نَزَعَهُ من مَكانِه نَزْعاً : قَلَعَه فهُوَ مَنْزُوعٌ ونَزِيعٌ كانْتَزَعَهُ فانْتَزَعَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ كما سَيأْتِي لللمُصَنِّفِ
وفَرَّقَ سِيبَويْهِ بَيْنَ نَزَعَ وانْتَزَعَ فقالَ : انْتَزَعَ : اسْتَلَبَ ونَزَعَ : حَوَّلَ الشَّيءَ عنْ مَوْضِعِهِ وإن كانَ على نَحْوِ الاسْتِلابِ
وقوْلُه تعالَى : ونَزَعَ يَدَهُ أي : أخْرَجَهَا منْ جَيْبِه
ومن المَجَازِ : نَزَعَ الغَرِيبُ إلى أهْلِه نَزَاعَةً كسَحَابَةٍ ونِزَاعاً بالكَسْرِ ونُزُوعاً بالضَّمِّ أي : حَنَّ واشْتاقَ ومِنْهُ حَديثُ بَدءِ الوَحْيِ : قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِه وقالوا : نَزُوعٌ والجَمْعٌ نُزُعُ وقالَ الشّاعِرُ :
لا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضَ العَيْشِ في دَعَةٍ ... نُزُوعُ نَفْسٍ إلى أهْلٍ وأوْطانِ
تَلْقَى بكُلِّ بِلادٍ إنْ حَلَلْتَ بِهَا ... أهْلاً بأهْلٍ وجِيراناً بجِيرانِ كنازَعَ يُقَالُ : نَزَعَ إليهِ نِزَاعاً ونازَعَتْهُ نَفْسُه إليْهِ
ونَزَعَ عن الأُمُورِ والصِّبَا نُزُوعاً : انْتَهَى عَنْهَا وكَفَّ ورُبَّمَا قالُوا : نَزْعاً
ومن المَجَازِ : نَزَعَ أباهُ ونَزَعَ إليْهِ : إذا أشْبَهَهُ ويُقَالُ : نَزَعَهُ عِرْقُ الخالِ وفي الأسَاسِ : يُقَالُ للمَرْءِ إذا أشْبَهَ أعْمَامَه أوْ أخْوالَه : نَزَعَهُمْ ونَزَعُوهُ ونَزَعَ إليْهِم وفي الصِّحاحِ : نَزَعَ إلى أبِيه في الشَّبَهِ أي : ذَهَبَ وفي اللِّسَانِ : نَزَعَ إلى عِرْقٍ كَرِيمٍ أوْ لُؤْمٍ يَنْزِعُ نُزُوعاً : ونَزَعَتْ بهِ أعْرَاقُه ونَزَعَها ونَزَعَ إليْهَا وفي حَديثِ القَذْفِ : إنَّمَا هُوَ عِرْقٌ نَزَعَهُ وأنْشَدَ اللَّيْثُ للفَرَزْدَقِ :
أشْبَهْتَ أمَّكَ يا جَرِيرُ وإنَّهَا ... نَزَعَتْكَ والأُمُّ اللَّئِيمَةُ تَنْزِعُ أي : اجْتَرَّتْ شَبَهَكَ إلَيْهَا
ونَزَعَ في القَوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً : مَدَّها كما في الصِّحاحِ أي : بالوَتَرِ وقِيلَ : جَذَبَ الوَتَرَ بالسَّهْمِ وفي الحَديثِ : لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُهَا يَنْزِعُ ويَنْزُو أي : يَجْذِبُ قَوْسَه ويَثِبُ على فَرَسِه
ونَزَعَ الدَّلْوَ منَ البِئْرِ يَنْزِعُهَا نَزْعاً ونَزَعَ بِهَا كِلاهُمَا : جَذَبَهَا بغَيْرِ قامَةٍ وأخْرَجَها أنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" قَدْ أنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ
" تُوزِغُ منْ مَلْءٍ كإيْزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيَها : خُروجُها قَليلاً قَليلاً بغَيْرِ قامَةٍ وأصْلُ النَّزْعِ : الجَذْبُ والقَلْعُ وفي الحديث : رأيْتُنِي أنْزِعُ على قَليبٍ أي : رأيْتُنِي في المَنَامِ اسْتَقِي بيَدِي يُقَالُ : نَزَعَ بالدَّلْوِ إذا اسْتَقَى بها وقَدْ عُلِّقَ فيهَا الرِّشاءُ
ونَزَعَ الفَرَسُ سَنَناً : إذا جَرَى طَلقاً قالَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ :
والخَيْلَ تَنْزِعُ غَرْباً أعِنَّتَها ... كالطَّيْرِ تَنْجو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ ومن المَجَازِ : هُوَ في النَّزْعِ أي : قَلْعِ الحَيَاةِ وقد نَزَع المُحْتَضَرُ يَنْزِعُ نَزْعاً ونازَعَ نِزاعاً : جادَ بنَفْسِهِ ويُقَالُ أيْضاً : هو في النَّزَعِ مُحَرَّكَةً للاسْمِ كذا وُجِدَ لَهُ في هامِشِ الصِّحاحِ
ومن المَجَازِ : بَعِيرٌ نازِعٌ وناقَةٌ نازِعٌ : حنَّتْ إلى أوْطَانِها ومَرْعَاهَا قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لجَمِيلٍ :
وقُلْتُ لَهُمْ : لا تَعْذُلُونِيَ وانْظُرُوا ... إلى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ قُلْتُ : و الّذِي أنْشَدَه ابنُ فارِسٍ في المُجْمَلِ
يَقُولونَ ما بَلاَّكَ والمالُ غامِرٌ ... عَلَيْكَ وضاحِي الجِلْدِ مِنْكَ كَنِينُ
فقُلتُ لَهُمْ : لا تسأَلُونِيَ وانْظُروا ... إلى النّازِعِ المَقْصُورِ كَيْفَ يَكُونُ قال الصّاغَانِيُّ : والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ :
" إلى الطُّرَّفِ الوُلاّهِ كَيْفَ تكونُ وفي المَثَل : صارَ الأمْرُ إلى النَّزَعَةِ مُحَرَّكةً أي : قامَ بإصْلاحِهِ أهْلُ الأنَاةِ وهُوَ جَمْعُ نازِعٍ كما في الصِّحاحِ وهُمُ الرُّماةُ ويُرْوَى : عادَ السَّهْمُ إلى النَّزَعَةِ أي : رجَعَ الحَقُّ إلى أهْلِه كما في العُبَابِ واللِّسَان زادَ الأخِيرُ وقامَ بإصْلاحِ الأمْرِ أهْلُ الأناةِ
قلت : فإذنْ مآلُهُمَا واحِدٌ وزادَ الزَّمَخْشَرِيُ : هُوَ كقَوْلِه : أعْطِ القَوْسَ بارِيَها وزادَ في العُبابِ : ويُرْوَى عادَ الأمْرُ إلى الوَزَعَةِ جَمْع وازِعٍ يَعْنِي أهْلَ الحِلْمِ الذينَ يكُفُّونَ أهْلَ الجَهْلِ
قلتُ : الّذِي في التَّهْذِيبِ للأزْهَرِيِّ : عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعَةِ يُضْرَبُ مَثَلاً للّذي يَحِيقُ بهِ مَكْرُه والعَجَبُ منَ المُصَنِّف كَيْفَ تَرَكَه وكأنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِيُّ فيما يُورِدُه مُقْتَصِراً عليهِ وهو غَرِيبٌ
وقولُه تعالى : والنّازعاتِ غَرْقاً والنّاشِطَاتِ نَشْطاً قالَ ابنُ دُرَيدٍ : لا أقْدِمُ على تَفْسيرِه إلا أن ابا عُبَيدٍ ذَكَرَ أنَهَا : النُّجُومُ تَنْزِعُ منْ مَكانٍ إلى مَكَانٍ وتَنْشِطُ أي : تَطْلُعُ
أو النّازِعاتُ : القِسِيُّ والنّاشِطَاتُ : الأوْهاقُ وقال الفَرّاءُ : تَنْزِعُ الأنْفُسَ منَ صُدُورِ الكُفّارِ كما يُغْرِقُ النّازِعُ في القَوْسِ : إذا جَذَبَ الوَتَر
ومن المَجَازِ : النَّزِيعُ كأمِيرٍ : الغَرِيبُ كالنّازِعِ ج : نُزّاعٌ كَرُمّانٍ قالَ الصّاغَانِيُّ : وأصْلُهُما في الإبِلِ وفي الحَدِيثِ : طُوبَى للغُرَباءِ قيلَ : منْ هُمْ يا رَسُولَ اللهِ ؟ قالَ : النُّزّاعُ من القَبَائِل وهُوَ الّذِي نَزَعَ عن أهْلِهِ وعَشِيرَتِه أي : بَعُدَ وغابَ وقيلَ : لأنَّهُ يَنْزِعُ إلى وَطَنِه أي : يَنْجَذِبُ ويَمِيلُ والمُرَادُ الأوَّلُ أي : طُوبَى للمُهَاجِرينَ الَّذينَ هَجَرُوا أوْطَانَهُمْ في اللهِ تعالَى وقيلَ : نُزّاعُ القَبَائِلِ : غُرَبَاؤُهُم الّذينَ يُجاوِرُونَ قَبَائِلَ لَيْسُوا منْهُمْ ويُرْوَى : قيلَ : يا رسُولَ اللهِ من الغُرَباءُ ؟ قالَ : الّذِينَ يُصْلِحُونَ ما أفْسَدَ النَّاسَ
ومن المَجَازِ : النَّزِيعُ : منْ أمُّه سَبِيَّةٌ ومِنْهُ قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعيدٍ الفَقْعَسِيِّ :
عَقَلْتُ نِساءَهُم فِينَا حَدِيثاً ... ضنئْنَ المالَ والوَلَدَ النَّزِيعَا عَقَلْتُ أي : رأيتُ وضَنِئْنَ المالَ أي : أكْثَرْن منه
