الجَهْدُ بالفتح : الطَّاقَةُ والوُسْع ويُضَمّ . والجَهْد بالفتح فقط : المَشَقَّة . قال ابن الأَثير : قد تكرَّرَ لفْظ الجَهْد والجُهْد في الحديث وهو بالفتح المَشقَّةَ وقيل : المُبالغةُ والغاية . وبالضّمّ : الوُسْع والطّاقَة فأَمّا في المَشقّة والغايةِ فالفتحُ لا غَيرُ ويريدُ به في حديث أُمّ مَعْبد في الشَّاةِ الهُزالَ . ومن المضموم حديثُ الصَّدَقة : أَيُّ الصَّدَقة أَفضل ؟ قال : جُهْدُ المُقِلّ أَي قَدْرُ ما يَحتمله حالُ القليلِ المالِ . وفي التنزيل " والذِينَ لا يَجِدُون إِلاَّ جُهْدَهُمْ " قال الفراءُ : الجُهْد في هذه الآيةِ الطاقَةُ تقولُ : هذَا جُهْدي أَي طَاقَتي . وقُرِىء " والذين لا يجِدُون إِلاَّ جُهْدَهُم " و " جَهْدَهُم " بالضّمّ والفتح الجُهْد بالضّمّ : الطَّاقَة والجَهْد بالفتح من قولك اجهَدْ جَهْدَك في هذا الأَمْرِ أَي ابلغْ غايَتَك والكلام في هذا المَحلّ طَويلُ الذَّيْلِ ولكن اقتصرنا على هذا القَدْرِ لئلاَّ يُمَلَّ منه . وجَهَدَ كمنَعَ يَجْهَد جَهْداً : جَدَّ كاجْتَهدَ . وجَهَدَ دَابَّتَه جَهْداً : بَلَغَ جَهْدَهَا وحَمَلَ عليها في السَّيْر فوقَ طاقتِها كأَجْهَدَهَا . وفي الصّحاح : جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنًى . قال الأَعشي :
فجَالَتْ وَجَالَ لَهَا أَرْبَعٌ ... جَهَدْنَ لها مَعَ إِجْهَادِهَا
وجَهَدَ بزَيدٍ : امتَحَنَه عن الخَيْر وغيره . وجَهَدَ المَرضُ فُلاناً وكذا التّعَبُ والحُبُّ يَجْهَده جَهْداً : هَزَله . ومن المجاز : جَهَدَ اللَّبَنَ فهو مجهودٌ أَي أَخْرَجَ زُبْدَه كُلَّه . وفي الأَساس : يقال : سقاهُ لبناً مَجهوداً أَي منزوعَ الزُّبْد أَو أَكثرُه ماءٌ . يقال : لا تَجْهَد لَبنَك ومَرقَتَك . ومَرَقةٌ مجهودةٌ . وجَهَدَ الطّعَامَ : اشْتَهَاه كأَجْهَدَه والمجهود : المُشتَهَى من الطَّعَام واللَّبَن . قال الشَّمَّاخ يَصف إِبلاً بالغَزَارة :
تُضْحِي وقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهَا غُرَقاً ... من ناصِع اللَّون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجهودِ فمَن رَواه هكذا أَراد بالمجهود المُشْتَهَى الّذي يُلَحُّ عليه في شُرْبِه لطِيبِه وحَلاَوتِه ومن رواه حُلْوٍ غيرِ مجهود فمعناه أَنَّهَا غِزَارٌ لا يُجهدُهَا الحلَبُ فينهك لَبَنَها . وقال الأَصمعيّ في قوله غير مجهود : أَي أَنّه لايُمْذَق لأَنّه كثير . قال الأَصمعيّ كل لَبنٍ شُدَّ مَذْقُه بالماءِ فهو مَجهود . وجَهَدَ الطَّعَامَ : أَكثَرَ مِنْ أَكلِهِ وغَرْثَانُ جاهدٌ : شَهْوَانُ يَجْهَد الطّعَامَ لايَترُكُ منه شيئاً وهو مَجاز . وجَهِدَ عَيْشُه كفَرِح : نَكِدَ واشتَدَّ وعَيشٌ مَجهود . وفي الحديث أَعوذُ باللّهِ من جَهْدِ البَلاَءِ ودَرْكِ الشّقاءِ وسُوءِ القَضَاءِ وشَمَاتةِ الأَعداءِ قيل إِنّها هي الحَالَة الشَّاقَّةُ الّتي تأْتِي على الرَّجل يَخْتَارُ عَليها الموتَ أَو هو كَثْرَةُ العيَالِ والفَقْرُ وقِلَّةُ الشْيءِ . وجَهْدٌ جاهِدٌ مُبالغةٌ كما