لَقِحَتِ النّاقَةُ كسَمِعَ تَلْقَح لَقْحاً بفتْح فسكون ولَقَحاً محرّكة ولَقَاحاً بالفتح إِذا حَمَلَتْ فإِذا اسْتبانَ حَمْلُهَا قيل : استَبانَ لَقَاحُها . وقال ابن الأَعرابيّ : قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً : قَبِلَت الِلَّقَاحَ بالكسر والفتح معاً كما ضُبط في نُسختنا بالوَجْهَين . وروى عن ابن عبّاسٍ أَنه سُئل عن رجُل كانت له امرأَتانِ أَرضَعتْ إِحداهما غُلاماً وأَرضعت الأُخرى جاريةً هل يتزوّج الغُلام الجارية ؟ قال : لا اللِّقَاحُ واحدٌ . قال الليث : أَراد أَن ماءَ الفَحْل الذي حَمَلَتَا منه واحدٌ فاللَّبن الَّذي أَرضعتْ كلُّ واحدةٍ منهما مُرْضَعَها كان أَصلُه ماءَ الفَّحْلِ فصار المُرْضَعَانِ وَلدَيْن لزوجِهِما لأَنّه كان أَلقحَهما . قال الأَزهريّ : ويحتمل أَن يكون اللّقَاح في حديث ابن عباس معناه الإِلقاح يقال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقة إِلقاحاً ولَقَاحاً فالإِلقاحُ مصدرٌ حقيقيّ واللَّقاحُ اسمٌ لما يقوم مَقَامَ المصدرِ كقولك أَعطَى عَطاءً وإِعْطاءً وأَصلَح صَلاَحاً وإِصلاحاً وأَنبتَ نباتاً وإِنباتاً فهي ناقَةٌ لاقِحٌ وقارِحٌ يومَ تَحمِل فإِذا استبانَ حَملُهَا فهي خَلِفَةٌ قاله ابن الأَعرابيّ مِنْ إِبلٍ لَوَاقحَ ولُقَّحٍ كقُبَّرٍ ولَقُوحٌ كصَبور مِنْ إِبلٍ لُقُحٍ بضمتين . واللَّقَاحُ كسَحاب : ما تُلْقَح به النَّخْلَةُ وطَلْعُ الفُحَّالِ بضمّ فتشديد وهو مَجَاز . والحَيّ اللَّقَاح والقَوْمُ اللَّقَاح - ومنه سُمِّيَت بنو حنيفةَ باللَّقَاح وإِيَّاهم عَنَي سعدُ بنُ ناشبٍ :
بِئْسَ الخلائفُ بَعدَنا ... أَولادُ يَشْكُرَ واللَّقَاحُ وقد تقدَّم في برح فراجِعْه - الذين لا يَدِينُون للمُلوك ولم يُملَكوا أَو لم يُصِبْهُم في الجاهِليَّة سِباءُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
لعَمْرُ أَبيكَ والأَنباءُ تَنْمِي ... لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِيَاحُ
أَبْوَا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقَاحٌ ... إِذَا هِيجُوا إِلى حرْبٍ أَشَاحُوا وقال ثعلب : الحَيّ اللَّقاح مشتقٌّ من لَقضاح النَّاقَةِ : لأَنّ النَّاقة إِذَا لَقِحتْ لم تُطَاوِع الفَحْلَ . وليس بقَويّ . وفي الصّحاح : اللِّقَاحُ . كَكِتَاب : الإِبلُ بأَعْيَانها . واللَّقُوح كصَبورٍ واحِدتُها وهي النّاقَةُ الحَلُوبُ مثل قَلوُصٍ وقِلاَص أَو النّاقَة الّتي نُتِجَتْ لَقُوحٌ أَوّلَ نتَاجِهَا إِلى شَهْرَين أَو إِلى ثلاثةٍ ثم يَقَع عنها اسمُ اللَّقُوح فيقال هي لَبُون . وعبارة الصّحاح : ثم هي لَبونٌ بعد ذلك . ومن المجاز : اللِّقَاح : النُّفُوس وهي جمْع لِقْحَة بالكسر قال الأَزهَرِيّ : قال شَمِرٌ : وتقول العرب : إِنّ لي لِقْحَةً تُخْبِرني عن لِقَاحِ النّاسِ . يقول : نفْسِي تُخْبرني فتصْدُقني عن نُفوس النَّاس إِن أَحْبَبْتُ لهُم خَيراً أَحبُّوا لِي خَيْراً وإِنْ أَحبَبت لهم شَرّاً أَحبُّوا لي شَرّاً ومثله في الأَساس . وقال يزيد