الأَجْرُ : الجَزاءُ على العَمَل وفي الصّحاح وغيره : الأَجْرُ : الثَّوابُ وقد فرّق بينهما بفروق . قال العَيْنيُّ في شَرْحِ البُخَارِيِّ : الحاصِلُ بأصولِ الشَّرْعِ والعباداتِ ثوابٌ وبالمُكَمِّلاتِ أَجْرٌ لأنَّ الثّوَابَ لغة بَدَلُ العَيْنِ والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَةِ وهي تابعةٌ للعَيْن . وقد يُطْلَقُ الأَجْرُ على الثَّوَابِ وبالعَكْس كالإجارةِ والأُجْرةِ وهو ما أَعطيتَ مِن أَجْرٍ قي عَمَلٍ مُثَلَّثةً التَّثْلِيثُ مسموعٌ والكَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ . قال ابنُ سِيدَه : وأَرَى ثَعْلَباً حَكَى فيه الفَتْحَ ج أُجُورٌ وآجارٌ . قال شيخُنَا : الثّانِي غيرُ معروفٍ قياساً ولم أَقِفْ عليه سَمَاعاً . ثم إن كلامَه صريحٌ في أنَّ الأَجْرَ والإجارةَ مترادفانِ لا فَرْقَ بينهما والمعروفُ أَن الأَجْرَ هو الثَّوَاب الذي يكونُ من الله عَزَّ وجلّ للعَبْد على العَمَل الصّالِحِ والإجارةُ هو جزاءُ عَمَلِ الإنسانِ لصاحِبه ومنه الأَجِير
قولُه تعالَى : " وآتَيناه أجْرَه في الدُّنْيَا " وقيل : هو الذِّكْرُ الحَسَنُ وقيل : معناه أنَّه ليس أُمّةٌ مِن المُسْلِمِين والنَّصارَى واليَهُودِ والمَجُوسِ إلا وهم يُعَظِّموُن إبراهيمَ على نَبيِّنا وعليه الصّلاةُ والسّلامُ وقيل : أَجْرُه في الدُّنيا كَوْنُ الأَنبياءِ مِن وَلَدِه . وقيل : أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ
من المَجاز : الأَجْرُ : المَهْرُ وفي التَّنْزِيل : " يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أَحْلَلْنَا لكَ أَزواجَك اللاتِي آتَيتَ أُجُورَهُنَّ " أَي مُهُورَهُنَّ . وقد أجَرَه اللهُ يَأْجُرُه بالضمّ ويَأْجِرُه بالكسر إذا جَزَاه وأَثَابَه وأَعطاه الأَجْرَ والوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجميعِ اللُّغَوِيِّين إلا مَنْ شَذَّ مِمَّن أَنكرَ الكَسْرَ في المُضَارعِ والأَمْرُ منهما : أْجُرْنِي وأْجِرْنِي كآجَرَه يُؤْجِرُه إيجاراً
وفي كتاب ابنِ القَطّاع : إِنّ مضارِع آجَرَ . كآمَنَ يُؤاجِرُ . قال شيخُنَا : وهو سَهْوٌ ظاهِرٌ يَقعُ لمَن لم يُفَرِّق بين أَفْعَلَ وفَاعَلَ . وقال عِياضٌ : إنّ الأصمعيَّ أَنكرَ المَدَّ بالكُلِّيَّةِ . وقال قومٌ : هو الأَفصحُ
في الصّحاح : أَجَرَ العَظْمُ يَأْجُرُ ويَأْجِرُ أَجْراً بفتحٍ فسكونٍ وإِجاراً بالكسرِ وأُجوراً بالضّمِّ : بَرَأَ على عَثْمٍ بفتحٍ فسكونٍ وهو البُرْءُ من غير استواءٍ وقال ابن السِّكِّيت : هو مَشَشٌ كهيئةِ الوَرَم فيه أَوَدٌ . وأَجَرْتُه فهو لازمٌ مُتَعَدٍّ
