الكَيْسُ : الخِفَّةُ والتَّوَقُّدُ وهو خِلافُ الحُمْقِ وقد كاسَ كيساً فهُو كَيْسٌ وكَيِّسٌ . والكَيْسُ : الجِمَاعُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ومنه الحَدِيثُ فالْكَيْسَ الكَيْسَ كما يَأْتِي قَريباً في كَلامِ المُصَنِّفِ . و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الكَيْسُ عنْدَ قَوْمٍ الطِّيبُ وفي بعض النُّسَخِ : الطِّبُّ وهو غَلَطٌ . و الكَيْسُ : الجُودُ عن الأُمَوِيِّ وأَنشد :
وفي بَني أُمِّ الزُّبَيْرِ كَيْسُ ... عَلَى الطَّعَامِ ما غَبَا غُبَيْسُ
و الكَيْسُ : العقْلُ والفِطْنَةُ والفِقْهُ ومنه الحَدِيِثُ : هذا منْ كَيْسِ أَبِي هُرِيْرة أَي من فِقْهِه وفِطْنَته لا من روَايَتِه . و الكَيْسُ : الغَلَبَةُ بالكِيَاسةِ يُقَال : كَاسَني فكِسْتُه أَي غَلَبْتُه وقد كاسَه يَكيِسُه كَيْساً : غَلَبَه في الكَيْسِ . وفي الحَديِثِ المْرْوِيِّ عن جابِرِ بن عَبْدِ اللهِ الأَنْصَاريَّ رضيَ الله تَعالَى عنهما أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له : " أَتُرَاني إِنَّمَا كِسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ لَكَ الثَّمَنُ ولَكَ الجَمَلُ " ويُرْوَى : خُذْ جَمَلَك ومالَكَ أَي غَلبْتُكَ بالكِيَاسَةِ وفي النّهَايَةِ : بالكَيْسِ . ويُرْوَى إِنَّمَا مَا كَسْتُكَ من المِكَاس . وفيه أَيْضَاً : قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم لِجابرٍ : " فأِذا قَدِمْتَ فالكَيْس الكَيْسَ " . وفي روَايَةٍ أُخْرى : فإِذا قَدِمْتُم عَلَى أَهالِيكُم وهو أَمْرٌ بالجِمَاعِ أَي جامِعُوهُنَّ طَلَباً للوَلَدِ فجَعَلَ طلَبَ الوَلدِ عَقْلاً . أَو نَهْيٌ عن المُبَادَرةِ إِليه بإسْتعْمَالِ الكَيْسِ أَي العَقْلِ في إسْتبْرَائِهَا والفَحْصِ عن حالِهَا لئلاَّ يَحْمِلَه الشَّبقُ علَى غِشْيَانِهَا حائضاً وفي مُقَابَلَةِ النَّهْيِ بالأَمْرِ مُنَاسَبَةٌ حسَنةٌ لا تخْفَى . والكَيِّسُ كجَيِّدٍ : الظَّريفُ الخَفِيفُ المُتَوَقِّدُ الذِّهْنِ ج أَكْيَاسٌ قالَ الحُطَيْئَةُ :
واللهِ ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرَءاً جُنُباً ... في آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ بأَكْيَاسِ قال سِيبَوَيْه : كَسَّرُوا كَيِّساً على أَفْعَالٍ تَشْبيهاً بفاعلٍ ويَدُلُّكَ على أَنَّه فَيْعِلٌ أَنَّهْمُ قد سلَّمُوه فلو كانَ فَعْلاً لم يُسَلِّمُوه وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
" فكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَي إِذا كُنْتَ فِيهِمُوإِن كُنْتَ في الحَمْقَى فكُنْ أَنْتَ أَحْمَقَاًإِنَّمَا كَسَّرَه هُنَا على كَيْسَي لمَكَانِ الحَمْقَى أَجْرَى الضِّدَّ مَكَانَ ضِدِّه . وقالَ اللَّيْثُ : جَمْعُ الكَيِّسِ : كَيَسَةٌ . وزَيْدُ بنُ الكَيِّس النَّمَرِيُّ نَسَّابَةٌ مَشْهُورٌ هكذا ذَكَرَه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ وغيرُه والَّذِي قَرَأْتُ في أَنْسَابِ ابنِ الكَلْبِيِّ أَنَّ ابنَ الكَيِّس هذا هو عُبَيْدُ بنُ مالِك بنِ شَرَاحِيلَ ابنِ الكَيِّسِ واسْمُ الكَيِّسِ زيدٌ وهو مِن وَلَدِ عَوْفِ بنِ سَعْد بن الخَزْرَجِ ابنِ تَيْمِ اللهِ بنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ والنَّمَرِيُّ هو بفتح الميمِ في النِّسْبَة للتَّخْفيفِ . والكَيِّسُ بنُ أَبي الكَيِّسِ حَسّانَ بنِ عَبْدِ اللهِ اللَّخْمِيُّ مُحَدِّثٌ هكذا سَمّاه الصّاغانِيُّ . قلتُ : رَوَى عن أَبِيهِ وعنه أَصْبغُ ابنُ الفَرَجِ . وكَيِّسَةُ بنْتُ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ مَسْرُوحٍ الثَّقَفيَّةُ تابعيَّةٌ . وكَيِّسَةُ بنتُ الحارِثُ بنِ كُريْزٍ العَبْشَميَّةُ زَوْجَةُ الأَوْلَى : زَوْجُ مُسَيْلمَةَ الكَذَّابِ كانَت تَحْتَه ثُمَّ أَسْلَمتْ فتزوَّجَهَا ابنُ عَمَّهَا عبدُ اللهِ بنِ عامِر بنِ كُرَيْزٍ . وأَبُو كَيِّسَةَ البَرَاءُ بنُ قَيْسٍ رَوَى عنه إِيَادُ بنُ لَقِيطٍ أَو هو بالمُعْجَمَةِ ومُوَحَّدةٍ كما ضَبَطَه مُسْلِمٌ والدَّارَ قُطْنىُّ . وأَمّا عَلِيُّ بنُ كِيسَةَ المُقْريءُ فبالكَسْرِ والسُّكُونِ شيخٌ ليُونُسَ بنِ عبدِ الأَعلَى وضَبَطَه الصُّورِيُّ بالفَتْحِ . وكَيْسَةُ بنتُ أَبي كَثيرٍ التّابعيَّةُ رَوَتْ عن أُمِّهَا عن عائشةَ في الطِّيبِ وعَلَيُّ بنُ كَيْسَةَ . كلاهُمَا بالفَتْحِ والسُّكُونِ عَليُّ ابنُ كَيْسَةَ هذا : هو المُقْرِيءُ الَّذي تَقَدَّم ذِكَرُه ضُبِط بكسر الكاف وفَتْحِهَا الأَخيرُ عن الصُّورِيِّ كما مَرَّ قريباً وصَرَّح بالضَّبْطَيْنِ الصّاغَانِيُّ والحَافِظُ في التَّبْصِير والرجُلُ وَاحدٌ فإِعَادَتُه ثانياً وَهَمٌ مَحْضٌ فتأَمَّلْ . والمَصْدَرُ : الكِيَاسَةُ بالكَسْرِ والكَيْسُ بالفَتْح وقد كاسَ الوَلَدُ يَكِيسُ كَيْساً وكِيَاسَةً . والكِيسي بالكَسْر والكُوسَي بالضّمّ : جَمَاعَةُ الكَيِّسَةِ عن كُرَاع قالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّهما تَأْنِيثَاً الأَكْوَسِ وقال مَرَّةً : لا يُوجَدُ على مِثَالِهما إِلاَّ ضِيقَي وضُوقَي : جَمْع ضَيِّقَةٍ وطُوبَى : جَمْع طَيِّبَةٍ ولم يَقُولُوا : طِيبَي قالَ : وعِنْدِي أَنَّ ذلِكَ تأْنيثُ الأَفْعَلِ . وقال اللَّيْثُ : ويُقَالُ : هذَا الأَكْيَسُ وهيَ الكُوسَى وهُنَّ الكُوسُ والكُوسِيَّاتُ : النِّسَاءُ خاصَّةً . وعليُّ بنُ كِيسَةَ بالكَسْرِ : مِن القُرَّاءِ هذا هُوَ المُقْرِيءُ الَّذِي ذَكَره مَرَّتَيْنِ وهذا من المُصَنِّف غَرِيبٌ ووَهمٌ على وَهَمٍ . ومن المَجَازِ : كَيْسَانُ بالفَتْحِ : اسمٌ للغَدْرِ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ وأًنْشَدَ لضَمْرةَ بنِ ضَمْرَةَ ابنِ جابرِ بنِ قَطَن :
إِذا كُنْتَ في سَعْدٍ وأُمُّكَ مِنْهُمُ ... غَرِيباً فلاَ يَغْرُرْكَ خالُكَ منْ سَعْدِ
