الكَبْدُ بالفتح مع السكون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ . والكسر مع السكون وهو أَيضاً مُخَفَّف من الذي بَعْدَه كالكِذْبِ والكَذِب اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ كَكَتف وبه صَدَّرَ الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ . بل أَغْفَلاَ اللُّغَةَ الأُولَى وإِنما ذكَرَه صاحبُ الِّلسَانِ فكان ينبغِي للمصنّف أَن يُقَدِّم الُّلغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِهَا أَي مَعْرُوفَة وهي من السَّحْر في الجانب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ أُنْثَى وقد تُذَكَّر قال ذلك الفرّاءُ وغيرُهُ . قال ابنُ سيده : وقال اللِّحْيَانيُّ : هي مُؤَنَّثَةٌ فقط . أَكبَادٌ وكُبُودٌ قَلِيلاً تقول : هو يأْكُلُ كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا . وكَبَدَهَ يَكْبُدُهُ من حَدِّ : ضَرَبَ كبده يكبده من حد نصر ضرب وفي الأَفعال لابن القطّاع : أَصابَ كَبِدَه . وقال أَبو زيد : كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ وكَلَيْتُه أَكْليه إِذا أَصَبْتَ كَبِدَه وكُلْيَتَه . كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً : قَصَدَه كَتَكَبَّدَه . كَبَدَ البَرْدُ القَوْمَ : شَقَّ عليهم وَضيَّقَ وفي حديث بِلالٍ : أَذَّنْتُ في ليلة باردةٍ فلمْ يأْتِ أَحَدٌ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ : مَالَهمْ يا بِلاَلُ ؟ قلت : كَبَدَهم البَرْدُ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّقَ من الكَبَدِ وهي الشّدَّة والضِّيقُ أَو أَصابَ أَكْبَادَهم وذلك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحَرَارَةِ والدَّمِ ولا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ . قلت : وتَمَام الحَدِيث في البصائر فَلَقَد رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى يريد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ . والكُبَاد كغُرَابٍ : وَجَعُ الكَبِدِ أَو داءٌ قال كُرَاع : ولا يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوِ إِلاَّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ . وفي الحديث الكُبَادُ مِنَ العَبِّ وهو شُرْبُ الماءِ من غير مَصٍّ . كَبِدَ كَفَرِحَ كَبَداً : أَلِمَ من وَجَعِها . كُبِدَ كعُنِيَ كُبَاداً : شَكَاهَا أَي كَبِدَه فهو مَكْبُودٌ . ربّمَا سُمِّيَ الجَوْفُ بِكَمَالِه كَبِداً حكاه ابن سِيده عن كُراع أنه ذَكرَه في المُنَجَّد وأَنشد :
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ ... إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءِ أَوْ كَفَلٍ نَهْدِ
وإِذَا عَلِمْتَ ذلك فقولُ شيخِنَا : قلتُ هو مستدرك لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ المادَّةَ فهو غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقٌ قلَمٍ واضِحٌ ليسَ بِسَدِيدٍ ولَيتَ شِعْرِي كيف لمْ يَر فَرْقاً بين الَّلحْمَةِ السوداءِ وبين الجَوْفِ بِكمالِه ولكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ والله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه . الكَبِدُ : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه وفي الحديث في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه مِنْ كَهْفٍ أَو شِعْب . وفي حديث موسى والخَضِرِ عليهما وعلى نَبِيِّنا الصلاة والسلامُ : فوَجَدْتُه عَلَى كَبِدِ البَحْرِ أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئهِ . وانْتَزَعَ سَهْماً فوضَعَه في كَبِدِ القِرْطَاسِ . ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ : وَسَطُها كُلُّ ذلك مَجازٌ من المَجاز : الكَبِدُ مِنَ القَوْسِ : ما بَيْنَ طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا . وفي التهذيب : هو فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَع السهم يقال ضع السهم على كبد القَوْسِ وهي ما بَيْنَ طَرَفَيْ مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمِ منها . قال الأَصْمعيُّ : في القَوْسِ كَبِدُهَا وهو ما بين طَرَفَيِ العِلاَقَةِ ثمّ الكَلْيَةُ تَلِي ذلك ثم الأَبْهَرُ يَلِي ذلك ثمّ الطَّائِفُ ثمّ السِّيَةُ وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا أَو قَدْرُ ذِرَاعٍ من مَقْبِضِهَا وقيل : كَبِدَاهَا : مَعْقِدَا سَيْرِ عِلاَقَتِهَا . كَبِدٌ جَبَلٌ أَحْمَرُ لِبَني كِلاَبٍ قال الراعي :
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدٌّ يُعَالِجُهُ ... عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ وفي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ من المجاز : الكَبِدُ : الجَنْبُ وفي الحديث فوَضَع يَدَه عَلَى كَبِدِي وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر وقيل : أَي ظاهِر جَنْبِي مّما يَلِي الكَبِدَ . وفي الأَساس : ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده : على ما يُقَابِلُ الكَبِدَ مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ . الكَبِدُ لَقَبُ أَبي زيد عَبْدِ الحَمِيد بن الوَلِيد بن المُغِيرة مَوْلَى أَشْجَع المُحَدِّث روَى عن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ . وكان أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً قال ابن يُونس : سُمِّيَ كَبِداً لِثِقَلِهِودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ لأَبي بَكْرِ ابن كِلابٍ وهي الهَضْبَة الحَمْرَاءُ المذكورة . وكَبِدُ الوِهَاد : بِسَمَاوَة كَلْبِ وضبطه الصاغانِيُّ بكسر الكافِ وسكون الباءِ . وكَبِدُ قُنَّةَ موضع لِغَنِيِّ بن أَعْصُرٍ . وكَبِدُ الحَصَاةِ لَقُب شاعِر . الكَبَدُ بالتحريك : عِظَمُ البَطْنِ من أَعْلاَه . كَبَدُ كُلِّ شَيْءٍ : عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ . الكَبَدُ : الهَوَاءُ وقال اللِّحْيَانيُّ : هوالهَوَاءُ واللُّوحُ والسُّكَاكُ والكَبَدُ . الكَبَدُ : الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ وهو مَجازٌ وبه فُسِّر قولُه تعالى : " لَقَد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدِ " وقال الفّرَاءُ : يقول : خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدِلاً . ويقال : في كَبَدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ وقيل : خُلق مُنْتَصِباً يَمْشِي على رِجْلَيْه وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ مُنتصِبٍ وقيل : في كَبَدٍ : خُلِقَ في بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل قال المُنْذِرِيّ : سمعت أبا طالب يقول الكبد الاستواءُ والاستِقَامَةُ . وقال الزَّجَّاجُ : هذا جَوابُ القَسَمِ المَعْنَى أُقْسِمُ بهذه الأَشياءِ لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبَد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ . الكَبَدُ : وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ ومُعْظَمُهَا كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ هكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة كما في سائر النُّسخ والصواب