وفي اللِّسَان : أَجرَتْ يَدُهُ تَأْجُرُ وتَأْجِرُ أَجْراً وإجاراً وأُجُوراً : جُبِرَتْ على غيرِ استواءٍ فبقِيَ لها عَثْمٌ وآجَرَهَا هو وآجرْتُها أَنا إِيجاراً
في الصّحاح : آجَرَهَا اللهُ أَي جَبَرَهَا على عَثْمٍ . أَجَرَ المَمْلُوكَ أَجْراً : أَكْرَاه يَأْجُرُه فهو مأْجُورٌ كآجَرَه إيجاراً وحكاه قومٌ في العَظْمِ أيضاً ومُؤاجَرةً قال شيخُنَا : هو مصدرُ آجَرَ على فَاعَلَ لا آجَرَ على : أَفْعَلَ والمصنِّفُ كأَنّه اغترَّ بعبارة ابنِ القَطّاع وهو صَنِيعُ من لم يُفَرِّق بين أَفْعلَ وفاعَلَ كما أَشرنا إليه أوّلاً فلا يُلْتَفَتُ إليه مع أنّ مِثلَه ممّا لا يَخْفَى . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : وآجَرْتُ الدّارَ على أَفعلْتُ فأَنَا مُؤْجِرُ ولا يقال : مُؤَاجِرٌ فهو خَطَأٌ قَبِيحٌ
ويقال : آجَرْتُه مُؤاجَرةً : عاملتُه معاملةً وعاقَدتُه مُعَاقَدَةً لأنَّ ما كان مِن فاعَلَ في مَعْنَى المُعَاملةِ كالمُشَاركة والمُزَارَعة إنما يتعدَّى لمفعولٍ واحد ومُؤاجَرةُ الأَجِيرِ مِنْ ذلك فآجَرْتُ الدّارَ والعَبْدَ مِنْ أفْعَلَ لا مِن فاعَلَ ومنهم مَن يقول : آجَرتُ الدّارَ على فاعَلَ فيقول : آجَرتُه مُؤاجَرةً . واقتصر الأزهريُّ على آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ . وقال الأخفشُ : ومِن العربِ مَن يقول : آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ في تقدير أفْعلتُه فهو مُفْعَلٌ وبعضُهُم يقول : فهو مُؤاجَرٌ في تقديرِ فَاعَلْتُه
ويتعدَّى إلى مفعولَيْن فيُقَال : آجرتُ زَيْداً الدّارَ وآجرتُ الدّارَ زيداً على القَلْب مثل أَعطيتُ زيداً درهماً وأعطيتُ درهماً زيداً فظهر بما تقدم أنّ آجَرَ مُؤاجَرة مسموعٌ مِن العرب وليس هو صِنيعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه بل سَبَقَه غيرُ واحدٍ من الأئمَّة وأقرُّوه
في اللَّسَان : وأَجَرَ المملوكَ يَأْجُرُه أجْراً فهو مَأْجُورٌ وآجَرَه يُؤْجِره إيجاراً ومُؤاجرَةً وكلٌّ حَسَنٌ مِن كلام العرب
الأُجْرَةُ بالضّمِّ : الكِرَاءُ والجَمْعُ أُجَرٌ كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ وربَّمَا جمعوها أُجُراتٌ بفتحِ الجيمِ وضَمِّهَا والمعروفُ في تفسير الأُجْرة هو ما يُعطَى الأجير في مقابلةِ العَمَلِ
