بواسطة مصطفى الشاذلي الجوابر
الأمر الأول: أن نعرف مزايا وفضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما خصَّه به الله عمن سواه من الأنبياء والمرسلين لكي نفرح بفضل الله علينا، فيكون الفرح هنا في قول الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}وهناك قراءة: {فلتفرحوا} وهي قراءة من القراءت السبع،فضل الله الذي أعطاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،ورحمة الله التي شمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم،عندما نعرفها فنفرح أننا من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشكر الله على هذا الأمر. الأمر الثاني: أن نقتدي بهديه، أُعْجبنا به في هذا الكمال، وأعجبنا به في هذه الخصال، فلِمَ لا نقتدي به في خصالنا وأفعالنا؟ لماذا نترك هدْيِّه، وكل إنسان يمشي على هواه؟إذا كنت أنا مؤمناً حقاً فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم ميزاناً لحقيقة الإيمان،قال فيه: {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ}{1}،وهنا يترك هواه، ويسير على ما جاء به حضرة النبي صلى الله عليه وسلم،والنبي ليس له هوىً لأنه يمشي بما أمره به الله: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}، فأقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل الأحوال، الأمر الثالث: أن أشكر الله على هذه النعمة، كيف أشكره؟ كما علَّمنا، كيف أشكرك يارب على إرسال النبي لنا؟ قال لنا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، أكثر من الصلاة عليه، وخاصة عندما نعرف كلنا هذا الفضل،وفضله في الآخرة في الجنة نريد أن نكون معه، فما الذي يوصلنا لهذه الدرجة؟ الذي يُكثرمن الصلاة عليه، قال صلى الله عليه وسلم: {أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً}{2}، ومن يريد الشفاعة ماذا يفعل؟ أمر سهل وبسيط، قال صلى الله عليه وسلم:{مَنْ صَلّى عَليَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْراً وحِينَ يُمْسِي عَشْراً أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ}{3}،أظن أنها شيءٌ سهلٌ جداً، والصعوبة فيها هي المداومة،أصعب شيء على الإنسان أن يديم على أمر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ}{4}، ،ونُضيف أمر آخر: سيدنا رسول الله كيف كان يحتفل بميلاده؟كان صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين من كل أسبوع، فسُئل عن ذلك، فقال: {ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ}{5}، وعلَّمنا صلى الله عليه وسلم وعلَّم أصحابه أن يصوموا يوم العاشر من المحرَّم،فقد ذهب إلى المدينة فوجد اليهود يصومون هذا اليوم، فسألهم لماذا تصومون العاشر من المحرم؟ قالوا: شكراً لله في هذا اليومٌ لأن الله نجَّى فيه موسى من فرعون وقومه فقال: {نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ}{6}، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ بالصيام لنجاة موسى، فيكون الصيام لميلاده هل فيه شكٌ أو لبسٌ؟ لا، فنصوم يوم الأثنين ولو كل سنة مرة، أو كل أسبوع مرة، أو كل شهر مرة، على التيسير، شكراً لله على نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب {فتاوى فورية ج3} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد