تَبرَكَ بالمَكانِ : أَقامَ .
وتِبراك كقِزطاس : هذا الحَرفُ قد تَقَدَّمَ في ب ر ك وهناكَ ذَكَره الجوْهَرِيُّ والأَئِمَّةُ ومرّ الشاهِدُ على المَوْضِع وأِنّه مُشْتَقٌّ منِه وِكأَنّه أَعادَه ثانياً على قول من قال : إن التاء غير زائدة ونظيره ما مر له في تيفاق الكَعْبَة وغيرِها والصَّوابُ أَنّ التاءَ زائدة كما تَقَدّم
التِّبْرُ بالكسر : الذَّهَبُ كلُّه وفي الصّحاح : هو من الذَّهب غير مضروبٍ فإذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ قال : ولا يقال : تِبْرٌ إلاّ للذَّهَب . قال بعضُهم : والفِضَّةُ أيضاً وفي الحديث : " الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبْرِهَا وعَيْنِها والفِضَّةِ بالفِضَّةِ تِبْرِهَا وعَيْنِها " . أو فُتَاتُهما قبلَ أَن يُصاغَا فإذا صِيغَا فهما ذَهَبٌ وفِضَّةٌ وهذا قولُ ابنِ الأعربيِّ . أو هو ما استُخْرِجَ من المَعْدِنِ من ذَهَبٍ وفِضَّةٍ وجميعِ جواهِر الأرضِ قبلَ أن يُصاغَ ويُسْتَعْمَلَ . وقيل : هو الذَّهَبُ المَكْسُورُ قال الشاعر :
كلُّ قومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ ... وبَنُو عبدِ مَنافٍ مِن ذَهَبْ . قال ابنُ جِنِّي : لا يُقَال له تِبْرٌ حتى يكونَ في تُرَابِ مَعْدِنِه أو مُكَسَّراً قال الزَّجّاج : ومنه أُطِلقَ على مُكَسَّر الزُّجاجِ . قيل : التِّبْرُ كلُّ جَوْهَرٍ أَرْضِيٍّ يُستعمَلُ من النُّحاس والصُّفْر والشَّبَهِ والزُّجاجِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ وغيرِ ذلك مّما استُخْرِجَ من المَعْدَنِ قبل أن يُصاغ . ولا يَخْفَى أن هذا مع ما تقدَّم من قوله : أو ما استُخْرِجَ واحدٌ قال الجوهريّ : وقد يُطْلَقُ التِّبْرُ على غيرِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ من المَعْدِنِيْاتِ كالنُّحَاسِ والحَديدِ والرَّصاصِ وأكثرُ اختصاصه بالذَّهَب ومنهم مَن يجعلُه في الذَّهَب أصلاً وفي غيرِه فَرْعاً ومَجَازاً
التَّبْرُ بالفَتْح : الكَسْرُ والإهلاكُ كالتَّتْبِيرِ فيهما والفِعْلُ كضَرَبَ و " هؤلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيه " أي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجهَه : " عَجْزٌ حاضِرٌ وَرَأْيٌّ مُتَبَتَّرٌ " . أي مُهْلكٌ
وتَبَّرَه هو : كَسَّره وأهْلَكه . وقال الزَّجّاجُ في وقله تعالى : " وكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً " قال : التَّتْبِيرُ : التَّدميرُ وكلُّ شيءٍ كَسَّرْتَه وَفَتَّتَّه فقد تَبَّرْتَه . التَّبَارُ كسَحَابٍ : الهَلاكُ وقولُه عزّ وجلّ : " ولا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلا تَبَاراً " أي هَلاكاً قال الزَّجّاج : ولذلك سُمِّيَ كلُّ مُكَسَّرٍ تِبْراً
والتَّبْرَاءُ : النّاقَةُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ عن ابن الأعرابيِّ كأَنها شُبِهَتْ بالتِّبْرِ في لَوْنِه فيكونُ مَجازاً . عنه أيضاً : المَتْبُورُ : الهالِكُ والناقصُ
قولُهُم : ما أَصَبْتُ منه تَبْرِيراً بالفتح أي شيئاً لا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في النَّفْي مَثَّلَ به سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرافِيُّ . في الصّحَاح : رأيتُ في رأْسِه تِبْرِيَةً قال أبو عُبَيْدٍ : التِّبْرِيَةُ بالكسر لغةٌ في الهِبْرِية وهو الذي كالنُّخَالَةِ تكونُ في أُصُولِ الشَّعرِ . وتَبِرَ كفَرِحَ : هَلَكَ يقال : أدْرَكَه التَّبَارُ فتَبِرَ . وأَتْبَرَ عن الأَمر : انْتَهَى وتَأَخَّر كأَدْبَرَ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه :
التّابُورُ : جماعةُ العَسْكَرِ والجَمْعُ التَّوابِيرُ . والتِّبْرِىُّ بالكسر : هو أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَنِ ذَكَره أبو سعد المالِينِيُّ كذا في التَّبْصِير . والتّابرِيَّةُ في قول أبي ذُؤَيْبٍ سيأْتي في ث ب ر