وائْتَجَرَ الرجلُ : تَصَدَّقَ وطَلَبَ الأَجْرَ وفي الحديث في الأضاحِي : " كُلُوا وادَّخِرُوا وائْتَجِرُوا " أي تَصدَّقُوا طالِبينَ للأجْرِ بذلك ولا يجوزُ فيه اتَّجِرُوا بالإدغام لأَن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاءِ لأنه مِن الأجْرِ لا مِن التِّجَارة . قال ابنُ الأثيرِ : وقد أجازَه الهَرَوِيُّ في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديثِ الآخَرِ : " إن رجلاً دخلَ المسجدَ وقد قَضَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاتَه فقال : مَن يَتَّجِرُ يقومُ فيصلِّي معه " . قال والرِّواية إنما هي يَأْتَجِرُ فإنْ صَحَّ فيها يَتَّجِرُ فيكونُ مِن التِّجارة لا مِن الأجْر كأنَّه بصَلاتِه معه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارةً أي مَكْسَباً . ومنه حديثُ الزَّكاة : " ومَنْ أَعطاها مُؤْتَجِراً بها "
يقال : أُجِرَ فلانٌ في أولادِه كعُنِيَ ونصُّ عبارةِ ابن السِّكِّيت : أُجِرَ فلانٌ خمسةً مِن وَلَدِه أي ماتُوا فصارُوا أجْرَه وعبارة الزمخشريِّ : ماتُوا فكانُوا له أجْراً
يقال : أُجِرَتْ يَدَهُ تُؤْجَرُ أجْراً وأُجُوراً إذا جُبِرَتْ على عُقْدَةٍ وغيرِ استواءٍ فبَقِيَ لها خُرُوجٌ عن هَيْئَتِهَا . وآجَرَت المرأَةُ وفي بعض أُصول اللغَةِ : الأمَةُ البَغِيَّةُ مُؤاجَرَةً : أباحَت نفسَهَا بأَجْرٍ
يقال : استأْجرْتُه أي اتَّخذتُه أجِيراً قاله الزَّجَّاج . وآجَرْتُه فهو مُؤْجَرٌ وفي بعض النُّسَخ أَجَرْتُه مَقْصُوراً ومثلُه قولُ الزَّجَّاجِ في تفسيرِ قوله تعالى : " أنْ تأْجُرَنِي ثَمَاِنَي حِجَجٍ " . أي تكونَ أجِيراً لِي فَأَجَرَنِي ثمانيَ حِجَجٍ أي صارَ أجِيرِي . والأجِيرُ : هو المستأْجَرُ وجمعُه أُجَراءُ وأنشدَ أبو حَنِيفةَ :
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه ... إذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا . والاسمُ منه الإجارةُ
والإجَّار : بكسرٍ فتشدِيدِ الجيم : السَّطْحُ بلغة أهلِ الشّامِ والحِجَاز وقال ابنُ سِيدَه والإجّارُ والإجَّارةُ : سَطْحٌ ليس عليه سُتْرَةٌٌ وفي الحديث : " مَن باتَ على إجّارٍ ليس حَولَه مَا يَردُّ قَدَمَيْه فقد بَرِئَت منه الذِّمَّةُ " قال ابنُ الأثيرِ : وهو السَّطْح الذي ليس حولَه ما يَرُدُّ الساقطَ عنه . وفي حديث محمّدِ بن مَسْلَمَةَ : " فإذا جاريةٌ من الأنصارِ على إجّارٍ لهم " كالإنْجار بالنُّون لغةٌ فيه " ج أجَاجِيرُ وأجاجِرةٌ وأناجِيرُ " وفي حديث الهجرة : " فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في السوق وعلى الأجاجِير " ويروى على الأناجِير
والإجِّيرَى بكسرٍ فتشديدٍ : العادةُ وقيل : همزتُها بدلٌ من الهاءِ . وقال ابنُ السِّكِّيت : ما زالَ ذلك إجِّيراه أي عادته . الآجُورُ على فاعُول واليَأْجُور والأجُور كصَبُور والآجُرُ بالمدِّ وضمِّ الجيم على فاعُل قال الصغانيّ وليس بتخفيفِ الآجُرّ كما زَعَم بعضُ الناس وهو مثلُ الآنُكِ والجمْع أَآجِرُ قال ثعلبةُ بن صُعَير المازِنيُّ يصفُ ناقةً :
