بواسطة يارب رحمتك و رضاك
شرح قصيده صبر على وقعات الدهر
شرح قصيدة: صبر على وقعات الدهر لحاتم الطائي:
ألا إنّني قد هاجَني، الليلةَ، الذِّكَرْ *** وما ذاكَ منْ حُبّ النساءِ ولا الأشَرْ
ولكِنّني، ممّا أصابَ عَشيرتي *** وقَوْمي بأقرانٍ، حَوالَيهمِ الصُّبَرْ
لَياليَ نُمْسِي بَينَ جَوٍّ ومِسْطَحٍ *** نَشاوَى، لنا من كلّ سائمَةٍ جَزَرْ
فيا لَيتَ خيرَ الناسِ، حيّاً ومَيّتاً *** يقولُ لَنا خَيراً، ويُمضِي الذي ائتمَرْ
فإنْ كانَ شَرٌّ، فالعَزاءُ، فإنّنا *** على وَقَعاتِ الدّهرِ، من قبلِها، صُبُرْ
سقى اللَّهُ، رَبُّ الناسِ، سَحّاً وديمَةً *** جَنُوبَ السَّراةِ من مَآبٍ إلى زُعَرْ
بلادَ امرىءٍ، لا يَعرِفُ الذّمُّ بيتَهُ *** لـهُ المَشرَبُ الصّافي، وليسَ لـه الكدَرْ
تذكّرْتُ من وَهمِ بن عمرٍو جلادةً *** وجُرْأةَ مَعداهُ، إذا نازِحٌ بَكَرْ
فأبْشِرْ، وقَرَّ العينَ منكَ، فإنّني *** أجيءُ كَريماً، لا ضَعيفاً ولا حَصِرْ
تصف القصيدة صبر حاتم الطائي وقومه على ما أصابهم من ذل الأسر، والمشقة التي أمر ابن عم الشاعر وقومه وهم في قيده، كما أشار إلى أنه إذا كان الملك قد أسرهم وحبسهم، فهم رجال حرب قد أحكمتهم أيامها، وصبروا على ويلاتها، وأنه لن تخضع هاماتهم في حبس الملك والملك رجل مبرأ، من الذم، يكره قبيح الأفعال وأن يأتي منها ما يشينه، فهو حري إذن بأن يمن َ عليهم. فأكبر الملك وفادة حاتم لشرفه وسيادته.