الفَخْرُ بالفَتْح ويُحَرَّك مثل نَهْر ونَهَر لِمَكانِ حَرْفِ الحَلْق والفَخَارُ والفَخَارَةُ بفَتْحِهِما . قال شيخُنَا : وتَوقَّفَ بعضٌ في الفَخَار بالفَتْح وقال : الصّوابُ فيه بالكَسْر قال : ولم يَسْتَندْ في ذلك لما يُعْتَمَدُ عليه . وقال ابنُ أَبي الحَديد في أَوّل شرْح نَهْجِ البَلاغة : قال لي إِمامٌ من أَئمّة اللّغَة في زَماننا : الفِخَارُ بكَسْر الفاءِ وهذا مِمّا يَغْلَط فيه الخاصّة فيَفْتَحُونَه وهو غير جائز لأَنّه مصدرُ فاخَرَ كقاتَلَ . وعنْدي لا يَبْعُد أَن تكون الكَلمَةُ مَفْتُوحَةَ الفاءِ ويَكُونَ مَصْدَرَ فَخَرَ لا فَاخَرَ وقد جاءَ مصدرُ الثُّلاثيّ إِذا كان عَيْنُه أَو لامُه حَرْفَ حَلْق على فَعَال بالفَتْح كسَمَاح وذَهَاب اللّهُمَّ إِلاَّ أَنْ يُنْقَلَ ذلك عن شَيْخ أَو كِتَاب مَوْثُوق به نقلاً صريحاً فتَزُول الشُّبْهَة . انتهى كلامُ ابنِ أَبي الحَدِيد . قال شَيْخُنا : قلتُ : وهذا القَيْدُ الذي قَيَّدَه بحَرْف الحَلْقِ عَيْناً أَوْ لاماً لا نَعْرفُهُ لأَحَدِ في المَصَادِر بل وَرَدَت المَصَادِرِ على فَعَال بلا حَصْر في الثُّلاثيّ مُطْلَقاً حتى ادَّعَى فيه أَقْوَامٌ القِيَاسَ لِكَثْرَته كسَلاَم وكَلاَمٍ وضَلاَل وكَمَالِ وجَمَال ورَشَادِ وسَدادَ وما لا يُحْصَى . وفيه كلامٌ في المِصْباح . انتهى . وقولُ ابنِ أَبي الحَديد : اللّهُمَّ إِلاَّ أَنْ يُنْقَل ذلك عن شَيْخ أَو كِتَابٍ إِلخ . قلْتُ : نَقَل الصاغَانيّ في التكملة ما نَصُّه : وقال ثَعْلَب : لا يَجُوزُ الفَخارُ بالفَتْح لأَنّه مُوَلَّد فإِذن زالت الشُّبْهَةُ فتَأَمَّلْ . والفِخِّيرّي كخِلِّيفَي ويُمَدّ : التَّمَدُّح بالخِصَال وعَدُّ القَدِيمِ والمُبَاهَاة بالمَكَارِم مِن حَسَبٍ ونَسَب . وقيل : هو المُبَاهَاةُ بالأُمُور الخارِجَة عن الإِنْسَان كمَالٍ وجَاهٍ . وقيلَ : الفَخْرُ : ادِّعاءُ العِظَمِ والكِبَرِ والشَّرَفِ كالافْتِخَار . وقد فَخَرَ كمَنَعَ يَفْخَرُ فخَرْاً وفَخْرَةً حَسَنَةً عن اللِّحْيَانيّ فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ وكذلك افْتَخَر . وتَفَاخَرُوا : فَخَرَ بَعْضُهُم على بَعْض والتَّفَاخُر : التَّعَاظُم . والتَّفَخُّر : التَّكَبُّر . وفاخضرَه مُفَاخضرَةً وفِخَاراً بالكَسْر : عارَضَهُ بالفَخْرِ ففَخَرَهُ كنَصَرَهُ يَفْخُرُهُ فَخْراً : غَلَبَهُ وكانَ أَفْخَرَ منه وأَكْرَمَ أَباً وأُمّاً . أَنشد ثَعْلَب :
