الوَغْرَة : شِدّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ وذلك حين تَتَوَسَّط الشمسُ السماءَ ويقال : نَزَلْنا في وَغْرَةِ القَيْظِ على ماءِ كذا . وَغَرَت الهاجرةُ تَغِرُ كَوَعَد وَغْرَاً : رَمِضَتْ واشتدَّ حَرُّها . وأَوْغَروا : دخلوا فيها ومنه حديثُ الإفك : " فَأَتْيْنا الجيشَ مُوغِرين في نَحْرِ الظَّهيرَةِ " ويروى مُغَوِّرين وقد تقدّم في موضعه . والوَغْرُ بالفتح ويُحرَّك : الحِقْدُ والضِّغْنُ والذَّحْلُ والعَداوةُ والغِلّ والتَّوَقُّدُ من الغَيظ . وقد وَغَرَ صَدْرُه عليه كَوَعَدَ ووَجِلَ يَغِرُ ويَوْغَرُ ويَوْغَرُ أكثر قاله الأَزْهَرِيّ وَغْرَاً بالفتح وَوَغَراً بالتحريك إذا امتلأ غَيْظَاً وحِقداً وقيل : هو أن يحترِقَ من شِدَّةِ الغَيظ . ويقال : ذهبَ وَغْرُ صَدْرِه وَوَغَرُه أي ما فيه من الغِلّ والحقد والعَداوة . وقيل : الوَغْرُ بالتسكين الاسم وبالتَّحريك المصدر . قال الفَرّاء : وَغَرَ عليَّ فلانٌ يِيغَرُ بكسر أوّله على مثال يِيجَلُ . وأَوْغَرَهُ : غاظَه وأَوْغَرَ صَدْرَ فلانٍ : أَحْمَاه من الغَيظ وهو واغِرُ فلانٍ : أَحْمَاه من الغَيْظ وهو واغِرُ الصَّدرِ عليَّ . وفي الحديث : " الهَديَّةُ تُذهِبُ وَغَرَ الصَّدرِ " أي غِلَّهُ وحَرارته وأصلُه من الوَغْرَةِ وهي شِدَّة الحَرِّ ومنه قول مازنٍ :
" ما في القلوبِ عَلَيْكمْ فاعْلَموا وَغَرُ وفي حديث المُغيرة : " واغِرَة الضَّمير " وقيل : الوَغَر : تَجرُّعُ الغَيظِ والحِقد . والتَّوْغير : الإغْراءُ بالحقد أنشد سيبويه للفَرَزْدق :
دَسَّتْ رَسولاً بأنّ القومَ إنْ قَدَروا ... عليكَ يَشْفُوا صُدوراً ذاتَ تَوْغِيرَ والوَغير كأَمير : لحمٌ يَنْشَوي على الرَّضْف كما قاله الليث . وفي اللسان : على الرَّمْضاء . الوَغيرُ أيضاً : اللبَن تُرمى فيه الحِجارةُ المُحْماة ثم يُشرَب . وقيل : الوَغير : اللبَنُ يُغلى ويُطبَخ . وقال الجَوْهَرِيّ الوَغيرَة : اللبَنُ يُسخَّن بالحجارةِ المُحْماة وكذلك الوَغير وقال ابن سيده : الوَغيرَةُ : اللبَنُ وَحْدَه مَحْضَاً يُسَخَّن حتى يَنْضَج وربّما جُعلَ فيه السَّمْن قد أَوْغَرَه ووَغَّرَه تَوْغِيراً قال الشاعر :
فسائِلْ مُراداً عن ثَلاثةِ فِتيَةٍ ... وعن إثْرِ ما أَبْقَى الصَّريحُ المُوَغَّرُ وفي كلام المُصنِّف قُصورٌ لا يَخْفَى . أَوْغَر الماءَ : سَخَّنه وذلك أن تُسخِّنَ الحجارةَ وتَحْرِقها وتُلْقيها في الماءِ لتُسخِّنَه وهو الإيغار وقيل : أَوْغَرَ الماءَ : أَحْرَقَه وأغلاه ومنه المثلُ : كَرِهَت الخنازيرُ الحَميمَ المُوغَر . ذلك أنّه ربّما يُسْمَطُ فيه الخِنزيرُ وهو حَيٌّ ثم يُذبَح ومثله في الأساس وفي بعضِ الأصول ثم يُشوى وهو فِعلُ قومٍ من النَّصارى قال الشاعر :
ولقدْ رأيتُ مكانَهم فكَرِهْتُهمْ ... كَكَرَاهةِ الخِنزيرِ للإيغارِ عن أبي سعيد : يقال : أَوْغَرَ فلاناً إليه : أي أَلْجَأه وأنشد :
وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ مَحْطُوطةٌ ... قد أَوْغَرَتْكَ إلى صِباً ومُجونِ قال : واشتقاقه من إيغارِ الخَراج ثمّ ذَكَرَ المعنى الذي ذَكَرَه المصنِّف آخِراً . يقال أَوْغَرَ العامِلُ الخَراجَ : إذا اسْتَوْفاه . وفي التهذيب : وغر : أو هو أن يُوغِرَ الملِكُ الرجلَ الأرضَ فيجعَلَها له من غيرِ خَراج وقيل : الإيغار : أن يُسقِطَ الخَراجَ عن صاحبه في بلدٍ ويُحَوِّلَ مِثلَه إلى بلدٍ آخرَ فيكون ساقطاً عن الأوّل وراجعاً إلى بَيْتِ المالِ ؛ أو هو أن يُؤَدِّيَ الخَراجَ إلى السلطانِ الأكبرِ فِراراً من العُمّالِ . يقال : أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إذا فعلَ ذلك نقله أبو سعيد قال : ومنه أُخذ معنى الإلجاء . وقيل : سُمِّيَ الإيغارَ لأنّه يُوغِرُ صُدورَ الذين يُزاد عليهم خَراجٌ لا يَلْزَمُهم . قال الأَزْهَرِيّ : وقد يُسمّى ضَمانُ الخَراجِ إيغارا وهي لَفْظَةٌ مُوَلَّدةٌ . وقال ابنُ دُرَيْد : والإيغارٌ المُستعمَل في باب الخَراجِ لا أَحْسَبُه عربيَّاً صَحيحاً . ووَغْرُ الجَيشِ : صَوْتُهم وَجَلَبتُهم قال ابنُ مُقبِل :
في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقيلُ السَّرابِ به ... كأنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا وقال الراجز :كأنَّما زُهاؤُها لمنْ جَهَرْ ... لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِه إذا وَغَرْ ويُحرَّك ولم يَحْكِ ابْن الأَعْرابِيّ في وَغْرِ الجيش إلا الإسْكانَ فقط وصرّح بأنّ الفتح لا يجوز . وَتَوَغَّرَ الرجلُ : تلَهَّبَ غَيْظَاً وَتَوَقَّد وحَمِيَ . وعمروُ بن ربيعةَ بن كعبٍ الشاعرُ المشهور لُقِّبَ مُسْتَوْغِراً في بعض النسخ المُسْتَوغِر لقوله يصفُ فرَساً عَرِقَت :
يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها ... نَشيشَ الرَّضْفِ في اللبَنِ الوَغيرِ والرَّبَلات : جمع رَبَلَة وهي باطِنُ الفَخذ . والرَّضْف : حجارةٌ تحمى وتُطرَح في اللبَن ليَجمُد . في التكملة : المِيغَر : المِيقاتُ والميعادُ وقد أَوْغَروا بَيْنَهم مِيغَراً أي مِيعاداً . والغِرَة مثل العِدَة وَزْنَاً ومعنىً نقله الصَّاغانِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : وَغَرَتْه الشمسُ : أي اشتدَّ وَقْعُها عليه . والوَغْر : الذَّحْل
الغَوْرُ بالفَتْح : القَعْرُ من كلِّ شيْءٍ وعُمْقُه وبُعدُه . ورَجُلٌ بَعيدُ الغَوْرِ : أَي قَعِيرُ الرَّأْيِ جَيِّدُه . وفي الحديث أَنّه سَمع ناساً يَذْكُرُون في القَدَر فقال : إِنَّكُمْ قد أَخَذْتُم في شِعْبَيْن بَعِيدَيِ الغَوْرِ أَي يَبْعُدُ أَنْ تُدْرِكُوا حَقيقةَ عِلْمِه كالمَاءِ الغائرِ الَّذِي لا يُقْدَر عليه . ومنه حَدِيثُ : ومَنْ أَبْعَدُ غَوْراً في الباطِلِ مِنّي ؟ كالغَوْرَي كسَكْرَى ومنه حَدِيثُ طَهْفَةَ بنِ أَبي زُهَيْر النَّهْدِيّ رضي الله عنه : أَتَيْنَاكَ يا رَسُولَ اللهِ مِنْ غَوْرَى تِهامَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ تَرْتَمِي بنا العيِسُ . وغَوْرُ تِهَامَةَ : ما بَيْنَ ذاتِ عِرْق - مَنْزلٍ لحاجِّ العِرَاق وهو الحَدُّ بين نَجْد وتِهَامَةً - إِلى البَحْرِ وقيل : الغَوْرُ : تِهَامَةُ وما يَلِي اليَمَنَ . وقالَ الأَصمعيُّ : ما بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى البَحْرِ غَوْرُ تِهَامَةَ . وقال الباهِلِيُّ : كُلُّ ما انْحَدَر مَسِيلُه مُغَرِّباً عن تِهَامَةَ فهو غَوْر . والغَوْرُ : ع مُنْخَفِضٌ بين القُدْسِ وحَوْرَانَ مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أَيّام في عَرْضِ فَرْسَخَيْن وفيه الكَثيبُ الأَحْمَرُ الذي دُفنَ في سَفْحِه سيّدنا مُوسَى الكَلِيمُ عليه وعلى نَبِيّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والتَّسْلِيم وقد تَشَرَّفْتُ بِزيارَته . والغَوْر : ع بدِيارِ بني سُلَيم . والغَوْرُ : أَيضاً ماءٌ لِبَنِي العَدَوِيّة . والغَوْرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ كالغُؤُورِ كقُعُودٍ والإِغَارَةِ والتَّغْويرِ والتَّغَوُرِ يُقَال : غارَ القَوْمُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا : أَتَوا الغَوْرَ قال جَرِيرٌ :