البَرَكَةُ محرَّكَةً : النَّماءُ والزِّيادَةُ وقال الفَرّاءُ : البَرَكةُ : السَّعادَةُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : " رَحْمَةُ اللّهِ وبَرَكاته عَلَيكُم أَهْلَ البَيتِ " لأَنّ مَنْ أَسْعَدَه الله تعالَى بما أَسْعَدَ به النبيَ صلَّى اللّهُ عليه وسَلّمَ فقد نالَ السّعادَةَ المُبَارَكَة الدّائِمَةَ قال الأَزهرِيُّ : وكذلك الذي في التَّشَهّدِ
والتَّبرِيكُ : الدُّعاءُ بها نقله الجَوْهرِيُّ للإِنْسانِ أَو غيرِه يُقال بَرَّكْتُ عليه تَبرِيكاً : أي قُلْتُ له : بارَكَ اللّهُ عليك . وطَعامٌ بَرِيكٌ كأَنّه مُبارَكٌ فيهِ قاله أَبو مالكيِ وقال الرّاغِبُ : ولمّا كانَ الخَيرُ الإِلهي يَصْدُرُ من حيثُ لا يُحَسّ وعلى وجهٍ لا يُحْصَى ولا يُحْصَر قِيل - لكُلِّ ما يُشاهَدُ منه زيادَةٌ غيرُ مَحْسَوسة - : هو مُبارَكٌ وفيه بَرَكَةٌ وِإلى هذه الزّيَادَةِ أشِيرَ بما رُوِى إِنّه لا يَنْقُصُ مالٌ من صَدَقَةٍ . ويُقال : بارَكَ اللّهُ لَكَ وفِيكَ وعَلَيك وبارَكَكَ أي : وضَع فيهِ البَرَكَة
وفي حَدِيث الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ صلّى اللّهُ عليه وسَلّم : " وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى آل مُحَمَّد " أي : أَثْبِتْ له و أَدِمْ لَه ما أَعْطَيتَه من التَّشْرِيفِ والكَرامَة قال الأَزْهَرِيُّ : وهو من بَرَكَ البَعِيرُ : إِذا أَناخَ في مَوضِعٍ فلَزِمَه . وقولُه تعالى : " أَنْ بُورِكَ مَنْ في النّارِ " : قال : النّارُ : نُورُ الرَّحْمن والنُّورُ : هو اللّهُ تَبارَكَ وتعالَى ومَنْ حَوْلَها : مُوسَى والملائِكَة ورُوِى عن ابنِ عَبّاسٍ مثلُ ذلك وقالَ الفَرّاءُ : إِنّه في حَرفِ أُبَىَ : أَنْ بُورِكَت النّارُ ومَنْ حَوْلَها قال : والعَرَبُ تقول : بارَكَك اللّهُ وباركَ فيك قال الأَزهرِيُّ : ومَعْنَى بَرَكَة اللّه عُلُوُّه على كلِّ شيء وقال أَبو طالِب بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ :
بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كما بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتُون وفي حَدِيث الدُّعاءِ : اللهُمّ بارِكْ لَنا في المَوْتِ أي فيما يُؤَدِّينا إِليه المَوْتُ وقول أبي فِرعَون :
" رُبَّ عَجُوزٍ عِرمِسٍ زَبُوِنِ
" سَرِيعَةِ الرَّدِّ على المِسكِينِ
" تَحْسَبُ أَنّ بُورِكاً يَكْفِيني
" إِذا غَدَوْتُ باسِطاً يَمِيني
جَعَلَ بُورِك اسماً وأَعرَبَه ؛ وقولُه تَعالى : " في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ " يعني ليلةَ القَدْرِ لما فِيها من فُيُوضِ الخَيراتِ . وتَبارَكَ اللّهُ أي : تَقَدَّسَ وتَنَزَّهَ وتَعالى وتَعاظَم صِفَةٌ خاصَّةٌ باللّهِ تَعالَى لا تكونُ لغيرِه وسُئلَ أَبُو العَبّاسِ عن تَفْسيرِ " تَبارَكَ اللّهُ " فقال : ارْتَفَع وقال الزَّجّاجُ : تَبارَكَ : تَفاعَلَ من البَرَكَةِ كذلك يَقولُ أَهلُ اللُّغَة . وقال ابنُ الأَنْبارِيّ : تَبارَكَ اللّه أي : يُتَبَرَّكُ باسمِه في كُلِّ أَمرٍ وقال اللّيثُ : في تَفْسِير تَبارَكَ اللّه : تَمجِيدٌ وتَعْظِيمٌ وقال الجَوهرِيُّ : تَبارَكَ اللّه أي : بارَكَ مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ إِلاّ أَنَّ فاعَلَ يَتَعَدَّى وتَفاعَلَ لا يَتَعَدَّى . وتَبارَكَ بالشَّيءِ أي : تَفاءَل به عن اللَّيْثِ . وبَرَكَ البَعِيرُ يَبرُكُ بُرُوكاً بالضّمِّ وتَبراكاً بالفتح : اسْتَناخَ كبَرَّكَ قال جَرِيرٌ :
وقد دَمِيَتْ مَواقِعُ رُكْبَتَيها ... من التَّبراكِ لَيسَ من الصَّلاَةِ وأَبْرَكْتُه أَنا فبَرَكَ هو وهو قَلِيلٌ والأَكْثرُ : أَنَخْتُه فاسْتَناخَ
وبَرَكَ بُرُوكاً : ثَبَت وأَقامَ وهو مأْخوذٌ من بَرَك البَعِيرُ إِذا أَلْقَى بَركَه بالأَرضِ أي صَدْرَه
والبَركُ : إِبِلُ أَهْلِ الحِواءِ كُلُّها الّتي تَرُوحُ عليهِم بالِغَةً ما بَلَغَتْ وإنْ كانَتْ ألوفاً قال أبُو ذؤَيب :
