معنى أضرب عن الطعام في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الضرب معروف
والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه ورجل ضارِبٌ
وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ بكسر الميم شديدُ الضَّرْب أَو كثير الضَّرْب
والضَّريبُ المَضْروبُ والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جميعاً ما ضُرِبَ به وضَارَبَهُ
أَي جال
الضرب معروف
والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه ورجل ضارِبٌ
وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ بكسر الميم شديدُ الضَّرْب أَو كثير الضَّرْب
والضَّريبُ المَضْروبُ والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جميعاً ما ضُرِبَ به وضَارَبَهُ
أَي جالَدَه وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعنًى وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً
دَقَّه حتى رَسَب في الأَرض ووَتِدٌ ضَرِيبٌ مَضْرُوبٌ هذه عن اللحياني وضَرُبَتْ
يَدُه جاد ضَرْبُها وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً طَبَعَه وهذا دِرْهَمٌ
ضَرْبُ الأَمير ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ وَصَفُوه بالمَصْدَر ووَضَعُوه موضعَ الصفة
كقولهم ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ وإِن شئت نَصَبْتَ على نيَّة المصدر وهو الأَكثر لأَنه
ليس من اسم ما قَبْلَه ولا هو هو واضْطَرَبَ خاتَماً سأَل أَن يُضْرَبَ له وفي
الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم اضْطَرَبَ خاتماً من ذَهَب أَي أَمَرَ أَن
يُضْرَبَ له ويُصاغَ وهو افْتَعَل من الضَّرْبِ الصِّياغةِ والطاءُ بدل من التاءِ
وفي الحديث يَضْطَرِبُ بناءً في المسجد أَي يَنْصِبه ويُقِيمهُ على أَوتادٍ
مَضْروبة في الأَرض ورجلٌ ضَرِبٌ جَيِّدُ الضَّرْب وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ
ضَرْباً لَدَغَتْ وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً نَبَضَ
وخَفَقَ وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْقُ ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ
والضَّارِبُ المُتَحَرِّك والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً [ ص 544
] وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ تَحَرَّكَ وماجَ والاضطِرابُ تَضَرُّبُ الولد في
البَطْنِ ويقال اضْطَرَبَ الحَبْل بين القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم واضْطَرَب
أَمْره اخْتَلَّ وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ والاضْطِرابُ
الحركةُ والاضطِرابُ طُولٌ مع رَخاوة ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ طَويلٌ غير شديد
الأَسْرِ واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب تَحَرَّكَ والضَّريبُ الرأْسُ سمي بذلك
لكثرة اضْطِرابه وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه
ومَضْرِبَتُه حَدُّه حكى الأَخيرتين سيبويه وقال جعلوه اسماً كالحَديدةِ يعني
أَنهما ليستا على الفعل وقيل هو دُون الظُّبَةِ وقيل هو نحوٌ من شِبْرٍ في طَرَفِه
والضَّريبةُ ما ضَرَبْتَه بالسيفِ والضَّريبة المَضْروبُ بالسيف وإِنما دخلته
الهاءُ وإِن كان بمعنى مفعول لأَنه صار في عِدادِ الأَسماءِ كالنَّطِيحةِ
والأَكِيلَة التهذيب والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك من حيٍّ أَو مَيْتٍ
وأَنشد لجرير
وإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها ... فمَضَيْتَ لا كَزِماً ولا مَبْهُورا ( 1 )
( 1 قوله لا كزماً بالزاي المنقوطة أي خائفاً )
ابن سيده وربما سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً
وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ رُمِيَ بها لأَن ذلك ضَرْبٌ وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَي
خولِطَتْ ولذلك قال اللغَويون الجَوْزاءُ من الغنم التي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ
من أَعلاها إِلى أَسفلها وضَرَبَ في الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً
ومَضْرَباً بالفتح خَرَجَ فيها تاجِراً أَو غازِياً وقيل أَسْرَعَ وقيل ذَهَب فيها
وقيل سارَ في ابْتِغاءِ الرزق يقال إِن لي في أَلف درهم لمَضْرَباً أَي ضَرْباً
والطيرُ الضَّوارِبُ التي تَطْلُبُ الرِّزْقَ وضَرَبْتُ في الأَرض أَبْتَغِي
الخَيْرَ من الرزق قال اللّه عز وجل وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرض أَي سافرتم وقوله
تعالى لا يسْتَطِيعُونَ ضَرْباً في الأَرض يقال ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها
مسافراً فهو ضارِبٌ والضَّرْبُ يقع على جميع الأَعمال إِلا قليلاً ضَرَبَ في
التجارة وفي الأَرض وفي سبيل اللّه وضارَبه في المال من المُضارَبة وهي القِراضُ
والمُضارَبةُ أَن تعطي إِنساناً من مالك ما يَتَّجِرُ فيه على أَن يكون الربحُ
بينكما أَو يكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح وكأَنه مأْخوذ من الضَّرْب في الأَرض
لطلب الرزق قال اللّه تعالى وآخَرُونَ يَضْرِبون في الأَرضِ يَبْتَغونَ من فَضْلِ
اللّهِ قال وعلى قياس هذا المعنى يقال للعامل ضارِبٌ لأَنه هو الذي يَضْرِبُ في
الأَرضِ قال وجائز أَن يكون كل واحد من رب المال ومن العامل يسمى مُضارباً لأَنَّ
كل واحد منهما يُضارِبُ صاحِبَه وكذلك المُقارِضُ وقال النَّضْرُ المُضارِبُ صاحبُ
المال والذي يأْخذ المالَ كلاهما مُضارِبٌ هذا يُضارِبُه وذاك يُضارِبُه ويقال
فلان يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه وقال الكميت
رَحْبُ الفِناءِ اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه ... والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ
لمُضْطَرِبِ
[ ص 545 ] وفي حديث الزهري لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام قال
المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مالاً لغيرك يَتَّجِرُ فيه فيكون له سهم معلومٌ من الربح
وهي مُفاعَلة من الضَّرْب في الأَرض والسَّيرِ فيها للتجارة وضَرَبَت الطيرُ
ذَهَبَتْ والضَّرْب الإِسراع في السَّير وفي الحديث لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل
إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها يقال ضَرَبْتُ في
الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ والطَّيْرُ الضَّوارِبُ المُخْتَرِقاتُ في
الأَرضِ الطالِباتُ أَرزاقَها وضَرَبَ في سبيل اللّه يَضْرِبُ ضَرْباً نَهَضَ
وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً أَقام فهو ضِدٌّ وضَرَبَ البعيرُ في جَهازِه أَي
نَفَرَ فلم يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حتى طَوَّحَ عنه كُلَّ ما عليه من أَداتِه
وحِمْلِه وضَرَبَتْ فيهم فلانةُ بعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ
نَسَبَهُمْ بولادَتِها فيهم وقيل عَرَّقَتْ فيهم عِرقَ سَوْءٍ وفي حديث عليّ قال
إِذا كان كذا وذكَرَ فِتْنةً ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه قال أَبو منصور أَي
أَسْرَع الذهابَ في الأَرض فراراً من الفتن وقيل أَسرع الذهابَ في الأَرض
بأَتْباعه ويُقالُ للأَتْباع أَذْنابٌ قال أَبو زيد جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ
ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع وقال المُسَيَّب
فإِنَّ الذي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ ... أَتَتْنا عُيونٌ به تَضْرِبُ
قال وأَنشدني بعضهم
ولكنْ يُجابُ المُسْتَغِيثُ وخَيْلُهم ... عليها كُماةٌ بالمَنِيَّة تَضْرِبُ
أَي تُسْرِعُ وضَرَبَ بيدِه إِلى كذا أَهْوَى وضَرَبَ على يَدِه أَمْسَكَ وضَرَبَ
على يَدِه كَفَّهُ عن الشيءِ وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عليه الليث ضَرَبَ
يَدَه إِلى عَمَلِ كذا وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه
كقولك حَجَرَ عليه وفي حديث ابن عمر فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ على يَدِه أَي
أَعْقِدَ معه البيع لأَن من عادة المتبايعين أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه في يد
الآخر عند عَقْدِ التَّبايُع وفي الحديث حتى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ
إِبلُهم حَتى بَرَكَتْ وأَقامت مكانَها وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً
وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا ضَرَبَ بعضُهم بعضاً وضارَبَني فَضَرَبْتُه
أَضْرُبُه كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه وضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها ثم
ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَت فهي ضَوارِبُ وناقة ضاربٌ وضاربة فضارِبٌ على
النَّسَب وضاربةٌ على الفِعْل وقيل الضَّوارِبُ من الإِبل التي تمتنع بعد اللِّقاح
فتُعِزُّ أَنْفُسَها فلا يُقْدَرُ على حَلْبها أَبو زيد ناقة ضاربٌ وهي التي تكون
ذَلُولاً فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها وأَنشد بأَبوال المَخاضِ
الضَّوارِبِ وقال أَبو عبيدة أَراد جمع ناقةٍ ضارِب رواه ابنُ هانئ وضَرَبَ الفحلُ
الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً نكحها قال سيبويه ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح قال
[ ص 546 ] والقياس ضَرْباً ولا يقولونه كما لا يقولون نَكْحاً وهو القياس وناقةٌ
ضارِبٌ ضَرَبها الفحلُ على النَّسب وناقةٌ تَضْرابٌ كضارِبٍ وقال اللحياني هي التي
ضُرِبَتْ فلم يُدْرَ أَلاقِحٌ هي أَم غير لاقح وفي الحديث أَنه نَهى عن ضِرابِ
الجَمَل هو نَزْوُه على الأُنثى والمراد بالنهي ما يؤْخذ عليه من الأُجرة لا عن
نفس الضِّرابِ وتقديرُه نَهى عن ثمن ضِرابِ الجمَل كنهيه عن عَسِيبِ الفَحْل أَي
عن ثمنه يقال ضَرَبَ الجَمَلُ الناقة يَضْرِبُها إِذا نَزا عليها وأَضْرَبَ فلانٌ
ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عليها ومنه الحديثُ الآخَر ضِرابُ الفَحْلِ من
السُّحْتِ أَي إِنه حرام وهذا عامٌّ في كل فحل والضَّارِبُ الناقة التي تَضْرِبُ
حالبَها وأَتَتِ الناقةُ على مَضْرِبها بالكسر أَي على زَمَنِ ضِرابها والوقت الذي
ضَرَبَها الفحلُ فيه جعلوا الزمان كالمكان وقد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ
فضَرَبها وأَضْرَبْتُها إِياه الأَخيرةُ على السَّعة وقد أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ
الناقةَ فضَرَبها ضِراباً وضَريبُ الحَمْضِ رَدِيئُه وما أُكِلَ خَيْرُه وبَقِيَ
شَرُّه وأُصولُه ويقال هو ما تَكَسَّر منه والضَّريبُ الصَّقِيعُ والجَليدُ
وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ أَصابها الضَّريبُ كما تقول
طُلَّتْ من الطَّلِّ قال أَبو حنيفة ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ ضَرَبَه
البَرْدُ فأَضَرَّ به وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حتى
تُسْقِيَهُ الأَرضَ وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ حتى ضَرِبَ ضَرَباً فهو
ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ عليه القُرُّ وضَرَبَهُ البَرْدُ حتى يَبِسَ وضُرِبَتِ
الأَرضُ وأَضْرَبَها الضَّريبُ وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ وأَصْبَحَتِ
الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَةً ويقال للنبات ضَرِبٌ ومَضْرب وضَرِبَ البقلُ
وجَلِدَ وصَقِعَ وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا كل هذا من الضَّريبِ
والجَلِيدِ والصَّقِيعِ الذي يَقَعُ بالأَرض وفي الحديث ذاكرُ اللّه في الغافلين
مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ من الضَّريبِ وهو
الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِيدُ أَبو زيد الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها
الجَلِيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها وقد ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً وأَضْرَبَها الضَّريب
إِضْراباً والضَّرَبُ بالتحريك العَسل الأَبيض الغليظ يذكر ويؤَنث قال أَبو
ذُؤَيْب الهُذَلي في تأْنيثه
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ
وخَبَرُ ما في قوله
بأَطْيَبَ مِن فيها إِذا جِئْتَ طارِقاً ... وأَشْهَى إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل
يَأْوي مَلِيكُها أَي يَعْسُوبُها ويَعْسوب النحل أَميره والطُّنُفُ حَيَدٌ
يَنْدُر من الجَبَل قد أَعْيا بمن يَرْقَى ومن يَنْزِلُ وقوله كلابُ الأَسافل يريد
أَسافلَ الحَيِّ لأَن مَواشيَهم لا تَبِيتُ معهم فرُعاتُها وأَصحابُها لا ينامون
إِلا آخِرَ من يَنامُ لاشتغالهم بحَلْبها [ ص 547 ] وقيل الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ
قال الشَّمَّاخُ
كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها ... بها ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها
والضَّرْبُ بتسكين الراء لغة فيه حكاه أَبو حنيفة قال وذاك قليل والضَّرَبَةُ
الضَّرَبُ وقيل هي الطائفة منه واسْتَضْرَبَ العسلُ غَلُظَ وابْيَضَّ وصار ضَرَباً
كقولهم اسْتَنْوَقَ الجملُ واسْتَتْيَسَ العَنْزُ بمعنى التَّحَوُّلِ من حالٍ إِلى
حالٍ وأَنشد
كأَنَّما ... رِيقَتُه مِسْكٌ عليه ضَرَب
والضَّريبُ الشَّهْدُ وأَنشد بعضهم قولَ الجُمَيْح
يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْسِ فيهم إِذا انْتَشَوا ... دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ
الضَّريبِ المُعَسَّلِ
وعسلٌ ضَريبٌ مُسْتَضْرِبٌ وفي حديث الحجاج لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ هو
بفتح الراءِ العسل الأَبيض الغليظ ويروى بالصاد وهو العسل الأَحمر والضَّرْبُ
المَطَر الخفيف الأَصمعي الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مع سُكُونٍ والضَّرْبُ فوق ذلك
قليلاً والضَّرْبةُ الدَّفْعَةُ من المطر وقد ضَرَبَتْهم السماءُ وأَضْرَبْتُ عن
الشيءِ كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ وضَرَبَ عنه الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عنه صَرَفَه
وأَضْرَبَ عنه أَي أَعْرَض وقولُه عز وجل أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟
أَي نُهْمِلكم فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم لأَنْ كنتم قوماً مُسْرِفين أَي
لأَنْ أَسْرَفْتُمْ والأَصل في قوله ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ أَن الراكب إِذا
رَكِبَ دابة فأَراد أَن يَصْرِفَه عن جِهَتِه ضَرَبه بعَصاه ليَعْدِلَه عن الجهة
التي يُريدها فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ يقال ضَرَبْتُ عنه
وأَضْرَبْتُ وقيل في قَولِهِ أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكر صَفْحاً إِن معناه أَفَنَضْرِبُ
القرآنَ عنكم ولا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان به صَفْحاً أَي مُعْرِضين عنكم أَقامَ
صَفْحاً وهو مصدر مقامَ صافِحين وهذا تَقْريع لهم وإِيجابٌ للحجة عليهم وإِن كان
لفظه لفظ استفهام ويقال ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان أَي كففته عنه فأَضْرَبَ عنه
إِضْراباً إِذا كَفَّ وأَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ وأَنشد
أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِباً ... لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ
مالِي
ومثله أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَن يُتْركَ سُدًى ؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ تقول
رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكنة لا تتحرّك والمُضْرِبُ المُقِيمُ في
البيت وأَضْرَبَ الرجلُ في البيت أَقام
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) ضرب الضرب معروف والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه
وضَرَبَه يَضْرِبُه قال ابن السكيت سمعتها من جماعة من الأَعراب ويقال أَضْرَبَ
خُبْزُ المَلَّةِ فهو مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ وآنَ له أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا
ويُنْفَضَ عنه رَمادُه وتُرابُه وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ قال ذو الرمة يصف
خُبْزَةً
ومَضْرُوبةٍ في غيرِ ذَنْبٍ بَريئةٍ ... كَسَرْتُ لأَصْحابي على عَجَلٍ كَسْرَا
وقد ضَرَبَ بالقِداحِ والضَّريبُ والضَّارِبُ المُوَكَّلُ بالقِداحِ وقيل الذي
يَضْرِبُ بها [ ص 548 ] قال سيبويه هو فعيل بمعنى فاعل قال هو ضَريبُ قداحٍ قال
ومثله قول طَريفِ بن مالك العَنْبَريّ
أَوَكُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ ... بَعَثُوا إِليَّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ
إِنما يريد عارِفَهم وجمع الضَّريب ضُرَبَاءُ قال أَبو ذُؤَيب
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ ال ... ضُّرَباءِ خَلْفَ النَّجْم لا
يَتَتَلَّعُ
والضَّريب القِدْحُ الثالث من قِداحِ المَيْسر وذكر اللحياني أَسماءَ قِداحِ
المَيْسر الأَول والثاني ثم قال والثالث الرقيب وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ وفيه
ثلاثة فروض وله غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فاز وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن
لم يَفُزْ وقال غيره ضَريبُ القِداحِ هو المُوَكَّل بها وأَنشد للكميت
وعَدَّ الرقيبُ خِصالَ الضَّري ... ب لا عَنْ أَفانِينَ وَكْساً قِمارَا
وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته خَلَطْتُه وضَرَبْتُ بينهم في الشَّرِّ
خَلَطْتُ والتَّضريبُ بين القوم الإِغْراء والضَّريبة الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش
ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخيط ليُغْزَل فهي ضَرائب والضريبة الصوفُ يُضْرَبُ
بالمِطْرَقِ غيره الضَّريبةُ القِطْعة من القُطْنِ وقيل من القطن والصوف وضَريبُ
الشَّوْلِ لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه على بعض فهو الضريبُ ابن سيده الضَّريبُ من اللبن
الذي يُحْلَب من عِدَّةِ لِقاح في إِناء واحد فيُضْرَبُ بعضُه ببعض ولا يقال
ضَريبٌ لأَقَلَّ من لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ قال بعض أَهل البادية لا يكون ضَريباً
إِلا من عِدَّة من الإِبل فمنه ما يكون رَقيقاً ومنه ما يكون خائِراً قال ابن
أَحمر
وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ... ضَريبَ جِلادِ الشَّوْلِ خَمْطاً
وصافِيا
أَي سَبَبُ منيتي فَحَذَف وقيل هو ضَريبٌ إِذا حُلِبَ عليه من الليل ثم حُلِبَ
عليه من الغَدِ فضُرِبَ به ابن الأَعرابي الضَّريبُ الشَّكْلُ في القَدِّ
والخَلْقِ ويقال فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نظيره وضَريبُ الشيءِ مثلُه وشكله ابن
سيده الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ وجمعه ضُرُوبٌ وهو الضَّريبُ وجمعه ضُرَباء وفي
حديث ابن عبدالعزيز إِذا ذَهَبَ هذا وضُرَباؤُه هم الأَمْثالُ والنُّظَراء واحدهم
ضَريبٌ والضَّرائبُ الأَشْكالُ وقوله عز وجل كذلك يَضْرِبُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ
أَي يُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ حيث ضَرَبَ مثلاً للحق والباطل والكافر
والمؤمن في هذه الآية ومعنى قوله عز وجل واضْرِبْ لهم مثلاً أَي اذْكُرْ لهم و
مَثِّلْ لهم يقال عندي من هذا الضَّرْبِ شيءٌ كثير أَي من هذا المِثالِ وهذه
الأَشياءُ على ضَرْبٍ واحدٍ أَي على مِثالٍ قال ابن عرفة ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ
الشيء بغيرِه وقوله تعالى واضْرِبْ لهم مثلاً أَصحابَ القَرْيةِ قال أَبو إِسحق
معناه اذْكُرْ لهم مَثَلاً ويقال هذه الأَشياء على هذا الضَّرْب أَي على هذا
المِثالِ فمعنى اضْرِبْ لهم مَثَلاً مَثِّلْ لهم مَثَلاً قال ومَثَلاً منصوب لأَنه
مفعول به ونَصَبَ قوله أَصحابَ القرية لأَنه بدل من قوله مثلاً كأَنه قال اذْكُرْ
لهم أَصحابَ القرية أَي خَبَر أَصحاب القرية [ ص 549 ] والضَّرْبُ من بيت الشِّعْر
آخرُه كقوله « فَحَوْمَلِ » من قوله بسقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
والجمع أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ والضَّوارِبُ كالرِّحابِ في الأَوْدية واحدها ضارِب وقيل
الضارِبُ المكان المُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ والجمعُ كالجَمع قال ذو الرمة
قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ واعْوَجَّ دُونَها ... ضَواربُ من غَسَّانَ مُعْوَجَّةٌ
سَدْرَا ( 1 )
( 1 قوله « من غسان » الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما اذ
هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأساس مجتابة
سدراً )
وقيل الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غليظة تَسْتَطِيلُ في السَّهْل
والضارِبُ المكانُ ذو الشجر والضَّارِبُ الوادي الذي يكون فيه الشجر يقال عليك
بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه وأَنشد
لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الذي ... رَأَيتَ وإِنْ لم آتِه لِيَ شَائِقُ
والضاربُ السابحُ في الماءِ قال ذو الرمة
لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه ... كأَنَّنِي ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ
والضَّرْبُ الرَّجل الخفيفُ اللحم وقيل النَّدْبُ الماضي الذي ليس برَهْل قال طرفة
أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونَه ... خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ
المُتَوَقِّدِ
وفي صفة موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنه ضَرْبٌ من الرجال هو الخفيف
اللحم المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ وفي رواية فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ
وهو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ والطاء بدل من تاء الافتعال وفي صفة الدجال طُوَالٌ
ضَرْبٌ من الرجال وقول أَبي العِيالِ
صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْ ... هُمُ ومَصَالِتٌ ضُرُبُ
قال ابن جني ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ وقد يجوز أَن يكون جمع ضَرُوب وضَرَّبَ النَّجَّادُ
المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها والضَّريبة الطبيعة والسَّجِيَّة وهذه ضَريبَتُه التي
ضُرِبَ عليها وضُرِبَها وضُرِبَ عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِعَ وفي
الحديث أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ بحُسنِ
ضَرِيبَتِه أَي سَجِيَّته وطبيعته تقول فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة ولَئيم
الضَّرِيبةِ وكذلك تقول في النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوسِ ؟
والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ والضَّريبةُ الخلِيقةُ يقال خُلِقَ
الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى ويقال إِنه لكريمُ الضَّرائبِ والضَّرْبُ الصِّفَة
والضَّرْبُ الصِّنْفُ من الأَشياءِ ويقال هذا من ضَرْبِ ذلك أَي من نحوه وصِنْفِه
والجمع ضُروبٌ أَنشد ثعلب
أَراكَ من الضَّرْبِ الذي يَجْمَعُ الهَوَى ... وحَوْلَكَ نِسْوانٌ لَهُنَّ
ضُرُوبُ
وكذلك الضَّرِيبُ وضَرَبَ اللّه مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّن وقولهم ضَرَبَ له
المثلَ بكذا إِنما معناه بَيَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَي صِنْفاً منها وقد
تَكَرَّر في الحديث [ ص 550 ] ضَرْبُ الأَمْثالِ وهو اعْتبارُ الشيء بغيره
وتمثيلُه به والضَّرْبُ المِثالُ والضَّرِيبُ النَّصِيبُ والضَّرِيبُ البَطْنُ من