يا أُمَّ حَزْرَةَ ما رَأَيْنا مِثْلَكُمْ ... في المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائرِ وقال الأَعْشَى :
نَبِيٌّ يَرَى ما لا تَرَوْنَ وذِكْرُهُ ... أَغارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا
وقِيلَ : غارُوا وأَغارُوا : أَخَذُوا نَحْوَ الغَوْرِ . قال الفَرّاءُ : أَغارَ : لُغَةٌ في غَارَ . واحتجَّ بِبَيْتِ الأَعْشَى . قال صاحبُ اللِّسَان : وقد رُوِىَ بَيْتُ الأَعْشَى مَخْرُومَ النِّصف : غارَ لَعْمرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا . وقال الجَوْهَرِيُّ : غَارَ يَغُورُ غَوْراً أَيْ أَتَى الغَوْرَ فهوغائرٌ قال : ولا يُقَالُ : أَغارَ . وقد اخْتُلفَ في مَعْنَى قولِه : أَغارَ لَعَمْري في البِلاد وأَنْجَدَا . فقال الأصمعيّ : أَغارَ بمعْنَى أَسْرَعَ وأَنْجَدَ أَي ارْتَفَعَ ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ولا نَجْداً . قال : ولَيْس عنده في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . وزَعَمَ الفَرّاءُ أَنَّهَا لُغَةٌ واحتجّ بهذا البَيْت . انتهى . قُلْتُ : وقال ابنُ القَطَّاع في التهذيب : ورَوَى الأَصمعيّ : أَغَارَ لَعَمْرِي في البلاد وأَنْجَدَا . وقال لو ثَبَتَت الرِّوَايَةُ الأُولَى لكان أَغار ها هنا بمعنى أَسْرَع وأَنْجَدَ ارتفع ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ونَجْداً . وليس يَجُوز عند في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . انتهى . قُلْتُ : وناسٌ يقولون : أَغارَ وأَنْجَدَ فإِذَا أَفْرَدُوا قالوا : غارَ كما قالُوا هَنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَنِي فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا : أَمْرَأَني . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : تقول : ما أَدْرِي : أَغارَ فلانٌ أَم مارَ . أَغَارَ : أَتَى الغَوْر . ومارَ : أَتَى نَجْداً . وقال ابنُ الأَثير : يقال : غارَ : إِذا أَتى الغَوْر وأَغارَ أَيضاً وهي لغةٌ قليلة . والتَّغْوِيرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ . يُقَالُ : غَوَّرْنا وغُرْنَا بمعنىً . والغَوْرُ أَيضاً : الدُّخُول في الشَّيْءِ كالغُؤُور كقُعُود والغِيَار ككِتَاب الأَخِيرَةُ عن سيبَوَيْه . ويُقَال : إِنَّك غُرْتَ في غَيءرِ مَغَارٍ أَي دَخَلْتَ في غيرِ مَدْخَل . والغَوْرُ أَيضاً : ذَهابُ الماءِ في الأَرض كالتَّغْوير يقال : غارَ الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ : ذَهَبَ في الأَرْض وسَفَلَ فيها . وقال ابنُ القَطَّاع : غاضَ . واقْتَصَرَ على المَصْدَر الأَوّل . وقال اللَّحْيَانِيُّ : غارَ الماءُ وغَوَّرَ : ذَهَبَ في العُيُون . والغَوْرُ : الماءُ الغائرُ وَصْفٌ بالمصدر . وفي التَّنْزيل العزيز قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً . سَمّاه بالمَصْدَر كما يُقَال : ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ . والغَوْرُ المُطْمَئِنّ من الأَرْض ومثل الكَهف في الجَبَل كالسَّرَبِ كالمَغَارَة والمَغَارِ ويُضَمّان والغَارِ وفي التنزيل العزيز لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأَ أَو مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً . وغَارَتِ الشمسُ تَغُورُ غِيَاراً بالكَسر وغُؤوراً بالضَّمّ وغَوَّرَتْ : غابَتْ وكذلك القَمَرُ والنُّجُومُ قال أَبو ذُؤَيْب :
هَلِ الدَّهْرُ إِلاّ لَيْلَةٌ ونَهَارُهَا ... وإِلاَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا أَو الغارُ : كالبَيْتِ في الجَبَل قاله اللَّحْيَانيّ أَو المُنْخَفِضُ فيه قاله ثَعْلَب أَو كُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْض غارٌ قال الشاعِر :
تَؤُمُّ سِنَاناً وكَمْ دُونَهُ ... من الأَرْضِ مُحْدَوْدِباً غَارُهَا أَو هو الجُحْرُ الذي يَأْوِي إِلَيْه الوَحْشيُّ ج أَي الجَمْعُ من كلِّ ذلك القَلِيلُ أَغْوَارٌ عن ابنِ جِنِّى والكثيرُ غيرَانٌ . وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ . والغارُ : ما خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ أَو الأُخْدُودُ الذي بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ أَو هو داخِلُ الفمِ وقيل : غارُ الفَمِ : نِطْعاهُ في الحَنْكَيْن . والغارُ : الجَمَاعَةُ من الناسِ . وقال ابنُ سِيدَه : الجَمْعُ الكَثِيرُ من النّاس . والغارُ : وَرَقُ الكَرْمِ وبه فَسَرَّ بَعضُهُم قَوْلَ الأَخْطَل :
آلَتْ إِلى النِّصْفِ من كَلْفَاءَ أَثْأَفَها ... عِلْجٌ ولَثَّمهَا بالجَفْنِ والغَارِ والغَارُ : ضَرْبٌ من الشَّجَر . وقيل : شَجَرٌ عِظَامٌ له وَرَقٌ طِوَالٌ أَطْوَلُ من وَرَق الخِلافِ وحَمْلٌ أَصْغَرُ من الُبْنُدق أضسْوَدُ القِشْرِ له لُبٌّ يَقَع في الدَّواءِ ووَرَقُه طَيِّبُ الرِّيح يقع في العِطْرِ يُقَال لِثَمَرِه الدَّهْمَشْت واحِدَتُه غَارَةٌ ومنه دُهْن الغَارِ قال عَدِيُّ بن زَيْد :رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغَارَا والغَارُ : الغُبَارُ عن كُرَاع . والغَارُ : بنُ جَبَلَةَ المُحَدِّث هكذا ضَبَطَه البُخَاريّ وقال حَدِيثُه مُنْكَرٌ في طَلاقِ المُكْرَهِ . أَو هو بالزّايِ المعجمة وهو قولُ غَيْرِ البخاريّ قلتُ : رَوَى عنه يَحْيَى الوُحَاظِيُّ وجماعَةٌ وضَبَطَهُ الذَّهَبِيّ في الديوان فقال : غازِي بنُ جَبَلَةَ بزاي وياءٍ وفيه : وقال البُخَارِيّ : الغارُ براءٍ . والغَارُ : مِكْيَالٌ لأَهْلِ نَسَفَ وهو مائَةُ قَفيزٍ نقله الصاغانيّ . والغارُ : الجَيْشُ الكثير يقال : الْتَقَى الغَارَانِ أَي الجَيْشَانِ . ومنه قولُ الأَحْنَفِ في انْصِراف الزُّبَيْرِ عن وقَعْةِ الجَمَلَ : وما أَصْنَعُ به أَنْ كان جَمَعَ بَيْنَ غَارَيْنِ من الناسِ ثمّ تَرَكَهُمْ وذَهَبَ . والغَارُ : لُغَةٌ في الغِيرَة بِالكسر يقال : فلانٌ شَديدُ الغارِ على أَهْله أَي الغَيْرَة . وقال ابنُ القَطَّاع : غَارَ الرَّجُلُ على أَهله يَغَارُ غَيْرَةً وغاراً . وقال أَبو ذُؤَيْب يُشَبِّه غَلَيَانَ القِدْرِ بصَخَبِ الضَّرائر :
لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا ... ضَرَائِرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَشَ غارُهَا والغَارَانِ : الفَمُ والفَرْجُ وقِيل : هُمَا البَطْنُ والفَرْجُ ومنه قِيلَ : المَرْءُ يَسْعَى لِغَارَيْهِ وهو مَجازٌ . قال الشَّاعرُ :
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ ولَيْلَةٌوأَنَّ الفَتَى يَسْعَى لِغَارَيْهِ دائِبَا قال الصاغانيّ : هكذا وَقَعَ في المُجْمَلِ والإِصلاحِ وتَبِعَهُم الجوهَريُّ والرِّوايَة عانِيا والقافية يائيه والشّعْرُ لزُهَيْرِ بنِ جَنابٍ الكَلْبِيّ . وقالَ ابنُ سِيدَه : الغَارَانِ : العَظْمَان اللَّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ . وأَغَارَ الرَّجُلُ : عَجَّلَ في المَشْيِ وأَسْرَعَ ؛ قالَهُ الأَصْمَعِيّ وبه فسّر بَيت الأَعْشَى السابق . وأَغارَ : شَدَّ الفَتْلَ ومنه : حَبْلٌ مُغَارٌ : مُحْكَمُ الفَتْلِ وشديدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ . وأَغَارَ : ذَهَبَ في الأَرْضِ والاسمُ الغَارَة . وأَغارَ على القَوْم غارَةً وإِغارَةً . دَفَعَ عليهم الخَيْلَ وقِيل : الإِغَارَةُ المَصْدَرُ والغَارَةُ الاسْمُ من الإِغَارَةِ على العَدُوّ . قال ابنُ سيدَه : وهو الصَّحِيح . وأَغارَ على العَدُوِّ يُغِيرُ إِغارَةً ومُغَاراً كاسْتَغارَ . وأَغارَ الفَرَسُ إِغَارَةً وغَارَةً : اشْتَدَّ عَدْوُهُ وأَسْرَعَ في الغَارَةِ وغَيْرِهَا وفَرَسٌ مُغَارٌ : يُسْرِعُ العَدْوَ . وغَارَتُه : شِدَّةُ عَدْوِه . ومنه قولُه تعالَى : فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً . قلتُ : ويُمْكِن أَن يُفَسَّرَ به قَوْلُ الطِّرِمّاح السابقُ : أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ . وأَغارَ فُلانٌ بِبَنِي فُلانٍ : جاءَهُمْ ليَنْصُرُوهُ ويُغِيثُوهُ وقد يُعَدَّى بإِلَى فيُقَال : جاءَهُم ليَنْصُرَهُمْ أَو لِيَنْصُروه قال ابنُ القَطّاع . ويُقَالُ : أَغارَ إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ إِذا أَسْرَع ودَفَعَ في عَدْوِه . ومنه قَوْلُهُم في حَدِيثِ الحَجّ : أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع إِلى النَّحْرِ ونَدْفَع للحِجَارَة . وقال يَعْقُوبُ : الإِغَارَةُ هنا : الدَّفْع أَي نَدْفَعُ للنَّفْرِ . وقيل : أَرادَ : نُغِيرُ على لُحُومِ الأَضاحي من الإِغارَة : النَّهْب . وقيلَ : نَدْخُلُ في الغَوْرِ وهو المُنْخَفِض من الأَرض على لُغَةِ من قال : أَغَارَ إِذا أَتَى الغَوْرَ . ورجلٌ مِغْوارٌ بَيِّن الغِوَارِ بكَسْرِهمَا : مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغارَاتِ وكذلك المُغَاوِرِ . وغَارَهُم الله تعالى يَغُورُهُم ويَغِيرُهُم غِياراً : مَارَهم وبخَيْرٍ : أَصَابَهُم بخصْب ومَطَرٍ وسَقَاهُم وبرِزْق : أَتاهُم . وغَارَهُمْ أَيضاً : نَفَعَهُم قاله ابنُ القَطَّاع . والاسْمُ الغِيرَة بالكَسْرِ يائيّة وواويّة وسُيذْكر في الياءِ أَيضاً وهو مَجازٌ . وغارَ النَّهَارُ : اشْتَدَّ حَرُّه . ومنه : الغائرَةُ قال ذُو الرُّمِّة :
نَزَلْنا وقد غارَ النَّهَارُ وأَوْقَدَتْ ... عَلَيْنا حَصَى المَعْزاءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا ومن المَجَاز : اسْتَغْوَرَ الله تعالَى أَي سَأَلَهُ الغِيرَةَ بالكَسْر أَنشد ثعلب :فلا تَعْجَلاَ واسْتَغْوِرَا الله إِنّه ... إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا ثم فَسَّره فقال : اسْتَغْوِرَا من الغِيرَة وهي المِيرَة . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ معناه اسْأَلُوه الخِصْبَ . وقد غارَ لَهُمْ غياراً : مارَهُم ونَفَعُهم وكذا غارَهُم غِيَاراً . ويقال : ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أضهْلَه أَي يَمِيرُهُم ومن ذلك قولُهم : اللّهُمَّ غرْنَا بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمّها من يَغُور ويَغِيرُ بَغِيث . وكذا بخَيْر ومَطَرٍ : أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا به وسُيذْكَر في الياءِ أَيضاً . والغَائرَةُ : القَائلَةُ . والغائِرَةُ : نِصْفُ النَّهَار من قولهم : غارَ النَّهارُ إِذا اشْتَدَّ حَرُّه . والتَّغْويرُ : القَيْلُولَةُ . وغَوَّرَ تَغْوِيراً : دَخَلَ فيه أَي نِصْف النَّهَارِ . ويُقال أَيضاً : غَوَّرَ تَغْوِيراً إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة . ومن سَجَعَات الأَساس : غَوَّرُوا ساعَةً ثُمّ ثَوَّرُوا . قال جَرِيرٌ :
أَنَخْنَ لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوقَ الجَمَاجمِ وغَار نَجْمُك غِيَاراً وتَغَوَّرَ . قال لَبِيد :
سَرَيْتُ بِهم حَتَّى تَغَوَّرَ نَجمُهمْ ... وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ وقال امْرُؤ القَيْسِ يَصف الكلابَ والثَّور
وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغَضَا وتَرَكْنَه ... كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَشَمِّسِ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : المُغَوِّر : النازلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثمّ يَرْحَلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْويراً إِذا نامَ فيه أَي نِصْف النّهَار كغارَ ومنه حديثُ السائب لمّا وَرَد على عُمَرَ رَضِيَ الله عنه بَفَتْح نَهاوَنْدَ قال : وَيْحَك : ما وَرَاءَك : فواللهِ ما بتُّ هذه اللَّيْلَةَ إِلاَّ تَغْويراً يُريدُ النَّوْمَةَ القَلِيلَةَ التي تكون عند القائِلَةِ . ومَنْ رَواه تَغْوِيراً جَعَلَه من الغِرَار وهو النَّوْمُ القَلِيلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْوِيراً : سارَ فيه قال ابنُ شُمَيْل : التَّغْويرُ : أَنْ يَسِيرَ الراكِبُ إِلى الزَّوَال ثمَّ يَنْزل . وقال اللَّيْثُ : التَّغْوِيرُ : يكُونُ نُزُولاً لِلْقَائِلَةِ ويكونُ سَيْراً في ذلك الوَقْتِ والحُجّةُ للنُّزُولِ قَولُ الرّاعِي :