تُضْحِى إذا دَقَّ المَطِيُّ كأنَّها ... فَدَنُ ابنِ حَيَّةَ شادَه بالآجُرِ . وليس في الكلام فاعُل بضمِّ العين وآجُرٌ وآنُكٌ أعجميّانِ ولا يَلْزَمُ سِيْبَوَيْهِ تَدْوِينُه . والآجَرُ بفتحِ الجيم والآجِرُ بكسرِ الجيم والآجِرُون بضمِّ الجيم وكسرِها على صِيغة الجمْع قال أبو دُوَاد :
ولقد كانَ في كَتائبَ خُضْرٍ ... وبَلاطٍ يُلاطُ بالآجِرُونِرُوِيَ بضمِّ الجِيمِ وكسرِهَا معاً كُلُّ ذلك الآجُرُّ بضمِّ الجيمِ مع تشديدِ الرّاءِ وضَبَطَه شيخُنا بضمّ الهمزة مُعَرَّباتٌ وهو طَبِيخُ الطِّين . قال أبو عَمروٍ : هو الآجُرُ مخفَّف الراءِ وهي الآجُرَةُ . وقال غيرُه : آجِرٌ وآجُورٌ على فاعُول وهو الذي يُبْنَى به فارسيٌّ معرَّب . قال الكِسائيُّ : العربُ تول : آجُرَّه وآجُرٌّ للجَمْع وآجُرَةُ وجَمْعُها آجُرٌ وأجُرَةٌ وجمعها أجُرٌ وآجُورةٌ وجمعها آجُورٌ . وآجَرُ وهاجَرُ : اسمُ أُمّ إِسماعيلَ عليه وعلى نَبِيِّنا أفضلُ الصلاة والسّلام الهمزةُ بدلٌ من الهاءِ . وآجَرَه الرُّمْحَ لغة في أَوْجَره إذا طَعَنَه به في فِيه . وسيأْتي في وجر
ودَرْبُ آجُرٍّ بالإضافة : موضعانِ ببغدادَ أحدُهما بالغربيّة وهو اليومَ خرابٌ والثاني بنهرِ مُعَلىً عند خَرابة ابنِ جَرْدَةَ قاله الصاغانيّ . مِن أحدِهما أبو بكرٍ محمّدُ بنُ الحُسَين الآجُرِّيُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعيُّ تُوفِّي بمكةَ سنة 360 . ووجدتُ بخطِّ الحافظِ بن حجر العَسْقَلانيِّ ما نصُّه : الآجُرِّيُّ هكذا ضَبَطَه الناسُ وقال أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ الجَلاب الفِهريُّ الشهيدُ نزيلُ تُونُسَ في كتاب الفوائدِ المنتخَبةِ له : أفادَنِي الرئيسُ يعني أبَا عثمانَ بنَ حكمةَ القُرَشِيَّ وقرأْتُه في بعضِ أُصُولِه بخطِّ أبي داوودَ المقرِي ما نصُّه : وَجدتُ في كتابِ القاضِي أبي عبدِ الرَّحْمنِ عبدِ الله بنِ جحافٍ الراوي عن محمّدِ بنِ خَليفَة وغيرِه عن اللاجريّ الذي وَرِثَه عنه ابنُه أبو المطرف قال لي لأبو عبد الله محمدُ بنُ خليفةَ في ذي القعدة سنة 386 ، وكنتُ سمعتُ مَن يقرأُ عليه : حدّثك أبو بكر محمّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيّ فقال لي : ليس كذلك إنما هو اللاجرِيُّ بتشديد اللام وتخفيف الراءِ منسوبٌ إلى لاجر قرية من قُرَى بغدادَ ليس بها أطيبُ من مائها . قال ابنُ الجلاب : ورَوَيْنَا عن غيره : الآجُرِّيّ بتشديد الراءِ وابن خليفةَ قد لَقِيَه وضَبَطَ عليه كتابَه فهو أعلمُ به . قال الحافظُ : قلتُ : هذا ممّا يُسْقِطُ الثِّقةَ بابنِ خليفة المذكور وقد ضَعَّفَه ابنُ القُوصِيِّ في تاريخِه . ومما يُستدَركُ عليه : ائْتَجَرَ عليه بكذا من الأُجْرَة