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَركٌ من جُذامَ لَبِيجُ أَو البَركُ : جَماعَةُ الإِبِل البارِكَةُ أَو الإِبلُ الكَثِيرَةُ ومنه قولُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيِّ رضي اللّه تَعالَى عنه :
إِذا شارِفٌ مِنْهُنَّ قامَتْ فرَجَّعَتْ ... حَنِيناً فأَبْكَى شَجْوُها البَركَ أَجْمَعَا وقيل البرك : يطلق على جميع ما برك من جميع الجمال والنوق على الماءِ أَو الفَلاةِ من حَرِّ الشَّمْسِ أَو الشِّبَعِ الواحِدُ بَارِكٌ مثل تَجْرٍ وتاجِرٍ وهي بارِكَةٌ بهاءٍ . بُرُوكٌ بالضّمّ هو جَمعُ بَرك . والبَرِكُ : الصَّدْرُ أي صَدْرُ البَعِيرِ هذا هو الأصْلُ فيه كالبِركَة بالكسرِ وفي الصِّحاح : إِذا أَدْخَلتَ عليه الهاءَ كَسَرتَ وقُلتَ : بِركَة قال النّابِغَةُ الجَعْدِيّ رضي اللّهُ تعالَى عنه :
في مِرفَقَيه تَقارُبٌ ولَهُ ... بِركَةُ زَوْرٍ كجَبأَةِ الخَزَمِ ورَجُلٌ مُبتَرِكٌ : مُعْتَمِدٌ على شيءٍ مُلِحٌّ وهو مجازٌ قال :
" وعامُنَا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ
" يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقرضابٌ سِمُهْ
" مبتَرِكٌ لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ وقالَ ابنُ الأَعرابي : رجلٌ بُرَكٌ كصُرَدٍ : بارِكٌ على الشَّيءِ وأَنشَدَ :
بُرَكٌ على جَنْبِ الإِناءِ مُعَوَّدٌ ... أَكْلَ البِدانِ فلَقْمُه مُتَدارِكُ وقال أَبو زَيْدِ : البِركَةُ بالكسر : أَنْ يَذرَّ لَبَنُ النَّاقَة وهي بارِكَةٌ فيُقِيمَها فيَحْلُبَها قال الكُمَيتُ :
وحَلَبْتُ بِركَتَها اللَّبُو ... نَ لَبُونَ جُودِكَ غَيرَ ماضر وقالَ اللَّيْثُ : البركَةُ : ما وَلِيَ الأَرْضَ مِنْ جِلْدِ صَدْرِ البَعِيرِ ونَصُّ العَيْن : من جِلْدِ بَطْنِ البَعِيرِ وما يليه من الصَّدْرِ واشْتِقاقُه من مَبرَكِ البَعِيرِ كالبَركِ بالفَتْحِ . وقال غيرُه البَركُ : كَلْكَلُ البَعِيرِ وصَدْرُه الذي يَدُوكُ به الشيءَ تَحْتَه يُقال : ودَكّ بِبَركِهِ وأَنشَدَ في صِفَةِ الحَربِ وشِدَّتها :
فأَقْعَصَتْهُمِ وحَكَّتْ بركَها بِهِمُ ... وأعْطَت النَّهْبَ هَيّانَ بنَ بَيّانِ وقيل : البِركَةُ : جَمْعُ البَركِ كحِلْيَةٍ وحَلْيٍ . أَو البَركُ للإِنْسانِ والبِركَةُ بالكسرِ لما سواه وفي المُفْرَدات : أَصْلُ البَركِ صَدْرُ البَعِيرِ وإن استُعْمِل في غيرِه يُقالُ له بركَة . أَو البَركُ : باطِنُ الصَّدْرِ وقال يَعْقُوب : وَسَطُ الصَّدْرِ والبِركَةُ : ظاهِرُه وأَنشَدَ يَعْقُوبُ لابنِ الزِّبَعْرَي :
حِينَ حَكَّت بقُباء بَركَها ... واستْحَرَّ القَتْلُ في عَبدِ الأَشَل وشاهِدُ البِركَةِ قولُ أبي دُوادٍ :جُرشُعاً أَعْظَمُه جُفْرَتُه ... ناتِئ البِركَة في غَيرِ بَدَدْ والبِركَةُ : مِثْل الحَوْض يُحْفَر في الأَرْضِ ولا يُجْعَلُ له أَعْضادٌ فوق صَعِيد الأَرض كالبِركِ بالكسر أيضاً وهذه عن اللَّيثِ وأَنْشَد :
وأَنْتِ الّتي كَلَّفْتِني البِركَ شاتِياً ... وأَوْرَدْتِنِيهِ فانْظُرِي أي مَوْرِدِ بِرَكٌ كعِنَب يُقال : سُمِّيَت بذلك لإِقامةِ الماءِ فيها وقال ابنُ الأعرابي : البِركَة تَطْفَحُ مثلُ الزَّلَفِ والزَّلَفُ : وَجْهُ المِرآة قال الأَزهريّ ورأَيتُ العرَبَ يُسَمُّونَ الصّهاريجَ التي سُوِّيَتْ بالآجُرِّ وضُرِّجَتْ بالنُّورَةِ في طَريقِ مَكَّةَ ومناهِلِها بِرَكاً واحِدَتُها بِركَةٌ قال ورُبَّ بِركَةٍ تكونُ أَلْفَ ذِراع وأَقّلَ وأَكْثَرَ وأَمّا الحِياضُ التي تُسَوَّى لماءِ السّماءِ ولا تُطْوَى بالآجُرّ فهي الأصْناعُ واحِدُها صِنْعٌ . والبِركَةُ : نَوْعٌ من البُرُوكِ وفي العُبابِ : اسمٌ للبُرُوكِ مثل الرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ يُقال : ما أَحْسَنَ بِركَةَ هذا البَعِيرِ . قالَ ابنُ سِيدَه : و يُسَمُّونَ الشّاة الحَلُوبَة بِركَةً قال غيرُه والاثْنَتانِ بِركَتانِ وبِركاتٌ بالكسرِ . والبِركَةُ أيضاً : مُستَنْقِعُ الماءِ عن ابنِ سِيدَه
قال : والبركَةُ : الحَلْبَةُ من حَلَبِ الغَداةِ وقد تُفْتَحُ قالَ : ولا أَحقُّها
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ : البِركَةُ : بُردٌ يَمَنيٌ وأَنْشَدَ لمالِكِ بنِ الرَّيْبِ :
" إِنّا وَجَدْنَا طَرَدَ الهَوامِلِ
" بَيْنَ الرَّسِيسَيْنِ وبَينَ عاقِلِ
" والمَشْيَ في البِركَةِ والمَراجِلِ
" خَيراً من التَّأْنانِ في المَسائِلِ
" وعِدةِ العامِ وعامٍ قابِلِ
" مَلْقُوحَةً في بَطْنِ نابٍ حائِلِ هكذا رَواهُ إِبراهِيمُ الحَربيُ عنه قال الصّاغانيُ : لم أَجِد المَشْطُورَ الثالث - الذي هو موضِع الاسْتِشْهاد - في هذه الأُرْجُوزَة . والبركَةُ بالضمِّ : طائِرٌ مائي صَغِير أَبْيَضُ بُرَكٌ كصُرَدٍ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ . زاد غيرُه : وأَبْراك وبركان مثل أَصْحابٍ ورُغْفانٍ ويُكْسَر . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ أَبْراكاً وبُركاناً جَمْعُ الجَمْعٍ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لزُهَيرٍ يَصِفُ قَطاةً فرَّتْ من صَقْرٍ إِلى ماءٍ ظاهِرٍ على وَجْهِ الأَرْضِ :
حَتّى اسْتَغاثَتْ بماءٍ لارِشاءَ لَه ... من الأَباطِحِ في حافاتِه البُرَكُ وفَسّر بعضهم هذا البَيتَ فقال : البُرَكُ : الضَّفادِعُ
قالَ الصّاغاني : والحَمالَةُ نفسُها تُسَمّى بركَةً أَو هو رِجالُها الّذِينَ يَسمعَونَ فِيها ويَتَحَمَّلُونَها أَي الحَمالَة قال الشّاعِر :
لقد كانَ في ليلَى عَطاءٌ لبُركَةٍ ... أنَاخَتْ بكُم تَرجُو الرغائبَ والرفْدَا ويُقال : البُركَةُ : الجَماعَةُ من الأَشْرافِ لسَعْيِهم في تَحَمُّلِ الحَمالاتِ وهم الجُمَّةُ أيضاً
والبُركَة : ما يَأْخُذُه الطَّحّانُ على الطَّحْنِ نقَلَه الصّاغاني
وأيضاً : الجَماعَةُ يَسألونَ في الدِّيَةِ وبه فُسِّر أيضاً قولُ الشّاعِر السابِق ويُثَلَّثُ
وبُرْكَةُ الأُرْدُنِّيُّ بالضمِّ من أَهْلِ الشّامِ رَوَى عن مَكْحُولٍ وعنه مُحَمّدُ بنُ مُهاجِرٍ قاله البُخارِيّ وابنُ حِبان . وبَرَكَةُ بنُ الوَلِيدِ أَبُو الوَلِيدِ المُجاشِعِيُ مُحَرَّكَةً : تابِعِيٌ ثِقَةٌ رَوَى عن ابنِ عَبّاسٍ وعنه خالِدٌ الحَذّاءُ قاله ابنُ حِبان . ومن المَجازِ ابْتَرَكُوا في الحَربِ : إِذا جَثَوْا للرُّكَب فاقْتَتَلُوا ابْتِراكاً . وهِيَ البَرُوكاءُ كجَلُولاءَ والبَرَاكاءُ بالفتحِ والضَّمِّ وهو الثَّباتُ في الحَربِ عن ابنِ دُرَيْد . زادَ غيرُه : والجِدُّ قال : وأَصْلُه من البُرُوكِ قال بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ :
ولا يُنْجِى من الغَمَراتِ إِلاَّ ... بَراكاءُ القِتالِ أَو الفِرارُ والبَراكاءُ : ساحَةُ القِتالِ وقالَ الرّاغِبُ : بَراكاءُ الحَربِ وبَرُوكاؤُها للمَكانِ الذي يَلْزَمُه الأَبْطالُ . وابْتَرَكُوا في العَدْوِ أي : أَسْرَعُوا مُجْتَهِدِينَ قال زُهَيرٌ :مَرّاً كِفاتاً إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها ... حَتّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تبتَرِكُ كما في الصِّحاحِ والاسمُ البُرُوكُ بالضَّمِّ قالَ :
" وهنَّ يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وابْتِراكُ الفَرَسِ : أَنْ يَنْتَحِيَ على أَحَدِ شِقَّيه في عَدْوِه وهو من ذلِكَ . ووابْتَرَكَ الصَّيقَلُ : مَالَ على المِدْوَسِ في أَحَدِ شِقَّيهِ . ومن المَجازِ : ابْتَرَكتِ السَّحابَةُ : إِذا اشْتَدَّ انْهِلالُها وسَحابٌ مُبتَرِكٌ وهو المُعْتَمِدُ الذي يَقْشِرُ وجْهَ الأَرْضِ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِفُ مَطَراً :
يَنْفي الحَصَى عن جَدِيدِ الأَرْضِ مُبتَرِكاً ... كأَنَّه فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحِي وابْتَرَكَ السَّحابُ : أَلَحَّ بالمَطَرِ . وابْتَرَكَت السَّماءُ : دامَ مَطَرُها كَبَرَكَتْ وأَبْرَكَتْ قال الصّاغانِي : وابْتَرَكَ أَصَحُّ . ومن المَجازِ : ابْتَرَكَ الرَّجُل في عِرضِه و كذا ابْتَرَكَ عليهِ إِذا تَنَقَّصَه وشَتَمَه واجْتَهَدَ في ذَمِّه . والبَرُوكُ كصَبُورٍ : امْرأَةٌ تَزَوَّجُ ولها ابنٌ كَبِيرٌ بالِغ كما في الصِّحاح