الناس وغيرهم والضَّرِيبةُ واحدةُ الضَّرائِبِ التي تُؤْخَذ في الأَرْصاد والجِزْية
ونحوها ومنه ضَريبة العَبْدِ وهي غَلَّتُه وفي حديث الحَجَّامِ كم ضَرِيبَتُكَ ؟
الضَّرِيبة ما يؤَدِّي العبدُ إِلى سيده من الخَراجِ المُقَرَّرِ عليه وهي فَعِيلة
بمعنى مَفْعولة وتُجْمَعُ على ضرائبَ ومنه حديث الإِماءِ اللاَّتي كان عليهنَّ
لمَواليهنَّ ضَرائبُ يقال كم ضَرِيبةُ عبدك في كل شهر ؟ والضَّرَائبُ ضَرائِبُ
الأَرَضِينَ وهي وظائِفُ الخَراجِ عليها وضَرَبَ على العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً
أَوْجَبَها عليه بالتأْجيل والاسم الضَّرِيبةُ وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ في ماله
إِذا اتجر فيه وقارَضَه وما يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ ولا
يُعْرَفُ فيه مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي من النَّسبِ والمال يقال ذلك إِذا لم
يكن له نَسَبٌ مَعْروفٌ ولا يُعْرَفُ إِعْراقُه في نَسَبه ابن سيده ما يُعْرَفُ له
مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ والضارِبُ الليلُ الذي
ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً وشمالاً ومَلأَتِ الدنيا وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه
أَقْبَلَ قال حُمَيد
سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ والليلُ ضارِبٌ ... بأَرْواقِه والصُّبْحُ قد كادَ
يَسْطَعُ
وقال يا ليتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِبي ورَابَعَتْني تَحْتَ ليلٍ ضارِبِ
بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ والضَّارِبُ الطَّويلُ من كُلِّ شيءٍ ومنه قوله
ورابعتني تحت ليل ضارب وضَرَبَ الليلُ عليهم طال قال ضَرَبَ الليلُ عليهمْ
فَرَكَدْ وقوله تعالى فَضَرَبنا على آذانهم في الكَهْفِ سنينَ عَدَداً قال الزّجاج
مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا والمعنى أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن
يَسْمَعُوا لأَن النائم إِذا سمع انْتَبه والأَصل في ذلك أَنَّ النائم لا يسمع
إِذا نام وفي الحديث فَضَرَبَ اللّه على أَصْمِخَتهم أَي نامُوا فلم يَنْتَبِهُوا
والصِّمَاخُ ثَقْبُ الأُذُن وفي الحديث فَضُرِبَ على آذانهم هو كناية عن النوم
ومعناه حُجِبَ الصَّوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجَا آذانَهم فَيَنْتَبهوا فكأَنها قد
ضُرِبَ عليها حِجابٌ ومنه حديث أَبي ذر ضُرِبَ على أَصْمِخَتهم فما يَطُوفُ بالبيت
أَحدٌ وقولهم فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه كقولهم فَقَضَى من القَضَاءِ وضَرَبَ
الدهْرُ من ضَرَبانِه أَنْ كان كذا وكذا وقال أَبو عبيدة ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا
أَي بَعَّدَ ما بَيْنَنا قال ذو الرمة
فإِنْ تَضْرِبِ الأَيَّامُ يا مَيّ بينَنا ... فلا ناشِرٌ سِرّاً ولا مُتَغَيِّرُ
وفي الحديث فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه ويروى من ضَرْبِه أَي مَرَّ من مُروره
وذَهَبَ بعضُه وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً وضَرَّبَتْ
عينُه غارَتْ كَحجَّلَتْ [ ص 551 ] والضَّرِيبةُ اسمُ رجلٍ من العرب والمَضْرَبُ
العَظْمُ الذي فيه مُخٌّ تقول للشاة إِذا كانت مَهْزُولةً ما يُرِمُّ منها مَضْرَبٌ
أَي إِذا كُسِرَ عظم من عظامها أَو قَصَبِها لم يُصَبْ فيه مُخٌّ والمِضْرابُ الذي
يُضْرَبُ به العُود وفي الحديث الصُّداعُ ضَرَبانٌ في الصُّدْغَيْنِ ضَرَبَ
العِرْقُ ضَرْباً وضَرَباناً إِذا تحرَّك بقوَّةٍ وفي حديث عائشة عَتَبُوا على
عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ والعصا أَي كان مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ في العقوبات
بالدِّرَّة والنَّعْل فخالفهم وفي الحديث النهي عن ضَرْبةِ الغائِص هو أَن يقول
الغائِصُ في البحر للتاجر أَغُوصُ غَوْصَةً فما أَخرجته فهو لك بكذا فيتفقان على
ذلك ونَهَى عنه لأَنه غَرَر ابن الأَعرابي المَضارِبُ الحِيَلُ في الحُروب
والتَّضْريبُ تَحْريضٌ للشُّجاعِ في الحرب يقال ضَرَّبه وحَرَّضَه والمِضْرَبُ
فُسْطاط المَلِك والبِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كان مَخِيطاً ويقال للرجل إِذا خافَ
شيئاً فَخَرِق في الأَرض جُبْناً قد ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ قال الراعي يصِفُ غِرباناً
خافَتْ صَقْراً
ضَوارِبُ بالأَذْقانِ من ذِي شَكِيمةٍ ... إِذا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ
المُتَوَقِّدِ
أَي من صَقْر ذي شكيمة وهي شدّة نفسه ويقال رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نساءً
وقال الراعي
وضَرْبَ نِساءٍ لو رآهنَّ ضارِبٌ ... له ظُلَّةٌ في قُلَّةٍ ظَلَّ رانِيا ( 1 )
( 1 قوله « وقال الراعي وضرب نساء » كذا أنشده في التكملة بنصب ضرب وروي راهب بدل
ضارب )
قال أَبو زيد يقال ضَرَبْتُ له الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه في كل
الأَرض ويقال ضَرَبَ فلانٌ الغائط إِذا مَضَى إِلى موضع يَقْضِي فيه حاجتَه ويقال
فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً من ضارِبٍ يريدون هذا المعنى ابن الأَعرابي ضَرْبُ الأَرضِ
البولُ ( 2 )
( 2 قوله « ضرب الأرض البول إلخ » كذا بهذا الضبط في التهذيب ) والغائطُ في
حُفَرها وفي حديث المُغِيرة أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم انْطَلَقَ حتى تَوارَى
عني فضَرَبَ الخَلاَءَ ثم جاء يقال ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ
إِذا ذهب لقضاء الحاجة ومنه الحديث لا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ
يَتَحَدَّثانِ
معنى
في قاموس معاجم
الطَّعامُ اسمٌ
جامعٌ لكل ما يُؤكَلُ وقد طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ
مثال غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً فهو غانِمٌ وفي التنزيل فإذا طَعِمْتم فانْتَشِرُوا
ويقال فلان قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه ويقال طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وإنه لَط
الطَّعامُ اسمٌ
جامعٌ لكل ما يُؤكَلُ وقد طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً فهو طاعِمٌ إذا أَكَلَ أَو ذاقَ
مثال غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً فهو غانِمٌ وفي التنزيل فإذا طَعِمْتم فانْتَشِرُوا
ويقال فلان قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه ويقال طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وإنه لَطَيّبُ
المَطْعَمِ كقولك طَيِّبُ المَأْكَلِ وروي عن ابن عباس أَنه قال في زمزم إنها
طَعَامُ طُعْمٍ وشِفاءُ سُقْمٍ أَي يَشْبَعُ الإنسانُ إذا شَرب ماءَها كما
يَشْبَعُ من الطعام ويقال إنِّي طاعِمٌ عن طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغُنٍ عن طَعامكم
ويقال هذا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَي يَطْعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ وله
جُزْءٌ من الطَّعامِ ما لا جُزْءَ له وما يَطْعَم آكِلُ هذا الطعام أَي ما
يَشْبَعُ وأَطْعَمْته الطعام وقوله تعالى أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحر وطَعامُه
مَتاعاً لكم وللسَّيَّارةِ قال ابن سيده اختلف في طعام البحر فقال بعضم هو ما
نَضَب عنه الماء فأُخِذَ بغير صيد فهو طَعامُه وقال آخرون طعامُه كُلُّ ما سُقِي
بمائة فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عن مائه كلُّ هذا عن أَبي إِسحق الزجاج والجمع
أَطْعِمَةٌ وأَطْعِماتٌ جمع الجمع وقد طَعِمَه طَعْماً وطَعاماً وأَطْعَم غيرَه
وأَهلُ الحجاز إذا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا به البُرَّ خاصةً وفي حديث
أَبي سعيد كنا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ على عهدِ رسول الله صلى الله علي وسلم صاعاً
من طَعامٍ أَو صاعاً من شعير قيل أَراد به البُرَّ وقيل التمر وهو أَشبه لأَن
البُرَّ كان عندهم قليلاً لا يَتَّسِعُ لإخراج زكاة الفطر وقال الخليل العالي في
كلام العرب أَن الطَّعامَ هو البُرُّ خاصة وفي حديث المُصَرَّاةِ مَنِ ابتاعَ
مُصَرَّاةً فهو بخير النظرين إنْ شاء أَمْسَكها وإن شاء رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً
من طَعامٍ لا سَمْراء قال ابن الأثير الطَّعامُ عامٌّ في كلِّ ما يُقْتات من
الحنطة والشعير والتمر وغير ذلك وحيث اسْتَثْنى منه السَّمْراء وهي الحنطة فقد
أَطْلَق الصاعَ فيما عداها من الأَطعمة إلاَّ أَن العلماء خَصُّوه بالتمر لأَمرين
أَحدهما أَنه كان الغالبَ على أَطَْعمتهم والثاني أَن مُعْظَم روايات هذا الحديث
إنما جاءت صاعاً من تمر وفي بعضها قال صاعاً من طعام ثم أَعقبه بالاستثناء فقال لا
سَمْراء حتى إن الفقهاء قد ترَدَّدُوا فيما لو أَخرج بدل التمر زبيباً أَو قوتاً
آخر فمنهم من تَبِعَ التَّوقِيفَ ومنهم من رآه في معناه إجراءً له مُجْرى صَدَقةِ
الفطر وهذا الصاعُ الذي أَمَرَ برَدِّه مع المُصَرّاة هو بدل عن اللبن الذي كان في
الضَّرْع عند العَقْد وإِنما لم يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قيمته
لأَنَّ عينَ اللبن لا تَبْقى غالباً وإن بقيت فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع في
الضَّرْعِ بعد العقد إلى تمام الحَلْب وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ إذا لم
يكن معلوماً بمِعْيار الشرعِ كانت المُقابلةُ من باب الربا وإنما قُدِّرَ من التمر
دون النَّقْد لفَقْدِه عندهم غالباً ولأَن التمر يُشارك اللبنَ في المالِيَّة
والقُوتِيَّة ولهذا المعنى نص الشافعي رضي الله عنه أَنه لو رَدَّ المُصَرَّاة
بعَيْبٍ آخرَ سوى التَّصْرِيَةِ رَدَّ معها صاعاً من تمر لأَجل اللبن وقولُه تعالى
ما أُريدُ منهم من رِزْقٍ وما أُريدُ أَن يُطْعِمُونِ معناه ما أَُريدُ أَن
يَرْزُقُوا أَحداً من عبادي ولا يُطْعِمُوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ ورجل
طاعِمٌ حَسَنُ الحال في المَطْعِمِ قال الحُطَيْئَةُ دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ
لبُغْيَتِها واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسي ورجل طاعِمٌ وطَعِمٌ على
النَّسَبِ عن سيبويه كما قالوا نَهِرٌ والطَّعْمُ الأَكْلُ والطُّعْم ما أُكِلَ
وروى الباهِليُّ عن الأَصمعي الطُّعْم الطَّعام والطَّعْمُ الشَّهْوةُ وهو
الذَّوْقُ وأَنشد لأَبي خراش الهُذَلي أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قد تَعْلَمِينَه
وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِك بالطُّعْم أَي بالطعامِ ويروى شُجاعَ البَطْنِ
حَيَّةٌ يُذْكَرُ أَنها في البَطْنِ وتُسَمَّى الصَّفَر تُؤْذي الإنسانَ إذا جاع ثم
أَنشد قول أَبي خِراش في الطَّعْمِ الشَّهْوة وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ
فأَنْتَهي إذا الزادُ أَمْسى للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ ذا طَعْمٍ أَي ذا شَهْوَةٍ
فأَراد بالأَول الطعامَ وبالثاني ما يُشْتَهى منه قال ابن بري كَنَى عن شِدَّةِ
الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الذي هو مثل الشُّجاع ورجل ذو طَعْمٍ أَي ذو عَقْلٍ
وحَزْمٍ وأَنشد فلا تَأْمُري يا أُمَّ أَسماءَ بالتي تُجِرُّ الفَتى ذا الطَّعْمِ
أَن يتَكَلَّما أَي تُخْرِسُ وأَصله من الإِجْرارِ وهو أَن يُجْعَلَ في فَمِ
الفَصيل خشَبةٌ تمنعه من الرَّضاعِ ويقال ما بفلان طَعْمٌ ولا نَويصٌ أَي ليس له
عَقْل ولا به حَراكٌ قال أَبو بكر قولُهم ليس لما يَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ معناه ليس
له لَذَّة ولا مَنْزِلَةٌ من القلب وقال في قوله للمُزَلَّجِ ذا طَعْم في بيت أَبي
خِراش معناه ذا منزلة من القلب والمُزَلَّجُ البخيلُ وقال ابن بَرِّي المُزَلَّجُ