قالوا شِعْرٌ شاعِرٌ ولَيلٌ لائِلٌ . وفي الحديث أَنّه صلَّى اللّه عليه وسلّم نزَلَ بأَرْضٍ جَهَادٍ الجَهَادُ كسَحَاب : الأَرضُ الصُّلْبَةُ وقيل : هي التي لا نَبَاتَ بها وقيل : هي المُستَوِيَة ؛ وقيل الغَليظَة . وتُوصَفُ به فيقال : أَرْضٌ جَهَادٌ وعن ابنِ شُميل : الجَهَادُ : أَظْهَرُ الأَرضِ وأَسْوَاها أَي أَشدُّهَا استواءً نَبَتَتْ أَو لم تَنبُت ليس قُرْبَه جَبَلٌ ولا أَكمةٌ . والصَّحْرَاءُ جَهَادٌ . وأَنشد :
يَعودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهَادَ ويَنبُت ال ... جَهادُ بها والعُودُ رَيَّانُ أَخضَرُ وعن أَبي عَمْرٍو : الجَمَادُ والجَهَادُ : الأَرضُ الجَدْبَة التي لا شَيءَ فيها والجماعَة جُمُدٌ وجُهُدٌ قال الكُميت :
أَمْرَعَتْ في نَدَاه إِذْ قَحَطَ القَطْ ... ر فأَمْسَى جَهَادُهَا مَمطورَا وقال الفرّاءُ : أَرْضٌ جَهَادٌ وفَضَاءٌ وَبَرَازٌ بمعنًى واحدٍ . وعن ابن الأَعرابيّ : الجَهَاضُ والجَهَادُ : ثَمَرُ الأَرَاكِ وهو البَرِيرُ والمَرْدُ أَيضاً . والجِهَادُ بالكسر : القِتَالُ معَ العَدُوِّ كالمُجَاهَدة قال اللّه تعالى : " وجاهِدُوا في اللّه " يقال جَاهَدَ العَدوَّ مُجاهدةً وجِهَاداً : قاتَلَه . وفي الحديث لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ولكنْ جِهَادٌ ونِيّةٌ . الجِهادُ : مُحَاربةُ الأَعداءِ وهو المبالغةُ واستفراغُ ما في الوُسْعِ والطاقَةِ من قَوْلٍ أَو فِعْلٍ والمراد بالنِّيّة إِخلاصُ العَمَلِ للّه تعالى . قال شيخنا : والإِتيان ب مع فيه من لحْنِ العامّة كما نَصُّوا عليه . وحَقيقة الجِهاد كما قال الرّاغب : استفراغُ الوُسْع والجُهْد فيما لا يُرْتَضَى وهو ثلاثةُ أَضْرُبٍ : مُجاهدةُ العَدُوِّ الظاهِرِ والشيطانِ والنَفْسِ . وتدخل الثلاثةُ في قوله تعالى " وجَاهِدُوا في اللّهِ حَقّ جِهَاده " . ومن المَجاز : أَجْهَدَ فيه الشَّيءبُ إِجْهَاداً إِذا بدَا وكَثُر وأَسْرَعَ وانتَشَر . قال عدِيُّ ابن زيد :
لا يُوَاتِيكَ إِذْ صَحَوْتَ وإِذْ أَجْ ... هَدَ في العَارِضَيْنِ مِنك قَتِيرُ وأَجْهَدَتْ لك الأَرْضُ : بَرَزَتْ . وأَجْهَدَ لك الطّريقُ . وأَجهَدَ لك الحَقُّ أَي بَرَزَ وظَهَرَ ووَضَحَ . وأَجْهَدَ في الأَمْرِ : احتَاطَ وهو مُجْهَدٌ لك : مُحتاطٌ . قال :
نازعْتُها بالهَيْنَمَانِ وغَرَّها ... قِيلِي ومَنْ لكِ بالنَّصيح المُجْهدِوأَجهَدَ الشَّيءُ : اخْتَلَطَ نقلَه الصاغانيّ . وأَجهَدَ مَالَه : أَفْنَاه وفَرَّقَه . وفي حديث الحسن لا يجْهد الرّجُلُ مالَه ثُمَّ يَقْعُدُ يَسأَلُ النّاسَ قال النَّضر : قوله لا يجْهد الرجلُ مالَه أَي يعطيه ويُفرِّقه جَميعَه ها هنا وها هنا . ولكن الذي ضبطه الصاغانيّ بخطّه في الحديث لا يَجْهَد الرَّجُل من حَدّ ضَرَبَ - وذكَر المعنَى المذكور عن النَّضْر فتأَمَّلْ . وأَجْهَدَ علينا العَدُوُّ إِذا جَدَّ في العَداوة . وعن أَبي عَمْرٍو : يقال أَجَهدَ لي القَوْمُ أَي أَشْرَفُوا . وقال أَبو سعيد : يقال : أَجهَدَ لك الأَمْرُ فارْكَبْه أَي أَمكَنَك وأَعْرَضَ لك . وجُهَادَاكَ بالضّمّ أَنْ تَفعَلَ : أَي قُصَارَاكَ وغايَةُ أَمْرِك . وبن جُهَادَةَ بالضّمّ : بَطْنٌ منهم أَي من العرب . وقولُهم : لأَبلُغَنَّ جُهَيْدَاك في هذا الأَمرِ الجُهَيْدَي بالضّمّ مخفَّفة : الجَهْد كالعُهَيْدَي من العَهْد والعُجَيلَى من العجَلة . ومن المجاز مَرْعًى جَهِيدٌ : جَهَدَهُ المالُ وأَرْضٌ جَهِيدةُ الكَلإِ . وعن أَبي عَمْرٍو : هذه بَقْلَةٌ لا يَجْهَدُها المالُ أَي لا يُكْثِر منها . وهذا كلأٌ يَجْهَدُه المالُ إِذا كَانَ يُلِحُّ على رِعْيَته . وفي المشارِق لعياضٍ نقلاً عن ابن عَرَفَة : الجُهْد بالضّمّ الوُسْع والطّاقَة والجَهْد المبالغةُ والغاية ومنه قوله تعالى " جَهْدَ أَيْمَانِهِم " أَي بالَغُوا في اليَمِينِ واجْتَهَدُوا فيها . والتَّجاهُد : بَذْلُ الوُسْعِ والمَجهودِ كالاجْتِهادِ افتعالٌ من الجَهْدِ : الطَّاقةِ . ومما يستدرك عليه : جُهِدَ الرّجلُ كُعنِيَ : بُلِغَ جُهْدُه وقيل غُمَّ . وفي التَّهْذِيب : الجَهْدُ : بلوغك غايةَ الأَمرِ الي لا تَأْلو على الجَهْدِ فيه تقول : جَهَدْت جَهْدي وأَجْهَدتُ رأْيي ونَفْسِي حتَّى بَلَغْتُ مَجهودي وجَهَدْت فُلاناً إِذَا بَلَغتَ مَشقَّتَه وأَجْهَدءتُه على أَن يَفْعَل كذا وكذا . وفي حديث الغُسْل : إِذا جَلَسَ بين شُعَبِهَا الأَربعِ ثُمَّ جَهَدَهَا أَي دَفَعَهَا وحَفَزَها . وقيل : الجَهْد من أَسماءِ النِّكاح . والجُهْد الشيءُ القليلُ يَعيش به المُقِلّ على جَهْد العَيْش . وقال أَبو عَمْرو بن العلاءِ : حَلَف باللّه فأَجْهَدَ وسارَ فأَجْهدَ ولا يَكون فَجَهَدَ . والمُجْهِد كمُحْسِن : المُعْسِر . وجُهِدَ النّاسُ فهم مجهودون إِذا أَجدَبُوا . وأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ فمعناه ذو جَهْدٍ ومَشَقّةٍ أَو هو من أَجْهَدَ دَاَّتَه إِذا حَمَلَ عليها في السَّيْر فوقَ طاقَتِها . ورَجلٌ مُجْهِدٌ إِذا كان ذا دابّةٍ ضَعيفةٍ من التَّعب فاستَعَاره للحالِ في قلّة المال . وأُجهِدَ فهو مُجْهَد كمُكْرَم أَي أَنّه أُوقِعَ في الجَهْد أَي المَشقّة . وفي حديثِ مُعاذٍ : أَجْتَهِدُ رَأْيي الاجتهادُ : بَذْلُ الوُسْع في طَلبِ الأَمر والمراد به رَدُّ القَضِيَّة من طَرِيق القِيَاسِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة . وهو مَجاز كما في الأَسَاس . والجَهْدَانُ كسَحْبَانَ : مَن أَصابَه الجَهْدُ أَي المَشقّة وسَمَّوْا مُجَاهِداً
فَرَغَ مِنْهُ أي : منَ الشُّغْلِ كمَنَعَ وسَمِعَ ونَصَرَ الأُوَلى ذكَرَهَا يُونُسُ في كِتَابِ اللُّغَاتِ وهِيَ والثّانِيَةُ لُغَتَانِ في الثّالثَةِ قالَ الصّاغَانِيُّ : وكذلكَ فَرِغَ بالكَسْرِ يَفْرُغُ بالضَّمِّ مُرَكَّبٌ منْ لُغَتَيْنِ فُرُوغاً وفَرَاغاً فهُوَ فَرِغٌ ككَتِفٍ وفارِغٌ أي : خلا ذَرْعُه ومنْهُ قَوْلُه تعالى : وأصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فارِغاً أي خالِياً من الصَّبْرِ ومنْهُ يُقَالُ : أنا فارِغٌ وقيلَ : خالِياً منْ كُلِّ شَيءٍ إلا منْ ذكْرِ مُوسَى عليهِ السلامُ وقيلَ : فارِغاً منَ الاهْتِمامِ بهِ لأنَّ اللهَ تعالى وَعَدَها أنْ يَرُدَّهُ إليْهَا ورَجُلٌ فَرِغٌ أي : فارِغٌ كفَكِه وفاكِهٍ وفَرِهٍ وفارِهٍ ومنه قِرَاءَةُ أبي الهُذَيْلِ وأصْبحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فرِغاً
وفَرَغَ لهُ وإليْهِ كمَنَعَ وسَمِعَ ونَصَرَ فُرُوغاً وفَرَاغاً : قَصَدَ فالفَرَاغُ في اللُّغَةِ على وَجْهَيْنِ : الفَرَاغُ منَ الشُّغْلِ والآخَرُ : القَصْدُ للشَّيءِ ومنَ الأخِيرِ قَوْلُه تعالى : سنَفْرَغُ لكُمْ أيُّهَا الثَّقَلانِ لأنَّ اللهَ تعالى لا يَشْغَلُه شيءٌ عنْ شَيءِ قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : أي سَنَعْمِدُ واسْتَدَّلَ بقَوْلِ الفَرَزْدَقَ :
" ولمَّا اتَّقَى القَيْنُ العِرَاقِيَّ باسْتِهفَرَغْتُ إلى القَيْنِ المُقَيَّدِ بالحِجْلِ قالَ : أي عَمَدْتُ وفي حديثِ أبي بكْرٍ رضي الله عنه : افْرُغْ إلى أضْيافِكَ أي : اعْمِدْ واقْصِدْ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ بمَعْنَى التَّخَلِّي والفَرَاغِ ليَتَوَفَّرَ على قِرَاهُم والاشتِغَال بهِمْ وقَرَأَ قَتَادَةُ وسَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ والأعْرَجُ وعُمَارَةُ الدّارِعُ : سنَفْرَغُ لَكُمْ بِفَتْح الرّاءِ على فَرِغَ يَفْرَغُ وفَرَغَ يَفْرَغُ وقَرَأ أبو عَمْروٍ وعِيسَى بنُ عُمَرَ وأبو السّمَّالِ سَنِفْرَغُ بكَسْرِ النُّونِ وفَتْحِ الرّاءِ على لُغَةِ منْ يَكْسِرُ أوَّلَ المُسْتَقْبَلِ وقَرَأ أبو عَمْروٍ أيْضاً : سَنِفْرِغُ بكَسْرِ النُّونِ والرّاءِ وزَعَمَ أنَّ تَمِيماً تَقُول : نِعْلِمُ
ومن المَجَازِ : فَرَغَ الرَّجُلُ فُرُوغاً أي : ماتَ مِثْلُ قضَى لأنَّ جِسْمَهُ خَلا منْ رُوحِه
والفَرْغُ : مَخْرَجُ الماءِ منَ الدَّلْوِ بَيْنَ العَرَاقِي وكذلكَ الثَّرْغُ وجَمْعُهُمَا : فُلرُوغٌ وثُرُوغٌ كالفِراغ ككِتَابٍ وهُوَ ناحِيَةُ الدَّلْوِ الّتِي تَصُبُّ الماءَ منْهُ قالَ الشّاعِرُ :
" كأنَّ شِدْقَيْه إذا تَهَكَّمَا
" فَرْغَانِ منْ غَرَبَيْنِ قدْ تَخَرَما وقالَ آخَرُ :
" يَسْقِي بهِ ذاتَ فِرَاغِ عَثْجَلا
والفَرْغُ : الإناءُ فيهِ الدِّبْسُ وقالَ أعْرَابِيٌّ : تَبَصَّرُوا الشَّيَّفانَ فإنَّهُ يَصُوكُ على شَعَفَةِ المَصَادِ كأنَّهُ قِرْشَامٌ على فَرْغِ صَقْرٍ الشَّيَّفانُ كهَيَّبان : الطَّلِيعَةُ والمَصَادُ : الجَبَلُ ويَصُوكُ أي : يَلْزَمُ والقِرْشَامُ : القُرَادُ والصَّقْرُ : الدِّبْسُ
ومنْ فَرْغِ الدَّلْوِ سُمِّيَ الفَرْغانِ : فَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ وفَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ وهُمَا : مَنْزِلانِ للقَمَرِ في بُرْجِ الدَّلْوِ كُلّ واحدٍ منْهُمَا كَوْكَبَان نَيِّرانِ بَيْنَ كُلِّ كَوْكَبَيْنِ في المَرْأى قَدْرُ رُمْحٍ وفي اللِّسانِ : قَدْرُ خَمْسِ أذْرُعٍ في رَأْيِ العَيْنِ وقدْ يُجْمَعُ فيُقالُ : الفُرُوغُ بما حَوْلَهُمَا منَ الكَواكِبِ قالَ أبو خَراشِ الهُذَلِيُّ :
