الخُصومَةُ
الجَدَلُ خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ يَخْصِمهُ خَصْماً غلبه بالحجة
والخُصومَةُ الاسم من التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ والخَصْمُ معروف واخْتَصَمَ القومُ
وتَخاصَموا وخَصْمُكَ الذي يُخاصِمُكَ وجمعه خُصُومٌ وقد يكون الخَصْمُ للاثنين
والج
الخُصومَةُ
الجَدَلُ خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ يَخْصِمهُ خَصْماً غلبه بالحجة
والخُصومَةُ الاسم من التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ والخَصْمُ معروف واخْتَصَمَ القومُ
وتَخاصَموا وخَصْمُكَ الذي يُخاصِمُكَ وجمعه خُصُومٌ وقد يكون الخَصْمُ للاثنين
والجمع والمؤنث وفي التنزيل العزيز وهل أَتاك نَبَأُ الخَصْمِ إِذ تَسَوَّروا
المِحْراب جعله جمعاً لأَنه سمي بالمصدر قال ابن بري شاهد الخَصْمِ وخَصْم
يَعُدُّونَ الدُّخولَ كأَنَّهُمْ قرومٌ غَيارى كلَّ أَزهَرَ مُصْعَبِ وقال ثعلب بن
صُعَيْرٍ المازِنيّ ولَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدت أَلِدَّةٍ تَغْلي صُدُورُهُمْ بِهِتْرٍ
هاتِرِ قال وشاهد التثنية والجمع والإِفراد قول ذي الرُّمَّةِ أَبَرُّ على
الخُصُومِ فليس خَصْمٌ ولا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدالا فأَفرد وثَنّى وجَمع وقوله
عز وجل هذان خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في ربهم قال الزجاج عَنى المؤمنين والكافرين وكل
واحد من الفَريقين خَصْمٌ وجاء في التفسير أَن اليهود قالوا للمسلمين دِينُنا
وكِتابُنا أَقدم من دينكم وكِتابكم فأَجابهم المسلمون بأَننا آمَنَّا بما أُنْزِلَ
إِلينا وما أُنْزِلَ إِليكم وآمَنَّا بالله وملائكته وكُتُبِهِ ورسُله وأَنتم
كفرتم ببعض فظهرتْ حُجَّةُ المسلمين والخَصِيمُ كالخَصْمِ والجمع خُصَماءُ
وخُصْمانٌ وقوله عز وجل لا تَخَفْ خَصْمان أَي نحن خَصْمانِ قال والخَصْمُ يصلح
للواحد والجمع والذكر والأُنثى لأَنه مصدر خَصَمْتُهُ خَصْماً كأَنك قلت هو ذو
خَصْم وقيل للخَصْمَيْنِ خَصمْان لأَخذ كل واحد منهما في شقٍّ من الحِجاج والدَّعْوى
قال هؤلاء خَصْمي وهو خصمي ورجل خَصِمٌ جَدِلٌ على النسب وفي التنزيل العزيز بل هم
قوم خَصِمُونَ وقوله تعالى يَخَصِّمُونَ فيمن قرأَ به لا يخلو
( * قوله « يخصمون فيمن قرأ به لا يخلو إلخ » في زاده على البيضاوي وفي قوله تعالى
يخصمون سبع قراءات الأولى عن حمزة يخصمون بسكون الخاء وتخفيف الصاد والثانية
يختصمون على الأصل والثالثة يخصمون بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد أسكنت تاء
يختصمون فأدغمت في الصاد فالتقى ساكنان فكسر أولهما والرابعة بكسر الياء إتباعاً
للخاء والخامسة يخصمون بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المكسورة نقلوا الفتحة
الخالصة التي في تاء يختصمون بكمالها إلى الخاء فأدغمت في الصاد فصار يخصمون
بإخلاص فتحة الخاء وإكمالها والسادسة يخصمون بإخفاء فتحة الخاء واختلاسها وسرعة
التلفظ بها وعدم إكمال صوتها نقلوا شيئاً من صوت فتحة تاء يختصمون إلى الخاء
تنبيهاً على أن الخاء أصلها السكون والسابعة يخصمون بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد
الصاد المكسورة والنجاة يستشكلون هذه القراءة لاجتماع ساكنين على غير حدهما إذ لم
يكن أول الساكنين حرف مد ولين وإن كان ثانيهما مدغماً ) من أَحد أَمرين إما أَن
تكون الخاء مسكنة البَتَّة فتكون التاء من يَخْتَصِمُونَ مُخْتَلَسة الحركة وإما
أَن تكون الصاد مشددة فتكون الخاءُ مفتوحة بحركة التاء المنقول إليها أَو مكسورة
لسكونها وسكون الصاد الأُولى وحكى ثعلب خاصِمِ المَرْءَ في تُراثِ أَبيه أَي
تَعَلَّقْ بشيء فإن أَصبتَه وإلاَّ لم يضرك الكلام وخاصَمْتُ فلاناً فَخصَمْتُه
أَخْصِمهُ بالكسر ولا يقال بالضم وهو شاذ ومنه قرأ حمزة وهم يَخْصِمونَ لأَن ما
كان من قولك فاعَلْتُه ففعَلْتُه فإن يَفْعِلُ منه يردّ إلى الضم إذا لم يكن حرف
من حروف الحلق من أي باب كان من الصحيح عالَمْتهُ فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ بالضم وفاخَرْته
فَفَخَرْته أَفْخَرُه بالفتح لأَجل حرف الحلق وأَما ما كان من المعتل مثل وجدت
وبِعتُ ورميت وخَشِيتُ وسَعَيْتُ فإن جميع ذلك يرد إلى الكسر إلاَّ ذوات الواو
فإنها ترد إلى الضم تقول راضَيْتُهُ فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ وخاوَفَني فخُفْتُه
أَخُوفهُ وليس في كل شيء يكون ذلك لا يفل نازعْتُه فنَزعْتُه لأنهم يستغنون عنه
بِغَلَبْتُهُ وأَما من قرأَ وهم يَخَصِّمونَ يريد يَخْتَصِمونَ فيَقْلِبُ التاء
صاداً فيدغمه وينقل حركته إلى الخاء ومنهم من لا ينقل ويكسر الخاء لاجتماع
الساكنين لأَن الساكن إذا حُرِّك حُرِّكَ إلى الكسر وأَبو عمرو يختلس حركة الخاء
اختلاساً وأَما الجمع بين الساكنين فلحن والله أَعلم وأَخْصَمْتُ فلاناً إذا
لقَّنْته حُجته على خَصْمِهِ والخُصْمُ الجانب والجمع أَخْصامٌ والخَصِمُ بكسر
الصاد الشديد الخُصُومَةِ قال ابن بري تقول خَصِمَ الرجلُ غير متعدٍّ فهو خَصِمٌ كما
قال سبحانه بل هم قوم خَصِموُنَ وقد يقال خَصِيم قال والأَظهر عندي أَنه بمعنى
مُخاصِمٍ مثل جَلِيسٍ بمعنى مُجالِسٍ وعَشيِرٍ بمعنى مُْعاشرٍ وخَدِينٍ بمعنى
مُخادنٍ قال وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى فلا تكن للخائنين خَصِيماً أَي مُخاصِماً
قال ولا يصح أَن يُقْرَأَ على هذا خَصِماً لأَنه غير مُتَعَدٍّ لأَن الخَصِمَ
العالم بالخُصومَةِ وإن لم يُخاصِمْ والخَصيم الذي يُخاصِمُ غيره والخُصْمُ طرَف
الرَّاوِيَةِ الذي بِحِيال العَزْلاءِ في مُؤَخَّرِها وطرفها الأَعلى هو العُصْمُ
والجمع أَخْصامٌ وقيل أَخْصامُ المَزادَةِ وخُصُومُها زواياها وخُصُومُ السحابة
جوانبها قال الأَخطل يصف سحاباً إذا طَعَنَتْ فيه الجَنُوبُ تَحامَلَتْ بأَعْجازِ
جَرَّارٍ تَداعَى خُصومُها أَي تَجاوبَ جوانبها بالرعد وطَعْنُ الجَنُوب فيه
سَوْقُها إياه والجَرَّار الثقيل ذو الماء تَحاملتْ بأَعجازه دفعت أَواخرَهُ
خُصومُها أَي جوانُبها والأَخْصامُ التي عند الكُلْيَةِ وهي من كل شيءٍ قال أَبو
محمد الحَذْلَمِيُّ يصف الإِبل واهْتَجَمَ العِيدانُ من أَخْصامِها والأُخْصُومُ
عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل والخُصْمُ بالضم جانب العِدْلِ وزاوِيَتُه يقال
للمتاع إذا وقع في جانب الوِعاء من خُرْج أَو جُوالِقٍ أَو عَيْبَةٍ قد وقع في
