جَيْسانُ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وقال الليثُ : هو اسْمٌ . قال الدِّينَوَريُّ : الجيسُوانُ : جِنْسٌ من أَفْخَرِ النَّخْلِ له بُسْرٌ جَيِّدٌ واحِدَتُه جَيْسُوانَةٌ وهو مُعَرَّب كَيْسُوان ومعناه الذَّوائبُ وأَصلُه فارِسيٌّ نقله الصَّاغانِيّ . ومما يُستدرَك عليه : جيْسَانُ : اسمُ مَوضِعٍ في شِعرِ عبدِ القيسِ ورواه ابن دُريد بالشِّينِ وسيأْتي إنْ شاءَ اللهُ
فصل الحاء مع السِّين
النَّجْسُ بالفتح وبه قَرَأَ بَعْضُهُم . إِنّما قَيَّدَه لِجَمْعِ اللُّغَاتِ الَّتِي يَذْكُرها بَعْدُ وهي النِّجْسُ بالكسرِ قالَ أَبو عُبَيْدٍ : زعم الفَرَّاءُ أَنَّهُم إِذَا بَدَءُوا بالنَّجَسِ ولم يَذْكُرُوا الرِّجْسِ فَتَحُوا النُّونَ والجِيمَ وإِذا بَدءَوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتْبَعُوا بالنّجس كَسَرُوا النونَ فهُمْ إِذا قالُوه مع الرِّجْسِ أَتْبَعُوه إِيّاه وقالُوا : رِجْسٌ نِجْسٌ كَسَرُوا لمَكانِ رِجْس وثَنَّوْا وجَمَعُوا كما قالُوا : جاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا : بالطَّمِّ ففَتَحُوا . قالَ ابنُ سِيدَه : وكذلِكَ يَعْكِسُونَ فيَقُولُونَ : نِجْسٌ رِجْسٌ فيَقُولُونها بالكسرِ لمَكانِ رِجْسٍ الذي بَعْدَه فإِذا أَفْرَدُوه قالُوا : نَجَسٌ وأَمّا رِجْسٌ مُفْرَداً فمَكْسُورٌ على كُلِّ حالٍ هذا على مَذْهَبِ الفَرّاءِ . قال شَيْخُنا : وإعْتَمدَ الحَرِيرِيُّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ أَنه لا يَجِيءُ إِلاّ إِتْبَاعاً لِرِجْسٍ والحَقُّ أَنَّه أَكْثَريٌّ لقرَاءَةِ ابنِ حَيْوَةَ به في " إِنَّمَا المُشْركُونَ نجسٌ " . قلتُ : وهو أَيْضاً قراءَةُ الحَسنِ بنِ عِمْرَانَ ونُبَيْحٍ وأَبِي وَاقِدٍ والجَرّاحِ وابنِ قُطَيْبٍ كما صَرَّح به الصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَة والعُبَابِ والمُصَنِّف في البَصَائِر . والنَّجَسُ بالتَّحْرِيك . والنَّجِسُ ككَتِفٍ وبه قَرَأَ الضَّحَاكُ قِيلَ : النَّجَسُ بالتَّحْرِيكِ يكونُ للواحِدِ والإثْنين والجَمْعِ والمؤنَّثِ بلُغةٍ وَاحدَةٍ رجُلٌ نَجَسٌ ورجُلانِ نَجَسٌ وقَوْمٌ نَجَسٌ . قال الله تعالى : " إِنَّما المُشْرِكُونَ نَجَسٌ " فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعُوا وأَنَّثُوا فقالُوا : أَنْجَاسٌ ونَجِسَةٌ . وقال الفَرّاءُ : نَجَسٌ لا يُجْمَع ولا يُؤَنَّث . وقال أَبو الهَيْثَمِ في قَوْلِه تَعالَى : " إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ " أَي أَنْجَاسٌ أَخْبَاثٌ . والنَّجُسُ مثْلُ عَضُدٍ قال الشِّهَابُ الخَفَاجيُّ كما وُجِدَ بخَطِّه بَعْدَ ما سَاقَ عِبَارَةَ المُصَنِّف هذه أَقول : بَيَّنَ أَنَّ نُونَه تُفْتَح وتُكْسَر مع سُكُونِ الجِيم بقَرِينَةِ قولِه بالتَّحْرِيك أَي تَحْرِيكِ الجيمِ بفَتْحٍ لأَنّ التَّحْرِيك المُطْلَقَ ينصرفُ للفَتْحِ عنْدَ اللُّغَويِّينَ والقُرَّاء وإسْتَغْنَى عن التَّصْرِيح بالسُّكُون لِدَلالَة مَفْهُومِ التَّحْرِيك مع أَنّه الأَصْلُ فحاصِلُه أَنَّ فيه خَمْسَ لُغَاتٍ : فَتْح النُّون وكَسْرهَا مع سُكُونِ الجيم والحَرَكَات الثَّلاث في الجِيم مع فَتْحِ النُّون . وتَوْضِيحُه ما في العُبَاب وعبارته : النَّجَسُ بفتحتين والنَّجِسُ بفتحٍ فكسرٍ والنَّجُسُ بفتحٍ فضَمٍّ والنَّجْسُ بفتحٍ فسُكونٍ والنِّجْسُ بكسرٍ فسُكُون : ضِدُّ الطاهِرِ وقد نَجُسَ ثَوْبُه كسَمِعَ وكَرُمَ نَجْساً ونَجَاسَةً . وقال الرّاغبُ في المُفْرَدات وتَبِعَه المصنِّفُ في البَصّائِر : النَّجاسَةُ ضَرْبَانِ : ضَرْبٌ يُدْرَكُ الحَاسَّةِ وضَرْبٌ يُدْرَك بالبَصِيرَةِ وعلى الثّانِي وَصَفَ اللهُ به المُشْرِكِينَ في الآيَة المُتَقّدِّمة . قلْتُ : وذكرَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّه مَجَازٌ . وأَنْجَسَهُ غَيْرُه ونَجَّسَه تَنْجِيساً فتَنَجَّسَ والفُقَهَاءُ يُفَرِّقُون بَيْنَ النَّجِسِ والمُتنَجِّسِ كما هو مُصَرَّحٌ به في مَحَلِّه . وفي الحَدِيثِ عن الحَسَنِ في رَجُلٍ زَنَى بامْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا فقال : هُو أَنْجَسَهَا وهو أَحَقُّ بِهَا . ودَاءٌ نَاجِسٌ ونَجِيسٌ ككَرِيم وكذا داءٌ عُقَامٌ إِذا كان لا يُبْرَأُ منه . وقال الزَّمْخْشَرِيُّ : أَعْيَا المُنَجِّسِين . قال الشاعِر :
" وداءٍ قَدَ أَعْيَا بالأَطباءِ ناجِسُ وقال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
والشَّيْبُ دَاءٌ نَجِيسٌ لا شِفَاءَ لَهُ ... للْمَرْءِ كَانَ صَحِيحاً صائِبَ القُحَمِوتَنَجَّسَ : فَعَلَ فِعْلاً يَخْرُجُ به عِنِ النَّجَاسَةِ كما قيل : تَأَثَّمَ وتَحَرَّجَ وتَحَنَّثَ إِذا فَعَل فِعْلاً يَخْرُجُ به عن الإِثْمِ والحَرَجِ والحِنْثِ . والتَّنْجِيسُ : اسمُ شَيْءٍ كانَت العَرَبُ تَفْعَلُه : وهو تَعْلِيقُ شيْءٍ من القَذَرِ أَوْ عِظَام المَوْتَى أَو خِرْقَةِ الحائضِ كان يُعَلَّقُ علَى مَن يُخَافُ عَلَيْه من وَلُوعِ الجِنِّ بِه كالصِّبْيَان وغيرِهم ويَقُولُون : الجِنُّ لا تَقْرَبُهَا . وعِبَارَة الصّحاحِ : والنَّنْجِيسُ : شْيءٌ كانَت العربُ تفعلُه كالعُوذَةِ تَدْفَعُ بها العِيْنَ ومنه قَولُ الشاعر :
" وعَلَّقَ أَنْجاساً عَلَىَّ المُنَجِّسُ قلْتُ : وصَدْرُه :
" ولو كانَ عِنْدِي كاهِنَانِ وحَارِسٌ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : من المَعَاذَاتِ : التَّميمَةُ والجُلْبَةُ والمُنَجّسَة . ويقال : المُعَوَّذُ مُنَجَّسٌ قال ثَعْلَبٌ : قلت له : لِمَ قِيلَ للمُعّوَّذِ : مُنَجَّسٌ وهو مأْخُوذٌ من النَّجَاسَة ؟ فقالَ : لأَنَّ للعَرَبِ أَفْعَالاً تُخَالِفُ مَعانِيهَا أَلْفَاظَهَا يُقَال : فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعل فِعْلاً يَخْرُج به مِن النَّجَاسَة وسَاقَ العِبَارَةَ الَّتي سُقْنَاهَا آنِفاً . قلتُ : وسَبَقَ أَيضاً إِنْشَادُ قولِ العَجّاج في ح م س :
" وَلَمْ يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَحْمَسَا
" ولاَ أَخَاً عَقَدٍ ولا مُنَجِّساً ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : إِذا جاءَ القَدَرُ لَم يُغْنِ المُنَجِّمُ ولا المُنَجِّسُ ولا الفَيْلَسُوفُ ولا المُهَنْدِس . قالَ وهو الَّذِي يُعَلِّقُ على الَّذِي يُخافُ عليه الأَنْجَاسَ مِن عِظَامِ المَوْتَى ونَحْوِهَا لِيَطْرُدَ الجنَّ : لنُفْرَتِهَا من الأَقْذَارِ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النَّجْسُ بالفَتْحِ وككَتِفٍ : الدَّنِسُ القَذِرُ مِن النّاسِ . ودَاءٌ نَجِسٌ ككَتِفٍ : عَقِيمٌ وقد يُوصَفُ به صاحِبُ الداءِ وكذلِكَ في أَخَواتِه الِّتي ذَكَرَها المصنِّف . والنَّجْسُ بالفَتْح : إتِّخَاذُ عُوِذَةِ الصَّبِيِّ وقد نَجَسَ له ونَجَّسه : عَوَّذَه . والنِّجَاسُ بالكَسْرِ : التَّعْوِيذُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ قالَ : كأَنَّهُ الإسْمُ من ذلِكَ . قالَ : والنُّجُسُ : بضَمَّتَيْنِ : المُعَوِّذُون وفي بعض النُّسَخِ : المُعَقِّدُون والمَعْنَى وَاحِدٌ : وهم الّذِين يَرْبِطُون على الأَطْفَالِ ما يَمْنَع العيْنَ والجِنَّ . ومِن المجازِ : نَجَّسَتْه الذُّنُوبُ . والنَّاسُ أَجْنَاسٌ وأَكثَرُهم أَنْجَاس . وتقول : لا تَرَى أَنْجَسَ من الكافِر ولا أَنْحَسَ من الفاجِر كما في الأَساس . والمَنْجَسُ : جُلَيْدَةٌ تُوضَعُ على حَزِّ الوَتَرِ