بالمُطَوَّلَة كما في الصحاح وغيره والكَبْدَاءِ والكَبْدِ بفتح فسكون فيهما كذا هو مضبوط والصواب والكَبِد ككَتِف وفي الصحاح وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جَمَعوا . وكَبِدُ السماءِ : وسَطها الذي تقوم فيه الشمسُ عند الزّوالِ فيقال عند انْحِطاطها : زالَتْ ومَالَتْ . قلت : وقولهم : بَلَغَتْ كَبِدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ مَجَازٌ كما في الأَساس . وقال الليث : كَبِدُ السماءِ : ما استقْبَلكَ مِن وَسَطِها يقال : حَلَّق الطائرُ حتى صار في كَبِدِ السماءِ وكُبَيْدَاءِ السماءِ إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ وكذلك يقولون في سُوَيْدَاءِ القَلْبِ قال : وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عن العرب هكذا . قلت : وكلام الأَئمَّة صَريحٌ في أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ وهذا خلافُ ما مشَى عليه المُصنّف فلينظر ذلك مع تأّمُّلٍ وأَشار إِليه شيخنا كذلك في شرحه وذَهبَ إِلى ما أَشَرْتُ إِليه وتَوقَّف في كونِ كَبدِ السماءِ مُحَرَّكة اللّهم إِلاّ أَن يجعل قوله فيما بعِد : والكَبِد بفتح فكسر كما لا يخفَى والله أَعلم ثم رأَيتُ الصاغَانيَّ ذكَرَ في تكملته أَن كَبَدَ السماءِ بالتحريك لغةٌ في كسْرِ الباءِ . وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ : صَارَتْ في كُبَيْدَائِها . وفي الصحاح : في كَبِدِهَا كَكَبَّدَتْ تَكْبِيداً . في التهذيب : كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ أَي تَوسَّطَها . تَكَبَّدَ الأَمْرَ : قَصَدَهُ ومنه قولُه :
" يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ من المَجاز تَكبَّدَ اللَّبْنُ وغيرُه من الشَّراب : غَلُظَ وخَثُرَ اللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ : الذي يَخْثُر حتَّى يَصيرَ كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ . وسُودُ الأَكبادِ : الأَعْدَاءُ قال الأَعشى :
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ ... هُمُ الأَعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ يَذِهبون حتى اسْوَدَّت كما يُقَال لهم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذلك والكَبِدُ مَعْدِنُ العَدَاوَةِ . والكَبْدَاءُ : رَحَى اليَدِ وهي التي تُدَارُ باليَدِ سُمِّيَت كَبْدَاءَ لما في إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ قال :
بُدِّلْتُ مِنْ وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ ... كَبْدَاءِ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ
" تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يَعْنِي رَحَى اليَدِ أَي في يَدِ رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها . وقال الآخر وهو راجزُ بني قَيْسٍ :
" بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
" كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
" أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِيَعْنِي رَحَّى . والكَوَاكِبُ : جِبَالٌ طِوَالٌ . الكَبْدَاءُ : القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها وهو مَجاز وقيل : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها . وفي الأَساس : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : يَملأُ عِجْسُها الكَفَّ الكَبْدَاءُ : المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الوَسَطِ البَطِيئةُ السَّيْر وقيل : امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ الكَبَدِ بالتحريك . والرَّجُلُ اَكْبَدُ وهو الضَّخْمُ الوَسَطِ ولا يكون إِلاَّ بَطِيءَ السَّيْرِ . الكَبْدَاءُ : الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ وناقَةٌ كَبْدَاءُ كذلك قال ذو الرُّمَّة :
