المَشُّ : الخَلْطُ يُقَال : مَشَّ الشَّيْءَ إِذا دافَهُ في ماءٍ حَتَّى يَذُوبَ عن ابنِ دُرَيْدٍ قالَ أَبو حاتِمٍ : وماتَ ابنِ لأُمِّ الهَيْثَمِ فسُئِلَتْ فقَالَتْ : مَا زِلْتُ أَمُشُّ لَهُ الأَشْفِيَةَ أَي الأَدْوِيَة فأَلّدُّه تَارةً وأُوجِرُه أُخْرَى فَأَبَى قضاءُ اللهِ عَزّ وَجَلّ أَي أَخْلِطُهَا . والمَشُّ : مَسْحُ اليَدِ بالشّيْءِ الخَشِنِ لتَنْظِيفهَا وقَطْعِ دَسَمِها وهو قولُ الأَصْمَعِيِّ ونَصُّه : لِيَقْلَعَ الدَّسَمَ ونصُّ المُحْكَمِ : لِيُذْهِبَ به غَمَرَها ويُنَظِفَها وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه لاِمْرِئِ القَيْسِ :
نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِيَادِ أَكُفَنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنَا عَنْ شِوَاءٍ مُضَهَّبِ المُضَهَّبُ : الَّذِي لم يَكْمُل نُضْجُه يُرِيد أَنَّهم أَكَلُوا الشَّرَائِحَ الَّتِي شَوَوْهَا على النّارِ قَبْلَ نُضْجِهَا ولَمْ يَدَعُوهَا إِلَى أَن تَنْشَفَ فأَكَلُوهَا وفِيهَا بَقِيَّةٌُ مِن مَاءٍ . والمَشُّ : الخُصُومَةُ . والمَشُّ : مَصُّ أَطْرَافِ العِظَامِ مَمضُوغاً كالتَّمَشُّشِ عَنِ اللَّيْثِ والامْتِشَاشِ والمَشْمَشَةِ وقَدْ مَشَّه وامْتَشَّه وتَمَشَّشَه ومَشْمَشَه : مَصَّه مَمْضُوعاً . وقالَ اللَّيْثُ مَشَشْتُ المُشَاشَ أَيْ مَصَصْتُه مَمْضُوغاً وتَمَشَّشْتُ العَظْمَ : أَكَلْتُ مُشَاشَهُ أَو تَمَكَّكْتُه وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
كَمْ قَدْ تَمَشَّشْتَ من قَصٍّ وإِنْفَحَةٍ ... جاءَتْ إِلَيْكَ بِذاكَ الأَضْؤُنُ السُّودُ والمَشُّ : أَخْذُ مالِ الرَّجُلِ شَيْئَاً بَعْدَ شَئٍ يُقَال : فُلانٌ يَمُشُّ مالَ فُلانٍ ويَمُشُّ من مالِه إِذا أَخَذَ مِنْهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ وهُو مَجَاز . والمَشُّ : حَلْبُ بَعْضِ لَبَنِ النّاقَةِ وتَرْكُ بَعْضِه في الضَّرْعِ . والمَشُوشُ كصَبُورٍ : ما تُمَشُّ بهِ اليَدُ وهو المِنْدِيلُ الخَشِنُ . والمَشَشُ مُحَرَّكَةً : شَيْءٌ يَشْخَصُ فِي وَظِيفِ الدّابَّةِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ يَشْتَدُّ ويَصْلُبُ دُونَ اشْتِدادِ العَظْمِ . ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : حتّى يكونَ له حَجْمٌ ولَيْسَ له صَلابَةُ العَظْمِ الصَّحِيحِ . وفي المُحْكَم المَشَشُ : وَرَمٌ يَأْخُذُ في مُقَدَّم عَظْمِ الوَظِيفِ أَو باطِنِ السّاقِ في إِنْسِيِّهِ قال الأَعْشَى :
أَمِينِ الفُصُوصِ قَصِيرِ القَرَا ... صَحِيحِ النُّسُورِ قَلِيلِ المَشَشْوقَدْ مَشِشَتْ هِيَ بالكَسْرِ مَشَشاً بإِظْهارِ التَّضْعِيفِ وهُوَ نادِرٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَحَدُ ما جَاءَ على الأَصْلِ ولا نَظِيرَ لَهَا سِوَى لَحِحَتْ . وقالَ الأَحْمَرُ : لَيْسَ في الكَلاَمِ مِثْلُه وقال غَيْرُه : ضَبِبَ المَكَانُ إِذا كَثُر ضِبَابُهُ وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا خَبُثَ رِيحُه . والمَشَشُ : بَيَاضٌ يَعْتَرِي الإِبِلَ في عُيُونِهَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وهُوَ أَمَشُّ وهي