البُرْقع كقُنْفُذ وجُنْدَب وعُصْفُور هكَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ هذِه اللُّغَاتِ الثَّلاثَةَ وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ قالَ : يَكُونُ للنِّسَاءِ والدَّوَابِّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لشَاعِرٍ يَصف خِشْفاً :
وخَدٍّ كبُرْقُوعِ الفَتَاةِ مُلَمَّعٍ ... ورَوْقَيْن لَمّا يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا قُلْتُ : هكذا في نُسَخ الصّحاح . ويُرْوَى : لَمَّا يَعْدُ أَنْ يَتَقَشَّرا . وقالَ الصّاغَانِيُّ : الشَّعِرُ للنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ يَصِفُ بَقَرَةً مَسْبُوعَةً والرِّوَايَةُ : وخَدَّاً ومُلَمَّعاً وصَدْرُهُ :
فَلاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَدٍ ... إِهاباً ومَعْبُوطاً مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا وهَكَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً وقالَ في قَوْلِهِ : فَلاَقَت يَعْنِي بَقَرَةَ الوَحْشِ الَّتِي أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا
وفي اللّسَان والعُبَابِ : وقَدْ أَنْكَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَةَ الثّانِيَةَ والثّالِثَةَ وكانَ يُنْشِدُ بَيْتَ الجَعْدِيّ :
" وخَدٍّ كبُرْقُع الفَتَاةِ قالَ : ومَنْ أَنْشَدَه كبُرْقُوع فإِنَّمَا فَرَّ من الزَّحافِ . وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لأَبِي النَّجْمِ :
مِنْ كُلَّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ ... بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ
وقال اللَّيْثُ : جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ . قالَ وفيه خَرْقَانِ للْعَيْنَيْنِ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأَبِي النَّجْم :
إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ والبَرَاقِعِ ... والبُدْن في ذاكَ البَيَاض النّاصِعِ
لَيْسَ اعْتِذارِي عِنْدَهَا بِنَافِعِ ... ولا شَفاعاتٍ لِذَاكَ الشَّافِعِ ومن قَوْلِ العَامَّةِ في العَكْسِ المُسْتَوِي : عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ
ويُقَالُ : بَرْقَعَهُ بَرْقَعَةً : أَلْبَسَهُ إِيّاه فتَبَرْقَعَ أَي لَبِسَهُ . قالَ تَوْبَةُ بنُ الحُمَيِّر :
" وكُنْتُ إِذا ما جِئْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْفَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الغَدَاةَ سُفُورُهَا وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : البُرْقُعُ كقُنْفُذٍ : سِمَةٌ لِفَخِذِ البَعِيرِ حَلْقَتَانِ بَيْنَهُمَا خِبَاطٌ فِي طُولِ الفَخِذِ وفِي العَرْضِ الحَلْقَتانِ صُورَتُهَا هكَذَا . والبُرْقُعُ أَيْضاً : مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ ببَطْنِ الشُرَيْفِ . نَقَلَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيُّ . وبُرْقُعُ بِلا لامٍ : اسْمٌ للْعَنْزِ إِذا دُعِيَتْ لِلْحَلْبِ نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ
وقالَ أَبُو عَمْرٍو : جُوعٌ برْقُوعٌ كعُصْفُورٍ وصَعْفُوقٍ جاءَ الأَخِيرُ نَادِراً نَدْرَةَ صَعْفُوقٍ وكَذلِكَ جُوعٌ يَرْقُوعٌ بالياءِ التَّحْتِيَّةِ المَضْمُومَةِ ولَيْسَ بِتَصْحِيفٍ بل هي لُغَةٌ ثالِثَةٌ وكذلِكَ بُرْكُوع وبَرْكُوعٌ كُلُّ ذلِكَ بمَعْنَىً وَاحِدٍ أَيْ شَدِيدٌ . والبُرْقعُ كزِبْرِجٍ وقُنْفُذٍ : اسْمٌ للسَّمَاءِ . وقالَ أَبُو عَلِيّ الفَارِسِيّ : هي السَّمَاءُ السّابِعَةُ لا يَنْصَرِفُ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هكَذَا
أَو هو اسْمُ السّماءِ الرّابِعَةِ كما نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ وقالَ : جاءَ ذِكْرُهُ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ
أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الأُولَى وهي سَمَاءُ الدُّنْيا كَما قالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قالَ : زَعَمُوا وكَذلِكَ قَالَهُ ابنُ فارِسٍ قالَ : والباءُ زائدَةٌ والأَصْلُ الرّاءُ والقَافُ والعَيْنُ لأَنَّ كُلَّ سَمَاءٍ رَقِيعٌ والسَّمَواتُ أَرْقِعَةٌ وصَوَّبَ الصّاغَانِيّ قَوْلَ الأَزْهَرِيِّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ :
فكَأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ تَحْتَها ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القَوائمُ أَجْربُ هكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ وهو غَلَطٌ والرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ أَجْرَدُ بالدَّالِ كما نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيُّ والقَصِيدَةُ دالِيَّةٌ . وزادَ ابنُ بَرِّيّ : وما وَصَفَهُ الجَوْهَرِيّ في تَفْسِيرِ هذا البَيْتِ هَذَيَانٌ مِنْهُ وسَمَاءُ الدُّنْيَا هي الرَّقِيعُ . قُلْتُ : وقَدْ تَقَدَّم البَحْثُ في ذلك في س د ر فراجِعْهُ
وبِرْكَةُ بُرْقُع كقُنْفُذٍ بِأَعْلَى الشّامِ وقَدْ أَهْمَلَهُ ياقُوتٌ والصّاغَانِيُّ وهو غَيْرُ الَّذِي ببَطْنِ الشُّرَيْفِ فإِنَّ ذلِكَ بنَجْدٍ . والمُبَرْقَعَة بفَتْحِ القافِ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . قالَ : وبكَسرِها : غُرَّةُ الفَرَسِ الآخِذَةُ جَمِيعَ وَجْهِهِ غَيْرَ أَنَّهُ يَنْظُر في سَوادٍ زادَ غَيْره وقَدْ جاوَزَ بَيَاضَ الغُرَّةِ سُفْلاً إِلى الخَدَّيْنِ من غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ العَيْنَيْنِ . يُقالُ : فَرسٌ مُبَرْقَعُ وغُرَّةٌ مُبَرْقِعَةٌ
ومِنَ المَجَازِ : بَرْقَعَ لِحْيَتَهُ أَي صارَ مَأْبُوناً مَعْنَاه تَزَيَّا بزِيِّ مَنْ لَبِس البُرْقُعَ ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ :
أَلَمْ تَرَ قَيْساً عَيْلاَن بَرْقَعَتْ ... لِحَاهَا وبَاعَتْ نَبْلَهَا بالمَغَازِل ومن المَجَازِ : بَرْقَع فُلاناً بالعَصَا بَرْقَعَةً : ضَرَبَهُ بها بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَي حَتَّى صارَ كالبُرْقُعِ عَلَى رَأْسِه . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : قال الفَرَّاءُ : بِرْقَعُ نادِرٌ نُدْرَة هِجْرَع : اسْمٌ للسَّماءِ عن ابنِ عَبَّادٍ ونَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً وقالَ : جاءَ على فِعْلَل وهو غَرِيبٌ نادِرٌ . قُلْتُ : ولَعَلَّ قَوْلَ المُصنِّفِ في اسْمِ السّمَاءِ وكقُنْفُذٍ تَصْحِيفٌ عَنْ هذا فتَأَمَّلْوالمُبَرْقَعُ : لَقَبُ مُوسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى الكاظِم الحُسَيْنِيّ المَدْفوُنُ بِقُمّ ويُقَالُ لِوَلَدِهِ الرّضَوِيُّونَ