بن كثْوَة : المَعْنَى أَنّي أَعرِف إِلى يصير إِليه لِقَاحُ الناسِ بما أَرى من لِقْحَتي : يقال عند التأْكيد للبصيرِ بخاصِّ أُمورِ النّاسِ وعَوامّها . واللِّقاح : اسمُ ماءِ الفَحْلِ من الإِبل أَو الخيل هذا هو الأَصل ثم استُعير في النِّساءِ فيقال : لَقِحَت إِذَا حَمَلَت : قال ذلك شَمِرٌ وغيرُه من أَهل العربيّة . واللِّقْحَةُ بالكسر : النّاقَةُ من حين يَسمَن سَنامُ وَلدِهَا لايَزال ذلك اسمَهَا حتّى تَمضَيَ لها سبعَةُ أَشهر ويُفصَل وَلدُهَا وذلك عند طُلوع سُهَيْل وقيل : اللِّقْحَة هي اللَّقُوح أَي الحَلُوب الغَزيرَةُ اللَّبنِ ويفتح ولا يُوصفُ به ولكن يقال لِقْحةُ فُلانٍ قال الأَزهريّ : فإِذا جَعلْتَه نعْتاً قُلْت : ناقَةٌ لَقُوحٌ . قال : ولا يقال : ناقةٌ لِقْحَةٌ إِلاّ أَنّك تقول هذه لِقْحَةُ فُلانٍ لِقَحٌ بكسر ففتح ولِقَاحٌ بالكسر الأَوّلُ هو القيَاسُ وأَمّا الثاني فقال سيبويه : كَسرُوا فِعْلَة على فِعَالٍ كما كَسَّروا فُعْلة عليه حتّى قالوا جُفْرَة وجِفار قال : وقالوا لِقَاحانِ أَسودَانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ : أَلا تَرَى أَنّهم يقولون لِقَاحَةٌ واحدة كما يقولون قِطْعَة واحدة . قال : وهو في الإِبل أَقوَى لأَنّه لا يُكسَّر عليه شيءٌ . وقال ابن شُمَيْل : يقال لِقْحَةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقَائحُ . واللِّقَاحُ ذَوَاتُ الأَلبانِ من النُّوق واحدُهَا لَقُوحٌ ولِقْحَة . قال عديّ بن زيد :
مَن يكُنْ ذَا لِقَحٍ رَاخِيَاتٍ ... فلِقَاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرَا
بلْ حَوَابٍ في ظِلاَلِ فَسِيلٍ ... مُلِئتْ أَجْوافُهنَّ عَصيرَا واللِّقْحَة واللَّقْحَة : العُقَابُ الطّائرُ المعروف واللِّقْحَةُ : الغُرَاب . واللِّقْحة في قول الشاعر :
ولقدْ تَقيَّلَ صاحبي مِن لِقْحَةٍ ... لَبََناً يَحِلّ ولَحمُهَا لا يُطْعَمُعَنَى بها المرأَة المُرْضِعَة . وجعلها لِقْحَةً لتصحَّ له الأُحجِيَّة . وتَقَيَّل : شَرِبَ القَيْل وهو شُرْبُ نِصْف النَّهَار . واللَّقَح محرَّكةً : الحَبَلُ . يقال امرأَةٌ سَريعةُ اللَّقَحِ . وقد يُستعمل ذلك في كلّ أُنثَى فإِمّا أَن يكون أَصلاً وإِمّا أَن يكون مستعاراً . واللَّقَح أَيضاَ : اسمُ ما أُخِذ من الفَحْل وفي بعض الأُمّهات : الفِحَال ليُدَسَّ في الآخَر . والإِلقَاحُ والتَّلقيح : أَن يَدَعَ الكَافُورَ وهو وِعاءُ طَلْع النَّخْل ليَلتَينِ أَو ثلاثاً بعد انْفلاقه ثمّ يَأْخذَ شِمْرَاخاً من الفُحَّال . قال الأَزهريّ : وأَجودُه ما عَتُقَ وكانَ من عَامِ أَوّل فيدُسُّونَ ذلك الشِّمْرَاخَ في جَوْفِ الطَّلْعَة وذلك بقَدرٍ . قال : ولا يَفعل ذلك إِلاّ رَجلٌ عالمٌ بِما يَفعَل منه لأَنّه إِِن كان جاهِلاً فأَكْثَرَ منه أَحرَقَ الكَافُورُ فأَفسدَه وإِنْ أَقلَّ منه صارَ الكافُورُ كثيرَ الصِّيصاءِ يعنيِ بالصِّصاءِ مالا نَوَى له . وإِن لم يَفعل ذلك بالنَّخلة لم يُنتَفع بطَلْعِها ذلك العامَ . وفي الصّحاح : المَلاقِح : الفُحول جمع مُلْقِحٍ بكسر القاف . والمَلاقِح أَيضاً : الإِناث التي في بُطونِها أَولادُهَا جمع مُلْقَحَة بفتح القاف . وقد يقال : المَلاَقِيح : الأُمَّهات . ونُهِيَ عن أَولاد المَلاقيح وأَولاد المَضَامين في المُبَايَعة لأَنّهم كانوا يَتَبَيعُون أَولادَ الشّاءِ في بطون الأُمّهاتِ وأَصلاب الآباءِ . والمَلاَقِيحُ في بطُون الأُمّهات والمَضامِينُ في أَصْلاب الآباءِ . وقال أَبو عُبيدٍ : المَلاَقيح : ما في بُطونها أَي الأُمَّهاتِ من الأَجِنَّة . أَو المَلاَقيحُ : ما في ظُهورِ الجِمَال الفُحولِ . رُوِيَ عن سعيدِ بن المسِّيب أَنّه قال : لارِبَا في الحَيَانِ وإِنّما نُهِيَ عن الحيوانِ عن ثَلاث : عن المَضَامين والمَلاقيح وحَبَل الحَبَلَةِ . قال سعيد فالملاقِيح ما في ظُهُورِ الجِمال والمَضَامينِ ما في بُطون الإِناث . قال المُزَنيّ : وأَنا أَحفَظ أَنّ الشافعيّ يقول : المضَامِينُ مضا في ظُهور الجِمال والمَلاَقيح ما في بُطونِ الإِناث . قال المُزَنيّ : وأَعلَمْت بقولِه عبدَ الملك بنَ هِشَامٍ فأَنشدني شاهداً له من شِعر العرب :
" إِنَّ المضامينَ التي في الصُّلْب
" مَاءَ الفُحُول في الظّهور الحُدْبِ
" ليسَ بمغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبَ وأَنشدَ في الملاقيح :
" مَنَّيْتَنِي مَلاقِحاً في الأَبطُن
" تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعْدَ أَزمُنِ قال الأَزهريّ : وهَذَا هو الصّواب . جَمْعُ مَلْقُوحةٍ . قال ابن الأَعرابيّ : إِذَا كَان في بَطْنِ النَّاقةِ حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مضامِينُ وضَوَامِنُ والّذي في بطْنها مَلقُوحٌ ومَلقُوحةٌ . ومعنى المَلْقوحِ : المحمولُ واللاّقح : الحامِلُ . وقال أَبو عُبَيْد : واحدةُ الملاقِيحِ مَلْقُوحةٌ من قولهم لُقِحَت كالمَحمومِ من حُمّ والمجنون من جُنّ وأَنشد الأَصمعيّ :
وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابل ... مَلقُوحَةً في بطن نابٍ حائلِ يقول : هي مَلقوحَةٌ فيما يُظهِرُ لي صاحِبُها وإِنّما أُمُّهَا حائلٌ . قال : فَالملقُوحُ هي الأَجِنّة التي في بطونِها وأَما المَضَامينُ فما في أَصلاب الفُحول وكانُوا يَبيعُون الجَنينَ في بطْن الناقةِ ويَبيعون ما يَضْرِبُ الفَحلُ في عامِه أَو في أَعوام كذا في لسان العرب . وتَلقَّحَتِ النّاقَةُ إِذا شالَتْ بذَنَبها وأَرَتْ أَنَّها لاقِحٌ لئلاَّ يدْنُوَ منها الفَحلُ ولم تَكُنْ كَذلك . وتَلقَّحَ زيدٌ : تَجَنَّى علىَّ ما لم أُذْنِبْه . ومن المجاز : تَلقَّحَتْ يَداه إِذَا أَشارَ بهما في التَّكلُّم تشبيهاً بالنّاقَة إِذا شالَتْ بذَنَبِها . وأَنشد :
