دَخَلَ يدخلُ دُخُولاً بالضمّ ومَدْخَلاً مَصدرٌ مِيمِيٌّ . وَتَدخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ كافْتَعَل كلّ ذلك نَقِيضُ خَرَجَ . وفي العُباب : تَدَخَّل الشيء : دَخَلَ قليلاً قليلاً ومِن ادَّخَلَ كافْتَعَل قولُه تعالى : " أَوْ مُدّخَلاً " أصلُه : مُتْدَخَلٌ وقد جاء في الشِّعر انْدَخَل وليس بالفَصِيح قال الكُمَيت :
لا خَطْوَتِي تَتَعاطَى غيرَ مَوْضِعِها ... ولا يَدِي في حَمِيتِ السَّكْنِ تَنْدَخِلُ
ودَخَلْتُ به دُخُولاً وأدْخَلْتُه إِدْخالاً ومُدْخَلاً بضمّ المِيم ومنه قولُه تعالى : " رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ " . وفي العُباب : يقال : دَخَلْتُ البيتَ والصَّحيح : فيه أن تُرِيدَ : دَخَلْتُ إلى البيت وحَذفْتَ حرف الجَرِّ فانتصبَ انتصابَ المفعولِ به لأنّ الأمكنةَ على ضَرْبَين : مُبهَمٍ ومَحْدُودٍ فالمُبهَم الجِهاتُ السِّتُّ وما جَرى مَجْرَى ذلك نحو : أمام ووَراء وأعْلَى وأسْفَل وعِندَ ولَدُنْ ووَسْط بمَعْنَى بَين وقُبالة . فهذا وما أشبهه مِن الأمكنة يكون ظَرْفاً لأنه غيرُ مَحدُود ألا تَرى أن خَلْفَك قد يكون قُدَّاماً فأمّا المَحدُود الذي له خِلْقَةٌ وشَخْصٌ وأَقْطارٌ تَحُوزه نحو الجَبَل والوادِي والسّوق والدار والمَسجِد فلا يكون ظَزفاً ؛ لأنك لا تقولُ : قَعدتُ الدّارَ ولا صَلَّيتُ المسجدَ ولا نِمْتُ الجَبَلَ ولا قُمت الوادِيَ وما جاء من ذلك فإنما هو بحَذْف حرفِ الجَرِّ نحو : دخلتُ البيتَ ونزلتُ الوادِيَ وصَعدتُ الجَبلَ . انتهى . وفي المحكَم : داخِلُ كلِّ شيء : باطِنُه الدّاخِلُ . قال سِيبَويه : وهو مِن الظروفِ التي لا تُستَعمَلُ إلّا بالحرف يعني لا يكون إلّا اسماً كأنه مُختَصٌّ كاليَدِ والرِّجل . وداخِلَة الإزارِ : طَرَفُه الداخِلُ الذي يَلِي الجَسَدَ ويَلِي الجانِبَ الأيمَنَ مِن الرَّجُل إذا ائْتَزَر ومنه الحديث : " فَلْيَنْزِعْ داخِلَةَ إزارِه ولْيَنفُضْ بها فِراشَه " وفي حديثِ العائِن : " يَغْسِل داخِلَةَ إزارِه " أي مَوْضِعَه مِن جسدِه لا الإزارَ . وقال ابنُ الأنبارِيّ : قال بعضهم : داخِلَةُ الإِزارِ : مَذاكِيرُه كَنَى عنها كما يُكْنَى عن الفَرج بالسَّراوِيل فيقال : فُلانٌ نَظِيفُ السَّراوِيل . وقال بعضُهم : داخِلَةُ إزارِه : الوَرِكُ . وداخِلَةُ الأرضِ : خَمَرُها وغامِضُها يقال : ما في أرضِهم داخِلَةٌ مِن خَمَرٍ . ج : دَواخِلُ كما في التهذيب . ودَخْلَةُ الرجُلِ مُثَلَّثةً عن ابنِ سيِدَه ودَخِيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُه بضمّ اللامِ وفتحِها ودُخَيلاؤُه بالضمّ والمَدّ وداخِلَتُه ودُخَّلُه كسُكَّرٍ ودِخالُه ككِتابٍ . وقال اللَّيثُ : هو بالضمّ ودُخَّيلاهُ كسُمَّيهى ودِخْلُه بالكسرِ والفتح فهي أرْبَعَ عشرةَ لُغَةً والمعنى : نِيَّتُه ومَذْهَبُه وجَمِيعُ أمرِه وخَلَدُه وبطانَتُه لأنّ ذلك كلَّه يُداخِلُه وقد يُضافُ كلُّ ذلك إلى الأَمر فيقال : دَخْلَةُ أمرِه ومعنى الكُلِّ : عرفتُ جَمِيعَ أمرِه . والدَّخِيلُ والدُّخْلُلُ كقُنْفُذٍ ودِرْهَم : المُداخِلُ المُباطِنُ وبَينَهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ : أي خاصٌّ يُداخِلُهم قاله اللِّحْياني . قال ابنُ سِيدَه : ولا أعرِفُ ما هو وفي التهذيب : قال أبو عبيدة : بَينَهُم دُخلُلٌ ودِخلَلٌ : أي إِخاءٌ ومَوَدةٌ . وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَله كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ : صَفاءُ داخِلِه عن ابنِ سِيدَه . والدَّخَلُ مُحَرَّكةً : ما داخَلَكَ مِن فَسادٍ في عَقْلٍ أو جِسمٍ وقد دَخِلَ كفَرِح وعُنيَ دَخْلاً بالفتح ودَخَلاً بالتَّحريك فهو مَدْخُولٌ . الدَّخَلُ : الغَدْرُ والمَكْرُ والداءُ والخَدِيعَةُ يقال : هذا أَمرٌ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ . وقوله تعالى : " ولاَ تتخِذُوا أيمَانَكُم دَخَلاً بينَكُم " أي مَكراً وخَدِيعةً ودَغَلاً وغِشّاً وخِيانةً . الدَّخَلُ : العَيبُ الداخِلُ في الحَسَبِ ويُفتَح عن الأزهريّ . الدَّخَلُ : الشَّجَرُ المْلْتَفُّ كالدَّغَل بالغين كما سيأتي . الدَّخَلُ : القومُ الذين يَنْتسِبون إلى مَن ليسوا مِنهُم قال ابن سِيدَه : وأرى الدَّخَلَ هنا اسماً للجَمْع كالرَّوَحِ والخَوَلِ . وداءٌ دَخِيلٌ وحُبٌّ دَخِيلٌ : أي داخِلٌ . ودَخِلَ أمرُه كفَرِح دَخَلاً : فَسَد داخِلُه وقول الشاعر :
غَيْبِي له وشَهادَتِي أَبَداً ... كالشَّمْسِ لا دَخِنٌ ولا دَخْلُيجوز أن يريد : ولا دَخِلُ : أي ولا فاسِدٌ فَخفَّف لأن الضَّربَ من هذه القصيدة فَعْلُن بسكون العين ويجوز أن يريد : ولا ذو دَخْل فأقامَ المُضافَ إليه مُقامَ المُضاف . وهو دَخِيلٌ فيهم : أي مِن غيرِهم ويَدْخُلُ فيهم هكذا في النّسخ وفي المحكَم : فتَدَخَّلَ فيهم والأُنثى : دَخِيلٌ أيضاً . والدَّخِيلُ : كل كلمةٍ أُدخِلَت في كلام العَربِ وليست منه أكثَرَ منها ابنُ دُرَيد في الجَمهرة . الدَّخِيلُ : الحرفُ الذي بينَ حرفِ الرَّوِيِّ وألفِ التأسيس كالصادِ من قوله :
" كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ سُمِّيَ به لأنه كأنه دَخِيلٌ في القافية ألا تراه يجيء مختلِفاً بعدَ الحرفِ الذي لا يجوز اختلافُه أعني ألف التأْسيس . الدَّخِيلُ : الفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ وهذا غَلَطٌ فإنّ الذي صَرحَ به الأئمّة أنه الدَّخِيلِيّ وهو قولُ أبي نَصْر وبه فَسَّر قولَ الشاعر وهو الراعِي :
كأنّ مَناطَ الوَدْعِ حيثُ عَقَدْنَهُ ... لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيلِ المُقَلَّدِ وهناك قولٌ آخَرُ لابنِ الأعرابي سيأتي قريباً فتأمَّلْ ذلك . الدَّخِيلُ : فَرَسُ الكَلَجِ الضَّبّيِّ نقله الصاغانيّ . المُدْخَلُ كمُكْرَم : اللَّئيمُ الدَّعِيُّ في النَّسَب لأنه أدْخِلَ في القَوم . وهُم في بني فُلانٍ دَخَلٌ مُحرَّكةً : إذا كانوا يَنتسبُون معهم وليسوا مِنهم وهذا قد تقدَّم فهوَ تكرار . والدَّخْلُ بالفتح : الدّاءُ والعَيبُ والرِّيبَةُ قالت عَثْمَةُ بنتُ مَطْرُود :
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ ... وما يُدْرِيك بالدَّخْلِ يُضْرَبُ في ذي مَنْظَرٍ لا خَيرَ عندَه وله قِصَّةٌ ساقها الصاغاني في العُباب عن المُفَضَّل تركتُها لِطُولِها . ويُحرَّك عن الأزهريّ . الدَّخْلُ : ما دَخَلَ عليكَ مِن ضَيعَتِك زاد الأزهريّ : مِن المَنَالةِ . الدُّخَّل كسُكَّرٍ : الرجُلُ الغَلِيظُ الجِسم المُتَداخِلُه دَخَل بعضُه في بَعض . الدُّخَّل : ما دَخَلَ وفي المحكَم : ما داخَلَ العَصَبَ من الخَصائِل وقيل في قولِ الراعِي :
" يَنْمازُ عنه دُخَّلٌ عن دُخَّلِ دُخَّلٌ : لَحْمٌ دُوخِلَ بَعضُه في بَعْض . ويقال : لَحمُه مِثلُ الدُّخَّل . وفي التهذيب : دُخَّلُ اللَّحمِ : ما عاذَ بالعَظْم وهو أطْيَبُ اللَّحم . الدُّخَّلُ : ما دَخَلَ مِن الكَلإِ في أُصُولِ أغصانِ الشَّجَرِ كما في المحكَم وأنشد الصاغانِيُّ لِمُزاحِمٍ العُقَيلِي :
أطاعَ له بالأَخْرَمَيْنِ وكُتْمَةٍ ... نَصِيٌّ وأَحْوَى دُخَّلٌ وجَمِيمُ وفي التهذيب : الدُّخَّلُ مِن الكَلَإِ : ما دَخَل في أغصانِ الشَّجَرِ ومَنَعَهُ التِفافُه عن أن يُرعَى وهو العُوَّذُ . الدّخَّلُ : ما دَخَل بينَ الظُّهْرانِ والبُطْنانِ مِن الرِّيش وهو أجْوَدُه لأنه لا تُصِيبُه الشَّمسُ . الدُّخَّلُ : طائِرٌ صَغِيرٌ أَغْبَرُ يسقُط على رؤوسِ الشَّجَر والنَّخل فيدخلُ بينَها واحِدتُها : دُخَّلَةٌ . وفي التهذيب : طَيرٌ صِغارٌ أمثالُ العَصافيرِ تأوِي الغِيرانَ والشَّجَرَ المُلْتفَّ . وقال أبو حاتم في كتاب الطَّير : الدُّخَّلَةُ : طائِرةٌ تكون في الغِيرانِ وتدخُلُ البيوتَ وتَتصَّيدُها الصِّبيانُ فإذا كان الشتاءُ انتشرَتْ وخَرَجَتْ بَعْضُهُنَّ كَدْراءُ ودَهْساءُ وزَرْقاءُ وفي بعضِهنّ رَقْشٌ بسَوادٍ وحُمْرةٍ كلّ ذلك يكون وبالبَياض وهي بعِظَم القُنْبُرَة والقُنْبُرَةُ أعظَمُ رأساً منها لا قَصِيرةُ الذّنابَي ولا طَوِيلتُها قَصِيرةُ الرِّجلَين نحو رِجْل القُنْبُرَة . والجِماع : الدُّخَّلُ قال أبو النَّجم يَصفُ راعِىَ إبلٍ حافِياً :
" كالصَّقْرِ يَجْفُو عن طِرادِ الدُّخَّلِكالدُّخْلَلِ كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ . قال ابنُ سِيدَه : وهو طائرٌ مُتَدخِّلٌ أصغَرُ مِن العُصفُور يكون بالحِجاز . ج : دَخاخِيلُ ثبتَتْ فيه الياءُ على غيرِ قِياس قاله ابنُ سِيدَه . ووقَع في التهذيب : دَخالِيلُ . دُخَّلٌ : ع قُربَ المَدينةِ على ساكِنها أفضلُ الصَّلاةِ والسلام قاله نَصْرِّ بينَ ظَلِمٍ ومِلْحَتَيْنِ . الدِّخالُ ككِتابٍ في الوِرْدِ : أن تُدْخِلَ بَعيراً قد شَرِب بينَ بَعِيرَيْن لم يشرَبا ليشرَبَ ما عَساهُ لم يكن شَرِبَ . وقيل : هو أن تَحمِلَها على الحَوضِ بمَرَّة عِراكاً قال أُمَيَّةُ الهُذَلِي :
وتُلْقِى البَلاعِيمَ في جَردِهِ ... وتُوفي الدُّفُوفَ بِشُرْبٍ دِخالِ وقال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ وفي التهذيب : وإذا وَرَدت الإِبلُ أَرْسالاً فشَرِبَ منها رَسَلٌ ثم وَرَد رَسَلٌ آخَرُ الحوضَ فأدخِلَ بعير قد شَرِب بينَ بَعيرَيْن لم يشرَبا فذلك الدِّخالُ وإنما يُفْعلُ ذلك في قِلَّةِ الماءِ قاله الأصمَعيُّ . وقال اللَّيث : الدِّخالُ في وِرْدِ الإِبِل : إذا سُقِيَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً حتّى إذا ما شَرِبَتْ جميعاً حُمِلَتْ على الحوضِ ثانيةً لتَستَوفي شُربَها . والقولُ ما قاله الأصمَعِيّ . الدِّخالُ : ذَوائِبُ الفَرَسِ لتَداخُلِها ويُضَم كما في المحكَم . الدِّخالُ مِن المَفاصِلِ : دُخولُ بعضِها في بعضٍ قال العَجّاج :
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْرَجَا كالدَّخِيلِ كذا في النسَخ . وفي المحكَم : تَداخُلُ المَفاصِلِ ودِخالُها ولم يذكر الدَّخِيلَ فتأمَّل . والدِّخْلَةُ بالكسر : تَخْلِيطُ ألوانٍ في لَونٍ كذا نَصُّ المحكَم ونَصُّ التهذيب : الدِّخْلَةُ في اللَّون : تَخلِيطٌ مِن ألوانٍ في لَونٍ . قلت : وهكذا هو في العَينْ . قال ابنُ درَيد : هو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَلِ : أي حَسَنُ المَذْهَب في أُمورِه وهو مَجازٌ . قال ابنُ السِّكِّيت : الدَّوْخَلَّةُ بالتشديد وتُخَفَّف : سَفِيفَةٌ تُنْسَج من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمرُ . ونَصُّ ابنِ السِّكِّيت : يُجْعَلُ فيه الرُّطَبُ والجَمْع : الدَّواخِيلُ قال عَدِيُّ ابن زَيد :
بَيتَ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّهُ ... فِيه ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ الدَّخُولُ كقَبُولٍ : ع في دِيار بني أبي بكر بن كِلاب يُذكَر مع حَومَل قال امرؤ القَيس :
" بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والداخِلُ : لَقَبُ زُهَير بنِ حَرامٍ الشاعرِ الهُذَلِي أخي بني سَهْم بن معاويةَ بن تَمِيم . وابنه عَمرو بن الداخِل شاعرٌ أيضاً . والدَّخِيلِيُّ كأَمِيرِيِّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ وكذلك الأَهِيلِيُّ عن ابنِ الأعرابيّ وأنشد قولَ الراعِي الذي قدَّمناه سابقاً فقال : الدَّخِيلِيُّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ يُعلَّقُ في عُنقِه الوَدَعُ فشُبهه الوَدعُ في الرَّحْل بالوَدَع في عُنُقِ الظَّبي . يقول : جَعَلْنَ الوَدْعَ مُقَدَّمَ الرَّحْل . وهناك قولٌ ىخَرُ لأبي نصر تقدَّم ذكرُه وقد غَلِط المصنِّف فيه . دَخْلَةُ كحَمزَةَ : ة كثيرةُ التَّمْرِ قال نَصرٌ : أظنُّها بالبَحْرَين . قال أبو عمرو : الدَّخْلَةُ : مَعْسَلَةُ النَّحْلِ الوَحْشِيَّة . وهَضْبُ مَداخِلَ وفي العُباب : هَضْبُ المَداخِل : مُشْرِفٌ على الرَّيّانِ شَرْقِيَّه . قال ابنُ عَبّاد : الدِّخْلِلُ كزِبْرِجٍ : ما دَخَلَ مِن اللَّحم بينَ اللَّحم . وفي بعض النسَخ : ما دَخَل مِن الشَّحْم ونَصُّ المُحِيط ما قدَّمْناه . والدُّخَيلِياءُ بالضمّ مَمدُوداً : لُعبَةٌ لَهُم أي للعَرب كما في العُباب . والمُتَدَخِّلُ في الأُمورِ : مَن يَتكلَّفُ الدُّخولَ فيها وهو القِياسُ في باب التَّفَعُّل . الدُّخَّلَة كقُبَّرةٍ : كُل لَحْمةٍ مُجتَمِعةٍ نقله الصاغاني . ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ : عَفِنةُ الجَوفِ قد أصابها دَخَلٌ . والمَدْخُولُ : المَهْزُولُ والداخِلُ في جَوفِه الهُزال يقال : بَعِيرٌ مَدْخُولٌ وفيه دَخَلٌ بَيِّنٌ مِن الهُزال . المَدْخُولُ : مَن في عَقْلِه دَخَلٌ أو في حَسَبِه . وقد دُخِلَ كعُنىَ وقد تقَدّم
ومما يُسْتَدرَك عليه :الدُّخْلُ بالضَّمِّ والدُّخْنُ : الجاوَرْسُ . وفُلانٌ حَسَنُ المَدْخَلِ والمَخْرَج : أي حَسَنُ الطَّرِيقةِ مَحمودُها . والدَّخِيلُ : فَرَسٌ بينَ فَرسيْن في الرِّهان كما في العُباب . والدَّخِيلُ : الضَّيفُ لدُخولِه على المَضِيفِ كما في المحكَم ومنه قول العامَّة : أنا دَخِيلُ فُلانٍ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الدخْلُلُ والدُّخَّالُ والدَّاخِلُ : كُلُّه دُخَّالُ الأذنِ قال الأزهريّ : وهو الهِرْنِصانُ . وقال السُكّريُّ في شَرح قول الراعِي السابقِ : دَخِيلِيٌّ : خَيلٌ كان يُقال لها : بَناتُ دَخِيلٍ . وبعضُهم يَروِيه : دَخُولِي أي : مِن ظَبيٍ مِن الدَّخُول . وتَداخُلُ الأُمورِ ودِخالُها : تَشابُهُها والتِباسُها ودُخولُ بعضِها في بَعض . وإذا ائتُكِل الطَّعامُ سُمِّيَ مَدخُولاً ومَسْرُوفاً . وناقَةٌ مُداخَلَةُ الخَلْقِ : إذا تَلاحَكَتْ واكْتَنَزَتْ واشتدَّ أسْرُها . وقولُ ابنِ الرَّقاع :
فرَمَى به أدْبارَهُنَّ غُلامُنا ... لمّا اسْتَتَبَّ به ولم يَستَدْخِلِ يقول : لم يَدخُلِ الخَمَرَ فيَخْتِلِ الصَّيدَ ولكنه جاهَرها . والدُّخْلَلُون : الأَخِلاَّءُ والأَصْفِياءُ ومنه قولُ امرئ القَيس :
" ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إذ غَدَرُوا هم الخاصَّةُ هنا وأيضاً : الحُشْوَةُ الذين يدخُلون في قَومٍ وليسوا منهم فهو من الأضداد قاله الأزهريّ . ودَخَّلَ التَّمرَ تَدْخِيلاً : جَعَله في الدَّوْخَلَّة . وتَداخَلَنى منه شيء . وذاتُ الدّخُولِ كصَبُورٍ : هَضبة في ديارسُلَيم . ومَحلَّةُ الداخِلِ بالغَربيَّة مِن مِصْرَ وقد ذُكِرت في ح - ل - ل " . والمَدْخُولُ : الدَّخْل . والمُداخِلُ : هو الدُّخْلَلُ في الأُمور . والدَّخَّالُ كشَدَّادٍ : الكثيرُ الدُّخُولِ . والداخِلُ : لَقَبُ عبد الرحمن بن معاوِيةَ بن هِشام لأنه دخَل الأندَلُسَ وتملَّك ولدُه بها . وأبو يعقوب يوسفُ بن أحمد بن الدَّخِيلِ كأَمِيرٍ مُحدِّثٌ . ودَخِيلُ بنُ إياس بن نُوح بن مُجَّاعَةَ بن مُرارَةَ الحَنَفِي مِن أتباع التابِعين ثِقَةٌ بن أهلِ اليَمامَةِ . ودَخِيلُ بن أبي الخَليل صالحِ بن أبي مريم يَروِي عن يَحيى بنِ مَعِين ويقال فيه : دُخَيلٌ كزُبَيرٍ كما في العُباب . قلت : وهو تابِعِيٌّ ضُبَعِيٌّ من أهل البَصرة روى عن أبي هُرَيرة وعنه مَطَرٌ الوَرَّاقُ ذكره ابن حِبّان . ففي كَلامِ الصاغاني نَظَر ظاهِرٌ . ودخَلَ بامرأته : كِنايَةٌ عن الجِماع وغَلَب استعمالُه في الوَطْء الحَلال والمرأةُ مَدْخُولٌ بها . قلت : ومنه الدخْلَةُ : للَيلةِ الزِّفافِ
دُرُسْتُ بضمَّتيْنِ وسكون : أَهمله الجماعةُ . ودُرُسْت بنُ رِباطٍ ككِتاب الفُقَيمِيُّ : شاعِرٌ وابْنُه زِيادٌ هكذا في النُّسخ والصوابُ : وابنُ زِيادٍ كُنيتُه أَبو الحسنِ ويُقال : أَبو يحيى نفاض الخَزْرَوِيّ عن جعفر بن الزَّبَيْر وعليّ بن زيدِ بن جُدْعَانَ وعنه أَبو كاملٍ الجَحْدَرِيُّ وغيرُه كذا في حاشية الإِكمال يقال هو ضعِيفٌ . وقال أَبو زُرْعَة : واهٍ . وابْنُهُ يَحْيَى بْنُ دُرُسْت بنِ زِيادِ شيخُ التِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ . وابْنُ ابْنِهِ زَكريَّا بنُ يَحْيَى بنِ دُرُسْت بنِ زيادٍ عن هِشامِ بن عَمَّار وغيرِه . دُرُسْتُ بن حَمزة وابْنُ حَكِيمٍ مُكبَّرًا يَرْوِي عن التابِعين . دُرُسْتُ بنُ سَهُلٍ عن سَهْلِ بنِ عُثْمانَ العَسكريّ . دُرُسْتُ بْنُ نَصْرٍ الزاهِدُ مات سنة 241 ، وهو شيخٌ لاِبْنِ مخلد . وإِبراهيمُ بنُ جَعْفرٍ بنِ دُرُسْت التُّسْتَرِيّ . شيخٌ لاِبن المقري . وفاته : دُرُسْتُ بنُ حَمْزة عن مَطرٍ الوَرّاق قال الدّارَقُطْنِيُّ : ضعيفٌ . ودُرُسْتُ عن أَبي أَيُّوبَ ثِقةٌ . ودُرُسْتُ بنُ اللَّجْلاج العَبْدِيّ عن رَوْح بن عبد المُؤْمن . وجعْفرُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ عن ابن المَدِينيّ وابنه أَبو محمّد عبد الله بن جفعر رَوى عن يعقوبَ بنِ سُفيانَ الفَسَويّ مُحدِّثُون . وأَبو أَحمد عبدُ الحميد بن محمّد بن الحسين بن عبد الله السّمْسار الدُّرُسْتويّ لأَنّ جدّه عُرَف بابن غُلامِ دُرُسْتَوَيْه بَلْخِيُّ الأَصلِ سكنَ بَغدادَ وروى عن لُوَيْنٍ وغيرِه . " تُوفِّيَ سنة 318 "
دَرَسَ الشيْءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً بالضّمّ : عَفَا . ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ دَرْساً : مَحَتْه إِذا تَكَرَّرَتْ عليه فعَفَّتْه . لازِمٌ مُتَعَدٍّ . ودَرَسَهُ القَوْمُ : عَفَّوْا أَثَرَه . ومِن المَجَازٍِ : دَرَسَتِ المَرْأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً الفَتْح ودُرُوساً بالضّمّ : حاضَتْ . وخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ به حَيْضَ الجَارِيةِ . وهي دَارِسٌ مِنْ نِسُوَةٍ دُرَّسٍ ودَوَارِسَ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الكِتَابَ يَدْرُسُه بالضَّمّ ويَدْرِسُه بالكَسْر دَرْساً بالفَتْحِ ودِرَاسَةً بالكَسْرِ ويُفْتَحُ ودِرَاساً ككِتَابٍ : قَرَأَه . وفي الأَساس : كَرَّرَ قِرَاءَتَه في اللِّسَان ودارَسَهُ من ذلِكَ كأَنَّه عانَدَه حَتّى انْقَادَ لِحِفْظِهِ . وقال غيرُه : دَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُه دَرْساً : ذَلَّلهُ بكَثْرة القِرَاءَةِ حَتّى خَفَّ حِفْظُه عليهِ من ذلِك كأَدْرَسَه