مَشّاءُ مِنْ ذلِكَ . والمُشَاشَةُ بالضَّمِّ : رأْسُ العَظْمِ المُمْكِنِ المَضْغِ وهو اللَّيِّنُ الَّذِي يُمْكِنُ مَضْغُه ج مُشَاشٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وبه فُسِّر الحَدِيثُ مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلَى مُشَاشِهِ وقالَ أَبو عُبَيْد : المُشَاشُ : رؤُوسُ العِظَامِ مِثْل الرُّكْبَتَيْنِ والمِرْفَقَيْنِ والمَنْكَبِيْنِ . وفِي صِفَته صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كانَ جَلِيلَ المُشَاشِ أَيْ عَظِيمَ رُؤُوس العِظَامِ كالمِرْفَقَيْنِ والكَتِفَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ وقِيلَ : المُشَاشَةُ : مَا أَشْرَفَ مِنْ عَظْمِ المَنْكِب . والمُشَاشَةُ : الأَرْضُ الصُّلْبَةُ تُتَّخَذُ فِيهَا رَكَايَا ويكونُ مِنْ وَرَائِهَا حاجِز فإِذا مُلِئَتِ الرَّكِيَّةُ شَرِبَت المُشَاشَةُ الماءَ فكُلَّما اسْتَقِىَ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّ مَكَانَها دَلْوٌ أُخْرَى . وقِيل : المُشَاشَةُ : أَرْضٌ رِخْوَةٌ لا تَبْلُغُ أَنْ تَكُونَ حَجَراً يَجْتَمِع فِيها ماءُ السَّمَاءِ وفَوْقَها رَمْلٌ يَحْجِزُ الشَّمْسَ عن الماءِ وتَمْنَع المُشَاشَةُ الماءَ أَنْ يَتَسَرّبّ في الأرْضِ فكُلَّمَا اسْتُقِيَتْ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّتْ أُخْرَى . قاله ابنُ دُرَيْدٍ . وقال ابنُ شُمَيْل : المُشَاشَةُ : جَوْفُ الأَرْضِ وإِنَّمَا الأَرْضُ مَسَكٌ فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ غَلِيظَة ومَسَكَةٌ لَيِّنةٌ وإِنّمَا الأَرْضُ طَرَائِقُ فكُلّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ والمُشَاشَةُ : هي الطَّرِيقَةُ الَّتِي فِيهَا حِجَارضةٌ خَوّارَةٌ وتُرَابٌ . والمُشَاشَةُ : جَبَلُ الرَّكِيَّةِ الَّذِي فيه نَبْطُهَا وهو حَجَرٌ يَهْمِي مِنْهُ الماءُ أَي يَرْشَح فهي كمُشَاشَةِ العِظَامِ يَتَحَلَّبُ أَبَداً يُقَالُ : إِنّ مُشَاشَ جَبَلِهَا لَيَتَحَلَّبُ أَي يَرْشَحُ ماءً . والمُشَاشُ كغُرَابٍ : الأَْرُض اللَّيِّنَةُ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للراجز : راسِي العُرُوقِ في المُشَاشِ البَجْباجْ . قُلْت : ويُقَال : رَمْلٌ بَجْبَاجٌ أَيْ ضَخْمٌ مُجْتَمِع كما قالَهُ الأَزْهَرِيُّ . ومن المجازِ : فُلانٌ طَيِّب المُشَاشِ أَي كَرِيمُ النَّفْس قالَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ فَرَساً :
يَعْدُو بهِ نَهِشُ المُشَاشِ كَأَنَّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ يَعْنِي أَنَّه خفِيفُ النَّفْسِ أَو العِظامِ أَو كنى به عن القوَائِمِ . ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً قَوْلُهِم : فُلانٌ لَيِّنُ المُشَاشِ إِذا كانَ طَيِّبَ النَّحِيزَةِ أَيِ الطَّبِيعَة عَفِيفاً عن الطَّمَعِ . وقيلَ : إِنَّهُ لَكَرِيمُ المُشَاشِ أَيِ الأَصْل عَن ابنِ عَبّادٍ . وقِيلَ : المُشَاشُ : الخَفِيفُ النَّفْسِ وبه فُسِّر قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ كَما تَقَدَّم أَو الخَفِيفُ المَئُونَةِ عَلَى مَنْ يُعَاشِرُه . وقِيلَ : هُوَ الظَّرِيفُ في الحَرَكَاتِ . وقيلَ : خَفِيفُ المُشَاشِ : الخَدّامُ في السَّفَرِ والحَضَرِ عن ابنِ عبّادٍ . وأَمَشَّ العَظْمُ إِمْشَاشاً أَيْ صَارَ فِيه ما يُمَشُّ أَيْ أَمَخَّ حَتَّى يُتَمَشَّشَ . وأَمَشَّ السَّلَمُ : خَرَجَ ما يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِهِ ناعِماً رَخْصاً كالمُشَاشِ وقد جاءَ في حَدِيثِ مَكّةَ شَرَّفَهَا الله تَعالَى : وأَمَشَّ سَلَمُها قَال ابنُ الأَثِيرِ : والرِّوَايَةُ أَمْشَرَ بالراء . والتَّمْشِيشُ : اسْتِخْرَاجُ المُخِّ كالامْتِشاشِ قال رُؤْبَةُ :
إِلَيْكَ أَشْكُو شِدَّةَ المَعِيشِ ... دَهْراً تَنْقَّى المُخَّ بالتَّمْشِيشِومن المَجَاز : امْتَشَّ المُتَغَوِّطُ وامْتَشَعَ إِذا اسْتَنْجَى بحَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَيْ أَزالَ الأَذَى عن مَقْعَدَتِه بأَحَدِهما عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وفي الحَدِيثِ لا تَمْتَشَّ برَوْثٍ ولا بَعْرٍ . وامْتَشَّ ما فِي الضَّرْعِ وامْتَشَعَ : أَخَذَ جَمِيعَه أَيْ حَلَبَ جَمِيعَ ما فِيه عن ابنِ عَبّادٍ . وامْتَشَّت المَرْأَةُ حُلِيَّهَا : أَيْ قَطَعَتْهَا عن لَبَّتِهَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ . والمِمْتَشُ كمِنْبَرٍ هكذا في سائِرِ الأُصُولِ الَّتِي بأَيْدِينَا وهو غَلَطٌ فاحِشٌ فإِنَّهُ إِذا كَانَ كمِنْبَر فحَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ في م ت ش والصوابُ كَما في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ مُجَوَّداً مَضْبُوطاً : المُمْتَشُّ عَلَى صِيغَةِ اسمِ المَفْعُولِ والفاعِلِ من امْتَشَّ وأَصْلُه المُمْتَشِشُ من امْتَشَشَ هُوَ : اللِّصُّ الخَارِبُ هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه . ويقولون : هَل انْمَشَّ لَكَ مِنْهُ شَيْءٌ أَيْ حَصَلَ . والمِشْمَشَةُ : نَقْعُ الدَّوَاءِ فِي الماءِ حَتَّى يَذُوبَ عن ابن دُرَيْدٍ . والمَشْمَشَةُ : الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ عنَ ابنِ دُرَيْدٍ . والمِشْمِشُ كزِبْرِجٍ وهُوَ لُغَةُ أَهل البَصْرَةِ ويُفْتَحُ عن أَبي عُبَيْدَةَ وهِيَ لُغَةُ أَهْلِ الكُوْفَةِ : ثَمَرٌ م معروفٌ وهو الزَّرْدَالُو بالفَارِسيّة وبِهمَا رُوِىَ قَوْلُ أَبِي الغَطَمَّشِ يَهْجُو امرأَتَه :
لَهَا رَكَبٌ مِثْلُ ظِلْفِ الغَزَالِ ... أَشَدُّ اصْفِرَاراً من المِشْمِشِ قالُوا : قَلّمَا يُوْجَدُ شَيْءٌ أَشَدُّ تَبْرِيداً للمَعِدَة مِنْهُ وكَذا تَلْطِيخاً وإِضْعافاً كَما هُوَ مُصَرّحٌ بهِ في كُتُبِ الأَطِبَاءِ . وبَعْضُهُم يُسَمِّى الإِجّاصَ مِشْمِشاً وهُمْ أَهْلُ الشّامِ نَقَلَه اللَّيْثُ . قُلْتُ : وبَعْضُ أَهْلِ الشّامِ يَقُولهُ بالضّمِّ أَيْضاً فهوَ إِذا مُثَلّث . ويُقَال : أَطْعَمَه هَشّاً مَشّا : طَيِّباً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . ومِشَاشٌ بالكَسْرِ : اسْمٌ هكذا في سائِرَ النُّسَخِ وفي بَعْضِها مِشْمَاشٌ بالكَسْرِ وهكذا قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وقالَ : هو مِنَ المَشْمَشَةِ يَعْنِي السُّرْعَةَ والخِفَّة . ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : المَشُّ : الحَلْبُ باسْتِقْصَاءٍ كالامْتِشَاش . ويُقَالُ : امْشُشْ مُخَاطَكَ أَي امْسَحْهُ ومَشَّ أُذُنَه مَشّاً : مَسَحَها قالَتْ أُخْتُ عَمْروٍ :
فإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا بأَخِيكُمُ ... فمُشُّوا بآذانِِ النَّعامِ المُصَلَّمِ والمَشُّ : أَنْ تَمْسَحَ قَدَحاً بثَوْبِكَ ؛ لتُلَيِّنَه كَمَا يُمَشُّ الوَتَرُ وهو مجَازٌ . والمَشْمَشَةُ : المَصُّ . وامْتَشَّ الثَّوْبَ : انْتَزَعَه وبِهِ سُمِّيَ اللِّصُ مُمْتَشّاً . والمُشَاشُ بالضَّمِّ : بَوْلُ النُّوقِ الحَوَامِلِ وبِهِ فُسِّر قَوْلُ حَسّانَ : بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخَاضِ مُشَاشُه . ورَجُلٌ هَشُّ المُشَاشِ : رِخْوُ المَغْمَزِ وهُوَ ذَمٌّ وهُوَ مَجَازٌ . ومَشْمَشُوه : تَعْتَمُوه عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وإِنَّهُ لَكَرِيمُ المُشَاشِ إِذا كانَ سَيَّداً وهُوَ مَجَازٌ . وقالَ الفَرّاء : النَّشْنَشَةُ : صَوْتُ حَرَكَةِ الدُّرُوعِ والمَشْمَشَةُ : تَفْرِيقُ القُمَاشِ . وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو في مُشَاشَةِ قَوْمِه أَي خِيَارِهِم وهو مَجَازٌ . والمِشَامِشُ : الصَّياقلَةُ عن الهَجَرِيّ ولَمْ يَذْكُر لَهَا وَاحِداً وأَنْشَدَ :
" نَضَا عَنْهُمُ الحَوْلُ اليَمَانِي كَما نَضَاعن الهِنْدِ أَجْفَانٌ جَلَتْهَا المَشَامِشُ قالَ : وقِيلَ المَشَامِشُ : خِرَقٌ تُجْعَلُ في النُّورَةِ ثُمَّ تُجْلَي بِهَا السُّيوفُ . وفُلانٌ يَمْتَشُّ مِنْ مالِ فُلانٍ أَيْ يُصِيبُ مِنْه نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : مَشْمَشَ الرّجُلُ المَرْأَةَ ونَشْنَشَها أَيْ نَكَحَها نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وقال الفّرّاءُ : المُمِشُّ من الإِبِلِ : الَّتِي إِذا حَلَلْتَ عَنْهَا صِرَارَهَا أَصَبْتَ فِيهَا لَبَناً مِنْ غَيْرِ دَرٍّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى . ورَجُلٌ مَشٌّ كأَمَشّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
شاشٌ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقَالَ الصّاغَانِيُّ : هُوَ : د بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مَصْرُوفٌ وقدْ يُمْنَعُ كمَاه وجُور ومِنْهُ أَبُو سَعِيدٍ الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ شُرَيْحِ بنِ مَعْقِلٍ الشّاشِيُّ صاحِبُ المُسْنَدِ الكَبِير قَال الصّاغَانِيُّ : مُسْنَدُه عِنْدِي وهُوَ سَمَاعِي ولَمْ أَجِدْ ببَغْدَادَ نُسْخَةً سِوَى ما عِنْدِي . وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ الشَّاشِيُّ صاحِبُ التَّصانِفِ المَشْهُورَةِ . ونَاقَةٌ شَوْشَاءُ نَقَلَه اللَّيْثُ وهُوَ خَطَأُ وقِيلَ فَعْلالٌ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : وسَمَاعِيِ منَ العَرَبِ شَوْشَاةٌ بالهاءِ وقَصْر الأَلِفِ أَيْ خَفِيفَةٌ وكذَلِك وَشْوَاشَةٌ وأَنْشَد اللَّيْثُ لِحُمَيْدٍ :
مِنَ العِيسِ شَوْشَاءٌ مِزَاقٌ تَرَى بِهَا ... نُدُوباً مِنَ الأَنْساعِ فَذّاً وتَوْأَمَا قال الصّاغَانيّ : هكَذا أَنْشَدَه والرِّواية : فجاءَ بشَوْشَاةٍ مِزَاقٍ . وأَنْشَدَ أَبُو عَمْروٍ :