خُصْمِ الوِعاءِ وفي زاوية الوعاء وخُصْمُ كلِّ شيء طرفُه من المَزادَة والفِراش
وغيرهما وأَما عُصُمُ الرَّوايا فهي الحبال التي تُثْبَتُ في عُراها ويُشَدُّ بها
على ظهر البعير واحدها عِصامٌ وأَعْصَمْتُ المَزادة إذا شددتها بالعِصاميْنِ
وأَنشد ابن بري شاهداً على خُصْمِ كل شيء جانبه وناحيته للطِّرمّاح تُزَجِّي
عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلا وما نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ على عَمْدِ
أَخْصامها فُرَجُها وقال الأَخطل تَداعى خُصُومُها وفي الحديث قالت له أُمُّ سَلَمَةَ
أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَمِنْ عِلَّةٍ ؟ قال لا ولكنَّ السبعةَ الدَّنانير التي
أُتِينا بها أَمْسِ نسيتُها في خُصْمِ الفِراش فبِتُّ ولم أَقسمها خُصْمُ الفراش
طرفه وجانبه وخُصْمُ كلِّ شيء طرفه وجانبه والخَصْمَة من خَرَزِ الرجال يلبسونها
إذا أَرادوا أَن ينازعوا قوماً أَو يدخلوا على سلطان قربما كانت تحت فَصِّ الرجل
إذا كانت صغيرة وتكون في زِرِّه وربما جعلوها في ذُؤابة السيف وخَصَمْتُ فلاناً
غلبته فيما خاصَمْتُهُ والخُصُومَةُ مصدر خُصَمْتُه إذا غلبته في الخِصام يقال
خَصَمْته خِصاماً وخُصُومَةً وفي حديث سَهْل بن حُنَيْفٍ يوم صِفِّينَ لما حُكِّمَ
الحَكَمان هذا أَمر لا يُسَدُّ منه خُصْمٌ إِلا انفتح علينا منه خُصْمٌ أَراد
الإِخبار عن انتشار الأَمر وشدته وأَنه لا يتهيأ إصلاحُه وتَلافيه لأَنه بخلاف ما
كانوا عليه من الإتفاق وأَخْصامُ العينِ ما ضُمَّتْ عليه الأَشْفارُ والسيف
يَخْتَصِمُ
( * قوله « والسيف يختصم » كذا ذكره الجوهري هنا وغلطه صاحب القاموس وصوب أنه
بالضاد المعجمة وأقره شارحه وعضده بأن الأَزهري أيضاً ضبطه بالمعجمة )
جَفْنَه إذا أكله من حِدَّتِه
معنى
في قاموس معاجم
العَجْزُ نقيض
الحَزْم عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ
عاجِزٌ ومَرَةٌ عاجِزٌ عاجِزَةٌ عن الشيء عن ابن الأَعرابي وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ
فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز ويقال أَعْجَزْتُ
فلاناً إِ
العَجْزُ نقيض
الحَزْم عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ
عاجِزٌ ومَرَةٌ عاجِزٌ عاجِزَةٌ عن الشيء عن ابن الأَعرابي وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ
فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز ويقال أَعْجَزْتُ
فلاناً إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة العَجْزُ قال سيبويه
هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر
والعَجْزُ الضعف تقول عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز وفي حديث عمر ولا تُلِثُّوا بدار
مَعْجِزَة أَي لا تقيموا ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكتساب والتعيش وقيل
بالثَّغْر مع العيال والمَعْجِزَةُ بفتح الجيم وكسرها مفعلة من العَجْز عدم القدرة
وفي الحديث كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ وقيل أَراد بالعَجْز ترك ما
يُحبُّ فعله بالتَّسويف وهو عامّ في أُمور الدنيا والدين وفي حديث الجنة ما لي لا
يَدْخُلُني إِلاَّ سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم يريد