ومن المَجَازِ النَّزِيعُ : البَعِيدُ ومِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمّاحِ يَصِفُ حَمَامَةً :
بَرَتْ لَكَ حَمّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ ... ودَاعٍ دَعَا منْ خُلَّتَيْكَ نَزِيعُ وقيلَ : النَّزِيعُ هُنا : هو الغَرِيبُ وكِلاهُمَا صَحِيحٌ وكذلكَ في قَوْلِ الحُطّيْئَةِ :
" ولَمّا جَرَى في القومِ بَيَّنْتُ أنَّهَا أجارِيُّ طِرْفٍ في رِباطِ نَزِيعِ والنَّزِيعُ : المَقْطُوفُ المَجْنِيُّ ومِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ وَكْرَ عُقابٍ :
تَرَى قِطَعاً منَ الأحْنَاشِ فيها ... جَماجِمُهُنَّ كالخَشْلِ النَّزِيعِ . والخَشْلُ : المُقْلُ
النَّزيعُ : البِئْرُ القَرِيبَةُ القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُهَا بالأيْدِي نَزْعاً لقُرْبِهَا . كالنَّزُوعِ فَعُولٌ للمَفْعُولِ كالرَّكُوبِ والجَمْعُ نُزّاعٌ
وبلا لامٍ : نَزِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ الشّاعِرُ ذَكَرَهُ الحافِظُ في التَّبْصِيرِومن المَجَازِ : النَّزِيعَةُ منَ النَّجَائِبِ : الّتِي تُجْلَبُ إلى غَيْرِ بِلادِهَا ومَنْتِجِها من النَّجائِبِ هذا هوَ نَصُّ اللَّيْثِ ووُجِدَ في بَعْضِ النُّسَخِ : إلى بِلادِ غَيْرِهَا وهُو غَلَطٌ ومِنْهُ حَديثُ ظَبْيانَ : إنَّ قَبائِلَ منَ الأزْدِ نَتَّجُوا فيهَا النَّزائع أي : نَتَجُوا بِها إبِلاً انْتَزعُوهَا منْ أيْدِي النّاسِ وقيلَ : النَّزائِعُ منَ الخَيْلِ : الّتِي نَزَعَتْ إلى أعْرَاقٍ منَ اللِّحَاحِ وفي الأسَاسِ : ومن المَجَازِ : خَيْلٌ نَزَائِعُ : غَرَائِبُ نُزِعَتْ عنْ قَوْمٍ آخَرِينَ
وعِنْدَهُ نَزِيعٌ ونَزِيعَةٌ : نَجِيبٌ ونَجِيبَةٌ منْ غَيْرِ بلادِهِ كما في العُبَابِ وفي المُحْكَمِ : منْ أيْدِي الغُرَباءِ وفي التَّهْذِيب : منْ أيْدِي قَوْمٍ آخَرِينَ ومِثْلُه في الصِّحاحِ
ومن المَجَازِ : النَّزِيعَةُ المَرْأَةُ الّتِي تتَزَوَّجُ في غَيْرِ عَشِيرَتِهَا وبَلَدِهَا فتُنْقَلُ ج : نَزَائِعُ ومنْهُ حَديثُ عُمَرَ : قالَ لآلِ السّائِبِ : قَدْ أضْوَيْتُمْ فانْكِحُوا في النَّزائِعِ أيْ في الغَرَائِبِ منْ عَشِيرَتِكُم
وغَنَمٌ نُزَّعٌ كرُكَّعٍ : حَرَامَى تَطْلُبُ الفَحْلَ كما في الصِّحاحِ
والمِنْزَعُ كمِنْبَرٍ : السَّهْمُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وزادَ الصّاغَانِيُّ : الّذِي يُنْتَزَعُ بهِ وفي اللِّسانِ : الّذِي يُرْمَى به أبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليهِ لِتُقَدَّرَ بهِ الغَلْوَةُ قالَ الأعْشَى :
فَهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيشِ منض الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بهِ يَمِينُ المُغَالِي وقالَ أبو حَنِيفَةَ : المِنْزَعُ : حَدِيدَةٌ لا سِنْخَ لَها إنَّمَا هِيَ أدْنَى حَديدَة لا خَيْرَ فيها تُؤْخَذُ وتُدْخَلُ في الرُّعْظِ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً غَلبَتْ كِلابُه :
" فَرَمَى فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ قال ابنُ بَرِّيّ : هكذا وُجِدَ بخَطِّهِ والصّوابُ :