تَلَقَّحُ أَيْديهمْ كأَنَّ زَبِيبَهم ... زَبِيبُ الفُحُولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُأَي أَنهم يُشِيرُون بأَيديهم إِذَا خَطَبُوا . والزَّبِيب شِبْه الزَّبَد يَظْهَر في صامِغَيِ الخَطِيب إِذَا زَبَّبَ شِدْقَاه . وإِلقاح النَّخْلةِ وتَلْقيحُها : لَقْحُهَا وهو دَسُّ شِمْراخِ الفُحالِ في وِعاءِ الطَّلْع وقد تقدَّم وهو مَجاز فإِنَّ أَصْل اللَّقَاح للإِبل . يقال : لَقَحوا نَخْلَهم وأَلْقحوها . وجاءَنا زَمنُ اللَّقاح أَي التلقيح . وقد لَقَّحْت النَّخيلَ تَلقيحاً . ومن المجاز أَيضاً : أَلقَحَت الرِّيَاحُ الشَّجرَ والسَّحابَ ونحوَ ذلك في كلِّ شَيْءٍ يَحْمِل فهيَ لَوَاقِحُ وهي الرِّياح التي تَحمِل النّدَى ثمَّ تَمُجُّه في السَّحابِ فإِذا اجتمَعَ في السَّحاب صارَ مَطَراً . وقيل : إِنّما هي مَلاقحُ . فأَمّا قولهم : لواقحُ فعلَى حَذفِ الزائد قال اللّه تعالى : " وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ " قال ابن جنّي : قياسُه مَلاقِح لأَنَّ الرِّيح تَلْقَح السَّحابَ . وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَتْ فَهي لاقحٌ فإِذا لَقِحَت فزَكَت أَلْقحَت السّحَابَ فيكون هذا مما اكتُفِيَ فيه بالسَّبَب عن المُسبَّب قاله ابن سيده . وقال الأَزهريّ : قرأَها حمزةُ لواقحَ فهو بيِّن ولكن يقال إِنّما الرِّيحُ مُلقِحَة تُلقِح الشّجرَ فكيفَ قيل لوَاقح ؟ ففي ذلك معْنيانِ : أَحدهما أَنْ تجعل الرِّيح هي التي تَلْقَحُ بمرورِهَا على التُّراب والماءِ فيكون فيها اللِّقَاح فيقال : رِيحٌ لاقحٌ كما يقال : ناقةٌ لاقِحٌ ويَشهد على لك أَنّه وَصَفَ رِيحَ العذابِ بالعَقِيم فجعلها عَقيماً إِذْ لم تُلقِح . والوجهُ الآخر : وَصْفُها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل لَيْلٌ نائم والنّومُ فيه وسرٌّ كاتمٌ وكما قيل المَبروزُ والمَختوم فجعله مَبروزاً ولم يقل مُبرَزا فجاز مفعول لمُفْعَل كما جاز فاعلٌ لمُفعِل . وقال أَبو الهيثم : ريحٌ لاقحٌ أَي ذات لِقاحٍ كما يقال دِرْهم وازِنٌ أَي ذو وَزْن ورجل رامِحٌ وسائفٌ ونابِلٌ ولا يقال رَمَحَ ولا سَافَ ولا نَبَل يراد ذو سيفٍ وذو نَبْل وذو رُمْح . قال الأَزهريّ : ومعنى قوله " وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَوَاقِحَ " أَي حَواملَ جعل الريح لاقحاً لأنها تحمل الماء والسحاب وتقلبه وتصرفه ثم تستدره فالرياح لواقح أي حوامل على هذا المعَنى . ومنه قول أَبي وَجْزَةَ :
حتّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنهنَّ في مَسَك ... من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْدَاجِ سَلَكْن يعنى الأُتن أَدخلْن شَوَاهنّ أَي قوائمهنّ في مَسَك أَي فيما صارَ كالمَسَك لأَيديهما . ثم جعل ذلك الماءَ من نَسْل رِيحٍ تَجُوب البلادَ . فجعَلَ الماءَ للرِّيح كالوَلد لأَنّها حمَلَتْه . ومّما يحِّقق ذلك قولُه تعالى : " وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرْاً بينَ يَدَيْ رَحْمتهِ حَتّى إِذَا أَقلَّتْ سَحاباً ثِقَالاً " أَي حَمَلت . فعلَى هذا المعنَى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقحٌ بمعنى ذي لَقْح ولكنّها تَحمل السّحابَ في الماءِ . قال الجوهريّ ريَاحٌ لَواقحُ ولا يُقَال مَلاقحُ وهو من النوادر وقد قيل : الأَصْل فيه مُلقِحَة ولكنها لا تُلقِح إِلاّ وهي في نفْسها لاقحٌ كأَنَّ الرِّياح لَقِحَتْ بخَير فإِذا أَنشأَت السّحابَ وفيها خَيرٌ وصلَ ذلك إِليه . قال ابن سيده : ورِيحٌ لاقِحٌ على النّسب تَلقَح الشّجَرُ عنها كما قالوا في ضدّه : عَقيمٌ . وحَرْبٌ لاقِحٌ على المَثَل بالأُنثَى الحامل . وقال الأَعشي