فَأَصْمَتُّ عَمْراً وأَعْمَيْتُه ... عن الجُودِ والفَخْرِ يَوْمَ الفَخَارِ كذا أَنْشَدَه بالكَسْر وهو نَشْرُ المَناقِب وذِكْرُ الكِرام بالكَرَم . وفَخَرَه عَلَيْه كمَنَع يَفْخَرُه فَخْراً : فَضَّله عَلَيْه في الفَخْرِ عن أَبي زَيْد كأَفْخَرَه عَلَيْه وقال ابنُ السِّكِّيت : فَخَرَ فُلانٌ اليَوْمَ على فُلان في الشَّرَف والجَلَد والمَنْطِقِ أَي فَضَلَ عليه . والفَخِير كأَمِيرٍ : المُفَاخِرُ كالخَصِيم بمعنى المُخَاصِم . ومن سَجَعَاتِ الأَساس : جاءَ فلانٌ فَخِيراً ثم رَجَع أَخيراً . والفَخْيرِ أَيضاً : المَغْلُوبُ في الفَخْرِ وفي بعض الأُّمَّهات : بالفَخْر . والمَفْخَرَةُ وتُضَمّ الخاءُ : المَأْثُرَة وما فُخِرَ به . والفاخِرُ : الجَيِّدُ من كلِّ شَئٍ قال لَبِيدٌ :
حَتَّى تَزَيَّنَت الجِوَاءُ بفاخرٍ ... قَصِفٍ كَأَلْوَانِ الرِّحَالِ عَمِيمِعَنَى به هُنَا الّذي بَلَغَ وجَادَ من النَّبَاتِ فكَأَنَّهُ فَخَر على ما حَوْلَهُ . والفاخِرُ : بُسْرٌ يَعْظُمُ ولا نَوَى لَهُ فكَأَنَّهُ فَخَرَ بذلك على غَيْرِه . ويُرْوَى بالزاي . واسْتَفْخَرَ الشَّيْءَ هكذا في النُّسخ وعبارةُ اللَّيْث على ما نَقَلَه الصاغانيّ : واسْتَفْخَر الثَّوْبَ : اشْتَرَاهُ فاخِراً . وكذلك في التَّزْويج . واسْتَفْخَرَ فلانٌ ماشاءَ . والفَخُورُ كصَبُور : الناقَةُ العَظِيمةُ الضَّرْعِ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ ومِنَ الغَنَمِ كذلك . وقِيلَ : هي التي تُعْطِيكَ ما عِنْدَهَا من اللَّبَنِ ولا بَقَاءَ لِلبَنَهَا . وقِيلَ : النَّاقَةُ الفَخُورُ : العَظِيمَةُ الضَّرْعِ الضَّيِّقَةُ الأَحالِيل . والفَخُورُ من الضُّرُوع : الغَلِيظُ الضَّيِّقُ الأَحاليلِ القَلِيلُ اللَّبَنِ والاسْمُ الفُخْرُ والفُخُرُ . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
حَنْدَلِسٌ غَلْبَاءُ مِصْباح ُالبُكُرْ ... واسِعَةُ الأَخْلافِ في غَيْرِ فُخُرْ ووَهِمَ المصنّف فأَعادَه في الزّاي . والفَخُورُ : النَّخْلَةُ العظيمةُ الجِذْعِ الغَلِيظُة السَّعَفِ . والفَخُورُ : الفَرَسُ العَظيمُ الجُرْدانِ الطَّويلُه كالفَيْخَرِ كصَيْقَل بالرَّاءِ وبالزّاي قاله أَبو عُبَيْدَةَ ج فَيَاخِرُ . والفَخارَة كجَبّانَة : الجَرَّةُ ج الفَخّارُ . معروفٌ . وفي التَّنْزِيل : مِنْ صَلْصَالٍ كالفَخَّار . أَوْ هُوَ ضَرْبٌ من الخَزَفِ تُعْمَلُ منه الجِرَارُ والكِيزانُ وغَيْرُهَا . وبه فُسِّر حَدِيث : أَنّه خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فأَتْبَعَه عُمَرُ بإِدَاوَةٍ وفَخّارَة . وعن ابن الأَعرابيّ : فَخِرَ الرجُلُ كفَرِحَ يَفْخَر فَخَراً : أَنِفَ وأَنشد للقُطَاميّ :
