هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً واسْتَهَلَّ وهو شدَّة انصبابه وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم يقال هَلَّ السحاب إِذا أَمطر بشدَّة والهِلالُ الدفعة منه وقيل هو أَوَّل ما يصيبك منه والجمع ...
هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً واسْتَهَلَّ وهو شدَّة انصبابه وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم يقال هَلَّ السحاب إِذا أَمطر بشدَّة والهِلالُ الدفعة منه وقيل هو أَوَّل ما يصيبك منه والجمع أَهِلَّة على القياس وأَهاليلُ نادرة وانْهَلَّ المطر انْهِلالاً سال بشدَّة واستهلَّت السماءُ في أَوَّل المطر والاسم الهِلالُ وقال غيره هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت وأَهَلَّه الله ومنه انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ المطر قال أَبو نصر الأَهالِيل الأَمْطار ولا واحد لها في قول ابن مقبل وغَيْثٍ مَرِيع لم يُجدَّع نَباتُهُ ولتْه أَهالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب وقال ابن بُزُرْج هِلال وهَلالُهُ ( * قوله « هلال وهلاله إلخ » عبارة الصاغاني والتهذيب وقال ابن بزرج هلال المطر وهلاله إلخ ) وما أَصابنا هِلالٌ ولا بِلالٌ ولا طِلالٌ قال وقالوا الهِلَلُ الأَمطار واحدها هِلَّة وأَنشد من مَنْعِجٍ جادت رَوابِيهِ الهِلَلْ وانهلَّت السماءُ إِذا صبَّت واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها وكأَنَّ استِهْلالَ الصبيّ منه وفي حديث النابغة الجعديّ قال فنَيَّف على المائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ كل شيء انصبَّ فقد انْهَلَّ يقال انهلَّ السماء بالمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدة انْصِبابه قال ويقال هلَّ السماء بالمطر هَلَلاً ويقال للمطر هَلَلٌ وأُهْلول والهَلَلُ أَول المطر يقال استهلَّت السماء وذلك في أَول مطرها ويقال هو صوت وَقْعِه واستهلَّ الصبيُّ بالبُكاء رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة وكل شيء ارتفع صوتُه فقد استهلَّ والإِهْلالُ بالحج رفعُ الصوت بالتَّلْبية وكلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ وفي الحديث الصبيُّ إِذا وُلِد لم يُورَث ولم يَرِثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وفي حديث الجَنِين كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولا شَرِبَ ولا اسْتَهَلَّ ؟ وقال الراجز يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وأَصله رَفْعُ الصوَّت وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبية وتكرر في الحديث ذكر الإِهْلال وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِية أَهَلَّ المحرِمُ بالحج يُهِلُّ إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه والمُهَلُّ بضم الميم موضعُ الإِهْلال وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه ويقع على الزمان والمصدر الليث المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم على نفسه تقول أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة في معنى أَحْرَم بها وإِنما قيل للإِحرامِ إِهْلال لرفع المحرِم صوته بالتَّلْبية والإِهْلال التلبية وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ وكذلك قوله عز وجل وما أُهِلَّ لغير الله به هو ما ذُبِحَ للآلهة وذلك لأَن الذابح كان يسمِّيها عند الذبح فذلك هو الإِهْلال قال النابغة يذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من البحر أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها بَهِجٌ متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ يعني بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء والحمد لله إِذا رآها قال أَبو عبيد وكذلك الحديث في اسْتِهْلال الصبيِّ أَنه إِذا وُلد لم يَرِثْ ولم يُورَثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وذلك أَنه يُستدَل على أَنه وُلد حيًّا بصوته وقال أَبو الخطاب كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهلّ ومُسْتَهِلّ وأَنشد وأَلْفَيْت الخُصوم وهُمْ لَدَيْهِ مُبَرْسمَة أَهلُّوا ينظُرونا وقال غير يَعفور أَهَلَّ به جاب دَفَّيْه عن القلب ( * قوله « غير يعفور إلخ » هو هكذا في الأصل والتهذيب ) قيل في الإِهْلال إِنه شيء يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيه بالعُواء الخفيف وهو بين العُواء والأَنين وذلك من حاقِّ الحِرْص وشدّة الطلب وخوف الفَوْت وانهلَّت السماء منه يعني كلب الصيد إِذا أُرسل على الظَّبْي فأَخذه قال الأَزهري ومما يدل على صحة ما قاله أَبو عبيد وحكاه عن أَصحابه قول الساجع عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَضى في الجَنين ( قوله « حين قضى في الجنين إلخ » عبارة التهذيب حين قضى في الجنين الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ ) إِذا سقَط ميتاً بغُرَّة فقال أَرأَيت مَن لا شرب ولا أَكَلْ ولا صاح فاسْتَهَلّْ ومثل دَمِه يُطَلُّ فجعله مُسْتَهِلاًّ برفعِه صوته عند الوِلادة وانهلَّت عينُه وتَهَلَّلتْ سالت بالدمع وتَهَلَّلتْ دموعُه سالت واستهلَّت العين دمَعت قال أَوس لا تَسْتَهِلُّ من الفِراق شُؤوني وكذلك انْهَلَّتِ العَيْن قال أَو سُنْبُلاً كُحِلَتْ به فانْهَلَّتِ والهَليلةُ الأَرض التي استهلَّ بها المطر وقيل الهَلِيلةُ الأَرض المَمْطورة وما حَوالَيْها غيرُ مَمطور وتَهَلَّل السحابُ بالبَرْق تَلأْلأَ وتهلَّل وجهه فَرَحاً أَشْرَق واستهلَّ وفي حديث فاطمة عليها السلام فلما رآها استبشَر وتهلَّل وجهُه أَي استنار وظهرت عليه أَمارات السرور الأَزهري تَهَلَّل الرجل فرحاً وأَنشد ( * هذا البيت لزهير بن ابي سلمى من قصيدة له ) تَراه إِذا ما جئتَه مُتَهَلِّلاً كأَنك تُعطيه الذي أَنت سائلُهْ واهْتَلَّ كتَهلَّل قال ولنا أَسامٍ ما تَليقُ بغيرِنا ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حين تَرانا وما جاء بِهِلَّة ولا بِلَّة الهِلَّة من الفرح والاستهلال والبِلَّة أَدنى بَللٍ من الخير وحكاهما كراع جميعاً بالفتح ويقال ما أَصاب عنده هِلَّة ولا بِلَّة أَي شيئاً ابن الأَعرابي هَلَّ يَهِلُّ إِذا فرح وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صاح والهِلالُ غرة القمر حين يُهِلُّه الناسُ في غرة الشهر وقيل يسمى هِلالاً لليلتين من الشهر ثم لا يسمَّى به إِلى أَن يعود في الشهر الثاني وقيل يسمى به ثلاث ليال ثم يسمى قمراً وقيل يسماه حتى يُحَجِّر وقيل يسمى هِلالاً إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سواد الليل وهذا لا يكون إِلا في الليلة السابعة قال أَبو إِسحق والذي عندي وما عليه الأَكثر أَن يسمَّى هِلالاً ابنَ ليلتين فإِنه في الثالثة يتبين ضوءُه والجمع أَهِلَّة قال يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ أَهلَّة نضّاخ النَّدَى كقوله تلقّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ وخيرُ النَّوْءِ ما لَقِيَ السِّرَارا التهذيب عن أَبي الهيثم يسمَّى القمر لليلتين من أَول الشهر هِلالاً ولليلتين من آخر الشهر ستٍّ وعشرين وسبعٍ وعشرين هِلالاً ويسمى ما بين ذلك قمراً وأَهَلَّ الرجلُ نظر إِلى الهِلال وأَهْلَلْنا هِلال شهر كذا واسْتَهْللناه رأَيناه وأَهْلَلْنا الشهر واسْتَهْللناه رأَينا هِلالَه المحكم وأَهَلَّ الشهر واستَهلَّ ظهر هِلالُه وتبيَّن وفي الصحاح ولا يقال أَهَلَّ قال ابن بري وقد قاله غيره المحكم أَيضاً وهَلَّ الشهر ولا يقال أَهَلَّ وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ على ما لم يسم فاعله ظهَر والعرب تقول عند ذلك الحمدُلله إِهْلالَك إِلى سِرارِك ينصبون إِهْلالَك على الظرف وهي من المصادر التي تكون أَحياناً لسعة الكلام كخُفوق النجم الليث تقول أُهِلَّ القمر ولا يقال أُهِلَّ الهِلالُ قال الأَزهري هذا غلط وكلام العرب أُهِلَّ الهِلالُ روى أَبو عبيد عن أَبي عمرو أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لا غير وروي عن ابن الأَعرابي أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ قال واسْتَهَلَّ أَيضاً وشهر مُسْتَهل وأَنشد وشهر مُسْتَهل بعد شهرٍ ويومٌ بعده يومٌ جَدِيدُ قال أَبو العباس وسمي الهلالُ هِلالاً لأَن الناس يرفعون أَصواتهم بالإِخبار عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن ناساً قالوا له إِنَّا بين الجِبال لا نُهِلُّ هِلالاً إِذا أَهَلَّه الناس أَي لا نُبْصِره إِذا أَبصره الناس لأَجل الجبال ابن شميل انطَلِقْ بنا حتى نُهِلَّ الهِلال أَي نَنْظُر أَنَراه وأَتَيْتُك عند هِلَّةِ الشهر وهِلِّه وإِهْلاله أَي اسْتِهلاله وهالَّ الأَجيرَ مُهالّةً وهِلالاً استأْجره كل شهر من الهِلال إِلى الهِلال بشيء عن اللحياني وهالِلْ أَجيرَك كذا حكاه اللحياني عن العرب قال ابن سيده فلا أَدري أَهكذا سمعه منهم أَم هو الذي اختار التضعيف فأَما ما أَنشده أَبو زيد من قوله تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنه أَراد تَضَعُها على شكْلِ الهِلال وذلك لأَن معنى قوله تَخُطُّ تُهَلِّلُ فكأَنه قال تُهَلِّل لام أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلاً أَيَّما تَهْليل والمُهَلِّلةُ بكسر اللام من الإِبل التي قد ضَمَرت وتقوَّست وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ مشبَّه بالهلال وبعير مُهَلَّل بفتح اللام مقوَّس والهِلالُ الجمَل الذي قد ضرَب حتى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال والتقوُّس الليث يقال للبعير إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه والتزق بطنه هُزالاً وإِحْناقاً قد هُلِّل البعير تهليلاً قال ذو الرمة إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ وهُلِّلتْ جُرُومُ المَطايا عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ ومعنى هُلِّلتْ أَي انحنتْ كأَنه الأَهلَّة دِقَّةً وضُمْراً وهِلالُ البعير ما استقوس منه عند ضُمْره قال ابن هرمة وطارِقِ هَمٍّ قد قَرَيْتُ هِلالَهُ يَخُبُّ إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ ويَرْسُِمُ أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هذا البعير والهلالُ الجمل المهزول من ضِراب أَو سير والهِلال حديدة يُعَرْقَب بها الصيد والهِلالُ الحديدة التي تضمُّ ما بين حِنْوَيِ الرَّحْل من حديد أَو خشب والجمع الأُهِلَّة أَبو زيد يقال للحدائد التي تضمُّ ما بين أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة وقال غيره هلالُ النُّؤْي ما استقْوَس منه والهِلالُ الحيَّة ما كان وقيل هو الذكَر من الحيّات ومنه قول ذي الرمة إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ كأَنه هِلالٌ بدَا في رَمْضةٍ يَتَقَلَّب يعني حيَّة والهِلال الحيَّة إِذا سُلِخَت قال الشاعر تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عليها كأَنه قَشيبُ هِلال لم تقطَّع شَبَارِقُهْ وأَنشد ابن الأَعرابي يصف درعاً شبهها في صَفائها بسَلْخ الحيَّة في نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ كأَنها من خِلَعِ الهِلالِ وهُزْؤُها بالنِّصال ردُّها إِياها والهِلالُ الحجارة المَرْصوف بعضُها إِلى بعضٍ والهِلالُ نِصْف الرَّحَى والهلالُ الرَّحَى ومنه قول الراجز ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا والهِلالُ طرف الرَّحَى إِذا انكسر منه والهِلالُ البياض الذي يظهر في أُصول الأَظْفار والهِلالُ الغُبار وقيل الهِلالُ قطعة من الغُبار وهِلالُ الإِصبعِ المُطيفُ بالظفر والهِلالُ بقيَّة الماء في الحوض ابن الأَعرابي والهِلالُ ما يبقى في الحوض من الماء الصافي قال الأَزهري وقيل له هِلالٌ لأَن الغدير عند امتلائه من الماء يستدير وإِذا قلَّ ماؤه ذهبت الاستدارةُ وصار الماء في ناحية منه الليث الهُلاهِلُ من وصف الماء الكثير الصافي والهِلالُ الغلام الحسَن الوجه قال ويقال للرَّحى هِلال إِذا انكسرت والهِلالُ شيء تُعرقَبُ به الحميرُ وهِلالُ النعل ذُؤابَتُها والهَلَلُ الفَزَع والفَرَقُ قال ومُتَّ مِنِّي هَلَلاً إِنما مَوْتُك لو وارَدْت وُرَّادِيَهْ يقال هَلَكَ فلان هَلَلاً وهَلاًّ أَي فَرَقاً وحَمل عليه فما كذَّب ولا هَلَّلَ أَي ما فَزِع وما جبُن يقال حَمَل فما هَلَّل أَي ضرب قِرْنه ويقال أَحجم عنَّا هَلَلاً وهَلاًّ قاله أَبو زيد والتَّهْليل الفِرارُ والنُّكوصُ قال كعب بن زهير لا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا في نُحورِهِمُ وما لهمْ عن حِياضِ المَوْتِ تَهْليلُ أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ يقال هَلَّل عن الأَمر إِذا ولَّى عنه ونَكَص وهَلَّل عن الشيء نَكَل وما هَلَّل عن شتمي أَي ما تأَخر قال أَبو الهيثم ليس شيء أَجْرأَ من النمر ويقال إِنّ الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل قال والمُهَلِّل الذي يحمل على قِرْنه ثم يجبُن فَيَنْثَني ويرجع ويقال حَمَل ثم هَلَّل والمُكَلِّل الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقِرْنه وقال قَوْمي على الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا ( * قوله « ويضيعوا التهليلا » وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب ) أَي لمَّا يرجعوا عمَّا هم عليه من الإِسلام من قولهم هَلَّل عن قِرْنه وكَلَّس قال الأَزهري أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شهادة أَن لا إِله إِلا الله وهو رفع الصوت بالشهادة وهذا على رواية من رواه ويُضَيِّعوا التَّهْليلا وقال الليث التَّهْليل قول لا إِله إِلا الله قال الأَزهري ولا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته وقوله أَنشده ثعلب وليس بها رِيحٌ ولكن وَدِيقَةٌ يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ فسره فقال مرَّة يذهب رِيقُه يعني يُهِلُّ ومرة يَجيء يعني يَنْقَع والسامي الذي يصطاد ويكون في رجله جَوْرَبان وفي التهذيب في تفسير هذا البيت السامي الذي يطلب الصيد في الرَّمْضاء يلبس مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء من مَكانِسِها فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السامي فيأْخذها بيده وجمعه السُّمَاة وقال الباهلي في قوله يُهِلُّ هو أَن يرفع العطشان لسانه إِلى لَهاته فيجمع الريق يقال جاء فلان يُهِلُّ من العطش والنَّقْعُ جمع الريق تحت اللسان وتَهْلَلُ من أَسماء الباطل كَثَهْلَل جعلوه اسماً له علماً وهو نادر وقال بعض النحويين ذهبوا في تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لم يجدوا في الكلام « ت ه ل » معروفة ووجدوا « ه ل ل » وجاز التضعيف فيه لأَنه علم والأَعلام تغير كثيراً ومثله عندهم تَحْبَب وذهب في هِلِيَّانٍ وبذي هِلِيَّانٍ أَي حيث لا يدرَى أَيْنَ هو وامرأَة هِلٌّ متفصِّلة في ثوب واحدٍ قال أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ وإِن قَعَدَتْ هِلاًّ فأَحْسنْ بها هِلاَّ والهَلَلُ نَسْجُ العنكبوت ويقال لنسج العنكبوت الهَلَل والهَلْهَلُ وهَلَّلَ الرجلُ أَي قال لا إِله إِلا الله وقد هَيْلَلَ الرجلُ إِذا قال لا إِله إِلا الله وقد أَخذنا في الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا في التَّهْليل وهو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ إِذا قال لا حول ولا قوة إِلا بالله وأَنشد فِداكَ من الأَقْوام كُلُّ مُبَخَّل يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الخليل حَيْعَل الرجل إِذا قال حيّ على الصلاة قال والعرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف الأُخرى منه قولهم لا تُبَرْقِل علينا والبَرْقَلة كلام لا يَتْبَعه فعل مأْخوذ من البَرْق الذي لا مطر معه قال أَبو العباس الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة قال هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا قيل له فالْحَمدلة ؟ قال ولا أنكره ( * قوله « قال ولا أنكره » عبارة الازهري فقال لا وأنكره ) وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة وقوله تعلى وما أُهِلَّ به لغير الله أَي نودِيَ عليه بغير اسم الله ويقال أَهْلَلْنا عن ليلة كذا ولا يقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال أَدخلناه فدَخَل وهو قياسه وثوب هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل رقيق سَخيفُ النَّسْج وقد هَلْهَل النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه والهَلْهَلةُ سُخْفُ النسْج وقال ابن الأَعرابي هَلْهَله بالنَّسْج خاصة وثوب هَلْهَل رَديء النسْج وفيه من اللغات جميع ما تقدم في الرقيق قال النابغة أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ ولم يأْتِ بالحقّ الذي هو ناصِعُ ويروى لَهْلَه ويقال أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهالاً والمُهَلْهَلة من الدُّروع أَرْدَؤها نسْجاً شمر يقال ثوب مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ وأَنشد ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه عليك الظِّلالَ فما هَلْهَلُوا وقال شمر في كتاب السلاح المُهَلْهَلة من الدُّروع قال بعضهم هي الحَسنة النسْج ليست بصفيقة قال ويقال هي الواسعة الحَلَق قال ابن الأَعرابي ثوب لَهْلَهُ النسج أَي رقيق ليس بكثيف ويقال هَلْهَلْت الطحين أَي نخلته بشيء سَخيف وأَنشد لأُمية ( * قوله « وأنشد لامية إلخ » عبارة التكملة لامية بن ابي الصلت يصف الرياح أذعن به جوافل معصفات ... كما تذري المهلهلة الطحينابه اي بذي قضين وهو موضع ) كما تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا وشعر هَلْهل رقيقٌ ومُهَلْهِل اسم شاعر سمي بذلك لِرَداءة شعْره وقيل لأَنه أَوَّل من أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة ( * قوله وهو امرؤ القيس بن ربيعة هكذا في الأصل والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة ) أَخو كُليب وائل وقيل سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا ويقال هَلهَلْت أُدرِكه كما يقال كِدْت أُدْرِكُه وهَلْهَلَ يُدْركه أَي كان يُدركه وهذا البيت أَنشده الجوهري لما تَوَغَّلَ في الكُراع هَجِينُهم قال ابن بري والذي في شعره لما توعَّر كما أَوردْناه عن غيره وقوله لما توَعَّر أَي أَخذ في مكان وعْر ويقال هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً والهَلْهَل السَّمُّ القاتِل وهو معرَّب قال الأَزهري ليس كل سَمّ قاتل يسمَّى هَلهَلاً ولكن الهَلهَلُ سَمٌّ من السُّموم بعينه قاتِلٌ قال وليس بعربيّ وأَراه هنْدِيّاً وهَلهَلَ الصوْتَ رجَّعه وماءٌ هُلاهِلٌ صافٍ كثير وهَلْهَل عن الشيء رجَع والهُلاهِلُ الماء الكثير الصافي والهَلْهَلةُ الانتظار والتأَني وقال الأَصمعي في قول حَرملة بن حَكيم هَلهِلْ بكَعْبٍ بعدما وَقَعَتْ فوق الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ ويروى هَلِّلْ ومعناهما جميعاً انتظر به ما يكون من حاله من هذه الضرْبة وقال الأَصمعي هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بعدما وقعت به شَجَّة على جبينه وقال شمر هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت التهذيب ويقال أَهَلَّ السيفُ بفلان إِذا قطع فيه ومنه قول ابن أَحمر وَيْلُ آمِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ به على الهَباءَة لا نِكْسٌ ولا وَرَع وذو هُلاهِلٍ قَيْلٌ من أَقْيال حِمْير وهَلْ حرف استفهام فإِذا جعلته اسماً شددته قال ابن سيده هل كلمة استفهام هذا هو المعروف قال وتكون بمنزلة أَم للاستفهام وتكون بمنزلة بَلْ وتكون بمنزلة قَدْ كقوله عز وجل يَوْمَ نقولُ لجهنَّم هَلِ امْتَلأْتِ وتقولُ هَلْ مِنْ مزيدٍ ؟ قالوا معناه قد امْتَلأْت قال ابن جني هذا تفسير على المعنى دون اللفظ وهل مُبقاة على استفهامها وقولها هَلْ مِن مزيد أَي أَتعلم يا ربَّنا أَن عندي مزيداً فجواب هذا منه عزَّ اسمه لا أَي فكَما تعلم أَن لا مَزيدَ فحسبي ما عندي وتكون بمعنى الجزاء وتكون بمعنى الجَحْد وتكون بمعنى الأَمر قال الفراء سمعت أَعرابيّاً يقول هل أَنت ساكت ؟ بمعنى اسكت قال ابن سيده هذا كله قول ثعلب وروايته الأَزهري قال الفراء هَلْ قد تكون جَحْداً وتكون خبَراً قال وقول الله عز وجل هَلْ أَتى على الإِنسان حينٌ من الدهر قال معناه قد أَتى على الإِنسان معناه الخبر قال والجَحْدُ أَن تقول وهل يقدِر أَحد على مثل هذا قال ومن الخبَر قولك للرجل هل وعَظْتك هل أَعْطَيتك تقرَّره بأَنك قد وعَظْته وأَعطيته قال الفراء وقال الكسائي هل تأْتي استفهاماً وهو بابُها وتأْتي جَحْداً مثل قوله أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بدائم معناه أَلا ما أَخو عيشٍ قال وتأْتي شرْطاً وتأْتي بمعنى قد وتأْتي تَوْبيخاً وتأْتي أَمراً وتأْتي تنبيهاً قال فإِذا زدت فيها أَلِفاً كانت بمعنى التسكين وهو معنى قوله إِذا ذُكِر الصالحون فحَيَّهَلاً بعُمَر قال معنى حَيّ أَسرِعْ بذكره ومعنى هَلاً أَي اسْكُن عند ذكره حتى تنقضي فضائله وأَنشد وأَيّ حَصانٍ لا يُقال لَها هَلاً أَي اسْكُني للزوج قال فإِن شَدَّدْت لامَها صارت بمعنى اللوْم والحضِّ اللومُ على ما مضى من الزمان والحَضُّ على ما يأْتي من الزمان قال ومن الأَمر قوله فهَلْ أَنتُم مُنْتَهون وهَلاً زجْر للخيل وهالٍ مثله أَي اقرُبي وقولهم هَلاً استعجال وحث وفي حديث جابر هَلاَّ بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك هَلاَّ بالتشديد حرف معناه الحثُّ والتحضيضُ يقال حيّ هَلا الثريدَ ومعناه هَلُمَّ إِلى الثريد فُتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسماً واحداً مثل خمسة عشر وسمِّي به الفعل ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث وإِذا وقفت عليه قلت حَيَّهَلا والأَلف لبيان الحركة كالهاء في قوله كِتابِيَهْ وحِسابِيَهْ لأَنَّ الأَلِف من مخرج الهاء وفي الحديث إِذا ذكِرَ الصالحون فحَيَّهَلَ بعُمَرَ بفتح اللام مثل خمسة عشر أَي فأَقْبِلْ به وأَسرِع وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى أَسرِعْ وقيل معناه عليك بعُمَر أَي أَنه من هذه الصفة ويجوز فحَيَّهَلاً بالتنوين يجعل نكرة وأَما حَيَّهَلا بلا تنوين فإِنما يجوز في الوقف فأَما في الإِدراج فهي لغة رديئة قال ابن بري قد عرَّفت العرب حَيَّهَلْ وأَنشد فيه ثعلب وقد غَدَوْت قبل رَفْعِ الحَيَّهَلْ أَسوقُ نابَيْنِ وناباً مِلإِبِلْ وقال الحَيَّهَل الأَذان والنابانِ عَجُوزان وقد عُرِّف بالإِضافة أَيضاً في قول الآخر وهَيَّجَ الحَيَّ من دارٍ فظلَّ لهم يومٌ كثير تَنادِيه وحَيَّهَلُهْ قال وأَنشد الجوهري عجزه في آخر الفصل هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ وقال أَبو حنيفة الحَيْهَل نبت من دِقّ الحَمْض واحدته حَيْهَلة سميت بذلك لسُرعة نباتها كما يقال في السرعة والحَثّ حَيَّهَل وأَنشد لحميد بن ثور بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ دَمِيثٍ بها الرِّمْثُ والحَيْهَلُ ( * قوله « بها الرمث والحيهل » هكذا ضبط في الأصل وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام وقال بعد ان ذكر الشطر الثاني نقل حركة اللام الى الهاء ) وأَما قول لبيد يذكر صاحِباً له في السفر كان أَمَرَه بالرَّحِيل يَتمارَى في الذي قلتُ له ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ فإِنما سكنه للقافية وقد يقولون حَيَّ من غير أَن يقولو هَلْ من ذلك قولهم في الأَذان حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح إِنما هو دعاء إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ قال ابن أَحمر أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ ما بالُ رُفْقَتِهِ حَيَّ الحُمولَ فإِنَّ الركْبَ قد ذهَبا قال أَنْشَأَ يسأَل غلامه كيف أَخذ الركب وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب أَن بعض العرب يقول حَيَّهَلا الصلاة يصل بهَلا كما يوصل بعَلَى فيقال حَيَّهَلا الصلاة ومعناه ائتوا الصلاة واقربُوا من الصلاة وهَلُمُّوا إِلى الصلاة قال ابن بري الذي حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب حَيَّهَلَ الصلاةَ بنصب الصلاة لا غير قال ومثله قولهم حَيَّهَلَ الثريدَ بالنصب لا غير وقد حَيْعَلَ المؤَذن كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من كلمتين قال الشاعر أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي إِلى أَن دَعَا داعي الصَّباح فَحَيْعَلا وقال آخر أَقولُ لها ودمعُ العينِ جارٍ أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي ؟ وربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَيَّهَلَك كما يقال رُوَيْدَك والكاف للخطاب فقط ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم قال أَبو عبيدة سمع أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رجلاً يدعو بالفارسية رجلاً يقول له زُوذْ فقال ما يقول ؟ قلنا يقول عَجِّل فقال أَلا يقول حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال وقول الشاعر هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ فإِنما جعله اسماً ولم يأْمر به أَحداً الأَزهري عن ثعلب أَنه قال حيهل أَي أَقبل إِليَّ وربما حذف فقيل هَلا إِليَّ وجعل أَبو الدقيش هَل التي للاستفهام اسماً فأَعربه وأَدخل عليه الأَلف واللام وذلك أَنه قال له الخليل هَلْ لك في زُبدٍ وتمر ؟ فقال أَبو الدقيش أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ فجعله اسماً كما ترى وعرَّفه بالأَلف واللام وزاد في الاحتياط بأَن شدَّده غير مضطر لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول وهي الثلاثة وسمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل بن الربيع هَلْ لكَ والهَلُّ خِيَرْ فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ ؟ ويقال كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فيه أَلِفاً ولاماً صار اسمً فقوِّي وثقِّل كقوله إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ قال الخليل إِذا جاءت الحروف الليِّنة في كلمة نحو لَوْ وأَشباهها ثقِّلت لأَن الحرف الليِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ يقوَّى به إِذا جُعل اسماً قال والحروف الصِّحاح القويَّة مستغنية بجُرُوسِها لا تحتاج إِلى حَشْو فنترك على حاله والذي حكاه الجوهري في حكاية أَبي الدقيش عن الخليل قال قلت لأَبي الدُّقيْش هل لك في ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن ؟ فقال أَشدُّ الهَلِّ قال ابن بري قال ابن حمزة روى أَهل الضبط عن الخليل أَنه قال لأَبي الدقيش أَو غيره هل لك في تَمْرٍ وزُبْدٍ ؟ فقال أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه وفي رواية أَنه قال له هل لك في الرُّطَب ؟ قال أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه وأَنشد هَلْ لك والهَلُّ خِيَرْ في ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ ؟ وقال شَبيب بن عمرو الطائي هَلْ لك أَن تدخُل في جَهَنَّمِ ؟ قلتُ لها لا والجليلِ الأَعْظَمِ ما ليَ هَلٍّ ولا تكلُّمِ قال ابن سلامة سأَلت سيبويه عن قوله عز وجل فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ فنفَعها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يونُسَ على أَي شيء نصب ؟ قال إِذا كان معنى إِلاَّ لكنّ نصب وقال الفراء في قراءة أُبيّ فهَلاَّ وفي مصحفنا فلولا قال ومعناها أَنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم يونس كانوا منقطِعين من قوم غيره وقال الفراء أَيضاً لولا إِذا كانت مع الأَسماء فهي شرط وإِذا كانت مع الأَفعال فهي بمعنى هَلاَّ لَوْمٌ على ما مضى وتحضيضٌ على ما يأْتي وقال الزجاج في قوله تعالى لولا أَخَّرْتَني إِلى أَجلٍ قريب معناه هَلاَّ وهَلْ قد تكون بمعنى ما قالت ابنة الحُمارِس هَلْ هي إِلاَّ حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ أَو صَلَفٌ من بين ذاك تَعْلِيقْ أَي ما هي ولهذا أُدخلت لها إِلا وحكي عن الكسائي أَنه قال هَلْ زِلْت تقوله بمعنى ما زِلْتَ تقوله قال فيستعملون هَلْ بمعنى ما ويقال متى زِلْت تقول ذلك وكيف زِلْت وأَنشد وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم وتنبتُ في أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ ؟ وقوله وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة فهَل عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل ؟ قال ابن جني هذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحسنت إِليّ فهل أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك وقوله هل أَتَى على الإِنسان ؟ قال أَبو عبيدة معناه قد أَتَى قال ابن جني يمكن عندي أَن تكون مُبْقاةً في هذا الموضع على ما بها من الاستفهام فكأَنه قال والله أَعلم وهل أَتَى على الإِنسان هذا فلا بدّ في جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة أَي فكما أَن ذلك كذلك فينبغي للإِنسان أَن يحتقر نفسه ولا يُباهي بما فتح له وكما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه بالله هل سأَلتني فأَعطيتك أَم هل زُرْتَني فأَكرمتك أَي فكما أَن ذلك كذلك فيجب أَن تعرِف حقي عليك وإِحْساني إِليك قال الزجاج إِذا جعلنا معنى هل أَتى قد أَتى فهو بمعنى أَلَمْ يأْتِ على الإِنسان حينٌ من الدَّهْر قال ابن جني ورَوَيْنا عن قطرب عن أَبي عبيدة أَنهم يقولون أَلْفَعَلْت يريدون هَلْ فَعَلْت الأَزهري ابن السكيت إِذا قيل هل لك في كذا وكذا ؟ قلت لي فيه وإِن لي فيه وما لي فيه ولا تقل إِن لي فيه هَلاًّ والتأْويل هَلْ لك فيه حاجة فحذفت الحاجة لمَّا عُرف المعنى وحذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها السائل وقال الليث هَلْ حقيقة استفهام تقول هل كان كذا وكذا وهَلْ لك في كذا وكذا قال وقول زهير أَهل أَنت واصله اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام وكذلك الأَلف ولا يستفهم بحَرْفي استفهام ابن سيده هَلاَّ كلمة تحضيض مركبة من هَلْ ولا وبنو هلال قبيلة من العرب وهِلال حيٌّ من هَوازن والهلالُ الماء القليل في أَسفل الرُّكيّ والهِلال السِّنانُ الذي له شُعْبتان يصاد به الوَحْش
الهِلاَلُ أول ليلة والثانية والثالثة ثم هو قمر و تَهَلَّلَ السحاب ببرقه تلألأ وتهلّل وجه الرجل من فرحه و اسْتَهَلَّ و تَهَلّلتْ دموعه سألت و انْهَلَّتِ السماء صبَّت و انْهَلَّ المطر انْهِلاَلا سأل بشدة و هَلَّلَ الرجل تَهْلِيلاً قال لا إله إلا الله يقال أكثر من الهَيْلَلَةِ أي ...