إِذا شَمَّرَت بالنَاسِ شَهْبَاءُ لاقِحٌ ... عوَانٌ شد يدٌ هَمْزُهَا وأَظلَّت يقال هَمَزَتْه بنابٍ أَي عَضَّتْه ومن المجاز : يقال للنخَلةِ : الواحدة : لَقِحَت بالتخفيف . واستَلْقَحَتِ النّخْلَةُ أَي آنَ لها أَنْ تُلْقَحَ . و في الأَساس : ومن المجاز رَجلٌ مُلقَّح كمُعظَّم أَي مُجَّرب منقَّع مُهذَّب . وشَقِيحٌ لَقِيحٌ إِتباعٌ وقد تقدّم . ومما يستدرك عليه : نِعْمَ المِنْحةُ اللِّقْحَةُ وهي النّاقة القَريبةُ العهْدِ بالنّتاج . واللَّقَح : إِنبات الأَرَضين المجدِبة قال يصف سحاباً :
لَقِحَ العشجَافُ له لِسَابعِ سَبْعَةِ ... فشَرِ بْنَ بعْدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينايقولُ : قَبِلَت الأَرَضونَ ماءَ السحابِ كما تَقبَلُ الناقةُ ماءَ الفَحْل وهو مَجاز . وأَسَرّت الناقَةُ لَقَحاً وَلَقَاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقَاحاً . قال غَيلانُ :
أَسَرَّت لَقَاحاً بعدَ ما كانَ رَاضَها ... فِرَاسٌ وفيها عِزّةٌ ومَيَاسِرُ أَسرَّتْ أَي كتَمَتْ ولم تُبشِّر به وذلك أَنَّ النَّاقَة إِذا لَقِحَتْ شالَتْ بذَنَبها وزَمَّت بأَنْفِهَا واستكبَرَت فبَانَ لَقَحُهَا وهذه لم تَفعل من هذا شيئاً . ومَيَاسِرُ : لِينٌ . والمعنَى أَنها تَضْعُفُ مرَّةً وتَدِلّ أُخرى . قال :
طَوَتْ لَقَحاً مِثْل السِرار فَبشَّرتْ ... بأَسْحَمَ رَيّانِ العَشِيَّةِ مُسْبَلِ مثل السّرار أَي مثل الهِلال في السّرار . وقيل : إِذا نُتِجَت بعضُ الإِبل ولم يُنْتَج بعضٌ فوضَع بعضُها ولَم يَضَعْ بعضُها فهي عشار فإذا انتجت كلها ووضعت فهي لِقاحٌ . وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلِمينَ في حديث عُمَر المراد بها الفَيْءُ والخَرَاجُ الذي منه عَطاؤُهم وما فُرِضَ لهم . وإِدرارُه : جِبَايَتُه وتَحَلُّبه وجَمعُه مع العَدْلِ في أَهْل الفَيْءِ وهو مجاز . واللوَّاقح : السِّياطُ . قال لِصٌّ يخاطب لِصَّا :
وَيْحكَ يا عَلْقمةَ بنَ ماعِزِ ... هل لكَ في اللَّوَاقِح الحَرائزِ وهو مَجاز . وفي حديث رُقْيَة العَينِ : أَعُوذُ بك من شَرّ كُل مُلْقِح ومُخْبل . المُلْقِح : الذي يُولَد له والمُخْبِل الذي لا يُولَد له من أَلقَحَ الفَحْلُ الناقةَ إِذَا أَولَدَها . وقال الأَزهريّ في ترجمة صمعر : قال الشاعر :
أَحَيّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيّةٌ ... أَحَبُّ إِليكمْ أَمْ ثَلاثٌ لوَاقِحُ قال : أَرادَ باللَّواقحِ العَقارِبَ . ومن المجاز : جَرَّب الأُمورَ فلَقَّحَت عَقْلَه . والنَّظرُ في عَواقبِ الأُمورِ تَلقيحُ العقولِ . وأَلْقحَ بينهم شرّاً : سَدَّاه وتَسبَّب له ويقال اتّقِ اللّه ولا تُلْقِح سِلْعتَك بالأَيْمان