وظَلَّ لَنا يَوْمٌ كأنَّ أُوَارَهُ ... ذكَا النّارِ منْ فَيْحِ الفُروغِ طَوِيلُ وقالَ الجُمَحِيُّ : الفُرُوغُ : الجَوْزَاءُ وفي شَرْحِ الدِّيوانِ : فُرُوغُ الجَوْزَاءِ : نُجُومُ أعاليها
وفَرْغُ القِبَةِ بكَسْرِ القافِ وفَتْح المُوَحَدَّةِ الخَفِيفَةِ وفَرْغُ الحَفَرِ بفَتْحِ الحاءِ والفاءِ : بَلَدانِ لتَميمٍ بينَ الشَّقِيقِ وأود فيها ذِئابٌ تأْكُلُ النّاسَ
وفَرْغانَةُ : ناحِيَةٌ بالمَشْرِقِ تَشْتَمِلُ على أرْبَعِ مُدُنٍ وقَصَباتٍ كَثِيرَةٍ فالمُدُنُ : أُوشُ وأوزْجَنْدُ وكاسانُ ومَرْغِينانُ ولَيْسَتْ فَرْغَانَةُ بَلْدَةً بعَيْنِهَا
وفَرْغانُ : ة بفارِسَ ويُقَالُ لها أيْضاً فَرْغانَةُ
وفَرْغَانُ : د باليَمَنِ منْ مِخْلافِ بَنِي زُبَيْدٍ
وفَرْغانُ : جَدٌّ لأبي الحَسَنِ أحْمَدَ بنِ الفَتْحِ بنِ عَبْدِ اللهِ المَوْصِلِيِّ المُحَدِّثِ عن عُبَيدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ القاضي عن أبي يَعْلَى
والأفْراغُ : مَوَاضِعُ حَوْلَ مَكَّةَ حرسها الله تعالى هكذا في سائِرِ النُسَخِ ومِثْلُه في العُبَابِ وهُوَ غَلَطٌ منَ الصّاغَانِيُّ والمُصَنِّف قَلَّدَهُ والصَّوابُ : مَوْضِعٌ حَوْلَ مَكَّةَ كما حَقَّقَه ياقُوت في المُعْجَم وأنْشَدَ قَوْلَ الفَضْلِ اللَّهَبِيِّ :
فالهَاوَتانِ فكَبْكَبٌ فَجُتاوِبٌ ... فالبَوْصُ فالأفْرَاغُ منْ أشْقَابِ وإفْرَاغَةُ : د بالأنْدَلُسِ من أعْمَالِ مارِدَةَ كَثِيرَةُ الزَّيتُونِ تَمَلَّكَها الفِرِنْجُ في سنة 543 في أيامِ عليِّ بنِ يُوسُفَ بنِ تاشفِينَ المُلَثَّمِ ثمَّ ظاهِرُ سِياقِ المُصَنِّف كالصّاغَانِيُّ أنّه بفَتْحِ الهَمْزَةِ والصَّوابُ أنَّهُ بكَسْرِهَا كما ضَبَطَهُ ياقُوت وغَيْرُه
وفَرُغَتِ الضَّرْبَةُ ككَرُمَ : اتَّسَعَتْ فَهِيَ فَرِيغَةٌ أي : جائِفَةٌ ذاتُ فَرْغٍ أي : سَعَةٍ شُبِّهَتْ لِسَعَتِها بفَرْغِ الدَّلْوِ وهوَ مجازٌ قالَ لَبيدٌ رضي الله عنه :
وكُلُّ فَرِيغَةٍ عَجْلَى رَمُوحٍ ... كأنَّ رَشَاشَها لَهَبُ الضِّرامِ وكذلكَ ضَرْبَةٌ فَرِيغٌ بلا هاءٍ أيْضاً
والفَرِيغُ : مُسْتَوَىً منَ الأرْضِ كأنَّهُ طَرِيقٌ وهُوَ الوَاسِعُ وهُوَ مجازٌ وقيلَ : هُوَ الّذِي قَدْ أُثِّرَ فيهِ لكَثْرَةِ ما وُطئَ قالَ أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
فأجَزْتُه بأفَلَّ يُحْسَبُ أثْرُه ... نَهْجاً أبانَ بذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ شَبَهَ بَيَاَ الفِرِنْدِ بوُضُوحِ هذا الطَّرِيق
والفَرِيغُ منَ الخَيْلِ : الهِمْلاجُ الوَاسِعُ المَشْيِ كالفراغِ ككِتَابٍ وقدْ فَرُغَ فَرَاغَةً وهو مجَازٌ
وقيلَ : الفَرِيغُ : هُوَ الجَوَادُ البَعِيدُ الشَّحْوَةِ قالَ الشّاعِرُ :
ويَكادُ يَهْلِكُ في تَنُوفَتِه ... شَأْوُ الفَرِيغِ وعَقْبُ ذِي العَقْبِ وقالَ كُراع : هِمْلاجٌ فَرِيغٌ : سَرِيعٌ أيْضاً والمَعْنَيانِ مُتَقَارِبَان