ونَحْنُ إِلى دثفُوفِ مُغَوِّراتٍ ... تَقِيسُ عَلَى الحَصَى نُطَفاً بَقِينَا وقال ذُو الرُّمَّة في التَّغْوير فجَعَلَه سَيْراً :
" بَرَاهُنَّ تَغْوِيرِي إِذا الآلُ أَرْفَلَتْبه الشَّمْسُ أُزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ ورَواهُ أَبو عَمْرو : أَرْقَلَت أَي حَرَّكَتْ . وفَرَسٌ مُغَارٌ : شَديدُ المَفَاصِلِ . واسْتَغَارَ الشَّحْمُ فِيه أَي في الفَرَسِ : اسْتَطارَ وسَمِنَ ؛ وفي كَلام المصنّف نَظَرٌ إِذْ لم يَذْكُر آنِفاً الفرسَ حتّى يَرْجِعَ إِليه الضَّمِير كما تَراه وأَحْسَنُ منه قَوْلُ الجوهريّ : اسْتَغارَ أَي سَمِنَ ودَخَلَ فيه الشَّحْمُ وهو تفسيرٌ لقَوْلِ الرّاعِي :
رَعَتْه أَشْهُراً وخَلاَ عَلَيْهَا ... فطارَ النِّيُّ فيه واسْتَغارَاويُرْوَى : فسارَ النِّيُّ فيها أَي ارْتَفَعَ . واسْتَغارَ أَي هَبَطَ . وهذا كما يُقَال : تَصَوَّبَ الحُسْنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى . قال الأَزهريّ : معنى اسْتَغارَ في بَيْت الراعِي هذا أَي اشْتَدَّ وصَلُبَ يعني شَحْمَ الناقَةِ ولَحْمَها إِذا اكْتَنَز كما يَسْتَغِيرُ الحَبْلُ إِذا أُغِيرَ أَي اشْتَدَّ فَتْلُه . وقال بعضُهم : اسْتَغارَ شَحْمُ البَعيرِ إِذا دَخَلَ جَوْفَه . قال : والقَوْلُ الأَوّلُ . واسْتَغارَت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ : تَوَرَّمَتْ . ومُغِيرَةُ بضَمٍّ وتُكْسَرُ المِيمُ في لغَةِ بعضِهِم وليس إِتْبَاعاً لحَرْف الحَلْق كشِعِير وبِعِير كما قِيلَ : اسمٌ . ومنهم مُغِيرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَخْنَسِ هكذا في سائر النُّسَخ والمَعْرُوفُ عند المُحَدِّثِينَ أَنَّهُ مُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَس بن شَرِيق الثَّقَفِيّ من بَنِي غِيَرَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثُقَيْفٍ حَليف بَنِي زُهْرَة قُتِلَ يَوْمَ الدّار ؛ كذا في أَنْسَاب ابنِ الكَلْبيّ . ومثْلُه معجَم ابن فَهْد والتَّجْريد للذَّهَبِيّ . وفي بَعْضِ النُّسخ : وابن الأَخْنَسِ وهذا يَصِحّ لو أَنَّ هناكَ في الصَّحَابَة مَن اسْمُه مُغِيرَةُ بنُ عَمْرو فَلْيُتَأَمَّل . ومُغيرَةُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِب مشهورٌ بكُنْيَتِهِ سَمّاه جماعةٌ منهم الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار وابنُ الكَلْبِيّ وقد وَهِمَ ابنُ عبدِ البَرِّفي الاسْتِيعابِ هُنَا فجَعَلَه أَخَا أَبِي سُفْيَانَ فتَنَبَّهْ . وفي الصَّحَابَةِ رَجُلٌ آخَر اسْمُه المُغِيرَةُ بنُ الحارِثِ الحَضْرَمِيُّ . ومُغِيرة بنُ سَلْمانَ الخُزاعِيُّ رَوَى عنه حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وحَدِيثُه في سُنَنِ النَّسَائيّ مُرْسَلٌ . ومُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ بن أَبي عامر بن مَسْعُودِ بنِ مُعتِّب الثَّقَفِيُّ من بَني مُعَتِّبِ بنِ عَوْف وهو مَشْهُور . ومُغِيرَةُ بنُ نَوْفَل بنِ الحارث ابنِ عبدِ المُطَّلِب له روايَةٌ . ومُغِيرَةُ بنُ أَبي ذِئْبٍ هِشَام ابنِ شُعْبَةَ القُرَشيّ العامِرِيّ وُلِدَ عامَ الفَتْح ورَوَى عن عُمَرَ وهو جَدُّ الفَقِيه محمّدِ بنِ عبدِ الرّحْمن بنِ المُغِيرَةِ بن أَبي ذِئْب المَدَنِيُّ : صَحَابيُّونَ رَضِيَ الله عنهم . وفاتَهُ من الصَّحَابَةِ مُغِيرَةُ بنُ رُوَيْبَة رَوَى عنه أَبو إِسْحَاقَ خَرَّج له ابنُ قانِع ؛ ومُغيرَةُ بنُ شِهَاب المَخْزُومِيّ قيل : إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من الهِجْرَة . وفي المُحَدِّثِين خَلْقٌ كثيرٌ اسْمُهُم المُغِيرَة . والغَوْرَةُ : الشَّمْسُ عن ابن الأَعرابيّ . ومنه قولُ امرأَةٍ من العَرَبِ لِبِنْت لها : هِيَ تَشْفِينِي من الصَّوْرة وتَسْتُرُني من الغَوْرَة . وقد تَقَدَّم أَيضاً في الصاد . والغَوْرَةُ : الغائرَة وهي القائِلَةُ نقله الصاغانيّ . والغَوْرَةُ : ع بناحِيَةِ السَّمَاوةِ . وغُوْرَةُ بالضَّمّ : ة عندَ بابِ هَرَاةَ وهو غُورَجِيٌّ على غَيْرِ قِيَاس قاله الصاغانيّ . وإِليها نُسِبَ الإِمامُ أَبو بَكْر أَحمدُ بنُ عبدِ الصَّمَد روى عن عبدِ الجَبّارِ بن مُحَمّد بن أَحْمَدَ الجَرّاحِيّ الغُورَجِيّ رَاويَةُ سُنَنِ التَّرْمِذِيّ حَدّثَ عنه أَبو الفَتْحِ عبدُ المَلِك بن أَبِي سَهْل الكَرْوخِيّ وتُوُفِّيَ سنة 481 . والغُورُ بلاهاءٍ : ناحيَةٌ مُتَّسِعة بالعَجَم وإِليها نُسِبَ السُّلْطَانُ شِهَابُ الدِّين الغُورِيّ وآلُ بَيْتِه مُلُوكُ الهِنْدِ ورُؤُساؤُهَا . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هي بلادٌ في الجِبَال بخُرَاسانَ قَريبةٌ من هَرَاةَ . ومنها أَبو القَاسِمِ فارسُ ابنُ محمّدِ بنِ مَحْمُود الغُورِيّ حَدَّثَ عن الباغَنْديّ . والغُورُ أَيضاً : مِكْيَالٌ لأَهلِ خُوَارَزْمَ وهو اثْنا عَشَرَ سُخّاً والسُخُّ : أَربعةٌ وعِشْرُونَ مَنّاً ؛ كذا نقله الصاغانيّ . وتَغاوَرُوا : أَغارَ بَعْضُهُم على بَعْض وكذا غاوَرُوا مُغاوَرَةً . والغُويْرُ : كزُبَيْر : ماءٌ م معروفٌ لِبَنِي كَلْب بن وَبْرَةَ بناحِيَةِ السَّمَاوَةِ ومنه قولُ الزَّبّاءِ تَكَلّمَتْ به لَمّا وَجَّهَتْ قَصِيراً اللَّخْمِيّ بالعِيرِ إِلى العِرَاق ليَحْمِلَ لها من بَزِّه وكان قَصِيرٌ يَطْلُبُها بثَأْرِ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ فحَمَّلَ الأَجْمَالَ صَنَادِيقَ فيهَا الرِّجَالُ والسَّلاُح ثمّتَنكَّبَ قَصِيرٌ بالأَجْمَال هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل كسَبَب وأَسْبَاب الطَريقَ المَنْهَجَ وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلُوفَةِ وأَخَذَ على الغُوَير هذا الماءِ الذي لِبَنِي كَلْب فأَحسَّتْ بالشَّرِّ وقالتْ : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . جَمْع بَأْسٍ أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه . قال أَبو عُبَيْد : هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ . وقال ثعلب : أُتِىَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . أَي عَسَى الرِّيبَةُ من قَبْلِكَ . وقال ابنُ الأَثِيرُ : هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً فَشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه . زادَ الأَزهريّ : فقال عُمَرُ حينئذٍ : هُوَ حُرٌّ ووَلاؤُه لَكَ . وقال أَبو عُبَيْد : كأَنَّه أَرادَ : عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس . قال الكُمَيْتُ : َّبَ قَصِيرٌ بالأَجْمَال هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل كسَبَب وأَسْبَاب الطَريقَ المَنْهَجَ وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلُوفَةِ وأَخَذَ على الغُوَير هذا الماءِ الذي لِبَنِي كَلْب فأَحسَّتْ بالشَّرِّ وقالتْ : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . جَمْع بَأْسٍ أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه . قال أَبو عُبَيْد : هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ . وقال ثعلب : أُتِىَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . أَي عَسَى الرِّيبَةُ من قَبْلِكَ . وقال ابنُ الأَثِيرُ : هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً فَشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه . زادَ الأَزهريّ : فقال عُمَرُ حينئذٍ : هُوَ حُرٌّ ووَلاؤُه لَكَ . وقال أَبو عُبَيْد : كأَنَّه أَرادَ : عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس . قال الكُمَيْتُ :
قالُوا أَساءَ بنو كُرْز فقُلْتُ لهم ... عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْاسٍ وإِغْوارِ أَو هُوَ أَي الغُوَيْرُ في المَثَل تَصْغِيرُ غارٍ لأَنّ أُناساً كانُوا في غارٍ فانْهَارَ عَلَيْهم أَو أَتاهُمْ فيه عَدُوٌّ فقَتَلُوهُم فيه فصارَ مَثَلاً لكلِّ ما يُخافُ أَنْ يَأْتِيَ منه شَرٌّ ثمّ صُغِّر الغارُ فقِيلَ غُوَيْرٌ . وهذا قول الأَصْمَعيّ . وغَارَهُمْ يَغُورُهُمْ ويَغِيرُهُم : نَفْعَهُم . واغْتَارَ : امْتَارَ وانْتَفَعَ . واسْتَغَارَ : هَبَطَ أَو أَرادَ هُبُوطَ أَرضٍ غَوْرٍ وهذا الأَخِير نقله الصَّاغانيُّ وهو المُسْتَغِير . والغَوَارَةُ كسَحَابة : ة بجَنْبِ الظَّهْرَانِ نقله الصاغانيّ . وغُورِينُ بالضَّمّ : أَرضٌ نقله الصاغانيّ . وغُورِيَانُ بالضمّ أَيضاً : ة بمَرْوَ نقله الصاغانيّ . وذُو غَاوَرَ كهَاجَر : رجلٌ من بَنِي أَلْهانِ بن مالكٍ أَخي هَمْدانَ ابنِ مالِك . والتَّغْوِيرُ : الهَزيمَةُ والطَّرْدُ وقد غَوَّرَ تَغْويراً . والغَارَة : السُّرَّةُ . نقله الصاغانيّ كأَنّهَا لِغُؤُورِهَا . والغِوَر كعِنَبٍ : الدِّيَةُ لغةٌ في الغِيَرِ باليَاءِ يُقَال : غارَ الرّجُلَ يَغُورُه ويَغِيرُه إِذا أَعْطَاه الغِيَرَة والغِوَرَة وهي الدِّيَةُ ؛ رواه ابنُ السِّكّيت في الوَاو والياءِ وسيُذْكَر في الياءِ أَيضاً . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : أَغارَ صِيتُه إِذا بَلَغَ الغَوْرَ . وبه فَسَّرَ بَعْضٌ بَيْتَ الأَعْشَى السابِقَ . والتَّغْوِيرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ . يُقَال : غَوَّرْنا وغُرْنا بمَعْنىً . وقال الأَصمعيّ : غارَ الرَّجُلُ يَغُورُ إِذا سارَ في بلاد الغَوءرِ وهكذا قال الكسَائيّ . وغارَ الشَّيْءَ : طَلَبَهُ . يُقَال : غُرْتَ في غَيْرِ مَغارٍ أَي طَلَبْتَ في غير مَطْلَب . وأَغارَ عَيْنَه وغارَتْ عَيْنُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤُوراً وغَوَّرَتْ : دَخَلَتْ في الرَّأْس . وغارَتْ تَغَارُ لُغَةٌ فيه . وقال ابنُ أَحْمَر :وسائِلَةٍ بظَهْرِ الغَيْبِ عَنّي ... أَغارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ تَغَارَا ؟ والغَوِيرُ كأَمِيرٍ : اسمٌ من أَغارَ غارَةَ الثّعْلَب . قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة :
بساقٍ إِذَا أُولَى العَدِىِّ تَبَدَّدُوا ... يُخْفِّض رَيْعَانَ السُّعَاةِ غَوِيرُهَا والغَارَةُ : الخَيْلُ المُغِيرَة قال الكُمَيْت بنُ مَعْرُوف :
ونَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرانَ غَارَةً ... تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادسَا يقولُ : سَقَيْنَاهُم خَيْلاً مُغِيرَةً . وغَاوَرُوهُم مُغاوَرَةً : أَغارُوا بعضُهم على بَعْض . ومنه حَدِيثُ قَيْس بنِ عاصم : كنتُ أُغَاوِرُهم في الجاهِلِيَّة . والمَغَاوِرُ كمَسَاجِدَ في قَوْل عَمْرو ابن مُرَّةَ : وبَيْض تَلاَلاَ في أَكُفِّ المَغَاوِرِ . يحتَمِل أَنْ يكونَ جَمْعَ مُغَاوِر بالضمّ أَو جَمْعَ مِغْوار بالكَسْر بحَذْف الأَلِف أَو حَذْف الياءِ من المَغَاوِير . والمِغْوَارُ : المُبَالِغُ في الغارَة . والمُغَارُ بالضّمّ : مَوْضِع الغَارَة كالمُقَام موضع الإِقَامَة . ومنه حَدِيثُ سَهْل : فلَمّا بَلَغْنا المُغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي وهي الإِغَارَةُ نَفْسُهَا أَيضاً قاله ابنُ الأَثير . وقومٌ مَغَاوِيرُ . وخَيْلٌ مِغيرَةٌ بضَمّ المِيمِ وَكَسْرِها . وفَرَسٌ مِغْوَارٌ : سَريع . وقال اللّحْيَانيّ : شَدِيدُ العَدْوِ والجمْع مَغاوِيرُ قال طُفَيْلٌ :
عَناجِيحُ من آلِ الوَجيهِ ولاحِقٍ ... مَغَاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ وقال اللَّيْثُ : فَرَسٌ مُغَارٌ بالضّمّ : شَدِيدُ المَفَاصِل . قال الأَزهريّ : معناهُ شِدَّةُ الأَسْرِ كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً . قلتُ : وهو مَجَازٌ . وبه فَسَّرَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ بَيْتَ الطِّرِمّاح السابِق : أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ . كذا نَقَلَه شَيْخُنَا من أَحَاسِن الكَلام ومَحَاسِن الكِرَام لابْنِ النُّعْمَان بَشيرِ بنِ أَبي بَكْر الجَعْفَرِيِّ التِّبْرِيزيّ . والغَارَةُ : النَّهْبُ وأَصْلُهَا الخيْلُ المُغِيرَة . وقال امْرُؤ القَيْس : وغَارَةُ سِرْحَانٍ وتَقْرِيبُ تُتْفُلِ . وغَارَتُه : شِدَّة عَدْوِهُ . وقال ابنُ بُرُزْج : غَوَّر النَّهَارُ إِذا زالَت الشَّمْسُ وهو مجاز . والإِغارَةُ : شِدَّة الفَتْلِ . وحَبْلٌ مُغَارٌ : مُحْكَمُ الفَتْل . وشديدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ . فالإِغَارَةُ مصدرٌ حقيقيّ والغَارَةُ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَر . واسْتَغَارَ : اشْتَدَّ وصَلُبَ واكْتَنَزَ . والمُغِيرِيَّة : صِنْفٌ من