السَّيْرُ : الذَّهابُ نهاراُ وليلاً وأما السُّرَى فلان يكونُ إلا ليْلاً كالمَسيرِ يقال : سارَ القومُ يَسيرونَ سَيْراً ومسيراً إذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جِهة توجَّهُوا لها ويقال : بارك الله في مَسِيرك أي سَيْرك . قال الجوهريُّ : وهو شاذٌّ لأن القياسَ المصدرِ من فعلَ يفعلُ مفعلٌ بالفتح لا والتسيارِ بالفتح ويُذهبُ به إلى الكثرةِ وهو تفعالٌ من السيرِ قال :
فأَلْقَتْ عَصَا التَّيسْارِ منها وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ
والمَسِيِرَةِ بزيادة الهاءِ كالمَعِيشَةِ من العيْشِ ويرادُ به أيضاً : المَسَافَة التي يُسَارُ فيها من الأَرْضِ كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَة وبه فُسِّرَ الحديث " نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر " ٍ والسَّيْرُورِةَ الأخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ . وسارَ الرّجلُ يَسِيرُ بنفْسهِ وسارَهُ غَيْرُهُ سَيْراً وسِيرَةً ومَسَاراً ومَسِيراً َيَتَعّدى ولا يَتَعَدَّى . وأَسَارَهُ قال ابنُ بُزُرْج : سِرْتُ الدَّابَّةَ إذا رَكِبْتَها وإذا أَرَدْتَ المَرْعَى قلت : أَسَرْتُهَا إِلى الكَلإ وهو أن يُرسِلُوا فيها الرُّعْيَانَ ويُقِيموا هم . وسَارَ بِهِ أي يتَعَدَّى بالهَمْز وبالبَاءِ . وسَيَّرَه تَسْييراً أي يتعَدى بالتضعيف . والاسْمُ من كُلّ ذلك السِّيرَةُ بالكَسْر . وطَرِيقٌ مَسُورٌ ورَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ قال شيخنا : هذا غَلَطٌ ظَاهِرٌ في هذه المادة والصواب مَسِيرٌ ومَسِيرٌ به كما لا يَخْفَى عمّن له أَدْنَى مُسْكَة بالصَّرْف انتهى
قلت : وهذا الذي خَطَّأَه هو بعينِه قولُ ابنِ جِنِّي فإِنه حَكَى طَرِيقٌ مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به قالوا : وقَيَاسُ هذا ونَحْوِه عند الخليل أن يكون مما يُحْذفُ فيه الياءُ والأَخْفَشُ يعتقدِ أن المحذوفَ من هذا ونَحْوِه إنما هو واو مَفْعُول لا عَيْنهُ وآنسَه بذلك قد هُوبَ بهِ وسُورَ به وكُولَ به ففي تَخْطِئَةِ شيخِنا للمصَنَّف على بادِرةِ الأَمْرِ تحاملٌ شديدٌ كما لا يَخْفَى وغايَةُ ما يقال فيه : إنه جاءَ على خلاف القياسِ عند الخَليلِ
والسَّيْرَةُ بالفَتْح : الضَّرْبُ من السَّيْرِ . وحكى : إِنّه لَحَسَنُ السِّيرَةِ . والسُّيَرَةُ كهُمَزَةٍ : الكَثِيرُ السَّيْرِ عن ابن جِنَّي . من المَجَاز : السِّيرَةُ بالكَسْر : السُّنَّةُ وقد سارَتْ وسِرْتُها قال خالِدُ بنُ زُهَيْر كذا عَزَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ ابنُ بَرِّي : هو لخِالدِ ابنِ أُخْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فلاَ تَغْضَبَنْ من سُنَّة أَنتَ سِرْتَهَا ... فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا يقول : أَنْتَ جَعَلْتَها سائِرَةً في النّاس . وقال أبو عُبَيْد : سارَ الشَّيْءُ وسِرْتُه فَعمّ وأََنشد قول خالد . السِّيَرةُ : الطَّرِيقَةُ يقال : سارَ الوالِي في رَعِيَّتهِ سِيرَةً حَسَنَةً وأَحْسَن السِّيَرَ وهذا في سِيَرِ الأَوّلِينَ . السِّيرَةُ الهَيْئَةُ وبه فُسِّر قولهُ تعالى " سَنُعِيدُها سِيرَتَها الأُولَى " . السِّيرَةُ : المِيرَةُ . والسَّيْرَ بالفَتْح : الذِي يُقدُّ من الجِلْدِ طُولاً وهو الشِّراكُ ج سُيُورٌ بالضّم يقال : شَدَّة بالسَّيْرِ وبالسُّيُورِ والأَسْيَارِ والسُّيُورَةَ . وإليهِ أَي إلى لفظِ الجَمْعٍ نُسِبَ المُحَدِّثانِ : أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي بنِ إِبراهِيمَ النَّيْسابُورِيّ عن محمّدِ بن الحُسَيْنِ القَطّان وعنه الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ الصّاغانِيّ . أَبو طاهِرٍ عبدُ المَلِكِ بن أَحمد عن عبد المَلكِ بن بِشْرَان شيخٍ لابنِ الزغوانيّ تُوُفِّي سنة 481 السُّيُورِيّانِ . قال شيخنا : وهذا على خِلاَفِ القِياسِ لأَن القِيَاسَ في النَّسَبِ أن يُرْجَعَ به