الإِشْفَى بكَسْرِ الْهَمْزَةِ وفَتْح الْفَاءِ : الإِسْكَافُ هكذا وَقَعَ في سَائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ ظاهِرٌ وهكَذا وَقَعَ في نُسَخِ العُبَابِ أَيضاً والصَّوابُ لِلإِسْكَافِ أَي مِخْيَطٌ له ومُثْقَبٌ كما هو في نُسَخِ الصِّحاح وقد أَعادَهَا المُصَنِّفُ في المُعَتَلِّ أَيضاً إِشارَةً إِلَى أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَيْنِ وفَسَّرَهَا عَلَى الصَّوَابِ فعُلِمَ مِن ذلِك أَنَّ الذي هنا غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ
وقال الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ : هو فِعَلَى وج : الأَشَافِي وقال ابنُ بَرِّيّ : صَوَابُه إِْفَعُل والهمزةُ زائدَةٌ وهو مُنَوَّنٌ غيرُ مَصْرُوفٍ . قلتُ : وسيأْتي في المُعْتَلِّ إِن شاءَ اللهُ تعالى
الشَّفُّ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ : الثَّوْبُ الرَّقِيقُ : ج شُفُوفٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ أَبي زَيْدٍ ومن أَبْيَاتِ الكِتَابِ :
لَلُبْسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عَيْنِي ... أَحَبُّ إلي مِن لُبْسِ الشُّفُوفِ قال الكِسَائِيُّ : شَفَّ الثَّوْبُ يَشِفُّ بالكَسْرِ شُفُوفاً بِالضَّمِّ وشَفِيفاً كَأَمِيرٍ : رَقَّ فَحَكَى مَا تَحْتَهُ ونَصُ الصِّحاحِ : حتى يُرَى ما خَلْفَهُ وفي حديثِ عُمَرَ - رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُ - ( لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكم الكَتَّانَ أَو القَبَاطِي فإِنَّه لا يَشِفَّ فإِنَّه يَصِفُ ) والمَعْنَى أَنَّ القَبَاطِيَّ ثِيَابٌ رِقَاقٌ غيرُ صَفِيقَةِ النَّسْجِ فإِذَا لَبِسَتْهَا المَرْأَة لَصِقَتْ بأَرْاَدفِهَا فوَصَفَتْهَا فنَهَي عن لُبْسِهَا وأَحَبَّ أَنْ يُكْسَيْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ
والشَّفُّ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ : الرِّبْحُ والْفَضْلُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الكَسْرِ وفي اللِّسَانِ : وهو المعروفُ وفي اللِّسَانِ : وهو المعروفُ وفي الحديثِ : ( نَهَى عنِ شَفِّ ما لم يُضْمَنْ أَي : عن رِبْحِهِ
قال ابنُ السِّكِّيت : الشِّفُّ أَيضاً : النُّقْصَانُ فهو ضِدٌّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ يقال : هذا دِرْهَمٌ يَشِفٌّ قليلاً أي : يَنْقُص
قد شَفَّ يَشِفُّ شَفّاً : زَادَ ونَقَصَ ومن الأَوَّلِ حديثُ الصَّرْفِ : ( فشَفَّ الخَلْخَالاَنِ نَحْواً مِن دَانِقٍ فَقَرَضَهُ ) قال شَمِرٌ : أَي زادَا
