الثِّقَلُ كعِنَبٍ : ضِدُّ الخِفَّة قال الراغِبُ : وهما مُتَقابِلان فكُلُّ ما يَتَرَجَّحُ علَى ما يُوزَنُ به أو يُقَدَّرُ به يقال : هو ثَقِيلٌ وأصلُه في الأجسام ثم يُقال في المَعاني نحو : أَثْقَلَه الغُرمُ والوِزْرُ قال اللّه تعالى : " أَمْ تَسألهُم أَجْراً فَهُم مِن مَغْرَمٍ مُثْقَلونَ " . ثَقُلَ الشيء ككَرُمَ ثِقَلاً كصَغُرَ صغَراً وثَقالَةً ككَرامَةٍ فهو ثَقِيلٌ وثَقالٌ كسَحابٍ وغُرابٍ ج : ثِقالٌ بالكسر وثُقْلٌ بالضَّمّ . وشاهِد الثِّقال قولُه تعالَى : " أنفِروا خِفَافاً وَثِقَالاً " . والثَّقَلُ مُحرَّكة : مَتاعُ المُسافِرِ وحَشَمُه والجَمعُ أَثْقالٌ . وكُلُّ شيءٍ خَطِرٍ نَفِيسٍ مَصُونٍ له قَدْرٌ ووَزْنٌ : ثَقَلٌ عندَ العَرب ومنه قِيل لبَيضِ النَّعام : ثَقَل ؛ لأنّ آخِذَه يَفْرَحُ به وهو قُوتٌ وكذلك الحَدِيث : " إنِّي تارِكٌ فيكُم الثَّقَلَيْنِ كِتابَ اللَّهِ وعِتْرَتِي " جَعلَهما ثَقَلَيْنِ إعظاماً لِقَدْرِهما وتَفْخِيماً لهما . وقال ثَعْلَب : سَمَّاهما ثَقَلَيْن ؛ لأنّ الأَخْذَ بِهما والعَمَلَ بِهما ثَقِيلٌ . والثَّقَلانِ : الإنسُ والجِنُّ لأنهما فُضِّلا بالتَّمييز الذي فيهما علَى سائرِ الحَيوان . مِن المَجاز : قولُه تعالى : " وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقالَها " : الأَثْقالُ : كُنوزُ الأَرضِ قِيل : ما تَضَمَّنَتْه من أجسادِ مَوْتاها عِندَ الحَشْر والبَعْث . يكون الثِّقَلُ في المعاني ومنه الأثقالُ بمَعْنى الذنُوب ومنه قولُه تعالَى : " وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُم وأَثْقَالاً مَعَ أَثْقالِهِم " أي آثامَهم التي هي تُنقِلُهم وتُثَبِّطُهم عن الثَّواب كقوله تعالى : " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُم كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ " . الأَثْقالُ : الأَحْمالُ الثَّقِيلَةُ ومنه قولُه تعالى : " وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ " . واحِدَةُ الكُلِّ : ثِقْلٌ بالكسر كحِمْلٍ وأَحْمالٍ . وثَقَّلَهُ تَثْقِيلاً : جَعلَه ثَقِيلاً . وأَثْقَلَه : حَمَّلَه ثَقِيلاً فهو مُثْقَلٌ : حَمَل فوقَ طاقَتِه . وأَثْقَلَت المرأةُ وثَقُلَتْ ككَرُم فهي مُثْقِلٌ : اسْتَبانَ حَمْلُها ومنه قولُه تعالى : " فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّه " أي ثَقُل حَمْلُها في بَطْنها وقال الأخْفَش : أَثْقَلَتْ : أي صارَتْ ذاتَ ثِقَلٍ كما يُقال : أَتْمَرْنا : أي صِرْنا ذَوي تَمْرٍ . والمُثَقَّلَةُ كمُعَظَّمةٍ : رُخامَةٌ يُثَقَّلُ بها البِساطُ وكان القِياس أنه يكون كمُحَدِّثة . ومِثْقالُ الشيء : مِيزانُه مِن مِثْلِه وقولُه تعالى : " مِثْقالَ ذَرَّةٍ " أي زِنَةَ ذَرَّةٍ قال الشاعِر :
