الأَبُّ : الكَلأُ وهو العُشْبُ رَطْبُه ويَابسُه وقد مَرَّ أَو المَرعَى كما قاله ابن اليَزِيدِيِّ ونقله الهَرَوِيُّ في غَرِيبه وعليه اقْتَصَرَ البَيْضَاوِيُّ والزمخشريُّ وقال الزَّجَّاجُ : الأَبُّ : جميعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلفُهُ المَاشِيَةُ وفي التنزيل العزيزِ " وفَاكِهَةً وأَبَّا " قال أَبو حَنِيفَةَ : سَمَّى الله تعالى المَرْعَى كُلَّه أَبًّا قال الفَرَّاءُ : الأَبُّ ما تأْكُلُه الأَنْعَامُ وقال مُجَاهِدٌ : الفَاكِهَة : ما أَكلَهُ الناسُ والأَبُّ : ما أَكَلَتِ الأَنْعَامُ فالأَبُّ مِن المَرْعَى للدوابِّ كالفاكهة للإِنْسَانِ قال الشاعر :
جِذْمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارُنَا ... ولَنَا الأَبُّ بِهِ والمَكْرَعُ أو كُلُّ مَا أَنْبتَتِ الأَرْضُ أي ما أَخرجته من النبات قاله ثعلب وقال عطاء : كل شيءٍ ينبتُ على وجهِ الأرضِ فهو الأَبُّ والخَضِرُ من النبات وقيل التِّبْنُ قاله الجَلاَلُ أَي لأَنه تأْكله البهائم هكذا في النسخ والخَضِرُ كَكَتِف وعليه شرح شيخنا وهو غَلَطٌ والصواب : الخَصِرُ بالصاد المُهْمَلَةِ الساكنة كما قَيَّدهُ الصاغانيّ ونسبه لهُذَيْلِ وفي حديث أَنس أَن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنهما قرأَ قوله عز وجل " وفَاكِهَةً وأَبًّا " وقال : فما الأَبُّ : ثمَّ قال : ما كُلِّفْنَا أَو مَا أُمِرْنَا بهذا . والأَبُّ : المَرْعَى المُتَهَيِّىءُ للرَّعْي والقَطْعِ ومنه حديث قُسِّ بنِ ساعدةَ " فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبًّا وأَصيدُ ضَبًّا " وفي الأَساس : وتقول : فُلاَنٌ رَاعَ لَهُ الحَبُّ وَطَاعَ لَهُ الأَبُّ . أَي زَكَا زَرْعُه واتَّسَع مَرْعَاهُ
والأَبُّ بالتشديد : لُغَةٌ في الأَبِ بالتخفيف بمعنى الوَالِد نقله شيخنا عن ابن مالك في التسهيل وحكاه الأَزهريّ في التهذيب وغيرهما وقالوا : اسْتَأْبَبْتُ فلاناً ببائَيْنِ أَي اتَّخَذْتُه أَباً . نَبَّه على ذلك شيخُنا مُسْتَدْرِكاً على المُصَنِّفِ
قُلْتُ : إنَّمَا لم يذكرْه لنُدْرَتِهِ ومخالفتِه للقياس قال ابنُ الأَعرابيّ : اسْتَئِبَّ أَباً : اتَّخِذْهُ نَادِرٌ وإنما قيَاسُه اسْتَأْبِ
و أَبُّ : د باليَمنِ قال أَبُو سَعْدٍ : بُلَيْدَةٌ باليَمَنِ يُنْسب إِليها أَبُو مُحَمَّدِ عبدُ الله بنُ الحَسَن بنِ الفَيَّاضِ الهاشِمِيُّ وقال أَبو طاهر السِّلفيّ : هي بكسر الهمزة قال : سمعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ العَزِيز بنَ موسى بنِ مُحَسّن القَلْعِيَّ يقول : سمعت عُمَرَ بن عبدِ الخَالِقِ الإِبِّيّ يقول : بَنَاتِي كُلُّهُنَّ حِضْنَ لتِسْعِ سِنِينَ كَذَا في المُعْجَمِ
قُلْتُ : ونُسِبَ إليها أَيضاً الفَقيهُ المُحَدِّث أَبو العباس أَحمد بن سلمان بن أَحمد بن صبرة الحميريّ مات سنة 728 ولي قضاء مدينة أَبّ تَرْجَمَه الجنديّ وغيره