الأَغْبِياءَ العاجِزِين في أُمور الدنيا وفحل عَجِيزٌ عاجز عن الضِّراب كعَجِيسٍ
قال ابن دُرَيْد فحل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب قال الأَزهري وقال
أَبو عبيد في باب العنين هو العَجِيز بالراء الذي لا يأْتي النساء قال الأَزهري
وهذا هو الصحيح وقال الجوهري العَجِيز الذي لا يأْتي النساء بالزاي والراء جميعاً
وأَعْجَزَه الشيءُ عَجَزَ عنه والتَّعْجِيزُ التَّثْبِيط وكذلك إِذا نسبته إِلى
العَجْز وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ ذهب فلم يُوصَل إِليه وقوله تعالى في سورة سبأ
والذين سَعَوْا في آياتنا مُعاجِزِين قال الزجاج معناه ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا
لأَنهم ظنوا أَنهم لا يُبعثون وأَنه لا جنة ولا نار وقيل في التفسير مُعاجزين
معاندين وهو راجع إِلى الأَوّل وقرئت مُعَجِّزين وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون من
اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويُثَبِّطُونهم عنه وعن الإِيمان بالآيات وقد
أَعْجَزهم وفي التنزيل العزيز وما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء قال
الفاء يقول القائل كيف وصفهم بأَنهم لا يُعْجِزُونَ في الأَرض ولا في السماء
وليسوا في أَهل السماء ؟ فالمعنى ما أَنتم بمُعْجِزِينَ في الأَرض ولا من في
السماء بمُعْجِزٍ وقال أَبو إِسحق معناه والله أَعلم ما أَنتم بمُعْجِزِين في
الأَرض ولا لو كنتم في السماء وقال الأَخفش معناه ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض
ولا في السماء أَي لا تُعْجِزُوننا هَرَباً في الأَرض ولا في السماء قال الأَزهري
وقول الفراء أَشهر في المعنى ولو كان قال ولا أَنتم لو كنتم في السماء
بمُعْجِزِينَ لكان جائزاً ومعنى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ يقال أَعْجَزَني
فلان أَي فاتني ومنه قول الأَعشى فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه ولكن أَتاه
الموتُ لا يَتَأَبَّقُ وقال الليث أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه
وقال ابن عرفة في قوله تعالى مُعاجِزِينَ أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ
الله أَي يقاتلونهم ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عن أَمر الله وليس
يَعْجِزُ اللهَ جل ثناؤه خَلْقٌ في السماء ولا في الأَرض ولا مَلْجَأَ منه إِلا
إِليه وقال أَبو جُنْدب الهذلي جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلاً وفاتُوا في
الحجازِ ليُعْجِزُوني
( * قوله « عزان » هو هكذا بضبط الأصل وقوله « فاتوا في الحجاز » كذا بالأصل هنا
والذي تقدم في مادة ح ج ز وفروا بالحجاز )
وقد يكون أَيضاً من العَجْز ويقال عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه
وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ مالَ إليه وعاجَزَ القومُ تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره ويقال
فلان يُعاجِزُ عن الحق إلى الباطل أَي يلجأُ إليه ويقال هو يُكارِزُ إلى ثقة
مُكارَزَةً إذا مال إليه والمُعْجِزَةُ واحدة مُعْجِزات الأَنبياء عليهم السلام
