البُوقُ بالضم الذي ينفخ فيه نقله الجوهري وهو قول ابن دريد قال : وقد تكلمت به العرب ولا أدري ما أصله وأنشد :
" سحيف رحى طحانة صاح بوقها قلت : وذكر الشهاب في العناية أنه معرب بوري . وقيل هو الذي يزمر فيه عن كراع وأنشد الأصمعي :
" رمز النصارى زمرت في البوق هكذا هو في الصحاح وهو العليكم الكندي . والبوق الباطل عن أبي عمرو كما في الصحاح زاده غيره : والزُّورُ قال حَسّان يرْثِي عُثْمانَ رضِي اللّهُ عنهما :
ما قَتَلُوه على ذَنْبٍ ألَمَّ بهِ ... إِلاّ الَّذِي نَطَقُوا بوقاً ولم يَكُنِ هكذا رواهُ ابنُ فارِس والأَزْهَرِيُّ والجَوْهرِيُّ والذي في شِعْرِه : زُوراً ولم يَعْرِفْ شَمِرٌ البوقَ في هذا الشِّعْر كَذَا في العُبابِ وفي اللِّسان : قال شَمِرٌ : لم أَسْمَعَ البُوقَ في الباطِلِ إِلا هُنا ولم يَعْرِفْ بَيتَ حَسان . والبُوقُ : مَنْ لا يَكْتُمُ السِّرَّ عن اللَّيْثِ ويُفْتح . قالَ : والبُوقُ أَيضاً : شبْهُ مِنقابٍ كذا في النُّسَخ والصوابُ : مِنْقاف مُلْتَوِي الخَرْقِ ورُبمّا يَنفُخُ فيه الطَّحّانُ فيَعْلُو صوتُه فيُعْلَمُ المُرادُ به قالَ اللَّيْثُ : وأَنشَدَ ابنُ بَريِّ للعَرْجِيِّ :
هَوَوْا لنا زُمَراً من كُلِّ ناحِية ... كأَنَّما فَزِعُوا من نَفْخَةِ البُوقِ وأَصَابتْنا بوقَةٌ بالضَّمِّ أي : دُفْعَةٌ من المَطَرِ كما في الصَحاح زادَ غَيرُه : شَدِيدَةٌ أَو مُنْكَرٍةٌ وفي الصِّحاح : انْبَعَجَتْ ضَرْبَة ج : بُوقٌ كصُرَدٍ قال رُؤْبةُ :
" من باكِرِ الوَسْمِيِّ نَضّاخ البُوَقْ
والبائِقَةُ : الدّاهِيَةُ والبَلِيَّةُ تَنزِلُ بالقَوم ج : بوائِقُ ومنه الحَدِيثُ : لا يَدْخُلُ الجنةَ مَنْ لا يأمَنُ جارُه بَوائِقَهُ قال قَتادَةُ : أَي : ظُلْمَه وغَشْمَه وقالَ الكِسائِيّ : غَوائِله وشَرّه . وباقَ يَبُوقُ بَوْقاً : إَذا جاءَ بالشرَّ والخُصوماتِ . وفي الصِّحاح : باقَت البائِقَةُ القَوْمَ تَبُوقُهم بَوْقاً : أصابَتْهُم كانْباقَتْ عَلَيْهم مثالُ انْباجَتْ كما في الصِّحاحَ وقالَ ابنُ فارس : أراها مُبْدَلَةً من جِيمً قال الجوهريُّ : أَي انفتقتْ . وانْباقَ عليهم الدَّهْرُ أَي : هجَمَ عَلَيْهِمْ بالدَّاهِيَةِ . كما يَخْرُجُ الصَّوْت من البُوقِ . والباقَةُ : الحُزْمَةُ من البَقْلِ نَقَله الجَوهَرِيُ . وباقَ بكَ الرَّجُلُ : إِذا طَلَعَ عليكَ من غَيبَةٍ . وباقَ به : مثلُ حاقَ به . ويُقال : باقَ القَوْمُ عليه بَوْقاً : إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيْه فقَتَلُوه ظُلماً وقيلَ : باقُوا عَلَيْهِ : قَتَلُوه وانْباقُوا به : ظَلَمُوه . وباقَ المالُ أَي : فَسَدَ وبارَ قلتُ : وكذلِك الأَرْضُ إِذا بارَتْ فقَدْ باقَتْ مصِريَّةٌ . وقالَ ابنُ الأَعْرابِي : باقَ فلانٌ يَبُوق بوْقاً : إِذا تَعَدَّى عَلَى إِنسانٍ أَو باقَ : إِذا هَجَم على قَوم بغَيْرِ إِذْنِهِم كانْباقَ يُقال : انْباق الدَّهْرُ عَلَيْهِم أَي : هَجَمْ بالدّاهيةِ . وقالَ ابنُ عباد : باقَ القوَمَ بَوقَاَ : إذا سرَقَهم . قالَ : ومَتاع بائِقٌ : لا ثمنَ له كأَنَّه كاسِدٌ . قالَ : والخاقِْ باقِْ مَبْنيّانِ على السُّكُونِ وعلى الكَسْر : صَوْتُ الفرْج عند الجِماع وسَيَأتي في : خ و ق أيضاً
والمُبَوَّقُ كمُعَظَّمٍ : الكلامُ الباطِل عن ابْنِ الأَعْرابِي . وانْباقَ بهِ : إِذا ظَلَمَه . وانْباقَت عليهِ بائِقَةٌ : مَثْلُ انْباجَتْ أَي : انْفَتَقَتْ كما في الصِّحاح وقد تَقَدَّم الكَلامُ عليهِ قريباً . ومن المَجازِ : تَبَوَّقَ الوَباءُ في الماشِيَةِ : إذا وَقَعَ فِيها المَوْتُ وفَشَا وانْتَشَر كأَنَّما نفِخ فيها نَقَله ابن عَبادٍ والزمَخشرِي . وقالَ ابنُ فارِسٍ في المَقايِيسَ : الباءُ والواوُ والقافُ ليسَ بأَصْلٍ مُعَوَّلٍ عَلَيْهِ ولا فِيهِ عِنْدِي كَلِمَةٌ صَحِيحةٌ
ومما يُستدرك عليه : داهِيةٌ بؤُوقٌ : شدِيدةٌ . وباقَتْهُم بَؤُوق : أَصابَتْهُم بَوْقاً وبؤُوقاً كقُعودٍ وأَنشَدَ ابنُ بَرِّي لزُغْبةَ الباهِلِي :
تراها عندَ قُبَّتِنا قَصيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقَت بؤُوقُ وباقَ بوْقاً : إِذا كَذَب وقالَ ابن الأَعْرابِي : أَي جاءَ بالبُوقِ وهو الكَذِبُ السُّماقُ . قالَ الأزْهَرِي : وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الباطِلَ بوقاً وتَبَوَّقَ : تَكَذَّبَ . ونَفَخَ في البُوقِ : إِذا نَطَقَ بما لا طَائِلَ تَحْتَه وهو مَجازٌ . وباقَ الشيءُ بوْقَاً : غابَ . وباقَ بَوْقاً : ظَهر ضِد . وباقَت السفينَةُ بَوْقاً وبؤُوقاً : غَرِقَتْ . والبَوْقُ بالفتح والضَّمِّ : كَثرَةُ المَطَرِ . والبَوْقُ من كل شيء : أَشَدُّه . وفي المَثلِ : مُخْرنْبِق لينبَاق أَي ليَنْدَفعَ فيُظْهِرَ ما في نَفْسِه . وانْباقَت المَطْرَةُ : انْدَفَعَتْ . والبُوقَةُ : بالضم : شَجَرةٌ من دِقِّ الشَّجَرِ شَدِيدةُ الالْتِواء وبه فَسَّرَ بعض قَوْلَ رُؤْبَةَ السابقَ كذا في العَيْنِ وقال غيرُه : هو ضَرْبٌ من الشَّجَرِ رَقِيق شدِيد الالْتِواءَ . وبوَّقَ فُلانٌ كِذْبة حرْشاءَ أي : زَيَّنَها وزَوَّقَها كما في النوّادِر . ونَهْرُ بوق بالضَّمِّ : طَسُّوج من سَوادِ بَغْدادَ قُرْبَ كَلْو اذا . وبوقَةُ بالضم : مدِينَةٌ بأَنطاكِيَةَ . وثَغرْ بُوق : من أَعْمالِ الأُشْمُونين . وبوقُ : قريةٌ
