تُسْتَرُ كجُنْدَبٍ أهملَه الجماعةُ وهو د وحُكِيَ ضَمُّ الفَوْقِيَّةِ الثانِيةِ أيضاً . وشُشْتَرُ بمعجَمَتَيْن بالضَّبْط السابق لَحْنٌ وقيل : هو الأَصلُ وتُسْتَرُ تَعْرِيبُه . وقيل : هما موضعانِ قالَه شيخُنَا وهو مِن كُوَر الأهْواز بخُوزِسْتَان قالَه ابنُ الأَثِيرِ : بها قَبْرُ البَراءِ بنِ مالِكٍ والمشهورُ بها سَهْلُ بنُ عبدِ اللهِ بن يُونُسَ صاحبُ الكَرَامَاتِ سَكَنَ البصرةَ وصَحِبَ ذا النُّونِ المصْرِيَّ وسُورُها أوّلُ سُورٍ وُضِعَ بعد الطُّوفانِ أي فهو بَلَدٌ قديمٌ ومَحَلَّهُ التُّسْتَرِيِّينَ ببغدادَ ومنها : أبو القاسمِ هِبَةُ الله بنُ أحمدَ الحَرِيرِيُّ وسُفْيَانُ بنُ سعيدٍ
السِّتْر بالكَسْرِ معروفٌ وهو ما يُسْتَر به واحِدُ السُّتُورِ بالضَّمّ والأسْتَارِ بالفَتْح والسُّتُرِ بضَمَّتين وهو مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف . والسِّتْر : الخَوْفُ يقال فلانٌ لا يَسْتَتِر من الله بسِْر أَي لا يَخْشَاه ولا يَتَّقِيه وهو مَجَاز . يقال : ما لِفلانٍ سِتْرٌ ولا حِجْرٌ فالسِّتْر : الحَيَاءُ والحِجْر : العَقْل . والعَمَلُ هكذا في سائِر الأصولِ وأظُنُّه تَصْحِيفاً والصواب العَقْل وهو من السِّتَارة والسِّتْر
وعبد الرَّحمن بن يَوسفَ السِّتْرِيُّ بالكَسْر كان يَحْمِل أسْتَارَ الكَعْبَة من بَغْدَادَ إليها مُحَدِّثٌ رَوَى عن يَحْيَى بن ثَابِتٍ توفي سنة 618 . ويَاقُوت بن عبد الله السِّتْرِيُّ الخادِمُ من العُبَّادِ المُصدِّقين توفي سنة 563 . قُلْت : وأبُو المِسْك عَنْبَر بن عبد الله النَّجْمِيّ السِّتْريّ عن أبي الخَطَّاب بن البَطِر والحُسْيَن بن طلحة النِّعَالِيّ وعنه أبو سَعْدٍ السَّمْعَانِيّ توفي سنة 534 . وأبو الحَسِن علىُّ بن الفَضْلِ ابن إدريسَ بن الحسن بن مُحَمَّد السامِرِيُّ إلى السامِرِيَّةَ محلَّة ببغداد عن الحَسَن بن عَرَفَة وعنه أبو نَصْرٍ مُحَمَّد بن أحمد بن حَسْنُونٍ النَّرْسِيُ وعبد العزيز بن مُحَمَّد ابن نَصْرٍ السُّتُورِيَّانِ وهذه النِّسْبَة لمن يَحْفَظ السُّتُور بأبوابِ المُلُوك ولمَنْ يَحْمل أستارَ الكَعْبَة مُحَدِّثَانِ حدَّث الأَخيرُ عن إسماعيلَ الصَّفَّارِ . والسَّتَر بالتَّحْرِيك : التُّرْسُ لأنَّه يُسْتَر به قال كَثِيرُ بن مُزرِّدٍ :
" بَيْن يَدَيْه سَتَرٌ كالغِرْبالْ والسِّتَارَةُ بالكَسْر : مَا يُسْتَرُ بِه من شَيْءٍ كائِناً ما كان كالسُّتْرَة بالضَّمّ والمِسْتَرِ كمِنْبَر والسِّتَارِ ككِتاب والإستارَةِ بالكَسْر والإستارِ بغيرِ هَاءٍ والسَّتَرَة محرّكةً ج أَي جمع السِّتَارٍ والسِّتَارةِ سَتَائِرُ . وفي الحَدِيث " أيُّمَا رَجُلٍ أغَلَقَ بابَه على امرأَة وأرْخَى دُونَهَا إستَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها " قالوا : الإسْتَارَةُ من السِّتْر كالإعْظَامَة لِمَا تُعَظِّم به المَرْأَةُ عَجِيزَتَهاَ وقالوا : إسْوارٌ للسِّوار . وقالوا : إشْرارَةٌ لما يُشْرَرُ عليه الأقِط وجَمْعُها الأشَارِير . قيل : لم تُسْتَعْمل إلا في هذا