وأَعْجاز الأُمور أَواخِرُها وعَجْزُ الشيء وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه
آخره يذكر ويؤنث قال أَبو خِراش يصف عُقاباً بَهِسيماً غيرَ أَنَّ العَجْزَ منها
تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا وقال اللحياني هي مؤنثة فقط والعَجُز ما بعد
الظهر منه وجميع تلك اللغات تذكر وتؤنث والجمع أَعجاز لا يُكَسَّر على غير ذلك
وحكى اللحياني إِنها لعظيمة الأَعْجاز كأَنهم جعلوا كل جزء منه عَجُزاً ثم جمعوا
على ذلك وفي كلام بعض الحكماء لا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قد وَلَّت صُدورُها
جمع عَجُزٍ وهو مؤخر الشيء يريد بها أَواخر الأُمور وصدورها يقول إِذا فاتَكَ
أَمرٌ فلا تُتْبِعه نفسَك متحسراً على ما فات وتَعَزَّ عنه متوكلاً على الله عز
وجل قال ابن الأَثير يُحَرِّض على تَدَبُّر عواقب الأُمور قبل الدخول فيها ولا
تُتْبَع عند تَوَلِّيها وفواتها والعَجُزُ في العَرُوض حذفك نون « فاعلاتن »
لمعاقبتها أَلف « فاعلن » هكذا عبر الخليل عنه ففسر الجَوْهر الذي هو العَجُز
بالعَرَض الذي هو الحذف وذلك تقريب منه وإِنما الحقيقة أَن تقول العَجُز النون
المحذوفة من « فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » أَو تقول التَّعْجيز حذف نون «
فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » وهذا كله إِنما هو في المديد وعَجُز بيت الشعر
خلاف صدره وعَجَّز الشاعرُ جاء بعَجُز البيت وفي الخبر أَن الكُمَيْت لما افتتح
قصيدته التي أَولها أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا أَقام بُرْهة لا يدري بما
يُعَجِّز على هذا الصدر إِلى أَن دخل حمَّاماً وسمع إِنساناً دخله فسَلَّم على آخر
فيه فأَنكر ذلك عليه فانتصر بعض الحاضرين له فقال وهل بأْسٌ بقول المُسَلِّمِينَ ؟
فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فقال وهل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِينا ؟ وأَيامُ العَجُوز عند
العرب خمسة أَيام صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ
الظَّعْن قال ابن كُناسَة هي من نَوْءِ الصَّرْفَة وقال أَبو الغَوْث هي سبعة أَيام
وأَنشد لابن أَحمر كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ أَيَّامِ شَهْلَتِنا من
الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها ومَضتْ صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مع الوَبْرِ
وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهبَ الشِّتاء
مُوَلِّياً عَجِلاً وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ قال ابن بري هذه الأَبيات
ليست لابن أَحمر وإِنما هي لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابي
وعَجِيزَةُ المرأَة عَجُزُها ولا يقال للرجل إِلا على التشبيه والعَجُزُ لهما
جميعاً ورجل أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة عظيما العَجِيزَةِ وقيل لا
يوصف به الرجلُ وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً بالضم عَظُمَتْ
عَجِيزَتُها والجمع عَجِيزاتٌ ولا يقولون عَجائِز مخافة الالتباس وعَجُزُ الرجل
مؤَخَّره وجمعه الأَعْجاز ويصلح للرجل والمرأَة وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة
المرأَة خاصة وفي حديث البراء رضي الله عنه أَنه رفع عَجِيزَته في السجود قال ابن
الأَثير العَجِيزَة العَجُز وهي للمرأَة خاصة فاستعارها للرجل قال ثعلب سمعت ابن
الأَعرابي يقول لا يقال عَجِزَ الرجلُ بالكسر إِلا إِذا عظم عَجُزُه والعَجْزاء
التي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فعظم عَجُزها قال هَيْفاءُ مُقْبِلَةً
عَجْزاءُ مُدْبِرَةً تَمَّتْ فليس يُرَى في خَلْقِها أَوَدُ وتَعَجَّزَ البعيرَ
ركِبَ عَجُزَه وروي عن علي رضي الله عنه أَنه قال لنا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه
وإِن نُمْنَعْه نركب أَعْجازَ الإِب وإِن طال السُّرى أَعْجاز الإِبل مآخيرها
والركوب عليها شاقّ معناه إِن مُنِعْنا حقنا ركبنا مَرْكَب المشقة صابرين عليه
وإِن طال الأَمَدُ ولم نَضْجَر منه مُخِلِّين بحقنا قال الأَزهري لم يرد عليٌّ رضي
الله عنه بقوله هذا ركوبَ المشقة ولكنه ضرب أَعْجاز الإِبل مثلاً لتقدم غيره عليه
وتأْخيره إِياه عن حقه وزاد ابن الأَثير عن حقه الذي كان يراه له وتقدّم غيره
وأَنه يصبر على ذلك وإِن طال أَمَدُه فيقول إِن قُدِّمْنا للإِمامة تقدّمنا وإِن
مُنِعْنا حقنا منها وأُخِّرْنا عنها صبرنا على الأُثْرَة علينا وإِن طالت الأَيام
قال ابن الأَثير وقيل يجوز أَن يريد وإِن نُمْنَعْه نَبْذُل الجهد في طلبه فِعْلَ
مَنْ يضرب في ابتغاء طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل ولا نبالي باحتمال طول السُّرى قال
والوجه ما تقدم لأنه سَلَّم وصبر على التأَخر ولم يقاتل وإِنما قاتل بعد انعقاد
الإِمامة له وقال رجل من ربيعة بن مالك إِن الحق بِقَبَلٍ فمن تعدّاه ظلَم ومن
قَصَّر عنه عَجَزَ ومن انتهى إِليه اكتفى قال لا أَقول عَجِزَ إِلاَّ من
العَجِيزَة ومن العَجْز عَجَز وقوله بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لك حيث تراه وهو مثل قولهم
إِن الحق عاري
( * قوله « عاري » هكذا هو في الأصل ) وعُقاب عَجْزاءُ بمؤخرها بياض أَو لون مخالف
وقيل هي التي في ذَنَبها مَسْح أَي نقص وقصر كما قيل للذنَب أَزَلُّ وقيل هي التي
ذنبها ريشة بيضاء أَو ريشتان وقيل هي الشديدة الدائرة قال الأَعشى وكأَنّما تَبِعَ
الصِّوارُ بِشَخْصِها عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها والعَجَزُ داء يأْخذ
الدواب في أَعْجازِها فتثقل لذلك الذكر أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ والعِجازَة
والإِعْجازَة ما تُعَظِّم به المرأَةُ عَجِيزَتَها وهي شيء شبيه بالوسادة تشده
المرأَة على عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ والعِجْزَةُ وابن العِجْزَةِ آخر
ولد الشيخ وفي الصحاح العِجْزَةُ بالكسر آخرُ ولد الرجل وعِجْزَةُ الرجل آخر ولد
يولد له قال واسْتَبْصَرَتْ في الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا عَجِزَةَ شَيْخَينِ
يُسَمَّى مَعْبَدا يقال فلان عِجْزَةُ ولد أَبويه أَي آخرهم وكذلك كِبْرَةُ ولد
أَبويه والمذكر والمؤنث والجمع والواحد في ذلك سواء ويقال وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَي
بعدما كَبِر أَبواه والعِجازَةُ دائرة الطائر وهي الأُصبع المتأَخرة وعَجُزُ