وشَفَّ الشَّيْءُ يَشِفُّ : إِذا تَحَرَّكَ
قال : وشَفَّ جِسْمُهُ يَشِفُّ شُفُوفاً : إِذا نَحَلَ مِن هَمٍّ ووَجْدٍ
وشَفَّهُ الْهَمُّ : هَزَلَهُ يَشِفُّه شَفًّا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وزادَ غيرُه : وأَضْمَرَهُ حتى دَقَّ ومنه قَوْلُ العَرْجِىِّ :
إِنِّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فأَحْرَجَنِي ... حتى بَلِيتُ وحتى شَفَّنِي السَّقَمُ
وفي المُحْكَمِ : شَفَّةُ الحُزْنُ والحُبُّ يَشِفُّه شَفّاً وشُفُوفاً : لَذَعَ قَلْبَهُ وقيل : أَنْحَلَهُ وقيل : أَذْهَبَ عَقْلَهُ
ويُقَال : شَفَّهُ الحَزَنُ : إِذا أَظْهَرَ ما عندَه مِن الجَزَعِ
والشَّفِيفُ كَأَمِيرٍ : البَرْدُ وقيل : لَذْعُ الْبَرْدِ وبه فُسِّرَ قَوْلُهم : وَجَدَ في أَسْنَانِهِ شَفِيفاً وقال صَخَرُ الْغَىِّ الهُذَلِيُّ :
ومَاءٍ وَرَدْت علَى زَوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا وقال آخَرُ : ونَقْرِى الضَّيْفَ مِنْ لَحْمٍ غَرِيضٍ إِذَا مَا الْكَلْبُ أَلْجَأَهُ الشَّفِيفُ والشَّفِيفُ أَيضاً : مَطَرٌ فِيهِ بَرَدٌ أَو هو الرِّيحُ الْبَارِدَةُ فيها نَدىً عن ابنِ دُرَيْدٍ كَالشَّفْشَافِ وهي الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ البَرْدِ
الشَّفِيفُ أَيضاً : شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ وهو مع قَوْلِهِ : شِدَّةُ لَذْعِ البَرْدِ ضِدٌّ
الشَّفِيفُ والطَّفِيفُ : الْقَلِيلُ كَالشَّفَفِ مُحَرَّكَةً نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ
وَثَوْبٌ شَفْشَافٌ : لَمْ يُحْكَمْ عَمَلُهُ . والشُّفَافَةُ كَكُنَاسَةٍ : بَقِيَّةُ الْمَاءِ في الإِنْاءِ وكذا بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فيه قال ابنُ الأَثِيرِ : وذكَرَ بعضُ المُتَاَخِّرِينَ أَنَّه رُوِيَ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ قال الصَّاغَانِيُّ : وقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ :
شُفافَ الشَّفا أَو قَمْسَةَ الشَّمْسِ أَزْمَعا ... رَوَاحاً فمَدّا مِنْ نَجَاءٍ مُناهِبِ أَرادَ : بَقيَّةَ النَّهَارِ
والشَّفَاشِفُ : شِدَّةُ الْعَطَشِ
الشَّفَّانُ : الرِّيحُ الباردةُ مَعَ مَطَرٍ يُقَالُ : هذه غَدَاةٌ ذَاتُ شَفَّانٍ أي : ذاتُ بَرْدٍ ورِيحٍ وكذا قَوْلُهُم : إِنَّ في لَيْلَتِنَا هذه شَفَّاناً شَدِيداً أي : بَرْداً قال :
" إِذَا اجْتَمَعَ الشَّفَّانُ والْبَلَدُ الْجَدْبُ وقال عَدِيُّ بنُ زيدٍ العِبَادِيُّ :
في كِنَاسٍ ظَاهِرٍ يَسْتُرُهُ ... مِن عَلُ الشَّفَّانَ هُدَّابُ الْفَنَنْ أي : مِن الشَّفَّان ويُرْوَي : مِن عَرَا الشَّفَّانِ وقال رُؤُبَةُ :