فَرَمَى لِيُنْفِذَ فَرَّهَا فهَوَى لَهُ ... سَهْمٌ فأنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ والمَنْزَعَةُ بالفَتْحِ : القَوْسُ الفَجْواءُ عنِ الفَرّاءِ
وفي الصِّحاحِ : المَنْزَعَةُ : ما يَرْجِعُ إليْهِ الرَّجُلُ منْ رَأيِه وأمْرِه وتَدْبِيرِه وهوَ مجازٌ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للَبيدٍ رضي الله عنه :
" أنا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المَنْزَعَهْ
" يا رُبَّ هَيْجَا هِي خَيْرٌ منْ دَعَهْ والمَنْزَعَةُ : رَأْسُ البِئْرِ الّتِي يَنْزِعُ عَلَيْهِ وقالَ الفَرّاءُ : هِيَ الصَّخْرَةُ يَقُومُ عَلَيْهَا السّاقِي زادَ ابنُ الأعْرَابِيّ : والعُقابانِ منْ جَنْبَتَيْهَا تُعَضِّدانِهَا وهِيَ الّتِي تُسَمَّى القَبِيلَة
ومن المَجَازِ : المَنْزَعَةُ : الهِمَّةُ قالَ الكِسَائِيُّ : يُقَالُ : واللهِ لَتَعْمَلَنَّ أيُّنَا أضْعَفُ مَنْزَعَةً
ويُكْسَرُ عن خَشَّافٍ الأعْرابِيِّ قالَ الجَوْهَرِيُّ : حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ في بابِ مِفْعَلَة ومَفْعَلَة ويُقَالُ : فُلانٌ قَرِيبُ المَِنْزَعَةِ أي : قَرِيبُ الهِمَّةِ هذا نَصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ واللّسانِ ووَقَعَ في اللِّسَانِ وهُوَ قَرِيبُ المَنْزَعَةِ أي : غيرُ ذِي هِمَّةٍ فتأمَّلْ
والنَّزَعَةُ مُحَرَّكَةً : ع نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والنَّزَعَةُ : نَبْتٌ منْ نَباتِ القَيْظِ مَعْرُوفٌ قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ ويُسَكَّنْ وحَكَى الوَجْهَينِ أبو حَنِيفَةَ قالَ : وهِيَ تَكُونُ بالرَّوْضِ ولَيْسَ لها زَهْرَةٌ ولا ثَمَرَةٌ تأْكُلُهَا الإبِلُ إذا لمْ تَجدْ غَيْرَها فإذا أكَلَتْهَا امْتَنَعَتْ ألبانُهَا خُبْثاً هكذا نَقَله أبو عَمْرو عنِ الأعْرَابِ الأوَائلِوالنَّزَعَةُ : الطَّرِيقُ في الجَبَلِ يُشَبَّهُ بالنَّزَعَةِ وهُوَ : مَوْضِعُ النَّزَعِ منَ الرَّأسِ وهُوَ انْحِسَارُ الشَّعْرِ منْ جانِبَيِ الجَبْهَةِ وهُوَ أنْزَعُ بَرّاقُ النَّزَعَتَيْنِ كأنَّهُ نَزِعَ عنه الشَّعَرُ ففارَقَ وقدْ نَزِعَ كفَرِحَ نَزَعاً وفي صِفَةِ عليٍّ رضي الله عنه : البَطِينُ الأنْزَعُ والعَرَبُ تُحِبُّ النَّزَعَ وتَتَيَمَّنُ بالأنْزَعِ وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشَاءَمُ بالأغمِّ وتَزْعُمُ أنَّ أغَمَّ القَفَا والجَبِينِ لا يَكُونُ إلا لَئِيماً ومنْهُ قَوْلُ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ :
" ولا تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَاأغَمَّ القَفَا والوَجْهِ لَيْسَ بأنْزَعَا وهِيَ زَعْراءُ ولا تَقُلْ نَزْعاءُ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ وأجَازَهُ بَعْضُهُم
وأنْزَعَ الرَّجُلُ : ظَهَرَتْ نَزَعَتَاهُ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
وأنْزَعَ القَوْمُ : نَزَعَتْ إبِلُهُم إلى أوْطانِهَا وفي المُفْرِدَاتِ : في مَوَاطِنِهم قالَ الشّاعِرُ :
" وقَدْ أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا أهافُوا : عَطِشَتْ إبِلُهُم