وتَرَاهُ يَفْخَرُ أَنْ تَحُلَّ بُيُوتُه ... بمَحَلَّهِ الزَّمِر القَصِير عِنَانَا فَسَّرَُه ابنُ الأَعْرَابيّ فقال : معناهُ يَأْنَفُ . والفَاخُورُ : نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيح . وقِيلَ : ضَرْبٌ من الرِّياحينِ . قال أَبو حَنِيفَةَ : هو المَرْوُ العَرِيضُ الوَرَقِ . وقيل : هو الّذي خَرَجَتْ له جَمَامِيحُ في وَسَطِه كأَنَّه أَذْنَابُ الثَّعْلَبِ عليها نَوْرٌ أَحْمَرُ في وَسَطِه طَييبُّ الرِّيحِ يُسَمّيه أَهْلُ البَصْرَة : رَيْحَان الشُّيُوخِ - زَعَمَ أَطِبّاؤُهم أَنّه يَقْطَعُ الشَّبَابَ . وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه : رَجُلٌ فَخِّيرٌ كسِكِّيت أَي كَثِيرُ الفَخْرِ . وكذا فِخِّيرَةٌ والهاءُ للمُبَالَغة . قال الشاعِرُ : يَمْشِي كمَشْيِ الفَرِحِ الفخِّيرِ . وإِنّه لَذُو فُخْرَة عَلَيْهم بالضَّمِّ أَي فَخَرٍ . وما لضكَ فُخْرَةُ هذا أَي فَخْرُه ؛ عن اللِّحْيَانِيّ . وفضخَرَ الرَّجُلُ فَخْراً : تَكَبَّر بالفَخْر وأَفْخَرَتِ المَرْأَةُ : لَمْ تَلِدُ إِلاَّ فاخِراً ؛ قاله اللَّيْثُ . وغُرْمُولٌ فَيْخَرٌ كصَيْقَل : عَظِيمٌ . ورَوَاه ابنُ دُرَيْد بالزاي كما سَيَأْتِي . ورَجُلٌ فَيْخَرٌ : عَظُمَ ذلك منه . والجَمْع فَيَاخِرُ . وقد يُقَال بالزّاي وهي قَلِيلَة . وفي كتاب أَيمان عَيمان : الفِخِّيراءُ : الفِخِّير كذا نقله الصاغانيّ . وافْتخرَت زَوَاخَرُه : طَالَتْ وارْتَفَعَتْ وهو مَجازٌ . قال زُهَيْرٌ :
فاعْتَمَّ وافْتَخَرَتْ زَوَاخِرُه ... بتَهَاوِلٍ كتَهَاوِلِ الرَّقْمِ والتَّهَاوِلُ : الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ ؛ كذا في الأَساس . وابنُ الفَخّارِ كشَدّاد : محمّدُ بنُ مَعْمَرِ بن الغاضِرِ الأَصْبَهَانِيّ . وأَبو تَمّام عليُّ بنُ أَبِي الفِخَارِ هِبَةُ الله الهاشِميّ ككِتَابٍ . وشَمْسُ الدِّينِ فِخَارُ بن أَحْمَدَ بنِ محمّد المُوسَوِيّ النَّسّابَةُ وحَفِيدُه جَلالُ الدِّين فِخارُ بنُ مَعَدِّ بنِ فخَارِ النَّقِيبُ النَّسّابةُ ووَلَدُه عَلَمُ الدِّينِ عبدُ الحَمِيدِ ابنُ فِخَارٍ من مَشايِخِ أَبي العَلاءِ الفَرَضِيّ تُوُفِّيَ سنة 619 ذكره المُصَنّف في ح ا ر وَوَلَدُهُ رَضِيُّ الدِّينِ عليُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيد مات بِهَرَاةِ خُرَاسانَ : مُحَدِّثُون . والفاخِرُ : لَقَبُ شَيْخِنا الإِمامِ المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَد العَبّاسِيِّ الأَثَرِيِّ سَمِعَ بالحَرَمَيْن من عِدَّةِ شُيُوخ . والمُبَارَكُ بنُ فاخِر أَبو الكَرَمِ نحْوِيٌّ حَدَّثَ
سَهِكِينَ من صَدَإِ الحَدِيدِ كَأنَّهُمْ ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ جُبَّةُ البَقَّارِ سَنِيرٌ كأَمِيرٍ : جَبَلٌ بين حِمْْص وبَعْلَبَكَّ وقيل : صُقْعٌ من الشّامِ حُوَّارِين قَصَبتهُ أو ناحِيَةٌ منه . ومما يستدرك عليه : السَّنانِيرُ : رُؤساءُ كلِّ قَبِيلَةٍ واحِدُها سِنَّوْرٌ . وسُنَّارُ كَرُمّان : مَدِينَةٌ بالحَبَشَة مشهورَة . ومما يستدرك عليه : سنفر
سَنَوْفَرُ كصَنَوْبَر : قريةٌ بجِيزَةِ مِصْرَ
النَّفْر بالفتح : التَّفَرُّق وهو مجاز ومنه المثَل : لَقِيتُه قبل كلِّ صَيْحٍ وَنَفْر . أي أوَّلاً . والصَّيْح : الصِّياح والنَّفْر : التَّفَرُّق . النَّفْرُ : جَمْعُ نافِر كصاحب وَصَحْب وزائر وَزَوْر وبه فسّر ابنُ سِيدَه قولَ أبي ذُؤَيْب :
إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفُرَها ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها
منَ المَجاز : النَّفْرُ : الغَلَبَة . والمَنْفُور : المغلوب والنّافِرُ : الغالِب وقد نافَرَه فَنَفَرهُ يَنْفُرهُ بالضّمّ لا غَيْر غَلَبَه . وقيل نَفَرَه يَنْفِرهُ ويَنْفُرهُ نَفْرَاً إذا غَلَبَه . وَنَفَرت الدّابّةُ تَنْفِرُ بالكسر وتَنْفُر بالضمّ نُفوراً كقُعود ونِفاراً بالكسر فهي نافِرٌ ونَفُورٌ كصَبور : جَزِعَتْ من شيء وتَباعَدَتْ وكلُّ جازِع من شيءٍ نَفُورٌ . ومن كلامهم : كلُّ أزَبَّ نَفُورٌ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : ولا يقال : نافرَة . نَفَرَ الظَّبْيُ وغيرُه يَنْفِرُ نَفْرَاً بالفتح وَنَفَراناً محرّكةً : شَرَدَ كاسْتَنْفَر . واليَنْفُور هكذا بتقديم التَّحْتيّة على النون في سائر النسخ وفي بعض منها بتقديم النّون على التّحْتيّة : الشَّديدُ النِّفارِ من الظِّباء . ونَفَّرْتُه أي الوحشَ تَنْفِيراً واستْتَنْفَرْتُه وأَنْفَرته وكذا نَفَّرَ عنه وأَنْفَرَ عنه فَنَفَرتْ تَنْفِرُ واسْتَنْفَرَتْ كله بمعنىً والمُسْتَنْفِر : النّافِرُ وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
ارْبِطْ حِمارَكَ إنّهُ مُسْتَنْفِرٌ ... في إثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لغُرَّبِ أي نافِر وفي التنزيل العزيز : " كأنَّهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة فَرَّتْ من قَسْوَرَة " وقُرئت مُسْتَنْفِرَة بكسر الفاءِ بمعنى نافِرَة ومن قرأ بفتح الفاء فمعناها مُنَفَّرَة أي مَذْعُورة . وَنَفَر الحاجُّ من منىً يَنْفُرُ بالكسر نَفْرَاً بالفتح ونُفوراً بالضمّ وهو يَوْمُ النَّفْرِ بالفتح والنَّفَرِ محرَّكةً والنُّفور بالضمّ والنَّفير كأَمير وليلةُ النَّفْرِ والنَّفَر . وقال ابنُ الأثير : يومُ النَّفْرِ الأوّل ثم يوم النَّفْر الثاني ويقال : يوم النَّفْر وليلةُ النّفْر لليومِ الذي يَنْفِرُ الناسُ فيه من مِنىً وهو بعدَ يومِ القَرِّ وأنشد لنُصَيْبٍ الأَسْوَد وليسَ هو المَرْوانيّ :
أمّا والذي حَجَّ المُلَبُّونَ بَيْتَهُ ... وعَلَّمَ أيّامَ الذبائحِ والنَّحْرِ
لَقَدْ زادَني للغَمْرِ حُبّاً وأهْله ... لَيالٍ أقامَتْهُنَّ لَيْلَى على الغَمْرِ
وَهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أنْ ذَكَرْتُها ... وعَلَّلْتُ أصحابي بها لَيْلَةَ النَّفْرِ
وسَكَّنْتُ ما بي من كَلالٍ ومن كرىً ... وما بالمطايا من جُنوحٍ ولا فَتْرِ واسْتَنْفَرَهُم فَنَفَروا معه وأَنْفَروه إنْفاراً أي نصروه ومَدُّوه وأعانوه وفي الحديث : " وإذا اسْتُنْفِرْتُم فانْفِروا " أي استُنجِدتُم واستُنصِرتُم أي إذا طُلِبَ منكم النَّجدةُ والنُّصْرَةُ فأجيبوا وانْفِروا خارجين إلى الإعانة . وفي الأساس : واسْتَنْفَرَ الإمامُ الرَّعيَّةَ كلَّفَهم أن يَنْفِروا خِفافاً وثِقالاً . وَنَفَروا للأمرِ يَنْفِرون بالكسر نِفاراً ككِتاب ونُفوراً كقُعود ونَفيراً هذه عن الزّجّاج وَتَنَافَروا : ذهبوا وكذلك في القتال ومنه الحديث : " أنّه بَعَثَ جماعةً إلى أهلِ مَكَّةَ فَنَفَرتْ لهم هُذَيْلٌ فلما أحسُّوا بهم لجَئوا إلى قَرْدَد " أي خَرجوا لقِتالهم . والنَّفَرُ محرَّكةً : الناسُ كلُّهم عن كُراع قيل : النَّفَر والرَّهْط : ما دونَ العشرةِ من الرِّجال . ومنهم من خَصًّص فقال : الرِّجال دون النساء وقال أبو العباس : النَّفَر والرَّهْط والقوم هؤلاء معناهم الجمع لا واحدَ لهم من لَفْظِهم قال سيبويه : والنَّسَب إليه نَفَرِيٌّ كالنَّفير كأَمير ج أَنْفَار كَسَبَب وأَسْباب وفي حديث أبي ذرٍّ : " لو كان ها هنا أحدٌ من أَنْفَارِنا " قال ابنُ الأثير : أي قَوْمِنا . والنَّفَر : رَهْطُ الإنسانِ وعَشيرتُه وهو اسمُ جمعٍ يقعُ على جماعةٍ من الرجالِ خاصّةً ما بين الثلاثةِ إلى العَشرة . وقال الليث : يقال : هؤلاء عَشَرَةُ نَفَرِ أي عَشَرَةُ رجال ولا يقال عِشرون نَفَرَاً ولا ما فوق العشرة . وقَوْلُهُ تَعالى : " وَجَعَلْناكُم أَكْثَرَ نَفيراً " قال الزّجّاج : النَّفيرُ جَمْع نَفَرٍ كالعَبيد والكَليب وقيل معناه : وجعلناكم أَكْثَر منهم أَنْصَاراً . منَ المَجاز : النُّفْرَةُ والنُّفارَةُ والنُّفورَة بضمهنَّ : الحُكْمُ بين المُنافِرِين والقَضاءُ بالغَلَبَة لأحدِهما على الآخر قال ابنُ هَرْمَة :يَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبْيَضَ ماجدٍ ... يُرعى ليومِ نُفورَةٍ ومَعاقِلِ والنَّفْرَةُ بالفتح والنَّفِيرُ كأَميرٍ والنَّفْرُ بالفتح : القومُ يَنْفِرون معك إذا حَزَبَكَ أمرٌ وَيَتَنافَرون في القتال وكلّه اسمٌ للجمْع وأنشد أبو عمرو :
إنّ لها فَوارِساً وَفَرَطا ... وَنَفْرَةَ الحَيِّ ومَرعىً وَسَطَا