من الرجال الدونُ الذي ليس بكامل وأَنشد أَلا ما لِنَفْسٍ لا تموتُ فَيَنْقَضِي
شَقاها ولا تَحْيا حَياةً لها طَعْمُ معناه لها حلاوةٌ ومنزلة من القلب وليس بذي
طَعْم أَي ليس له عقْلٌ ولا نفْسٌ والطَّعْمُ ما يُشْتَهى يقال ليس له طَعْم وما
فلانٌ بذي طَعْمٍَ إذا كان غَثّاً وفي حديث بدرٍ ما قَتَلْنا أَحداً به طَعْمٌ ما
قَتَلْنا إلاّ عجائزَ صُلْعاً هذه استعارة أَي قَتَلْنا من لا اعْتِدادَ به ولا
مَعْرفةَ ولا قَدْرَ ويجوز فيه فتح الطاء وضمها لأَن الشيء إذا لم يكن فيه طُعم
ولا له طَعْم فلا جَدوى فيه للآكل ولا منفَعة والطُّعْمُ أَيضاً الحَبُّ الذي
يُلْقى للطير وأَما سيبويه فسَوَّى بين الاسم والمصدر فقال طَعِمَ طُعْماً وأَصاب
طُعْمَه كلاهما بضم أَوّله والطُّعْمة المَأْكَلة والجمع طُعَمٌ قال النابغة
مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ نَرْجُو الإلَه ونَرْجُو البِرَّ والطُّعَما
ويقال جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كذا طُعْمةً لفلان أَي مَأْكَلَةً له وفي حديث أَبي
بكر إن الله تعالى إذا أَطْعَمَ نبيّاً طُعْمةً ثم قَبَضَه جعَلَها للذي يَقومُ
بعده الطُّعْمةُ بالضَّم شبْهُ الرِّزْق يريدُ به ما كان له من الفَيْء وغيره
وجَمْعُها طُعَمٌ ومنه حديثُ ميراثِ الجَدّ إن السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ له أَي أَنه
زيادة على حقّه ويقال فلانٌ تُجْبَى له الطُّعَمُ أَي الخَراجُ والإتاواتُ قال
زهير مما يُيَسَّرُ أَحياناً له الطُّعَمُ
( * قوله « قال زهير مماييسر إلخ » صدره كما في التكملة ينزع إمة أقوام ذوي حسب )
وقال الحسن في حديثه القِتالُ ثلاثةٌ قِتالٌ على كذا وقتالٌ لكذا وقِتالٌ على
كَسْبِ هذه الطُّعْمةِ يعني الفَيْءَ والخَراجَ والطُّعْمة والطِّعْمة بالضم
والكسر وَجْهُ المَكْسَبِ يقال فلانٌ طَيِّب الطُِّعْمة وخبيثُ الطِىُّعْمة إذا
كان رَديءَ الكَسْبِ وهي بالكسر خاصَّةً حالةُ الأَكل ومنه حديث عُمَر ابن أَبي
سَلَمَة فما زالَتْ تلك طِعْمَتي بعدُ أَي حالتي في الأَكل أَبو عبيد فلان حسَنُ
الطِّعْمةِ والشِّرْبةِ بالكسر والطُّعْمَةُ الدَّعْوَةُ إلى الطعام والطِّعْمَةُ
السِّيرَةُ في الأَكل وهي أَيضاً الكِسْبَةُ وحكى اللحياني إنه لخبيث الطِّعْمَةِ
أَي السِّيرةِ ولم يقل خبيثُ السّيرة في طَعامٍ ولا غيره ويقال فلانٌ طَيِّبُ
الطَّعْمَةِ وفلان خبيثُ الطِّعْمَةِ إذا كان من عادته أَنْ لا يأْكل إلا حَلالاً
أَو حراماً واسْتَطْعَمَه سأله أَن يُطْعِمه وفي الحديث إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإمامُ
فأَطْعِمُوه أَي إذا أُرْتِجَ عليه في قراءة الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا
عليه ولَقِّنُوهُ وهو من باب التمثيل تشبيهاً بالطعام كأنهم يُدْخِلُون القراءة في
فيه كما يُدْخَلُ الطعامُ ومنه قولهم فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ أَي طلبت منه أن
يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني حديثه وأَما ما ورد في الحديث طعامُ الواحدِ يكفي
الاثنين وطعامُ الاثنين يكفي الأَربعة فيعني شِبَعُ الواحد قُوتُ الإثنين وشِبَعُ
الاثنين قوتُ الأَربعة ومثلُه قول عمر رضي الله عنه عامَ الرَّمادةِ لقد هَمَمْتُ
أَن أُنزِلَ على أهلِ كلِّ بيت مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لا يَهْلِكُ على نصفِ
بَطْنه ورجل مِطْعَمٌ شَديدُ الأَكل وامرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ ولا نظير له إلاَّ
مِصَكَّة ورجل مُطْعَمٌ بضم الميم مرزوق ورجل مِطْعامٌ يُطْعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم
كثيراً وامرأَة مِطْعامٌ بغير هاء والطَّعْم بالفتح ما يُؤَدِّيه الذَّوْقُ يقال
طَعْمُه مُرٌّ وطَعْمُ كلِّ شيءٍ حَلاوتُه ومَرارتُه وما بينهما يكون ذلك في
الطعام والشراب والجمع طُعُومٌ وطَعِمَه طَعْماً وتَطَعَّمَه ذاقَه فوجد طَعْمَهُ
وفي التنزيل إنَّ اللهَ مُبْتَلِيكم بنَهَرٍ فمن شرِبَ منه فليس مِني ومن لم
يَطْعَمْه فإنه مِني أَي مَن لم يَذُقْه يقال طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ يَطْعَمه
طَعْماً إذا أَكله بمُقَدَّمِ فيه ولم يُسْرِفْ فيه وطَعِمَ منه إذا ذاقَ منه وإذا
جعلتَه بمعنى الذَّوْقِ جاز فيما يُؤْكل ويُشْرَبُ والطعام اسم لما يؤْكل والشراب
اسم لما يُشْرَبُ وقال أَبو إسحق معنى ومن لم يَطْعَمْه أَي لم يَتَطَعَّمْ به قال
الليث طَعْمُ كلِّ شيءٍ يُؤْكلُ ذَوْقُه جَعَلَ ذواقَ الماء طَعْماً ونَهاهم أَن
يأْخذوا منه إلاّ غَرْفَةً وكان فيها رِيُّهم ورِيُّ دوابهم وأَنشد ابن الأَعرابي
فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار غَدَاةَ لَقُونا فكانوا نَعَاما نَعاماً بخَطْمَةَ
صُعْرَ الخُدو دِ لا تَطْعَمُ الماءَ إلا صِيَاما يقول هي صائمة منه لا تَطْعَمُه
قال وذلك لأَن النَّعامَ لا تَرِدُ الماءَ ولا تَطْعَمُه ومنه حديث أَبي هريرة في
الكِلابِ إذا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغيرَ فلا تَطْعَمْه أَي لا تَشْرَبه وفي المثل
تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ تَشَهَّ قال الجوهري قولهم تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي
ذُقْ حتى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ قال ابن بري معناه ذق الطَّعامَ فإنه
يدعوك إلى أَكْلِه قال فهذا مَثَلٌ لمن يُحْجِمُ عن الأَمْرِ فيقال له ادْخُلْ في
أَوَّلِه يدعُوك ذلك إلى دُخولِكَ في آخِرِه قاله عَطاءُ بن مُصْعَب والطَّعْمُ
الأَكْلُ بالثنايا ويقال إن فلاناً لحَسَنُ الطَّعْمِ وإنه ليَطْعَمُ طَعْماً
حسناً واطَّعَمَ الشيءُ أَخَذَ طَعْماً ولبنٌ مُطِّعِمٌ ومُطَعِّمٌ أَخَذَ طَعْمَ
السِّقَاء وفي التهذيب قال أَبو حاتم يقال لبنٌ مُطَعِّم وهو الذي أَخَذَ في
السِّقاء طَعْماً وطِيباً وهو ما دام في العُلْبة مَحْضٌ وإن تغير ولا يأخُذُ