الهِلاَلُ أول ليلة والثانية والثالثة ثم هو قمر و تَهَلَّلَ السحاب ببرقه تلألأ وتهلّل وجه الرجل من فرحه و اسْتَهَلَّ و تَهَلّلتْ دموعه سألت و انْهَلَّتِ السماء صبَّت و انْهَلَّ المطر انْهِلاَلا سأل بشدة و هَلَّلَ الرجل تَهْلِيلاً قال لا إله إلا الله يقال أكثر من الهَيْلَلَةِ أي من قول لا إله إلا الله و اسْتَهَلَّ الصبي صاح عند الولادة و أَهَلَّ المعتمر رفع صوته بالتلبية وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة وقوله تعالى { وما أُهِلَّ به لغير الله
} أي نودي عليه بغير اسم الله تعالى وأصله رفع الصوت وأُهِلَّ الهلال و اسْتُهِلَّ على ما لم يُسَم فاعله ويقال أيضا اسْتَهَلَّ هو بمعنى تبين ولا يقال أهَلَّ ويقال أَهْلَلْنَا عن ليلة كذا ولا يقال أهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال أدخلناه فدخل وهو قياسه و هَلْ حرف استفهام وقال أبو عبيدة في قوله تعالى { هَلْ أتى على الإنسان
} معناه قد أتى وهَلْ تكون أيضا بمعنى ما وقولهم هَلاَ استعجال وحَث وفي الحديث { إذا ذُكِر الصالحون فحيهَلَ بعمر
} ومعناه عليك بعمر وادع عمر أي إنه من أهل هذه الصفة وقولهم في الأذان حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفلاح هو دعاء إلى الصلاة والفلاح ومعناه ائتوا الصلاة واقربوا منها وهلموا إليها وقد حَيعل المؤذن حَيْعَلَةً كما يقال حولق
فهلل كجعفر ممنوعا من الصرف في قولهم : هو الضلال بن فهلل : من أسماء الباطل مثل ثهلل كما في الصحاح والعباب وروى ابن السكيت فيه الضم أيضا وقال هو الذي لا يعرف ثم كونه ممنوعا صرح به الجوهري والصاغاني وقبلهما ابن السكيت قال : لا ينصرف وقال شيخنا : لا وجه لمنعه بل ولا قائل به ؛ لأن ...
فهلل كجعفر ممنوعا من الصرف في قولهم : هو الضلال بن فهلل : من أسماء الباطل مثل ثهلل كما في الصحاح والعباب وروى ابن السكيت فيه الضم أيضا وقال هو الذي لا يعرف ثم كونه ممنوعا صرح به الجوهري والصاغاني وقبلهما ابن السكيت قال : لا ينصرف وقال شيخنا : لا وجه لمنعه بل ولا قائل به ؛ لأن العلمية على تسليمها فيه لا تستقل وحدها بالمنع ولا علة أخرى توجب المنع فتأمل انتهى . وقد تقدم مثل ذلك في ثهل وبهل . ومما يستدرك عليه : الفهلوية منسوبة إلى فهلة معرب بهلة : اسم يقع على خمسة بلدان : أصبهان والري وماه ونهاوند وأذربيجان وكلام الفرس قديما كان يجري على خمسة ألسنة : الفهلوية والدرية والفارسية والخوزية والسريانية حققه ابن الكمال والشيخ عبد القادر البغدادي . والفهلوان : الشديد المصارع وقد سمي هكذا جماعة من المحدثين
هَلَكَ كضَرَبَ ومَنَعَ وعَلِمَ وعلى الثّاني قراءةُ الحَسَنِ وأَبي حَيوَةَ وابنِ أَبي إِسْحاقَ ويَهْلَكُ الحَرثُ والنَّسلُ بفَتْحِ الياءِ واللامِ ورفعِ الثّاءِ واللامِ كما في العُبابِ وفي كتاب الشّواذِّ لابنِ
جِنِّي رواه هارُونُ عن الحَسَنِ وابن أبي إِسْحاقَ قال ابنُ مُجاهِد : هو غَلَطٌ قالَ أَبو الفَتْح : لَعَمْرِي إِنَّ ذلك تَركٌ لما عَلَيهِ أَهْلُ اللُّغَة ولكِنْ قد جاءَ له نَظِيرٌ أَعْني قَوْلَنا : هَلَكَ يَهْلَكُ فَعَلَ يَفْعَلُ وهو ما حَكاهُ صاحب الكِتابِ من قَوْلِهم : أبى يَأْبى وحَكَى غَيرُه : قَنَطَ يَقْنَطُ وسَلا يَسلَى وجَبَا الماءَ يَجْبَاه ورَكَنَ يَركَنُ وقَلاَ يَقْلَى وغَسَى اللّيل يَغْسَى وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَه اللّه يَذْهَبُ في هذا إلى أَنّها لُغاتٌ تَداخَلَتْ وذلِكَ أَنّه قد يُقال : قَنَطَ وقَنِطَ ورَكَنَ ورَكِنَ وسَلا وسَلِيَ فتَداخَلَتْ مُضارِعاتُها وأَيْضًا فإِنّ في آخِرِها أَلِفًا وهي أَلف سَلا وقَلاَ وغسى وأبى فضارَعَت الهَمْزَة نحو قَرَأَ وهَدَأَ
وبَعْدُ : فإِذا كان الحَسَنُ وابنُ أبي إِسْحاقَ إِمامَين في الثِّقَةِ واللُّغَةِ فلا وَجْهَ لمَنْعِ ما قَرَآ بِهِ ولا سِيّما وله نَظِيرٌ في السَّماعِ وقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ يَهْلَكُ جاءَ على هَلِكَ بمنزِلَةِ عَطِبَ غير أَنّه اسْتُغْنىَ عن ماضِيه بهَلَكْ انتهى . هُلْكًا - بالضّم - وهَلاكًا بالفَتْح وتهْلُوكًا وهذه عن ابن بَريّ وهُلُوكًا بضَمِّهما وهذه نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ مع الثانيةِ وقالَ شيخُنا : لو قال بضَمِّانَّ وأَسْقَطَ الضّمَّ الأَوّلَ لكانَ أَخْصَرَ وأوْجَزَ مع الجَريِ على قاعِدَتِهِ المَأْلُوفةِ فعُدُولُه عنها لغَيرِ نُكْتَة غيرُ صَواب . قلت : العُذْرُ في ذلك تَخَلُّلُ لفظِ هَلاكٍ وهو بالفَتْحِ . نَعَم لو أَخَّرَ لَفْظَ هَلاكٍ بعد قولِه بضَمِّهِما كانَ كما قالَهُ شَيخُنا فتأَمَّل ومَهْلُكَةً كذا في النُّسِخِ والصّوابُ مَهْلكًا كما هو نَصّ الِّصحاحِ والعُباب وتَهْلِكَةً مثَلَّثَتَيِ اللامِ واقْتَصَر الجوهرِي على تثْلِيث لامٍ مَهْلُك وأَمّا التَّهْلُكَة بضَم الّلامِ فنُقِل عن اليَزِيدِيِّ أَنَّه من نوادِرِ المَصادِرِ وليسَتْ مما يَجْرِي على القِياسِ وأَنشَد ابنُ بَريّ شاهِدًا على التّهْلُوكَ قولَ أَبي نُخَيلَةَ لشَبِيبِ بن شَبَّةَ :
" شبِيبُ عادَى اللُّه مَن يَجْفُوكا
" وسبَّبَ اللّه له تُهْلُوكا وقرَأَ الخلِيلُ قوله تعالى : " ولا تُلْقُوا بأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكة " بكسرِ اللامِ وقولُه : مات تفْسِيرٌ لقولِه هَلكَ ولم يُقيِّدْه بشيء ؛ لأَنه الأَكْثر في اسْتِعمالِهم واخْتِصاصُه بمِيتةِ السّوءِ عرفٌ طارِئٌ لا يُعْتدُّ به بدَلِيل ما لا يُحْصَى من الآي والأَحادِيثِ قالَ شيخُنا : ولُطُروِّ هذا العُرفِ قال الشِّهابُ في شرحِ الشِّفاءِ : إِنْه يَمْنعُ إِطْلاقه في حق الأنْبِياءِ عليهِمُ الصّلاةُ والسّلامُ ولا يُعْتدُّ بأَصْلِ اللّغةِ القدِيمَةِ كما لا يَخْفي عَمَّنْ له مَساسٌ بالقواعِدِ الشَّرعِيَّةِ واللّه أَعْلمُ