ونازِعاً نازِعَ حَرْبٍ مُنشِطا ... يَحْمُون أَنْفَاً أن تُسامَ الشَّططاقال الصَّاغانِيّ : الرَّجْزُ لذِئبٍ الطائيّ . أو هم الجماعةُ يَتَقَدَّمون في الأمر والجمع من كلّ ذلك أَنْفَار . ويقال : جاءت نَفْرَةُ بني فلانٍ ونَفيرُهم أي جماعَتُهم الذين يَنْفِرون في الأمر . ونَفيرُ قُرَيْش الذين كانوا نفروا إلى بَدْر ليمنعوا عِيرَ أبي سفْيان . ومنه المثَل : فلانٌ لا في العِيرِ ولا في النَّفيرِ وهذا المثَل لقُرَيْش من بينِ العرب يُضرَب لمن لا يُستَصْلَحُ لمُهِمٍّ . وتفصيله في كتب السِّيَر . منَ المَجاز : النُّفارَة بالضمّ : ما يأخُذُه النَّافِرُ من المَنْفُور أي الغالِبُ من المَغلوب أو ما أَخَذَه الحاكِمُ بينهما والوَجهان ذَكَرَهما صاحبُ اللسان والصَّاغانِيّ . منَ المَجاز : نَفَرَتِ العينُ وغيرُها من الأعضاءِ تَنْفِر بالكسر وتَنْفُر بالضمّ نُفوراً كقُعود : هاجَتْ ووَرِمَتْ . وَنَفَرَ الجُرحُ نُفوراً : وَرِمَ وفي حديث عمر رضي الله عنه : " أنّ رجُلاً في زمانِه تَخَلَّلَ بالقَصَبِ فَنَفَر فُوهُ فنهى عن التَّخَلُّلِ بالقَصَب " قال الأصمعيّ : نَفَرَ فُوه أي وَرِمَ قال أبو عُبَيْد : وأُراه مأخوذاً من نِفارِ الشيءِ من الشيءِ إنّما هو تَجافيه عنه وتَباعدُه منه فكأنّ اللحمَ لمّا أَنْكَرَ الداءَ الحادِثَ بينهما نَفَرَ منه فَظَهَر فذلك نِفارُه . وشاةٌ نافِرٌ لغةٌ في ناثِر وهي التي تُهزَل فإذا سَعَلَت انْتَثَرَ من أَنْفِها شيءٌ . في الحديث : " أن اللهَ يُبغِضُ العِفْرِيَة النِّفْرِيَةَ " يقال : رجلٌ عِفْرِيَةٌ نفْريةٌ وعِفريتٌ نِفْريتٌ وعُفارِيَةٌ نُفارِيَةٌ وعِفْرٌ نِفْرٌ بالكسر كذا عَفِرٌ نَفِرٌ ككَتِف هذه عن الصَّاغانِيّ زاد ابنُ سِيدَه : عِفْرِتَةٌ نِفْرِيتَةٌ بالهاء فيهما أي المُنكَر الخَبيث المارِد وهو إتْباعٌ وَتَوْكيدٌ وقد مرّ البحثُ فيه في عفر . وبنو نَفْرٍ بالفتح : بطنٌ من العرب . وذو نَفْرِ : قَيْلٌ من أقيالِ حِميَرَ من الأذواء . ونُفَيْرُ بن مالكٍ كزُبَيْر : صَحابيٌّ ذكره الحافظ في التبصير وجُبَيْرُ بن نُفَيْر بن جُبَيْر وقيلَ : نُفَيْرٌ هذا هو ابنُ المُغَلِّس بن جُبَيْر تابِعيٌّ روى عن أبيه ولأبيه وِفادةٌ . وفاتَه نُفَيْرُ بن مُجيب الثُّماليُّ شاميٌّ ذُكِر في الصّحابة روى عنه الحَجَّاج الثُّماليّ ويقال : إنّ اسمه سُفْيان . والنُّفْرَة بالضمّ والنُّفَرَة كتُؤَدَة وعلى الأوّل اقتصرَ الصَّاغانِيّ : شيءٌ يُعلَّقُ على الصَّبيِّ لخوفِ النَّظْرَةِ . وعبارةُ الصَّاغانِيّ : ما يُعلَّق على الصبيِّ لدفْعِ العَيْن . نِفَّرُ كإِمَّع : ة من عملِ بابِل من سَقْيِ الفرات وقيل بالبَصْرة وقيل على النَّرْس من أنهار الكوفة . منها أبو عمروٍ أحمدُ بن الفَضل بن سَهْل النِّفَّريّ عن أبي كُرَيْبٍ وإسماعيلَ بن موسى وعنه موسى بن محمد بن جعفر بن عَرَفَة السِّمسار . وفاتَه محمدُ بن عبد الجبّار النِّفَّريّ صاحب المَواقف والدَّعاوى والضّلال وأبو الحسن