" لَهِجَ به " أَي بالأَمر " كفَرِحَ " لَهَجاً - محرَّكةً - ولَهْوَجَ وأَلْهَجَ : " أُغْرِيَ به " وأُولِعَ " فثابَرَ عليه " واعتادَه . وأَلْهَجْتُه به . ويقال : فُلانٌ مُلهَجُ بهذا الأَمْرِ : أَي مُولَعٌ به . وأَنشد :
" رَأْساً بتَهْضَاضِ الأَمور مُلْهَجَا واللَّهَجُ بالشيْءِ : الوَلُوعُ به . " وأَلْهَجَ زيدٌ : إِذا لَهِجَتْ فِصَالُه برَضَاعِ أُمّهاتِها " فيَعْمَل عند ذلك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلاّ يَرْتضِعَ الفَصيلُ . قال الشَّمّاخُ يَصف حِمارَ وَحْشٍ :
رَعَى بَارِضَ الوَسْمِيِّ حَتَّى كأَنَّمَا ... يَرَى بسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ في اللسان : وهذه " أَفْعَلَ " التي لإِعْدامِ الشيْءِ وسَلْبِه . قال أَبو منصور : المُلْهِج : الرّاعي الذي لَهِجَتْ فِصالُ إِبلِه بأُمّهاتِها فاحتاجَ إِلى تَفْليكها وإِجْرارها يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي صاحبُ الإِبل فهو مُلْهِجٌ . والتَّفْليكُ : أَن يَجعَلَ الرَّاعي من الهُلْب مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يُثْقَبَ لِسانُ الفَصيلِ فيُجعَلَ فيه لئلاّ يَرْضَعَ . والإِجرارُ : أَن يُشَقَّ لِسانُ الفَصيل لئلاّ يَرْضَع وهو البَدْحُ أَيضاً . وأَمّا الخَلُّ : فهو أَن يَأْخُذَ خِلاَلاً فيجعَلَه فوقَ أَنْفِ الفَصيل يُلْزِقه به فإِذا ذَهَبَ يَرْضَع خِلْفَ أُمِّه أَوْجَعها طَرَفُ الخِلاَل فزَبَنَتْه عن نَفْسها . ولا يقال : أَلْهَجْتُ الفَصيلَ إِنّما يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي إِذا لَهِجَتْ فِصالُه . وبيت الشَّمَّاخ حُجَّةٌ لما وَصَفْته... والبارِضُ : أَوَّلُ النَّبْتِ حتى بَسَقَ وطَال ورَعَى البُهْمَى فَصارَ سَفَاها كأَخِلَّةِ المُلْهِجِ فتَركَ رَعْيَها . قال الأَزهريّ : هكذا أَنشدَه المُنْذِريّ وذكر أَنّه عَرَضَه على أَبي الهَيثم... قال : وشَبَّهَ شَوْكَ السَّفَى لَمَّا يَبِسَ بالأَخِلّةِ التي تُجعَل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ ويُغْرَى بها . قال : وفَسَّرَ الباهليُّ البَيتَ كما وَصفْته . " واللَّهْجَةُ " بالتسكين " ويُحرَّك : اللِّسانُ " . وقيل : طَرَفُه كما في المِصْباح واللسان . وهو لَهِجٌ . وقَومٌ مُلاهيجُ بالخَنَا
وفي الحديث : " ما مِن ذي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبي ذَرٍّ " وفي حديثٍ آخَرَ : " أَصْدَق لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ " . واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ : جَرْسُ الكَلامِ والفَتْحُ أَعلَى . وفي الأَساس : وهو فَصيحُ " اللَّهْجَةِ " ويقال فُلانٌ فَصيحُ اللَّهْجةِ واللَّهَجَةِ : وهي لُغَتُه الّتي جُبِلَ عليها واعتادَها ونَشأَ عليها . وبهذا