ويُقَالُ : دَابَّهٌ فِراغُ السَّيْرِ أي : سَرِيعُ المَشْيِ واسِعُ الخُطَا وفي الحديثِ : أنَّ رَجُلاً منَ الأنْصَارِ قالَ : حَمَلْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمارٍ لنا قَطُوفٍ فنَزَلَ عَنْهُ فإذا هُوَ فِراغٌلا يُسَايَرُ أي : سَرِيعُ المَشْيِ واسِعُ الخُطْوَةِ وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : حِمارٌ فَرِيغٌ : واسِعُ المَشْيِ وقدْ عُلِمَ من ذلكَ أنَّه يُطْلَقُ على غَيْرِ الخَيْلِ أيْضاً
والفَرِيغَةُ : المَزَادَةُ الكَثِيرَةُ الأخْذِ للماءِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كأنَّهَا ذاتُ فَرْغٍ أي : سعَةٍ وهُو مجازٌ
والفِراغُ ككِتابٍ : العِدْلُ منْ الأحْمَالِ بلُغَةِ طَيِّئٍ قالَهُ أبو عَمْروٍ
وقالَ الأصْمَعِيُّ : الفِرَاغُ : حَوْضٌ واسِعٌ ضَخْمٌ منْ أدَمٍ قالَ أبو النَّجْمِ :
" تَهْدِي بها كُلَّ نِيافٍ عَنْدَلِ
" طاوِيَةٍ جَنْبَيْ فِرَاغٍ عَثْجَلِ والفِراغُ : الإنَاءُ بعَيْنِه عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ وفي التّهْذِيبِ : كُلُّ إناءٍ عِنْدَ العَرَبِ : فِراغٌ
وقالَ أبو زَيْدٍ : الفِرَاغُ : الغَزِيرَةُ منَ النُّوقِ الوَاسِعَةُ جِرَابِ الضَّرْعِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ
والفِرَاغُ في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ :
ونَحَتْ لَهُ عنْ أزْرِ تَأْلبَةٍ ... فِلْقٍ فِرَاغِ مَعَابِلٍ طُحْلِ القَوْسُ الوَاسِعَةُ جُرْحِ النَّصْلِ ونَحَتْ : تَحَرَّفَتْ أي : رَمَتْهُ عن قَوْس وأزْر : قُوَّةٌ وزِيَادَةٌ والضَّمِيرُ في له لامْرِئ القَيْسِ
أو الفِرَاغُ هُنَا : القَوْسُ البَعِيدَةُ السَّهْمِ ويُرْوَى فِرَاغَ بالنَّصْبِ أي : نَحَتْ فِرَاغَ والمَعْنَى كأنَّ هذه المَرْأَةَ رَمَتْهُ بسَهْمٍ في قَلْبِه
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الفِراغُ : القَدَحُ الضَّخْمُ الّذِي لا يُطَاقُ حَمْلُه ج : أفْرِغَةٌ كجِرَابٍ وأجْرِبَةٍ
وقيلَ : الفِرَاغُ في قَوْل امْرِئِ القَيْسِ السّابِقِ : النِّصالُ العَرِيضَةُ وأرادَ بالأرْزِ : القَوْسَ نَفْسَها
وفَرِغَ الماءُ كفَرِحَ : انْصَبَّ الأوْلَى كسَمِعَ ليُطابِقَ مَصْدَرَه فَرِغَ فَرَاغاً كسَمِعَ سَمَاعاً وهُوَ نَصُّ اللِّسانِ وفي العُبابِ : فَرِغَ الماءُ بالكَسْرِ ففيهِ إشارَةٌ لمَا قُلْنا وأمّا إذا كانَ كفَرِحَ فيَلْزَمُ أنْ يكُونَ مَصْدَرُه فَرَغاً مُحَرَّكَةً ولا قائِلَ بهِ فتأمَّلْ
والفَرَاغَةُ : الجَزَعُ والقَلَقُ قالَ :
" يَكادُ منَ الفَرَاغَةِ يُسْتَطارُ والفُرَاغَةُ بالضَّمِّ : نُطْفَةُ الرَّجُلِ أي مَنِيُّه نَقَلَه ابنُ سِيدَه والجَوْهَرِيُّ
والفِرْغُ بالكَسْرِ : الفَرَاغُ قالَ طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدٍ الأسَدِيُّ في قَتْلِ ابنِ أخيهِ حِبَالِ بنِ سَلَمَةَ بنِ خُوَيْلِدٍ :
فما ظَنُّكُمْ بالقَوْمِ إذْ تَقْتُلُونَهُمْ ... ألَيْسُوا وإنْ لَمْ يُسْلِمُوا برِجَالِ وأنشدَ :
