو عَفِرَةَ بالفاءِ أَو غَدِرَةَ بالغَيْن المُعْجَمَةَ والدَّال فسَمَّاهَا خَضِرَةَ " . تَفاؤُلاً لأَنَّه صلَّى الله عَلَيْه وسلم كانَ يُحِبُّ الفَأْل وَيَكْره الطِّيَرةَ وضَبْطُ الكُلِّ كفَرِحَة . والخُضَيْراَءُ مُصَغَّراً : طَائِرٌ أَخضَرُ اللَّوْنِ . من المَجَاز يقال : هُمْ خُضْرُ المَنَاكِب بالضَّمِّ إِذا كانُوا في خِصْبٍ عَظِيم وسَعَةٍ قال الشّاعر :
" بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَنَاكِبِ . وبه احْتَجَّ مَنْ قَال : أَبادَ الله خَضْرَاءَهم بالخَاءِ لا بالغَيْنِ وقد سَبَق . والخُضْرُ بالضّمّ : قَبِيلةٌ من قَيْس عَيْلاَنَ وهم بَنُو مَالِك بن طَرِيف بْنِ خَلَف بن مُحَارِب بن حَصَفَةَ بنِ قَيْس عَيْلان ذَكَر ذلك أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْيَرِيّ النَّسَّابَة وهُم رُماةٌ مشْهُورون . ومنهم عامِرٌ الرَّامي أَخو الخَضِرِ وصَخْرِ بن الجَعْد وغيرهما . والخُضْرِيَّة بضمٍّ فَسُكُون : نَخْلَةٌ طَيِّبَةُ التَّمْرِ خَضْرَاؤُه قاله الأَزْهَؤرِيّ وأَنْشَدَ :
إِذَا حَمَلَت خُضْرِيَّةٌ فَوْقَ طَايَةٍ ... وللِشُّهْبِ فَضْلٌ عِنْدَهَا والبَهَازِرِوقال أَبو حَنِيفَة : الخُضْرِيّة : نَوْعٌ من التَّمْر أَخْضَرُ كَأَنَّه زُجَاجَة يُسْتَظْرف للونْه . الخُضَرِيَّة بفتح الضاد : ع بِبَغْدَادَ وهو من مَحَالِّ بَغْدَادَ الشَّرْقِيّة . قال شيخُنَا : جَرَى فيه على غَيْر اصْطِلاحه وصوابُه : بالتَّحْرِيك . قُلتُ : ولو قَال بالتَّحْرِيك لَظُنَّ أَنَّه بفَتْحَتَيْن كما هو اصْطِلاحه في التَّحْرِيك وليس كَذلك بل هو بِضَمٍّ ففَتْح وهو ظَاهِر . والأَخَاصِرُ : الذَّهَبُ واللَّحْمُ والخَمْرُ كالأَحَامرة وتَقَدَّم الكلام هُنَاك ولكِنَّ إِطلاقَ الأَخاصِر على هؤُلاءِ الثَّلاَثَةِ من باب المَجَازِ . وخَضُورَاءُ بالمدّ : مَاءٌ ويقال هو بالحاءِ المُهْمَلَة وإِنَّه باليَمَن وقد تقدم . يقال : أَخذَهَ خِضْراً مِضْراً بكَسْرِهِما وككَتِفٍ أأَي بِغَيْ ثَمَنٍ . قيل : الخِضْر : الغَضُّ والمِضْر إِتْبَاعٌ . أَو غَضًّ طَرِيًّا ومنه قولهم : الدُّنْيَا خَضِرةٌ مَضِرةٌ أَي ناعِمَةٌ غَضَّة طَرِيَّة طَيِّبة وقيل : مُونِقَة مُعْجِبَة . يقال : هُو لَكَ خِضْراً مِضْراً بكسْرِهِما أَي هَنِيئاً . وفي الحَدِيث : " إِنّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ مَضِرةٌ فمَنْ أَخَذَها بحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا " . يقال : خُضِّر لَهُ فِيهِ تَخْضِيراً : بُورِكَ لَهُ فِيهِ وهو في الحَديث " مَنْ خُضِّر لَه فِي شَيْءٍ فلْيَلْزَمه " . معناه مَنْ بُورِك له في صِنَاعَة أَو حِرْفَة أَو تِجَارَة ورُزِقَ منه فَلْيَلْزْمهُ . وحَقيقتُه أَن تَجْعَل حَالَتَه خَضْرَاءَ . من المَجاز : اخْتَضَرَ الحِمْلَ : احْتَمَلَه وكذا اخْتَضَرَ الجَارِيَةَ إِذا افْتَرَعَهَا أَزالَ بَكَارَتَهَا أَو افْتَضَّها قبْلَ البُلُوغ كابْتَسَرَهَا وابْتَكَرَهَا تَشْبِيهاً باخْتِضار الفاكِهَة إِذا أُكِلَت قَبْل إِدراكِها . اخْتَضَر الكَلأَ . جَزَّه وهو أَخْضَرُ ولا يَخْفَى أَنَّه تَكرارٌ معِ قوله سابقاً : اخْتُضِرَ : بالضّمّ : أُخذَ طَرِيًّا غَضًّا وكِلاهُمَا في الكَلإِ كما في