ومن المَجَازِ : شَرَابٌ طَيِّبُ المَنْزَعَةِ أي : طَيِّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ كما قالَ عَزَّ وجَلَّ : خِتَامُهُ مِسْكٌ أي : أنَّهُم إذا شَرِبوا الرَّحِيقَ ففَنِيَ ما في الكَأْسِ وانْقَطَعَ الشَّرَابُ انْخَتَمَ ذلكَ برِيحِ المِسْكِ كما في اللِّسَانِ وقالَ الأصْبَهَانِيُّ في المُفْرَداتِ في تَرْكِيبِ ختم : خِتَامُه مِسْكٌ مَعناه : مُنْقَطَعُه وخاتِمَةُ شُرْبِه أي : سُؤْرُهُ في الطِّيبِ مِسْكٌ وقَوْلُ منْ قالَ : يُخْتَمُ بالمِسْكِ أي : يُطْبَعُ فلَيْسَ بشَيءٍ لأنَّ الشَّرَابَ يَجِبُ أنْ يَطِيبَ في نَفْسِه ولا يَنْفَعُه بالطِّيبِ فلَيْسَ ممّا يُفِيدُه ولا يَنْفَعُه طِيبُ خاتَمِه ما لَمْ يَطِبْ في نَفْسِه فتأمَّلْ فإنَّه تَحْقيقٌ حَسَنٌ وسَيَأتِي إنْ شاءَ اللهُ تعالى
والنَّزَاعَةُ كسَحَابَةٍ : الخُصُومَةُ وفي الصِّحاحِ : بَيْنَهُمَا نَزَاعَةٌ أي : خُصُومَةٌ في حَقٍّ هكذا في النُّسَخ وفي بَعْضِها : بَيْنَهُمَا نِزاعٌ بالكَسْرِ
وثمَامٌ مُنَزَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مَنْزُوعٌ منَ الأرْضِ شُدِّدَ مُبَالَغَةً كما في الصِّحاحِ
وانْتَزَعَ الشَّيْءُ : كَفَّ وامْتَنَعَ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ :
فدَعَانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَمَا ... ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنّي وانْتَزَعْ ويُرْوَى : مِنِّي والرِّيَعْ أي : أوَّلُ الشَّبَابِ فحَرَّكَ الياءَ ضَرُورَةً
وانْتَزَعَ الشَّيءُ : اقْتَلَعَ وقد انْتَزَعَهُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ :
أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لَمْ يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى ففؤُادِي مُنْتَزَعْ وقالَ القُطَامِيُّ :
قَوَارِشَ بالرِّماحِ كأنَّ فِيها ... شَواطِنَ يَنْتَزِعْنَ بهَا انْتِزَاعَا ونازَعَهُ مُنَازَعَةً ونِزاعاً : خاصَمَهُ وقيلَ : جاذَبَهُ في الخُصُومَةِ كما في الصِّحاحِ أي : مُجَاذَبَة الحُجَجِ فيما يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ يُقَالُ : نازَعَهُ الكَلامَ ونازَعَه في كذا وهُوَ مجازٌ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
نازَعْتُ ألْبَابَها لُبّي بمُقْتَصِرٍ ... منَ الأحادِيثِ حتى زِدْتَنِي لِينَا أي : نازَعَ لُبِّي ألْبَابَهُنَّ
ومن المَجَازِ : أرْضِي تُنَازِعُ أرْضَكُمْ أي : تتَّصِلُ بِهَا قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
لَقَىً بَيْنَ أجْمَادٍ وجَرْعاءَ نازَعَتْ ... حِبَالاً بِهِنَّ الجازِئاتُ الأوَابِدُ والتَّنازُعُ في الأصْلِ : التَّجاذُبُ كالمُنَازَعَةِ ويُعَبَّرُ بهِمَا عن التَّخَاصُمِ والمُجَادَلَةِ ومِنْهُ قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : ولا تَنازَعوا فتَفْشَلُوا وقَوْلُه تعالَى : فإنْ تَنازَعْتُمْ في شَيءٍ فرُدُّوهُ إلى اللهِ
ومن المَجَازِ : التَّنَازُعُ : التَّناوُلُ والتَّعَاطِي والأصْلُ فيهِ التَّجَاذُبُ قالَ اللهُ تعالى : يَتَنَازَعُونَ فِيها كَأْساً أي : يَتَنَاوَلُونَوالتَّنَزُّعُ : التَّسَرُّع يُقَالُ : رَأيْتُ فُلاناً مُتَنَزّعاً إلى كذا ومُتَتَرِّعاً أي : مُتَسَرِّعاً إليه نازِعاً
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ : انْتَزَعَ الرُّمْحَ : اقْتَلَعَهُ ثُمَّ حَمَلَ