الحَدِيث . وقيل : لم تُسمَع إلا فيه قال الأَزْهَرِيّ : ولو رُوِىَ أسْتَارَهُ جمع سِتْرٍ لكان حَسَناً . والسِّتَارَةُ : الجِلْدةَ على الظُّفُرِ لكَوْنها تَسْتُره . والسِّتَار بلا هَاءٍ : السِّتْرُ بالكَسْر هو ما يُسْتَر به وَلا يَخْفَى أنَّه لو ذَكَره عند أخواته كان أَلْيَقَ كما نَبَّهْنَا عليه قريباً وآخذَهُ شَيْخُنَا ونَزَلَ عليه وغَفَل عن طَرِيقَته المُقَرَّرة أنَّه قد يُفرِّق الألْفاظَ لأجل تفريعِ ما بَعْدَهَا وقد سبق مثله كثيرٌ وهُنا كذلك فلما رأى أَن السِّتَار معانِيه كثيرةٌ أفردَه وَحْدَه ليُفرِّع ما بعده من المَعَاني عليه هَرَباً من التَّكْرَار ج سُتُرٌ ككِتَاب وكُتُب وقد نَبَّهْنَا في أوَّلِ المادّة أَنَّ السِّتْر بالكَسْر أيضاً يُجْمَع على سُتُرٍ كما ذكرَه ابنٌ سِيدَه وغيره . والسِّتَارُ : جَبَلٌ بالعَالَيِة في دِيار سُلَيْم حِذاءَ صُفَيْنَةَ . و السِّتَار : جبلٌ بأجَأ في بلاد طَيِّئٍ . وجاء في شِعر امرئ القيس :
" على السِّتَار فيَذْبُلِ
قيل : هو جَبَلٌ بالحِمَى أحمَرُ فيه ثَنَايَا تُسْلَك بينه وبَيْن إمَّرَةَ خمسةُ أميالٍ . والسِّتَارُ : ثَنَايَا وأَنشازٌ فَوْقَ أنْصابِ الحَرَم بمكَّةَ لأنَّهَا سُتْرَةٌ بينه وبين الحِلِّ . والسِّتَارَانِ : وادِيانِ في دِيَارِ رَبِيعَة . وقال الأَزْهَرِيّ : السِّتارَانِ في دِيَارِ بني سَعْد : وَادِيَانِ يقال لأَحدهما السِّتَارُ الأغْبَرُ والآخَر : السِّتَارُ الجَابِرِيّ وفيهما عُيُونٌ فَوَّارَةٌ تسِقي نَخِيلاً كثيرةً . منها عَيْنٌ حَنِيذٍ وعَيْنُ فِرْيَاضٍ وعَيْنُ بَثَاءٍ وعَيْنُ حُلْوَةَ وعَيْنُ ثَرْمدَاءَ . وهي من الأحْساء على ثَلاث ليالٍ . والسِّتَار : جَبَلٌ بدِيَارِ سُلَيْم بالعَالِيَة وقد ذَكَرَه أوَّلاً فهو تَكْرار . والسِّتَار : ناحِيَةٌ بالبَحْرينِ ذاتُ قُرىً تَزِيد على مِائةٍ لامرئ القيس بن زَيْدِ مَنَاة وأفْنَاءِ سَعْدِ بن زَيْدٍ ولا يَخْفَى أنَّه بعَيْنه الذي عَبَّر عنه بوَادِييَنْ ِفي ديار رَبِيعَة فتَأَمَّل حَقَّ التَّأَمُّل تَجْدْه . ومن المَجَاز : السَّتِيرُ كأمِير : العَفِيفُ كالمَسْتُورِ وهي السَّتِيرَة بهاءٍ قال الكميت :
ولقَدْ أزُورُ بها السَّتِي ... رَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتَائِرْ ومن المَجَاز : الإسْتَارُ بالكَسْر في العَدَدِ : أرْبَعَةٌ . قال جَرِير :
إن الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأمُّه ... وأبا البَعِيث لشَرُّ ما إسْتارِ أي شرُّ أرْبَعَة ورابِعُ القَوْم : إسْتَارُهم . قال أبو سعيد : سَمْعْتُ العَرَبَ تقول للأربعة : إستارٌ ؛ لأنَّه بالفَارِسيّة : جِهَار فأعْرَبوه وقالوا : إسْتَار ومثله قال الأَزْهَرِيّ . وزادَ جَمْعُه أسَاتِيرُ . وقال أبو حاتم : يقال ثَلاثُة أساتِرَ والواحدُ إسْتَارٌ ويقال لكلِّ أربعة : إستارٌ : يقال : أكلْتُ إستَاراً من الخُبْز أَي أربعة أرغفةٍ . والإستَارُ في الزِّنَة : أربَعةُ مَثَاقِيلَ ونِصْفٌ قاله الجوهريّ . وهو مُعّربٌ أيضاً والجمع