عن ابنِ جِنِّى قال : ومن الشّاذّ قِرَاءَةُ أَبي حَيْوَةَ : وبِمَا كُنْتُمْ تَدْرِسُونَ أَي مِنْ حَدِّ ضَرَبَ
وَدَرَّسهُ تَدْرِيساً . قال الصاغانِيُّ : شُدِّد للمُبَالَغة ومنه مُدَرِّسُ المَدْرَسَة . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : دَرَسَ الكِتَابَ ودَرَّسَ غَيْرَه : كَرَّرَه عن حِفْظ
ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الجَارِيَةَ : جَامَعَهَا . وفي الأَسَاس : دَرَسَ المَرأَةَ : نَكَحَها . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا دَرْساً ودِرَاساً : داسَهَا . قال ابنُ مَيَّادةَ :
هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بِالرُّسْتَاقْ ... سَمْرَاءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ هكذا أَنْشَدَهُ . قال الصّاغَانِيُّ : وليس لابنِ مَيَّادَةَ على القاف رَجَزٌّ . ودَرَسَ الطعامَ : داسَهُ يَمَانِيَةٌ وقد دُرِسَ إِذا دِيسَ والدِّرَاسُ : الدِّرَياسُ بلُغَة أَهلِ الشّامِ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ البَعِيرُ يَدْرُسُ دَرْساً : جَرِبَ جَرَباً شَدِيداً فقُطِرَ قال جَرِيرٌ :
رَكِبَتْ نَوارُ كُمُ بَعِيراً دَارِساً ... فِي السُّوقِ أَفْضَحَ راكِبٍ وبَعِيرِ قال الأَصْمَعِيُّ : إِذا كَانَ بالبَعير شَيْءٌ خَفِيفٌ مِن الجَرَبِِ قيل : بِه شيءٌ من الدَّرْسِ . والدًّرْسُ : الجَرَبُ أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه . قال العَجَّاج :
يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ
" مِنَ الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ . وقيل : هو الشَّيْءُ الخَفِيفُ مِن الجَرَبِ . وقيل : مِنَ الجَرَبِ يَبْقَى في البَعِيرِ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الثَّوْبَ يَدْرُسُه دَرْساً : أَخْلَقَه فدَرَسَ هُوَ دَرْساً : خَلَقَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ قال أَبو الهَيْثَم : هو مأْخُوذٌ مِن دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوساً ودَرَسَتْه الرِّيحُ . ومن المَجَازِ : أَبو دِرَاسٍ : فَرْجُ المرأَة وفي العُبَاب : أَبُو أَدْراسٍ . قال ابنُ فارِسٍ : أُخِذَ من الحَيْضِ . والمَدْرُوسُ : المَجْنُونُ . ويُقال : هو مَنْ بِه شِبْهُ جُنُونٍ . وهو مَجَازٌ . والدُّرْسُةُ بالضَّمِّ : الرِّيَاضَةُ قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى :
" وَفِي الْحِلْم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْسَةٌوَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ والدَّرْسُ بالفَتْح : الطَّرِيقُ الخَفِيُّ كأَنّه دُرِسَ أَثَرُه حَتَّى خَفِيَ . والدِّرْسُ بالكسر : ذَنَبُ البَعِيرِ ويُفْتَحُ كالدَّرِيسِ كأَمِيرٍ . وفي التَّكْمِلَةِ : كالدَّارِسِ . والدِّرْسُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ كالدَّرِيسِ والمَدْرُوسِ : ج : أَدْرَاسٌ ودِرْسانٌ وفي قَصِيدِ كَعْبٍ :
" مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ وقال المُتَنَخِّلُ :
