معنى أحسن معاملته في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الحُسْنُ ضدُّ
القُبْح ونقيضه الأَزهري الحُسْن نَعْت لما حَسُن حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً
فيهما فهو حاسِنٌ وحَسَن قال الجوهري والجمع مَحاسِن على غير قياس كأَنه جمع
مَحْسَن وحكى اللحياني احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً فهذا في المستقبل وإنه لَحَسَن
يريد فِع
الحُسْنُ ضدُّ
القُبْح ونقيضه الأَزهري الحُسْن نَعْت لما حَسُن حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً
فيهما فهو حاسِنٌ وحَسَن قال الجوهري والجمع مَحاسِن على غير قياس كأَنه جمع
مَحْسَن وحكى اللحياني احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً فهذا في المستقبل وإنه لَحَسَن
يريد فِعْل الحال وجمع الحَسَن حِسان الجوهري تقول قد حَسُن الشيءُ وإن شئت
خَفَّفْت الضمة فقلت حَسْنَ الشيءُ ولا يجوز أَن تنقُل الضمة إلى الحاء لأَنه
خبَرٌ وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز
النَّقْل بنِعْم وبِئْس وذلك أَن الأَصل فيهما نَعِم وبَئِس فسُكِّن ثانيهما
ونقِلتْ حركته إلى ما قبله فكذلك كلُّ ما كان في معناهما قال سهم بن حنظلة
الغَنَوي لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ وما أُعْطِيهمُ ما أَرادوا حُسْنَ
ذا أَدَبا أَراد حَسُن هذا أَدَباً فخفَّف ونقَل ورجل حَسَنٌ بَسَن إتباع له
وامرأَة حَسَنة وقالوا امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن قال ثعلب وكان ينبغي
أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك وهو اسم أُنِّث من غير تَذْكير كما قالوا غلام
أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء فهو تذكير من غير تأْنيث والحُسّان بالضم أَحسَن
من الحَسَن قال ابن سيده ورجل حُسَان مخفَّف كحَسَن وحُسّان والجمع حُسّانونَ قال
سيبويه ولا يُكَسَّر استغْنَوْا عنه بالواو والنون والأُنثى حَسَنة والجمع حِسان
كالمذكر وحُسّانة قال الشماخ دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها يا ظَبْيةً
عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ والجمع حُسّانات قال سيبويه إنما نصب دارَ بإضمار أَعني
ويروى بالرفع قال ابن بري حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار
وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف وقال ذو الإصبع كأَنَّا يَوْمَ
قُرَّى إِنْ نَما نَقْتُل إيّانا قِياماً بينهم كلُّ فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا وأَصل
قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم فهو عَظِيم وكَرُم
فهو كريم كذلك حَسُن فهو حَسِين إلا أَنه جاء نادراً ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم
فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان وكذلك كريم وكُرام
وكُرّام وجمع الحَسْناء من النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف ولا
يقال للذكر أَحْسَن إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل والجمع الأَحاسِن
وأَحاسِنُ القوم حِسانهم وفي الحديث أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً
وهي الحُسْنَى والحاسِنُ القَمَر وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً زَيَّنتُه وأَحسَنْتُ
إليه وبه وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف على
نبينا وعليه الصلاة والسلام وقد أَحسَنَ بي إذ أَخرَجَني من السِّجن أَي قد أَحسن
إلي والعرب تقول أَحسَنْتُ بفلانٍ وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه
وتقول أَحْسِنْ بنا أَي أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا قال كُثيِّر أَسِيئي بنا أَو
أَحْسِنِي لا مَلومةٌ لَدَيْنا ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ وقوله تعالى
وصَدَّقَ بالحُسْنى قيل أَراد الجنّة وكذلك قوله تعالى للذين أَحْسَنوا الحُسْنى
وزيادة فالحُسْنى هي الجنّة والزِّيادة النظر إلى وجه الله تعالى ابن سيده
والحُسْنى هنا الجنّة وعندي أَنها المُجازاة الحُسْنى والحُسْنى ضدُّ السُّوأَى
وقوله تعالى وقولوا للناس حُسْناً قال أَبو حاتم قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى
فقلت هذا لا يجوز لأَن حُسْنى مثل فُعْلى وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام قال ابن
سيده هذا نصُّ لفظه وقال قال ابن جني هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن لأَن حُسْنى
هنا غير صفة وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره وقولوا للناس حُسْناً
ومثله في الفِعْل والفِعْلى الذِّكْرُ والذِّكْرى وكلاهما مصدر ومن الأَول البُؤسُ
والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى ولا يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف
الحركات فسيبويه قد عَمل مثلَ هذا فقال ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا
مُسَكَّن الأَوْسَط يعني النَّضْرَ والجمع الحُسْنَيات
( * قوله « والجمع الحسنيات » عبارة ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم وقيل الحسنى
العاقبة والجمع إلخ فهو راجع لقوله وصدق بالحسنى ) والحُسَنُ لا يسقط منهما الأَلف
واللام لأَنها مُعاقبة فأَما قراءة من قرأَ وقولوا للناس حُسْنى فزعم الفارسي أَنه
اسم المصدر ومعنى قوله وقولوا للناس حُسْناً أَي قولاً ذا حُسْنٍ والخِطاب لليهود
أَي اصْدُقوا في صفة محمد صلى الله عليه وسلم وروى الأَزهري عن أَحمد بن يحيى أَنه
قال قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه يريد قولاً حَسَناً قال والأُخرى
مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً قال ونحن نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن
والحُسْن شيءٌ من الكل ويجوز هذا وهذا قال واخْتار أَبو حاتم حُسْناً وقال الزجاج
من قرأَ حُسْناً بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ قال
وزعم الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً قال ومن قرأَ حُسْنى فهو
خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به وقوله تعالى قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى الحُسْنَيَيْن
فسره ثعلب فقال الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة يعني الظفَر أَو الشهادة
وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين وقوله تعالى والذين اتَّبَعوهم بإحسان أَي
باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج السابقون عليه وقوله تعالى وآتَيْناه في الدنيا
حَسَنةً يعني إبراهيم صلوات الله على نبينا وعليه آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ وقوله
تعالى إنَّ الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها والحَسَنةُ
ضدُّ السيِّئة وفي التنزيل العزيز مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ أَمثالها والجمع
حَسَنات ولا يُكسَّر والمَحاسنُ في الأَعمال ضدُّ المَساوي وقوله تعالى إنا نراكَ
من المُحسِنين الذين يُحْسِنون التأْويلَ ويقال إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين
المظلوم ويَعُود المريض فذلك إحْسانه وقوله تعالى ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ
أَي يدفعون بالكلام الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم وقال أَبو إسحق في
قوله عز وجل ثم آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ قال يكون تماماً على
المُحْسِن المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين ويكون تماماً على الذي أَحْسَن
على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره وقال يُجْعل الذي في معنى ما
يريد تماماً على ما أَحْسَنَ موسى وقوله تعالى ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا
بالتي هي أَحْسَن قيل هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ جَوعَتَه
وقوله عز وجل ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن فسره ثعلب فقال هو الذي
يَتَّبع الرسول وقوله عز وجل أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ
يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ نصب خلقََه على البدل ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ وقوله
تعالى ولله الأَسماء الحُسنى تأْنيث الأَحسن يقال الاسم الأَحْسَن والأَسماء
الحُسْنى ولو قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز ومثله قوله تعالى لِنُريك من آياتنا
الكبرى لأَن الجماعة مؤَنثة وقوله تعالى ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه حُسْناً
أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً وقوله تعالى اتَّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ
إليكم أَي اتَّبعوا القرآن ودليله قوله نزَّل أَحسنَ الحديث وقوله تعالى رَبَّنا
آتنا في الدنيا حسَنةً أَي نِعْمةً ويقال حُظوظاً حسَنة وقوله تعالى وإن تُصِبْهم
حسنةٌ أَي نِعْمة وقوله إن تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ أَي غَنيمة وخِصب وإن
تُصِبْكم سيِّئة أَي مَحْلٌ وقوله تعالى وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها أَي
يعملوا بحَسَنِها ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم والصبرُ
أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ والمَحاسِنُ المواضع الحسَنة من البَدن يقال
فلانة كثيرة المَحاسِن قال الأَزهري لا تكاد العرب توحِّد المَحاسِن وقال بعضهم
واحدها مَحْسَن قال ابن سيده وليس هذا بالقويِّ ولا بذلك المعروف إنما المَحاسِنُ
عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ لا واحد له ولذلك قال سيبويه إذا نسبْتَ إلى
محاسن قلت مَحاسِنيّ فلو كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب وإنما يقال إن واحدَه
حَسَن على المسامحة ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي ووجه مُحَسَّن
حَسَنٌ وحسَّنه الله ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم فيما ذُكِر
وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم بالفتح يَحْسُن به والإحْسانُ ضدُّ الإساءة ورجل مُحْسِن
ومِحسان الأَخيرة عن سيبويه قال ولا يقال ما أَحسَنَه أَبو الحسن يعني منْ هذه
لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب ويقال أَحْسِنْ
يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي لا تزال مُحْسِناً وفسر النبي صلى الله عليه وسلم
الإحسانَ حين سأَله جبريلٍ صلوات الله عليهما وسلامه فقال هو أَن تَعْبُدَ الله
كأَنك تراه فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك وهو تأْويلُ قوله تعالى إن الله يأُْمُر
بالعدل والإحسان وأَراد بالإحسان الإخْلاص وهو شرطٌ في صحة الإيمان والإسلام معاً
وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم يكن مُحْسِناً وإن كان
إيمانُه صحيحاً وقيل أَراد بالإحسان الإشارةَ إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة فإن
مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله وقد أَشار إليه في الحديث بقوله فإن لم تكن تراه
فإِنه يراك وقوله عز وجل هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن
في الدُّنيا إلا أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة وأَحسَنَ به الظنَّ نقيضُ أَساءَه
والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره تقول