" وَكُلّاً يُوافِيهِ الجَزاءَ بمِثْقالِأي بِوَزْن . وقال الرّاغِبُ : المِثْقالُ : ما يُوزَنُ به وهو الثِّقَلُ وذلك اسمٌ لِكُلِّ سَنْجٍ ومنه قولُه تعالى : " وَإنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَردَلٍ أَتَينَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " . المِثْقالُ : واحِدُ مَثاقِيلِ الذَّهَبِ قال الكِرمانيُّ في شَرح البُخارِي : هو عِبارَةٌ عن اثنتين وسبعين شَعِيرةً وفي الاختِيار : المِثقالُ عِشرون قِيراطاً كذا في الهِداية وذُكِر في م - ك - ك على التَّفصيل . وامرأةٌ ثَقالٌ كسَحابٍ : مِكْفالٌ أي عَظِيمةُ الكَفَلِ أو رَزانٌ وهذا يَرجِع إلى المعاني . وبعِيرٌ ثَقالٌ : بَطِيءٌ وتقدَّم مثلُه : بعيرٌ ثَفالٌ بالفاء بهذا المعنى . وثَقَلَ الشيء بيَدِه يَثْقُلُه ثَقْلاً بالفتح : رازَ ثِقَلَه وذلك إذا رَفَعه للنَّظَر ما ثِقَلُه مِن خِفَّتِه . وتَثاقَلَ عنه : أي ثَقُلَ وتَباطَأَ قال ابنُ دُرَيْد : تَثاقَلَ القَومُ : إذا لم يَنْهَضوا للنَّجْدة وقد اسْتُنْهِضُوا لَها . يُقال : ارتَحلوا بِثَقَلَتهِم محرَّكةً وبالكسر وبالفتح وكعِنَبَةٍ وفَرِحَةٍ لُغات خمسة : أي بأَثْقالِهِم وأَمْتِعَتِهم كُلِّها . والثَّقْلَةُ بالفتح ويُحَرَّك : ما يُوجَد في الجَوف مِن ثِقَلِ الطَّعام يُقال : وَجدتُ ثَقْلَةً في بَدني وهو مَجازٌ . الثَّقْلَةُ بالفتح : نَعْسَةٌ تَغْلِبُكَ كما في المُحْكَم . وثَقِلَ الرّجُلُ كفَرِح فهو ثَقِيلٌ وثاقِلٌ : اشْتَدَّ مَرضُه وهو مَجازٌ قال الحافِظُ في فَتح البارِي : لَمّا ثَقُلَ أي في المَرَض : هو بضَمّ القاف قاله الجوهري وفي شرح القاموس لشيخِنا : كفَرِح فلعَلَّ في النُّسخَة سَقْطاً انتهى . قال شيخُنا : ولا يَبعُد أن يكون وَهْماً أو غَفْلَةً . وقد أثْقَله المَرضُ والنَّوم واللُّؤْمُ فهو مُستَثْقَلٌ في الكُلِّ . وثِقالُ النّاسِ بالكسر وثُقَلاؤُهم : مَنْ تُكْرَهُ صُحْبتُه ويَستَثْقِلُه الناسُ واحِدُهما ثَقِيلٌ يقال : أنت ثَقِيلٌ علَى جُلَسائك وما أنت إلّا ثَقِيلُ الظّلِّ بارِد النَّسِيم ويُقال : مُجالَسَةُ الثَّقِيلِ تُضْني الرُّوحَ ومن أَبْدعِ ما أنْشَدَنا فيه بعضُ الشيوخ :
وثَقِيلٍ قال صِفْنِي قُدْ ... تُ إيش فِيكَ أَصِفْ
كُلُّ ما فِيكَ ثَقِيلٌ ... حِلَّ عَنِّي وانْصَرِفْ وقال الراغِبُ : الثَّقِيلُ في الإنسان يُستَعْمَل تارةً في الذَّمِّ وهو أَكثَرُ في التَّعارُف وتارةً في المَدْح نحو قولِ الشاعر :
َخِفُّ الأَرْضُ إمَّا زُلْتَ عَنْها ... وتَبقَى ما بَقِيتَ بِها ثَقِيلا
حَلَلْتَ بِمُستَقَر العِزِّ مِنْها ... فَتَمْنَعُ جانِبَيهَا أن يَميلا وقد أُلِّف في أخبار الثقَلاء كِتابٌ . وثَقُلَ العَرفَجُ والثُّمامُ ككَرُم : تَرَوَّتْ عِيدانُه وهو مَجازٌ . مِن المَجاز : ثَقُلَ سَمعُه : إذا ذَهَب بعضُه ويُقال : في أذُنِه ثِقَلٌ : إذا لم يَجُدْ سَمْعُه كما يُقال : في أُذُنِه خِفَّةٌ : إذا جاد سَمعُه كأنه يَثْقُل عن قَبُول ما يُلْقَى إليه . والثِّقْلُ بالكسر : ع وبه رُوِيَ قولُ زُهَير :
" وأَقْفَر مِن سَلْمَى التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ ويُروَى : والثَّجْل وقد تقدَّم . مِن المَجاز : أَلقَى عليه مَثاقِيلَه أي مُؤْنَتَه حكاه أبو نصر . قال الأَصْمَعِي : دِينارٌ ثاقِلٌ : أي كامِلٌ لا يَنْقُص ودَنانِيرُ ثَواقِلُ كَوامِلُ وقال الزمخشري : أي رَواجِحُ . وثاقِلٌ : د . مِن المَجاز : أصْبحَ ثاقِلاً : أي أثْقَلَه المَرَضُ حكاه أبو نصر قال لَبِيدٌ رضي اللّه عنه :