قال محمّدُ بنُ بَشيرٍ الخارِجِيُّ :
يا ليتَ أنِّى بأَثْوَابِي وراحِلَتِي ... عبدٌ لأهْلِكِ هذا الشَّهْرَ مُؤْتَجَرُ . وآجَرْتُه الدّارَ : أكْريتُهَا والعَامّةُ تقول : أجرتُه . وقولُه تعالى : " فبَشِّرْه بمغفرةٍ وأَجْرٍ كريم " قيل : الأجْرُ الكريمُ هو الجَنَّة . والمِئْجارُ : المِخْراقُ كأنَّه فُتِلَ فصَلُبَ كما يَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور قال الأخطل :
والوَرْدُ يَرْدِى بعُصْمٍ في شَرِيدِهمُ ... كأنّه لاعِبٌ يَسْعَى بمِئْجارِ . وقد ذَكَرَهُ المصنِّف في وجر وذِكْرُه هنا هو الصَّوابُ
وقال الكِسائيُّ : الإجارةُ في قول الخَلِيلِ : أن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرى دالاً أو جِيماً ودالاً وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إذا جُبِرَ على غير استواءٍ وهو فِعالَةٌ مِن أَجَرَ يَأْجُر كالإمارة مِن أَمَر لا إفْعَالٌ . ومن المَجاز : الإنْجَارُ بالكسر : الصَّحْنُ المنبطِحُ الذي ليس له حَواش يُغْرَفُ فيه الطَّعامُ والجمعُ أناجِيرُ وهي لغةٌ مستعملةٌ عند العَوامّ
وأحيد الأَجِير نقلَه السمعانيُّ من تاريخ نَسَفَ للمُسْتَغْفِريّ وهو غيرُ منسوب قال : أُراه كان أجيرَ طُفَيْلِ ابنِ زيدٍ التَّمِيميّ في بَيته أدْرَكَ البُخَاريَّ
وأَجَّرَ بفتحِ الهمزَةِ وتَشْدِيد الجِيمِ المفتوحة : حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَةَ وإليه نُسِبَ أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمّد بنِ إبراهيمَ الخشنيّ الأجَّرِيُّ المقري سَمعَ من أبي الطاهرِ بنِ عَوْفٍ ومات سنةَ 611 ، ذَكَره القاسمُ التُّجِيبيُّ في فِهْرِسْتِه وقال : لم يذكره أحدٌ ممَّن ألَّفَ في هذا الباب
جَيْرِ بكسر الراءِ كأمْسِ على أصْلِ التقاء الساكِنَيْنِ وهو الأشهر فيه وقال سِيبوَيْهِ : حَرَّكوه لالتقاءِ الساكِنَيْن وإلا فحُكمُه السُّكون لأنَّه كالصَّوْتِ وقد يُنَوَّن نقلَهَ الصّغانِيُّ وقال إنه لغَة في جيَرْ ِ بكسرِ الراءِ ومَنَعَه ابن هِشَامٍ وغيرُه ويقال فيه أيضاً : جَيْرَ كأيْنَ مبينّاً على الفتح نقلَه الصغانيُّ أيضاً : يَمِين أي حَقّاً . وقال ابن الأنبارِيِّ : جَيْرِ يُوضَع مَوضعَ اليَمِين . وفي الصّحاح : وقولهم : جَيْرِ لا آتِيكَ : يَمِينٌ للعربِ ومعناها حَقّاً قال الشاعر :
