معنى أصلاه نارا من الغيرة في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الصَّلاةُ
الرُّكوعُ والسُّجودُ فأَما قولُه صلى الله عليه وسلم لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد
إلا في المسْجِد فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ والجمع صلوات والصلاةُ
الدُّعاءُ والاستغفارُ قال الأَعشى وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها وأَبْرَزَها
وعليها خَ
الصَّلاةُ
الرُّكوعُ والسُّجودُ فأَما قولُه صلى الله عليه وسلم لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد
إلا في المسْجِد فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ والجمع صلوات والصلاةُ
الدُّعاءُ والاستغفارُ قال الأَعشى وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها وأَبْرَزَها
وعليها خَتَمْ وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها وصلى على دَنِّها وارْتَسَمْ قال
دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ والصَّلاةُ من الله تعالى الرَّحمة قال عدي
بن الرقاع صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها وقال
الراعي صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها ليلى وصلى على جاراتِها الأُخَر
وصلاةُ الله على رسوله رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه وفي حديث ابن أَبي أَوْفى
أَنه قال أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
فقال اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى قال الأَزهري هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة
ومنه قوله عز وجل إن اللهَ وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا
صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليماً فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ ومن
الله رحمةٌ وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ وفي
الحديث التحيَّاتُ لله والصَّلوات قال أَبو بكر الصلواتُ معناها التَّرَحُّم وقوله
تعالى إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ أَي يتَرَحَّمُون وقوله اللهم صَلِّ
على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم وتكونُ الصلاةُ بمعنى الدعاء وفي الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم إذ دُعيَ أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ فإن كان مُفْطِراً
فلَيطْعَمْ وإن كان صائماً فليُصَلّ قوله فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ
الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه
الملائكةُ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت عليه
الملائكةُ عَشْراً وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ ومنه قول الأَعشى عليكِ مثلَ الذي
صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي نوْماً فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا معناه أَنه
يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ له ويروى عليكِ مثلُ
الذي صَلَّيت فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ
الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي أَبو العباس في قوله تعالى هو الذي يُصَلِّي
عليكم وملائكتُه فيصلِّي يَرْحَمُ وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات ومن
الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سودَةَ أَنها قالت يا رسولَ الله إذا مُتْنا صَلَّى
لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا فقال لها إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرينَ
قال شمر قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه وكان عثمانُ ماتَ حين قالت
سودَةُ ذلك وأَما قوله تعالى أُولئك عليهم صَلَوات من ربهم ورحمةٌ فمعنى الصَّلوات
ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى وقال الشاعر صلَّى على يَحْيَى وأَشْياعِه ربُّ
كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ ابن الأَعرابي
الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ
والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح
وقال الزجاج الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم يقال قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ ومن
هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ وقال أَهلُ اللغة في الصلاة إنها من
الصَّلَوَيْنِ وهما مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها وأَوَّلُ مَوْصِلِ
الفخذين من الإنسانِ فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ قال الأَزهري
والقولُ عندي هو الأَوّل إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى والصلاةُ من
أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه والصلاةُ واحدةُ الصَّلواتِ المَفْروضةِ وهو
اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر تقول صَلَّيْتُ صلاةً ولا تَقُلْ تَصْلِيةً
وصلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ذكرُ
الصلاةِ وهي العبادةُ المخصوصةُ وأَصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض
أَجزائِها وقيل أَصلُها في اللغة التعظيم وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما
فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى وتقدس وقوله في التشهد الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية
التي يُرادُ بها تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه وأَما قولنا
اللهم صلِّ على محمدٍ فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ
دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ أَجْرهِ
ومَثُوبَتهِ وقيل المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة عليه ولم نَبْلُغ
قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا اللهم صلِّ أَنتَ على محمدٍ
لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به وهذا الدعاءُ قد اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على
غير النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَم لا والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره وقال
الخطابي الصلاةُ التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره والتي بمعنى الدعاء
والتبريك تقالُ لغيره ومنه اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم وبَرِّك
وقيل فيه إنَّ هذا خاصٌّ له ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ وأَما سِواه فلا يجوز له أَن
يَخُصَّ به أَحداً وفي الحديث من صَلَّى عليَّ صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً
أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ وفي الحديث الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ
عليه الملائكةُ وصَلوات اليهودِ كَنائِسُهم وفي التنزيل لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ
وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ قال ابن عباس هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ
الصَّلواتِ وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ قال وقيل
إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين وقيل معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِيمت
الصلواتُ مقامَها كما قال وأُشْرِبُوا في قلوبهمُ العجلَ أي حُبَّ العجلِ وقال
بعضهم تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها وقيل الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ
يُصَلُّون فيه وقال ابن الأَنباري عليهم صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ قال ونَسَقَ
الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ اللَّفظَين وقوله وصَلواتُ الرسول أَي ودَعَواته
والصَّلا وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ وقيل هو ما انْحَدَر من
الوَرِكَيْنِ وقيل هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ والذَّنَب وقيل هو ما عن يمين
الذَّنَبِ وشِمالِه والجمعُ صَلَواتٌ وأَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر
بالأَلف والتاء والمُصَلِّي من الخَيْل الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي
صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق وقال اللحياني إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يجيء
ورأْسُه على صَلا السابقِ وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا مَحالة وهما مُكْتَنِفا
ذَنَبِ الفَرَس فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك المكانِ يقال صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء
مُصَلِّياً وصَلَوْتُ الظَّهْرَ ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو
غيرهِ عن اللحياني قال وهي هُذَلِيَّة ويقال أَصْلَتِ الناقةُ فهي مُصْلِيةٌ إذا
وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها وفي حديث عليّ أَنه قال سبق رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء
الله قال أَبو عبيد وأَصلُ هذا في الخيلِ فالسابقُ الأَولُ والمُصَلِّي الثاني قيل
له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ عند صَلا الأَوّلِ وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ
وشمالهِ ثم يَتْلُوه الثالثُ قال أَبو عبيد ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن
يوثَقُ بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ وما سِوى ذلك إنما
يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع قال أَبو العباس المُصَلِّي في كلام العربِ
السابقُ المُتَقدِّمُ قال وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من الخيلِ وهو السابقُ الثاني
قال ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ المُجَلِّي وللثاني المُصَلِّي وللثالث
المُسَلِّي وللرابع التالي وللخامس المُرْتاحُ وللسادس العاطفُ وللسابع الحَظِيُّ
وللثامن المُؤَمَّلُ وللتاسعِ اللَّطِيمُ وللعاشِرِ السُّكَيْت وهو آخرُ السُّبَّق
جاء به في تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ وصَلاءَةُ اسْمٌ وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ
النُّمَيْرِي أَحدُ القَلْعيْنِ قال ابن بري القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من