" أَنْتَ إِذا مَا انْحَدَرَ الخَشِيفُ
" ثَلْجٌ وشَفَّان له شَفِيفُ وأَشْفَفْتُهُمْ : فَضَّلْتُهُمْ يُقَال : أَشَفَّ عليه : إذا فَضَلَهُ وفَاقَهُ وأَشَفَّ فُلانٌ بَعْضَ وَلَدِهِ علَى بَعْضٍ : أي فَضَّلَهُ . واشْتَفَّ الْبَعِيرُ الْحِزَامَ كُلَّهُ مَلأَهُ واسْتوْفَاهُ واسْتَغْرَقَهُ حتى لم يَفْضُلْ منه شَيْءٌ يُقَال ذلك إذا كان البَعِيرُ عَظِيمٍَ الجُفْرَةِ قال كعبُ ابنُ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه يَصِفُ بَعِيراً ويُرْوَي لأَبيه زُهَيْرٍ وهو موجودٌ في ديوانَيْ أَشْعَارِهما :
له عُنُقٌ تُلْوِى بما وُصِلتْ بِهِ ... ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كُلَّ ظِعَانِ وهو حَبْلٌ يُشَدُّ به الهَوْدَجُ علَى البَعِيرِ وقيل : يَشْتَفَّانِ أَي : يَغُولانِ النِّسْعَةَ ويَغْتَرِقانِهَا لِعِظَمِ أجْوَافِهما
اشْتَفَّ مَا فِي الإِنَاءِ كُلَّهِ : أَي شَرِبَهُ كُلَّهُ حتى الشُّفَافَةَ ولا يَخْفَى أَنَّ لَفْظَةَ كُلّه الأُولَى لا حاجَةَ إِليها ومنه حديثُ أُمِّ زَرْعٍ : ( وإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ ) وفي وَصاةِ بعضِ العَرَبِ لابْنِهِ : أَقْبَحُ طَاعِمٍ المُقْتَفُّ وأَقْبَحُ شَارِبٍ المُشْتَفُّ واسْتَعَارَه عبد اللهِ بنُ سَبْرَةَ الْجُرَشِيُّ في المَوْتِ فقال :
" سَاقَيْتُهُ الْمَوْتَ حتَّى اشْتَفَّ آخِرَهُفَمَا اسْتَكَانَ لِمَا لاَقَى ولا ضَرَعَا أي : حتى شَرِبَ آخِرَ المَوْتِ وإِذا شَرِبَ آخِرَهُ فقد شَرِبَ كُلَّهُ . كَتَشَافًّ ومنه المَثَلُ : ( ليس الرِّيُّ مِنَ التَّشَافِّ ) أَي : ليس الرِّيُّ عن أَنْ يَتْشَفَّ الإِنْسَانُ ما فِي الإِنَاءِ بل قد يحصُلُ بدون ذلك يُضْرَبُ في النَّهْىِ عن اسْتِقْصَاءِ الأَمْرِ والتَّمَادِي فيه وقال ابنُ الأعْرَابِيِّ : تَشَافَيْتُ الماءَ : إِذا أَتَيْتَ علَى ما فيه قال ابنُ سِيدَه : وهو مِن مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ لأَنَّ أَصْلَهُ تَشَافَفْتُ
وتَشَافَفْتُهُ ذَهَبْتُ بِشَفِّهِ أَيْ فَضْلِهِوالشَّفْشَفَةُ : الارْتِعادُ والاخْتِلاَطُ مِن شِدَّةِ الغَيْرَةِ
والنَّضْحُ بِالْبَوْلِ ونَحْوِهِ
قال أَبو عمروٍ : الشَّفْشَفَةُ : تَشْوِيطُ الصَّقِيعِ نَبْتَ الأَرْضِ فَيُحْرِقُةُ
أَيضاً : ذَرُّ الدَّوَاءِ علَى الْجُرْحِ
قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : الشَّفْشَفَةُ : تَجْفيِفُ الْحَرِّ والْبَرْدِ الشَّيْءَ كالنَّبَاتِ وغيرِه وقد شَفْشَفَهُ قال ابنُ الرِّقاعِ :
وشَفْشَفَ حَرٌّ القَيْظِ كُلَّ بَقِيَّةٍ ... مِنَ النَّبْتِ إلاَّ سَيْكَرَاناً وحُلَّبَاً والْمُشَفْشَفُ بِالْفَتْحِ والْكَسْرِ الأَخِيرُ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ : السَّخِيفُ السَّيِّءُ الْخُلُقِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ يَصِفُ نِسَاءً :
" مَوَانِعُ لِلأَسْرَارِ إِلاَّ لأَهْلِهَاويُخْلِفْنَ مَا ظَنَّ الْغَيُورُ الْمُشَفْشَفَ وقال سَعْدانُ : المُشَفْشَفَ هنا مَنْ به رِعْدَةٌ واخْتِلاَطٌ غَيْرَةً وإِشْفَاقاً علَى حُرَمِهِ كأَنَّهُ شَفَّتِ الغَيْرَةُ فُؤادَهُ وأَضْمَرَتْهُ وهَزَلَتْهُ وقيل : المُشَفْشَفُ : السَّيِّءُ الظَّنِّ الغَيُورُ
واسْتَشَفَّهُ : نَظَرَ مَا وَرَاءَهُ ومنه قَوْلُهُم للبَزَّازِ : اسْتَشِفَّ هذا الثَّوْبَ أَي : اجْعَلَهُ طَاقَاً وارْفَعْهُ في ظِلٍّ حتى أَنْظُرَ ؛ أَكَثِيفٌ هو أَو سَخِيفٌ ؟ وقول : كتبتُ كِتَاباً فاسْتَشِفَّهُ أي : تَأَمَّلْ ما فيه
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : شَفْشَفَهُ الهَمُّ : هَزَلَهُ وأَضْمَرَهُ حتى دقَّ
وشَفْشَفَ عليه : إِذا أَشْفَقَ فهو مُشَفْشِفٌ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ أيضاً . وشَفَّ الماءَ يَشُفُّه شَفاًّ واسْتَشَفَّهُ : تَقَصَّي شُرْبَه فلَم يُسْئِرْ منه شَيْئاً
والشِّفُّ بالكَسْرِ : الشَّيْءِ اليَسِير
وحُكىَ عن أَبِي زَيْد أَنَّهُ قال : شَفَفْتُ الماءَ إذا أَكْثَرْتَ مِن شُرْبِهِ فلم تَرْوَ
وأَشَفَّ فُلانٌ الدِّرْهَمَ : إذَا زَادَه أو نَقَصَهُ
والشَّفِيفُ كالشَّفِّ يكونُ الزّيادةَ والنُّقْصَانَ وقد شَفَّ عليه يَشِفُّ شُفُوفاً وشَفَّفَ واسْتَشَفَّ
وشَفِفْتُ في السِّلْعَةِ : رَبِحْتُ
وقال قَوْلاً شَفاًّ : أَي فَضْلاً
وفُلانٌ أَشَفُّ من فُلانٍ : أي أَكْبَرُ منه قَلِيلاً
وشَفَّ عنه الثَّوْبُ يَشِفُّ : قَصُرَ
وشَفَّ لك الشَّيْءُ : دام وثَبَتَ
والشَّفَفُ : الخِفَّةُ ورُبَّمَا سُمِّيَت رِقَّةُ الحالِ شَفَفاً وفي الحديث : ( في لَيْلَةٍ ذاتٍ ظُلْمَةٍ وشِفَافٍ ) هو جَمْعُ شَفِيفٍ لِشِدَّةِ البَرْدِ مَعَ المَطَر والرِّيحِ
وفلانٌ يَجدُ في مَقْعَدَتِهِ شَفِيفاً أي وَجَعاً قَالَهُ أبو سعيدٍ
وجَوْهَرٌ شَفّافٌ كشَدّادٍ : يُرَى منه ما وَرَاءَهُ وكذلك ثَوْبٌ شَفّافٌ
والشّشُّف المَهْنَأُ يُقَال : شِفٌّ لك يا فُلانُ : إذا غَبَطْتَهُ بشَيْءٍ قلتَ له ذلك
وتَشَفْشَفَ النَّبَاتُ : أَخَذَ في اليُبْسِ
وقال ابنُ بٌزٌرْجَ : أَشَفَّ الفَمُ يُشِفُّ وهو نَتْنُ رِيحٍ فيه
والشَّفُّ : بَثْرٌ يخرج فيُرْوِحُ
قال : والمَحْفُوفُ مِثْلُ المَشْفُوفِ