وقُلْنَ على الفْرَدْوسِ أوَّلَ مَشْرَبٍ ... أجَل جَيْرِ أن كانت أُبِيحَت دَعَاثِرُه . جَوابٌ بمعنى نَعَمْ لا اسمٌ بمعنى حَقّاً فيكون مصدراً ولا أَبَداً فيكون ظَرفاً وإلا لأُعْرِبَت ودَخَلَت عليها ال قالَه ابن هشامٍ في المُغنِي . وقال أبو حَيّان في شَرْح التَّسْهيل : جَيْرِ مِن حُرُوف الجَوَاب فيها خِلاف أهي اسمٌ أو حرفٌ ؟ أو بمعنى أجل قال بعض الأغفال :
قالتْ أرَاكَ هَارِباً للجَوْرِ ... مِن هَدَّةِ السُّلطانِ قلْتُ جَيْرِ . ويقال : جَيْرِ لا أَفعلُ ذلك ولا جَيْرَ لا أفعلُ أي لاحقاً قاله شَمِر . وقال شيخُنَا : وحَكَى ابنُ الرَّبيع أن جَيْرِ اسمُ فِعْلٍ ونَقَلَه الرّضيّ عن عبد القاهِرِ وقال : معناه أعْرِفُ . وأغفَلَ ذلك ابن هِشَامٍ وغيرُهُ . والجَيَرُ محرَّكةً : القِصَرُ والقَمَاءَةُ وقد جَيِرَ كفَرِحَ نَقَلَه الصغانيُّ . والجَيّارُ مشددةً : الصّارُوجُ وقد جَيَّرَ الحوْض . وعن ابن الأعرابيّ : إذا خُلِطَ الرَّمَادُ بالنُّورةِ والجِصِّ فهو الجَيّارُ . وقال الأخْطَلُ يصفُ ناقةً :
" شَبَّهَهَا بالبُرْج في صَلابَتِهَا وقُوَّتِهَا
" كأنَّهَا بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُه
" لُزَّ بِطِينٍ وآجُرُ وجَيّارِ . وإذا لم يُخْلَط بالنُّورة فهو الجِيرُ بالكسر . وقيل : الجَيّار : النُّورَةُ وَحدَها . الجَيَّارُ : حَرَارةٌ هكذا في النُّسَخ بالراءِ وضُبِطَ في غالب الأُصول بالزّاي في الصَّدْر والحَلق غَيْظاً أو جُوعاً قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ وقيل هو لأبي ذُؤَيْبٍ :
كأنَّما بين لَحْيَيْه وَلَّبتِه ... مِن جُلْبَةِ الجُوعِ جَيّار وإرْزِيزُ . كالجائِرِ قال الشاعر :
فلمّا رأيتُ القَوْمَ نادَوُا مُقَاعِساً ... تَعَرَّضَ لِي دُونَ التَّرائِبِ جائِرُ . وقال ابن جِنِّي : الظاهِرُ في جَيّارٍ أن يكونَ فَعّالاً كالكَلاّءِ والجَبّانِ قال : ويُحْتَمَلُ أن يكونَ فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأن يكونَ فَوْعالاً كتَوْاربٍ . الجَيّارُ : ع بنَواحِي البَحْرَينِ وثم كان مَقْتَلُ الحُطَمِ القَيْسِيِّ لما ارتدَّتْ بكرُ بنُ وائلٍ . وجَيَّرُ : كبَقَّم : كُورة بمصر َمن كُوَرِهَا الجنوبيّة نقلَه الصغانيُّ . قال شيخُنا : هذا مّما يُستدرَك به على ما مَرَّ في تَوَّج وَبذَّر فاعرفْه في نَظَائرِه فإنه من الأَشباه . وجَيَّرَةُ ككيَسِّةَ : ع بالحِجاز لكِنَانَةَ بنِ مالكٍ قيل : هو على ساحلِ مكّةَ