إلى المفردِ كما عُرِفَ به في العربية . وقيل : إِنَّهما مَنْسُوبانِ إلى بَلَدٍ اسمه سُيُور وصحّحه أَقوام . وفاته : أبو القاسِمِ عبدُ الخَالِقِ بنِ عبْدِ الوارِثِ السُّيُورِيّ المَغْرِبِيّ المالِكيّ خاتمة شُيوخِ القَيْرَوَان توفيِّ سنةَ 460السَّيْورُ : د باليَمَنِ شَرْقيَّ الجَنَدِ منه الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو زَكَرِياءَ يَحْيَى بنُ أبِي الخَيْرِ بنِ سالمِ بنِ أَسْعَد بنِ عبدِ اللهِ بن محمّد ابن مُوسَى بن الحُسَيْنِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْد اللهِ السَّيْرِيُّ العُمْرانِيّ من بني عمْرَانَ ابن رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارَةَ بَطْن كبير باليَمنَ صاحِبُ كتابِ البَيَانِ والزَّوَائِدِ في الِفْقهِ وُلِدَ سنة 487 ، وَكان ولدُه طاهِرُ بنُ يحيى من كِبارِ الفُقَهَاءِ باليَمَنِ . وفي التَّبْصِير للحافظ بن حجر : والسِّيَرِيّ بالكسر وفتح الياءِ غَلَبَ على بَعْضِ الحُصُونِ باليَمنِ في زمن الأَشرف واستمرّ منازعاً له ولولده انتهى . قلت : ولعلّه تصحيف والصواب السَّيري بالفتح كما للمصنف . وهَبِيرُ سَيَّار ككَتّانٍ : رَمْلٌ نَجْدِيٌّ قيل : هو رَمْلُ زَرُود في طريقِ مَكَّةَ كانَت بهِ وقَعْةَ ابن أَبي سَعدْ الجَنَابِيّ القَرْمَطِيّ بالحاجِّ . يوم الأَحد لاثْنَتَيْ عَشْرَةََ ليلة بقيتْ من المُحَرِّم سنة 312 قَتَلَهم وسَبَاهُم وأخذ أموالَهم كذا في مُعْجَم يا قُوت وَسَيّارُ بنُ بَكْر كذا في النُّسَخِ بالموحدة والكاف وصوابه بلز باللام والزاي صَحَابِيّ وهو والدُ أبِي العُشْرَاءِ الدَّارِمِي روى عنه ابنه . وفي التابِعينَ والمُحَدِّثينَ جماعَةٌ اسمهم سَيَّار ومنهم : أبو المِنْهَالِ سَيّارُ بنُ سَلامَةَ الرِّياحِيّ البَصْرِيّ . وسَيّارُ بنُ عبد الرحمن الصَّدَفيّ . وسَيّارُ بنُ مَنْظُورِ بن سَيّارٍ الفَزارِيّ وسَيّارُ بنُ أبِي سَيارٍ العَنَزِيّ الوَاسطي . وسَيارٌ أَبو حَمْزَةَ الكُوفِيّ . وسَيّارٌ القُرَشِيّ الأُمَوِي مولَى معاوِيةَ ابنِ أَبي سُفْيَانَ . وسَيّارُ بنُ مَعْرُور التَّمِيميّ . وسَيَّارُ بنُ رَوْحٍ . حَدَّثُوا
السَّيّارِيُّونَ : جَمَاعَةُ منهم : عُمَرُ بنُ يَزِيدَ السَّيّارِيُّ حدّث عن عبدِ الوَارِثِ وعَبّادِ بنِ العَوامِ . ويُوسفُ بنُ مَنْصُورِ بنِ إبراهيمَ السَّيّارِيّ . وأحمدُ بنُ زِيَادٍ السَّيّارِيّ . والقَاسِمُ بنُ عبدِ الله بن مَهْدِيّ السَّيّارِيّ وغيرهم . والسَّيارَةُ : القافِلَةُ . والسَّيارَةُ : القَوْمُ يَسِيرُون أُنِّثَ على معنى الرُّفْقَةِ أو الجَمَاعَة فأما قِراءَةُ من قَرَأَ " تَلْتَقِطْهُ بعضُ السَّيّارَةٌ " فإنه أنثَ لأَنّ بعضَها سَيّارَةٌ
وأَبو سَيَّارَةَ : عُمَيْلَةُ بنُ خالدٍ العَدْوانِي كانَ له حِمارٌ أسْوَدُ أجازَ الناسَ عليه منَ المُزْدَلِفةِ إلى مِنى أَرْبَعِينَ سَنَةً قال الرّاجِز :
" خَلُّوا الطَّرِيقَ عن أبِي سَيَّارَةْ
" وعَنْ مَوَالِيهِ بنِي فَزَارَهْ
" حتى يُجيزَ سالمِاً حِمَارَهْ وكان يَقُولُ : أَشْرِقْ ثَبِير كيْما نُغِير . أي كَيْ نُسْرِعَ إِلى النَّحْرِ فقيلَ : أصَحُّ من عيدِ أَبِي سَيَّارَةَ " وضُرِبَ به المَثَلُ . والسِّيَرَاءُ كالعِنباءِ ويُسَكّن : نَوْعٌ من البُرُودِ وقيل : هو ثَوبٌ مُسيرٌ فيه خُطُوطٌ تُعملُ من القزّ كالسُّيُورِ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو بُرْدٌ فيه خُطوطٌ صُفرٌ قال النابِغَة :
صَفْرَاءُ كالسَّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ... كالغُصْنِِ في غُلَوَائهِ المُتَأوِّدِ أو يُخالِطهُ حَرِيرٌ وقيل : هي من ثيابِ اليمنِ قلت : وهو المشهورُ الآن بالمضف وفي الحديث " أهْدَي إليهِ أُكيْدرُ دُوَمَةَ حُلةً سِيَرَاءَ " قال ابنُ الأثيرِ : هو نَوعٌ من البُرُودِ يُخالِطه حَريرٌ كالسُّيورِ وهي فُعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ قال هكذا رُوِىَ على هذه الِّصفة قال : قال بعضُ المتأَخِّرينَ : إنما هو على الإِضافةِ واحتجّ بأن سيبويه قال : لم يأتِ فِعَلاءُ صِفةً لكن اسماً وشرحَ السِّيَراءَ : الحرير الصافي ومعناه حلة حَريرٍ وفي الحديثِ " أَعْطَى عَلِيَّا بُرْداً سِيَرَاءَ وقالَ : اجْعَلْهُ خُمُراً " وفي حديثِ عُمَر " رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ تُباعُ "