وقالَ ابنُ الأعرابي : البُرُوكُ بالضّمِّ : الخَبِيصُ قال : وقالَ رجل من الأَعْرابِ لامرأَتِه : هل لكِ في البُروكِ ؟ فأَجابَتْه : إِنّ البُرُوكَ عَمَلُ المُلوكِ والاسْمُ منه البَرِيكَةُ كسَفِينَة وعَمَلُه البُرُوكُ وليس هو الرَّبُوكُ وأَوّلُ من عَمِلَ الخَبِيصَ عُثْمانُ رضي اللَّهُ تَعالَى عنه وأَهداها إِلى أَزْواج النَّبيِّ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم وأَما الربيكةُ فالحَيسُ . أو البَرِيك كأمِيرٍ : الرُّطَبُ يُؤْكل بالزُّبْدِ قاله أَبو عَمرو . والبِراكُ ككتِاب : سَمَكٌ بَحْرِي له مَناقِيرُ سُودٌ . جَمْعُهُما أي : البَرِيكُ والبِراكُ بُرْكٌ بالضّمِّ . ويُقال : بَرَكَ بُرُوكاً : إِذا اجْتَهَدَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيَ :
" وهَن يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وقِيل : البُرُوكُ هنا : اسْمٌ من الابْتِراكِ وقد تقَدَّم قَرِيباً . ويُقال في الحَربِ : بَراكِ بَراكِ كقَطامِ : أي ابْرُكُوا نَقَلَهُ الجَوهَرِيّ . والبُرَاكِيَّةُ كغُرابِيَّة : ضربٌ من السُّفُنِ نقَلَه الجوهرِيُّ
والبركانُ بالكسرِ : شَجَرٌ رَمْلِيٌ يَرعاه بَقَرُ الوَحْش كأَنّ وَرَقَهُ وَرَقُ الآسِ وكذلك العَلْقَي قاله أَبو عُبَيدَةَ . أو هو الحَمضُ أَو كُلُّ مما لا يَطُولُ ساقُه من سائِرِ الأشْجارِ . أَو هو نَبتٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ في الرَّمْل ظاهِراً على الأَرْضِ له عُروقٌ دِقاق حَسَن النَّباتِ وهو من خَيرِ الحَمْضِ قال الشّاعِرُ :
بحَيثُ الْتَقَى البِركانُ والحاذُ والغَضَى ... بِبِيشَةَ وارْفَضَّتْ تِلاعاً صُدُورُها أَو هو من دِقِّ النَّبتِ وهو الحَمضُ أَو من دِقِّ الشَّجَرِ قال الراعي :
حَتّى غَدَا خَرِصاً طَلاًّ فَرائِصُه ... يَرعَى شَقائِقَ من عَلْقَى وبِركانِ وعَزاهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَخْطَلِ وهو للرّاعِي كما حَقَّقَه الصاغاني الواحِدَةُ بِرْكانَةٌ بهاءٍ أَو البِركانُ جَمعٌ وواحِدُه بُرَكٌ كصُرَدٍ وصِردان . وبُركانُ كعُثْمانَ : أَبو صالِحٍ التّابِعِيُ مَوْلَى عُثْمانَ رضي اللّه تعالَى عنه رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ وعنه أَبو عقيل قاله ابنُ حِبان . ويُقال للكِساءِ الأَسْوَدِ : البَرَّكانُ الِبَرَكانِيُ مشَدَّدَتَيْنِ وبياءِ النّسبةِ في الأخيرِ نَقَلَهُما الفَرّاءُ . وزادَ الجَوْهَريُّ فقال : والبَرنَكانُ كزَعْفَرَانٍ والبَرنَكاني بياءِ النِّسبةِ وأَنْكَرهما الفَرّاءُ وقال ابنُ دُرَيْد : البَرنَكاءُ بالمَدّ يُقال : كِساءٌ بَرنَكانيٌ بزيادَةِ النّونِ عند النِّسبَة قال وليسَ بعَرَبي بَرانِكُ وقد تَكَلَّمَتْ به العَرَبُ . وبرَكُ الغِماد بالكسر ويُفْتَح والغُمادُ بالكسر والضَّمِّ وقد مَرّ ذِكْرُه في الدّالِ : واخْتَلَفُوا في مَكانِه فقِيل : هو باليَمَنِ قاله ابنُ بَرّيّ أَو وراءَ مَكَّةَ بخَمْسِ لَيالٍ بَينَها وبينَ اليَمَنِ مما يَلي البَحْرَ أَو بينَ حَلْي وذَهْبانَ ويُقالُ : هُناك دُفِنَ عبدُ اللَّهِ بن جُدْعانَ التَّيمِيّ وفيه يَقولُ الشّاعِرُ :سَقَى الأَمْطارُ قَبرَ أبي زُهَيرٍ ... إِلى سَقْفٍ إِلى بَركِ الغِمادِ أَو أَقْصَى مَعْمُورِ الأَرْضِ ويُؤَيِّدُه قولُ من قال : إٍنه وادِي بَرَهُوت الذي تحبَسُ في بِئْره أرْواحُ الكُفّارِ كما جاءَ في الحَدِيثِ وفي كِتاب ليس لابنِ خالَوَيْه أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لنَفْسِه :
وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا ... دُ فأَوْلِها كَنَفَ البِعادِ
واجْعَلْ مُقامَكَ أَو مَقَر ... رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ ابنَ أُمِّ القاطِنِي ... ن ولا ابْنَ عَمِّ للبِلادِ
وانْظُر إِلى الشّمْسِ الّتِي ... طَلَعَتْ على إِرَمِ وعادِ
هَلْ تُؤْنِسَنَّ بَقِيَّةً ... من حاضِرٍ منهم وبادِ ؟ !