بَنِي نُمَيْرٍ وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ
الله بن الحَرِث ابن نُمَيْر وصَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً شَواهُ
وصَلَيْتهُ صَلْياً مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت
ذلك وأَنْت تُريد أَنْ تَشْويَه فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً
كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته بالأَلف إصْلاءً وكذلك صَلَّيْتُه
أُصَلِّيه تَصْلِيةً التهذيب صَلَيْتُ اللَّحْمَ بالتَّخفيفِ على وَجْهِ الصَلاحِ
معناه شَوَيْته فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى وجْهِ الفَسادِ والإحْراق
ومنه قوله فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وقوله ويَصْلَى سَعِيراً والصِّلاءُ بالمدِّ
والكَسْرِ الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ وفي حديث عمر لَوْ شِئْتُ
لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ هو بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ وفي الحديث أَنَّ النبيَّ
صلَّى الله عليه وسلم أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ قال الكسائي المَصْلِيَّةُ
المَشْوِيَّةُ فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ صَلِّيْته
بالتشديد وأَصْلَيْته وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ أَلْقاهُ
لِلإحْراقِ قال أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بَني بَدْرِ تَحِيَّةَ مَنْ
صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ
عَلَيهم وصَلِيَ بالنارِ وصَلِيهَا صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً
واصْطَلَى بها وتَصَلاَّهَا قَاسَى حَرَّها وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ قال أَبو
زُبَيْد فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ
قَرَسِ وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق وفي حديث
السَّقِيفَة أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا النارِ
والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي وأَصْلاهُ النارَ
أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها وصَلاهُ النارَ وفي النَّارِ وعلى النَّار
صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر تَصْلِيَةً وفي التنزيل
العزيز ومَنْ يَفْعَلْ ذلك عُدْواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً ويروى عن
عليّ رضي الله عنه أَنه قَرَأَ ويُصَلَّى سَعِيراً وكان الكسائيُّ يقرَأُ به وهذا
ليسَ من الشَّيِّ إنما هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها وقال ابن مقبل يُخَيَّلُ
فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا يُطَلَّى بِجِصٍّ أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ ومَنْ
خَفَّفَ فهو من قولهم صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً احْتَرَق قال الله
تعالى هم أَوْلَى بَها صُلِيّاً وقال العجاج قال ابن بري وصوابه الزفيان تَاللهِ
لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ لَمَا سَمِعْنَا
لأَمِيرٍ قَاهَا وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها اصْلَوْها أَي قاسُوا
حَرَّها وهي الصَّلا والصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء إذا كَسَرْتَ
مَدَدْت وإذا فَتَحْت قَصَرْت قال امرؤ القيس وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ
نَارِأَهْلِهِ لِيَرْبِضَ فيهَا والصَّلا مُتَكَنَّفُ ويقال صَلَيْتُ الرَّجُلَ
ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه يَصْلاهَا فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً
كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت أَصْلَيْته بالأَلف وصَلَّيْته تَصْلِيَةً
والصِّلاءُ والصَّلَى اسمٌ للوَقُودِ تقول صَلَى النارِ وقيل هُما النارُ وصَلَّى
يَدَهُ بالنارِ سَخَّنَها قال أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ طُروقاً
وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ واصْطَلَى بها اسْتَدْفَأَ وفي التنزيل لعلكم
تَصْطَلُون قال الزجاج جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى
الاصْطِلاءِ وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها لَوَّحَها وأَدارَها على
النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها وفي الحديث أَطْيَبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّةٌ
مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ ويروى بالباء وهو مذكور في موضعه
وفي حديث حُذَيْفَة فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ
وقِدْحٌ مُصَلّىً مَضْبوحٌ قال قيس بن زهير فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ
فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ والمِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد وفي حديث
أَهلِ الشَّام إنَّ للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً والمصالي شبيهة بالشَّرَك
تُنْصَبُ للطَّيْرِ وغيرها قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات
التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها واحِدَتُها مِصْلاة
ويقال صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت حَرَّه وشِدَّتَه
وتَعَبَه قال الطُّهَوِي ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ صَلُوا بالحَرْبِ
حِيناً بَعْدَ حِينِ وصَلَيْتُ لِفُلانٍ بالتَّخفِيفِ مثالُ رَمَيْت وذلك إذا
عَمِلْتَ لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة والأَصلُ في
هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها وصَلَيْتُه وصَلَيْتُ
له مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ مُدُقُّ
الطِّيبِ قال سيبويه إنما هُمِزَت ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا
بالواحِدِ على قولهم في الجمعِ صَلاءٌ مهموزة كما قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة
حينَ جاءَت على مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ وأَما من قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد
على صَلاءٍ أَبو عمرو الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ أَو
هَبِيدٌ الفراء تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً والسَّماءُ سُمِيّاً وسِمِيّاً
وأَنشد أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا يعني الوَتِد ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر
على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ والصَّلايَةُ الفِهْرُ قال أُمَيَّة يصف السماء سَراة
صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئابُ
( * قوله « ليس لها رثاب » هكذا في الأصل والصحاح وقال في التكملة الرواية تزل
الشمس ليس لها اياب )
قال وإنما قال امرؤُ القيس مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ فأَضافه إليه لأَنه
يُفَلَّق به إذا يَبِسَ ابن شميل الصَّلايَة سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من
القُفِّ والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب وشِماله وهُما صَلَوان وأَصْلتِ الفَرسُ إذا
اسْتَرْخى صَلَواها وذلك إذا قرُبَ نتاجُها وصَلَيْتُ الظَّهْرَ ضَرَبْت صَلاه أَو
أَصَبْته نادرٌ وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل الليث الصِّلِّيانُ نبْتٌ
قال بعضهم هو على تقدير فِعِّلان وقال بعضهم فِعْلِيان فمن قال فِعْلِيان قال هذه
أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت
أَذْنابُها تجْذِبُها الإبل والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل وقال غيره من أَمثال
العرب في اليمينِ إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ جَذَّها
جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض فإذا كَدَمها
العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها وفي حديث كعب إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدين
في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة معناه أي يقومُ لخيلِهم
مقامَ الشعير وسُورية هي بالشام
معنى
في قاموس معاجم
التهذيب غَيْرٌ
من حروف المعاني تكون نعتاً وتكون بمعنى لا وله باب على حِدَة وقوله ما لكم لا
تَناصَرُون المعنى ما لكم غير مُتَناصرين وقولهم لا إِلَه غيرُك مرفوع على خبر
التَّبْرِئة قال ويجوز لا إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت قال وكلَّما
أَحل
التهذيب غَيْرٌ
من حروف المعاني تكون نعتاً وتكون بمعنى لا وله باب على حِدَة وقوله ما لكم لا
تَناصَرُون المعنى ما لكم غير مُتَناصرين وقولهم لا إِلَه غيرُك مرفوع على خبر
التَّبْرِئة قال ويجوز لا إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت قال وكلَّما
أَحللت غيراً محلّ إِلا نصبتها وأَجاز الفراء ما جاءني غيرُك على معنى ما جاءني
إِلا أَنت وأَنشد لا عَيْبَ فيها غيرُ شُهْلَة عَيْنِها وقيل غير بمعنى سِوَى
والجمع أَغيار وهي كلمة يوصف بها ويستثنى فإِن وصف بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها
وإِن استثنيت بها أَعربتها بالإِعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إِلا وذلك أَن أَصل
غير صفة والاستثناء عارض قال الفراء بعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غيراً إِذا كان
في معنى إِلاَّ تمَّ الكلام قبلها أَو لم يتم يقولون ما جاءني غيرَك وما جاءني
أَحد غيرَك قال وقد تكون بمعنى لا فتنصبها على الحال كقوله تعالى فمنِ اضطُرّ غيرَ
باعٍ ولا عادٍ كأَنه تعالى قال فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً وكقوله تعالى غيرَ
ناظِرِين إنَاهُ وقوله سبحانه غَيرَ مُحِلِّي الصيد التهذيب غير تكون استثناء مثل
قولك هذا درهم غيرَ دانق معناه إِلا دانقاً وتكون غير اسماً تقول مررت بغيرك وهذا
غيرك وفي التنزيل العزيز غيرِ المغضوب عليهم خفضت غير لأَنها نعت للذين جاز أَن
تكون نعتاً لمعرفة لأَن الذين غير مَصْمود صَمْده وإِن كان فيه الأَلف واللام وقال
أَبو العباس جعل الفراء الأَلف واللام فيهما بمنزلة النكرة ويجوز أَن تكون غيرٌ
نعتاً للأَسماء التي في قوله أَنعمتَ عليهم وهي غير مَصْمود صَمْدها قال وهذا قول