والسِّيَرَاءُ : الذَّهَبُ وقيل : هو الذَّهبُ الصافِي الخَالِصُ . قال الفَراءُ : السِّيَرَاءُ : نَبْتٌ ولم يَصِفْه الدِّينَوَرِيّ وقيل : هو يُشبهُ الخُلةَ كذا في الكتلمة . هي أيضاً القِرْفةُ اللاَّزِقَةُ بالنّواةِ . استعاره الشاعرُ للخِلبِ وهو حِجَابُ القَلْبِ فقال :" نَجَّى امْرأًَ من مَحَلِّ السَّوْءِ أنّ لهُفي القَلْبِ من سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاساَ السِّيَراءُ : جَرِيدةَ من جَرَائِدِ النَّخْلَةِ . والسَّيِّرَانُ بالكسر الياءِ المُشَدَّدةِ : ع جاءَ ذِكره في الشِّعْر . وصُقْعٌ بالعِرَاقِ بين واسِطَ وفَمِ النيل وأهلُ السوادِ يُحِيلُون اسمَه . وسِيرَوَانُ بالكسر وفتح الراءِ : كُورَةُ ما سَبَذَانَ مُحَرَّكةً أو كورَةٌ بجَنْبِهَا وقال الصاغاني : بالجَبَل . سِيرَوَانُ : ة بمِصْرَ منها أبو علي أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعاذٍ السَّيرَوَانِي سكنَ نسفَ ومات بها سنة 329 ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ الدَّبَرِي وعلي بن المُبَاركِ الصَّاغاني والذي ذكره ياقوت أن أبا عَلِي هذا من قريةٍ بِنَسَفَ ولم أجد سِيرَوَانَ في القُرَى المِصْريّة مع كثرةِ تَتَبُّعي في مظانِّها
سِيرَوَانُ : ع بفارِس . سِيرَوَانُ : ع قَرْبَ الرَّيِّ كذا في معجم ياقوت . وسارُ الشَّيْءِ : سائِرُةُ أي جَميعه وهما لُغتان قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ ظَبْيَة :
وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُه ... كَلَوْنِ النَّئُورِ وهي أدْماءُ سارُها . أي سائِرُها قد ذُكرَ في سرا ومر هناك تفصيلُ القَولينِ من المَجاز : سيرَ الجُلَّ عن الفَرَسِ : نَزَعَه " وأَلْقاه عنه . سَيَّرَ المَثلَ : جَعَله سائِراً شائِعاً في الناس وكذلك الكلامَ وبقال : هذا مثلٌ سائرٌ وقد سَيِّرَ أَمْثَالاً سائِرَةً وهو مَجَاز . سَيَّرَ سَيرَةً بالكسر : جاءَ بأحدِيثِ الأَوائِلِ أَو حَدَّثَ بها . قال شيخنا : والسِّيرَةُ النَّبَوِيَّة وكُتُبُ السيرِ مأخوذةٌ من السَّيرةِ بمعنى الطَّرِيقَةِ وأُدْخِلَ فيها الغَزَواتُ وغير ذلك . إِلْحَاقاً أَو تأْوِيلاً . سَيَّرَت المَرْأَةُ خَِضابَها : خَطَّطَتْه أي جَعَلْته خُطُوطاً كالسُّيُورِ وأنشد الزَّمَخْشَرِي لابن مُقْبِلٍ :
وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُودِ أَراكَةٍ ... ورَخْصاً علَتْه بالخِضَابِ مُسَيَّرَاَ والمُسَيَّر كمُعَظَّم : ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القزِّ كالسُّيُوِر . وقيل : بُرُودُ يُخالِطُهَا حَرِيرٌ ويقال : ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ : وَشْيُه مثْلُ السُّيُورِ . مُسَيَّرٌ : اسم جماعةٍ منهم : أبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بنُ الوَلِيدِ بنِ المُسَيَّر الطائِي عن مُحِلّ بنِ خَلِيفَة وعنه ابنُ مَهْدَي وزيدُ بنُ الحُبابِ . مُسَيَّرُ القَرْعِ : حَلْوَاءُ معروف . من المَجاز : تَسَيِّرَ جِلْدُه إذا تَقَشَّرَ وصار شِبهَ السُّيُورِ . واسْتَارَ : امْتَارَ قال الراجز :
" أشْكُو إِلى اللهِ العَزيزِ الغَفَّارْ
" ثمَّ إِليْكَ اليومَ بُعدَ المُسْتَارْ ويقال : المُسْتَارُ في هذا البَيتِ مُفْتَعلٌ من السَّيْرِ . يقال : اسْتَارَ بسِيرَتهِ إذا اسْتَنَّ بسُنتِهِ وطَرِيقَتِه . وسَيَرٌ كجَبلَ هكذا ضبطه الصاغاني وغيره وضبطه ابنُ الأَثِير وغيره بفتح السين وتشديد الباءِ الموحَّدَةِ المكسورة : ع وهو كِثيبٌ بينَ بَدْرٍ والمدينةِ المُشرَّفةِ قَسَمَ فيهِ النبي صلى الله عليه وسلم غَنَائمَ بَدْرٍ وسبق في سبر أيضاً أنّ سَبِّرَ كَثيبٌ بين بَدْرٍ والمدينةِ كما ذكره الصاغاني هناك أيضاً فهما مَوضِعان أو أَحَدهُما تصحيفٌ عن الآخر فتأَمّلْ