رأيتُ التُّقَى والحَمْدَ خَيرَ تِجارَةٍ ... رَباحاً إذا ما المَرءُ أَصْبَحَ ثاقِلا أي أَدْنَفَه المَرضُ ويُروى : ناقِلا بالنون أي ناقِلاً إلى الآخرة
ومما يستدرك عليه :يقال : أعْطِه ثِقْلَه بالكسر : أي وَزْنَه . واثَّاقَلَ إلى الدُّنيا : أَخْلَد إليها . والمُتثَاقِلُ : المُتَحامِلُ علَى الشيء بِثِقَلِه ومنه قولُهم : وَطِئَهُ وَطْأةَ المُتَثاقِل . وهذه كِفَّةٌ أَثْقَلُ من الأُخرى : أي أَرْجَحُ . ويقولُ العالِمُ لغُلامِه : هاتِ ثَقَلِي : يريد كُتُبَه وأقلامَه ولكُلِّ صاحب صِناعةٍ ثَقَلٌ وهو مَجازٌ نقله الزَّمَخشريُّ . وثَقُل القَولُ : إذا لم يَطِبْ سَماعُه وهو مَجازٌ . وقولُه تعالَى : " قَولاً ثَقِيلاً " أي له وَزْنٌ . وقولُه تعالى : " أنفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً " قيل : مُوسِرِينَ ومُعْسِرِين وقِيل : خَفَّتْ عليكم الحَرَكةُ أو ثَقُلَتْ وقال قَتادَةُ : نِشاطاً وغيرَ نِشاط وقيل : شُبّاناً وشُيوخاً وكل ذلك يَدْخُلُ في عُمومِها فإنّ القَصْدَ بالآية الحَثُّ على النَّفْر على كُلِّ حالٍ تَسهُل أو تَصْعُب . والثَّقَلُ مُحرَّكةً : بَيضُ النَّعام وقد تقَدّم قال ثَعْلَبَةُ بن صُعَير :
فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما ... ألْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِرِ وقولُه تعالى : " ثَقُلَتْ في السَّمَواتِ وَالأَرْضِ " قال ابنُ عرَفَة : أي ثَقُلَت عِلْماً ومَوْقِعاً . وقال القُتَيبِيُّ : ثَقُلَتْ : أي خَفِيَتْ وإذا خَفِيَ عليك الشيء ثَقُلَ . وقال الراغِبُ : الثَّقِيلُ والخَفيفُ يُستعمَلان على وجهين : أحدُهما على سبيل المُضايَفَةِ وهو أن لا يُقالَ لشيءٍ ثقيلٌ أو خفيفٌ إلّا باعتبارِه بغيره ولهذا يصحُّ للشيء الواحدِ أن يُقال خَفيفٌ إذا اعتبرتَه بما هو أثْقَلُ منه وثقيلٌ إذا اعتبرتَه بما هو أخَف منه وعلى هذا قولُه تعالى : " فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ " " وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ " والثاني : أن يُستعمَلَ الثَّقيلُ في الأجسام المُرَجَّحةِ إلى أسفل كالحَجَر والمَدَر والخفيفُ يقال في الأجسام المائلةِ إلى الصّعُود ؛ كالنارِ والدخَان ومِن هذا الثِّقَلِ قولُه تعالى : " اثَّاقَلْتُم إِلَى الأَرْضِ "
الشَّيْخ والشَّيْخُونُ قال شيخنا الثّاني غَريبٌ غير مَعْروف في الأُمّهات المشهورة وأَوردَه بعض شُرّاح الفصيح وقالوا : هو مُبالغة في الشَّيْخ : مَنِ اسْتَبَانَتْ فيه السِّنُّ وظَهَر عليه الشَّيبُ أَو شَيْخٌ من خَمسْسِينَ إِلى آخرِه أَو هو من إِحْدَى وخَمسينَ إِلى آخرِ عُمرِه وقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح أَو هو من الخمسين إِلى الثّمانين حكاه ابن سيده في المخصّص والقزّاز في الجامع وكُراع وغير واحد . ج شُيُوخٌ بالضمّ على القياس وشِيُوخٌ بالكسر لمناسَبَة التّحتيّة كما في بيوتٍ وبابه وأَشْيَاخٌ مبَيْت وأَبياتً وشِيَخَةٌ بكسْر ففتْح وشِيخَةٌ كصِبْيَة ذكرَه ابن سيده