محمد بن عثمان النِّفَّريّ شيخٌ للعَتيقيّ . وعليّ بن عثمان بن شِهابٍ النِّفَّريُّ عن محمد بن نوح الجُنْدَيْسابُوريّ وعنه أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ . وأبو القاسم عليّ بن محمد بن الفَرَج النِّفَّريّ الأهوازيّ الرجل الصالحُ عن إبراهيم بن أبي العَنْبَس وعنه زاهرٌ السّرخسيّ وآخرون . والنَّفاريرُ : العصافير عن ابْن الأَعْرابِيّ . وأَنْفَروا : نَفَرَت إبلُهم وَتَفَرَّقتْ . وأَنْفَره عليه الحاكمُ ونَفَّرَهُ عليه تَنْفِيراً إذا قضى له عليه بالغَلَبَة وَحَكَم وكذا نَفَرَه نَفْرَاً إذا حكم له بها لغةٌ في نَفَّرَه تَنْفِيراً قاله الصَّاغانِيّ . قلتُ : وهو من باب كَتَبَ ولم يعرف أَنْفُرُ بالضمّ في النِّفَار الذي هو الهرب والمُجانَبَة كذا في اللسان . ونَفِّرْ عنه تَنْفِيراً : أي لقِّبْه لَقَبَاً مَكْرُوهاً كأنّه عندهم تَنْفِيرٌ للجِنِّ والعَينِ عنه . وقال أعرابيٌّ : لمّا وُلِدتُ قيل لأبي : نَفِّرْ عنه فسَمَّاني قُنْفُذاً وكَنَّاني أبا العَدَّاء . منَ المَجاز : تَنَاَفَرا إلى الحَكَم : تَحاكَما إليه . ونافَرا : حاكَما في الحَسَبِ أو المُنافَرَة : المُفاخَرَة . ويقال : نافَرْتُ الرجلَ مُنافرَةً : إذا قاضَيْتَه . وقال أبو عُبَيْد : المُنافَرَةُ : أن يَفْتَخِر الرجلانِ كلُّ واحدٍ منهما على صاحبِه ثم يُحَكِّمابينهما رجُلاً كفِعلِ عَلْقَمةَ بنِ عُلاثةَ مع عامرِ بن الطُّفَيْل حين تَنافَرا إلى هَرِمِ بن قُطبَةَ الفَزارِيِّ وفيهما يقول الأعشى يمدح عامرَ بن الطُّفَيْل ويَحمِل على عَلْقَمةَ بن عُلاثة : ما رجُلاً كفِعلِ عَلْقَمةَ بنِ عُلاثةَ مع عامرِ بن الطُّفَيْل حين تَنافَرا إلى هَرِمِ بن قُطبَةَ الفَزارِيِّ وفيهما يقول الأعشى يمدح عامرَ بن الطُّفَيْل ويَحمِل على عَلْقَمةَ بن عُلاثة :
قد قلتُ شِعري فَمَضَى فيكُما ... واعْترفَ المَنْفورُ للنّافرِ وقد نافَرَهُ فَنَفَره وفي حديث أبي ذَرٍّ : نافَرَ أخي أُنَيْسٌ فلاناً الشاعرَ أراد أنهما تَفاخَرا أيُّهما أَجْوَدُ شِعراً . قال ابنُ سِيدَه : وكأنّما جاءتْ المُنافَرة في أوَّل ما استُعمِلت أنّهم كانوا يسألون الحاكمَ أيُّنا أعزَّ نَفَرَاً . ونافِرَتُكَ ونُفْرَتُك بالفتح وبالضمّ أيضاً نقله الصَّاغانِيّ وغيرُه ونُفورَتُك بالضمّ : أُسرَتُك وفَصيلَتُك التي تَغْضَبُ لغَضَبِك يقال : جاءَنا في نافِرَته ونَفْرَتِه ونُفرَته أي في فَصيلَته ومن يغضبُ لغَضبه وقال :