كُلُّ الذَّخائِرِ غَيرَ تَقْ ... وى ذِي الجَلالِ إِلى نَفادِ فقُلْنا : ما بَركُ الغُمادِ ؟ فقال : بُقْعَةٌ من جَهَنَّمَ . وفي كتابِ عِياض : بَركُ الغِماد بفَتْح الباءِ عن الأكْثَرِينَ وقد كَسَرها بعضهم وقال : هو موضِعٌ في أَقاصِي أرْضِ هَجَرَ وأَنْشَدَ ياقُوتُ للرّاجِزِ :
" جارِيَةٌ من أَشْعَرٍ أَوْ عَكِّ
" بينَ غِمادَىْ بَبَّة وبَركِ
" هَفْهافَةُ الأعْلَى رَداحُ الوِرْكِ
" تَرُجو وِرْكاً رَحْرَحانَ الرَكِ
" في قَطَنِ مثلِ مَداكِ الرَهْكِ
" تَجلو بحَمّاوَيْنِ عندَ الضِّحْكِ
" أَبْرَدَ من كافُورَة ومِسْكِ
" كأنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ
" فَأْرَةَ مِسْك ذُبِحَتْ في سُكِّ وقيل : بَرك بالفَتْحِ : في أَقَاصِي هَجَر وهو الذي ذَكَرَه عِياضٌ ويُحَرَّكُ . ووادِي البِركِ بالكسرِ : بَيْنَ مَكَّةَ وزَبِيدَ وهو الذي تقَدَّم بينَ حَلْيِ وذَهْبانَ وهو نِصْفُ الطَّرِيقِ بين حَلْيٍ ومَكَّةَ وإِيّاهُ أَرادَ أَبو دَهْبَل الجمَحِيُّ في قولِه يصفُ ناقَتَه :
وما شَرِبَتْ حتّى ثَنَيتُ زِمامَها ... وخِفْتُ عليها أَنْ تُجَنَّ وتكْلَمَا
فقُلتُ لها : قد بُعْتِ غيرَ ذَمِيمَة ... وأَصْبَحَ وادِي البِركِ غَيثاً مُدَيَّمَا وقِيل : الذي عَنَى به أَبو دَهْبَل في شِعْرِه هو ماءٌ لبني عُقَيل بنَجْدٍ كما في العُبابِ . وبِرك أيضاً : وادِ بالمَجازَةِ لبني قُشَير بأرْضِ اليَمامةِ يَصُبُّ في المَجازَةِ وقيل : هو لهِزّانَ ويَلْتَقِي هو والمَجازَة في مَوضِع يُقال له : أَجَلَى وحَضَوْضَى فأَما بِرك فيَجْرِي في مَهَبِّ الجَنُوبِ ويروى بالفَتْحِ أيضاً . وبِرك أيضاً : مَوْضِعان آخَرانِ أَحَدُهُما بالقربِ من السَّوارِقِيَّةِ كثير النّباتِ من السَّلَمِ والعُرفطِ وبه مِياهٌ والثّاني بِركٌ ونَعام ويُقالُ لهما أيضاً : البِركانِ قال الشّاعِر :
أَلاَ حَبّذَا من حُبِّ عَفْراءَ مُلْتَقَى ... نَعامٍ وبركٍ حَيث يَلْتَقِيانِ وقال نَصْرٌ في كتابِه : هُما البِركان أَهْلُهُما هِزّانُ وجَرم
وبركُ النَّخْلِ وبركُ التِّرياعِ : موضِعانِ آخَرانِ ذَكَرَهُما نَصْرٌ في كِتابِه
وطَرَفُ البِركِ : قُربَ جَبَلِ سَطاع على عَشَرَةِ فَراسِخ من مَكَّةَ
وبهاءٍ : بِركَةُ أُمِّ جَعْفَرٍ زُبَيدَةَ بنتِ جَعْفَرٍ أُمِّ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ بطَرِيق مَكَّةَ بَيْنَ المُغِيثَةِ والعُذَيْبِ مَشْهُورةٌ . وبركَةُ الخَيزُرانِ : موضِعٌ بفِلَسطِينَ قربَ الرَّمْلَةِ . وبركَةُ زَلْزَلٍ ببَغْدَادَ بينَ الكَرخِ والصَّراةِ وباب المُحَوَّلِ وسُوَيْقَةِ أبي الوَرْدِ تُنسَب إِلى زَلْزَلٍ غلامٍ لعِيسَى بنِ جَعْفَرِ بن المَنْصُورِ كانَ من الأَجْوادِ يضرِبُ العُودَ جَيداً حَفَر هذه البِركَةَ ووَقَفَها على المُسلِمِينَ ونُسِبَت المَحلّة بأَسْرِها إِلَيها قال نِفْطَوَيْه النَّحْوِيّ :
لو أنَّ زُهَيراً وامْرَأَ القَيسِ أَبْصَرَا ... مَلاحَةَ ما تَحْوِيه بِركَةُ زَلْزَلِ
لَمَا وَصَفا سَلْمَى ولا أُمَّ جُنْدَب ... ولا أَكْثَرَا ذِكْرَى الدَّخُولِ فحَوْمَلوبركَةُ الحَبَشِ : خَلْفَ القَرافَةِ وقفٌ على الأَشْرافِ وكانَت تُعْرَفُ ببركَةِ المَعافرِ وبركَة حِمْيَر ولَيسَت ببِركة للماءِ وِإنّما شُبِّهَت بِها وقدُ تَقَدَّم ذِكْرُها في ح ب ش . وبركَةُ الفِيلِ ويُقال : بركَةُ الأَفْيِلَةِ وهي اليوم في داخِلِ المَدِينَةِ وعليها قُصورٌ ومَبانٍ عَظِيمةٌ لأهْلِها
وبركَةُ رُمَيس كزُبَيرٍ . وبركَةُ جُبِّ عُمَيرَةَ وهي بركَةُ الحاجِّ على ثَلاثِ ساعاتٍ من مِصْرَ كلّها بمِصْرَ . وقد فاتَه منها شَيءٌ كثيرٌ كما سَيَأْتِي في المُستَدْرَكاتِ . وبُرَيْكٌ كزُبَير : باليَمامَةِ