هَوازِنَ بنو نَصْر بن معاوية وبنو جُشَمِ ابن بكر كأَنه آخرهم وعِجْزُ القوس
وعَجْزها ومَعْجِزُها مَقْبِضها حكاه يعقوب في المبدل ذهب إِلى أَن زايه بدل من
سينه وقال أَبو حنيفة هو العِجْز ولا يقال مَعْجِز وقد حكيناه نحن عن يعقوب وعَجْز
السكين جُزْأَتُها عن أَبي عبيد والعَجُوز والعَجُوزة من النساء الشَّيْخَة
الهَرِمة الأَخيرة قليلة والجمع عُجُز وعُجْز وعَجائز وقد عَجَزَت تَعْجُزْ
عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً صارت عَجُوزاً وهي مُعَجِّز
والاسم العُجْز وقال يونس امرأَة مُعَجِّزة طعنت في السن وبعضهم يقول عَجَزَت
بالتخفيف قال الأَزهري والعرب تقول لامرأَة الرجل وإِن كانت شابة هي عَجُوزُهُ
وللزوج وإِن كان حَدَثاً هو شَيْخُها وقال قلت لامرأَة من العرب حالبي زوجكِ
فَتَذَمَّرَتْ وقالت هلا قلتَ حالبي شَيْخَكِ ؟ ويقال للرجل عَجُوز وللمرأَة
عَجُوز ويقال اتَّقِي الله في شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بعدما تصيرين عَجُوزاً قال
ابن السكيت ولا تقل عَجُوزَة والعامة تقوله وفي الحديث إِن الجنة لا يدخلها
العُجُز وفيه إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ قال ابن الأَثير العُجُز جمع عَجُوز
وعَجُوزة وهي المرأَة الكبيرة المسنَّة والعُقُر جمع عاقِرٍ وهي التي لا تلد ونَوى
العَجُوزِ ضرب من النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كما قالوا نَوى
العَقُوقِ وقد تقدّم والعَجُوز الخمر لقدمها قال الشاعر لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من
هَدايا هُ سِوى ما به الأَمِيرُ مُجِيزِي إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْ زُوجِ
بالماءِ لا لِشُرْبِ العَجُوزِ وفي التهذيب يقال للخمر إِذا عَتَقَتْ عَجُوز
والعَجُوز القِبْلة والعَجُوز البقرة والعَجُوز نَصْل السيف قال أَبو المِقْدام
وعَجُوز رأَيتُ في فَمِ كَلْبٍ جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا الكلبُ ما فوق
النصل من جانبيه حديداً كان أَو فضة وقيل الكلب مسمار في قائم السيف وقيل هو
ذُؤابَتُه ابن الأَعرابي الكلب مسمار مَقْبِض السيف قال ومعه الآخر يقال له
العَجُوز والعَجْزاءُ حَبْل من الرمل مُنْبِت وفي التهذيب العَجْزاءُ من الرمال
حَبْل مرتفع كأَنه جَلَدٌ ليس بِرُكام رمل وهو مَكْرُمَة للنبت والجمع العُجْز
لأَنه نعت لتلك الرملة والعَجُوز رملة بالدَّهْناء قال يصف داراً على ظَهْرِ
جَرْعاءِ العَجُوزِ كأَنها دَوائرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ ورجل مَعْجُوزٌ
ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عليه في المسأَلة عن ابن الأَعرابي
والعَجْزُ طائر يضرب إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الكلب الصغير يأْخذ
السَّخْلَة فيطير بها ويحتمل الصبي الذي له سبع سنين وقيل الزُّمَّجُ وجمعه
عِجْزان وفي الحديث أَنه قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم صاحبُ كِسْرى فوهب
له مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذا المِعْجَزَة هي بكسر الميم المِنْطَقَة بلغة اليمن قال
وسميت بذلك لأَنها تلي عَجُزَ المُتَنَطِّق بها والله أَعلم