" إذا ما دَعَوْا كَيْسَانَ كانَتْ كُهُولُهُمْإِلَى الغَدْرِ أَسْعَى من شَبَابِهِم المُرْدِ وذَكَرَ ابنُ دُرَيْدٍ أَنَّ هذا للِنَّمِر بن تَوْلَبٍ في بَني سَعْدٍ وهم أَخْوَالُه . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الغَدْرُ يُكْنَى أَبا كَيْسَانَ . وقال كُرَاع : هي طَائيَّةٌ قال : وكلُّ هذا من الكَيْسِ . و كَيْسَانُ : وَالِدُ أَيُّوبَ وكُنْيَةُ كَيْسَانَ أَبُو تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيّ المُحَدِّثُ المشْهُورُ وأَبوه تَابِعِيُّ وقد تقدَّم ذِكْرُه في س خ ت . وكَيْسَانُ : لَقَبُ المُخْتَارِ بن أَبي عُبيْدٍ الثَّقَفيِّ المَنْسُوبِ إِليه الكَيْسَانِيَّةُ الطّائِفَةُ المَشْهُورَةُ مِن الرَّافِضَةِ . وأُمُّ كَيْسَانَ : لَقَبٌ للرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ نقلَه المُبَرِّدُ في الكَامِلِ . و أُمُّ كَيْسَانَ : اسمُ للضَّرْبِ عَلى مُؤَخَّرِ الإِنْسَانِ بظَهْرِ القَدَمِ وهو من ذلكَ . والكِيسُ بالكَسْرِ من الأَوْعِيَةِ : وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ يكونُ للدَّراهِمِ والدَّنَانِيرِ والدُّرِّ والياقُوتِ قال الشّاعِرُ :إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ مِنْ كِيسِ دِهْقانِ لأَنَّهُ يَجْمَعُهَا وَيضُمُّها ج أَكْيَاسٌ وكِيَسَةٌ عَلَى مثَالِ عِنَبةٍ . و من المَجَازِ : الكِيسُ : المَشِيمةُ لِمَا يَكُونُ فيه الوَلَدُ على التَّشْبِيه بالكِيسِ . وأَكْيَسَ الرجُلُ وأَكاسَ : وُلِدَتْ له أَولادٌ كَيْسَي وقال نَصْرُ ابنُ القَطَّاعِ : أَكاسَ الإِنْسَانُ : وَلَدَ وَلَداً كَيِّساً وكذلكَ أَكْيَسَ . وفي الأَساسِ : أَكاسَتْ : جاءَتْ بأَوْلادٍ أَكْيَاسٍ زادَ غيرُه : فهي مُكِيسَةٌ . وكَيَّسَهُ تَكْيِيساً : جَعَلَه كَيِّساً مُؤدِّباً . وتَكَيَّسَ الرَّجُلُ : تَظَرَّفَ وأَظْهَر الكَيْسَ . وكَايَسَهُ مُكَايَسَةً : غَالَبَهُ في الكَيْسِ فَكَاسَهُ : غَلَبَهُ . ومما يُسْتَدْرَك عليه : رجُلُ كَيِّسُ الفِعْلِ أَي حَسَنُهُ وامرأَةٌ كَيِّسَةٌ : حَسَنَةُ الأَدبِ . والكُوسَي بالضَّمَّ : الكَيْسُ عن السِّيرَافِيِّ أَدخلُوا الواوَ على الياءِ كما أَدْخَلُوا اليَاءَ كثيراً على الواو قال الشّاعر :
فَمَا أَدْرِي أَجُبْناً كان دَهْرِي ... أَم الكُوسَي إِذا جَدَّ الغَرِيمُ ورجُلٌ : مُكَيَّسٌ كمُعَظَّمٍ : كَيِّسٌ أَي معروفٌ بالعَقْلِ ومنه قولُ سيِّدِنا عليٍّ رضي الله عنه في رِواية :
أَما تَرانِي كَيِّساً مُكَيَّساً ... بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَيَّسَاً وامْرَأَةٌ مِكْيَاسٌ : تَلِدُ الأَكْيَاسَ وهي ضدُّ المِحْماقِ . والكَيِّسُ : العَاقِلُ . وأَيُّ المُؤْمنِيِن أَكْيَسُ أَي أَعْقَلُ . وقال ابنُ بُزُرْج : أَكَاسَ الرجُلُ الرجُلَ إِذا أَخَذَ بناصِيتَهِ هنا ذَكَرَه صاحبُ اللِّسَانِ وهو بالواوِيِّ أَشْبَهُ . والكَيْسُ : طَلَبُ الوَلَدِ . والكَيْسَانِيَّةُ : جُلُودٌ حُمْرٌ ليْسَتْ بقَرَظِيَّةٍ . والكَيْسُ في الأُمُور : يَجْرِي مَجْرَى الرِّفْقِ فيها وقد كاسَ فيه يَكِيسُ وتَكَيَّس وتَكايَسَ . ونِسْوَةٌ كِيَاسٌ . وكايَسْتُه في البَيْعِ لأَغْبِنَه نقلَه الزَّمَخْشَريُّ . وبَنَى داراً كَيِّسَةً أَي ظَرِيفَةً وهو مَجازٌ . وفي المَثَلِ : أَكْيَسُ مِنْ قِشَّةَ . ومِن المَجَاز : أَكْيَس الكَيْسِ التُّقَي وأَحْمَق الحُمْقِ الفُجُورُ كما في الأَساسِ . وكَيِسَ كَيَساً من حَدّ فَرِحَ لغةٌ في كَاسَ بمَعْنَى غَلَبَ نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ . والكَيِّسُ : لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرّحْمَنِ بن يَزِيدَ النَّخَعِيّ لعبَادَتهِ وإِقْبَالِه على أُمُورِ الآخرَةِ . والنَّمِرُ بنُ تَوْلَب : كانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يُلَقِّبُه الكَيِّسَ لجَوْدَةِ شِعْرِه . وكَيِّسَةُ بنتُ عبد الحَمِيدِ بنِ عامِر بنِ كُرَيْزٍ لها ذِكْرٌ . وقال الصّاغَانِيُّ : لُعْبَةٌ للعَرَبِ يُسَمُّون فيهَا بأَسْمَاءٍ يَقُولُون : كِيسٌ في كِسْفَةٍ
فصل اللام مع السين
نَكَسَهُ يَنْكُسُه نَكْساً : قَلَبَه علَى رَأْسه فإنْتَكَس وقال شَمِرٌ : النَّكْسُ : يَرجِعُ إِلى قَلْبِ الشيْءِ ورَدِّه وجَعْلِ أَعْلاه أَسْفَلَه ومُقَدَّمِه مُؤَخَّرَه . وقالَ الفَرّاءُ في قَوْلَه عزّ وجَلّ " ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ " يقولُ : رَجَعَوا عَمّا عَرَفُوا مِن الحُجِّة لإِبراهِيمَ عليه السّلامُ . ونَكَس رَأْسَه : أَمالَهُ كنَكَّسَه تَنْكِيساً والتشديدُ للمُبَالَغةِ وبه قَرَأَ عاصِمٌ وحمزةُ " ومَنْ نُعَمِّرْهُ نَنَكِّسْهُ " وقرأَ غيرُهما بفتحِ النُّونِ وضمِّ الكاف أَي مَن أَطَلْنا عَمُرَه نَكَّسْنَا خَلْقَه فصارَ بعدَ القُوَّة الضَّعْفُ وبعدَ الشَّبَابِ الهَرَمُ . وفُلانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً أَي يَبْتَدِئُ من آخِرِه أَي مِن المُعَوِّذَتَيْن ثُمَّ يرتَفِعُ إِلى البَقَرةِ ويَخْتِمُ بالفَاتِحَةِ والسُّنَّةُ خِلافُ ذلِكَ . أَو يبدأُ مِن آخِرِ السُّورةِ فيقرأُهَا إِلى أَوّلِهَا مَقْلُوباً وفي نُسْخَةٍ مَنْكُوسَة وهذا الوَجْهُ الأَخيرُ نقلَه أَبو عُبَيْدٍ قال : وتَأَوَّلَ به بَعْضٌ الحَدِيثَ أَنّه قِيلَ لابنِ مَسْعُودٍ رضِيَ اللهُ عنه : إِنّ فُلاناً يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً قالَ : ذلِك مَنْكُوسُ القَلْبِ قال أَبو عُبَيْدٍ : وهذا شيءٌ ما أَحْسَبُ أَحداً يُطِيقُه ولا كانَ هذا في زَمَنِ عبدِ اللهِ قال : ولا أَعْرِفُه قال : ولكن وَجْهه عِنْدي أَن يَبْدَأَ من آخِرِ القُرْآنِ من المُعَوِّذتين ثُمّ يَرتفعَ إِلى البقرة كنَحْوِ ما يَتَعَلَّمُ الصِّبْيَانُ في الكُتّاب وكِلاهَمَا مَكْرُوهٌ لا الأَوَّلُ في تَعْليمِ الصِّبْيَة والعَجَميِّ المُفَصَّلَ وإِنما