ونَزَعَ الأمِيرُ العامِلَ عنْ عَمَلِه أي : أزالَهُ وهُوَ مجازٌ لأنَّه إذا أزَاله فقَد اقْتَلَعَه ويُعَبَّرُ عنه بالعَزْلِ
والمِنْزَعَةُ كمِكْنَسَةٍ : خَشَبَةٌ عَريضَةٌ نَحْوُ المِلْعَقَةِ تَكُونُ مع مُشْتارِ العَسَلِ يَنْزِعُ بها النَّحْلَ اللَّواصِقَ بالشَّهْدِ وتُسَمّى المِحْبَضَة عن ابْنِ دُرَيْدٍ
ونازَعَتْنِي نَفْسي إلى هَواهَا نِزَاعاً : غالبَتْنِي ونَزَعْتُها أنا : غالَبْتُها وقالَ سِيَبَويْهِ : لا يُقَالُ في العاقِبَةِ فَنَزَعْتُه اسْتَغْنَوْا عنْه بغَلَبْتُه
وانْتِزاعُ النِّيَّةِ : بُعْدُهَا عن ابنِ السِّكِّيتِ
والنَّزِيعُ : الشَّرِيفُ منَ القَوْمِ الّذِي نَزَعَ إلى عِرْقٍ كَريمٍ وكذلكَ فَرَسٌ نَزِيعٌ وفي الحَديثِ : لَقَدْ نَزَعْتَ بمِثْلِ ما في التَّوْرَاةِ أي جِئْتَ بما يُشْبِهُها
والنَّزَعَةُ مُحَرَّكَةً : الرُّمَاةُ
وانْتَزَعَ للصَّيْدِ سَهْماً : رَمَاهُ بهِ يُقَالُ : رَأى الصَّيْدَ فانْتَزَعَ لَهُ
وأيْدٍ نَوازِعُ
وانْتَزَعَ بالآيَةِ والشِّعْرِ : تَمَثَّلَ ويُقَالُ للرَّجُلِ إذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَى آيَةٍ : قَد انْتَزَعَ مَعْنىً جَيِّداً وهو مجازٌ
ويُقَالُ : نازَعَنِي فُلانٌ بَنَانَهُ أي : صافَحَنِي والمُنَازَعَةُ : المُصَافَحَةُ : وهو مَجازٌ قالَ الرّاعِي :
يُنَازِعُنَا رَخْصَ البَنانِ كأنَّمَا ... يُنازِعُنَا هُدّابَ رَيْطٍ مُعَضَّدِ والمِنْزَعَةُ بكسرِ الميمِ وفَتْحِهَا : الخُصُومَةُ كالنِّزاعَةِ بالكَسْرِ
والنَّزْعاءُ من الجِباهِ : الّتِي أقْبَلَتْ ناصِيَتُهَا وارْتَفَعَ أعْلَى شَعَرِ صُدْغِهَا
ونَزَعَهُ بنَزِيعَةٍ : نَخَسَهُ عن كُرَاع
وغَنَمٌ نُزُعٌ بضَمَّتَيْنِ : لُغَةٌ في نُزَّعٍ كرُكَّعٍ : بها نِزاعٌ وهو طَلَبُ الفَحْلِ وشاةٌ نازِعٌ
والنَّزائِعُ منَ الرِّياحِ : هي النُّكْبُ سُمِّيَتْ لاخْتلافِ مَهابِّها وهُو مجازٌ وفي الأساسِ : بَيْنَ رِيحَيْنِ
ورَجُلٌ مِنْزَعٌ كَمِنْبَرٍ : شدِيدُ النَّزْعِ
وماءٌ بَعيدُ المَنْزِعِ وهُوَ المَوْضِعُ الّذِي يُنْزَعُ منه
ونازَعْتُه على البِئْرِ : نَزَعْتُ مَعَه
ورَآه مُكِبّاً على الشَّرِّ فاسْتَنْزَعَه : سألَه أنْ يَنْزِعَ عَنْهُ
ويُقَالُ : فُلانٌ يَنْزِعُ بحُجّتهِ : إذا كانَ يَحْضُرُ بها وهو مجازٌ ومنه قَوْلُه تعالى : ونَزَعْنَا منْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً
ويُقَالُ : نَزَعَ يَدَهُ منَ الطّاعَةِ وخَرجَ عاصِياً نازِعَا يَدٍ وهو مَجازٌ وتَنَازَعُوا
والخَيْلُ تُنَازِعُ فارِسَهَا العِنَانَ
والمُنَازَعَةُ : المُنَاوَلَةُ يُقَالُ : نازَعَهُ كأسَ الكَرَى
وفَلاةٌ نَزُوعٌ : بَعِيدَةٌ
ونَزّاعَةُ الشَّوى : مَوْضِعٌ بمَكَّةَ عِنْدَ شِعْبِ الصَّفا نَقَله الصّاغَانِيُّ وياقُوت
والنُّزَاعَةُ كثُمامَةٍ : ما انْتَزَعْتَه بيَدِكَ ثُمَّ ألْقَيْتَه
مَنَعَهُ كذا يَمْنَعُه بفَتْحِ نُونِهِما وإنَّمَا ذَكَرَ آتِيَهُ لأنَّهُ لو أطْلَقَه لظُنَّ أنَّه مِنْ حَدِّ نَصَرَ كما هيَ قاعِدَتُه وإنَّمَا قَيّدَ بفَتْحِ النُّونِ لئلا يُظَنَّ أنّه منْ حَدِّ ضَرَبَ كما هيَ قاعِدَتُه إذا ذَكَرَ الآتِيَ فتأمَّلْ . مَنْعاً : ضِدُّ أعْطَاهُ