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْةِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لَهَا بِعَضاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُوقَتَل رجُلٌ فِي مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِيسَه فأَمَر بقَتْلِه فقَالَ : أَيَقْتُلُ المَلِكُ جارَه ويُضَيَّعِ ذِمَارَه ؟ قَال : نعمْ إِذا قَتَلَ جَلِيسَه وخَضَبَ دَرِيسَه أَي بِسَاطَه . وإِدْرِيسُ النّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ليس مُشْتَقّاً من الدِّرَاسَةِ في كتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ كما تَوَهَّمْه كَثِيرُونَ ونَقَلُوه ؛ لأَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ واسمُه خَنُوخُ كصَبُور . وقِيلَ : بفَتح النُّونِ . وقِيلَ : بل الأُولَى مُهْمَلَةٌ . وقال أَبو زكَرِيّا : هي عِبْرَانِيَّة وقال غيرُه : سُرْيانِيّة . أَوْ أَخْنُوحُ بحاءٍ مهمَلة كما في كُتُب النَّسَب ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ هكذا والأَكثرُ الأَوَّلُ . وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ عليهِ السَّلامُ بمائةِ سَنَةٍ وهو الجَدُّ الرابِعُ والأَرْبُعُونَ لسيِّدنا رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ على ما قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِيّ في لمُقَدِّمة الفاضِلِيَّةِ . وقالَ ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة : وهو اسمٌ أَعْجَمِيٌّ لا يَنْصَرِفُ للعَلمِيَّة والعُجْمَة . وقيل : إِنَّمَا سُمِّيّ به لكَثْرَةِ دَرْسِه ليكونَ عَرَبِيًّا . والأَوَّلُ أَصَحُّ . وقال ابنُ الجَوّانِيِّ : سُمِّيَ إِدْرِيسَ ؛ لِدَرْسِه الثَّلاثِينَ صَحِيفَةً التي أُنْزِلَتْ عليه . هذا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب . وكونُه أَحَدَ أَجدادِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم هو الَّذِي نَصَّ عليه أَئمَّةُ النَّسَبِ كشَيْخِ الشَّرَفِ العُبَيْدلِيّ وغيرِه . وصرَّح السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض أَنَّه ليسَ بجَدٍّ لنُوحٍ ولا هُوَ في عَمُود النَّسَب . قال : كذلِكَ سَمِعْتُ شيخَنَا أَبا بَكْرِ ابنَ العَرَبِيّ يقولُ ويَسْتَشْهِدُ بحَدِيثِ الإِسراءِ . قال له حِينَ لَقِيَه : مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح . قال : والنَّفْسُ إِلى هذا القَوْلِ أَمْيَلُ . وأَبُو إِدْرِيسَ : كُنْيَةُ الذَّكَر . ومِنَ المَجَازِ : في الحَدِيث : حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ وهو بالكسرِ : المَوْضِعُ الذي يُدْرَسُ فِيهِ كِتَابُ اللهِ ومنه مِدْرَاسُ اليَهُودِ قال ابنُ سِيدَه : ومِفْعَالٌ غَرِيبٌ في المَكَانِ . والدِّرْوَاسُ بالكَسْر : عَلَمُ كَلْبٍ قال الشّاعِرُ :
" أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ قال : هذا كلْبٌ قد ضَرِيَ في زِقَاقِ السَّمْنِ ليأْكلَهَا فأَعَدَّ له كَلْباً يُقَال له : دِرْواسٌ . وأَنشد السِّيرافِيُّ :
" بِتْنَا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنَاعِنْدَ النَّدُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ والدِّرْوَاسُ : الكَبِيرُ الرَّأْسِ مِنَ الكِلاَبِ كذا في التَّهْذِيب . والدِّرْوَاسُ : الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِيظُ العُنُقِ . وقال الفَرَّاءُ : الدَّرَاوِسُ : العِظَامُ مِن الإِبل . وَاحِدُهَا : دِرْوَاسٌ . والدِّرْوَاسُ : الشُّجَاعُ الغَلِيظُ العُنُقِ . والدِّرْوَاسُ : الأَسَدُ الغَلِيظُ وهو العَظِيمُ أَيضاً . وقيل : هو العَظِيمُ الرَّأْسِ وقيل : الشَّدِيدُ عن السِّرَافِيِّ كالدِّرْياسِ باليّاءِ التَّحْتِيَّة وهو في الأَصلِ : دِرْوَاسٌ قَلِبَت الواوُ ياءً . وفي التَّهْذِيبِ : الدِّرْيَاسُ باليّاءِ : الكَلْبُ العَقُورُ . وفي بَعْض النُّسَخ : كالدِّرْبَاس بالموحَّدَة . وبكُلِّ ذلك رَوِيَ قولُ رُؤْبَةَ السابِقُ في د ر ب س