أبقَ العَبْدُ كسَمعَ وضَرَبَ ومَنِعَ الأولى نَقَلَها ابنُ دُرَيْدِ وقَوْلُه : مَنع هكذا في النُّسخ والذَي في التَّكمِلَةِ بفتح الباءَ أَي : من حَدِّ نَصَر كذا هو مَضْبُوطٌ مُصحَّحٌ أبقاً بالفَتْح ويُحرَّكُ وإِباقاً ككِتابٍ : ذَهَبَ بلا خَوْف ولا كَدِّ عَمَل قال اللَّيْثُ : وهذا الحُكمُ فيه أنْ يُرَدَّ فإِن كانَ من كَدِّ عَمل أَو خَوْفٍ لم يُردّ قالَ اللهُ تَعالَى " إِذْ أَبَق إِلى الفلكِ المشْحُونِ " وفي حَدِيثِ شرَيح : أَنَّه كان لا يرد العبدَ من الادِّفانِ ويَردُّه منَ الإِباق الباتَ أي : القاطِع الذي لا شُبهةَ فيه . أَو أَبِقَ العبدُ : إذا اسْتَخْفَى ثمَّ ذَهَبَ كما في المُحْكَم فهو آبِق قالَتْ سِعلاةُ عَمْرِو بنِ يَرْبُوع : أَمسِكْ بَنِيكَ عَمْرُو إنّي آبِقُ . وأَبُوق كصَبُورٍ هذِه عن ابْنِ فارسٍ ج : ككُفارٍ ورُكعٍ قالَ رُؤبَة :
ويَغْتَزِي مِنْ بَعْدِ أفْقٍ أفَّقَا ... حتى اشْفَتَرُّوا في البِلادِ أبَّقَا والأَبَق مُحَرَّكةً : القِنبُ قال رُؤْبة يَصِفُ الأتُنَ :
قُودٌ ثَمانٍ مثلُ أَمْراسِ الأَبَقْ ... فِيها خُطُوطٌ من سَوادٍ وبَلَقْ أَو قِشره وهو قولُ اللَّيْثِ . وأَباّقٌ كشَدّادٍ : شاعِرٌ دبَيْرِي مشهورٌ كُنْيَتُه أَبو قَرِيبَة . وتَأبَّقَ العَبْدُ : اسْتَتَرَ كما في صِّحاح زادَ ابنُ سِيدَه : ثمّ ذَهَبَ . أَو تَأبَّقَ : احْتَبَسَ كما في صِّحاح ومنه قولُ الأعشى :
ذاكَ ولَمْ يُعْجِز من المَوْتِ رَبَّه ... ولكِنْ أتاهُ المَوْت لا يَتَأبَّقُ قالَ الصّاغاني : إَنهّ لا يَتَحَبَّسُ ولا يتوارَى . وتَأّبَّقَ : تَأَثَّمَ ورَوَى ثَعْلبٌ أَنَّ بنَ الأعرابي أنشَدَه :
ألا قالَتْ بَهانِ ولَم تَأبَّقْ ... كَبرْتَ ولا يَلِيق بِكَ النعِيمُ قال : لم تَأَبَقْ : لم تَأَثَمْ من مقالَتِها وقيل : لم تَأْنَفْ وقال أَبو حاتم : سأَلتُ الأَصْمَعِي عن تَأَبَّقَ فقالَ : لا أَعْرِفه وأَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ في نوادِرِه لعامِرِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ وقالَ أَبُو عُمَر في اليَواقِيت : هو لعامانَ ابنِ كَعْبٍ ويُقال : غامانُ وقال أَبو زَيْدٍ : لم تَأَبقْ : لم تَبْعد أخَذَه من إِباقِ العَبْدِ وقِيلَ : لم تَستَخْفِ أَي : قالَتْ عَلاَنِيَةً وكان الأصمعِي يَرْوِيهِ عن أَبي عَمرو :
أَلا قالَتْ حَذام وجارَتاها ... نَعِمْت ولا يَلِيطُ بكَ النَّعِيمُ
و تأبَّق الشيء : إذا أَنْكَرَه قالَ ابنُ فارِسٍ : قالَ بَعْضُهم : يُقالُ للرّجُلِ : إِنَّ فيكَ كَذا فيَقول : أَمَا واللهِ ما أَتَأَبَّقُ أَي : ما أنْكِرُ ويُقال : يا ابنَ فُلانَةَ فيقولُ : ما أَتَأَبَّقُ مِنْها أَي : ما أنْكِرُها
ومما يستدْرَكُ عليه : تَابَّقَتِ النَّاقةُ : حَبَسَت لبَنَها . والأبَقُ مُحَرّكةً : حَبْلُ القِنَّبِ وقالَ ثَعْلَب : هو الكَتاّنُ