نَخَرَ الإنسانُ والحمارُ والفرسُ يَنْخِر بالكسر ويَنْخُر بالضمّ نَخيراً كأمير : مَدَّ الصوتَ والنَّفَس في خَياشيمه فهو ناخِرٌ ومنه حديث ابنِ عبّاس : " لمّا خلقَ اللهُ إبليسَ نَخَرَ " أي صَوَّت من خَياشيمه كأنه نَغْمَةٌ جاءَت مُضطَربةً . والمنْخر بفتح الميم والخاء وبكسرِهما كَسْرَ الميم إتْباعٌ لكسرة الخاء كما قالوا مِنْتِن وهما نادِران لأنّ مِفْعِلاً ليس من الأبنية . وفي التهذيب : ويقولون مِنْخِراً وكان القياس مَنْخَراً ولكن أرادوا مِنْخِيراً وذلك قالوا مِنْتِن والأصل مِنْتين . وبضمِّهما وكمَجْلِس ومُلْمُول : الأنف . قال غَيْلانُ بن حُرَيْث :
يَسْتَوْعِبُ البَوْعَيْنِ من جَريره ... مِن لَدُ لَحْيَيْه إلى مُنْخُورِه هكذا أنشده الجَوْهَرِيّ قال ابنُ بَرِّيّ : وصوابُ إنشادِه كما أنشده سيبويه : إلى مُنْحوره بالحاء والمُنْحور هو النَّحْر وصفَ الشاعرُ فَرَسَاً بِطولِ العُنُقِ فَجَعَله يَسْتَوعِبُ من حَبْلِه مِقدارَ باعَيْنِ من لَحْيَيْه إلى نَحْرِه هكذا في اللسان هنا وأورد الصَّاغانِيّ هذا البحث في نحر . في الحديث : " أنّه أخذَ بنُخْرَةِ الصبيّ " نُخْرَة . الأنف بالضمّ : مُقَدّمَتُه وهي رأسه أو خَرْقُه أو ما بينَ المَنْخَرَيْن أو أَرْنَبته يكون للإنسان والشاءِ والناقة والفرَس والحمار . ويقال : النُّخْرَة . الأنف نَفْسُه . ومنه قَوْلُهم : هَشَمَ نُخْرَتَه . منَ المَجاز : النُّخْرَة من الرِّيح : شِدَّةُ هُبوبِها وعَصْفُها . ونَخَرَ الحالِبُ الناقة كَمَنَع : أَدْخَلَ يَدَهُ في مَنْخَرِها ودَلَكَه أو ضربَ أَنْفَها لِتَدِرَّ . وناقةٌ نَخورٌ كصَبور : لا تَدِرُّ إلاَّ على ذلك . وقال الليث : النَّخُور : الناقةُ التي يَهْلِك ولدُها فلا تَدِرُّ حتى تُنَخَّر تَنْخِيراً . والتَّنْخير : أن يَدْلُكَ حالبُها مُنْخُرَيْها بإبْهامَيْه وهي مُناخة فتثورَ دارَّةً . وفي الصحاح : النَّخور من النُّوق : التي لا تَدِرّ حتى تَضْرَب أَنْفَها ويقال : حتى تُدخِل إصبَعَك في أَنْفِها . والنَّخِرُ ككَتِف والناخِر : البالي المُتَفَتِّت يقال : عَظْمٌ نَخِرٌ وناخِرٌ وقد نَخِرَ كفَرِح وكذلك الخَشَبة وقد نَخِرَت إذا بَلِيَتْ واسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إذا مُسَّتْ أو النَّخِرَةُ من العِظام : البالِيَة والناخِرةُ : التي فيها بَقِيَّة . وقيل : هي المُجَوَّفة التي فيها ثُقْبَةٌ يجيءُ منها عندَ هُبوب الرِّيح صوتٌ كالنَّخير . وقولُه تعالى : " أَئِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَة " وقُرئ : ناخِرة . قال الفَرَّاء : وناخِرةٌ أَجْوَدُ الوَجْهَيْن لأنّ الآيات بالألف ألا ترى أنّ ناخِرة مع الحافِرة والسَّاهِرة أشبه بمَجيءِ التَّأْويل . قال : والنَّاخِرة والنَّخِرَة سَواءٌ في المعنى بمنزلِةِ الطامِعِ والطَّمِع . نَخْيَرٌ ونَخَّار كزُبَيْر وشَدَّاد : اسْمان . والنِّخْوار بالكسر : الشَّريف وقيل : المُتَكَبِّر . قال رؤبة :
وبالدَّواهي نُسكِتُ النَّخاوِرا ... فاجْلُبْ إلينا مُفْحَماً أو شاعرا وبه فسَّر أبو نصر قولَ عديِّ بن زيد :