أَحْسَنْتُ إلى نفسي والإنعامُ لا يكون إلا لغيره وكتابُ التَّحاسين خلاف المَشْق
ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب والتَّكاليف وليس الجمعُ في
المصدر بفاشٍ ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء ثم يجمعونه والتَّحاسينُ جمعُ
التَّحْسِين اسم بُنِيَ على تَفْعيل ومثلُه تَكاليفُ الأُمور وتَقاصيبُ الشَّعَرِ
ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه وهو يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ
أَي يَعُدُّه حَسَناً ويقال إني أُحاسِنُ بك الناسَ وفي النوادر حُسَيْناؤُه أن
يفعل كذا وحُسَيْناه مِثْلُه وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه وغايتُه
وحَسَّان اسم رجل إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه وإن جَعَلْتَه
فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم تُجْرِه قال ابن سيده وقد
ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ وقال ذكر بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من
الحُسْنِ قال وليس بشيء قال الجوهري وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين وتصغيرُ فَعْلانَ
حُسَيْسان قال ابن سيده وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة
الصفة وقال قال سيبويه أَما الذين قالوا الحَسَن في اسم الرجل فإنما أَرادوا أَن
يجعلوا الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك ولكنهم جعلوه كأَنه وصفٌ
له غَلَب عليه ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو يُجْريه مُجْرَى
زيدٍ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ
ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ رضي الله عنهما فسَمِعَ تَوَلْوُلَ
فاطمةَ رضوانُ الله عليها وهي تُنادِيهما يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال الْحَقا
بأُمّكما غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر
رضي الله عنهما والقَمَران للشمس والقمر قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون كقولهم
الجَلَمانُ للجَلَم والقَلَمانُ للمِقْلامِ وهو المِقْراضُ وقال هكذا روى سلمة عن
الفراء بضم النون فيهما جميعاً كأَنه جعل الاسمين اسماً واحداً فأَعطاهما حظ الاسم
الواحد من الإعراب وذكر الكلبي أَن في طيِّء بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن
والحُسَيْن والحَسَنُ اسمُ رملة لبني سَعْد وقال الأَزهري الحَسَنُ نَقاً في ديار
بني تميم معروف وجاء في الشعر الحَسَنانُ يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه قال
الجوهري قُتِل بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ
الشَّيْبانيِّ يَوْمَ النَّقَا قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي قال وهما جَبَلانِ
أَو نَقَوانِ يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن قال عبد الله بن عَنَمة
الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما
أَجَنَّتْ بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ
وقيل له ما تَذْكُر ؟ فقال أَذْكُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ هو
بفتحتين جَبَل معروف من رمل وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين
سَنَةً وإذا ثنّيت قلت الحَسَنانِ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن
الأَخْضَر الضَّبِّيّ ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنُو شَيْبان آجالاً
قِصارا شَكَكْنا بالأَسِنَّة وهْيَ زُورٌ صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا فَخَرَّ
على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ وقد كان الدِّماءُ له خِمارا قوله وهي زُورٌ يعني
الخيلَ وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا وأَنْكَرْتَ
الأَصادِقَ والبِلادا وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل تَركْنَا بالنَّواصِف من
حُسَيْنٍ نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا فحُسَيْنٌ ههنا جبلٌ ابن الأَعرابي
يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على الحَسَنِ وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي قال وبه
سمي الغلام حَسَناً والحُسَيْنُ الجبَلُ العالي وبه سمي الغلام حُسَيْناً
والحَسَنانِ جبلانِ أَحدُهما بإِزاء الآخر وحَسْنَى موضع قال ابن الأَعرابي إذا
ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى وقال ثعلب إنما هو حِسْيٌ وإذا لم يذكر غيْقةَ
فحِسْمَى وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة الحَسَنُ شجر الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب
رمْلٍ فالحسَنُ هو الشجرُ سمي بذلك لِحُسْنِه ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا
الحَسَنِ وقيل الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ شاهقٌ ليس به صَدْعٌ والحَسَنُ جمعُه قال
أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ به حَسَنُ الجُودِيّ
والليلُ دامِسُ ويروى به جَنْبَتا الجُودِيِّ والجودِيُّ وادٍ وأَعلاه بأَجَأَ في
شواهِقها وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز المَلقَة
معنى
في قاموس معاجم
قال الله عز وجل
في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من
أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة
عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ
أَزواجَ
قال الله عز وجل
في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من
أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة
عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ
أَزواجَه لأَنه لا يجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات
والعامِلُ هو الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي
يَسْتَخْرج الزكاة عامِل والعَمَل المِهْنة والفِعْل والجمع أَعمال عَمِلَ عَمَلاً
وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله واعْتَمَل الرجلُ عَمِلَ بنفسه أَنشد سيبويه إِنَّ
الكَرِيمَ وأَبِيك يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل فيَكْتَسِي
مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه فحذف عليه هذه وزاد عَلى
متقدِّمةً أَلا ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه ؟ وقيل
العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه قال الأَزهري هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم
نَفْسَه واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا
سَأَله أَن يَعْمَل له واسْتَعْمَلَه طَلَب إِليه العَمَل واعْتَمَل اضطرب في
العَمَل واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان وفي حديث خيبر
دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم الاعْتمال افتعال من
العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة
ونحو ذلك وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه وأَعْمَل رَأْيَه
وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله عَمِل به قال الأَزهري عَمِلَ فلان العَمَلَ
يَعْمَلُه عَمَلاً فهو عامِلٌ قال ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً
إِلا في هذا الحرف وفي قولهم هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وإِلاَّ فسائر الكلام يجيء
على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً وبَلِعْته بَلْعاً وما
أَشبهه ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً ورجل عَمِلٌ ذو عَمَلٍ حكاه سيبويه وأَنشد
لساعدة بن جُؤَبَّة حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتت طِراباً وبات
اللَّيْلَ لم يَنَمِ نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل
( * قوله « نصب سيبويه موهناً بعمل » هي عبارة المحكم وفي المغني وردّ على سيبويه
في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله حتى شآها كليل ) ودَفَعَه غيرُه من النحويين
فقال إِنما هو ظرف وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ
إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ ورجل عَمُولٌ بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على
العَمَل وتَعَمَّل فلان لكذا والتعميل تولية العَمَل يقال عَمَّلْت فلاناً على
البصرة قال ابن الأَثير قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً وأَما ما
أَنشده الفراء للبيد أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ بَسَراتِها نَدَبٌ له
وكُلوم فقال أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج قال ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في
العربية قال الأَزهري العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد وإِنما وَصَفَ عَيْراً
وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل
( * قوله « فجعل عمل بمعنى معمل إلخ » عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال فلان عضد
فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه وقال لبيد أَو مسحل سنق عضادة إلخ
ثم قال في تفسيره يقول هو يعضدها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها )
أَو عامِل ثم جعله عَمِلاً والله أَعلم واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى
به بِناءً والعَمِلةُ العَمَلُ إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم والعَمِلَة
والعِمْلة ما عُمِلَ والعِمْلة حالَةُ العَمَل ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان
خبيث الكسب وعِمْلةُ الرجل باطِنَته في الشرِّ خاصة وكلُّه من العَمَل وقالت
امرأَة من العرب ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما كان لي عَمَلٌ والعِمْلَة
والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة الأَخيرة عن اللحياني كله أَجْرُ ما
عُمِل ويقال عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها وفي حديث عمر رضي
الله عنه قال لابن السَّعْدي خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي يقال
منه أَعْملته وعَمَّلْته قال الأَزهري العُمالة بالضم رِزْقُ العامِلِ الذي جُعِل
له على ما قُلِّد من العَمَل وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً والمُعامَلة في
كلام أَهل العراق هي المُساقاة في كلام الحِجازيين والعَمَلة القومُ يَعْمَلون
بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره وعامَلَه سامَه بعَمَلٍ
والعامِلُ في العربية ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ كالفِعْل
والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل
وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإِعراب وعَمِلَ به
العِمِلِّين بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به وحكى ابن الأَعرابي عَمِلَ به العِمْلِين
بكسر العين وسكون الميم وقال ثعلب إِنما هو العِمَلِين بكسر العين وفتح الميم
وتخفيفها ويقال لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ وقد تَعَمَّلْت لك
أَي تَعَنَّيْت من أَجلك قال مُزَاحم العُقَيلي تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من
البِلى لِسائِلها عن أَهْلِها لا تَعَمَّل أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في
سؤالك وقال أَبو سعيد سَوْفَ أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى وقول الجعدي يصف