الأساتِيرُ . وستَرَ الشَّيْءَ يَسْتُره سَتْراً بالفَتْح وسَتَراً بالتَّحْرِيك : أخْفَاهُ فانْسَتَرَ هو وتَسَتَّرَ واسْتَتَرَ أَي تَغْطَّى الأول عن ابن الأَعرابيِّ أَي انْسَتَر . وساتُورُ : أحَدُ السَّحَرِة الذَّين آمنوا بمُوسى عَلَيْه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قاله ابن إسحاق وهم أربعة : ساتُورٌ وعَازُور وحَطْحَط ومُصَفَّى . وأسْتَرَابَاذُ بالكسر معناه عِمَارَةُ البَغْل فإن أسْتَرَ كأَحْمَد بالفَارِسِّيِة البَغْل . ويقال أيضاً أسْتَارَابَاذ بزيادة الألف : ة بقُربِ جُرْجَانَ بينها وبين سارِيَةَ ولها تاريِخ . وقال الرُّشَاطِيّ : هي مِن عَمَلِ جُرْجانَ . يُنْسَب إليه عَمَّار بن رَجَاءٍ . وقال ابن الأثِير : ومن مَشاهِير أهلها أبو نُعيم عبد الملك بن مُحَمَّد بن عَدِيّ أحدُ أئِمَّة المسلمين . قال البِلْبِيسيّ : وأبو مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد بن أحمد بن علي الفقيهُ الحَنَفِيّ تَفقَّه على أبي عبد الله الدَّامَغَانِيّ بَبغْدَادَ وحَدَّث بها . و أسْتَرَاباذُ : كُورَةٌ بالسَّوَادِ من العراق . وأسْتَرَابَاذ : ة بخُرَاسانَ وهي غَيرُ التي بِقُرب جُرْجانَ . ومما يستدرك عليه : السَّتَر مُحَرَّكةً مَصْدَرُ ستَرْتُ الشْيءَ أستُره إِذَا غَطَّيْته
وجارِيةٌ مُسَتَّرة أَي مُخَدَّرة وهو مَجَاز وفي الحَدِيث " إنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِب الحَيَاءَ والسَّتْر " . السَّتِير : فعِيلٌ بمعنَى فَاعِل أَي من شَأنِه وإرَادَته حُبُّ السَّتْر والصَّوْن وقد يكون السَّتِير بمعنى المَسْتور ويُجْمَع على سُتَرَاءَ كقُتَلاَء وشُهَداَءِ . وقد ذَكَره أبو حَيَّان في شرح التَّسْهِيل وعَدّوه غَرِيباً . وقوله تعالى " حِجَاباً مَسْتُوراً " قال ابنُ سِيدَه أَي ساتِراً مثل قوله " كان وَعْدُه مِأتِيّاً " أَي آتِياً . قال بعضهم : لا ثالث لَهُمَا . وقال ثعلب : مَعْنَى مَسْتُوراً مَانِعاً وجاء على لَفْظ مَفْعُولٍ لأنه سُتِرَ عن العَبْد . وقيل حِجَاباً مَسْتُوراً : حِجَاباً على حِجَاب والأوَّل مَسْتُور بالثَّاني . يُرادُ به كَثَافَةُ الحِجَابِ . وسَتَّرَه كسَتَرَه . أَنشدَ اللِّحْيَانِي :
لهَا رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبٍّ ... وأُخْرَى لا يُستِّرَها أُجَاجُوامرأَةٌ سَتِيرَةٌ : ذاتُ سِتَارَةٍ . وشَجَرٌ سَتِيرٌ : كَثِيرُ الأغْصَانِ . وسَاتَرَه العَدَاوَةَ مُسَاتَرةً وهو مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ . وهتَكَ الله سِتْرُه : أطْلَع على مَعَايِبِه . ومَدَّ الليلُ أَسْتارَهُ . وأَمُدُّ إلى الله يَدِي تَحْتَ سِتَارَ اللَّيْلِ . وكل ذلك مَجَاز . وسِتارَةٌ : أرْضٌ . قال :
سَلاَنِي عنْ سِتَارَةَ إنَّ عِنْدي ... بها عِلْماً فمَنْ يَبغِ القِرَاضَا
يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِرَاماً حيَثْ ما حَبَسوا مَخَاضَا وسِتَارَةُ : مَدِينةٌ بِالْهِنْد عليها حِصْنٌ عظِيمٌ هَائِلٌ مُستَصْعَبُ الفَتْحِ