بواسطة احمد التركى
كأنَّها وَأكفُّ الريحِ تضربُها سلوكُ عِقدٍ تواهَتْ ، فهي تَنخرِطُ
فالضوءُ مُحتبسٌ ، والماءُ مُنطلِقٌ وَالْجَوُّ مُنْقَبِضٌ، وَالظِّلُّ مُنْبَسِطُ
لُذْنَا بِأَطْرافِهِ وَالطَّيْرُ عَاكِفَة ٌ عليهِ ، والنورُ بِالظلماءِ مُختلطُ
فِي فِتْيَة ٍ رَضِعُوا ثَدْيَ الْوِفَاقِ، فَمَا فيهِمْ إذا ما انتشوا جَورٌ ولا شططُ
تَحَالَفُوا في صَفَاءِ الْوُدِّ، وَاجْتَمَعُوا على الوفاءِ طَوالَ الدَهرِ ، واشترطوا
كَالْغَيْثِ إِنْ وَهَبُوا، وَاللَّيْثِ إِنْ وَثَبُوا وَالْمَاءِ إِنْ عَدَلُوا، وَالنَّار إِنْ قَسَطُوا
تكشَّفَ الدهرُ عنهم بعدَ غمتهِ كما تكشَّف عن مكنونهِ السفطُ
مِيلٌ بِأبصارِهم نَحوى لِيستمعوا قَوْلِي، وَكُلٌّ لأَمرِي طَائِعٌ نَشِطُ
إِنْ سِرْتُ سَارُوا، وإِنْ أَصْعَدْ إِلَى نَشَزٍ كانوا صُعوداً ، وإن أهبِط بِهم هبطوا
يَمْشُونَ حَوْلي، كَمَا يَمْشِيِ الْقَطَا بَدَداً فَإِنْ مَضَى بَقَطٌ مِنْهُمْ أَتَى بَقَطُ
أَنْ يَكْنُفُونيَ مِنْ حَوْلِي فَلاَ عَجَبٌ لاَ يَسْقُطُ الطَّيْرُ إِلاَّ حَيْثُ يَلْتَقِطُ