وبُرَيْكٌ : جماعَةٌ مُحَدِّثُونَ . والبُرَيْكانِ : أَخَوانِ من فُرسانِهم قال أَبو عُبَيدَةَ : وهُما بارِكٌ وبُرَيْكٌ فغُلِّبَ بُرَيْكٌ إِمّا للفْظِه أَو لِسنِّه وإِمّا لخِفَّةِ اللّفظِ . ويَوْمُ البُرَيْكَيْنِ : من أَيّامِهم . وبَركُوتُ كصَعْفُوقٍ أي بالفتحِ وهكذا ضَبَطَه ياقوت أيضاً وهو نادِرٌ لما سَبَق : بمِصْرَ يُنْسَب إِليها رياحُ بنُ قَصِيرٍ اللّخْمِي البَركُوتِيّ وأبو الحَسَنِ عليّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيُ البَركُوتِيُّ المِصْرِيّ رَوَى عن يُونُس بنِ عبدِ الأَعْلَى ماتَ في سنة 329 . والبِرَكُ كعِنَبٍ كأَنَّه جمعُ بِركةِ : سِكَّةٌ بالبَصْرَةِ مَعْروفةٌ نقله ياقوت . والمُبارَكُ : نَهْرٌ بالبَصْرَةِ . وأيضاً : نهرٌ بواسط حَفَرَه خالدُ بن عبدِ اللَّه القَسرِيُّ عليه قَريَةٌ ومَزارِعُ وقال أَبو فِراس :
إِنَّ المُبارَكَ كاسْمِه يُسقَى بهِ ... حَرثُ الطَّعامِ ولاحِقُ الجَبّارِ قاله نَصْر . ومنها أَبُو داودَ سُلَيمانُ بنُ محمّدٍ المُبارَكِي عن أبي شهابٍ الحَنّاط ومحمَّد بنُ يُونُسَ المبارَك عن يَحْيَى بن هاشِمٍ السّمسار وآخرون . والمُبارَكَة : بخُوَارِزْمَ . والمُبارَكِيَّةُ : قَلْعَةٌ بَناها المُبارَكُ التُّركِيُ مَوْلَى بني العَبّاسِ . والمَبرَكُ كمَقْعَدٍ : بتِهامَةَ برَكَ الفيل فيه لمّا قَصَدُوا مكّةَ حَرَسَها اللَّهُ تعالَى نقَلَه الصّاغانيُ . والمَبرَكُ : دارٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ بَرَكَتْ بها ناقَةُ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهْ عليهِ وسَلّمَ لمّا قَدِمَ إِليها نَقَله أَهلُ السِّيرَة . ومَبرَكانِ بكسر النُّونِ : قال ابنُ حبيب : قربَ المَدِينَةِ المشَرَفة قال كُثَيِّرٌ :
إليكَ ابنَ لَيلَى تَمْتَطِي العِيسَ صُحْبتِي ... ترامَى بِنا مِنْ مَبرَكَيْنِ المَناقِلُ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أَرادَ مَبرَكاً ومُناخاً وهما نَقْبانِ ينحَدِرُ أَحدُهما على يَنْبُعَ بينَ مَصَبَّي يَلْيَل وفيه طريقُ المَدِينَةِ من هناك ومُناخٌ على قَفا الأَشْعَرِ والمَناقِلُ : المَنازِلُ . وتِبراك بالكسرِ : بحذاءِ تِعْشار وقيل : ماءٌ لبني العَنْبَرِ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
وحَيًّا على تِبراكَ لم أَرَ مِثْلَهُمْ ... أَخاً قُطِعَتْ منه الحَبائِلُ مُفْرَدَا وقال المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ :
هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ أَم أَنْكَرتَها ... بينَ تبراك فشَسَّى عَبَقُر وقالَ جَرِيرٌ :
إِذَا جَلَسَتْ نِساءُ بني نُمَير ... على تِبراكَ خَبَّثَتِ التُّرابَا فلما قالَ جَرِيرٌ هذا القَوْلَ صارَ تِبراك مَسَبَّةً لهم فإِذا قِيلَ لأَحَدِهم أَينَ تَنْزِلُ ؟ قال على ماءةٍ ولا يَقُول على تِبراك . وقال أَبو عَمْرو : بُرَكُ كزُفَرَ : اسمُ ذي الحِجَّةِ من أَسماءِ الشُّهُورِ القَدِيمَةِ ومنه قولُ الشَّاعِرِ :
أَعُلّ عَلَى الهِنْدِيِّ مُهْلاً وكَرَّةً ... لَدَى بُرَكٍ حتى تَدُورَ الدَّوائِرُ والبُرَكُ : لَقَبُ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيعَةَ بنِ قيسِ بنِ ثَعْلَبَةَ . ومن المَجاز : البُرَكُ : الجَبانُ
وأيضاً : الكابُوس وهو النّيدَلانُ كالبارُوكِ فيهِما . ويُقال : بارَكَ عَليه : إِذا واظَبَ عليه قال اللِّحْيانِيُّ : بارَكْتُ على التِّجارَةِ وغيرِها : أي واظَبتُ . وتَبَرَّكَ به أي : تَيَمَّنَ نقَلَه الجوهرِيُّ يقال : هو يُزارُ ويُتَبَرَّكُ به . والبَروَكَةُ كقسوَرَةٍ : القُنْفُذَةُ نقله الصاغاني وأَنشدَ ابنُ بُزُرجَ :