ومما يستدرك عليه : تَسايرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ : سارَ وزَالَ وهو مَجاز وقد جاءَ ذلك في حديثِ حُذَيْفَة . وسايَرَهُ مُسَايَرَةً : جارَاه وتَسَاَيَرَا . وبينهما مَسِيَرةُ يَوْمٍ . وسَيَّرَه من بَلَدِه : أَخْرَجَه وأخْلاه . وسايَرَهُ : سارَ معه . وفلانٌ لا تُسَايِرُهُ خُيَلاءُ إذا كان كَذاباً . وقولهم : سِرْ عَنْكَ أي تَغَافَلْ واحتَمِلْ وفيه إِضْمارٌ كأَنه قال سِرْ ودعْ عَنْكَ المِراءَ والشّكّ . وسَيَّرَ الثوب والسّهمَ : جعل فيه خُطُوطاً . وعُقابٌ مُسَيَّرةٌ : مُخطَّطَة . وثَعْلَبَةُ بنُ سَيار له ذِكْرهٌ وإِياه عنَى الشاعر قال ابن بَرِّي هو المُفَضَّل النُّكْرِيّ :
وسائِلَة بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُجعَلَه سَيْراً للضرورة نقله الجَوْهَرِيّ في علق وسيأتي . ومَنْزِلَهُ سيار : قَرْيَة بمصر من حَوْفِ رَمْسِيسَ . ومَسيرِ الكوم ومُنيَة مَسِير ومَحَلة مَسِير : قُرًى بالغربية من مصر . ومُسَيّر : قرية أُخرى بالأُشْمُونَيْنِ . والصاحبُ فَلَكُ الدّين بن المَسيري وزَير الأَشْرَفِ مشهورٌ . وعبد الرازق بن يعقوب المسيري رحلَ وأدركَ السَّلفِي . واستدرك صاحب الناموس هنا سَارَة قال : وتُشَدَّد راؤُه وانه اسم سُرِّيَّة إبراهيمَ الخليلِ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السلام . قلت : وقد رده شيخنا من أوجه ثَلاَثة وكفانا المُؤْنَةَ في ذلك ولكنه لم يُنَبِّه أن الصوابَ استدراكه في مادة سوركما فعله الصاغاني وغيره . ويستدرك عليه أيضاً : سَيْسَر كحَيْدَرَ وهو جدُّ أبي الفَضْلِ أحمدَ بنِ إبراهيِم بن سَيْسَر البُوشَنْجِي حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُيَيْنَةَ وأَنسِ ابنِ عِياض وعنه وَكِيعٌ القَاضِي
فصل الشين المعجمة مع الراءِ
بَسَرَ ككَتَبَ : أعْجَلَ . يَسَرَ : عَبَسَ أو أَظْهَر شِدَّتَه كما صَرَّحَ به أهلُ الغَرِيب في نُكْتَةِ التّعاطُفِ في قوله تعالَى : " ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ " . وقال أبو إسحاق : بَسَرَ أي نَظَرَ بِكَرَاهةٍ شديدةٍ
وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أي كَلَحَ . وفي حديث سَعْدٍ قال : " لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِي أمي فكانَتْ تَلْقاني مَرَّةً بالبِشْر ومَرَّةً بالبَسْر " أي القُطُوبِ . بَسَرَ : قَهَرَ يَبْسُرث بُسُوراً
بَسَرَ القَرْحَةَ : نَكَأَهَا قبلَ النُّضْجِ كما في الصّحاح كأَبْسَرَ وهذه عن الصّغانيّ وفي الأساس : في المَجَاز : وإنْ خَرَجَتْ بك بَثْرَةٌ فلا تَبْسُرْهَا : لا تَفْقَأْهَا
بَسَرَ النَّخْلَةَ : لَقَّحها قبلَ أوانه أي التَّلْقِيحِ كابْتَسَرها قال ابن مُقْبِلٍ :
طَافَتْ به العُجْمُ حتَّى نَدَّ ناهِضُها ... عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غيرَ مُبْتَسَرِ . من المَجَازِ : بَسَرَ الفّحْلُ النّاقَةَ : ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَةِ يَبْسُرها بَسْراً قال الأصمعيُّ : إذا ضُرِبَت النّاقةُ على غير ضَبَعَةٍ فذلك البَسْرُ وقد بَسَرَها الفَحْلُ فهي مَبْسُورَةٌ
قال شَمِرٌ : ومنه يقَال : بَسَرْتُ غَرِيمِي إذا تَقَاضَيْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ . وَبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إذا عَصَرْتُه قبلَ أن يَنْضَجَ
من المَجَاز : بَسَرَ الحاجةَ : طَلَبَهَا في غيرِ أوَانِها وفي الجَمْهَرةِ لابن دُرَيْدٍ : في غيرِ وَجْهِهَا والمَبْسُورُ : طالِبُ الحاجةِ في غيرِ مَوْضِعِهَا كأَبْسَرَ وابْتَسَر وتَبسَّرَ . وقد بَسَرَ حاجتَه يَبْسُرُها بَسْراً وبِسَاراً وابْتَسَرها وتَبَسَّرها : طَلَبَهَا في غير أوانِها أو في غير موضعِها أنشدَ ابن الأعرابيِّ للرّاعِي :