ظهرَ أَنَ إِنكارَ شَيخنا علَى مَن فَسَّرها باللُّغة لا الجَارحة وجَعْله من الغرائب قُصورٌ ظاهرٌ كما لا يَخْفَى . " والْهَاجَّ " الشَّيْءُ كاحْمارّ " الْهِيجاجاً : اختلَطَ " عامٌّ في كلّ مُختلِطٍ . يقال على المَثَل : رأَيتُ أَمرَ بني فُلانٍ مُلْهَاجّاً أَيْقَظَه حين الْهاجَّتْ " عَيْنُه " : وذلك إِذا " اختلَطَ بها النُّعاسُ . و " الْهَاجَّ " اللَّبَنُ خَثَرَ حتى يَختلِطَ بعضُه ببعضٍ ولم تَتِمَّ خُثورَتُه " أَي جُمودُه كما في بعض نُسخ الصّحاح وهو مُلْهاجّ . عن أَبي زيدٍ : " لَهْوَجَ " الرَّجلُ " أَمْرَه " ؛ إِذا " لم يُبْرِمْه " ولم يُحْكِمه . ورأْيٌ مُلَهْوَجٌ وحَديثٌ مُلَهْوَجٌ وهو مَجاز . لَهْوَجَ " الشِّواءَ : لم يُنْضِجْه أَو " لَهْوَجَ اللَّحْمَ : إِذا " لم يُنْعِمْ طَبْخَه " وشَيَّه . قال ابنُ السِّكِّيت طَعامٌ مُلَهْوَجٌ ومَلْغْوَسٌ وهو الّذي لم يُنْضَجْ . وأَنشد الكِلابيّ :
" خيرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ
" قد هَمّ بالنُّضْج ولمَّا يَنْضَجْ وقال الشَّمّاخ :
وكنتُ إِذا لاقِيْتُها كان سِرُّنا ... وما بَيْننا مثْلَ الشِّواءِ المُلَهْوَجِ وقال العَجّاج :
" والأَمرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا
" يُضْوِيكَ ما لمْ تَجْنِ منه مُنْضَجَا ولَهْوَجْت اللَّحْمَ وتَلَهْوَجْته : إِذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه . وثَرْمَلَ الطعامَ : إِذا لم يُنضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضْه من الرَّماد إِذْ مَلَّه ويُعتذَرُ إِلى الضَّيْف فيقال : قد رَمَّلْنَا لك العَمَلَ ولم نَتَنَوّقْ فيه للعَجَلة . وقوله : " تَلَهْوَجْته " مستدرَك على المصنّف وهو في الصّحاح وغيره . " واللُّهْجة " والسُّلْفة و " اللُّمْجة " : بمعنىً واحدٍ . " ولَهَّجَم تَلْهيجاً : أَطْعَمَهم إِيّاها " قال الأُمويّ : لَهَّجْتُ القَوْمَ إذا عَلَّلْتهم قيلَ الغَدَاءِ بلُهْنة يَتعلّلون بها . وتقول العربُ : سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجوه ولَهِّجوه ولَمِّكوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه " وعَيِّروه " وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه بمعنىً واحدٍ . " والمُلَهَّج كمحمَّد : مَن ينام ويَعْجِز عن العَمل " وهذا من زياداته . ومما يستدرك عليه : الفَصيل يَلْهَجُ أُمَّه : إِذا تَناوَلَ ضَرْعَها يَمْتَصُّه . ولَهِجَت الفِصالُ : أَخذَتْ في شُرْبِ اللَّبنِ . ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمِّه يَلْهَجُ : إِذا اعتادش رضَاعَها . فهو فَصيلٌ لاهجٌ وفَصيلٌ راغلٌ : لاهِجٌ بأُمِّه . وزاد في الأَساس : وهو لَهُوجٌ . وفِصالٌ لُهْجٌ . وتَلَهْوَجَ الشَّيْءَ : تَعجَّلَه أَنشد ابن الأَعرابيّ :