المُحْكَمِ وغَيْرِه . واخْضَرَّ الكَلأَ اخْضِرَاراً : انْقَصَعَ وانْجَزَّ وقد خَضَرَهُ إِذَا قَطَعَه وجَزَّه كاخْتَضَرَ فهو يُسْتَعْمل لازِماً ومُتَعَدِّيا فإِنه يقال : خَضَرَ الرَّجلُ خَضَرَ النَّخْلِ بِمِخْلَبهِ يَخْضُرُه خَضْراً واخْتَضَرَ يَخْتَضِرُه إِذا قَطَعَه فاخْضَرَّ واخْتَضَرَ هذا إِذَا كَان اخْتَضَر مَبْنِياً للفاعل كما هو في نُسْخَتِنا ويجوز أَنْ يَكُونَ مَبْنِياًّ للمَجْهُول فَيكُون مُطَابِقاً لكَلامِه السَّابِقِ . الخُضْرةُ عند العَرَب : سَوادٌ . قال القُطَامِيّ :
" يا نَاقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا
" وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
" وعارِضِي اللَّيْل إِذا ما اخْضَرَّا . أَرادَ أَنه إِذَا أَظْلَمَ واسْوَدَّ . ومن ذلك أَيضاً : اخْضَرَّت الظلْمَةُ إِذَا اشْتَدَّ سَوَادُهَا وهو مَجَازٌ . والأَخَيْضِرُ مُصَغَّراً : ذُبَابٌ أَخْضَرُ على قَدْرِ الذِّبَّانِ السذُودِ ويُقَال له : الذُّبابُ الهِنْدِيّ وله خَوَاصُّ ومَنَافعُ في كُتُب الطِّبِّ . يقال : رماهُ اللهُ بالأُخَيْضِرِ وهو دَاءٌ في العَيْنِ . الأَخَيْضِرُ : وَادٍ بَيْنَ المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ والشَّامِ يقال له : أُخَيْضرُ تُربة . يقال : خَضَرَ الرَّجُلُ خَضَرَ النَّخْل بمِخْلَبة يَخْضُره خَضْراً واخْتَضَرَه : قَطَعَهُ فاخْضَرَّ واخْتَضَر . والإِخْضِيرُ بالكَسْر : مَسْجِدٌ من مَساجِدِ رَسُول الله صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم بَيْن تَبُوكَ والمَدِينَةِ المشرفة عنده مُصَلاَّه وَادٍ تجتمعُ فيه السُّيُولُ التي تَأْتِي من السَّرَاة . وبَنُو الخُضْرِ بالضَّمّ : بَطْنٌ من قَيْس عَيْلاَنَ وَهُم الذين تَقدَّم ذِكرُهُم سابِقاً ويُقَال لهم خُضْرُ مُحَارِب أَيضاً سُمُّوا بِذلك لِخُضْرِة أَلْوَانِهم . وإِيَّاهم عَنَى الشَّمَّاخُ بقَوْلِهِ :
" وحَلأَهَا عنْ ذِي الأَرَاكَةِ عامِرٌأَخُو الخُضْرِ يَرْمِي حَيثُ تُكْوَى النَّواجِزُمِنْهُم أَبُو شَيْبَة الخُضْرِيُّ . وفي أَنْسَابِ السّمْعَانِيّ شَبْيَةُ رَوَى عن عُرْوَةَ بْنِ الزٌّبيْر وعنْه إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الله بن أَبي طَلْحَةَ . وفي الصَّحَابة أَبو شَيْبَةَ الخُضْريّ له حَدِيثٌ رَواهُ يُونُس بن الحَارِث الطَّائِفِيّ . خُضَرٌ كصُرَد : أَبُو العَبَّاس عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر وفي بَعْضِ النُّسخ عَبْدُ اللهِ مُكَبَّراً الخُضَرِيّ الفَقِيه الشّافِعيّ رَوَى عن مُحَمَّد بن إِسحاقَ الجُرْجَانِيّ وعَنْه ابنُ عَدِيّ الحافِظ توفِّي سنة 320وبالكَسْرِ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بمَرْوَ وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الخِضْر المَرْوَزِيّ إِمَام مَرْو ومُقَدَّمها تَفَقَّه عليه جَمَاعَةٌ . وحَدَّثَ عن القاضي أَبِي عَبْدِ الله المَحَامِلّي وغَيْرِه . أَبو إِسحاقَ إِبراهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ خَلَفِ بن موسَى العَدْلِ الكَرابِيسِيّ من ثِقَاتِ أَهلِ بُخارَاءَ وعُلمائِها أَمْلَى وحَدَّثَ عن الهَيْثَم بْنِ كُلَيْبٍ الشاشيّ وغَيْرِه