إذا احْتَجَبْت بَناتُ الأرضِ عنه ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي منها البِسَارَا . وبَسَرَ الفَحْلُ النّاقَةَ وتَبَسَّرَهَا ففي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ
بَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُهُ بَسْراً : نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ به أي بالتَّمْرِ أو الرُّطَب كأَبْسَرَ وبَسَّر ورُوِيَ عن الأشْجَعِ العَبْدِيِّ أنه قال : " لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا " فأَمّا البَسْرُ فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أبو بالتَّمْر وانْتِبَاذُهما جميعاً والثَّجْرُ أن يُؤْخَذَ ثَجِيرُ البُسْرِ فيُلْقَى مع التَّمْر وكًرٍهً هذا حذارً الخًلٍيطًي لِنَهْيِ النبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنهما وفي الصّحاح : البَسْرُ أن تَخْلِطَ البُسْرَ مع غيره في النَّبِيذ . بَسَرَ السِّقَاءَ : شَرِبَ منه قبلَ أنْ يَرُوبَ ما فيه
من المَجاز : بَسَرَ الدَّيْنَ : تَقاضاه قبلَ مَحِلِّه وهو مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ : وقد تقدَّم
والبَسْرُ : الماءُ الباردُ . البَسْرُ : ابتداءُ الشَّيْءِ كالابْتِسارِ وفي الحديث عن أنَسٍ قال : " لم يَخْرُجْ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ قَطُّ إلاّ قال حين يَنْهَضُ مِن جُلُوسه : اللّهُمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ وإليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ أنت رَبِّي ورَجَائِي الّلهُمَّ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وما لم أَهْتَمَّ به وما أنتَ أعلمُ به منِّي وَزِّودْني التَّقْوى واغْفِرْ لي ذَنْبِي ووَجِّهْنِي للخَيْرِ أينَ تَوَجَّهْتُ . ثم يخرج " ومعنى بكَ ابتسرتُ أي ابتدأَتُ سَفَرِي . قال الأزهريُّ : والمحدِّثون يَرْوُونَه بالنُّون والشِّين أي تَحَرَّكْتُ وسِرْتُ
البُسْرُ بالضّمِّ : الغَضُّ مِن كلِّ شيْء نَبْتٌ بُسْرٌ وذلك إذا ارتفعَ عن وجه الأرضِ ولم يَطُلْ لأنَّه حينِئذٍ غَضُّ
البَسْرُ والبُسْرُ : الماءُ الطَّريُّ الحديثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَةَ يَنْزِلُ مِن المُزْنِ ج بِسَارٌ مثلُ رُمْحٍ ورِماح . البُسْرُ : الشّابُّ والشّابَّةُ . رجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ : شابَانِ طَرِيّانِالبُسْرُ : التَّمْرُ قبلَ إرطَابِه لغَضاضَتِه وذلك إذا لَوَّنَ ولم يَنْضَج وإذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ والبُسْرَةُ واحِدَتُها وتُضَمُّ السِّينُ إتباعاً يقال : بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌّ وبُسْرَاتٌ وبُسُرَاتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ . قال سِيبَوَيْهِ : ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إلا أن تُجْمَعَ بالألف والتّاءِ لقِلَّةِ هذا المثالِ في كلامهم وأجازَ : بُسْرَانٌ وتُمْرَانٌ يُرِيدُ بهما نَوْعَيْن مِن التَّمْر والبُسْر
من المَجَاز : البُسْرَةُ : الشَّمْسُ في أوَّلِ طُلُوعِها وذلك إذا كانت حمراءَ لم تَصْفُ قال البَعِيثُ يذكُرها :
فصَبَّحَها والشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَةٌ ... بسائِفَةِ الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ . البُسْرَةُ : رَأْسُ قَضِيبِ الكَلْبِ وهو مَجَازٌ . البُسْرَةُ : خَرَزَةٌ كلاهما عن الصّغانِيُّ
بُسْرَةُ بلا لامٍ : بنتُ أبي سَلَمَة رَبِيبَةُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلّضم
بُسْرُ بلا هاءٍ ة ببغدادَ على فرسَخَيْن منها منها : أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ البُسْرِيِّ البندار سَمِعَ أبا طاهِر المخلص وتوفِّي سنة 474 ، هكذا قالَه ابنُ نُقْطَةَ وقال غيرُه : هو منسوبٌ إلى بَيْعِ البُسْر . قال الذَّهِبيُّ : وابنُه الحُسَيْنُ شيخٌ للسِّلفَيِّ . والزّاهِدُ أبو عُبَيْدٍ البُسْرِيُّ اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ حَكَى عنه ابنُه بَخيت اختُلِفَ فيه فقيل : إلى بُصْرَى قريةٍ بالشام أُبِدلَتْ صادُه سِيناً وهو خطأٌ والصَّواب إلى بُسْر قرية بحَوْرَانَ وهو من مشاهِيرِ الصُّوفِيَّة ذَكَره ابنُ عساكر في تاريخ دمشق وإذا علمْتَ ذلك فاعْلَمْ أنّ المصنِّف قد وَهِمَ في ذِكْرِه مع ما قبلَه
أبو عبد الرَّحمنِ بُسْرُ بنُ أرْطأةَ ويقال : ابن أبي أرطأةَ العامريُّ القرشيُّ كان مع مُعاويَةَ بصفِّينَ وكان قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه . بُسْرُ بنُ جِحاشٍ القُرَشِيُّ نزل الشَّامَ رَوَى عنه جُبيْر بن نُفَير ويقال هو بِشر : وبُسْرُ بنُ راعِي العَيْرِ الأشجعيّ الذي أكَلَ بشِمالِه هكذا بالعَيْن والتحتيّة والراءِ وضَبَطَه الحافظُ في التَّبْصِير بالعين والنون والزاي . وبُسْرُ بنُ سُفْيَانَ بن عَمرِو بنِ عُوَيْمر الخُزَاعيُّ الكعبيُّ شَهِدَ الحُدَيْبِيَة . وبُسْرُ بنُ سُليمانَ . وبُسْرُ بن عصمةَ المُزَنِيُّ ذَكَرَهما ابن ماكُولا . وأبو بُسْرٍ ويقال أبو صَفْوَانَ عبدُ الله بنُ بُسْرٍ المازِنِي أحدُ مَن صَلَّى إلى القِبْلَتَيْن . وعبد الله بنُ بُسْرٍ النَّضْرِيُّ غير الأول شامِيّ أيضاً رَوَى عنه ابنُه عبد الواحد : صَحابِيُّون
بُسْرُ بنُ مِحْجَنٍ الدُّؤلِيُّ نَزَلَ المدينةَ رَوَى عن أبيه وعنه زيدُ بن أسلَمَ قاله البخاريّ . وبسْرُ بنُ سَعِيدٍ المَدَنِيُّ مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين عن أبي هُرَيرَةَ وسعدِ بن أَبي وَقّاص
بُسْرُ بنُ حُمَيْدٍ وبُسْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحضرميّ الشاميّ وهو الذي قال : إن كان لَيَبْلُغُنِي الحديثُ في المِصْرِ فأرْحَلُ إليه مَسيرَةَ أيّام . وهو ثِقَةٌ حافظ من الرابِعَة . وعبدُ الله وسليمانُ ابْنَا بُسْرٍ فالأوّل حُبرانيّ ويُكنى أبا راشدٍ رَوَى عن أبي بكر وأبي كَبْشَةَ الأنماريِّ والثاني خُزاعيٌّ عن خالِه مالِكِ بنِ عبد الله الخَثْعَمِيِّ الصَّحَابيِّ : تابِعِيُّونَ
وفاتَه منهم : بُسْرُ بنُ عَطِيَّةَ عن نَصْرِ بن عاصمٍ ذَكَره ابن حِبّانَ في ثِقَات التابِعين . وأحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ بَكّارٍ من شُيُوخِ الزنديّ وابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ الله بن بَكّارٍ وحَفِيدُه أحمدُ بنُ إبراهيم كُنَيْتُه أبو عبد المَلِك حَدَّثَ عن جَده محمدِ بن عبد الله المذكور وعنه النَّسائِيُّ
ومحمّدُ بنُ الوَليدِ بَصْرِيٌّ حافظٌ رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ البُسْرِيُّون : مُحَدِّثُون كلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أرطأةَ المتقدّمِ بذِكْره . ومما فاته مّمن اسمُه بُسْر :بُسْرُ بن أبي رُهْم الجُهنيّ شَهِدَ اليَمامَة وهو صاحبُ جَبّانة بُسْرٍ بالكُوفة وبُسْرُ بن أبي غَيلانُ مولى بني شَيْبَانَ من مشايخ الشِّيعَة . وبُسْرُ بنُ بُجَيْر بن رَبِيعَةَ شاعرٌ وبُسْرُ بنُ سليمانَ بن عامر بن حَزْن القُشَيْرِيُّ شاعرٌ . وبُسْرُ بنُ المُغيرة بن أبي صُفْرَةَ ابن أخي المهلَّب . وبُسْرُ بنُ أبي حَفْصَةَ مولَى مروانَ بنِ الحَكَمِ . وبُسْرُ بنُ صبيح النَّهْشَليُّ . وبُسْرُ بن قَطَن ولاّه عبدُ الرحمن بن الحَكَم قضاءَ كُورَة جَيَّان ذَكَرَه ابن الأبّار في تاريخه فيما نقل . ومحمّدُ بنُ بُسْر بنِ عبد الله بن هِشام بن زُهْرَة التَّيْمِيُّ عن مالكٍ . ومحمّدُ بنُ بُسْرٍ الجُرْجانِيٌّ شيخٌ لأبِي حامدِ بنِ الحَضْرَمِيِّ وآخَرون
والبِسَارةُ بالكَسْر : مَطَرٌ يَدُومُ على أَهلِ السِّنْد والهِنْد وفي بعض النُّسَخ : الاقتصارُ على أَحدهما . في الصَّيْف لا يُقْلِعُ ساعةً قال الصَّغَانيُّ : وبالشِّين تصحيفٌ