اللبنُ طَعْماً ولا يُطَعِّمُ في العُلْبةِ والإناء أَبداً ولكن يتغَيَّرُ طَعْمُه
في الإنْقاعِ واطَّعَمَتِ الشجرة على افْتَعلَتْ أَدْرَكَتْ ثمرَتُها يعني أَخذَت
طَعْماً وطابتْ وأَطْعَمَتْ أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ ويقال في بُستانِ فلانٍ من
الشجر المُطْعِمِ كذا أَي من الشجر المُثْمِر الذي يُؤْكلُ ثمرُه وفي الحديث نَهى
عن بيع الثّمرةِ حتى تُطْعِمَ يقال أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ وأَطْعَمَتِ
الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَي صارت ذاتَ طَعْمٍ وشيئاً يُؤْكل منها وروي حتى تُطْعَم
أَي تُؤْكلَ ولا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ وفي حديث الدَّجّال أَخْبِرُوني عن
نخلِ بَيْسانَ هل أَطْعَمَ أَي هل أَثْمَرَ ؟ وفي حديث ابن مسعود كرِجْرِجةِ الماء
لا تُطْعِمُ أَي لا طَعْمَ لها ويروى لا تَطَّعِمُ بالتشديد تَفْتَعِلُ من
الطَّعْمِ وقال النَّضْرُ أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ به غُصْناً
من غير شجره وقد أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَي وصَلْتُه به فقَبِلَ الوَصْلَ ويقال
للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فمه في فمِ أُنْثاه قد طاعَمَها وقد تطاعَما ومنه
قول الشاعر لم أُعْطِها بِيَدٍ إِذْ بتُّ أَرْشُفُها إِلاَّ تَطاوُلَ غُصْنِ
الجِيدِ بالجِيدِ كما تَطاعَمَ في خَضْراءَ ناعمةٍ مُطَوَّقانِ أَصاخَا بعد
تَغْريدِ وهو التَّطاعُم والمُطاعَمةُ واطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَي صار لها طَعْمٌ
وأَخذَتِ الطَّعْمَ وهو افتعَلَ من الطَّعْم مثلُ اطَّلَبَ من الطَّلَب واطَّرَدَ
من الطَّرْدِ والمُطْعِمةُ الغَلْصَمة قال أَبو زيد أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فلان
إِذا أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه ولا يقولونها إِلا عند الخَنْقِ والقِتالِ
والمُطْعِمةُ المِخْلَبُ الذي تَخْطَفُ به الطيرُ اللحمَ والمُطْعِمةُ القوْسُ
التي تُطْعِمُ الصيدَ قال ذو الرمة وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمةٌ
كَبْداءٌ في عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ كَبْداءُ عريضةُ الكَبِدِ وهو ما فوقَ
المَقْبِضِ بِشِبْرٍ وصواب إِنشاده في عُودِها عَطْفٌ
( * قوله « وصواب إنشاده في عودها إلخ » عبارة التكملة والرواية في عودها فإن
العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من كتاب ابن فارس والبيت لذي الرمة )
يعني موضع السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم البيتُ بفتح العين ورواه ابن الأَعرابي
بكسر العين وقال إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ وقوسٌ مُطْعِمةٌ يُصادُ بها
الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عنها ويقال فلانٌ مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ومُطْعَمُ
الصَّيْدِ إِذا كان مرزوقاً منه ومنه قول امرئ القيس مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ليسَ له
غيْرَها كَسْبٌ على كِبَرِهْ وقال ذو الرمة ومُطْعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه
وأَنشد محمد بن حبيب رَمَتْني يومَ ذاتِ الغِمِّ سلمَى بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّيْدِ
لامِي فقلتُ لها أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي ورُبَّتَ رَمْيةٍ من غير رامي ويقال إِنك
مُطْعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي وقال الكميت بَلى إِنَّ الغَواني
مُطْعَماتٌ مَوَدَّتَنا وإِن وَخَطَ القَتِيرُ أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا ويقال
إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَي مُتَتابِعُ الخَلْق ويقال هذا رجل لا يَطَّعِمُ
بتثقيل الطاء أَي لا يَتأَدَّبُ ولا يَنْجَعُ فيه ما يُصْلِحه ولا يَعْقِلُ
والمُطَّعِمُ والمُطَعِّمُ من الإِبل الذي تَجِدُ في لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ من
سِمَنِه وقيل هي التي جَرى فيها المُخُّ قليلاً وكُلُّ شيء وُجِدَ طَعْمُه فقد
اطَّعَم وطَعَّمَ العظمُ أَمَخَّ أَنشد ثعلب وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَعِّمُ
عَظْمُكُم هُزالاً وكان العَظْمُ قبلُ قَصِيدا ومُخٌّ طَعُومٌ يُوجَدُ طَعْمُ
السِّمَن فيه وقال أَبو سعيد يقالُ لَكَ غَثُّ هذا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه
وشاةٌ طَعُومٌ وطَعِيم فيها بعض الشَّحْم وكذلك الناقةُ وجَزورٌ طَعُومٌ سَمِينَةٌ
وقال الفراء جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ إِذا كانت بين الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ
والطَّعُومَةُ الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ ومُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ جَحافِلُه وقيل ما
تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله قال الأَصمعي يُسْتَحَبُّ من الفرس أَن
يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه والطُّعْمُ القُدْرة يقال طَعِمْتُ عليه أَي قَدَرْتُ عليه
وأَطْعَمْتُ عَيْنَه قَذىً فَطَعِمَتْهُ واسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ
جَرْيَه وأَنشد أَبو عبيدة تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ سَبُوحٍ إِذا
اسْتَطْعَمْتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ والمُطْعِمتانِ من رِجْل كلِّ طائرٍ هما
الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ والمُطْعِمَةُ من الجَوارحِ هي الإِصْبَعُ
الغَلِيظَةُ المُتَقَدِّمَةُ واطَّرَدَ هذا الاسمُ في الطير كُلِّها وطُعْمَةُ
وطِعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِمٌ كُلُّها أَسماء وأَنشد ابن الأَعرابي كَسانيَ
ثَوْبَيْ طُعْمةَ المَوْتُ إِنما ال تُّراثُ وإِنْ عَزَّ الحَبيبُ الغَنائِمُ