بعدَ بَني تُبَّعٍ نَخاوِرَةٌ ... قد اطْمَأَنَّت بهمْ مَرازِبُها قيل : الجَبَان وقيل الضَّعيف وفي الأَخيرَين مَجازٌ وقد نقلهما الصَّاغانِيّ ج نَخاوِرَةٌ كجِلْوازٍ وجَلاوِزَةٍ . والنَّخْوَرِيُّ بالفتح : الواسِع الفمِ والجَوْف نقله الصَّاغانِيّ . قيل : النَّخْوَرِيُّ : الواسعُ الإحْليل كذا في اللسان . والنّاخِر : الخِنْزيرُ الضاري ج نَخُرٌ بضمَّتين قاله أبو عمرو . منَ المَجاز : ما بِها ناخِر أي أحد حكاه يعقوب عن الباهليّ . يقال : امرأةٌ مِنْخارٌ وهي التي تَنْخِرُ عند الجِماع كأنّها مَجْنُونة وقد نَخَرَت تَنْخَر كَمَنَع ومن الرِّجال : من يَنْخِرُ عند الجِماع حتى يُسمَع نَخِيرُه . والتَّنْخير : التَّكْليم وقد جاء في حديث النَّجاشيّ : " لما دخلَ عليه عَمْرُوٌ والوفدُ معه قال لهم : نَخِّروا " أي تكلَّموا . قال ابنُ الأثير : كذا فُسّر في الحديث . قال : ولعلّه إن كان عربيّاً مأخوذٌ من النَّخير : الصوت ويروى بالجيم وقد تقدّم . والمَنْخَر كمَقْعَد . هكذا سِياقُ ضَبْطِه والصوابُ أنّه بكسر الميمِ والخاءِ كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ مجوّداً وياقوتٌ في مُعجَمِه . وكان المٌناسبُ من المُصنِّف ضَبْطُه هَضْبَةٌ لبَني رَبيعةَ بنِ عبد الله بن أبي بكر بن كِلاب . والمُنْتَخِر كمُنْتَظِر أي على صِيغةِ اسمِ المفعول والذي في التَّكْمِلة بكسر الخاء هكذا هو مضبوط مجوّداً : ع قُربَ المدينة على ليلة منها بناحيةِ فَرْشِ مالِك هكذا في سائر النسخ وصوابه فَرْش مَلَلٍ بلامَيْن كذا هو في التكملة على الصواب ومثله في معجم ياقوت وقال : هو من مكة على سبع ومن المدينة على ليلة وهو إلى جانب مَثْغَر . وكشَدَّاد : النَّخَّارُ بنُ أَوْسِ بن أُبَيْرٍ القُضاعيّ أَنْسَبُ العرب وهو من وَلدِ سعدِ هُذَيْم وذكر ابن ماكولا النَّخَّار بن أُنَيْس وقال فيه : كان أنسب العرب وأنّه من ولد سعد هُذَيْم قال الحافظ وهو تَصْحِيف وذكرَ الصَّاغانِيّ والحافظ أنّه دخلَ على معاويةَ فازْدَراه وكان عليه عَباءَة فقال : إن العباءَةَ لا تُكَلِّمك . والعَدَّاءُ بن النَّخَّار : صاحبُ طلائعِ بني القَيْنِ يومَ بالِغَةَ جاهليّ . وبالِغَة بالعَيْن والغَيْن . وإبراهيم بنُ الحَجَّاج بن نَخْرَة الصَّنْعانيّ هو بالفتح ويُضمّ الأخير هو المشهور عند المُحدِّثين والفتح ذكره الصَّاغانِيّ مُحدِّث . روى عنه أبو عيسى الرَّمْليّ . قال الحافظ : كذا سمَّى الدَّارَقُطْنيّ وَمَنْ تَبِعَه أباه ووقعَ في الضُّعَفاء لابن حِبَّان : إبراهيم بن إسحاق بن نَخْرَة وأورد له من روايته عن إسحاق بن إبراهيم الطَّبريّ عن عبد الله بن نافع حديثاً موضوعاً . وكذا أورده الدَّارَقُطْنيّ في غرائبِ مالِك : ويُستفاد من كلامِ الخطيبِ أنّ نَخْرَة لقب واسمُه يوسُف . انتهى . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النُّخَرَة كهُمَزَة : مُقدَّم أَنْفِ الفرَس والحمار والخنزير لغةٌ في النُّخْرَة بالضمّ كذا في اللسان . والنَّاخِرَة : الخَيْل يقال للواحد ناخِرٌ وبه فُسِّر الحديث : ؟ " ركبَ عَمْرُو بن العاص على بَغْلَةٍ شَمطَ وَجْهُها هَرَمَاً فقيل له : أَتَرْكبُ بَغْلَةً وأنت على أَكْرَمِ ناخِرَةٍ بمصر ؟ " ويقال : النَّاخِرَة : الحَمير للصوت الذي يخرج من أنوفِها . وأهلُ مصرَ يُكثِرون رُكوبَها أكثرَ من ركوب البِغال . وقيل : النَّاخِر : الحمار . قال الفَرَّاء : هو النَّاخِر والشَّاخر نخيرُه من أَنْفِه وشَخيرُه من حَلْقِه . وفي الحديث أيضاً : " فَتَنَاخَرَتْ بَطارِقَتُه " أي تَكَلَّمت وكأنّه كلامٌ مع غضبٍ ونُفور . والنُّخَر كزُفَر : اسمُ موضع ذكره ابن دُرَيْد في الحُسْبان