ومات في حُدُودِ سنة أَرْبَعِمِائَة . وعُثْمَانُ بْنُ عَبْدَوَيْه قَاضِي الحَرَمَيْنِ عن أَبي بَكْر بْنِ عُبَيْدٍ . وزادَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ في هذا البابِ اثْنَيْنِ : عَبْدَ المَلِك بنَ مَواهِب بْنِ سلمٍ الوَرَّاق الخِضْرِيّ كان يُذْكَر أَنه لقي الخِضْرَ ويَنْتَسِب إِليه . سَمِع من القاضي أَبِي بَكْرٍ المَارِسْتَانِيّ تُوفيَ سنة 600 قاله ابن نُقْصَة وأَبُو الفَتْح هِبَةُ الله بُن فَادَار الأَشْقَرِيّ الخِضْريّ فَقِيهُ الشَّافِعية بالمُسْتَنْصريَّة ببغدادَ ذَكَره ابنُ سليمٍ الخِضْرِيُّون فُقَهاءُ مُحَدِّثون . والخُضَيْرِيَّة بالضَّمِّ أَي مُصَغَّراً : مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ من المَحَالِّ الشَّرْقِيّة مِنْهَا سَمِيُّ شَيْخِنا المرحوم مُحَمَّدُ بَّن الطَّيِّبِ بنِ سَعيدِ الصَّبَّاغ الخُضَيْرِيّ سمعَ أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ . قال الحافِظ : كان يَسكن مَحلّة الخُضَيْرِيَّة . قلت : وكان صَدُوقاً كَتَب عنه الخَطِيب وغَيْرُه . وأَما شيخُنا المرحومُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ الطَّيّب بْنِ مُحَمَّد الفَاسِيُّ فإِنَّه وُلِد بفاسَ سنة 1110 واستجاز له زالدِهُ من الإِمَام بَقِيَّة المُحَدِّثين أَبِي البَقَاءِ حَسَنِ بْنِ عَلِيذ بْنِ يَحْيَى العجيميّ الحَنَفِيّ وتُوُفِّيَ بالمَدِينة المنُوَّرَةِ سنة 1170 . وإِلى هَذِه المَحَلَّة نِسْبَة سَيْفِ الدّين خِضْر بن نَجْم الدِّين أَبِي صَلاح مُحَمَّد بْنِ هَمَّام الخُضَيرِيّ وهو جَدُّ الإِمام الحافظِ أَبي الفَضْل عبدِ الرَّحمن بن أَبي بَكْر بن مُحمَّد بنِ عُثْمَان بنِ محمّد بن خِضْر الشافِعِيّ الأَسيوطيّ صاحب التَّآلِيفِ المشهورة كذا صَرَّح به في حُسْنِ المُحَاضرة وَلَدَ سنة 849 وتوِّفي سنة 911 . والمُبَارَكُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُضَيْرٍ أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْتَبِه . وخُضَيْرُ بنُ زُرَيْقٍ شَيْخٌ لعَمْرو بْنِ عاصِم . وخُضَيْرٌ لَقَبُ إِبراهيمَ بْنِ مُصْعَب ابْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام القُرَشِيّ لسَوادِ لَونِه . وكانَ صاحِبَ شُرْطَةٍ مُحمَّد بْن عَبْدِ الله بن الحَسن لَمَّا خَرجَ ووُجِد في بعض النُّسَخِ بتَكْرارِ مُصْعَب . ثقال شيخُنا : ورُوِىَ أَنه وُجِدَ على مُصْعَب الثّاني التَّصْحِيح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِيهاً على أَنَّه ليس مُكَرَّراً وأَنَّه ثابِتٌ في عَمُودِ نَسَبه وجَدّه مُصْعَب قَتَله عَبْدُ المَلِك بن مُروان سنة 72 بالعِرَاق وكان عُمْرُه إِذْ ذاك أَربَعِين سَنَةً . وخُضَيْرٌ شَيْخٌ لعِلِّي بْنِ رَبَاحٍ أَوردَه الذَّهَبِيّ في المُشْتَبه . وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ خُضَيرْ البَصْرِيُّ يَروى عن طاووس وضعَّفَه الفَلاّس ذكره الذَّهَبِيّ وهو شيخٌ لوَكِيعٍ والقَطَّان . وخُضَيْرٌ السُّلَمِيّ يَرْوِى عن عُبَدَةَ بْنِ الصَّامِت وعنه عُمَيْر بْنُ هَانِء ذكَره ابنُ حِبَّانَ أَو هو بحاءٍ : مُحَدِّثُونَ . ومما يُسْتَدْرك عليه : الخَضْرُ والمَخْضُور اسمان للرَّخْصِ من الشَّجر إِذا قُطِعَ وخُضِرَ . وشجرة خَضْراءُ : خَضِرة غَضَّة . وفي نَوَادِرِ الأَعْراب : ليسَتْ لفلان بِخَضِرة أَي ليست له بحَشيشة رَطْبَة يأْكُلُها سَرِيعاً . وفي صِفَتِه صَلَّى الله عليه وسلم : " أَنَّه كان أَخْضَر الشَّمَطِ " كانت الشَّعَراتُ التي شابَتْ منه قد اخْضَرَّت بالطِّيب والدُّهْن المُرَوَّح . وقالوا في تَفْسِير قَوْلهِ تَعَالى " مُدْهَمَّتَانِ " خَضْرَاوَوَانِ لأَنَّهُمَا يَضْرِبان إلَى السَّوَادِ من شِدَّةِ الرِّيّ . واخْتَضَرْتُ الفاكِهَةَ : أَكلتُهَا قَبْلَ إِبَّانِهَا . واخْتَضَرَ البَعِير : أَخَذَه من الإِبل وهو صَعْبٌ لم يُذَلّل فَخَطَمه وسَاقَه . وماءٌ أَخْضَرُ : يَضْرِب إِلى الخُضْرة من صَفَائِه . والخُضْرَة بالضَّمِّ :البَقْلَة الخَضْراءُ . قال رُؤْبة : ة الخَضْراءُ . قال رُؤْبة :
إِذا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسَا ... نأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا . وقد قيل إِنَّه وَضَعَ الاسْم هُنَا مَوْضِعَ الضِّفَة لأَنَّ الخُضْرَة لا تُؤْكَل إِنّمَا يُؤْكَل الجِسْم القَابِلُ لَهَا . والخَضِرة أَيضاً : الخَضْراءُ مِنَ النَّبَات والجمع خَضِرٌ . والأَخْضار جَمْع الخَضِرِ حكاه أَبو حَنِفةَ . والخَضِيرَةُ مِنَ النِّساءِ : التي لا تكادُ تُتِمُّ حَمْلاً حتى تُسْقِطَه وهو مَجَاز . قال :
" تَزَوَّجْتَ مِصْلاَخاً رَقُوباً خَضِيرَةًفخُذْهَا على ذا النَّعْتِ إِنْ شِئْتِ أَو دَعٍ وفي حَدِيث الحارِت بْنِ الحَكَم " أَنَّه تَزوَّجَ امَرأَةً فرآها خَضْراءَ فطَلَّقها " . أَي سَوْدَاءَ . ومن المجَاز : فُلانٌ أَخْضَرُ القَفَا يَعْنُون أَنَّه ولَدَتْه سَوْدَاءُ قاله الأَزْهريّ وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : أَو صَفْعَانُ . قلت : ويُكْنَى بِه عن المَوْلَى أَيضاً لأَنَّ غالِب مَوَالِي العَجَمِ خُضْرُ القَفَا . ويقولون للحائِكِ : أَخْضَرُ البَطْن لأَنَّ بَطْنَه يَلْزَق بَخَشَبَتهِ فَتُسَوِّدُه . ويقال لِلَّذي يَأْكُل البَصَلَ والكُرَّاتَ : أَخْضَرُ النَّواجِذِ وفي الأَساس : هو الحَرَّاث لأَكْله البُقُول . وخُضْرُ غَسَّانَ وخُضْرُ مُحارِبٍ يُرِيدُونَ سَوادَ لَوْنهم . وفي الحَدِيث : " إذا أَرادَ اللهُ بعَبْدٍ شَرًّا لأَخْضَرَ له في اللَّبِن والطِّين حتَّى يَبْنِيّ " . وخَضْرَاءُ كُلِّ شَيْءٍ : أَصْلُه . والخَضْرَاءُ : الخَيْرُ والسَّعَةُ والنَّعِيم والشَّجَرَة والخِصْب . واخْتَصَرَ الشيْءَ : قَطَعَه من أَصْله . واخْتَضَر أُذُنَه : قَطَعَهَا من أَصْلِها . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : اخْتَضَرَ أُذُنَه : قَطَعَهَا . ولم يَقُل من أَصْلِهَا . والخُضَارَي : الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُه . واخْضِرارُ الجِلْدِةِ كِنايَةٌ عن الخِصْب والسَّعَة . وبه فَسَّر بَعْضٌ بَيْتَ اللَّهَبِيّ السَّابِق . ومن المَجَاز قَوْلُه صَلَّى الله عليه وسلم : " إِياكم وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ . قالوا : وَما ذَاك يا رَسُولَ الله ؟ فقال : المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ في مَنْبِت السَّوْءِ " . شَبَّهَهَا بالشَّجَرة النَّاضِرَة في دِمْنَة البَعَرِ . قال ابنُ الأَثِير : أَرادَ فَسادَ النَّسَب إِذا خِيفَ أَنْ تكون لغَيْر رِشْدَةِ . والخُضَّارَي بضمٍّ فتشديدٍ : الزَّرْعُ . وفي حدِيثِ أن عُمر : " الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ " . أَي طَرِيٌّ مَحْبُوب لِمَا فيهِ مِنَ النّصْرِ والغَنَائِم . ومن المَجازِ : العَرَبُ تَقول : الأَمرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ أَي جَدِيدٌ لم تَخْلُق المَوَدَّةُ بَيْنَنَا . قال ذُو الرُّمَّةِ :
" قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُفي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَهُ البُومُ . ويقال : شابٌّ أَخْضَرُ . وذلك حِينَ بَقَلَ عِذارُه . وفُلانٌ أَخْضَر : كَثِيرُ الخَيْر . وجَنَّ عليه أَخْضَرُ الجَنَاحَيْنِ : اللَّيْلُ . وكَفْرُ الخُضيرِ : قرية بمصرَ وقد دخلْتها . وأَبُو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيز بْنُ الأَخضرِ : مُحَدِّثُ . والأَخْضَر : لَقَبُ الفَضْلِ بنِ العَبّاس اللَّهَبِيّ وهُو الَّذي قال :
وأَنَا الأَخْضَرُ مَن يَعْرِفني ... أَخْضَرُ الجِلْدَةِ منْ بَيْتِ العَرَبْ
مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْواَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ . وقد تقدّم . والأخْضَرَيْن : مَوْضِع بالجَزِيرَة للنَّمرِ بِنِ قاسِط . وصالِح بْنْ أبِي الأخْضَر عن الزُّهْرِيّ وعَنْه سَهْلُ بنُ يُوسُف . ويَزِيدُ بنُ خُضَيْر كزُبَير قُتِل مع الحُسَيْن رَضى الله عنه . وأبو طالِب بنُ الخُضَيْر البَغْدَادِيّ حَدَّث بعد السِّتِّين وخَمْسِمِائَة . والأُخَيْضرُون : بَطْنٌ مِن العَلَوِيين وَهُم مُلوكُ نَجْد . والمِخْضَرُ : المِخْلَب وَزْناً ومَعْنىً . وقَوْلُهم : خُضْر المَزادِ هي التي اخْضَرَّت من القِدَم ويقال : بل هي الكُرُوش . والخُضْرِيَّة بالضَّمَّ : نَخْلَة طَيِّبة التَّمْر . واخْضَرَّ الشَّيْءُ : انْقَطَع . والخَضْرَوَانِيُّ : من ألوان الإبِل وهو الأَخْضَر . والتَّخْضِير : اسمٌ لَزَمَن الزِّرَاعَة كالتَّثْمِين والتَّنْبِيت . وخَضْرَوَيْه : عَلَمٌ
مَخَرَتِ السَّفينَةُ كمَنَع ونَصَرَ تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً كمَنْعٍ وقُعودٍ : جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مع صَوت أَو استقبلَت الرِّيحَ في جَرْيِها وفي بعض النُّسَخ : جِرْيَتِها فهي ماخِرَةٌ ومَخَرَ السابحُ : شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إذا سبَحَ . ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ إذا أَكلَه فاتَّسعَ فيه نقله الصَّاغانِيّ . وفي التَّنزيل " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " يعني جَوارِيَ وقيل : المواخِرُ هي التي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ قاله الفَرّاءُ . جمع ماخِرَة من المَخْر وهو الصَّوتُ أو التي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها أي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها . والمَخْرُ في الأصل : الشَّقُّ يقال : مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ إذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت قاله أَبو الهيثم : وقال أَحمد بن يحيى : الماخِرَة : السَّفينة التي تَمْخَرُ الماءَ أي تدْفَعُه بصدرِها أو المَواخِرُ هي المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ تراها كذلك . وامْتَخَرَهُ أي الشيءَ : اختارَهُ ويقال : امتَخَرَ القومَ إذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم قال الراجز :
" مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ و من ذلك امْتَخَرَ العظمَ إذا استخرجَ مُخَّهُ قال العجّاج :
" من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر و امْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ : قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ كاستمْخَرَها وتَمَخَّرَها قال الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ :
يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إذا لمْ يَسْمَعِ ... بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
وأَكثر ما يستعمل التمَخُّرُ في الإبل . ففي النَّوادر : تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ إذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها . قلتُ : وقد استُعيرَ ذلك للناس ففي حديث الحارث بن عبد الله بن السّائبِ قال لنافِع بن جُبَيْرِ : من أَين ؟ قال : خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ كأَنَّه أَرادَ : أَستنْشِقُها . ومَخَرَ الأَرْضَ كمَنَعَ مَخْراً : أَرْسَلَ في الصَّيف فيها الماءَ لِتَجودَ . وفي الأساس : لِتطيبَ فمَخَرَت هي أي الأرضُ كمَنَعَ أَيضاً كما يدلُّ عليه صريحُ ضبطِ المصنِّف وضبطَه ابن القطّاع بالمبنيِّ للمجهول وزاد : فهي مَمْخورَة : جادَتْ وطابَتْ من ذلك الماءِ . ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً : أَخذَ خِيارَ متاعِه فذهب به . ومَخَرَ الغُزْرُ بالضّمّ وسكون الزاي النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذلك وأَهزلَها . واليَمْخورُ بالفتح ويُضَمُّ على الإتباع : الطَّويلُ من الرِّجال ومن الجِمال : الطّويلُ الأَعناقِ . وعُنُقٌ يَمْخورٌ : طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ : طويلُه . قال العجّاج يصف جملاً :
في شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ ... حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ و الماخُورُ : بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يلي ذلك البيتَ ويقودُ إليه أيضاً يسمَّى ماخُوراً معرَّب مَيْ خُور أي شارب الخَمْر فيكون تسمية المحل به مَجازاً أو عربيَّة من مَخَرَت السَّفينةُ إذا أَقبلَتْ وأَدبرَت سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ الناس إليه فهو مَجاز أيضاً ج مَواخِرُ ومَواخيرُ ومن الثاني حديث زياد لمّا قدم البصرَة والياً عليها : ما هذه المَواخيرُ الشَّراب عليه حَرامٌ حّتّى تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً ومن سجعات الأساس : لأَنْ تَطْرحك أهلُ الخير في المآخير خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير . وبناتُ مَخْر بالفتح : سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف وهنَّ بناتُ المَخْرِ . قال طَرَفَةُ :