قِيلَ : المَنْعُ : أنْ تَحُولَ بينَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الشَّيءِ الّذِي يُرِيدُه ويُقَالُ : هُوَ تَحْجِيرُ الشَّيءِ ويُقَالُ أيضاً : مَنَعَه منْ كذا وعنْ كذا ويُقَالُ مَنَعَه منْ حَقِّهِ ومَنَعَ حَقَّهُ منْهُ لأنَّهُ يَكُونُ بمَعْنَى الحَيْلُولَةِ بينَهُمَا والحِمَايَةِ ولا قَلْبَ فيهِ كما تُوُهِّم قالَهُ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَةِ ونَقَلَه شيْخُنَا كمَنَّعَهُ تَمْنِيعاً فامْتَنَعَ مِنْه وتَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ ومَنّاعٌ كشَدَّادٍ ومَنُوعٌ كصَبُورٍ
وقد يُرادُ بذلكَ البُخْلُ ومِنْهُ قوله تعالى : ويمْنَعُونَ الماعُونَ منّاعٍ للخَيرِ وإذا مسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً
وأمّا المانِعُ في أسْمائِهِ جلَّ ذِكْرُه فهُوَ : الّذِي يَمْنَعُ منِ اسْتَحقَّ المَنْعَ وقِيلَ : يَمْنَعُ أهْلَ دِينهِ أي : يحُوطُهُم ويَنْصُرُهُمْ جَمْعُ الأوَّلِ مَنَعَةٌ مُحَرَّكَةً ككافِرٍ وكَفَرَةٍ
ويُقَالُ : هُوَ في عِزٍّ ومَنَعَةٍ مُحَرَّكَةً ويُسَكَّنُ عن ابنِ السِّكِّيتِ وعلى التَحْرِيكِ فيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ جَمْعَ مانِعٍ كما حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وعَزَاهُ ابنُ بَرِّيّ للنَّجِيرَمِيِّ أي : هُوَ في عِزوٍّ مَعَهُ منْ يَمْنَعُهُ منْ عَشيرَتهِ كما في الصِّحاحِ فمِنْ بَيَانِيَّةٌ أي : مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأنَّهُمْ يَمْنَعُونَه منَ الضَّيْمِ والتَّعَدِّي عليهِ لا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ كماتُوُهِّمَ وهكذا رُوِيَ الحَدِيثُ بالوَجْهَيْنِ : سَيَعُوذُ بهذا الدِّينِ قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ
وأمّا على تَقْدِيرِ السُّكُونِ فالمُرَادُ بهِ أي : قُوَّةٌ تَمْنَعُ منْ يُرِيدُه بسُوءٍ
قلتُ : ويُحْتَمَلُ على تَقْدِيرِ التَّحْرِيكِ أنْ يَكُونَ مصْدَراً كالأنَفَةِ والعَظَمَةِ والعَبَدَةِ كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ : فيَكُونُ مَعْناهُ ومَعْنَى المَنْعَةِ بالسُّكُونِ سَواءً
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المَنْعُ بالفَتْحِ : السَّرَطانُ ج : مُنُوعٌ كبَدْرٍ وبُدُورٍ
والمَنْعِيُّ : أكّالُ السَّرَطَانَاتِ ولو قالَ : أكّالُهَا كانَ أخْصَرَ
والمَنْعَى كسَكْرَى : الامْتِنَاعُ
ومَناعِ كقَطامِ أي : امْنَعْ مَعْدُولٌ عَنْهُ وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِرَجُلٍ منْ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ في كِتابِ أيّامِ العَرَبِ : إنَّه لرَجُلٍ منْ بَنِي تَمِيمٍ :
" مَناعِهَا منْ إبِلٍ مَناعِها
" أما تَرَى المَوْتَ لَدَى أرْبَاعِهَا كما في العُبابِ وزَعَمَ الكِسائِيُّ أنَّ بَنِي أسَدٍ يَفْتَحُونَ مَناعَها ودَراكَها وما كانَ منْ هذا الجِنْسِ والكَسْرُ أعْرَفُ كما في اللِّسانِ
ومناعِ أيْضاً : هَضْبَةٌ في جَبَلَيْ طَيِّيءِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ النَّبيُ : صلى الله عليه وسلم لزَيد الخَيْلِ إذْ جاءَهُ يُسْلِم : أنا خَيْرٌ لَكُمْ منْ مَناعِ ومنَ الحَجَرِ الأسْوَدِ الّذِي تَعْبُدُونَهُ منْ دُونِ اللهِ يَعْنِي صَنَماً منْ حَجَرٍ أسْودَ ويُقَالُ : المَنَاعانِ وهُمَا جَبَلانِ