" سِوَى وَطْأَةٍ دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ من المَجاز كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً الأَخير بالكسر : قَاسَاهُ والاسم الكابِدُ كالكاهِل والغارِب قال ابنُ سِيده : أَعْنِي به أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ قال العَجَّاج :
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّةِ ... بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ أَي طَالَتْ . وقال الليثُ : الرجُلُ يُكَابِد اللَّيلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه . ويقالن كابَدْتُ ظُلْمَةَ هذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً وهو مَجاز . والأَكْبَدُ : طائرٌ . الأَكْبَدُ : مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ وفي اللسان : هو الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ قال رُؤبةُ يَصِف جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ :
" أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا والكَبْدَةُ بالفتح فالسكون قولهم : فُلانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ أَي يُرْحَلُ إِليه في طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه . ومما يستدرك عليه : أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ : بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّاْنُ لها زَهْرَةٌ غَبْراءُ في بُرْعُومَةٍ مُدَوَّرةٍ لها وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ سُمِّيَتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ . نقله ابنُ سيده عن أَبي حنيفة . وكَبِدُ الأَرْضِ : ما في مَعادنِها من الذَهَبِ والفِضَّةِ ونحوِ ذلك قال ابنُ سيده : أُرَاه على التَّشبِيه والجَمْعُ كالجَمْعِ . وفي حديثِ مَرفوعٍ وتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاذَ كَبِدها أَي تُلْقِي ماخُبِىءَ في بَطْنها من الكُنُوزِ والمَعَادنِ فَاسْتَعَارَ لها الكَبِدَ . وفي حديث الخَنْدَق فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ هي القِطَعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض والمعروف كَدْيَةٌ باليَاءِ قاله ابنُ الأَثير . والكَبَدُ : الاسْتواءُ والاستقامةُ . وتَكَبَّد الفَلاةَ إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها . وكَابِدٌ في قولِ العجاج مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم . وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضٍ قال أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيَ :
" لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاًبأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ والكَبَّاجُ ككَتَّانٍ : نوعٌ من اللَّيْمُونِ . الكَبُود كصَبُورٍ : قَبِيلَةٌ باليمن . وكَبِنْدَةُ بفتح الكاف وكسر الموحّدة وسكون النون : من قُرَى نَسَفَ منها أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ الضَّبِّيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه
نَكِد عَيْشُه كفَرِحَ : اشتَدَّ وعَسُرَ يَنْكَد نَكَداً ورجُلٌ نَكِدٌ عَسِرٌ وفيه نَكَادةٌ نَكِدَت البِئْرُ : قَلَّ مَاؤُها كنَكَزَتْ وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيل . ونَكَد الغُرَابُ كنَصَر : اسْتَقْصَى في شَحِيجِه كأَنَّه يَقِيُّء كَتَنَكَّد كما في الأَساس نَكَد زَيْدٌ حاجَةَ عمْرٍو : منَعه إِيَّاها وعبارةُ اللسان ونَكَده حاجَتَه : منَعه إِيَّاها نَكَد فُلاناً : منَعَه ما سأَلَه أَو نَكَده ما سأَله يَنْكُدُه نَكْداً : لَمْ يُعْطِه منه إِلاَّ أَقَلَّهُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
مِن البِيضِ تُرْغِينَا سُقَاطَ حدِيثِها ... وتَنْكُدُنَا لَهْوَ الحَدِيثِ المُمنَّعِ تُرْغِينَا أَي تُعْطِينَا منه ما لَيْسَ بِصَرِيحٍ . وتَنْكُدُنا : تَمْنَعُنَا . نُكدَ الرجُلُ كعُنِيَ فهو مَنْكُود : كَثُرَ سُؤّالُه وقَلَّ نائِلُه وفي اللسان : رَجُلٌ مَنْكُودٌ ومَعْرُكٌ وَمَشْفُوه ومَعْجُوزٌ : أُلِحَّ عَلَيْه في المسأَلَة عن ابن الأَعْرَابيّ . ورَجُلٌ نَكِدٌ بالكسر ونَكَدٌ بفتحتين ونَكْدٌ بفتح فسكون وأَنْكَدُ : شُؤْمٌ عَسِرٌ لئيمٌ وكلُّ شيْءٍ جَرَّ على صاحِبِه شَرًّا فهو نَكَدٌ وصاحِبُه أَنْكَدُ نَكِدٌ وقَوْمٌ أَنْكَاد وَمَنَاكِيدُ ونُكْدٌ ونكد : مَنَاحِيسُ قَلِيلُو الخَيْرِ . والنُّكْدُ بالضمّ : قِلَّةُ العَطَاءِ وأَن لا يَهْنَأَه مَن يُعْطَاهُ وأَنشد :
وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَهُ طَيِّباً ... لاَ خَيْرَ فِي المُنْكُودِ والنَّاكِدِ ويُفْتَح ونَكِدَ الرَّجُل نَكَداً : قَلَّلَ العَطاءَ أَو لم يُعْطِ البَتَّةَ أَنشد ثعلبٌ :
نَكِدْتَ أَبَازُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنَا ... ولَمْ يُنْكَدْ بِحَاجَتِنَا ضَبَابُ
عَدَّاه بالباءِ لأَنه في معنَى بَخِلَ حتّى كأَنَّه قال : بَخِلْت بحاجَتِنَا . النُّكْدُ بالضمّ : الغَزِيراتُ اللَّبَنِ من الإِبلِ والتي لا لَبَنَ لَهَا ضِدُّ وهذه عن ابنِ فارِسٍ صاحب المُجْمَل قال : ناقَةٌ نَكْدَاءُ : لا لَبَنَ لها قال الصاغانيُّ : تَفَرَّد بها ابنُ فَارِسٍ وقد خالَفَه الناسُ وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : وأَحْسَبه من الأَضداد لأَنه اسْتُعْمِل في الضِّدَّيْنِ لأَنه قد يقال نَكِدَ لَبَنُها إِذا نَقَصَ قيل : هي التي لا يَبْقَى لها وَلَدق فيَكْثُرُ لَبَنُها لأَنّها حينئذٍ لا تُرْضِع . قال الكُمَيْت :
" وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُهَاولَمْ يَكُ فِي النُّكْدِ المَقَالِيتِ مَشْخَبُ
" وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولَمْ يَكُنْلِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ ويروى : ولم يَكُ في المُكْدِ وهما بمعنًى الواحِدَةُ نَكْدَاءُ ويقال للناقَةِ التي مات وَلَدُها : نَكْدَاءُ وإِيّاها عَنَى الشاعرُ :
" وَلمْ أَرْأَمِ الضَّيْمَ اخْتِتَاءً وذِلَّةًكَمَا شَمَّتِ النَّكْدَاءُ بَوًّا مُجَلَّدَا ونَاقَةٌ نَكْدَاءُ : مِقْلاَتٌ لا يَعِيش لها وَلدٌ فتَكْثُر أَلْبَانُها وفي حديثِ هَوازِنَ ولادَرُّهَا بِمَاكِدٍ ولا نَاكِدٍ قال ابنُ الأَثير : قال القُتَيْبِيّ : إِن كان المحفوظ ناكِد فإِنه أَراد القليلَ لأَن النَّاكِدَ : الناقةُ الكثيرةُ اللبنِ فقال : مادَرُّها بِغَزيرٍ . والنَّاكِدُ أَيضاً : القليلةُ اللَّبَنِ وكذلك النَّكْدَاءُ وفي قَصيدِ كَعْبٍ :
" قَامَتْ تُجَاوِبُهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ جَمْع نَاكِدٍ وهي التي لا يَعِيش لها وَلَدٌ . يقال : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ أَي نَزْرٌ قَليلٌ قال رَبِيعَةٌ بن مَقْرُومٍ يَمدَح مَسْعُودَ بن سالمٍ :