بعضهم والفراء يأْبى أَن يكون غير نعتاً إِلا للّذين لأَنها بمنزلة النكرة وقال
الأَخفش غير بَدل قال ثعلب وليس بممتنع ما قال ومعناه التكرير كأَنه أَراد صراط
غيرِ المغضوب عليهم وقال الفراء معنى غير معنى لا وفي موضع آخر قال معنى غير في
قوله غير المغضوب عليهم معنى لا ولذلك رُدّت عليها لا كما تقول فلان غير محسِن ولا
مُجْمِل قال وإِذا كان غير بمعنى سِوى لم يجز أَن يكرّر عليها أَلا ترى أَنه لا
يجوز أَن تقول عندي سوى عبدالله ولا زيدٍ ؟ قال وقد قال مَنْ لا يعرِف العربية إِن
معنى غَير ههنا بمعنى سوى وإِنّ لا صِلَة واحتجّ بقوله في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى
وما شَعَرْ قال الأَزهري وهذا قول أَبي عبيدة وقال أَبو زيد مَن نصَب قوله غير
المغضوب فهو قطْع وقال الزجاج مَن نصَب غيراً فهو على وجهين أَحدهما الحال والآخر
الاستثناء الفراء والزجاج في قوله عز وجل غيرَ مُحِلِّي الصَّيْد بمعنى لا جعلا
معاً غَيْرَ بمعنى لا وقوله عز وجل غيرَ مُتَجانفٍ لإِثمٍ غيرَ حال هذا قال
الأَزهري ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق
وقوله عز وجل هل مِنْ خالقٍ غيرُ الله يرزقكم وقرئ غَيْرِ الله فمن خفض ردَّه على
خالق ومن رفعه فعلى المعنى أَراد هل خالقٌ وقال الفراء وجائز هل من خالق
( * قوله « هل من خالق إلخ » هكذا في الأصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق إلخ
) غيرَ الله وكذلك ما لكم من إِله غيرَه هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله
إِلا هُوَ فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا وقال ابن الأَنباري في قولهم لا أَراني
الله بك غِيَراً الغِيَرُ من تغيَّر الحال وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما
أَشبههما قال ويجوز أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ وأَنشد ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ
يَلْقَ الغِيَرْ وتغيَّر الشيءُ عن حاله تحوّل وغَيَّرَه حَوَّله وبدّله كأَنه
جعله غير ما كان وفي التنزيل العزيز ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً
أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم قال ثعلب معناه حتى يبدِّلوا ما
أَمرهم الله والغَيْرُ الاسم من التغيُّر عن اللحياني وأَنشد إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ
الغيَرْ قال ولا يقال إِلا غَيَّرْت وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس بمصدر
إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ حَوَّله وتَغَايرتِ
الأَشياء اختلفت والمُغَيِّر الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه ليخفف عنه ويُريحه
وقال الأَعشى واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ مِ وكان النِّطافُ ما في
العَزَالي ابن الأَعرابي يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطّ عنه رَحْله وأَصلح
من شأْنه وقال القُطامي إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ وغِيَرُ الدهْرِ
أَحوالُه المتغيِّرة وورد في حديث الاستسقاء مَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ
أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح إِلى الفساد والغِيَرُ الاسم من قولك
غَيَّرْت الشيء فتغيَّر وأَما ما ورد في الحديث أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني
نَتْفَه فإِنّ تغيير لونِه قد أُمِر به في غير حديث وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ
يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم أَصابهم بمَطر وخِصْب والاسم الغِيرة وأَرض
مَغِيرة بفتح الميم ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة يقال اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا
بخير وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سقاها وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم
يَغِيرهم ويَغُورهم وغارَنا الله بخير كقولك أَعطانا خيراً قال أَبو ذؤيب وما
حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَارهِ عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها وغارَ الرجلَ
يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً نفعه قال عبد مناف بن ربعيّ الهُذَلي
( * قوله « عبد مناف » هكذا في الأصل والذي في الصحاح عبد الرحمن )
ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما لا تَرْقُدانِ ولا يُؤْسَى لِمَنْ
رَقَدَا يقول لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً والغِيرة بالكسر
والغِيارُ المِيرة وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي مارَهُم ونفعهم قال
مالك بن زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قد كبِرت وشاب رأْسها تؤمِّل بنيها أَن
يأْتوها بالغنيمة وقد قُتِلوا ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ تُؤَمِّل
نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها أَي يأْتِيها بالغَنيمة فقد قُتِلوا وقول بعض
الأَغفال ما زِلْتُ في مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ قد يجوز
أَن يكون أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ فغيَّر للقافية وقد يكون غَيْر مصدر غارَهُم