وأهْلكه غيرُه واسْتَهْلكه وهَلَّكهُ تهْلِيكًا وأَنشد ثعلب :
" قالتْ سُليمَى هَلِّكُوا يَسارَا وقَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى الّلهُ عليهِ وسَلّمَ : " إِذا قال الرَّجُلُ هَلكَ النّاسُ فهُوَ أَهْلكُهْم " يروى برفِعِ الكافِ وفتْحها فمن رَفع الكاف أرادَ أَنَّ الغالِينَ الذين يُؤيسُون الناسَ من رَحْمَةِ اللّه تعالى يَقُّولُون هَلكَ الناسُ أي : اسْتوْجَبُوا النارَ والخُلُودَ فيها لسُوءِ أَعْمالِهِم فإِذا قال الرّجُلُ ذلِكَ فهو أَهْلكُهم وقِيل : هو أَنْساهُم للّه تعالى ومن رَوَى بفتْحِ الكافِ أَرادَ فهُوَ الذي يُوجبُ لهم ذلِكَ لا اللّهُ تعالى
وقولهُ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ : " ما خالطَت الصَّدَقةُ مالاً إِلاّ أَهْلكتْه " حَضٌّ على تعْجِيلِ الزَّكاةِ من قبلِ أَن تخْتلِط بالمالِ فَتذْهَبَ به ويُقال : أَرادَ تحْذِيرَ العُمّالِ اخْتِزالَ شيء مِنْها وخلْطَهم إِيّاهُ بأَمْوالِهِم وفي التَّنْزِيلِ : " وتِلْكَ القُرَىَ أَهْلكْناهُم لمّا ظلمُوا "
وهَلكه يَهْلِكُه هَلْكًا بمَعْنى أَهْلكه لازِمٌ مُتعَدِّ قال أَبو عُبَيدَة : أَخْبَرَني رُؤْبَةُ أَنّه يقال : هَلكْتَنِي بمعنى أَهْلكْتني قال : وليسَتْ بلُغتِي قال أَبو عُبَيدَةَ : وهي لُغةُ تمِيمِ وأَنْشد الجَوْهَرِيُّ للعَجّاجِ :
" ومَهْمَهِ هالِك مَنْ تعَرَّجَا" هائِلةٍ أَهْوالُه من أَدْلجَا أي مُهْلِك كما يُقالُ : ليل غاضٍ أي مُغض ويُقال : هالِك المُتعَرِّجينَ أي مَنْ تعَرَّجَ فيه هَلكَ
ورَجُلٌ هالِكٌ من قوْمِ هَلْكى قال الخلِيلُ : إِنّما قالُوا هَلْكى وزَمْنى ومَرضى ؛ لأَنّها أَشياءُ ضُرِبُوا بها وأُدْخِلُوا فيها . وهُم لها كارِهُون ويجْمَعُ أَيْضًا على هُلَّك وهُلاَّك كسُكَّرٍ ورُمّانٍ قال جميلٌ :
أَبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قرِيبٌ مُوسِعُون ذوُو فضْلِ وقال أَبو طالِبِ :
يُطِيفُ بهِ الهُلاَّكُ من آلِ هاشِمٍ ... فهُم عِنْدَه في نِعْمَةٍ وفواضِلِ وهَوالِكُ أَيْضًا ومنه المَثَلُ : فلانٌ هالِكٌ من الهَوالِكِ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لابْنِ جِذْلِ الطِّعانِ :
تَجاوَزْتُ هِنْدا رَغْبَةً عن قِتالِه ... إِلَى مالِك أَعْشُو إِلى ذِكر مالكِ
فأَيْقَنْتُ أَنِّي ثائِر ابن مُكَدَّمٍ ... غَداتَئذٍ أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ قالَ : وهذا شَاذٌّ على ما فسِّرَ في فوارِس قال ابنُ بَرِّيّ : يجوزُ أَن يُرِيدَ هالِكٌ في الأمَمِ الهَوالِكِ فيكونُ جَمْعَ هالِكَة على القياسِ وإِنّما جازَ فوارِس لأَنّه مَخْصُوصٌ بالرِّجالِ فلا لَبس فيهِ قال : وصَوابُ إٍنشادِ البَيتِ :
" فأَيْقَنْتُ أنِّي عندَ ذلِكَ ثائِرٌ والهَلَكَةُ مُحَرَّكَةً والهَلْكاءُ بالفَتْحِ : الهَلاكُ ومنه قَوْلُهُم : هي هَلَكةٌ هَلْكاءُ وهو تَوْكِيدٌ لَهَا كما يُقالُ : هَمَجٌ هامِجٌ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : يُقال : وَقَع فلانٌ في الهَلَكَةِ الهَلْكَى والسَّوْأَةِ السَّوْأى
وقَوْلُهم : لأَذْهَبَنَّ فإِمّا هُلْكٌ وِإمّا مُلْك بفَتْحِهمَا وبضَمِّهما ومَرّ في م ل ك أَنّه يُثَلَّثُ أي : إمّا أَنْ أَهْلِكَ وِإمّا أَنْ أَمْلِكَ نقله ابنُ السِّكيتِ
واسْتَهْلَكَ المالَ : أَنْفَقَه وأَنْفَدهُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ :
تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة ... فُكَيهَةُ هَشَّيئٌ بكَفَّئينَ لائِقُ قالَ سِيبَوَيْهِ : يريدُ هَلْ شَيءٌ فأَدْغَمَ اللاّمَ في الشِّينِ ولَيسَ ذلك بواجِب كوُجُوبِ إِدغامِ الشّمّ والشَّراب ولا جَمِيعُهم يُدْغِمُ هَلْ شَيءٌ
وأَهْلَكَه : باعَهُ وفي بعض أَخْبارِ هُذَيْلٍ : أَنَّ حَبِيبًا الهُذَلِيَ قالَ لمَعْقِلِ بنِ خَوْيلدٍ : ارْجعْ إِلى قَوْمِكَ . قالَ : كَيفَ أَصْنَعُ بإِبِلِي ؟ قالَ : أَهْلِكْها أي : بِعْها
ومن المَجازِ : المَهْلَكَةُ ويُثَلَّثُ : المَفازَةُ لأنّها تَهْلَكُ الأَرْواحُ فِيها قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ غَيرُه : لأَنَّها تَحْمِل على الهَلاكِ وفي حَدِيثِ التَّوْبَةِ : وتَركُها بمَهْلَكَة بفتح اللامِ وكَسرِها أَيضًا والجَمْعُ المَهالِكُ
والهَلَكُونُ كحَلَزُون وتُكْسَرُ الهاءُ أَيْضًا وهذه عن ابنِ بُزُرْجَ : الأَرْضُ الجَدْبَةُ وإِنْ كان فِيها ماءٌ و قال ابنُ بُزُرج يُقالُ : هذه أَرْضٌ هَلَكِينٌ أي جَدْبَة كذا ذكرَه ابنُ فارِسٍ وأَرْضٌ هَلَكُونٌ : إِذا لم تُمْطَر مُنْذُ دَهْرٍ هكذا في النّسَخِ ونصُّ أبنِ بُزُرْجَ : هذه أَرْضٌ آرمَة هِلَكُونَ وأَرْضٌ هِلَكُونَ : إِذا لم يَكنْ فِيها شيءٌ ويُقال : ترَكْتُها آرِمَةً هِلَكِينَ : إِذا لم يُصِبها الغيثُ منْذُ دَهْرِ طوِيل يُقالُ : مَرَرْتُ بأَرْضٍ هَلَكِينَ بفتحِ الهَاءِ واللام
ومِنَ المَجازِ : الهَلَكُ مُحَرَّكةً : السِّنُون الجَدْبَةُ لأَنّها تُهْلِكُ عن ابنِ الأَعْرابي وأَنْشدَ لأَسْوَدَ بنِ يَعْفُرَ :
قالتْ لهُ أَمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا ترَى لِذِوي الأَموالِ والهَلَكِ الواحِدَةُ بهاءٍ كالهَلَكاتِ مُحَرَّكةً أَيضًا
والهَلَكُ : ما بَيْنَ كُلِّ أَرْض إِلى التي تحْتها إِلى الأَرْضِ السّابِعَةِ
والهَلَكُ : جيفةُ الشيء الهالِكِ نقَلَه اللّيثُ وأَنْشَدَ قولَ امْرئَ القيسِ الآتِي قرِيبًاوقِيلَ الهَلَكُ : ما بَين أَعْلَى الجَبَلِ وأَسْفَلِه ومِنْهُ اسْتُعِيرَ بمَعْنَى هَواء ما بَيْنَ كُلِّ شَيئَين وكُلُّه من الهَلاكِ وقيل : هو المَهْواةُ بينَ الجَبَلَين وقيل : مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ فأَمّا قولُ الشّاعِرِ :