" لا حِلْمُكَ الحِلْمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ وَلاَمُلْفًى عَطَاؤُكِ فِي الأَقْوَامِ مَنْكُودَا وفي الأَساس : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ غير مُهَنَّإٍ كمُنَكَّدٍ . ونَكِيدَي بالفتح فالكسر اسم مَدِينَة أَبُقْرَاطَ الحَكِيمِ بالرُّومِ والشائِع على أَلْسِنة أَهلِ الروم نيكدَهُ وفي المَرَاصِد والمُعْجَم : بَيْنَهَا وبين قَيْسَارِيَّة من جِهة الشَّمَالِ ثَلاَثَةُ أَيَّام قيل : إِن أُبُقْرَاطَ الحَكِيمَ كانَ بِهَا وبينها وبين هِرَقْلَةَ ثلاثَةُ أَيّامٍ ونَقَل شيخُنَا عن المَوْلَى أَحمَد أَفندِي : أَظُنُّه فَارِسِيًّا مُعَرَّباً مِن نِيكَ دَه أَي قَرية حَسَنَةٌ . وتَنَاكَدَا : تَعَاسَرَا وهما يَتَنَاكَدانِ ونَاكَدَه فلانٌ إِذا عَاسَرَه وهو مُنَاكِدٌ . ومما يستدرك عليه : أَرضُونَ نِكَادٌ : قَلِيلَة الخَيْرِ وفي الدعاءِ : نَكْداً له وجَحْداً ونُكْداً وجُحْداً . وسَأَلُه فَأَنْكَدَه أَي وَجَدَه عَسِراً مُقَلِّلاً وقيل : لم يَجِد عندَه إِلاَّ نَزْراً قَليلاً . وَطَلَبَ فُلانٌ حاجَةً فأَنْكَدَ أَي أَكْدَى . وقوله تعالى : " والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً " قرأَ أَهلُ المدينة نَكَداً بفتح الكاف وقرأَت العامَّةُ نَكِداً بكسرها قال الزجَّاج : وفيه وَجهانِ آخرانِ لم يُقْرَأْ بهما : إِلاَّ نَكْداً ونُكْداً وقال الفَرَّاءُ : معناه لا يَخْرُج إِلاَّ في نَكَدٍ وشِدَّةٍ . ونَكَّدَ عَطَاءَه بالمَنِّ . ونُكِدَ فُلانٌ : اسْتُنْفِدَ ما عِندَه ونُكِدَ الماءُ : نُزِفَ . وجاءَه مُنْكِداً أَي غيرَ مَحْمُودِ المَجِيءِ وقال مَرَّةً : أَي فَارِغاً وقال ثَعْلَب : ِنما هو مُنْكِزاً وسيأْتي من نَكِزَت البِئرُ إِذَا قَلَّ ماؤُهَا وهو أَحْسَنُ وإِنْ لم يُسْمَع أَنْكَزَ الرجُلُ إِذا نَكِزَتْ مِيَاهُ آبارِه . وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيلٌ . والأَنْكَدانِ : مازِنُ بنُ مالِك بن عَمرو بن تميم ويَرْبُوعُ بن حَنْظَلَةَ قال بُجَيْر بنُ عَبْدِ الله بن سَلَمَةَ القُشَيْرِيّ :
الأَنْكَدَانِ مَازِنٌ ويَرْبُوعْ ... هَا إِنَّ ذَا الْيَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعُوكان بُجَيْرْ هذا قد الْتَقَى هو وقَعْنَبُ بن الحارث اليَربوعيّ فقال بُجَيْر : يا قَعْنَبُ ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرَسُكَ ؟ قال : فكيف شُكْرُك لها ؟ قال : ومَا عَسَيْتُ أَن أَشْكُرَها ؟ قال : وكيف لا يَشْكُرُهَا وقد نَجَّتْكَ مِنّي ؟ قال قَعْنَبٌ : ومتى ذلك ؟ قال : حيث أَقول :
تَمَطَّتْ بِهِ البَيْضَاءُ بَعْدَ اخْتِلاَسِه ... عَلَى دَهَشٍ وَخِلْتُنِي لَمْ أُكَذَّبِ فَأَنْكَرَ قَعْنَبٌ ذلك وتَلاَعَنا وتَدَاعَيَا أَن يَقْتُلَ الصادِقُ منهما الكاذِبَ ثم إِن بُجَيْراً أَغارَ على بني العَنْبَرِ فغَنِمَ ومَضَى وأَتْبَعَتْه قبائلُ مِن تَميمٍ ولحقَ به بنو مازِنٍ وبنو يَرْبُوع فلما نَظَر إِليهم قال هذا الرَّجَزَ ثم إِنهم احْتَرَبُوا قليلاً فحَمَلَ قَعْنَبُ بن عِصْمَةَ بنِ عاصمٍ اليَرْبُوعيُّ على بُجَيْرٍ فطعَنَه فأَذْرَاهُ عن فرسه فَوَثَب عليه كَدَّامُ بن بَجِيلَة المازِنِيُّ فأَسرَه فجاءَه قَعْنَبٌ اليَرْبُوعيُّ لِيَقْتُلَه فمنَعَ منه كَدَّامٌ المازنيُّ فقال له قَعْنَبٌ : مَازِ رَأْسَك والسَّيْفَ . فخَلَّى عنه كَدَّامٌ فضَرَبَه قَعْنَبٌ فأَطَارَ رَأْسَه ومازِ تَرْخِيم مازِنٍ ولم يكُن اسْمُه مازِناً وإِنما كان اسْمُه كَدَّاماً وإِنما سَمَّاهُ مازِناً لأَنه من بني مازِنٍ وقد يَفْعَلُ العَرَبُ مِثْلَ هذا في بعضِ المواضِع كذا في اللسان . ونُوكَنْدُ : قَريةٌ من قُرَى سَمَرْقَنْدَ وتفسيره حَفَر جَديداً