فإنْ تَكُ أذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْوَةٌ ... فلَمْ تَذْهَبُوا فِرْغاً بقَتْلِ حِبَالِ ويُقَالُ : ذَهَبَ دَمُهُ فِرْغاً بالكَسْرِ : ويُفْتَحُ أي : باطِلاً هَدرَاً لم يُطْلَبْ بهِ وزادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وكذا ذَهَبَتْ دِماؤُهُمْ فَرْغاً
والأفْرَغُ : الفارِغُ ومنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" لَوْ كُنْتُ أسْطِيعُكَ لمْ يُشَغْشَغِ
" شِرْبِي وما المَشْغُولُ مِثْلُ الأفْرَغِ ومن المَجَازِ : الطَّعْنَةُ الفَرْغَاءُ هي : الوَاسِعَةُ يَسِيلُ دَمُها كأنَّها ذاتُ فَرْغٍ شُبِّهَتْ لِسَعَتِهَا بِفَرْغِ الدَّلْوِ
وأفْرَغَهُ إفْرَاغاً : صَبَّهُ كفَرَّغَهُ تَفْرِيغاً وفي التنزيلِ ربنا أفْرِغْ عليْنَا صَبْراً أي : اصْبُبْ كما تُفْرَغُ الدَّلْوُ أي : تُصَبُّ وقيلَ : أنْزِلْ عَلَيْنَا صَبْراً يَشْتَمِلُ عَلَيْنَا وهُوَ مجازٌ
وأفْرَغَ الدِّماءَ : أراقَهَا
ويُقَالُ : حَلْقَةٌ مُفْرَغَةٌ : إذا كانَتْ مُصْمَتَة الجَوَانِبِ غَيْرَ مَقْطُوعَةٍ وفي الأساسِ : هُمْ كالحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ لا يُدْرَى أيْنَ طَرَفَاهَا
وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ : إخْلاؤُها وقَرَأ الحَسَنُ البَصْرِيُّ وأبو رجاءٍ والنَّخَعِيُّ وعِمْرَانُ بنُ جَرِيرٍ : حتى إذا فُرِّغَ عنْ قُلُوبِهِمْ وتَفْسيرُه : أخْلَى قلُوبَهُمْ منَ الفَزَعِ وقالَ ابنُ جِنِّي في كتابِ الشَّواذِّ فُرِّغَ وفُزِّعَ وافْرُنْقِعَ بمَعْنَىً واحِدٍويَزِيدُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ مُفَرِّغٍ كمُحَدِّثٍ الحِمْيَرِيُّ : شاعِرٌ يُقَالُ : إنَّ جَدّه راهَنَ على أنْ يَشْرَبَ عُسّاً منْ لَبَنٍ ففَرَّغَهُ شُرْباً وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ في نَسَبِ حِمْيَرَ هُوَ يَزِيدُ بن زِيادِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ مُفَرِّغٍ وكانَ حَلِيفاً لآلِ خالِدِ بنِ أسِيدِ بنِ أبي العِيصِ بن أُمَيَّةَ قالَ : ولَهُ اليَوْمَ عَقِبٌ بالبَصْرَةِ وهكذا قَرَأْتُه في أنْسَابِ أبي عُبَيْدٍ أيْضاً
والمُسْتَفْرِغَةُ منَ الإبِل : الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ
ومن المَجَازِ : المُسْتَفْرِغَةُ منَ الخَيْلِ : الّتِي لا تُدَّخِرُ منْ حُضْرِها شَيئاً أي : منْ عَدْوهَا
واسْتَفْرَغَ : تَقَيَّأ وفي اصْطِلاحِ الأطِبّاءِ : تَكَلَّفَ القَيءَ
ومن المَجَازِ : اسْتَفْرَغَ مَجْهُودَهُ في كذا أي : بَذَلَ طاقَتَهُ ولَمْ يُبْقِ منْ جُهْدِه شَيئاً
وتَفَرَّغَ أي تَخَلَّى منَ الشُّغْلِ يُقَالُ : تَفَرَّغَ لكَذا ومنْ كذا ومنْهُ الحديثُ : تَفَرَّغُوا منْ هُمُومِ الدُّنْيا ما اسْتَطَعْتُم
وافْتَرَغْتُ لِنَفْسِي ماءً : صَبَبْتُه وفي العُبابِ : افْتَرَغْتُ : صَبَبْتُ على نَفْسِي : وافْتَرَغْتُ منَ المَزَادَةِ لنَفْسِي ماءً : إذا اصْطَبَبْتَهُ وفي اللِّسانِ : افْتَرَغَ : أفْرَغَ على نَفْسِه الماءَ وصَبَّهُ عليهِ وفي الأساسِ : رَأيْتُهُ يَغْتَرِفُ الماءَ ثُمَّ يَفْتَرِغُه على نَفْسِه