" كأَنَّه يَطْلُبُ شَأوَ البَروَكَهوسيأْتِي في ب ن ك . وقالَ الفَرّاءُ : المُبرِكَةُ كمُحْسِنةِ : اسمُ النّارِ . وقالَ أَبو زَيْد : البُورَكُ بالضمِّ : البُورَقُ الذي يُجْعَلُ في الطَّحِينِ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : ما أَبْرَكَه : جاءَ فعل التَّعَجُّبِ على نِيَّةِ المَفْعُولِ . والمُتَبارِكُ : المُرتَفِعُ عن ثَعْلَبٍ . وحكَى بعضُهُم : تَبارَكْتُ بالثَّعْلَبِ الذي تَبارَكْتَ بهِ . وبَرَّكَت الإِبِلُ تَبرِيكاً : أَناخَتْ قال الراعِي :
وإِن بَرَّكَتْ مِنْها عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أَجْلَى العِفاسَ وبَروَعَا وبَرَكَت النَّعامَةُ : جَثَمَت على صَدْرِها . ويُقالُ : فُلانٌ ليسَ له مَبرَكُ جَمَلٍ والجمعُ مَبارِكُ وفي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ : لا تَقْرَبْهُم ؛ فإِنّ على أَبْوابهِم فِتناً كمَبارِكِ الإِبِلِ هو المَوْضِعُ الذي تَبرُكُ فيه أَرادَ أَنّها تُعْدِي كما أنّ الإِبِلَ الصِّحاحَ إِذا أُنِيخَت في مَبارِكِ الجربَى جَرِبَتْ . وابْتَرَكَه ابْتِراكاً : صَرَعَه وجَعَلَه تَحت بَركِه . ومن المجازِ : بَركُ الشِّتاء : صَدْرُه قال الكُمَيْتُ :
واحْتَلَّ بَركُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ يصفُ شدَّةَ الزّمانِ وجَدْبه ؛ لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنّما يكونُ في الشِّتاءِ ومِن ذلِكَ سُمِّيَ العَقْرَبُ بُرُوكاً وجُثُوماً لأنّ الشتاءَ يَطْلُع بطُلُوعِه . وقال ابنُ فارِس : في أَنْواءِ الجَوْزاءِ نوْءٌ يُقال له : البُرُوك وذلك أَن الجَوْزاءَ لا تَسقُط أَنواؤُها حتّى يكون فِيها يومٌ وليلَةٌ تَبرُكُ الإِبِلُ من شِدَّةِ بَردِه ومَطَرِه . وقال أَبو مالكٍ : طَعامٌ بَرِيكٌ في مَعْنَى مُبارَكٌ فيهِ . وعن ابنِ الأعرابي : البِركَةُ بالكسر : من بُرودِ اليَمَنِ . وقال اللِّحْيانيُ : بارَكْتُ على التِّجارةِ وغيرِها أي : واظَبْتُ
ونُقِل الضَّمُّ في البِركَة لجِنْسٍ من برُود اليَمَن . وبَرَكَ للقِتالِ كضَرَب وعَلِمَ لُغَتان . وذُو بُركانَ بالضم : موضِعٌ قال بِشْرُ بنُ أبي خازم :
تَراهَا إِذا ما الآلُ خَبَّ كأَنَّها ... فَرِيدٌ بذِي بركانَ طاوٍ مُلَمَّعُ وبَرَكَةُ أُمُّ أَيمَنَ : مُولِّدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم ورضي عنها وحاضِنَتُه . وبركُ بنُ وَبَرَةَ : أَخو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ جاهِليٌّ . وبَركٌ : لَقَبُ زِيادِ بنِ أَبِيهِ لَقَّبَه به أَهلُ الكُوفَةِ
والبُرَكُ بنُ عبدِ اللَّه كصُرَدٍ هو الذي ضَرَبَ مُعاوِيَةَ فَفَلَقَ أَلْيَتَه ليلَةَ مَقْتَلِ عَليِّ رضي الله تعالَى عنه هكذا ضَبَطَه الحافِظُ . وقد سَمَّوْا بُركانَ ومُبارَكاً وبَرَكات . وبَرَكُ الحَجَرِ وبركَةُ العَرَبِ وبَركُ خُزيمَةَ وبَركُ جَعْفَرٍ وبركَةُ السَّبعِ وبركَةُ إِبراهِيمَ وبركَةُ عَطّافٍ : قُرى في الغَربيّة . والبَركُ أيضاً : قَريتان بالمَنُوفِيَّة . وبرَكُ الخِيَمِ وبركَةُ الطِّينِ : من أَعمالِ نَهْيا بالجِيزَةِ
وبركَةُ حَسّان : أَولُ مَنْزِلَةٍ لحاجِّ مِصْر إِذا قامُوا من بِركَةِ الجُبِّ ذكَره شَمْسُ الدينِ بن الظَّهِير الطَّرابُلُسِيُ في مناسِكِه . وكنيه مُبارَك : قرية بمِصر من أَعمالِ البُحَيرَة . وبُرَيْكٌ : كزُبَيرٍ : بلدٌ من أَعمال اليَمامَة ثم من أَعمالِ الخِضْرِمَة ذكره نَصْرٌ . وأَبو الطَّيِّبِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ المُبارَكِ المُبارَكِي : شيخُ الحاكِمِ منسوبٌ إِلى جَدِّه وكذا الحَسَنُ بنُ غالِبِ بنِ عَليِّ بنِ المُبارَك المُبارَكِي : شيخُ قاضِي المارِسْتانِ . وبركَة الضّبعِ : من أَعْمالِ شَلْشَلَمُون بالشَّرقِيّة . وبركَةُ فَيّاض : من أَعْمالِ المَنْصُورة . وبركَةُ الصَّيدِ وبركَة طَمُّويَةَ وبركة بيدِيف : قُرى بالفَيّوم الأَخِيرة وَقفُ الظَّاهِرِ برقُوق