واعْجَلْ لَهَا بنَاضِح لَغُوبِ ... شَوَاشِيٌّ مُخْتَلِفُ النُيُوبِ قالَ أَبو عَمْروٍ : فهَمَزَ شَوَاشِئَ للضَّرُورَةِ وأَصْلُه من الشَّوْشاةِ وهِيَ الناقَةُ الخَفِيفَةُ قالَ : والمَرْأَةُ تُعَابُ بذلِكَ فيُقَالُ : امْرَأَةٌ شَوشَاةٌ وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : الشَّوْشَاةُ : النّاقَةُ السَّرِيعَةُ . وشُوشُ بالضَّمِّ : ع قُرْبَ جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ . وشُوشُ أَيْضاً : مَحَلَّةٌ بجُرْجانَ قُرْبَ بابِ الطَّاقِ . وشُوشُ أَيْضاً : قَلْعَةٌ عالِيَةٌ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ منها حَبُّ الرُّمّانِ والحَبْحَبُ المَشْهُورَانِ ومِنْهَا أَيْضاً أَبُو العَلاءِ إِدْريِسُ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ محمّدِ بنِ عريب عَفِيفُ الدّينِ العامِرِيُّ الشُّوشِيُّ المُحَدِّثُ العالِمُ العامِلُ إِمام النِّظَامِيّة ببَغْدَادَ سَمِعَ من الحافِظِ عَبْدِ الرّزّاقِ الرَّسْعَنِيّ . والشُوشُ : اسمُ السُّوسِ الَّتِي بخُوْزِسْتَانَ عُرِّبَتْ بقَلْبِ المُعْجَمَةِ مُهْمَلَةً وقَدْ تَقَدَّم في السِّين أَنّهَا كَوْرَةٌ بالأَهْوَازِ فتَأَمَّل . وشُوشَةُ : ع وفي التكمِلَة قَرْيَةٌ بأَرْضِ بَابِلَ أَسْفَلَ من الحِلِّةِ بِقُرْبِهَا قَبْرُ ذِي الكِفْلِ عَلَيْه السّلامُ . قُلْتُ : وبهذه القَرْيَةِ قَبْرُ القَاسِمِ بنِ مُوسَى بنِ جَعْفَرٍ الصّادِقِ بنِ مُوسَى رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُم مِنْ آلِ البَيْتِ ويُتَبَرَّكُ به . ويُقَالُ : أَبْطَالٌ شُوشٌ أَي شُوسٌ بالسِّين بِمَعْنَاه . قال ابنُ عَبّادٍ : ويُقَال : بَيْنَهُم شَوَاشٌ أَيْ اخْتِلافٌ والعامّة تَقُوُل : التَّشْوِيشُ كَمَا في العُبَابِ . والتّشْوِيشُ والمُهَوَّشُ والتَّشَوُّشُ كُلُّهَا لَحْنٌ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ والصّوابُ التَّهْوِيشُ والمُهَوَّشُ والتَّهَوُّشُ . قُلْت : عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ في ش ي س التَّشْويِشُ : التَّخِلْيطُ وقَدْ تَشَوَّشَ عَلَيْهِ الأَمْرُ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : أَمَّا التَشْوِيش فإِنّه لا أَصْلَ له وإِنّهُ مِنْ كَلامِ المُوَلَّدِينَ وأَصْلُه التَّهْوِيشُ وهُوَ التَّخْلِيطُ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : التَّشْوِيشُ والتَّشَوُّشُ في تركيب ش ي ش وهذا التَّرْكِيبُ مَوْضِعُ ذِكْرِه إِيّاهُمَا فيه وقالَ في الَّتِي بَعْدَها : ولَوْ كانَ التَّشْوِيشُ مِنْ كَلامِ العَرَبِ لَكَانَ مَوْضِعُه تَرْكِيب ش و ش . عَلَى أَنّ المُصَنِّفَ سَبَقَه في التّوْهِيمِ الحَرِيرِيُّ في الدُّرَّةِ قالَ شَيْخُنَا : وتَعَقَّبُوه ورَدُّوا عَلَيْه ذلِكَ وأَثْبَتَه العَلاَّمة حُسَيْنٌ الزَّوْزَنِيُّ في مَصَادِرِهِ وغَيْره . والتَّشَاوُشُ : التَّهاوُشُ
وقال الصّاغَانِيُّ : تَشاوَشَ القَوْمُ مثل تَشَوَّشُوا . وماءٌ مُشَاوِشٌ بضَمِّ المِيمِ : لا يَكَادُ يُرَى بُعْداً أَوْ قِلَّةً لُغَةٌ في السِّينِ كما تقدم