لو أنَّ حَوْلِي من عُلَيْم نافِرَهْ ... ما غَلَبَتْني هذه الضَّياطِرَهْ وفي الحديث : " غَلَبَتْ نُفورَتُنا نُفورَتُهم " أي أُسرَتُنا وهم الذين يَنْفُرون مع الإنسان إذا حَزَبَه أمرٌ . والنَّفْراء بالمدّ : ع جاءَ ذِكرُه في شِعرٍ عن الحازميّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أُنفِرَ بنا أي جُعِلنا مُنفِرين ذَوي إبل نافِرَةٍ ومنه حديث زَيْنَب ابنة النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم : " فَأَنْفَرَ بها المشركون بَعيرَها حتى سَقَطَتْ " كنُفِّر بنا ومنه حديث حَمْزَةَ الأسْلَميّ : " نُفِّرَ بنا في سفرٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم " . ويقال : في الدَّابَّةِ نِفارٌ ككِتاب : وهو اسمٌ مثل الحِران . والمُنَفِّر كمُحَدِّث : مَن يلقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ ومنه الحديث : " إن منكم مُنَفِّرين " وفي آخر : " بَشِّروا ولا تُنَفِّروا " . أي لا تَلْقَوْهم بما يَحْمِلهم على النُّفور . والتَّنْفيرُ : زَجْرُ المال وَدَفْعُه عن الرَّعْي . والنِّفَار ككِتاب : المُنافَرَة قال زُهَيْرٌ :
فإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ ... يَمينٌ أو نِفارٌ أو جَلاءُ ونَفَّرَه الشيءَ وعلى الشيءِ وبالشيءِ بحَرْف وغير حرْف : غَلَبَه عليه ذكر المصنّف منها نَفَّرَه على الشيءِ . والنّافِرُ : القامِرُ عن ابْن الأَعْرابِيّ . وَنَفَرتُ من هذا الأمر وأنا نافِرٌ منه إذا انْقَبَضَت منه ولم تَرْضَ به وهو مَجاز . وكذلك نَفَرَ فلان من صُحبةِ فلان وَنَفَرت المرأةُ من زوجها ؛ وهي فَرِقَةٌ منه نافِرَةٌ . واسْتَنْفَرَ فلانٌ بثَوبي وأَعْصَفَ به : ذَهَبَ به ذَهابَ إهْلاك وهو مَجاز . وفي المثَل : لقيتُه قبل كل صَيْحٍ وَنَفْر . وصُبَّ عَلَيَّ زَيْدٌ من غيرِ صَيْح وَنَفْر أي من غير شيءٍ . كذا في الأساس . ونِفَار ككِتاب : موضعٌ نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : وقد جاءَ ذِكرُه في شِعر . وما هو بنَفيرِه : أي بكُفْئه في المُنافَرَة وهو مَجاز . وَنَفَرْتُ إلى اللهِ نِفاراً : فَزِعْتُ إليه قاله ابنُ القَطّاع . وذو نَفَرَ محرَّكةً : موضعٌ على ثلاثة أميال من السَّليلَة بينها وبين الرَّبْذَة وقيل خَلْفَ الرَّبْذَة بمرحلةٍ بطريق مكّة ويقال بسكون الفاء أيضاً . وَنَفَرى محرَّكة : قريةٌ بمصر من أعمال جزيرة قُوَيْسنا ومنها شَيْخُنا الإمامُ المُحدِّث الفقيه أبو النَّجاءِ سالم بن أحمد النَّفْراوي الضّرير المالكيّ المُتوفَّى سنة 1168 عن سنٍّ عالية أخذ عن عَمِّه الشّهابِ أحمد بن غانم النَّفْراويِّ شارِح الرسالة وغيره . ونَفَرْفَرُ . كَسَفَرْجَل : قريةٌ بمصر من أعمال الغربيَّة . والنَّفير كأَمير : البُوق وهو من استِعمال العامَّة لأنَّ ضَرْبَه يُنَفِّر الناسَ ويُعجِلهم للسَّفَر والرَّحيل . وَنَوْفَر كَجَوْهَر من قرى بُخارى منها إلياسُ بن محمد بن عيسى النَّوْفَرِيُّ أبو المُظَفَّر الخطيب