ومن المَجاز : المُدَرِّسُ كمُحَدِّثٍ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ الدَّرْسِ أَي التِّلاَوَةِ بالكِتَابة والمُكَرِّر له ومنه مُدَرِّسُ المَدْرَسَةِ . ومِن المَجَازِ : المَدَرَّسُ كمُعَظَّمٍ : المُجَرَّب كذا في الأَساس وفي التكملة : المُدَرَّب . ومِن المَجَازِ : المُدَارِسُ : الذِي قَارَفَ الذُّنُوبَ وتَلَطَّخ بِهَا من الدَّرْسِ وهو الجَرَبُ . قال لَبِيدٌ يذكُرُ القِيامَةَ :
يَوْمَ لا يُدْخِلُ المُدَارِسَ في الرَّحْ ... مَةِ إِلاَّ بَرَاءَةٌ واعْتِذَارُوهو أَيضاً : المُقَارِئُ الذي قَرَأَ الكُتُبِ . والمُدَارَسَةُ والدِّرَاسَةُ : القِرَاءَةُ ومنه قولُه تعالَى : " وَلَيقُولُوا دَارَسْتَ " في قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ وأَبِي عَمْرٍو وفسَّرَه ابنُ عبّاسٍ رضي اللهُ عَنْهُما بقوله : " قَرَأْتَ على اليَهُودِ وقَرَؤُوا عَلَيْكَ " وبه قَرَأَ مُجَاهِدٌ وفَسَّره هكذا . وقرأَ الحَسَن البَصْريُّ : دَارَسَتْ بفتح السين وسكونِ التاءِ وفيه وَجْهَانِ أَحدُهما : دَارَسَتِ اليَهُودُ محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم . والثاني : دَارَسَتِ الآيَاتُ سَائِرَ الكُتُبِ أَيْ ما فيها وطَاوَلَتْهَا المُدَّةَ حتَّى دَرَسَ كُلُّ وَاحِدٍ منها أَي مُحِيَ وَذَهَبَ أَكْثَرُه . وقرأَ الأَعْمَشُ : دَارَسَ أَي دَارَسَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم اليَهُودَ . كذا في العُبَابِ . وقَرِئَ : دَرَسْتَ أَي قَرَأْتَ كُتُبَ أَهْلِ الكِتَابِ : وقيل : دَارَسْتَ : ذاكَرْتَهُم . وقال أَبو العَبّاس : دَرَسْتَ أَي تَعَلَّمْتَ . وقَرِئَ : دَرُسُتْ ودَرَسَتْ أَي هذِه أَخْبَارٌ قد عَفَتْ وانمَحَتْ . ودَرُسَتْ أَشَدَّ مُبَالَغةً . وقال أَبُو العَبّاسِ : أَي هذا الَّذِي تَتْلُوه علينا قد تَطَاوَلَ ومَرَّ بِنا . وانْدَرَسَ الرَّسْمُ : انْطَمسَ . ومِمَّا يُسْتَدْرك عليه : دِرْعٌ دَرِيسٌ أَي خَلَقٌ وهو مَجَازٌ . قال الشاعِر :
مَضَى ووَرِثْنَاهُ دَرِيسَ مَفَاضَةٍ ... وأَبْيَضَ هِنْدِيًّا طَوِيلاً حَمائِلُهْ وسَيْفٌ دَرِيسٌ ومِغْفَرٌ دَرِيسٌ كذلك . ودَرَسَ الناقَةَ يَدْرُسُها دَرْساً : ذَلَّلها ورَاضَهَا . والدِّرَاسُ : الدِّيَاسُ . والمِدْرَاسُ والْمِدْرَسُ بالكَسْر : المَوضع يُدْرَس فيه . والمِدْرَسُ أَيضاً : الكِتَابُ . والمِدْراسُ : صاحِبُ دِرَاسَةِ كُتُبِ اليهودِ . ومِفْعَلٌ ومِفْعَالٌ من أَبنية المبالَغَة . ودارَسْتُ الكُتُبَ وتَدَارَسْتُهَا وادَّارَسْتُهَا أَي دَرَسْتُها . وتَدَارَسَ القرْآنَ : قرأَه وتَعَهَّدَهُ ؛ لِئلاَّ يَنْسَاهُ وهو مَجَازٌ . وأَصْل المُدَارَسَةِ : الرِّياضةُ والتعهُّدُ للشّيْءِ . وجَمْعُ المَدْرَسَةِ المَدَارِسُ . وفِرَاشٌ مَدْرُوسٌ : مُوَطَّأٌ مُمَهَّدٌ . والدَّرْسُ : الأَكلُ الشَّدِيدُ . وبَعِيرٌ لم يُدْرَسْ : لم يُرْكَبْ . وتَدَرَّسْتُ أَدْرَاساً وتَسَمَّلْتُ أَسْمَالاً . ولَبِسَ دَرِيساً وبَسَطَ دَرِيساً : ثَوْباً وبِسَاطاً خَلَقاً . وطَرِيقٌ مَدْرُوسٌ : كَثُرَ طارِقوه حتَّى ذَلَّلوه . ومَدْرَسَةُ النَّعَمِ : طَرِيقُهَا . وكلُّ ذلِك مَجَازٌ . وأَبو مَيْمُونَةَ دَرَّاسُ بنُ إِسْمَاعِيلَ كشَدَّادٍ المَدْفُون بفاسَ له رِوَايةٌ . والإِدْرِيسِيُّون : بَطْنٌ كبِيرٌ من العَلَوِيّة بالمَغْرِب منهم ملوكُهَا وأُمَرَاؤُهَا ومُحَدِّثوهَا . وشَبْرَى دَارِس : من قُرَى مِصْرَ وهي مَنْيَةُ القَزَّازِينَ