و إِبُّ بالكَسْرَة : باليمن من قُرَى ذِي جَبَلَةَ ؛ قال أَبو طاهر ؛ وكذا يقوله أَهلُ اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح كذا في المعجم وقال الصاغانيّ : هي من مِخْلافِ جعْفَر
وَأَبَّ للسَّيْرِ يَئِبّ بالكَسْرِ على القياس في المُضَعَّفِ اللازم ويَؤُبّ بالضَّمِّ على خلاف القياس واقتصر عليه الجوهريّ وتبعه على ذلك ابنُ مالك في لامية الأَفعال واستدركه شيخنا في حواشي ابن الناظم على أَبيه أنه جاء بالوجهين فالأَوْلى ذكره في قسم ما وَرَدَ بالوَجْهَيْنِ أَبًّا وأَبِيباً على فَعِيلٍ وَأَبَاباً كَسَحَاب وأَبَابَة كَسَحَابَة : تَهَيَّأَ للذَهاب وتَجَهَّز قال الأَعشى :
صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ ... أَخٌ قَدْ طَوَى كَشحاً وأَبَّ لِيَذْهَبَا أَيْ صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئِي لمفارقتكم ومَنْ تَهَيَّأَ للمُفَارَقَةِ فهو كَمَنْ صَرَمَ قال أبو عبيد : أَبَبْتُ أَؤُبُّ أَبًّا إذا عَزَمْتَ على المَسِيرِ وتَهَيَّأْتَ كائْتَبَّ من بَابَ الافْتِعالِ
وأَبَّ إلَى وَطَنِه يَؤُبُّ أَبًّا وإِبَابَةً كسَحابة وأَبَاباً كسحَابٍ أَيضاً : اشْتاقَ
والأَبُّ : النِّزَاعُ إلى الوَطَنِ عن أَبي عمرو قاله الجوهريّ والمعروف عند ابن دريد يَئِبُّ بالكسر وأَنشد لهِشَام أَخِي ذِي الرُّمَّة :وأَبَّ ذُو المَحْضَرِ البَادِي أَبَابَتهُ ... وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِ وأَبَّ يَدَهُ إلَى سَيْفِهِ : رَدَّهَا ليَسُلَّه وفي بعض النُّسَخ : لِيَسْتَلَّه وذكره الزمخشريّ في آبَ بالمَدِّ وقال الصاغانيّ وليس بِثَبتٍ
وهُوَ في أَبَابِهِ بِالفَتْح وأَبَابَتِهِ أَي في جَهَازه بفتح الجيم وكسرها
وأَبَّ أَبَّه أَي قَصَدَ قَصْدَهُ نقله الصاغانيُّ وأَبَّتْ أَبَابَتُه بالفتح ويُكسر أَيِ اسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُه فالأَبَابَةُ بمَعْنَى الطَّرِيقَة
والأَبَابُ بالفتح : المَاءُ والسَّرَابُ " عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
" قَوَّمْنَ سَاجاً مُسْتخَفَّ الحِمْل
" تَشُقُّ أَعْرَافَ الأَبَابِ الحَفْل أَخْبَرَ أَنَّهَا سُفُنُ البَرِّ
والأُبَابُ بالضَّمِّ : مُعْظَمُ السَّيْلِ والمَوْجُ كالعُبَابِ قال :
" أُبَابُ بَحْرٍ ضاحِكِ هزُوقِ قال شيخُنا : صَرَّح أَبو حَيَّانَ وتلميذُه ابنُ أُمِّ قاسِمٍ أَن همزتها بَدَلٌ من العَيْنِ وأَنها ليست بلُغَةٍ مستقلّة انتهى وأَنكره ابنُ جنّى فقال : ليست الهمزة فيه بَدَلاً من عين عُبَاب وإن كُنَّا قد سَمِعْنَاهُ وإنَّمَا هُوَ فُعَالٌ من أَبَّ إِذا تَهَيَّأَ
قُلْتُ : ومن الأَمثال : " وقَالُوا للظِّبَاء : إنْ أَصابَت المَاءَ فَلاَ عَبَاب وإِنء لَمْ تُصِبِ المَاءَ فلا أَبَاب " أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهَيَّأْ لطلبه راجعه في " مجمع الأَمثال "
وفي التهذيب : الوَبُّ : التَّهَيُّؤُ للحَمْلَةِ في الحَرْبِ يقال : هَبَّ وَوَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة قال أَبو منصور : الأَصل فيه أَبّ فقلبت الهمزة واواً
وعن ابن الأَعرابيّ أَبَّ إذا هَزَم بحَمْلَة وفي بعض النسخ : بجُمْلَة بالجيم وهو خطأٌ لا مَكْذُوبَةَ بالنصْبِ وهو مصدر كَذَبَ كما يأْتي فِيهَا أَيِ الحَمْلَةِ
وأَبَّةُ : اسْمٌ أَي عَلَمٌ لِرَجُل كما هو صَنِيعُه في الكِتَاب فإِنه يريد بالاسمِ العَلَمَ وبِهِ سُمِّيَت أَبَّةُ العُلْيَا وأَبَّةُ السُّفْلَى وهما قَرْيَتَان بلَحْجٍ بفتح فسكون بَلْدَةٌ بعَدَنِ أَبْيَنَ من اليَمَنِ أَي كما سُمِّيَت أَبْيَنُ بأَبْيَنَ بنِ زُهَيْرٍ
وأُبَّةُ بالضم : د بإِفْرِيقِيَّة بينها وبين القَيْرَوَانِ ثلاثةُ أَيام وهي من ناحية الأَرْبُسِ موصوفةٌ بكثرة الفَوَاكه وإِنباتِ الزعفرانِ ينسب إِليها أَبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المُعْطِي بن أَحمدَ الأَنصاريُّ روى عن أَبي حَفْص عُمَر بنِ إِسماعيلَ البَرْقيّ كتب عنه أَبو جعفر أَحمد بن يحيى الجَارُودِيّ بمصر وأَبو العباس أَحمد بن محمد الأُبِّيُّ أَديب شاعر سافر إلى اليمن ولقى الوَزِيرَ العَبْديَّ ورجع إلى مصْرَ فأَقَام بها إلى أَن مات في سنة 598 ، كذا في المعجم
قُلْتُ : أَما عبد الرحمن بن عبد المعطي المذكورُ فالصواب في نِسْبَتِه الأُبَيِّي منسوب إِلى جَدِّه أُبَيّ نبَّه على ذلك الحافظُ ابنُ حَجر
وممن نسب إِليها من المتأَخرين الإِمام أَبو عبد الله محمدُ بن خليفةَ التونسيُّ الأُبِّيُّ شارح مُسْلِم تلميذُ الإِمام ابن عَرَفَةَ ذكره شيخنا
وأَبَّبَ إِذا صاحَ والعَامَّةُ تقول هَبَّبَ
وتَأَبَّبَ بِهِ أَي تَعَجَّبَ وتَبَجَّحَ نقله الصاغانيّوأَبَّى بفتح الهمزة وتشديد الباء والقَصْرِ كَحَتَّى : نَهْرٌ بين الكُوفَة وبين قَصْرِ ابنِ هُبَيْرَةَ بَنِي مُقَاتِل هكذا في النُّسَخِ وصوابُه ابْنِ مُقَاتِل وهو ابنُ حسَّانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ بنِ إِبراهِيمَ بن أَيّوبَ التَّيْمِيّ مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ وسيأْتي ذكرُه يُنْسَبُ إِلى أَبَّى ابن الصَّامَغَانِ من مُلُوكِ النَّبَطِ ذَكَره الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ . ونَهْرٌ من أَنهار البَطِيحَةِ بِوَاسِطِ العرَاقِ وهو من أَنهارها الكبار ووَرَدَ في الحديث عن محمد بن إسْحَاقَ عن معبد بنِ كعبِ بنِ مالكٍ قال : لَمَّا أَتَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَنِي قُرَيْظَةَ ونزل على بِئرٍ من أَبْيَارِهِم في ناحية من أَموالهم يقال لها بِئرُ أَبَّى وهي بِئرٌ بالمَدِينَةِ قال الحَازِمِيُّ : كذا وجدتُه مضبوطاً مُجَوَّداً بخط أَبِي الحَسَنِ بنِ فُرَات أَو هِيَ وفي نُسْخَةٍ هُوَ أُنَا بالنُّونِ مُخَفَّفَةً كَهُنا قال الحَازِميّ : كذا سمعته من بعض المُحَصِّلِين كذا في المعجم وسيأْتي ذكرُه في مَحَلِّه إِن شاءَ الله تعالى
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَبَّ إِذَا حَرَّكَ عَنِ ابن الأَعْرَابيّ وائْتَبَّ إِذا اشْتَاقَ
وأَبَّى بنُ جَعْفَر النَّجِيرَمي مُحَدِّثٌ ضعيف
وسَالِمُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبَّى أَندلسِيٌّ روى عن ابن مُزَينِ وسيأْتي في آخر الكتاب
البَوْبَاةُ : الفَلاَةُ : عن ابْنِ جِنّي وهي المَوْمَاة أيْ قُلِبَتِ البَاءُ مِيماً لأَنَّهَا من الشَّفَةِ ومثلُ ذلكَ كَثِير قالَه شَيْخُنَا وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : البَوْبَاةُ : عَقَبَةٌ كَؤُود بِطَرِيقِ مَنْ أَنْجَدَ مِنْ حَاجِّ اليَمَنِ وفي المَرَاصِدِ : هيَ صَحْرَاءُ بأَرْضِ تِهَامَة إذَا خَرجْتَ منْ أَعالِي وَادِي النَّخْلَةِ اليَمَانِيَةِ وهي بِلاَدُ بنِي سَعْدِ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ وقِيلَ : ثَنِيَّةٌ في طَرِيقِ نَجْد عَلَى قَرْنٍ يَنْحَدِرُ منها صاحِبُهَا إلى العِراقِ وقِيلَ غيرُ ذلك قَالَهُ شيخُنَا
والبَابُ م أي بمَعْنَى المَدْخَلِ والطَّاقِ الذِي يُدْخَلُ منه وبِمَعْنى مَا يُغْلَقُ به ذلك المَدْخَلُ من الخَشَبِ وغيرِهِ قاله شيخُنَا ج أَبْوَابٌ نَقَلَ شيخنَا عن شيخه ابنِ المسنَاوِيِّ مَا نَصُّه : اسْتَدَلَّ به أَئِمَةُ العَرَبِيَّةِ على أَنَّ وَزْنَه فَعَلٌ مُحَرَّكَة لأَنَّه الذي يُجْمَعُ على أَفْعَالٍ قِيَاساً تَحَرَّكَتِ الواوُ وانْفَتَح ما قَبْلَهَا فَصَار بَاب : وبِيبَانٌ كتَاج وتِيجَانٍ وهو عند الأَكْثَرِ مَقِيسٌ وأَبْوِبَةٌ في قَوْلِ القُلاَخ بنِ حُبَابَةَ قالَه ابنُ بَرِّيّ وفي الصَّحَاح لابنِ مُقْبِل :
هَتَّاكُِ أَخْبِيَةٍ وَلاَّج أَبْوِبَةٍ ... يَخْلِطُ بِالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينَا
قَالَ أَبْوِبَةٍ لِلازْدِوَاج لِمَكَانِ أَخْبِيَة قَالَ : ولَوْ أَفْرَدَهُ لَمْ يَجُزْ وزَعَمَ ابنُ الأَعْرَابيّ أَنَّ أَبْوِبَة جمعُ بَابٍ من غيرِ أَنْ يكونَ إتْبَاعاً وهذَا نَادِرٌ لأَنَّ بَاباً : فَعَلٌ وفَعَلٌ لا يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلَةٍ قال ابنُ مَنْظُورٍ وتَبِعَهُ شَيْخُنَا في شَرْحهِ : وقَدْ كَانَ الوَزِيرُ ابنُ المَغْرِبِيّ يَسْأَلُ عن هَذه اللَّفْظَةِ علَى سَبِيلِ الامْتِحَانِ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُ لَفْظَةً جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ جَمْعِهَا المَشْهُورِ طَلَباً للازْدِوَاجِ يَعْنِي هذِه اللَّفْظَةَ وهِي أَبْوِبَة قَالَ : وهذَا فِي صناعَةِ الشِّعْرِ ضَرْبٌ مِنَ البَدِيعِ يُسَمى التَّرْصِيعَ
قُلْتُ : وأَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ أَيْضاً الإِمَامُ البَلَوِيُّ في كِتَابِه أَلف باء واسْتَشْهَدَ به في أَنَّ بَاباً يُجْمَعُ عَلَى أَبْوِبَةٍ ولم يَتَعَرَّضْ لِلإِتْبَاع وَعَدَمِه
وفي لسان العرب : واسْتَعَارَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع الأَبوَابَ لِلْقَوَافِي فَقَالَ :
" أَبِيتُ بِأَبْوَابِ القَوَافِي كَأَنَّمَاأَذُودُ بِهَا سِرْباً مِنَ الوَحْشِ نُزَّعَا والبَوَّابُ لاَزِمُهُ وحَافِظُهُ وهو الحَاجِبُ ولو اشْتُقَّ منه فِعْلٌ عَلَى فِعَالَة لقيل : بِوَابَةٌ بإِظْهَارِ الوَاوِ وَلاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه ليْسَ بمَصْدَر مَحْضٍ إنما هو اسم وحِرْفَتُهُ البِوَابَةُ كَكِتَابَة قال الصاغانيّ : لاَ تُقْلَبُ يَاءً لأَنَّه ليس بمَصْدَرٍ مَحْض إنَّمَا هو اسْمٌ وأمَّا قوْلُ بِشْرِ بنِ أَبي خَازِم :
فَمَنْ يَكُ سَائِلاً عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ ... فَإنَّ لَهُ بِجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا فَعَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ كما سيأْتي ولمَّا جَعَلَه بَيْتاً وكَانَتِ البُيُوتُ ذَوَاتِ أَبْوَابٍ اسْتَجَازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بَاباً
والبَوَّابُ : فَرَسُ زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ مِنْ نَسْلِ الحَرُونِ وهُوَ أَخُو الذَّائِدِ بنِ البطِينِ بنِ البِطَانِ بنِ الحَرُونِ
وبَابَ لهُ أَيْ لِلْسُّلْطَانِ يَبُوبُ كقَالَ يَقُولُ قَالَ شَيْخُنَا : وذِكْرُ المُضَارِع مُسْتَدْرَكٌ فَإنَّ قَاعِدَتَه أَنْ لاَ يَذْكُرَ المُضَارِعَ مِنْ بَابِ نَصَرَ صَارَ بوَّاباً لَهُ وتَبَوَّبَ بَوَّاباً : اتَّخَذَهُ
وأَبْوَابٌ مُبَوَّبَةٌ كَمَا يُقَالُ : أَصْنَافٌ مُصَنَّفَةٌ
والبَابُ والبابَةُ تَوَقَّفَ فيه ابنُ دُرَيْدٍ ولذَا لَمْ يَذْكُرْه الجوهريُّ في الحِسَابِ والحُدُودِ ونَحْوِهِ : الغَايَةُ وحَكَى سِيبَوَيْهِ بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَاباً باباً وبَاباتُ الكِتَابِ : سُطُورُهُ لاَ وَاحِدَ لَهَا أَيْ لَمْ يُسْمَعْ ويُقَالُ هذَا بَابَتُهُ أي يصلح له هذا شيء من بابتك أَيْ يَصْلُحُ لَكَ وقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ فِي قَوْلِهِمْ : هذَا مِنْ بابَتِي : أَيْ يَصْلُحُ لِي
والبَابُ : د في المَرَاصِدِ : بُلَيْدَةٌ في طَرِيقِ وَادِي بُطْنَانَ بِحَلَبَ أَيْ مِنْ أَعْمَالِهَا بَيْنَهَا وبَيْنَ بُزَاعَا نحوُ مِيلَيْنِ وإلى حَلَب عَشَرَةُ أَمْيال
قُلْت : وهي بَابُ بُزَاعَا كَمَا حَقَّقَهُ ابنُ العَدِيمِ في تاريخ حَلَبَ قَالَ : والنِّسْبَةُ إلَيْهَا : البَابِيُّ منهم : حَمْدَانُ ابنُ يُوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ البَابِيُّ الضَّرِيرُ الشَّاعِرُ المُجِيدُ ومنَ المُتَأَخِّرِينَ مَنْ نُسِبَ إليها مِنَ المُحَدِّثِينَ كَثِيرُونَ تَرْجَمَهُمُ السَّخَاوِيُّ في الضَّوْء
وبَابٌ بِلاَ لاَم : جَبَلٌ وفي بَعْضِ النُّسَخ : بَلَدٌ قُرْبَ هَجَرَ مِنْ أَرْضِ البَحْرَيْنِ
وبَابٌ أَيْضاً : قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى بُخَارى واسْتَدْرَكَه شيخُنَا
قُلْتُ : هِيَ بَابَةُ كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانيّ وقد ذَكَرَها المُصَنِّفُ قَرِيباً
وبَابٌ أَيْضاً مَوْضِعٌ عن ابن الأَعْرَابيّ وأَنشد :
وإنَّ ابنَ مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بِالنَّوَى ... لَهُ بَيْنَ بَابٍ والجَرِيبِ حَظِيرُ كَذَا في لسان العربوالبَابَةُ ثَغْرٌ بالرُّومِ مِنْ ثُغُورِ المُسْلِمِينَ ذَكَره يَاقُوت وبِلاَ لامٍ : ' بِبُخَارَاءَ كَذَا في المَرَاصِدِ مِنْهَا إبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسْحَاقَ المُحَدِّثُ البَابِيُّ
والبَابَةُ عِنْدَ العَرَبِ : الوَجْهُ قَالَهُ ابنُ السِّكّيت ج بَابَاتٌ فإذَا قالَ : الناسُ مِنْ بَابَتِي فَمَعْنَاهُ مِنَ الوَجْهِ الذِي أُرِيدُه ويَصْلُحُ لِي وهو مِنَ المَجَازِ عِنْدَ أَكْثَرِ المُحَقِّقِينَ وأَنشد ابنُ السكِّيتِ لابن مُقْبِلٍ :
بَنِي عَامِرٍ مَا تَأْمُرُونَ بِشَاعِرٍ ... تَخَيَّرَ بَابَاتِ الكِتَابِ هِجَائِيَا قَالَ : مَعْنَاهُ : تَخَيَّرَ هِجَائِيَ مِنْ وُجُوهِ الكِتَابِ
والبَابَةُ : الشَّرْطُ يقالُ : هذَا بَابَتُهُ أَيْ شَرْطُهُ وليس بتكرار كما زعمه شيخنا
والبُوَيْبُ كَزُبيْر : ع قُرْبَ وفي لسان العرب : تلْقَاءَ مِصْرَ إذَا بَرَقَ البَرْقُ مِنْ قِبَلِهِ لمْ يَكَدْ يُخْلِفُ أَنْشَد أَبُو العَلاَءِ
أَلا إنَّما كَانَ البُوَيْبُ وأَهْلُه ... ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي وهذَا عِقَابُهَا وفي المراصِد : نَقْبٌ بَيْنَ جَبَلَينِ وقيلَ : مدْخَلُ أَهْلِ الحِجَازِ إلَى مِصْرَ
قُلْت : والعَامّةُ يَقُولُونَ البُويْبَاتُ ثمَّ قَالَ : ونَهْرٌ أَيْضاً كانَ بالعرَاق مَوضِعَ الكُوفة يَأْخُذُ منَ الفُراتِ
وبُوَيْبٌ جَدُّ عهيسى بنِ خَلاَّدٍ العِجْليِّ المُحَدِّثِ عَنْ بَقِيَّةَ وعَنْهُ أَبُو إسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ
والبُوبُ بالضَّمّ : ة بِمِصْرَ مِنْ حَوْفهَا كَذَا في المُشْرِقِ وفي المَراصِدِ ويقال لهَا : بُلْقينَةُ أَيْضاً وهي بإقْلِيمِ الغَرْبِيَّةِ مِن أَعْمَال بنَا
وبَابُ الأَبْوابِ قال في المراصد : ويقال : البَابُ غَيْرَ مُضَاف والذي في لسان العرب : الأَبْوَابُ : ثَغْرٌ بِالخَزَرِ وهو مدِينَةٌ على بَحْر طَبَرِسْتَانَ وهو بَحْرُ الخَزَرِ ورُبَّما أَصَاب البَحْرُ حَائطَهَا وفي وَسَطِهَا مَرْسَى السُّفُنِ قَد بنِيَ على حَافَتَيِ البَحْرِ سَدَّيْنِ وجُعِلَ المَدْخَلُ مُلْتَوِياً وعلى هذا الفَم سِلْسِلَةٌ فلا تَخْرُجُ السَّفِينَةُ ولا تَدْخُلُ إلاّ بِأَمْرٍ وهي فُرْضَةٌ لِذلك البَحْرِ وإنَّمَا سُمِّيَتْ بابَ الأَبْوَابِ لأَنَّهَا أَفْوَاهُ شِعَابٍ في جَبَلٍ فيها حُصُونٌ كَثِيرَةٌ وفي المُعْجَم : لأَنَّهَا بُنِيَتْ على طَرَفٍ في الجَبَلِ وهو حَائِطٌ بَنَاهُ أَنُوشِرْوانَ بِالصَّخْرِ والرَّصَاصِ وعَلاَّه ثلاثمائة ذِرَاعٍ وجَعلَ علَيْهِ أَبْوَاباً منْ حَدِيدٍ لأَنَّ الخَزَرَ كَانَتْ تُغيرُ في سُلْطَانِ فَارِسَ حتَّى تَبْلُغَ هَمَذَانَ والمَوْصِلَ فبَنَاهُ لِيَمْنَعَهُمُ الخُرُوجَ وجَعَلَ عليه حَفَظَة كذا نقلَه شيخُنا من التواريخ ورأَيت في " الأَرْبَعِينَ البُلْدَانِيَّة " للحافظِ أبِي طَاهِرٍ السِّلفيّ ما نصُّه : بَابُ الأَبواب المعروفُ بدَرْبَنْدَ وإليها نُسِبَ أَبُو القَاسِمِ مَيْمُونُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد البَابِيُّ مُحَدِّثُ
قُلْتُ : وهُوَ شَيْخُ السِّلَفِيّ وأَبُو القَاسِمِ يُوسُفُ بنُ إبْراهِيمَ بنِ نَصْرٍ البَابِيُّ حَدَّثَ ببغْدَادَ
وممَّا بَقِيَ علَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدْرَكَ عليهِ شيخُنَا وغيرُه : بَابُ الشَّامِ ذَكَره ابنُ الأَثيرِ والنِّسْبَةُ إليه : البَابشَامِيُّ وهِيَ مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ
وبَابُ البَرِيدِ كَأَمِيرٍ بدِمَشْق
وبَابُ التِّبْنِ لِمَأْكُولِ الدَّوَابِّ : مَحَلَّةٌ كَبِيرَةٌ مُجاوِرَة لمَشْهدِ مُوسَى بنِ جَعْفَر بها قَبْرُ عبْد الله بنِ الإِمام أَحْمَد
وبَابُ تُوما بالضَّمِّ بدِمَشق
وبَابُ الجِنَانِ : أَحَدُ أَبْوَابِ الرَّقَّة وأَحدُ أَبْوَابِ حلَبَ
وبَابُ زُوَيلَةَ بِمِصْرَ
وبابُ الحُجْرَةِ : مَحَلَّةُ الخُلَفَاءِ ببغدادَ
وبابُ الشَّعير : مَحَلَّة بها أيضاً
وبابُ الطَّاقِ : مَحَلَّةٌ أُخرى كبيرة بالجانب الشرقيّ ببغداد نُسب إليها جَمَاعَةٌ من المحَدِّثينَ والأَشْرافِ
وَبَنُو حَاجِبِ البَابِ : بَطْنٌ من بَنِي الحُسَيْنِ كَانَ جَدُّهُم حاجباً لِبَابِ البوني
وبَابُ العَرُوسِ : أَحَدُ أَبْوَابِ فَاسوالبابُ : باب كِسْرَى وإليه نُسِب لِسانُ الفُرْس
وأَبوَاب شكى وأَبواب الدودانية في مدينة إرَان من بِنَاءِ أَنُوشِرْوَانَ
وَبَابُ فَيْرُوزَ أَي ابنِ قُبَاذَ : قَصْرٌ في بلاد جرزانَ ممايَلِي الرُّومَ
وبَابُ اللاّن
وبابُ سمجن مِنْ مُدُنِ أَرْمِينِيةَ وقد ذكَرض المُصَنِّفُ بَعْضاً منها في مَحَالِّهَا كما سيأْتي : وبَابٌ وبُوبَةُ وبُوَيْبٌ أَسْمَاءٌ تقدَّمَ منها جَدُّ عِيسى بنِ خَلاَّدٍ وبابُ بنُ عُمَيرٍ الحَنَفِيُّ مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ تَابِعيٌّ
وبَابَا : مَوْلًى لِلْعبَّاسِ بن عبْدِ المُطَّلبِ الهاشِمِيِّ
وبابا أَيْضاً موْلًى لعائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللهُ عنْهُمَا . وعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَابَا أَو بأْبَاهُ بزِيادةِ الهَاءِ وعبْدُ اللهِ بْنُ بَابَا أَو بابَى بإِمالَةِ الباءِ إلى الياءِ أَو هو بَابَيْه بالهاءِ تَابِعِيُّون
وبابُويةُ جَدُّ أَبِي الحسَن عليِّ ابْنِ مُحَمَّدِ بْن الأَسْوَارِيِّ بالفَتْحِ ويُضَمُّ إلى أَسْوارِيَّةَ : قَرْيةٍ من أَصْبهَانَ أَحدُ الأَغْنِيَاءِ ذُو وَرعٍ ودينٍ روَى عنِ ابنِ عِمْرانَ مُوسَى بن بَيان وعنه أَحْمَدُ الكَرَجِيُّ قَالَهُ يَحْيَى كَذَا فِي المُعْجَم لياقوت
وأَبُو عَبْدِ الله عَبْدُ الله بنُ يُوسُفَ بن أَحْمَدَ بنِ بابَوَيْه الأَرْدِسْتَانِيّ نَزِيل نَيْسَابُورَ مُحدّث توفى سنة 409 والإِمامُ أَبو الحسن عليّ بن الحسين بن بابَوَيْه الرازيّ مُحدِّث وهو صاحب الأَربعين ذكره أَبو حامدٍ المحْموديّ
وبَابويَةُ أَيضاً جَدُّ والِدِ أَحْمد بْنِ الحُسَيْنِ بنِ علِيٍّ الحِنَّائِيِّ الدِّمَشْقِيّ وقد تقدم ذكره في ح ن أَ . وإبْراهِيمُ بْنُ بُوبَةَ بالضَّمِّ عن عبد الوهاب بن عطاءٍ وعَبْدُ اللهِ بْنُ أَْحمَد بْنِ بُوبَةَ العَطَّار شيخٌ للعُقَيْلِيّ وأَبُو علِيٍّ الحَسنُ بْنُ مُحمَّدِ بْن بُوبةَ الأَصْبَهَانِيُّ شيخٌ لأَحمد بن مسلم الخُتَّلِيّ وولده محمد بن الحَسن روى عن محمد بنِ عيسى الأَصْبَهانيّ المُقْرِئ وعنه ابنُه الحسنُ مُحَدِّثُونَ
وبَابَ الرَّجلُ : حفر كُوَّةً نقله الصاغانيُّ عن الفَرَّاءِ وسيأْتي أَنَّ مَحلَّه بيب عَلَى الأفصح
والبَابِيَّةُ بتَشْديدِ الياءِ : الأُعْجُوبَةُ قالَهُ أَبُو مَالِك : وأَنْشَدَ قَوْلَ النَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ :
فَذَرْ ذَا وَلكِنَّ بَابِيَّةً ... حَدِيثُ قُشَيْرٍ وأَقْوَالُها يُقَالَ : أَتَى فُلاَنٌ بِبابِيَّة أَيْ بأُعْجُوبَة كَذَا نَقَلَه الصَّاغانيّ وَروَاهُ الأَزْهرِيّ عن أَبِي العميْثَلِ
وبَابَينِ مُثنًّى : ع بالبحْرَينِ وحَالُهُ في الإِعْرَابِ كحَالِ البَحْرَينِ وفيه يقُولُ قائلُهُم :
" إنَّ ابْنَ بُورٍ بَيْنَ بَابَيْنِ وجَمّْ
" والخَيْلُ تَنْحَاهُ إلى قُطْرِ الأَجَمْ
" وضَبَّةُ الدَّغْمَاءُ في فَىْءِ الأَكَمْ
" مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُهَا مِثْلُ الرَّخَمْ وفي شِعْرٍ آخرَ : مِنْ نَحْوِ بَابَيْنِ
وبَابَانُ مَحَلَّةٌ بِمرْوَ منها أَبُو سَعِيدٍ عَبَدة بنُ عَبْدِ الرَّحِيم المَرْوَزِيُّ مِن شُيُوخِ النَّسَائِيِّ مشْهُورٌ