فرساً وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه
بعين بعيدة النَّظَر واليَعْمَلَة من الإِبل النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على
العَمَل ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى هذا قول أَهل اللغة وقد حكى أَبو علي يَعْمَلٌ
ويَعْمَلة واليَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلُ عند سيبويه
اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ إِنما يقال يَعْمَلٌ
ويَعْمَلة فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير والناقة ولذلك قال لا نَعلَم
يَفْعَلاً جاء وصفاً وقال في باب ما لا ينصرف إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة
فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة للواحد المذكر وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ
اليَعْمَلَ وصفاً وقال كراع اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل
والجمع يَعْمَلات وأَنشد ابن بري للراجز يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل
تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِل قال وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين
لعبد الله بن رَوَاحة وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة فارهة مثل اليَعْمَلة وقد
عَمِلَتْ قال القَطامِيّ نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي لا نَشْتَكي جَهْدَ
السِّفار كلانا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ قد عُمِل به ومُهِن ويقال أَعْمَلْت الناقةَ
فَعَمِلَت وفي الحديث لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ
ولا تُساق ومنه حديث الإِسْراء والبُراق فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها
إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير وفي حديث لقمان يُعْمِل الناقةَ
والسَّاقَ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً فهو يجمع بين الأَمرين
وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً فهو عَمِلٌ دامَ قال
ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فلان على
القوم أُمِّرَ والعَوامِلُ الأَرجل قال الأَزهري عَوامِلُ الدابة قوائمه واحدتها
عامِلة والعَوامِل بَقَر الحَرْث والدِّياسة وفي حديث الزكاة ليس في العَوامِل شيء
العَوامِل من البقر جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في
الأَشغال وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل وعامِلُ الرُّمح وعامِلته صَدْرُه دون
السِّنان ويجمع عَوامِل وقيل عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان وهو دون الثَّعْلب
وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك وحكى اللحياني لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما
تَعْمَل بمكة ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله وكما تُنْفَق بمكة فعسى أَن
يكون الأَول في هذا المعنى وعَمَلٌ اسم رجل قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها أَشْبِهْ
أَبا أُمِّك أَو أَشبِهْ عَمَل وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل قال ابن
بري قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم واسم الولد حكيم واسم
أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل وأَما الذي قالته أُمه فيه فهو أَشْبِهْ أَخي أَو
أَشبِهَنْ أَباكا أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا
قال الأَزهري والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل وأَنشد
الأَصمعي فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل
( * قوله « ونزل » قال في التهذيب أي أقام بمنى )
بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وبنو عامِلة وبنو
عُمَيْلة حَيَّان من العرب قال الأَزهري عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن
الرِّقاع العامِليُّ وعامِلة حيٌّ من اليمن وهو عاملة بن سَبإٍ وتزعم نُسَّاب
مُضَر أَنهم من ولد قاسط قال الأَعشى أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين إِلى غَيْرِ
والدِكِ الأَكْرم ؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ فارْجِعوا إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم
وعَمَلى موضع وفي الحديث سئل عن أَولاد المشركين فقال الله أَعلم بما كانوا عاملين
روى ابن الأَثير عن الخطابي قال ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم
وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في
الكفر بآبائهم لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا
لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قلت فذراريّ
المشركين ؟ قال هم من آبائهم قلت بِلا عَملٍ قال الله أَعلم بما كانوا عاملين وقال
ابن المبارك فيه إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة
والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا بالعمل
المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه فمن علامات الشقاوة للطفل
أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد دينهما ويُعَلِّمانه إِياه أَو
يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم له بحُكم والديه إِذ هو في حكم
الشريعة تَبَعٌ لهما وهذا فيه نظر لأَنا رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين
مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما وعَلَّماه ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه
تَعُدُّه من جملة المسلمين الصالحين وأَما الذي في حديث الشَّعْبي أَنه أُتي بشراب
مَعْمول فقيل هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج