الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصه
الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها
وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب
تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل
فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف
الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى
أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج
أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على
ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به
وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم
استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما
قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما
أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ
والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا
هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ
مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة
الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل
العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ
واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة
والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي التنزيل العزيز أَلا إِلى الله تصير
الأُمورُ وقوله عز وجل وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها قيل ما يُصلحها وقيل
ملائكتَهَا كل هذا عن الزجاج والآمِرَةُ الأَمرُ وهو أَحد المصادر التي جاءت على
فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة وقالوا في الأَمر أُومُرْ
ومُرْ ونظيره كُلْ وخُذْ قال ابن سيده وليس بمطرد عند سيبويه التهذيب قال الليث
ولا يقال أُومُرْ ولا أُوخُذْ منه شيئاً ولا أُوكُلْ إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ
في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت
وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل وأْمُرْ أَهلك بالصلاة فأَما كُلْ من أَكَلَ
يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ويقولون وكُلا وخُذَا
وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ قال وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ
وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ
أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفعل الذي أَوله
همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل إِيسِرْ يا فلانُ إِيْبِقْ
يا غلامُ وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا
إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً قال وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن
يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً
للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو فاستثقلت العرب جمعاً
بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا مُرْ فلاناً
بكذا وكذا وخُذْ من فلان وكُلْ ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ إِلا أَنهم
قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام
يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ فردوه إِلى
أَصله وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في
اللفظ ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا
الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ قال الله
تعالى وكُلا منها رَغْداً ولم يقل وأْكُلا قال فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى
أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا
الشيء إلى أَصله وربما بنوه على ما سبق وربما كتبوا الحرف مهموزاً وربما تركوه على
ترك الهمزة وربما كتبوه على الإِدغام وكل ذلك جائز واسع وقال الله عز وجل وإِذا
أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها قرأَ أَكثر
القراء أَمرْنا وروى خارجة عن نافع آمَرْنا بالمدّ وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه
مقصوراً وروي عن أَبي عمرو أَمَّرْنا بالتشديد وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف
الميم وبالقصر وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير أَمَّرْنا وسائر
الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ أَمَرْنا خفيفةً فسَّرها
بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة
خالَفَ إِلى الفسق قال الفراء وقرأَ الحسن آمَرْنا وروي عنه أَمَرْنا قال وروي عنه
أَنه بمعنى أَكْثَرنا قال ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا
ومعنى آمَرْنا بالمد أَكْثَرْنا قال وقرأَ أَبو العالية أَمَّرْنا مترفيها وهو
موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا وقال أَبو إِسحق
نَحْواً مما قال الفراء قال من قرأَ أَمَرْنا بالتخفيف فالمعنى أَمرناهم بالطاعة
ففسقوا فإِن قال قائل أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك
أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ومثله قوله
أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها أَمَرْتُكَ فعصيتَني فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ
الأَمْرِ وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله وقرأَ الحسن أَمِرْنا مترفيها على مثال
عَلِمْنَا قال ابن سيده وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً قال الجوهري معناه
أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا قال وقد تكون من الإِمارَةِ قال وقد قيل إِن معنى
أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها قال والدليل على هذا قول النبي صلى الله
عليه وسلم خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي
مُكَثِّرَةٌ والعرب تقول أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم
مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود وقال لبيد إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا
وإِنْ أَمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله
مُهْرَةٌ مَأْمورة إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ قال وفيها لغتان قال
أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة وقال غيره إِنما هو
مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة فلما ازْدَوَجَ اللفظان
جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب إِني آتيه بالغدايا والعشايا
وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً
للفظين ولها نظائر قال الجوهري والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال
صلى الله عليه وسلم ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات وإِنما هو مَوْزُورات من
الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا وقال أَبو زيد مُهْرَةٌ مأْمورة
التي كثر نسلها يقولون أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها وأَمِرَ
القومُ أَي كَثُرُوا قال الأَعشى طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لا
يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا وفيه
لغتان أَمَرَها فهي مأْمُورَة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ومنه حديث أَبي سفيان لقد
أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلى الله عليه
وسلم ومنه الحديث أن رجلاً قال له ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال والله
لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ومنه حديث ابن مسعود كنا نقول في الجاهلية قد
أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا وأَمِرَ الرجلُ فهو أَمِرٌ كثرت ماشيته وآمَره الله
كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ولا يقال أَمَرَه فأَما قوله ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى
ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ومثله كثير وقيل آمَرَه وأَمَرَه لغتان قال أَبو
عبيدة آمرته بالمد وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ
فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك قال يعقوب ولم يقله أَحد
غيره قال أَبو الحسن أَمِرَ مالُه بالكسر أَي كثر وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً
كَثُرَتْ أَموالهم ورجل أَمُورٌ بالمعروف وقد ائتُمِرَ بخير كأَنَّ نفسَه
أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا تَمَارَوْا
وأَجْمَعُوا آراءَهم وفي التنزيل إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك قال أَبو
عبيدة أَي يتشاورون عليك ليقتلوك واحتج بقول النمر بن تولب أَحَارُ بنَ عَمْرٍو
فؤَادِي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره وهذا الشعر لامرئ
القيس والخَمِرُ الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا
ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه قال القتيبي هذا غلط كيف يعدو
على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به
من الشر قال وقوله إِن المَلأَ يأْتمرون بك أَي يَهُمون بك وأَنشد إِعْلمَنْ أَنْ
كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي أَحْيَانَا قال يقول من ركب أَمْراً بغير
مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً قال وقوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف أَي هُمُّوا به
واعْتَزِمُوا عليه قال ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال يَتَأَمَّرُونَ بك وقال
الزجاج معنى قوله يَأْتِمرُونَ بك يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك قال أَبو منصور
ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا
واختصموا وتخاصموا ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي
قتلك قال وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي
يأْتيه وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى قال فمعنى قوله
يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي
إِنه بمعنى يهمون بك قال وأَما قوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف فمعناه والله أَعلم
لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من
ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً وقال العجاج لَمّا رَأَى
تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً
يقال بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك وقال شمر في تفسير حديث عمر رضي الله عنه الرجالُ
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ قال شمر معناه ارْتَأَى وشاور
نفسه قبل أَن يواقع ما يريد قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه
فلا بد أَن يخطئ الأَحيان قال وقوله ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره ويقال
ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا وقال الأَعشى
فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال ومنه قوله لا
يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه
ويَعْقِدُ عليه وقال أَبو عبيد في قوله ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه
الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه الجوهري
وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله قال امرؤٌ القيس ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما
تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك ويقال ائْتَمَرُوا به إِذا
هَمُّوا به وتشاوروا فيه والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ المشاوَرَةُ وكذلك
التَّآمُرُ على وزن التَّفاعُل والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيه وقيل هو الذي
يَسْبِقُ إِلى القول قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي
خَمِرْ ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ
لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ
شاوره وقال غيره آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول
وأَمَرْتُه وفي الحديث أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي
وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل
مُواقَعَة الأَمر وقيل المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ومنه الحديث
الآخر لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه ويقال لكل من فعل فعلاً
من غير مشاورة ائْتَمَرَ كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ومن
المُؤَامَرَةِ المشاورةُ في الحديث آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن
في تزويجهن قال ويقال فيه وأَمَرْتُه وليس بفصيح قال وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس
بواجب مثل قوله البِكر تُسْتَأْذَنُ ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر
فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها
ومنه حديث عمر آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى
للأُلفة وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى
الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها
الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء
حقوق النكاح وعلى نحو من هذا يتأَول قوله لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها
وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح
فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة وقوله في حديث آخر البكر تُسْتَأْذَنُ
والثيب تُسْتَأْمَرُ لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق وفي
حديث المتعة فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة
( * قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) وأَمَّارة
يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره والأَميرُ الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ
الإِمارة والأَمارة والجمعُ أُمَراءُ وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ
وأَمِرَ كوَليَ قال قد أَمِرَ المُهَلَّبُ فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم
فاذْهَبوا وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً وأَمَّرَ
أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً ويقال ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ بالكسر
وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ بالضم أَي صارَ
أَميراً والأُنثى بالهاء قال عبدالله بن همام السلولي ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو
بهنْدٍ لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة بالكسر وحكى
ثعلب عن الفراء كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ بفتح الميم وهي الإِمْرَة وفي
حديث علي رضي الله عنه أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه الإِمْرَة بالكسر
الإِمارة ومنه حديث طلحة لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك وقالوا عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ
ففتحوا التهذيب ويقال لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة بالفتح لا غير ومعناه لك عليَّ
أَمْرَةٌ أُطيعك فيها وهي المرة الواحدة من الأُمور ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر إِنما
الإِمرة من الولاية والتَّأْميرُ تَوْلية الإِمارة وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ مُمَلَّكٌ
وأَمير الأَعمى قائده لأَنه يملك أَمْرَه ومنه قول الأَعشى إِذا كان هادي الفتى في
البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ الرُّؤَساءُ وأَهل العلم
وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً فهو أَمِرٌ كَثُرَ وتَمَّ قال أُمُّ عِيالٍ
ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم الإِمْرُ وزرعٌ أَمِرٌ كثير عن اللحياني ورجل أَمِرٌ
مباركٌ يقبل عليه المالُ وامرأَة أَمِرَةٌ مباركة على بعلها وكلُّه من الكَثرة
وقالوا في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء
وأَمَرَتُه زيادته وكثرته وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم
وعددهم الفراء تقول العرب في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه
ونفقته تقول في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه والأَمَرَةُ الزيادة والنماءُ
والبركة ويقال لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة من قولك أَمِرَ المالُ إِذا كثر
قال ووجه الأَمر أَول ما تراه وبعضهم يقول تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا
كَثُرَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه قال
أَبو منصور والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة قال ابن بزرج قالوا
في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه ورجل أَمِرٌ
وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين والإِمَّرُ الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ
الضأْنِ والأُنثى إِمَّرَةٌ وقيل هما الصغيران من أَولادِ المعز والعرب تقول للرجل
إِذا وصفوه بالإِعدامِ ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ
وقيل ما له شيء والإِمَّرُ الخروف والإِمَّرَةُ الرِّخْلُ والخروف ذكر والرِّخْلُ
أُنثى قال الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا
إِمَّراً ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ أَحمق ضعيف لا رأْي له وفي التهذيب لا عقل له إِلا
ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ قال امرؤُ القيس وليس بذي
رَيْثَةٍ إِمَّرٍ إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال رجل إِمَّرٌ لا رأْي له
فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه وأَنشد شمر إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها
إِمَّرَةً ولا إِمَّراً قال معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له
يُدَبِّرُها وفي حديث آدم عليه السلام من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً
الإِمَّرَةُ بكسر الهمزة وتشديد الميم تأْنيث الإِمَّرِ وهو الأَحمق الضعيف الرأْي
الذي يقول لغيره مُرْني بأَمرك أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير قال وقد
تطلق الإِمَّرَة على الرجل والهاء للمبالغة يقال رجل إِمَّعَةٌ والإِمَّرَةُ
أَيضاً النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة وقال ثعلب في قوله رجل
إِمَّرٌّ قال يُشَبَّه بالجَدْي والأَمَرُ الحجارة واحدتُها أَمَرَةٌ قال أَبو زبيد
من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي
زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه
أَمَرٌ كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ جمع عانة وهي حُمُرُ الوحش
ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ وساحة وسُوحٌ وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم
في البيت الذي قبله وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه والأَمَرُ
بالتحريك جمع أَمَرَّةٍ وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة وهو بفتح
الهمزة والميم وقال الفراء يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ وقال أَبو عمرو
الأَمَرَاتُ الأَعلام واحدتها أَمَرَةٌ وقال غيره وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ وقال حميد
بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ
علامَةٍ تُعَدُّ فهي أَمارةٌ وتقول هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة وأَنشد
إِذا طلَعَتْ شمس النهار فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ فسَلِّمي ابن سيده
والأَمَرَةُ العلامة والجمع كالجمع والأَمارُ الوقت والعلامة قال العجاجُ إِذّ
رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري وصواب إِنشاده
وأَمارِ مدتي بالإِضافة والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى والهاء في
ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج يقول إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت
انتهاء مدني وفي حديث ابن مسعود ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ
أَمارٍ الأَمارُ والأَمارةُ العلامة وقيل الأَمارُ جمع الأَمارَة ومنه الحديث
الآخر فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ الرابية والجمع أَمَرٌ والأَمارة
والأَمارُ المَوْعِدُ والوقت المحدود وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ وعَمَّ ابنُ
الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال الأَمارةُ الوقت ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود
؟ ابن شميل الأَمَرةُ مثل المنارة فوق الجبل عريض مثل البيت وأَعظم وطوله في
السماء أَربعون قامة صنعت على عهد عاد وإِرَمَ وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار
وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها
كأَنها خِلْقَةٌ الأَخفش يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ والاسم الإِمْرُ
بكسر الهمزة قال الراجز قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا داهِيَةً دَهْياءَ
إِدّاً إِمْرا ويقال عَجَباً وأَمْرٌ إِمْرٌ عَجَبٌ مُنْكَرٌ وفي التنزيل العزيز
لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً قال أَبو إِسحق أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر وقيل
الإمْرُ بالكسر والأَمْرُ العظيم الشنيع وقيل العجيب قال ونُكْراً أَقلُّ من قوله
إِمْراً لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة قال ابن سيده وذهب
الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً واشتقه من قولهم
أَمِرَ القوم إِذا كثُروا وأَمَّرَ القناةَ جعل فيها سِناناً والمُؤَمَّرُ
المُحَدَّدُ وقيل الموسوم وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ قال ابن مقبل وقد كان
فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا
والمُؤَمَّرُ أَيضاً المُسَلَّطُ وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ وقال خالد في
تفسير الزاعبي المؤَمر قال هو المسلط والعرب تقول أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها
سِناناً والزاعبي الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في
مُقدَّمه ومنه قيل مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع حكاه عن الأَصمعي ويقال
فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب ومتا
بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ وأَنت أَعلم بتامورك تامورهُ وعاؤُه يريد أَنت أَعلم
بما عندك وبنفسك وقيل التَّامورُ النَّفْس وحياتها وقيل العقل والتَّامورُ أَيضاً
دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته وقيل هو القلب نفسه وربما جُعِلَ خَمْراً وربما جُعِلَ
صِبغاً على التشبيه والتامور الولدُ والتّامور وزير الملك والتّامور ناموس الراهب
والتَّامورَةُ عِرِّيسَة الأَسَدِ وقيل أَصل هذه الكلمة سريانية والتَّامورة
الإِبريق قال الأَعشى وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها والتَّامورة الحُقَّة
والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ الإِنسان وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن
من هذه المرأَة وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد وما بالركية تامورٌ يعني الماءَ
قال أَبو عبيد وهو قياس على الأَوَّل قال ابن سيده وقضينا عليه أَن التاء زائدة في
هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب والتَّامور من دواب البحر وقيل هي دوَيبةٌ
والتَّامور جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ
رأْسه وآمِرٌ السادس من أَيام العجوز ومؤُتَمِرٌ السابع منها قال أَبو شِبل الأَعرابي
كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه
مؤُتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس
بالحذر والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في
موضعها قال الأَزهري قال البُستْي سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر
الناس بالحذر منه وسمي الآخر مؤتمراً قال الأَزهري وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً
لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم
والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ويوم عاصف تَعْصِف فيه
الريحُ ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من
عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ المُحَرَّمُ
أَنشد ابن الأَعرابي نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ
دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال القَمِرُ المتكبر والجمع مآمر ومآمير قال ابن
الكلبي كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً وصَفَرَ ناجِراً وربيعاً الأَول
خُوَّاناً وربيعاً الآخر بُصاناً وجمادى الأُولى رُبَّى وجمادى الآخرة حنيناً
ورَجَبَ الأَصمَّ وشعبان عاذِلاً ورمضان ناتِقاً وشوّالاً وعِلاً وذا القَعْدَةِ
وَرْنَةَ وذا الحجة بُرَكَ وإِمَّرَةُ بلد قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد وأَهْلُكَ
بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ موضع قال الراعي وافْزَعْنَ في وادي
الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور
يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم وإِياه عنى الفرزدق بقوله هَلْ تَذْكُرُون
بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ
أَمَرَ وهو بفتحِ الهمزة والميم موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله صلى
الله عليه وسلم لجمع محارب
معنى
في قاموس معاجم
المَرْتُ مفازة
لا نبات فيها أَرْضٌ مَرْتٌ ومكان مَرتٌ قَفْرٌ لا نبات فيه وقيل الأَرضُ التي لا
نَبْتَ فيها وقيل المَرْتُ الذي ليس به قليل ولا كثير وقيل هو الذي لا يَجفُّ
ثَرَاه ولا يَنْبُت مَرْعاه وقيل المَرْتُ الأَرضُ التي لا كلأَ بها وإِن مُطِرَتْ
و
المَرْتُ مفازة
لا نبات فيها أَرْضٌ مَرْتٌ ومكان مَرتٌ قَفْرٌ لا نبات فيه وقيل الأَرضُ التي لا
نَبْتَ فيها وقيل المَرْتُ الذي ليس به قليل ولا كثير وقيل هو الذي لا يَجفُّ
ثَرَاه ولا يَنْبُت مَرْعاه وقيل المَرْتُ الأَرضُ التي لا كلأَ بها وإِن مُطِرَتْ
والجمع أَمْراتٌ ومُرُوتٌ قال خِطامٌ المُجاشِعِيُّ ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ
مَرْتَيْنِ ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن جُبْتُهما بالنَّعْتِ لا
بالنَّعْتَيْن والاسم المُروتةُ وحكى بعضهم أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ قال كثير
وقَحَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى مَرُوتُ الرِّعْيِ ضاحيةُ الظِّلالِ هكذا رواه
أَبو سعيد السُّكَّري بالفتح وغيره يَرْوِيه مُرُوتُ الرِّعْيِ بالضم وقيل أَيضاً
أَرضٌ مَمْرُوتةٌ قال ابن هَرْمَةَ كم قد طَوَيْنَ إِليك من مَمْرُوتَةٍ ومَناقِلٍ
مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ فإِنْ مُطِرَتْ في الشتاء فإِنها لا
يقال لها مَرْتٌ لأَِن بها حينئذ رَصَداً والرَّصَدُ الرَّجاءُ لها كما تُرْجَى
الحاملة ويقال أَرضٌ مُرْصِدة وهي قد مُطِرَتْ وهي تُرْجَى لأَن تُنْبِتَ قال
رؤْبة مَرْتٌ يُنَّاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وقول ذي الرمة يَطْرَحْنَ بالمهَارِقِ
الأَغْفَالِ كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ مَيِّتِ الأَوْصالِ
مَرْتِ الحَجاجَيْنِ من الإِعْجالِ يصف إِبلاً أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات
الوَبر عليها يقول لم يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ قال أَبو منصور كأَنَّ التاء
مبدلة من المَرْثِ ورجلٌ مَرْتُ الحاجب إِذا لم يكن على حاجبه شعر وأَنشد بيت ذي
الرمة مَرْتِ الحَجاجَينِ من الإِعْجالِ والمَرُّوتُ بلد لباهلةَ وعَزاه
الفَرَزدَقُ والبَعِيثُ إِلى كُلَيْبٍ فقال الفرزدق تقول كليبٌ حينَ مَتَّتْ
جُلُودُها وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وقال البَعِيثُ أَأَنْ
أَخْصَبَتْ مِعْزَى عَطِيَّةَ وارْتَعَتْ تِلاعاً من المَرُّوتِ أَحْوَى جَمِيمُها
إِلى أَبيات كثيرة نسبا فيها المَرُّوت إِلى كُلَيْبٍ الصحاح المَرُّوتُ بالتشديد
اسم وادٍ قال أَوسٌ وما خَليجٌ من المَرُّوتِ ذو شُعَبٍ يَرْمِي الضَّريرَ بخُشْبِ
الطَّلْحِ والضَّالِ ومنه يوم المَرُّوت بين بني قُشَيرٍ وتَميم ومَرَتَ الخُبْزَ
في الماء كمَرَدَه حكاه يعقوب وفي المُصَنَّف مَرَثَه بالثاء والمَرْمَريتُ
الداهيةُ وقال بعضهم إِنَّ التاءَ بدل من السين
معنى
في قاموس معاجم
مَرَّ عليه وبه
يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً ذهَبَ واستمرّ مثله قال
ابن سيده مرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً جاء وذهب ومرَّ به ومَرَّه جاز عليه وهذا
قد يجوز أَن يكون مما يتعدَّى بحرف وغير حرف ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف
فأَ
مَرَّ عليه وبه
يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً ذهَبَ واستمرّ مثله قال
ابن سيده مرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً جاء وذهب ومرَّ به ومَرَّه جاز عليه وهذا
قد يجوز أَن يكون مما يتعدَّى بحرف وغير حرف ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف
فأَُوصل الفعل وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ
تَعُوجُوا كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ وقال بعضهم إِنما الرواية مررتم بالديار
ولم تعوجوا فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف وأَما ابن الأَعرابي فقال
مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به لا على الحذف ولكن على التعدّي الصحيح أَلا ترى أَن
ابن جني قال لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء حكاه ابن الأَعرابيف
قال ولم يروه أَصحابنا وامْتَرَّ به وعليه كَمَرّ وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ
فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ وقوله عز وجل فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً
خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه أَي استمرّت به يعني المنيّ قيل قعدت وقامت فلم يثقلها
وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ سَلَكه فيه قال اللحياني أَمْرَرْتُ فلاناً على الجسر
أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به عليه والاسم من كل ذلك المَرَّة قال الأَعشى أَلا
قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمي تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ
وأَمَرَّه بِه جَعَله يَمُرُّه ومارَّه مَرَّ معه وفي حديث الوحي إِذا نزل
سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا أَي صوْتَ
انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ وأَصل المِرارِ الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ
( * قوله « لأنه يمرّ » كذا بالأصل بدون مرجع للضمير ولعله سقط من قلم مبيض مسودة
المؤلف بعد قوله على الصخر والمرار الحبل ) أَي يُفْتل وفي حديث آخر كإِمْرارِ
الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا
جعلته يَمُرُّ أَي يذهب يريد كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ قال وربما رُوِيَ
الحديثُ الأَوّلُ صوتَ إِمْرارِ السلسة واستمر الشيءُ مَضى على طريقة واحدة
واستمرَّ بالشيء قَوِيَ على حَمْلِه ويقال استمرّ مَرِيرُه أَي استحك عَزْمُه وقال
الكلابيون حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَي مَرَّتْ ولم يعرفوا
فمرتْ به قال الزجاج في قوله فمرّت به معناه استمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما
أثقلت أَي دنا وِلادُها ابن شميل يقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد فساد قد استمرّ
قال والعرب تقول أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ ثم يستمر وأَنشد للأَعشى
يخاطب امرأَته يا خَيْرُ إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّْ أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ
ما كُنْتُ أَجُرّْ وقال الليث كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه فهو مُسْتَمِرٌّ
الجوهري المَرَّةُ واحدة المَرِّ والمِرارِ قال ذو الرمة لا بَلْ هُو الشَّوْقُ
مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ يقال فلان يَصْنَعُ
ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً ويدعه مراراً والمَمَرُّ موضع
المُرورِ والمَصْدَرُ ابن سيده والمَرَّةُ الفَعْلة الواحدة والجمع مَرٌّ ومِرارٌ
ومِرَرٌ ومُرُورٌ عن أَبي علي ويصدقه قول أَبي ذؤيب تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك
حادِثٌ من الدَّهْرِ أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ ؟ قال ابن سيده وذهب السكري إِلى
أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن يكون كما ذكر وإِن كان قد أَنث الفعل وذلك
أَنّ المصدر يفيد الكثرة والجنسية وقوله عز وجل سنُعَذِّبُهُمْ مرتين قال يعذبون
بالإِيثاقِ والقَتْل وقيل بالقتل وعذاب القبر وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع
كقوله تعالى ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ أَي كَرَّاتٍ وقوله عز وجل أُولئك
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا جاء في التفسير أَن هؤلاء طائفة من
أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده وكانوا يحكمون بحكم الله
بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن فلما بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم وتلا عليهم
القرآنَ قالوا آمنَّا به أَي صدقنا به إِنه الحق من ربنا وذلك أَنّ ذكر النبي صلى
الله عليه وسلم كان مكتوباً عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا
وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى عليهم خيراً ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل
محمد صلى الله عليه وسلم وبإِيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وَلَقِيَه ذات
مرَّةٍ قال سيبويه لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا ظرفاً ولقِيَه ذاتَ المِرارِ
أَي مِراراً كثيرة وجئته مَرًّا أَو مَرَّيْنِ يريد مرة أَو مرتين ابن السكيت يقال
فلان يصنع ذلك تارات ويصنع ذلك تِيَراً ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ معنى ذلك كله
يصنعه مِراراً ويَدَعُه مِراراً والمَرَارَةُ ضِدُّ الحلاوةِ والمُرُّ نَقِيضُ
الخُلْو مَرَّ الشيءُ يَمُرُّ وقال ثعلب يَمَرُّ مَرارَةً بالفتح وأَنشد لَئِنْ
مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي لَطالَما حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ
وأَنشد اللحياني لِتَأْكُلَني فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ
أَتاعَا وأَنشده بعضهم فأَفْرَقَ ومعناهما سَلَحَ وأَتاعَ أَي قاءَ وأَمَرَّ
كَمَرَّ قال ثعلب تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها أَنيساً
ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ قال ولم
يعرف الكسائي مَرَّ اللحْمُ بغر أَلفٍ وأَنشد البيت لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ
لَحْمي فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا قال ويدلك على مَرَّ بغير أَلف البيت
الذي قبله أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ عَلَيَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا
لِتَأْكُلَنى فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ابن الأَعرابي مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ
فهومُرٌّ وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ ومَرَّهُ ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ ويقال لَقَدْ
مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً وهي الاسم وهذا أَمَرُّ من كذا
قالت امرأَة من العرب صُغْراها مُرَّاها والأَمَرَّانِ الفَقْرُ والهَرَمُ وقول
خالد بن زهير الهذلي فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها حِينَ أَزْمَعَتْ صَرِيمَتَها
والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها إِنما أَراد ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها المرارة
وشيء مُرٌّ والجمع أَمْرارٌ والمُرَّةُ شجَرة أَو بقلة وجمعها مُرٌّ وأَمْرارٌ قال
ابن سيده عندي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ وقال أَبو حنيفة المُرَّةُ بقلة تتفرّش
على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض ولها نَوْرة صُفَيْراء وأَرُومَة
بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل والخبز وفيها عليقمة يسيرة
التهذيب وقيل هذه البقلة من أَمرار البقول والمرّ الواحد والمُرارَةُ أَيضاً بقلة
مرة وجمعها مُرارٌ والمُرارُ شجر مُرٌّ ومنه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب
وقيل المُرارُ حَمْضٌ وقيل المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه مَشافِرُها
واحدتها مُرارَةٌ هو المُرارُ بضم الميم وآكِلُ المُرارِ معروف قال أَبو عبيد
أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له
سباها ملك من ملوك سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ فقالت له ابنة حجر كأَنك بأَبي
قد جاء كأَنه جملٌ آكِلُ المُرارِ يعني كاشِراً عن أَنيابه فسمي بذلك وقيل إِنه
كان في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع فأَما هو فأَكل من المُرارِ حتى شبع
ونجا وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ عليهم بصبره على
أَكْلِه المُرارَ وذو المُرارِ أَرض قال ولعلها كثيرة هذا النبات فسمِّيت بذلك قال
الراعي مِنْ ذِي المُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبُه بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً حَيثُ
يَنْدَفِقُ الفراء في الطعام زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ وكله ما يُرْمَى به
ويُخْرَجُ منه والمُرُّ دَواءٌ والجمع أَمْرارٌ قال الأَعشى يصف حمار وحش رَعَى
الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ حتى كأَنما يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ
يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه يقول صار اليبيس عنده لكراهته
إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم وفي قصة مولد المسيح على
نبينا وعليه الصلاة والسلام خرج قوم معهم المُرُّ قالوا نَجْبُرُ به الكَسِيرَ
والجُرْحَ المُرُّ دواء كالصَّبرِ سمي به لمرارته وفلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي
أَي ما يضر ولا ينفع ويقال شتمني فلان فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت
مُرة ولا حُلوة وقولهم ما أَمَرَّ فلان وما أَحْلى أَي ما قال مُرًّا ولا حُلواً
وفي حديث الاسْتِسْقاءِ وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً من الجُوعِ
ضَعْفاً ما يُمِرُّ وما يُحْلي أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف وقال ابن
الأَعرابي ما أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّة ولا حُلوة
فإِن أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قلت أَمَرُّ وأَحْلو وأَمُرُّ وأَحْلو
وعَيْشٌ مُرٌّ على المثل كما قالوا حُلْو ولقيت منه الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ
والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ العظيم وقال ابن الأَعرابي لقيت منه
الأَمَرَّينِ على التثنية ولقيت منه المُرَّيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة المُرَّى
قال أَبو منصور جاءت هذه الحروف على لفظ الجماعة بالنون عن العرب وهي الدواهي كما
قالوا مرقه مرقين
( * قوله « مرقه مرقين » كذا بالأصل ) وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم ماذا في
الأَمَرَّينِ من الشِّفاء فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ والمَرارَةُ في
الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ فغَلَّبَه عليه والصَّبِرُ هو الدواء المعروف
والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ قال وإِنما قال الأَمَرَّينِ والمُرُّ أَحَدُهما لأَنه
جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في الخردل بمنزلة المرارة وقد يغلبون أَحد القرينين
على الآخر فيذكرونهما بلفظ واحد وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وتثنيتها المُرَّيانِ
ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الوصية هما المُرَّيان الإِمْساكُ في الحياةِ
والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات قال أَبو عبيد معناه هما الخصلتان المرتان نسبهما
إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم وقال ابن الأَثير المُرَّيان تثنية
مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ فهي فعلى من المرارة تأْنيث
الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ أَي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال
المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام حيّاً صحيحاً وأَن يُبَذِّرَه فيما
لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مُشارفة الموت والمرارة
هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي رُوحٍ إِلاَّ
النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ حب أَسود يكون
في الطعام يُمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ وقيل هو ما يُخرج منه فيُرْمى به وقد
أَمَرَّ صار فيه المُرَيْراء ويقال قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه
مُرّاً وكذلك كل شيء يصير مُرّاً والمَرارَة الاسم وقال بعضهم مَرَّ الطعام يَمُرّ
مَرارة وبعضهم يَمَرُّ ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ ومن قال تَمَرُّ قال
مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ قال الطرمَّاح لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي
لرُبَّما حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ والمَرارَةُ التي فيها المِرَّةُ
والمِرَّة إِحدى الطبائع الأَربع ابن سيده والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن
قال اللحياني وقد مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة وقال