وكُراع . وشِيخانٌ بالكسر كضِيفانٍ ومشْيخَةٌ بفتْح الميم وكسْرها وسكون الشين وفتْح الحتيّة وضمّها وقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ في النوادر ومَشِيخَةٌ بفتح الميم وكسر المعجمة ومشْيُوخاءُ وقد مَرَّ في الجيم أَنّه لا نظير له إِلا أَلفاظ ثلاثة ويزاد مَعْبُودَاءُ وسيأْتي ذكرهما . ومَشْيخَاءُ بحذف الواو منها ولم يذكره ابن منظور . ومَشايِخُ وأَنكره ابن دريد وقال القزّاز في الجامع : لا أَصْل له في كلام العرب . وقال الزَّمخشريّ : المَشايخ ليست جمْعاً لشَيخ وتَصلح أَن تكون جمْع الجمَع . ونقل شيخُنا عن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ المائدة : قيل مَشَايخ جمع شَيْخ لا على القياس والتحقيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة وهي جمْع شَيخٍ . ومّما أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ . قال الزَّمَخْشَريّ : ويقولون : هؤلاءِ الأَشاييخ يْراد جمْع أَشياخٍ مثل أَنايِيب وأَنيابٍ نقله شُرّاح الفصيح قاله شيخُنَا . وتصغيره شيَيْخ بالضّمّ على الأَصل وشِيَيْخ بالكسر على ما جَوَّزوه في اليائيّ العين كبِيَيْت وشُوَيْخ بالواو قليلة بل أَنكرَها جماعة ولم يعرِفها الجوهريّ الّذي نصُّ عبارته : ولا تقل شُوَيْخ . فانْظُرْه مع عبارة المصنف . وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ وعبد اللّه ابن محمَّد بن عبد الجليلِ المدِّثانِ الشَّيْخِيانِ : نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ المِيهَنِيّ بكسر الميم نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم . وهي شَيْخَةٌ ولو قال : وهي بهاءٍ كفى وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ المُذَكَّر الّذي يُحال عليه قاله شيخنا . ثم إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ وغيرُه من أَئمّة الُّغة وأَنشدوا قوا عَبِيد بن الأَبرص :
كأَنّهَا لَقْوَةٌ طَلُوبٌ ... تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً ... كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قال ابن بَرِّيّ : الضمير في باتت يعود إِلى اللِّقْوَة وهي العُقاب شبَّهَ بها فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد . وعَذُوب : لم لم تَأْكل شيئاً . والرَّقُوب : الّتي تَرْقُبُ وَلَدَهَا خَوفاً أَن يَموت . وقد شاخَ يَشيخُ شَيَخاً محرّكةً وشُيُوخَةٌ بضمّ الشّين وكسرها كسُهُولة وشُيُوخِيَّة بضمّ الشّين وكسْرها حكاه اليَزيديّ في نوادره . وزاد اللِّحْيَانيّ شَيخُوخةً وشَيْخُوخِيَّة . فهو شَيْخٌ . وشَيَّخَ تَشْيِيخاً وتَشَيَّخَ : شاخَ . وفي اللِّسان : أَصلُ الياءِ في شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ لأَنّه ليس في الكلام فَعْلُول وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة فأَصله كَيَّنُونة بالتشديد فخفّف ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدودَة ولا يَجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة . وأَشياخُ النُّجُومِ هي الدَّراريّ قال ابنُ الأَعرابيّ : أَشياخُ النُّجُومِ هي الّتي لا تَنزِل في مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجوم الأَخْذ . قال ابن سيده : أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجوم الكواكبَ الثابِتَة . وقال ثعلب : إِنّمَا هي أَسناخُ النُّجوم وهي أُصولُهَا الّتي عليها مَدَارُ الكواكب وسَيرُهَا وقد تقدّم في سنخ . والشَّيْخُ : شَجَرَةٌ قال أَبو زيد : ومن الأَشجار الشَّيْخ وهي شجَرةٌ يقال لها شَجَرةُ الشُّيوخِ وثَمرتُها جِرْوٌ وكجِرْو الخِرِّيع . قال : وهي شَجَرَة العُصْفُر مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْيانُ . والشَّيخ للمرأَة : زَوْجُها . ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ : ع بأَصْفَهَانَ وشَيْخَانُ : لَقبُ مُصْعَب بن عبد اللّه المُحدِّث . وشَيْخَانِ مَبنياًّ على الكسر على ما ضَبطه ابن الأَثير : ع بالمدينة على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسلامِ وهو مُعَسْكَرُه صلَّى اللّه عليه وسلّم يومَ أَحُدٍ وبه عَرَضَ النّاس . وشَيَّخَة تَشييخاً : دَعاهُ شَيخاً تَبْجِيلاً وتَعظيماً . وشَيَّخَ عليه : عابَه وشنَّعَ عليه . وشَيَّخَ به : فَضَحَه . قال أَبو زيد : شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً وسَمَّعتُ به تَسميعاً ونَدّدْت به تَنديداً إِذا فَضَحْتَه . والشَّيْخَة مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح وقد حقّق غيرُ واحدٍ أَنّه بالكسر : رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة وهكذا رَواه الجَرميُّ وغيره ومنه قولُ ذِي الخِرَقِ خَليفةَ بنِ حَمَلٍ الطُّهَويّ - نِسبة لطُهيَّة بالضّمّ قبيلة يأْتي ذِكْرُهَا وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ - على الصحيح خلافاً لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وابن الأَعرابيّ فإِنّهما رَوياه بالحاءِ المهملة :
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائهِ ... ومن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ وهو من أَبياتٍ سبْعة أَوَردها أَبو زيدٍ في نَوادره لذِي الخِرَق وبَسطَه في شرح شَواهد الرَّضيّ لعبد القادر البغدادي . والشِّيخَة بكسر الشّين : ثَنِيَّةٌ كذا في سائر الأُصول الموجودة عندنا وفي نُسخة أُخرَى بِنْيَة بكسر الموحَّدة وسكون النُّون وفتْح الياءِ التّحتيّة وصحّحَ شيخنا الأُولَى والصّواب على ما في اللّسان وغيره من الامَّهَات نَبْتَة واحدةُ النّبتِ بالنُّون ثم الموحَّدة لبَياضِها كما قالوا في ضَرْبٍ من الحَمْضِ : الهَرْمُ . والشَّاخَة : المعتَدِلُ قال ابن سيده : وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ شاخة ياءٌ لعدم شوخ وإِلاّ فقد كان حقّها الواو لكونها عَيناً كذا في اللسان . ومما يستدرك عليه : قال أَبو العبّاس : شَيْخٌ بَيِّنُ التّشيُّخ والتَّشيِيخ والشِّيْخُوخة . والشَّيْخ : وَطْبُ اللَّبنِ والشَّيْخ : الوَعِلُ المُسِنّ . ومن المَجاز : وَرِثَ مِن مَشْخَته الكرَمَ ومن أَشياخِه : آبائه كذا في الأَساس
فصل الصاد المهملة مع الخاءِ المعجمة