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : إناءٌ فُرُغٌ بضمَّتَيْنِ أي : مُفَرَّغٌ كذُلُلٍ بمَعْنَى مُذَلَّلٍ وبه قَرَأَ الخَلِيلُ : وأصْبَحَ فُؤَادث أُمِّ مُوسَى فُرُغاً أي : مُفَرَّغاً
وقَوْسٌ فُرُغٌ بضَمَّتَيْنِ وفِراغٌ ككِتَابٍ : بغَيْرِ وَتَرٍ وقيلَ : بِغَيْرِ سَهْمٍ
وناقَةٌ فِرَاغٌ بالكَسْرِ : بغَيْرِ سِمَةٍ
والفَرْغُ بالفَتْحِ : السَّيَلان
وفِرَاغث النّاقَةِ بالكَسْرِ : ضَرْعُها وهكذا فُسِّرَ بهِ قَوْلُ أبي النَّجْمِ السّابِقُ أرادَ أنَّه قدْ جَفَّ ما فيهِ منَ اللَّبَنِ فتَغَضَّنَ
والفَرِيغُ كأمِيرٍ : العَرِيضُ
وسَهْمٌ فَرِيغٌ أي حديدٌ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي الله عنه :
فَرِيغَ الغِرارِ على قَدْرِهِ ... فشَكَّ نَوَاهِقَهُ والْفَمَا وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كذلكَ وكذلكَ رَجُلٌ فَرِيغٌ : إذا كانَ حَدِيدَ اللِّسانِ
ورَجُلٌ فِرَاغٌ ككِتَابٍ : سَريع المَشْيِ واسِعُ الخُطَا
وفَرَغَ عليهِ الماءَ : صَبَّهُ عنْ ثَعْلَبٍ وأنْشَدَ :
" فَرَغْنَ الهَوَى في القَلْبِ ثُمَّ سَقَيْنَهُصُباباتِ ماء الحُزْنِ بالأعْيُنِ النُّجْلِ والإفْرَاغَةُ : المَرَّةُ الواحِدَةُ من الإفْرَاغِ ومنْهُ الحَدِيثُ : كانَ يُفْرِغُ على رَأْسِه ثلاثَ إفْرَاغاتٍ
وأفْرَغَ عِنْدَ الجِماعِ : صَبَّ ماءَهُ
وأفْرَغَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ وغَيْرَهُمَا منَ الجَوَاهِرِ الذّائِبَةِ : صَبَّهَا في قالَبٍ . ودِرْهَمٌ مُفْرَغٌ كمُكْرَمٍ مَصْبُوبٌ في قالَبٍ لَيْسَ بمَضْرُوبٍ ومَفْرَغُ الدَّلْوِ كمَقْعَدٍ : ما يلي مُقَدَّمَ الحَوْضِ
والفَرْغَانُ : الإنَاءُ الوَاسِعُ
والفِرَاغُ بالكَسْرِ : الأوْدِيَةُ عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ ولم يَذْكُرْ لها واحداً ولا اشْتَقَّها
وقالَ ابنُ بَرِّيّ : الفَرْغُ : الأرْضُ المُجْدِبَةُ قالَ مالكٌ العَلِيمِيُّ :
" انْجُ نَجاءً منْ غَرِيمٍ مَكْبُولْ
" يُلْقَى عَلَيه النَّيْدُلانُ والغُولْ
" واتَّقِ أجْساداً بفَرْغٍ مَجْهُولْ ومَفَارِغُ الدَّلْوِ : مَصَابُّهَا جَمْعُ فَرْغٍ كما في الأساسِ أوْ جَمْعُ مَفْرَغٍ
وفي الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ إني أسْأَلُكَ العَيْشَ الرّافِغَ والبالَ الفَارِغَ
ومن المَجَازِ : يُقَالُ : هذا كلامٌ فارِغٌ
ويُقَالُ في الوَعِيدِ : لأفْرَغَنَّ لَكَ
وقدْ أفْرَغَ عليهِ ذَنُوباً : إذا ناطَقَه بما يُتَشَوَّرُ منْه أي : يُسْتَحْيَا ويُخْجِلُ ومنْهُ قَوْلُ الأخْطَلِ في حقِّ الشَّعْبِيِّ : أنا اسْتَفْرِغُ من إناءٍ واحِدٍ وهو يسْتَفْرِغُ منْ أوانٍ شَتَّى يُرِيدُ سَعَةَ حِفْظِ الشَّعْبِيِّوالمَفْرَغُ : بضمِ المِيمِ وفَتْحِهَا فالضَّمُّ : بمَعْنَى الإفْراغِ والفَتْحُ بمَعْنَى المَوْضِعِ وبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِيبِ المَفْرَغِ فشغ