جاءَت الرُّخْصَةُ لهم لصُعُوبةِ السُّورِ الطِّوَالِ عليهم فَأَمَّا مَن قَرَأَ القُرْآنَ وحَفِظَه ثمّ تَعَمِّد أَنْ يَقْرَأَه من آخِرِه إِلى أَوَّلِه فهذَا هو ا لنَّكْسُ المَنْهِيُّ عنه وإِذا كَرِهْنَا هذا فنَحْنُ للنَّكْس من آخِرِ السُّورةِ إِلى أَوَّلِها أَشَدُّ كَرَاهَةً إِن كانَ ذلكَ يكون . والمَنْكوسُ فِي أَشْكَالِ الرَّمْلِ ثَلاَثَةُ أَزْوَاجٍ مُتَوَالِيَةٍ يتلوُهَا فَرْدٌ هكذا وبعضُهم يُسَمِّيه الإِنْكِيس مِثَال إِزْميلٍ . والوِلاَدُ المَنْكوسُ : أَنْ تَخْرُجَ رِجْلاهُ أَي المَوْلودِ قَبْل رَأْسِه وهو اليَتْنُ كما سَيَأْتِي . والنُّكْسُ والنُّكَاسُ بضَمِّهما الأَخيرُ عن شَمِرٍ وكذلك النَّكْسُ بالفَتْح : عَوْدُ المَرِيضِ في مَرَضه بَعْدَ النَّقِهِ وقال شَمرٌ : بَعْدَ إِفْرَاقِه وهو مَجَازٌ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلِيُّ :
خَيالٌ لِزَيْنَبَ قدْ هاجَ لي ... نُكَاساً مِنَ الحُبِّ بَعْدَ إنْدِمَالِ وقد نَكِسَ في مَرَضه كعُنِيَ نَكْساً : عاوَدَتْه العِلَّةُ فهو مَنْكُوسٌ . ويقال : تَعْساً له ونُكْساً بضَمّ النُّونِ وقد يُفْتَح هنا إزْدِواجاً أَو لأَنَّه لُغَةٌ . والنَّاكِسُ : المُتَطَأْطِيءُ رَأْسهُ مِن ذُلٍّ ج : نَوَاكِسُ هكذا جُمْع في الشِّعْر للضَّرُورَةِ وهو شاذٌّ كما ذكرناه في فَوَارِسَ قال الفَرَزْدَقُ :
وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ
قال سيبَوَيْه : إِذا كَانَ الفِعْل لِغَيْرِ الآدَمِيِّين جُمِعَ علَى فَوَاعِلَ لأَنّه لا يَجُوز فيه ما يَجَوزُ فيه في الآدمِيِّين من الواوِ والنُّونِ في ا لإسمِ والفِعْل يُقَال : جِمَالٌ بَوَازِلُ وعَوَاضِهُ وقد إضْطُرَّ الفَرَزْدَقُ فَقَال : نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ . قالَ الأَزْهَريُّ : وقد رَوَى الفَرّاءُ والكِسائِيُّ هذا البيتَ هكذا وأَقَرَّأ : نَواكِسَ على لفظ الاَبْصَارِ وقال الأَخْفَشُ : يجوزُ : نَوَاكِسِ الأَبْصَار بالجَرِّ لا باليَاءِ كما قالوا : جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ ورَوَى أَحمدُ بنُ يَحْيَى : نَوَاكسِي الأَبْصَارِ بإِدْخَال الياءِ وقد مَرَّ البَحْثُ في ذلك في ف ر س . ومِن المَجَاز : نَكَسَ الطَّعَامُ وغيرُه دَاءَ المَرِيضِ إِذا أَعَادَهُ إِلى مَرَضِهِ ويُقَال : أَكَلَ كذا فنَكِسَ . وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : النَّكُسُ بضمَّتَيْنِ : المُدْرَهِمَّونَ من الشُّيُوخ بَعْدَ الهَرَمِ . والنِّكْسُ بالكَسْر : السَّهْمُ يَنْكَسِرُ فُوقُه فيُجْعَلُ أَعْلاهُ أَسْفَلَه قال الأَزْهَرِيُّ : أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ لِلْحُطَيْئةِ :