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ وكُلُّ قطعةٍ منها على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ قال أبو علي الفارسيّ : كان أبو بكر محمد بن السَّريّ يشتقّ هذا من البخار فهذا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال : ولو ذهب ذاهبٌ إلى أنَّ الميمَ في مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أن تجعَله من قوله عزّ اسمُه " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها فيما يَذْهب إليه عنه تنشأُ ومنهُ تبدأُ لكان مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ ألا ترى إلى قول أبي ذُؤَيْب :
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُهذه عبارة أبي علي بنصّها . وقد أَجحفَ شيخُنا في نقلِها وقال بعد ذلك : قلتُ : البيتُ من شواهد التوضيح وقد أَنعَمْتُه شرحاً في إسفار اللِّثام والشاهد فيه استعمالُ مَتَى بمعنى مِنْ . والأصالةُ في الباءِ ظاهرةٌ في قوله الآتي : والمَخْرَةُ : ما خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ . ولم يتعرَّضوا لهُ فتأَمَّلْهُ . قلتُ : والمَخْرَةُ هذه نقلها الصَّاغانِيّ في التكملة والزّمخشريّ في الأساس وزاد الأَخيرُ : وفي كلِّ طائر ذفر المخْرة . ولم يتعرَّض لها صاحب اللسان . والمَخْرَةُ مُثلَّثةً : الشيءُ الذي تختارُه والكسرُ أَعلى وهذا مخْرة المال أي خِيارُه . والمَخيرُ على فعِيل : لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ نقله الصَّاغانِيّ . وفي الحديث : " إذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ " أي فلينظُر من أين مَجراها فلا يستقبِلَها كي لا تَرُدَّ عليه البولَ ويتَرَشَّشَ عليه بولُه ولكن يستدْبِرُها . وفي لفظٍ آخر : استمْخِروا رواه النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حديث سُراقة ونصَّه : إذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ " أي اجعلوا ظهورَكُم إلى الرِّيحِ عند البول كأنَّه هكذا في سائر النُّسخ وفي النِّهاية لابن الأَثير : لأَنَّه إذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عن يمينه ويساره . وقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ كما تقدّم غير أنَّه في الحديث استدبار . قلت : الاستدبارُ ليس معنىً حقيقيّاً للتمَخُّر كما ظنَّه المصنِّف وإنَّما المراد به النَّظَرُ إلى مَجرى الرِّيح من أين هو ثمَّ يُستَدْبَر وهو ظاهرٌ عند التأَمُّلِ الصادقِ . ومَخْرَى كَسَكْرَى : وَادٍ بالحجاز ذو حُصونٍ وقُرىً . ومما يستدرك عليه : مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً : شَقَّها للزِّراعة . ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً : باضَعَها . وهذه عن ابن القطّاع وفي الحديث : " لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه . وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فيه . فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ . وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ إذا استقبلَتْها كذا في النوادر . وبعضُ العرب تقولُ : مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ إذا شَقَّ بطنَها . كذا في اللسان