مَرَّة المَرُّ المصدر والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى والحمى الاسم
والمَمْرُور الذي غلبت عليه المِرَّةُ والمِرَّةُ القوّة وشده العقل أَيضاً ورجل
مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة وفي الحديث لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِيٍّ ولا لِذي
مِرَّةَ سَوِيٍّ المِرَّةُ القُوَّةُ والشِّدّةُ والسَّوِيُّ الصَّحيحُ الأَعْضاءِ
والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ العزيمةُ قال الشاعر ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ
مَرِيرَةٍ إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا والمِرَّةُ قُوّةُ
الخَلْقِ وشِدّتُهُ والجمع مِرَرٌ وأَمْرارٌ جمع الجمع قال قَطَعْتُ إِلى
مَعْرُوفِها مُنْكراتِها بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ ومِرَّةُ
الحَبْلِ طاقَتُهُ وهي المَرِيرَةُ وقيل المَرِيرَةُ الحبل الشديد الفتل وقيل هو
حبل طويل دقيق وقد أمْرَرْتَه والمُمَرُّ الحبل الذي أُجِيدَ فتله ويقال المِرارُ
والمَرُّ وكل مفتول مُمَرّ وكل قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ وجمعها مِرَرٌ وفي
الحديث أَن رجلاً أَصابه في سيره المِرَارُ أَي الحبل قال ابن الأَثير هكذا فسر
وإِنما الحبل المَرُّ ولعله جمعه وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ إِنّ الله جعل
الموت قاطعاً لمَرائِر أَقرانها المَرائِرُ الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق
واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ وفي حديث ابن الزبير ثم اسْتَمَرَّتْ مَريرَتي يقال
استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه
واعْتادَه وأَصله من فتل الحبل وفي حديث معاوية سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله
المُبْرَمُ سَحِيلاً يعني رخواً ضعيفاً والمَرُّ بفتح الميم الحبْل قال زَوْجُكِ ا
ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ
الجَرِّ ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ
جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ والحَرُّ ههنا الزَّبيلُ وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه
فهو مُمَرٌّ إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه ومنه قوله عز وجل سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أَي
مُحْكَمٌ قَوِيٌّ وقيل مُسْتَمِرٌّ أَي مُرٌّ وقيل معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ قال
أَبو منصور جعله من مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب وقال الزجاج في قوله تعالى في يوم
نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَي دائمٍ وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ وقيل هو القويُّ في نحوسته
وقيل مستمر أَي مُر وقيل مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر له ويقال مَرَّ
الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ وقوله تعالى والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ
أَي أَشد مَرارة وقال الأَصمعي في قول الأَخطل إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه
حَمَلا وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول إِذا اسْتُوثِقَ منه بأَن
يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ بالمِرارِ وهو
الحبل كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه حَمَلَها وأَدّاها ومعنى قوله حَمَلا
أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل الجوهري والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال
واشتد فَتْلُه والجمع المَرائِرُ ومنه قولهم ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه
أَي يعالجه ويَتَلَوَّى عليه لِيَصْرَعَه ابن سيده وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى
عليه وقول أَبي ذؤيب وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ إِذا ما
الحَرْبُ طالَ مِرارُها فسره الأَصمعي فقال مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها
وسأَل أَبو الأَسود
( * قوله « وسأل أبو الاسود إلخ » كذا بالأصل ) الدؤلي غلاماً عن أَبيه فقال ما
فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك ؟ قال كانت تُسارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه
وتُمارُّه أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه وهو من فتل الحبل وهو يُمارُّ البعيرَ أَي
يريده ليصرعه قال أَبو الهيثم مارَرْت الرجلَ مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته
لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً قال والمُمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ
لِيَمُرَّها قَبْلَ الرائِضِ قال والمُمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ
( * قوله « يتعقل » في القاموس يتغفل )
البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ قَدَمَيْهِ في
الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ وأَمَرَّها بذنبها أَي صرفها شِقًّا
لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها إِلى الرائض وفلان أَمَرُّ
عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَمراً منه وأَوفى ذمةً وإِنه لذو مِرَّة أَي عقل
وأَصالة وإِحْكامٍ وهو على المثل والمِرَّةُ القوّة وجمعها المِرَرُ قال الله عز
وجل ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى وقيل في قوله ذو مِرَّةٍ هو جبريل خلقه الله تعالى
قويّاً ذا مِرَّة شديدة وقال الفراء ذو مرة من نعت قوله تعالى علَّمه شدِيدُ
القُوى ذو مِرَّة قال ابن السكيت المِرَّة القوّة قال وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ
الفَتْلِ يقال أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً ويقال اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا
قويت شَكِيمَتُه والمَريرَةُ عِزَّةُ النفس والمَرِيرُ بغير هاء الأَرض التي لا
شيء فيها وجمعها مَرائِرُ وقِرْبة مَمْرورة مملوءة والمَرُّ المِسْحاةُ وقيل
مَقْبِضُها وكذلك هو من المِحراثِ والأَمَرُّ المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ جاء
اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي هو الجماعة قال ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ
ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ قال ابن بري صواب إِنشاد هذا البيت ولا بالواو
تُهْدِي بالياء لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ ولو كان لمذكر لقال ولا
تُهْدِيَنَّ وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء وقبل البيت إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً
فَأَهْدِي من المَأْناتِ أَو فِدَرِ السَّنامِ يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا
تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه والعَرْقُ العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ
لحمه قيل له مَعْرُوقٌ والمَأْنَةُ الطَّفْطَفَةُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله
عليه وسلم كره من الشَّاءِ سَبْعاً الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ
والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ قال القتيبي أَراد المحدث أَن يقول
الأَمَرَّ فقال المَرارَ والأَمَرُّ المصارِينُ قال ابن الأَثير المَرارُ جمع
المَرارَةِ وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر مُرٌّ قيل هي لكل
حيوان إِلاَّ الجمل قال وقول القتيبي ليس بشيء وفي حديث ابن عمر أَنه جرح إِصبعه
فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ ورَمْرَمَ إِذا
أَصلح شأْنَه ابن السكيت المَرِيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله وهي
المَرائِرُ واسْتَمَرَّ مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ وفي حديث شريح ادّعى رجل
دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على عِلْمِهِم فقال شريح لَتَرْكَبُنَّ
منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء لا على العلم فيركبون من ذلك
ما يَمَرُّ في أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم ومَرَّانُ شَنُوءَةَ
موضع باليمن عن ابن الأَعرابي ومَرَّانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ مواضعُ
بالحجاز قال أَبو ذؤَيب أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْ نافُ
الرَّجِيعِ فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها
كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ ويروى بطن مَرٍّ فَوَزْنُ « رِنْ فَأَكْ
» على هذا فاعِلُنْ وقوله رَفَأَكْ فعلن وهو فرع مستعمل والأَوّل أَصل مَرْفُوض
وبَطْنُ مَرٍّ موضع وهو من مكة شرفها الله تعالى على مرحلة وتَمَرْمَرَ الرجلُ
( * قوله « وتمرمر الرجل إلخ » في القاموس وتمرمر الرمل ) مارَ والمَرْمَرُ
الرُّخامُ وفي الحديث كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً هي واحدةُ المَرْمَرِ وهو نوع من
الرخام صُلْبٌ وقال الأَعشى كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ
مائِرِ وقال الراجز مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ والمَرْمَرُ ضَرْبٌ من
تقطيع ثياب النساء وامرأَة مَرْمُورَةٌ ومَرْمارَةٌ ترتَجُّ عند القيام قال أَبو
منصور معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها وقيل
المَرْمارَةُ الجارية الناعمة الرَّجْراجَةُ وكذلك المَرْمُورَةُ والتَّمَرْمُرُ
الاهتزازُ وجِسْمٌ مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ ناعمٌ ومَرْمارٌ من أَسماء
الداهية قال قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ
والمرْمارُ الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له ومَرَّارٌ ومُرَّةُ ومَرَّانُ
أَسماء وأَبو مُرَّةَ كنية إِبليس ومُرَيْرَةٌ والمُرَيْرَةُ موضع قال كأَدْماءَ
هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا وقال
وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما أَراد
آجنا فأَبدل وبَطْنُ مَرٍّ موضعٌ والأَمْرَارُ مياه معروفة في ديار بني فَزَارَةَ
وأَما قول النابغة يخاطب عمرو بن هند مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيةً ؟
ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا في
جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ فهي مياه بالبادِيَة مرة قال ابن بري ورواه أَبو
عبيدة في جف ثعلب يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان وجعلهم جفّاً لكثرتهم يقال للحي
الكثير العدد جف مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد ولا يقال لمن دون ذلك جف وأَصل الجف
وعاء الطلع فاستعاره للكثرة لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع ومن رواه في جف تغلب
أَراد أَخوال عمرو بن هند وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ
والأُخرى الشَّهْباء قوله عارضاً لرماحنا أَي لا تُمَكِّنها من عُرْضِكَ يقال
أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه حتى رأَيته والأَمْرارُ مياهٌ مَرَّةٌ
معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ والعُرَيْمَةُ والمُرِّيُّ الذي يُؤْتَدَمُ به
كأَنَّه منسوب إِلى المَرارَةِ والعامة تخففه قال وأَنشد أَبو الغوث وأُمُّ
مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ وفي حديث أَبي الدرداء ذكر
المُرِّيِّ هو من ذلك وهذه الكلمة في التهذيب في الناقص ومُرامِرٌ اسم رجل قال شَرْقيُّ
بن القُطَامي إِن أَوّل من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ قال
الشاعر تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ وسَوَّدْتُ أَثْوابي ولستُ بكاتب قال
وإِنما قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة من أَبجد وهي
ثمانية قال ابن بري الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن المدايني أَنه مُرامِرُ بن
مَرْوَةَ قال المدايني بلغنا أَن أَوَّل من كتب بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل
الأَنبار ويقال من أَهل الحِيرَة قال وقال سمرة بن جندب نظرت في كتاب العربية
فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ ويقال إِنه سئل المهاجرون
من أَين تعلمتم الخط ؟ فقالوا من الحيرة وسئل أَهل الحيرة من أَين تعلمتم الخط ؟
فقالوا من الأَنْبار والمُرّانُ شجر الرماح يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ
ومُرٌّ أَبو تميم وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ
ومُرَّةُ أَبو قبيلة من قريش وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك
بن النضر ومُرَّةُ أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن
قيس عيلانَ مُرَامِراتٌ حروف وها
( * قوله « حروف وها » كذا بالأصل ) قديم لم يبق مع الناس منه شيء قال أَبو منصور
وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ يُمَرْمِرُ مِرْزةً ويَلُوكُها
يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض ويقال رَعَى بَنُو
فُلانٍ المُرَّتَيْنِ
( * في القاموس المريان بالياء التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة ) وهما
الأَلاءُ والشِّيحُ وفي الحديث ذكر ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم وبعضهم
يكسرها وهي عند الحديبية وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران وهما بفتح الميم
وتشديد الراء موضع بقرب مكة الجوهري وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ
المُسْتَمَرِّ بفتح الميم الثانية أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ
المِراسَ وأَنشد أَبو عبيد إِذا تَخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ ثم كَسَرْتُ العَيْنَ
مِنْ غَيْرِ عَوَرْ وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّْ أَحْمِلُ ما
حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّْ قال ابن بري هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص قال وهو
المشهور ويقال إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو رضي الله عنه