قَدْ ناضَلُونَا فسَلُّوا مِن كِنَانَتِهِمْ ... مَجْداً تَلِيداً وعِزّاً غَيْرَ أَنْكَاسِ والنِّكْسُ : القَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رَأْسَ الغُصْنِ كالمَنْكُوسَةِ وهو عَيْبٌ . والنِّكْسُ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ والجَمْع : أَنْكاسٌ . وقيل : النِّكْسُ : النَّصْلُ يَنْكَسِرُ سِنْخُه فتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخاً فلا يَرْجِعُ كما كَانَ ولا يَكُونُ فيه خَيْرٌ . والجَمْع : أَنْكَاسٌ . والنِّكْسُ : اليَتْنُ من الأَوْلاَدِ وهو المَنْكوسُ الّذِي سَبَقَ قَريباً نقلَه ابنُ دُرَيْدٍ عن بعضِهم قال : وليس بثَبتٍ . ومن المَجَاز : النِّكْسُ مِن الرِّجَالَ : المُقَصِّرُ عَن غايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَم . ج : أَنْكاسٌ وأَنشد إِبراهيمُ الحَرْبِيُّ :
" رَأْسُ قِوَامِ الدِّينِ وابنُ رَأْسِ
" وخَضِلُ الكَفَّيْنِ غَيْرُ نِكْسِ وقال كَعْبُ بن زُهَيْرٍ يَمْدَحُ الصَّحَابَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم :
زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلاَ كُشُفٌ ... عِنْدَ اللِّقاءِ وَلا مِيلٌ مَعَازِيلُ والمُنَكَّسُ كمُحَدِّث : الفَرَسُ لا يَسْمُو برَأْسه وقالَ ابنُ فارِسٍ : هو الَّذِي لا يَسْمُو برأْسِه ولا بِهَادِيهِ إِذا جَرَى ضَعْفاً فكأَنَّه نُكِسَ ورُدَّ أَو الَّذي لَم يَلْحَق الخَيْلَ في شَأْوِهِم عنِ اللَّيْثِ أَي لضَعْفِه وعَجْزِه وهو النِّكْسُ أَيضاً . وإنْتَكَسَ : وَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ وهو مُطَاوِعُ نَكَسَه نَكْساً وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَار وإنْتَكَسَ أَي إنْقَلَب على رَأْسِه وهو دُعَاءٌ عليه بالخَيْبَةِ لأَنَّ مَن إنْتكَسَ في أَمْرِه فقَدْ خابَ وخَسِر وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في الإنْتِكَاسِ :
" ولَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُهُليَمْرَضَ عَجْزاً أَو يُضَارِعَ مَأْثَمَاً أَي لم يُنَكِّسْ رَأْسَه لأَمْرٍ يَأْنَفُ منه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قال شَمِرٌ : نُكِسَ الرَّجُلُ إِذا ضَعُفَ وعَجَزَ . وقال أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله تعالَى : النِّكْسُ : القَصِيرُ . وأَنشد ثَعْلَبٌ
" إِنَّي إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَاً قال ابنٌ سِيدَه : ولم يُفَسِّرْه وأُراه عَنَى : بَسَرَ وعَبَسَ . ومن المَجازِ : نَكَسْتُ الخِضَابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ قال :
" كالوَشْمِ رُجِّعَ في اليَدِ المَنْكوسِ وقال ابن شُمَيْلٍ : نَكَسْتُ فُلاناً في ذلِكَ الأَمْرِ أَي رَدَدْتُه فيه بَعْدَ ما خَرَجَ منه . وإِنَّه لَنِكْسٌ من الأَنْكاسِ : لِلرَّذْلِ وهو مجازٌ . ونَكِسَ الرَّجُلُ كعُنِىَ عن نُظَرَائِه : قَصَّرَ . ونُكِسَ السَّهْمُ في الكنِانَه : قُلِبَ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : أَنْكس : نَوْعٌ من السمَك عظيمٌ جِدّاً