ويُوسُفُ بنُ جِيرَوَيْهِ الطَّيَالِسِيُّ كِنفْطَوَيْهِ : مُحَدِّث عن ابن قُوهى وعنه أبو الحَسَن النُّعَيْمِيُّ . وحَوْضٌ مُجَيَّر كمُعَظَّمٍ : مصغَّر من الجِير محرَّكةً أو مُقَعَّر أو مُجَصَّص من الجِير بالكسر وهو الجِص . وجِيرانُ بالكسر مُعَرَّب كيران وضَبَطَه السَّمْعانِيُّ بالفتح ة بأَصْفَهَانَ على فَرْسَخَيْنِ منها منها : أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ إبراهيمَ رَوَى عن بكرِ بنِ بَكّار وآخِرُ مَن حَدَّثَ عنه أَبو بكرٍ القبّاب . وأبو العَبّاسِ أحمدُ بنُ محمّدِ بن سَهْلِ بنِ المُباركِ المعدّل البَزّاز ثِقَة من أَهل أصْبَهانَ دارُه بفِرْسَان يَرْوِي عن لُوَيْن وغيرِه . والهُذَيْلُ بنُ عبدِ الله وفي كتاب السَّمْعَانِيِّ : عبدُ الله بنُ قُدامةَ بنِ عامرِ بنِ حَشْرَجِ بنِ خَوَليّ الضَّبِّيُّ كان سَكَنَ قريَةَ جِيرَانَ يَرْوِي عن أحمدَ بن يُونُسَ الضَّبِّيِّ وغيرِه الجِيرانِيُّون المُحَدِّثُون
وفاته : أبو بكرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ الجِيرانِيُّ حَدَّثَ عن أبي بِشْرٍ المَرْوَزِيُّ وأبو محمودِ بنُ الجِيرانِيَّ حدَّث بفرودادان إحدى قُرَى أَصْبَهَانَ كَتَبَ عنه السَّمْعَانِيُّ بإفادَةِ معمرِ بنِ الفاخِر
جِيرانُ : صُقْع بين سِيرافَ وعُمَان ويُعَدُّ من أعمال سِيرافَ . وجِيرانُ أيضاً : جزيرة بَحريَّة بين البَصْرَةِ وسِيرافَ قَدْرُهَا نصفُ مِيلٍ في مثلهِ فارسِيَّة مُعَرَّبَة . وجَيْرُونُ بالفتح ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرك : دِمَشْقُ نفسُهَا أبو بابُها الذي بقُرْبِ الجامعِ الكبيرِ الأُمَوِيِّ عن الإِمام المُطَرِّزِيِّ أو أنّ بابَ جَيْرُونَ منسوبٌ إلى المَلِكِ جَيْرونَ لأنه كان حِصْناً له وبابُ الحِصْنِ باقٍ إلى الآن هائِلٌ . والصَّحِيحُ أن الذي بَناه اسمهُ جَيْرُونُ وهو مِن الشَّياطِين لسَيِّدنا سُليمانَ عليه السلامُ فسُمِّيَ به . قال السَّمْعَانيُّ : وهذا الموضعُ من مُنْتَزَّهَاتِ دمشق حتى قال أبو بكرٍ الصَّنَوبَرِيّ :
أمُرُّ بدَيْرِ مُرّانٍ فأَحْيَا ... وأَجْعَلُ بيتَ لَهْوِي بَيْتَ لَهْيَاولي في باب جَيْرُونٍ ظباءٌ ... أُعاطِيها الهَوَى ظَبْياً فظَبْيَا . ثم قال : ومِن هذه المَحَلَّةِ شيخُنَا أبو محمّدٍ هِبَةُ الله بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ عليِّ بنِ طاووس المقرئ الجَيْرُونِيُّ إمامُ جامعِ دمشقَ كان يسكنُ بابَ جَيْرُونَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ مُكْثِرٌ له رحلةٌ إلى العراق وأصْبَهَانَ توفيِّ سنة 536
والجَيَّار : الشِّدَّةُ وبه فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ المُنْتَخِّلِ الهُذَليِّ السابقَ . ومُجَيرةُ بضمٍّ ففتحٍ : هضبةٌ قِبَلَ شَمَامِ في ديار باهِلةَ . والمُجِيريّة : قريةٌ بمصرَ
فصل الحاء المهملة مع الراء