" التُّفَّاح " : هذا الثَّمَرُ " م " وهو بضَمٍّ فتشديدٍ وإِنما أَطلقَه لشُهرته واحدتُه تُفّاحَةٌ . وذُكِر عن أَبي الخَطَّاب أَنه مُشتَقُّ من التَّفْحَة وهي الرّائحةُ الطَّيِّبةُ . " والمُتْفَحَةُ : مَنْبِتُ أَشْجارِه " . قال أَبو حنيفةَ : هو بأَرضِ العربِ كثيرٌ . قال الأَزهريّ : وجمعه تَفافِيحُ وتَصغير التُّفّاحة الواحدةِ تُفَيْفِحَةٌ . ومن سجعات الأَساس : أَتْحَفَك مَن أَتْفَحَك . من المجاز : ضَرَبَه على تُفّاحَتَيْه . " التُّفّاحَتانِ : رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ " عن كُراع . ولَطَمْنَ العُنّاب التُّفّاحَ : أَي بالبَنَانِ الخُدُودَ ؛ كذا في الأَساس
" فَحَصَ عنه كمَنَعَ " يَفْحَصُ فَحْصاً : " بَحَثَ " ويُقَال : الفَحْصُ : شِدَّةُ الطَّلَبِ خِلالَ كُلِّ شَيْءٍ " كَتَفَحَّصَ . وافْتَحَصَ " . قال الأَعْشَى يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ :
وإِنْ فَحَصَ النَّاسُ عن سَيِّدٍ ... فسَيِّدُكُم عنه لا يُفْحَصُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : رُبَّمَا قالُوا : فَحَصَ " المطَرُ التُّرَابَ " إِذا " قَلَبَهُ " ونَحَّى بَعْضَه عن بَعْضٍ فجَعَلَهُ كالأُفْحُوص وذلكَ إِذا اشتَدَّ وَقْعُ غَيْثِه . فَحَصَ " فُلانٌ : أَسْرَعَ " . يُقَال : مَرَّ فُلانٌ يَفْحَصُ أَيْ يُسْرِعُ . " والصَّبِيُّ " إِذا " تَحَرَّكَتْ ثَنَاياهُ " يُقَال له : قَدْ فَحَصَ . فَحَصَ " القَطَا التُّرَابَ " إِذا " اتَّخَذَ فيه أُفْحُوصاً " بالضَّمِّ " وهو مَجْثِمُهُ " لأَنَّها تَفْحَصُه . قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
وقد تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَا ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرِّقِ والجمع أَفاحِيصُ . قال عَبْدَة بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ
إِذا تَجَاهَدَ سَيْرُ القَوْمِ في شَرَكٍ ... كَأَنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ
نَهْجٍ تَرَى حَوْلَه بَيْضَ القَطَا قُبَصاً ... كأَنَّهُ بالأَفاحِيصِ الحَوَاجِيلُ
وقال ابنُ سِيدَه : والأُفْحُوصُ : مَبِيضُ القَطَا لأَنَّهَا تَفْحَصُ المَوْضِعَ ثُمّ تَبيضُ فيه وكَذلك هو للدّجاجَةِ . وقال الأَزْهَرِيُّ : أَفَاحِيصُ القَطَا : الَّتِي تُفَرِّخُ فِيها . ومنهُ اشتُقَّ قَولُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه : " وسَتَجِدُ قَوْماً فَحَصُوا عن أَوْسَاطِ رُؤُوسهم الشَّعرَ فاضْرِبْ ما فَحَصُوا عنه بالسَّيْفِ " . أَي عَمِلُوها مثْلَ أَفَاحِيصِ القَطَا . وفي الصّحاحِ : كأَنَّهم حَلَقُوا وَسَطَهَا فتَرَكُوها مِثْلَ أَفاحِيص القَطَا . قال ابنُ سِيدَه : وقد يكون الأُفْحُوصُ لِلنَّعام " كالمَفْحَصِ كمَقْعَد " ومنه الحَدِيثُ المَرْفُوعُ : مَنْ بَنَى لِلهِ مَسْجِداً ولو مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللهُ له بَيْتاً في الجَنَّة " . قال ابنُ الأَثِيرِ : هو مَفْعَلٌ من الفَحْص والجَمْعُ مَفَاحصُ . وفي الحَدِيث أَنَّه أَوْصَى أُمَرَاءَ جَيْشِ مُؤْتَةَ " وسَتَجِدُون آخَرِينَ للشَّيْطَان في رُؤسهم مَفَاحصُ فاقْلَعُوها بالسُّيُوفِ " أَي أَنَّ الشَّيْطَانَ اسْتَوْطَنَ رُؤُؤسَهُم فجَعَلَهَ له مَفَاحِصَ كما تَسْتَوطن القَطَا مَفَاحِصَها " وهو من الاسْتعَارَات اللَّطِيفَة لأَنَّ مِنْ كَلامهم إِذا وَصَفُوا إِنْسَاناً بعدَّةِ الغَيِّ والانْهِمَاكِ في الشَّرِّ قالوا : قد فَرَّخَ الشَّيْطَانُ في رَأْسِه وعَشَّشَ في قَلْبه فذَهَبَ بِهذَا القَوْلِ ذلِكَ المَذْهَبَ . وفي النِّهَايَة : فُحِصَتِ الأَرْضُ أَفاحِيصَ . وكُلُّ مَوْضِعٍ فُحِصَ : أُفْحُوصٌ ومَفْحَصٌ . يُقَال : ما أَمْلَحَ فَحْصَةَ هذا الصَّبِيِّ " الفَحْصَةُ : نَقْرَةُ الذَّقَنِ " والخَدَّيْنِ . " والفَحْصُ : كُلُّ مَوْضِع يُسْكَنُ " وهو في الأَصْلِ اسمٌ لِمَا اسْتَوَى من الأَرْضِ والجَمْعُ فُحُوصٌ . وفي حَدِيثِ كَعْب " أَنَّ اللهَ تَعَالَى بَارَكَ في الشَّام وخَصَّ بالتَّقْدِيس مِنْ فَحْص الأُرْدُنّ إِلى رَفَحَ " الأُرْدُنُّ : النَّهرُ المَعْرُوفُ تَحْتَ طَبَرِيَّةَ . وفَحْصُهُ : ما بُسِطَ منه وكُشِفَ من نَواحِيهِ ورَفَحُ : مَكَانٌ في طَرِيق مصْر . المُسَمَّى بفَحْصٍ عِدَّةُ " مَواضِع بِالغَرْبِ " منهَا : " فَحْصُ طُلَيْطِلَةَ . فَحْصُ " أُكْشُونِيَةَ و " فَحْصُ " إِشْبِيليَّةَ و " فَحْصُ " البَلُّوطِ و " فَحْصُ " الأَجَمِّ " : حِصْن من نَوَاحِي إِفْرِيقِيَّة . وفحص سور نجين بطرابلس وفاته فَحْصُ أُمِّ الرَّبِيع بنواحِي ايت أَعتاب يُقَال : " هو فَحْيصِي ومُفَاحِصِي " بمَعْنىً وَاحِدٍ كأَكِيِلي ومُؤاكِلِي . " وفَاحَصَنِي " فُلانٌ " كَأَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا يَفْحَصُ " أَي يَبْحَث " عَنْ عَيْبِ صاحِبِه و " عن " سِرِّه " . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : فَحَصَ للخُبزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً : عَمِلَ لها مَوْضِعاً في النَّارِ . واسْم المَوْضِع أُفْحُوصٌ . والفَحْصُ : البَسْطُ والكَشْفُ والحَفْر . والمَفْحَصُ : الفَحْصُ . قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ :
ومَفْحَصَهَا عَنْهَا الحَصَى بِجِرَانِهَا ... ومَثْنَى نَوَاجٍ لَمْ يَخُنْهُنَّ مَفْصِلُ فعَدَّاهُ إِلى الحَصَى لأَنَّه عَنَى به الفَحْصَ لا اسْمَ المَوْضِع لأَنَّ اسم المَوْضِع لا يَتَعَدَّى . وفي حَدِيث قُسٍّ : " ولا سَمِعْتُ له فَحْصاً " أَيْ وَقْعَ قَدَمٍ وصَوْتَ مَشْيٍ . والفَحْصُ : قُدّامُ العَرْشِ وبه فُسِّر حَديثُ الشَّفاعَةِ " فانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى الفَحْصَ " كذا قَالُوه . وفَحَصَ الظَّبْيُ : عَدَا عَدْواً شَدِيداً . والأَعْرَفُ : مَحَصَ . ويُقَال : بَيْنَهُمَا فِحَاصٌ أَي عَدَاوَةٌ . ومن المَجَازِ : عَلَيْكَ بالفَحْصِ عن سِرِّ هذا الحَدِيث . وفُلانٌ بَحَّاثٌ عن الأَسْرارِ فَحَّاصٌ عنها . واعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ اللهِ مسأَلَةً فَاحِصَةً كَذَا في الأَساس . وأَفاحِيصُ : جَمْع أُفْحُوصَة ناحِيَةٌ باليَمَامَةِ عن مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيسَ ابنِ أَبِي حَفْصَةَ