والمَنَاعَةُ : د لهُذَيْلٍ أو جَبَلٌ لَهُم قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةً الهُذَلِيُّ :
أرَى الدَّهْرَ لا يَبْقَى على حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ المَنَاعَةِ جَلْعَدُ الجَلْعَدُ : الغَلِيظُ
ومن المَجَازِ : المُمْتَنِعُ : الأسَدُ القَوِيُّ في جِسْمِهِ العَزِيزُ في نَفْسهِ الّذِي لا يَصِلُ إليهِ شَيءٌ ممّا يَكْرَهُه لعِزَّتِه وقُوَّتِه وشجاعَتِه
ومانَعَهُ الشَّيءَ مُمَانَعَةً : رادَعَهُ على الكَفِّ
وتَمَنَّعَ عَنْهُ انْكَفَّ وهو أيْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً وقَدْ تكُونُ المُمَانَعَةُ بمَعْنَى المُحَاماةِ فيَكُونُ مجازاً
وقالَ الكِلابِيُّ : المُتَمَنِّعَانِ وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : المُتَمَنِّعان : البَكْرَةُ والعَنَاقُ يَتَمَنَّعانِ وفي الصِّحاحِ : تَمْتَنِعانِ على السَّنَةِ لفَتَائِهِمَا و في الصِّحاحِ : بفَتَائِهِمَا ولأنَّهُما تَشْبَعانَ قَبْلَ الجِلَّةِ أو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عنْ أنْفُسِهِمَا وفي بَعْضِ النُّسَخِ : على أنُفُسِهِمَا كُلٌّ ذلكَ قَوْلُ الكِلابِيِّ وهوَ مجازٌ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المانِعُ : الضَّنِينُ المُمْسِكُ
وقَوْمٌ مَنَعاتٌ : لا يُخْلَصُ إليهِمْ
والاسْمُ المَنَعَةُ مُحَرَّكَةً والمَنْعَةُ بالفَتْحِ والمِنْعَةُ بالكَسْرِ والمَصْدَرُ المَنَاعَةُ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : رَجُلٌ مَنُوعٌ : يَمْنَعُ غَيْرَه ومَنِعٌ : يَمْنَعُ نَفْسَه قالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكرِبَ :
بَرانِي حُبُّ منْ لا أسْتَطِيعُ ... ومنْ هُوَ للذِي أهْوَى مَنُوعُ ومَنُعَ الشَّيءُ مَنَاعَةً : اعْتَزَّ وتَعَسَّرَ
وامْرَأةٌ مَنِعَةٌ : مُتَمَنِّعَةٌ لا تُؤاتِي على الفاحِشَةِ وقَدْ تَمَنَّعَتْ وهُوَ مَجازٌ
وحِصْنٌ مَنيعٌ ومُمَنَّعٌ : لَمْ يُرَمْ
وتَمَنَّعَ بهِ أي : احْتَمَى وهُوَ مجازٌ
وناقَةٌ مانِعٌ : مَنَعَتْ لَبَنَها على النَّسَبِ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ :
كأنِّي أُصادِيهَا على غَيْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصَةِ قَدْ أهْجَرَتْهَا فحُولُهَا وقَوْسٌ مَنْعَةٌ : مُمْتَنِعَةٌ مُتَأبِّيَةٌ شَاقَّةٌ وهو مجازٌ قالَ عَمْروُ بنُ بَراء : ارْمِ سَلاماً وأبَا الغَرّافِ
" وعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ وقِذَافِ ورَجُلٌ مَنِيعٌ : قَوِيُّ البَدَنِ شَدِيدُه
وحَكَى اللِّحْيَانِيِّ لا مَنْعَ عَنْ ذاكَ قالَ : والتَّأْوِيلُ : حَقّاً أنَّكَ أنْتَ فَعَلْتَ ذلكَ
وهُوَ يَمْنَعُ الجارَ أي : يَحُوطُه منْ أنْ يُضامَ ويَنصُرُه
ولَهُ في قَوْمِه حِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ وهُو مجازٌ
والمَوَانِعُ : جَمْعُ مانِعٍ
وتَمانَعَا : امْتَنَعا
وعنْ أنْفُسِهِمَا : تَحَامَيَا
والمَنَعَاتُ مُحَرَّكَةً : المَحَارِزُ والمَعَاقِلُ
والمَناعَةُ كثُمَامَةٍ قالَ ابنُ جِنِّي : يَحْتَمِلُ أمْرَيْنِ أحَدُهُمَا : أنْ يَكُونَ فَعالَةً منَ المَنَعِ والآخَرُ : أنْ يَكُونَ مَفْعَلَةَ منْ قَوْلِهِمْ : جائِعٌ نائعٌ وأصْلُهَا مَنْوَعَةٌ فجَرَى مَجْرَى مَقَامَة وأصْلُهَا مَقْوَمَةٌ