إِذا مارَهُم وذهب فلان يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم وغارَه يَغِيره غَيْراً وَداهُ
أَبو عبيدة غارَني الرجل يَغُورُني ويَغيرُني إِذا وَداك من الدِّيَة وغارَه من
أَخيه يَغِيره ويَغُوره غَيْراً أَعطاه الدية والاسم منها الغِيرة بالكسر والجمع
غِيَر وقيل الغِيَرُ اسم واحد مذكَّر والجمع أَغْيار وفي الحديث أَن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لرجل طلَب القَوَد بِوَليٍّ له قُتِلَ أَلا تَقْبَل الغِيَر ؟
وفي رواية أَلا الغِيَرَ تُرِيدُف الغَيَرُ الدية وجمعه أَغْيار مثل ضِلَع
وأَضْلاع قال أَبو عمرو الغِيَرُ جمع غِيرةٍ وهي الدِّيَةُ قال بعض بني عُذْرة
لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ بَنِي أُمَيْمَةَ إِنْ لم تَقْبَلُوا
الغِيَرَا
( * قوله « بني أميمة » هكذا في الأصل والأَساس والذي في الصحاح بني أمية )
وقال بعضهم إِنه واحد وجمعه أَغْيار وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدية وأَصلها من
المُغايَرة وهي المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل قال أَبو عبيدة وإِنما سمّى
الدِّية غِيَراً فيما أَرى لأَنه كان يجب القَوَد فغُيّر القَوَد ديةً فسمّيت
الدية غِيَراً وأَصله من التَّغْيير وقال أَبو بكر سميت الدية غِيَراً لأَنها
غُيِّرت عن القَوَد إِلى غيره رواه ابن السكِّيت في الواو والياء وفي حديث
مُحَلِّم
( * قوله « وفي حديث محلم » أي حين قتل رجلاً فأبى عيينة بن حصن أن يقبل الدية
فقام رجل من بني ليث فقال يا رسول الله اني لم أجد إلخ ا ه من هامش النهاية ) بن
جثَّامة إني لم أَجد لِمَا فعَل هذا في غُرَّة الإِسلام مثلاً إِلا غَنَماً وردَتْ
فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها اسْنُن اليومَ وغَيِّر غداً معناه أَن مثَل
مُحَلِّمٍ في قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لا يُقْتَصَّ منه وتُؤخذَ منه الدِّية
والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه كمَثل هذه الغَنَم النافِرة يعني إِنْ جَرى الأَمر
مع أَوْلِياء هذا القتيل على ما يُريد مُحَلِّم ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول في
الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر بالدِّية والعرب خصوصاً وهمُ الحُرَّاص على
دَرْك الأَوْتار وفيهم الأَنَفَة من قبول الديات ثم حَثَّ رسولَ الله صلى الله
عليه وسلم على الإِقادة منه بقوله اسْنُن اليوم وغَيِّرْ غداً يريد إِنْ لم
تقتَصَّ منه غَيَّرْت سُنَّتَك ولكنَّه أَخرج الكلام على الوجه الذي يُهَيّج
المخاطَب ويحثُّه على الإِقْدام والجُرْأَة على المطلوب منه ومنه حديث ابن مسعود
قال لعمر رضي الله عنهما في رجل قتل امرأَة ولها أَولياء فعَفَا بعضهم وأَراد عمر
رضي الله عنه أَن يُقِيدَ لمن لم يَعْفُ فقال له لو غَيَّرت بالدية كان في ذلك
وفاءٌ لهذا الذي لم يَعْفُ وكنتَ قد أَتممت لِلْعافي عَفْوَه فقال عمر رضي الله
عنه كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً الجوهري الغِيَرُ الاسم من قولك غَيَّرت الشيء فتَغَيَّر
والغَيْرة بالفتح المصدر من قولك غار الرجل على أَهْلِه قال ابن سيده وغار الرجل
على امرأَته والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً وغاراً وغِياراً قال أَبو
ذؤيب يصِف قُدوراً لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ
تَفاحَشَ غارُها وقال الأَعشى لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ
كقَوْسِ الضَّالِ ورجل غَيْران والجمع غَيارَى وغُيَارَى وغَيُور والجمع غُيُرٌ
صحَّت الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على
الواو ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ وامرأَة غَيْرَى وغَيُور والجمع كالجمع الجوهري
امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى وفي حديث أُم سلمة رضي
الله عنها إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور هو فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة
والأَنَفَة يقال رجل غَيور وامرأَة غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولاً يشترِك فيه
الذكر والأُنثى وفي رواية امرأَة غَيْرَى هي فَعْلى من الغَيْرة والمِغْيارُ
الشديد الغَيْرة قال النابغة شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ
ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير وفلان لا يَتَغَيَّر
على أَهله أَي لا يَغار وأَغارَ أَهلَه تزوّج عليها فغارت والعرب تقول أَغْيَرُ من
الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها وغايَرَه
مُغايَرة عارضه بالبيع وبادَلَه والغِيارُ البِدالُ قال الأَعشى فلا تَحْسَبَنّي
لكمْ كافِراً ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا تقول للزَّوْج فلا تحسَبَنّي
كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها تَغْيِيراً وقولهم نزل القوم يُغَيِّرون أَي
يُصْلِحون الرحال وبَنُو غِيَرة حيّ
معنى
في قاموس معاجم
التهذيب ابن
الأَعرابي النَّرْوةُ حَجَر أَبْيضُ رقِيق وربما ذُكِّي به...
التهذيب ابن
الأَعرابي النَّرْوةُ حَجَر أَبْيضُ رقِيق وربما ذُكِّي به