المَوْتُ تَأْتِي لمِيقاتٍ خَواطِفُه ... ولَيسَ يُعجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوحُ فإِنّه سَكَّنَ للضَّرُرَةِ وهو مَذْهَبٌ كُوفي وقد حَجَّرَ عليه سِيبَوَيْه إِلاّ في المَكْسُورِ والمَضْمُوم وقال ذُو الرُمَّةِ يصفُ امْرَأَةً جَيداءَ :
تَرَى قُرطَها في واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفِا ... على هَلَكٍ في نَفْنفٍ يَتَطَوَّحُ والهَلَكُ أَيْضًا : الشيء الذي يَهْوِي ويسقُطُ وَأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئَ القَيسِ :
رَأَتْ هَلكَاً بنِجافِ الغَبِيطِ ... فكادَتْ تَجُدُّ لِذاكَ الهِجَارَا وأَنْشَدَه غيره شاهَدَاً على المَهْواةِ بينَ الجَبَلَيْنِ وقَبلَه :
أَرَى ناقَةَ القَيسِ قَدْ أَصْبَحَتْ ... عَلَى الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارَا قولُه : هِباب أي : نَشاط ونِوارا أي : نِفارا وتَجُدُّ : تَقْطَعُ الحَبلَ نُفُورا من المَهْواةِ ويروى : تَجُدُّ الْخُقِيَ الهِجارَا والهجارُ : حَبل يُشَدُّ بهِ رُسْغُ البَعِيرِ
ومن مَجازِ المَجازِ الهَلُوكُ كصَبُور : المَرأَةُ الفاجِرَةُ الشبِقَةُ المُتَساقِطَةُ على الرِّجالِ مأخوذ من تَهالكَتْ في مَشْيِها : إِذا تَكَسَّرَتْ أَو لأَنَّها تَتَهالَكُ أي تَتَمايَلُ وتَتَثَنَّى عِنْدَ جِماعَها ولا يُوصَفُ الرَجُلُ الزّانِي بذلِكَ فلا يُقال : رَجُلٌ هَلُوكٌ
وقالَ بعضُهُم : الهَلُوكُ : الحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِها ومنه حَدِيثُ مازن : إِنِّي مُولَعٌ بالخَمْرِ والهَلُوكِ من النِّساء كأَنَّه ضِدّ
ومن المَجازِ : الهَلُوكُ : الرَجُلُ السَّرِيعُ الإِنْزالِ عند الجِماعِ فكأَنَّه يَرمِي نَفْسَه لذلك . عن ابنِ عَبّاد
وقولُهم : افْعَلْ ذلِكَ إِمّا هَلَكَتْ هُلُكُ - بالضَّمّاتِ - مَمنُوعَةً من الصَّرفِ وعليه اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وقد تُصْرَفُ لغة نَقلَها الفَرّاءُ وقيلَ : إِما هَلَكَتْ هُلُكُهُ بالإضافَةِ أي : على ما خَيَلَت أي عَلَى كُلً حال وخيَلَت : أي أَرَتْ وشبَّهَتْ
وحَكى الفرّاءُ عن الكِسائيِ : إِمّا هَلَكَةُ هُلَكَ جَعَله اسْمًا وأَضاف إِليهِ ولم يُجْرِ هُلُكَ وأَرادَ هي هَلَكَةُ هُلكَ يا هذا كما في العُبابِ ووَقعَ في مُسْندِ الإِمامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل رضي اللّه عنه في حَدِيثِ الدَّجّالِ وذكرَ صِفَتَه فقال : أَعْوَرُ جَعدٌ أَزْهَرُ هِجانٌ أَقْمَرُ كأَنَّ رأْسَه أَصَلَةٌ أَشْبَهُ النّاسِ بعبد العُزَّى بنِ قَطَن فإمّا هَلَكَ الهُلُكُ فإِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بأَعْوَرَ هكًذا رُوىَ بأَلْ ورَواه غيرُه ولكِن الهُلْكُ كُلَّ الهُلْكِ أي لكنِ الهَلاكُ كُلُّ الهُلاكِ للدَّجّالِ أَنّ الناسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه سُبحانَه مُنَزَّهٌ عن العَوَرِ وعن جَمِيعِ الآفاتِ فإِذا ادَّعَى الرُّبُوبيَّة ولبَّسَ عليهم بأَشْياءَ لَيسَتْ في البَشَرِ فإنه لا يَقْدِرُ على إزالة العَوَرِ الذي يُسَجّلُ عليه بالبَشرِ ويروَى فإِمّا هَلَكَتْ هُلَّكٌ كسُكَّر أي فإنْ هَلَكَ به ناسٌ جاهِلُون فضَلّوا فاعْلمُوا أَنَّ اللّهَ ليس بأَعْوَرَ قال الصّاغاني : ولو رُوِي فإِمّا هَلَكَتْ هُلُك على قَوْلِ العَرَبِ : افْعَلْ ذلك إِمّا هَلكتْ هُلُكٌ لكان وَجْهًا قرِيبًا ومُجراهُ مُجْرَى قوْلِهم : افْعَلْ ذلك عَلِى ما خيَّلَتْ أي : على كُلِّ حالٍ وهُلُكٌ : صِفَةٌ مُفردَةٌ نحو قَوْلِكِ : امْرَأَةٌ عُطُلٌ وناقَةٌ سُرُحٌ بمَعْنَى هالِكَة والهالِكَةُ نَفْسُه والمَعْنَى : افْعَلْه فإِنْ هَلَكَت نفْسكَ
قلتُ : وهذا الذي وَجَّهَه فقد رُوِيَ أَيضًا هكذا وفَسَّرَه بما سَبَقَ ابنُ الأَثِير في النِّهايَةِ وغيرِه وقِيلَ - في تَفْسِيرِ الحديث - : إِنْ شَبَّهَ عليكم بكُلِّ مَعْنًى وعَلَى كُلِّ حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أَنَّ رَبَّكُم ليئسَ بأَعْوَرَ
والتَّهْلُكَةُ بضم الّلامِ : كُلُّ ما أي كُلُّ شيء تَصِير عاقبِتُهُ إِلى الهَلاكِ وبه فُسِّرَت الآيةُ أَيضًاوقالَ الكِسائيُّ يُقال : وَقَعَ فلانٌ في وادِي تُهُلِّك بضمِّ التاءِ والهاءِ وكَسْرِ اللامِ المُشَدَّدَةِ مَمْنوعًا من الصّرفِ والذي في العُبابِ والصِّحاحِ بضمِّ التّاءِ والهاءِ والّلامُ مُشَدَّدَةٌ فلم يُصَرِّحا أَنّ اللامَ مكسورةٌ أي : في الباطِلِ والهَلاكِ مثل تُخُيِّبَ وتُضُلِّلَ كأَنَّهم سَمَّوْهُ بالفِعْلِ وهو مَجازٌ
ومن المَجازِ : الاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رَمْيُكَ نَفْسَك في تَهْلُكَة ومنه : القَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْفِ البازِيّ أي تَرمِي بنَفْسِها في المَهالِكِ قال زُهَيرٌ :
يَركُضْنَ عندَ الذُّنابي وهي جاهِدَةٌ ... يَكادُ يَخْطَفُها طَوْرًا وتَهْتَلِكُ وقالَ اللَّيثُ : المُهْتَلِكُ : الهالِكُ مَنْ لا هَمَّ لَه إِلا أَنْ يَتَضَيَّفَه الناسُ يَظَلّ نَهارَه فإِذا جاءَ اللّيلُ أَسْرَعَ إِلى مَنْ يَكْفُلُه خَوْفَ الهَلاكِ لا يَتَمالَكُ دُونَه وأَنْشَدَ لأبي خِراش :
إِلى بَيتِه يَأْوِي الغَرِيبُ إِذا شَتَا ... ومُهْتَلِكٌ بالِي الدَّرِيسَيْنِ عائِلُ وقالَ ابنُ فارِسٍ : المُهْتَلِكُ : الذي يَهْتَلِكُ أَبداً إِلى من يَكْفُلُه وهو مَجازٌ
ومن المَجازِ الهُلاَّكُ كَرُمّانٍ : الّذِينَ يَنْتابُون النّاسَ ابْتِغاءَ مَعْرُوفِهِم لسُوءِ حالِهم وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : هم الصَّعالِيكُ
وقيل : هم المُنْتَجِعُونَ الّذِينَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ وأَنْشَدَ ثعْلبٌ لجَمِيل :
أَبِيتُ مع الهُلاَّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قَرِيبٌ مُوسِعُونَ ذوُو فَضْلِ كالمُهْتَلِكِينَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّلِ الهُذلِيِّ :
لو أَنَّه جاءَنِي جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ... من بُؤَّسِ النّاسِ عَنْهُ الخَيرُ مَحْجُوزُ والهالِكِيُ : الحَدّادُ وقيل : الصّيقلُ ؛ لأَنَّ أَوَّل من عَمِل الحَدِيد الهالِكُ بنُ عَمْرِو بن أَسَدِ بنِ خُزْيمة قاله ابنُ الكلْبِيِّ قالَ لبِيدٌ رضي اللّهُ تعالى عنه :
جُنُوحَ الهالِكِيِّ عَلى يَدَيْهِ ... مُكِبًّا يَجْتلِي نُقَبَ النِّصالِ أي صَدَأَها قال الجَوْهَرِيُّ : ولِذلِكَ يُقال لِبني أَسد : القُيُونُ
ومن المَجازِ : تهالك على الفِراش أو المَتاعِ : إِذا تساقط عليه وفي العُبابِ سَقط قال ذُو الرُّمَّةِ :
كأَنَّ عَلى فِيها إِذا رَدَّ رُوحَها ... إِلى الرَّأسِ رُوحُ العاشِقِ المُتهالِكِ وفي الحَدِيثِ : فتهالكْتُ عليهِ فسَأَلْتُه أي : سَقطْتُ عليه ورَمَيتُ بنفْسِي فوْقه
ومن المَجازِ : تهالكتِ المَرأَةُ في مِشْيتِها : إِذا تمايَلتْ وفي الأَساسِ : تفيَّأَت وتكسَّرَتْ ومنه الهَلُوكُ للفاجِرَةِ وفي العبابِ : تفَكَّكَت للرجالِ
وقالَ ابنُ الأَعْرابي : الهالِكَةُ : النَّفْسُ الشَّرِهَةُ وقد هَلَكَ الرَّجُلُ يَهْلِكُ هَلاكًا : إِذا شَرِهَ ومنه قولُه أَنْشَدَه الكِسائي في نَوادِرِه :
جَلَّلْتُه السيفَ إِذ مالَتْ كِوارَتُه ... تَحْتَ العَجاجِ ولم أَهْلِكْ إِلى اللَّبنَ أي لم أَشْره وهو مَجازٌ
ويُقال : فُلانٌ هِلْكَة بالكَسرِ من الهِلَكِ كعِنَبٍ أي : ساقطَةٌ من السَّواقِطِ أي هالِكٌ
والهَيلَكُون كحَيزَبُونٍ : المِنْجَلُ الذي لا أَسنانَ لَهُ نقَلَه الصّاغانِيُ وكأَنَّه إِذا لم يكُنْ له أَسْنانٌ يُهْلِكُ ما يُحْصَدُ به ولذلك سُمِّي
والهَالُوكُ : سَمُّ الفَأْرِ
وأَيْضًا : نَوْعٌ من الطَّراثِيثِ إِذا طَلَعَ في الزَّرْعِ يُضْعِفُه ويُفْسِدُه فيَصْفَرُّ لونُه ويَتَساقَطُ هكذا يُسَمُّونَه بمصرَ ويَتَشاءمُونَ به وأَكْثَرُ ضَرَرِه على الفُولِ والعَدَسِ
ومما يستدرك عليه : هَلَكَ يَهْلِكُ هَلْكًا بالفتح عن أبي عُبَيدٍ وهَلَكَةً مُحَرَكَةً عن الصّاغانيِّ
واسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَلَكَةَ في جُفُوفِ النَّباتِ
والهُلاكُ : الفُقَراءُ والصَّعالِيكُ وبه فُسِّرَ قولُ زِيادِ بنِ مُنْقِذٍ :
تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ... يَسْتنُّ مِنْهُ عليهِم وابِلٌ رَذِمُ ومَفازَةٌ هالِكٌ أي : مهْلِكَةٌ مَن تَعَرَّضَ فِيها هَلَكَ
والهُلْكُ بالضمِّ : الاسمُ من الهَلاكِ نقله الجَوْهَرِيُّوقولهُ تعالى : " وجَعَلْنَا لمَهْلِكِهِم مَوعِدًا " أي : لوَقْتِ هَلاكِهِم أَجَلاً ومَنْ قَرَأَ لمَهْلَكِهم فمعناه لإِهْلاكِهِمْ
والمَهالِكُ : الخرُوبُ وهو مجاز ومنه حَدِيثُ أمِّ زَرْعٍ : وهو إِمامُ القَوْمِ في المَهالِكِ أَرادَتْ أَنَّه لثِقَتِه بشَجاعَتِه يَتَقَدَّمُ في الحُرُوبِ ولا يَتَخَلَّفُ وقِيلَ : إِنَّه لعِلْمِه بالطّرُقِ يتَقَدَّمُ القَوْمَ فيَهْدِيهِم وهُم على أَثَرِه
والهَلاكُ : الجَهْدُ المُهْلِكُ وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ على المُبالَغَةِ قال رُؤْبَةُ :
" مِنَ السِّنِينَ والهَلاكِ المُهْتَلِكْ وفي العُبابِ : المُنْهَلِكْ
وهالِكُ أَهْل : الذي يَهْلِكُ في أَهْلِه قال الأَعْشَى :
وهالِكِ أَهْل يَعُودُونَه ... وآخَرَ في قَفْرَة لم يُجَنْ وفي العُبابِ يُجِنُّونَه بدل يَعُودُونَه
ومَرَ يَهْتَلِكُ في عَدْوِه ويَتَهالَكُ : أي يَجِدّ وهو مَجازٌ ومِنْه : القَطاةُ تَهْتَلِكُ أي تَجِدّ في طَيَرانِها وفي حَدِيث عَرّامِ : كُنْتُ أَتَهَلَّكُ في مَفازَةٍ أي أَدُورُ فيها شِبهَ المُتَحَيِّرِ وكذلك أَهْتَلِكُ قال :
كأَنَّها قَطْرَةٌ جادَ السَّحابُ بِها ... بَيْنَ السَّماءِ وبَيْنَ الأَرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرَّجُلُ في كَذا : إِذا جَهَدَ نَفْسَه وافتَلَكَ مَعَه وقالَ الرّاعِي :
لَهُنَّ حَدِيثٌ فاتِنٌ يَتْرُكُ الفَتَى ... خَفِيفَ الحشًا مُسْتَهْلِكَ الرّيح طامِعَا أي يجهد قلبه في أَثرها
ويقال : أَنا مُتَهالِكٌ في مَوَدَّتِك ومُستَهْلِكٌ وتَهالَكْتُ في هذا الأَمْرِ واسْتَهْلَكْتُ فيهِ : كُنْتَ مُجِدًّا فيه مُتَعَجَلا
وطَرِيقٌ مُستَهْلِكُ الوِردِ أي : يُجْهِدُ مَنْ سَلَكَه قالَ الحُطَيئَةُ يصِفُ الطَّرِيقَ :
مُستَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جَعَلَتْ ... أَيْدِي المَطِيِّ به عادِيَّةً رُكبَا الأُسْتِيُّ والأسْدِيّ يعني بهِ السَّدَى شَبَّهَ شَرَك الطّرِيقِ بسَدَى الثَّوبِ وفي العُباب : عادِيَّةً رُغُبَا وقالَ : أي يُهْلِكُ هذا الطّرِيقُ من طَلَبَ الماءَ لبُعْدِه أي هو طَرِيقٌ مُمْتَدُّ كسَدَى الثَّوْبِ
وتَهالَكَ على الشيء : اشْتَدَّ حِرصُه عليه
والهَلْكَى : الشَّرِهُونَ من النِّساءِ والرجالِ وهو هالكٌ وهي هالِكَةٌ
ويَقال للمُزاحِمِ على المَوائِدِ : المُتَهالِكُ والمُلاهِس فإِذا أَكَلَ بيَدٍ ومَنَعَ بيَدٍ فَهُو جَردَبانُ
والهالِكَةُ من السَّحابِ : الذي يَصُوبُ المَطَرَ ثم يُقْلِعُ فلا يَكُونُ له مَطَرٌ عن شَمِر
والهَلَكُ محرَّكَةً : الجُرُفُ وبه فُسرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ السابِق