قلتُ : وهم يُسَمُّونه البِرساة كما هو مشهورٌ على ألسِنَتِهم فتلك أيامُ البِسار وفي المحْكَم البِسارُ : مَطَرُ يومٍ في الصَّيف يدُومُ على البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ . والباسُورُ : عِلَّةٌ م أعجميٌّ وقال الجوْهَرِيُّ : هِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ في المَقْعَدَةِ نسأَلُ الله العافيةَ عنها وعن كلّ داءٍ . ج البَواسِيرُ وفي حديث عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ : " وكان مَبْسُوراً " أي به بَواسِيرُ
والبَيَاسِرَةُ : جِيلٌ بالسِّنْد وفي نُسْخَةِ شَيْخِنَا : بالْهِنْد تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَةُ أهلُ السُّفُنِ لِمُحَارَبةِ العَدُوِّ الواحِدُ بَيْسَرِيٌّ يقال : رجلٌ بَيْسَرِيٌ . ويَزِيدُ بنُ عبدِ الله البَيْسَرِيُّ البَصْرِيُّ القُرَشِيُّ محدِّثٌّ عن ابن جُرَيج وكُنْيَتُه أبو خالدٍ . وَبَيْسَرِي ساكِنَةُ الآخر : كان مِن أُمَرَاءِ مصرَ . اسمُه آتش كذا ذَكَره الحافظُ وقال الذَّهَبِيُّ : رأيتُه وهو مُسِنٌّ يترشّح للملك وإليه يُنْسَبُ قَصْرٌ م معروفٌ بالقاهرة وقد تهدَّم الآن أساسُه ولم يبقَ منه أثَرٌ . وقَصْر البَيْسَرِي خارج أسيوط : قريةٌ صغيرةٌ بها بساتينُ
ونَخْلَةٌ مِبْسَارٌ : لا تُنْضِجُ البُسْرَ وقد أَبْسَرتِ النَّخْلَةُ ونَخلةٌ مُبْسِرٌ بغير هاءٍ على النَّسَب وكذلك مِبْسَارٌ : لا يَرْطُبُ ثَمَرُهَا . وفي الحديث في شَرْط مُشْتَرِي النَّخْلِ على البائع : " ليس له مِبْسَارٌ " هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُهُ . وأَبْسَرَ الرجلُ إذا حَفَر في أرضٍ مَظْلُومةٍ
أَبْسَرَ المَرْكَبُ في البَحْر أي وَقَفَ . وابْتَسَرَ الشَّيْءَ : أَخَذَه طَرِيّاً وكلُّ شيْءٍ أَخَذْتَه غَضّاً فقد بَسَرْتَه وابْتَسَرتْه . ابْتَسَرتْ رِجْلُه : خَدِرَتْ أي نامتْ كتَبَسَّرَتْ وهذهِ عن الصّغانيّ . وابتُسِرَ لَوْنُه بضمِّ التّاءِ أي على بناءِ المَجْهُول إذا تَغَيَّرَ وصار كالبُسْرِ وهو مَجازٌ
والمُبَسِّراتُ : رياحٌ يُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا على المَطَر . والبَسُورُ كصَبُورٍ : الأَسَدُ لِعُبُوسَته أو قَهْرِه
وتَبَسَّر النَّهارَ : بَرَدَ نقلَه الصّغانيّ . تَبَسَّر الثَّوْرُ : أَتَى عُرُوقَ النَّبَاتِ اليابِسِ فأَكَلَهَا
وقد تَبَسَّرَ النَّبات إذا حَفَرَ عنه قبلَ أن يَخْرُجَ وأنشدَ ابن الأعرابيٍّ للرّاعي :
إذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأرضِ عنه ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا . وَصَفَ حِماراً وأُتُنَه والهاءُ في عنه يعودُ إلى حِمَارِ الوَحْشِ وفي فيها يعودُ على أُتُنِه قال ابن بَرِّيّ : والدَّلِيلُ على ذلك قولُه قبلَ البَيْتِ بِبَيتَيْن أو نحوِهما :
أطارَ نَسِيلَه الحَوْلِيَّ عنه ... تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ والقِفَارا . أخْبَرَ أنّ الحَرَّ انقطَعَ وجاءَ القَيْظُ
والبَسْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ : ماءٌ لِبَنِي عُقَيْلٍ نقلَه الصغاني . وبُسْرٌ بالضَّمِّ : ة بحَوْرَانَ وإليها نُسِبَ أبو عُبَيْدٍ الزّاهدُ وقد تقدَّم كما في تاريخ ابنِ عساكروقال أبو عُبَيْدَة : إذا هَمَّتِ الفَرَسُ بالفَحْل وأرادتْ أن تَسْتَودِقَ فأوَل وِدَاقِها المُبَاسَرَةُ وهي مُبَاسِرَةٌ ثم تَكون وَديقاً . والمُباسِرة : التي تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها فإذا ضَرَبَهَا الحِصَانُ في تلك الحالِ فهي مَبْسُورَةٌ . وقد تَبَسذَرَها وبَسَرَها
في التَّنْزِيل العزيزِ : " وُجُوهٌ يَومئذٍ باسِرَةٌ " أي مُتَكَرِّهَةٌ متقطٍّبةٌ قد أيْقَنَتْ أنّ العذابَ نازلٌ بها
ووَجْهٌ بَسْرٌ : باسِرٌ . وُصِفَ بالمَصْدَرِ . وقَولُ الجوهَرِيِّ : أوَّلَ البُسْرِ طَلْعٌ ثمّ خَلاَلٌ إلخ أَي إلى آخرِه وهو قولُه : ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تَمْرٌ غيرُ جَيِّدٍ لأنه تَرَكَ كثيراً من المَراتبِ التي يُؤولُ إليها الطَّلْع بَعدُ حتى يصلَ إلى مَرتَبةِ التَّمْر والصَّوابُ : أوَّلُه طَلْعٌ فإذا انْعَقَدَ فسَيَابٌ كَسَحَابٍ وقد تقدَّم في مَوضعه فإذا اخْضَرَّ واستَدَارَ فجَدَالٌ وَسَرَادٌ وخَلاَلٌ كَسحَابٍ في الكُلِّ فإذا كَبِرَ شيئاً فبَغوٌ بفتح الموحَّدةِ وسكونِ الغَيْن فإذا عَظُمَ فبُسْرٌ بالضَّمِّ ثم مُخَطَّمٌ كمُعَظَّمٍ ثم مُوَكِّت على صيغةِ اسمِ الفاعل ثم تُذْنُوبٌ بالضّمِّ ثم جُمْسَةٌ بضمِّ الجيمِ وسكونِ الميمِ وسينٍ مهملةٍ مفتوحة ثم ثَعْدَةٌ بفتحِ المُثَلَّثةِ وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ ثمَّ دال وخالِعٌ وخالِعَةٌ فإذا انتهى نُضْجُه فرُطَبٌ ومَعْوٌ فإن لم يَنْضَج كلُّه فمُنَاصِف ثمّ تَمْرٌ وهو آخِرُ المَراتِبِ
وقال الأصمعيّ : إذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدارَ فهو خَلاَلٌ فإذا عَظُمَ فهو البُسْرُ فإذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ . وبَسَطْتُ ذلك في الرَّوْض المَسْلُوف فيما له اسْمَانِ إلى أُلُوف وقد اطَّلَعْتُ عليه بحَمْدِ اللهِ تعالَى فلْيُنْظَرْ إن شاءَ الله تعالَى وقد ذَكَرَ فيه هذه العبارةَ بعَيْنِها
قال شيخُنَا : وظاهِرُه أنّ ما قَالَهَ الجوهريُّ خَطَأٌ وليس كذلك بل هو خِلافُ الأَوْلَى لأنّ غايةَ ما فيه تَرْكُ بعضِ المَراتبِ التي عَدَّها أَهلُ النَّخْلِ في تَدْرِيجِ ثَمَرِ التَّمْرِ وذلك لا يكون خطأً كما لا يَخْفَى وقد أَوْردَه كذلك صاحبُ الكِفَايَة مُسْتَوْفىً وأنعمتُه شَرْحاً في شَرْحِه فراجِعْه
وقال في قوله : وبَسَطْتُ إلخ . قلتُ : قد أوضحتُ في حَواشيه أنّ هذا ليس مّما يَدْخُلُ فيما له اسْمَانِ إلى أُلُوف لأن هذه الأَسماءَ تَختلفُ باختلافِ الحالاتِ والأوقاتِ كما هو ظاهرٌ وكثيراً ما ارتكبَ مثلَه في ذلك الكتاب وهو ليس مٍن مَباحِثِه فلا يغترّ بما فيه كلِّه انتهى
ومّما يُستدرَكَ عليه : تَبَسَّرَ : طَلَبَ النَّبَاتَ أَي حَفَرَ عنه قبلَ أن يَخْرُجَ . والبَسْرُ : ظَلْمُ السِّقَاءِ . وأَبْسَرَ النَّخْلُ : صارَ ما عليه بُسْراً . والبُسْرَةُ : الغَضُّ مِن البُهْمَى قال ذو الرُّمَّة :
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حتى آنَفَتْهَا نِصَالُها . أي جَعَلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها
وفي الصّحاح : البُسْرَةُ من النَّبَات : أوَّلُها البارِضُ وهي كما تَبْدُو في الأَرض ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم الصَّمْعَاءُ ثم الحَشِيشُ . والبَسْرُ : حَفْرُ الأَنْهَارِ إذا عَرَ الماءُ أوطَابَه قال الأزهريُّ : وهو التَّبَسُّرُ وأنشدَ بيتَ الرّاعِي :
إذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرِض عنه ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسَارَا . قال ابن الأعرابيِّ : بَنَاتُ الأَرض : الغُدْرانُ فيها بَقايا الماءِ وبَسَرَ النَّهْرَ إذا حَفَرَ فيه بِئْراً وهو جافٌّ . وَبَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ بَسْراً إذا رَعَيْتَه غَضاً وكنتَ أوَّلَ مَن رعاه وقال لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثاً رَعاه أُنفاً :
بَسَرْتُ نَدَاه لم يُسَرَّبْ وُحُوشُه ... بِعِرْبٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِوبُسَيْرُ بنُ أُبَي كزُبَيْرٍ : مِن شُعَراءِ الحَمَاسَةِ ضَبَطَه المَرْزُبانِيُّ ولا نَظِيرَ له هكذا قالُوه ولكنْ ذَكَرَ الأَمِيرُ بُسَيْرَ بنَ جُبَيْرِ بنِ سَلَمَةَ القُشَيْرِيَّ مِن أَجدادِ ظلامةَ بنتِ مُرَّةَ جَدَّةِ عكْرِمَةَ بنِ خالدِ بنِ العاصِ نقلَه الحافظُ . وبُسْرٌ بالضَّمِّ : اسمٌ قال :
ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ ... ولو كان بُسْرٌ رَاءَ ذلك أنْكَرَا . ومن المَجاز : ابْتَسَرَ الجارِيَةَ إذا ابْتَكَرَها قبل إدْراكِها . وباسُورِين : ناحيةٌ من أعمال المَوْصِل في شرقيّ دجْلَتها كذا في مُعجَم ياقُوت . وأهلُ اليمن يُسَمُّون أيّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عنهم : أَيام البِسَارة