الخَوارِج السَّبَئِيَّةَ نُسِبُوا إِلى مُغِيرَةَ بنِ سَعِيد مَوْلَى بَجِيلَة . زاد الحافظ : المَقْتُول على الزَّنْدَقَة . قلتُ : وقال الذَّهَبيّ في الدّيوان : حَكَى عنه الأَعْمَشُ أَنَّ عَلِيّاً كان قادراً عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى ؛ أَحْرَقُوه بالنَّار . وأَغَارَ فُلانٌ أَهْلَه أَي تَزَوَّج عَلَيْهَا ؛ حكاه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ . والغَارُ : مَوْضعٌ بالشَّأْم . وغَارُ حِرَاءٍ وغارُ ثَوْر : مَشْهُورانِ . وغَارَ في الأُمُور : أَدَقَّ النَّظَرَ كأَغَارَ ذكرَهُ ابنُ القَطّاع وهو مَجازٌ . ومنه عَرَفْتُ غَوْرَ هذه المَسْأَلةِ . وفُلانٌ بَعِيدُ الغَوْر : مُتَعَمِّقُ النَّظَرِ . وهو بَحْرٌ لا يُدْرَك غَوْرُه . والمُغيرِيُّون : بَطْنٌ من مَخْزُوم وهُمْ بَنُو المُغيرَةِ بنِ عَبْد الله بنِ عُمَرَ بن مَخْزُوم . قال عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ منْهُم يَعْني نَفْسَه :
قِفِى فانْظُري يَا أَسْمَ هَلْ تَعْرفينَهُ ... أَهذا المُغِيريُّ الَّذِي كان يُذْكَرُ ويقال : بُنِيَ هذا البَيْتُ على غائِرَةِ الشَّمْسِ إذا ضُرِبَ مُسْتَقْبِلاً لمَطْلَعِهَا وهو مَجَازٌ . وفارِسُ بنُ مُحَمّدِ بن مَحْمُودِ بن عيسَى الغُوريّ بالضَّمِّ : حَدَّثَ عن البَاغَنْدِيّ . ووَلَدهُ أَبو الفَرج محمّدُ بنُ فارِسِ بن الغُوريّ حَدَّثَ . وأَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ مُوسَى الغُورِيّ ذكره المالِينيّ . وحُسَامُ الدِّين الغُورِيُّ قاضِي الحَنَفِيَّة بمصر ذُكِرَ أَنه نُسِبَ إِلى جَبَل بالتُّرْك . والغَوْرُ بالفَتْح : نَاحِيَةٌ واسِعَة وقَصَبَتُهَا بَيْسَانُ . وذاتُ الغَار : وَادٍ بالحِجازِ فَوْق قَوْرَانَ
الغِيرَة بالكَسْر : المِيرَة كالغِيَار ككِتَاب مِنْ غارَهُم يَغِيرُهُم وغارَ لَهُم أَي مارَهُم ونَفَعَهُم . وذَهَب فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه غَيْراً أَي مارَهُم . ومنه قولُ بعضِ الأَغْفَال :
ما زِلْتُ في مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ بِغَيْرِي وغَيْرُ : بمَعْنَى سِوَى والجَمْع أَغْيَارٌ وهي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى . قال الفَرّاءُ : وتَكُونُ بمَعْنَى لا فَتنْصِبُها على الحالِ كقَوْلِه تَعَالَى : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ : أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لا باغِياً وكقوله تَعَالَى : غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه . وقولُه تَعَالَى : غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ . وقال أَيضاً : بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ يقولُونَ : ما جاءَنِي غَيْرَك وما جاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَك . وفي اللسان : قال الزجّاج : من نَصَبَ غَيْراً فهو على وَجْهَيْنِ : أَحدهما الحالُ والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ . قال الأَزهريّ : ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ كما تقولُ العَرَبُ : كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة في المَعْنَى ويُقْطَعُ عنها لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه وتَقَدَّمتْ عليها لَيْسَ قِيلَ : وقولُهم : لا غيرُ لَحْنٌ وصَوَّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيِّد لأَنّه مَسْمُوعٌ في قَوْل الشاعِر ما نَصُّه :
" جَوَاباً به تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَالَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ
وقد احْتَجَّ به إِمَامُ النُّحاةِ فِي عَصْرِه ابنُ مالك وهو شَيْخُ المُصَنّف في بابِ القَسَم من شَرْح التَّسْهِيلِ وكَأَنَّ قولَهم : لَحْنٌ مأْخوذٌ من قَوْلِ السِّيرافيّ ما نَصُّه : الحَذْف إِنّمَا يُسْتَعْمَل إِذا كانتْ إِلاّ وغَيْرُ بعدَ لَيْسَ ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَلْفَاظ الجَحْد لم يَجُزِ الحَذْفُ ولا يُتَجاوَزُ بذلك مَوْرِدُ السَّمَاع . انتهى كَلامهُ أَي السِّيرَافِيّ . وقد سُمِع ذلك قَوْلِ الشاعرِ المتقدّم ذِكْرُه فلا يكونُ لَحناً وهذا هو الصَّوابُ الذي نَقَلُوه في كُتُبِ العَرَبِيَّة وحَقَّقُوه . ويُقَالُ : قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرهَا بالرَّفْع وبالنَّصْبِ ؛ ولَيْسَ غَيْرَ بالفتْح على حَذْفِ المُضَاف وإِضْمارِ الاسْمِ ولَيْسَ غَيْرُ بالضَّمّ ويحتمل كَوْنُه ضَمَّةَ بِنَاءٍ وإِعْرَاب ؛ ولَيْسَ غَيْرٌ بالرَّفْعِ ؛ ولَيْسَ غَيْراً بالنَّصْب ولا تَتَعَرَّفُ غَيْرُ بالإضَافَةِ لشِدَّة إِبْهَامِهَا . ونَقَلَ النَّوَويُّ في تَهْذيب الأَسْمَاءِ واللُّغَاتِ عن ابْنِ أَبِي الحُسَيْنِ في شامِلِه : مَنَعَ قوم دُخُولَ الأَلف والّلام على غَيْر وكُلٍّ وبَعْضٍ لأَنَّهَا لا تَتَعَرَّف بالإِضافَة فلا تَتَعَرّف بالّلام . قال وعِنْدِي لا مَانعَ من ذلك لأَنَّ الّلامَ ليست فيها للتَّعْريف ولكنّها الَّلامُ المُعَاقَبةُ للإِضافة نحو قَوْله تعَالى : فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . أَي مأْواه على أَنّ غَيْراً قد تتعرَّفُ بالإِضافة في بَعْضِ المَوَاضِع . وقد يُحْمَل الغَيْرُ على الضِدّ والكُلُّ على الجُمْلَة والبَعْضُ على الجُزْءِ فيصحّ دُخُولُ الّلام عَلَيْهَا بهذا المَعْنَى . انتهى . قال البَدْرُ القَرَافِيّ : لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَحَلّ النِّزَاع كما لا يَخْفَى . وإِذَا وَقَعَتْ بين ضِدَّيْن ك غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهم ضَعُف إِبْهَامُها أَو زال قال الأَزْهَريّ : خُفِضت غَيْر هُنَا لأَنَّهَا نَعْتٌ للّذِين جازَ أَنْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه وإِنْ كانَ فيه الأَلف والّلام . وقال أَبو العَبّاسِ : جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ التي في قوله : أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ . وهي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها . قال : وهذا قولُ بعضهم والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة . وقال الأَخْفَشُ : غَيْر بَدَلٌ . قال ثَعْلَب : وليس بمُمْتَنِع ما قَال ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم . وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التالي الواقِع بَعْدَ إِلاّ في ذلك الكَلام وذلك أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب في : جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد . وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ في : ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد . وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله أَي الشاعر :
" لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْحَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِوقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ في غَيْر بما لا مَزيدَ عليه . واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه . وتَغَيَّرَ الشيْءُ عن حاله : تَحَوَّلَ . وغَيَّرَهُ : جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ . وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ وفي التنزيل العزيز : ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قال ثعلب : معناه حَتَّى يُبدِّلُوا ما أَمَرَهُم الله . والاسْمُ من التَّغْيير الغَيْرُ عن اللَّحْيَانيّ وأَنشد : إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ . قال : ولا يُقَالُ : إِلاّ غَيَّرْت . وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر إِذ لَيْسَ له فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ . وغَيْرُ الدَّهْرِ كعِنَب : أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه المُغَيَّرَةُ ووَرد في حديث الاسْتِسْقَاء : ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ . وقال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم : لا أَراني اللُه بكَ غِيّرَاً الغِيَرُ مِن تغيُّرِ الحال وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما أَشْبَهَهُمَا . قال : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً واحدتُه غِيَرَةٌ . وأَرْضٌ مَغِيرَةٌ بالفَتْح ومَغْيُورَةٌ أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة . وغارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ وقال أَبو عُبَيْد : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُنِي إِذا وَدَاكَ من الدِّيَة . وغارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه ويَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ والاسمُ منه الغِيرَةُ بالكَسْر وج الغَيْرُ كعِنَب وقيل : الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر والجَمْع أَغْيَارٌ مثلُ ضِلَع وأَضْلاع . وقال أَبو عَمْرو : الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ وهي الدِّيَة قال بعضُ بَنِي عُذَرَةَ :
لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا وغَيَّرَه إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ . وأَصْلُها من المُغَايَرَةِ وهي المُبَادَلَة لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً فيما أُرَى لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ به فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً وأَصلُه من التَّغْيِير . وقال أَبو بَكْرٍ : سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً لأَنَّهَا غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السِّكّيت في الواو والياءِ . وقال ابن سِيدَه : غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وكذا غارَتْ هِيَ عَلَيْه تَغَارُ بعلامَة المذكّر الغائب ومؤنّثه غَيْرَةً بالفَتْح وغَيْراً بِغَيْرِ هاءٍ وغَاراً وغِيَاراً ككِتَابٍ قال الأَعْشَى :
لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدَّمتْ فهو غَيْرانُ بالفَتْح من قوم غَيَارَي كسَكَارَى وغُيَارَى بالضَّمّ أَيضاً كما قاله الجوهَرِيّ . قال البَدْرُ القَرَافِيُّ : ولم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى . وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً وغَيُورٌ كصَبُور من قَوْمٍ غُيُرٍ بضمّتَيْن صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم وأَّنهم لا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو . ومَنْ قال : رُسْلٌ قال : غُيْرٌ والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة وهي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ ويقال : رَجُلٌ مِغْيَارٌ أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ مِنْ قَوْمٍ مَغايِيرَ قال النابِغَة :
شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِوهي غيْرَى كسَكْرَى من قَوْم غَيَارَى وغَيُورٌ من غُيُرٍ ولو قال : وهي غَيْرَى وغَيُورٌ والجَمْع كالجَمْع كان أَخْصَرَ . ويُقَال : رَجُلٌ غَيُورٌ وامرأَةٌ غَيُورٌ بلا هاءٍ لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ والأُنْثَى . وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب . وغارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : أَعْطَاهُمْ وكذا بالرِّزْق . وغارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه فاغْتَارَ هو : انْتَفَع . قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ :
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لا تَرْقُدان ولا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا يقولُ : لا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئاً . وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه : تَزوَّج عليها فغَارَتْ هِيَ ؛ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الأَصمعيّ وقد تَقَدّم في غ و ر أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة . وغايضرَهُ بِسلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه . وغارَهُ غَيْراً : مارَهُ . واغْتَارَ : امْتَارَ وخَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلهِ أَي يَمْتَارُ ؛ نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ . ومن المَجَازِ : بَناتُ غَيْرٍ : الكَذُِب هكذا في التَّكْمِلَة . وفي الأَساس : جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ أَي بأَكاذيبَ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا والغِيَارُ بالكسْرِ : البِدَالُ مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ قال الأَعْشَى :
فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا والغِيَارُ أَيضاً : عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل : هو عَلاَمَةُ اليهُود . وغَيْرَةُ بالفَتْحِ : فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ ؛ نقَلَه الصاغانيّ . وغِيَرَةُ كعِنبَة : اسمٌ وهو أَبو قَبِيلَة . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : المُغَيِّر : الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ . قال الأَعشى :
واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال : غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه . ويقال : تَرَكَ القَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ . قال الشاعر :
جِدِّى فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ : اخْتَلَفَتْ . وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ : نَتْفُه . وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه أَي لا يَغَارُ . وتقولُ العَرَبُ : أَغْيَرُ من الحُمَّى : أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها . ورَجُلٌ غَيّارٌ وامرأَةٌ غَيّارَةٌ : كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة . وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين . وغِيرَةُ أَيضاً : جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ . وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف
فصل الفاء مع الراء
غَرَّه الشَّيْطَانُ يَغُرّه بالضّمّ غَرّاً بالفَتْح وغُرُوراً بالضمِّ وغِرَّةً بالكَسْرِ الأَخِيرَة عن اللَّحْيَانيّ وغَرَراً محرّكةً عن ابن القَطّاع فهو مَغْرُورٌ وغَرِيرٌ كأَمِيرٍ الأَخِيرة عن أَبي عُبَيْد : خَدَعَهُ وأَطْمَعَهُ بالبَاطِلِ قال الشاعِر :
إِنّ امْرَأً غَرَّه مِنْكُنَّ واحَِدٌة ... بَعْدِي وبَعْدَكِ في الدُّنْيَا لَمَغْرُورُأَرَاد لَمَغْرُورٌ جِدّاً أَو لَمَغْرُورٌ حَقَّ مَغْرُورٍ ولَوْلا ذلك لم يَكُن في الكَلامِ فائدَة لأَنّه قد عُلِم أَنّ كُلَّ مَنْ غُرَّ فهو مَغْرُورٌ فأَيُّ فائدةٍ في قوله : لَمَغْرُور ؟ إِنّمَا هو على ما فُسِّر ؛ كذا في المُحْكَم . فاغْتَرَّ هُوَ : قَبِلَ الغُرُورَ . وقال أَبو إِسحاق في قولِهِ تعالَى : يا أَيُّهَا الإِنْسَانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ . أَي ما خَدَعك وسَوَّلَ لك حتَّى أَضَعْتَ ما وَجَب عليه ؟ وقال غَيْرُه : أَي ما خَدَعَكَ برَبِّك وحَمَلَكَ على مَعْصِيَتِه والأَمْنِ من عِقَابِه ؟ وهذا تَوْبِيخٌ وتَبْكِيتٌ للعَبْد الذي يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ ولا يَخافُه . وقال الأَصمعيّ : ما غَرَّك بفُلانٍ أَي كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عليه ؟ وفي الحديث : عَجِبتُ من غِرَّتِه باللهِ عَزَّ وجَلَّ أَي اغْتِراره . والغَرُورُ كصَبُورٍ : الدُّنْيَا صِفَةٌ غالِبَة وبه فُسِّر قولُه تعالى : وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ الغَرُورُ قيل لأَنَّهَا تَغُرّ وتَمُرّ . والغَرُورُ : ما يُتَغَرْغَرُ بِهِ من الأَدْوِيَةِ كاللُّعُوقِ والسَّفُوفِ لِمَا يُلْعقَ ُويُسَفّ . والغَرُورُ أَيضاً : مَا غَرَّك من إِنْسَان وشَيْطَانٍ وغَيْرِهِمَا ؛ قاله الأَصْمَعِيّ وقال المُصَنّف في البَصَائر : مِنْ مالٍ وجَاهٍ وشَهْوَةٍ وشَيْطَانٍ أَو يُخَصّ بالشَّيْطَانِ عن يَعْقُوبَ أَي لأَنَّهُ يَغُرّ النّاسَ بالوَعْدِ الكاذِبِ والتَنْمِيَة وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : ولا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ وقِيلَ : سُمِّيَ به لأَنّه يَحْمِلُ الإِنْسَانَ على مَحابِّه ووَراءَ ذلك ما يَسُوءُه كَفَانَا اللهُ فِتْنَتَه . وقِيل : إِنّ الشَّيْطَانَ أَقْوَى الغارِّين وأَخْبَثُهُم . وقال الزَّجَاج : ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الغُرُور بالضَّمّ وقال في تَفْسِيره : الغُرُور : الأَباطِيلُ كأَنَّهَا جمع غَرّ مصدر غَرَرْتُهُ غَرّاً . قال الأَزهريّ : وهو أَحسنُ من أَنْ يُجْعَل مَصْدَرَ غَرَرْتُ غُرُوراً لأَنَّ المتعدِّىَ من الأَفعال لا تَكادُ تَقع مصادِرُهَا على فُعُولٍ إِلاّ شاذّاً . وقد قال الفَرّاءُ : غَرَرْتُه غُرُوراً . وقال أَبو زَيْد : الغُرُورُ : الباطِلُ وما اغْتَرَرْتَ به من شَيْءٍ فهو غُرُورٌ . وقال الزَّجّاج : ويَجُوزُ أَنْ يكونَ جَمْع غارٍّ مثل شاهِدٍ وشُهُودٍ وقاعِدٍ وقُعُودٍ . وقَوْلُهُم : أَنَا غَرِيرُك منه أَي أُحَذِّرُكَهُ وقال أَبو نَصْرٍ في كتابِ الأَجْنَاس : أَي لن يأْتِيَكَ منه ما تَغْتَرُّ به كأَنَّهُ قال : أَنا القَيِّم لكَ بذلِكَ . وقال أَبو مَنْصُورٍ : كأَنَّهُ قال : أَنا الكَفِيلُ لك بِذلِكَ . وقال أَبو زَيْد في كِتَابِ الأَمْثَال : ومن أَمْثَالِهِم في الخِبْرَةِ والعِلْم : أَنا غَرِيرُك من هذا الأَمْرِ أَي اغْتَرَّنِي فسَلْني مِنْه على غِرَّة أَي أَني عالم به فمَتَى سَأَلْتَنِي عنه أَخْبَرْتُك به من غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ لذلك ولا رَوِيَّة . وقال الأَصمعيّ : هذا المَثَلُ معناهُ أَنَّك لَسْتَ بمَغْرُورٍ منّي لكشنّي أَنا المَغُرور وذلِك أَنّه بَلَغَنِي خَبرٌ كان باطِلاً وأَخْبرْتُك به ولم يكُنْ على ما قُلْتُ لك وإِنّمَا أَدَّيْتُ ما سَمِعْتُ . وقال أَبو زَيْدٍ : سمعتُ أَعرابِيّاً يقول لآخَرَ : أَنا غَرِيرُك مِنْ تَقُولَ ذلك يقول : مِنْ أَنْ تقولَ ذلك . قال : ومعناه اغْتَرَّنِي فسَلْنِي عن خَبَرِه فإِنّي عالم به أُْخِبرَك عن أَمْرِه على الحَقّ والصِّدْقَ . وقال الزمخشريّ بمثل ما قال أبو زَيْدٍ حيث قال : أَي إِن سَأَلْتَنِي على غِرَّةٍ أُجِبْك به لاسْتِحْكَام عِلمِي بحَقِيقَتِه . وغَرَّرَ بنَفْسِه وكذلك بالمالِ تَغْرِيراً وتضغِرَّةً كتَحِلَّة وتَعِلَّة : عَرَّضَها لِلْهَلَكَةِ من غير أَنْ يَعْرِفَ والاسْمُ الغَرَر مُحََّركةً وهو الخَطرَ ُ ومنه الحديثُ : نَهَى رَسُولُ الله صلَّى الله تعالَى عليه وسَلَّم عن بَيْع الغَرَر وهو مِثْلُ بَيْعِ السَّمَك في المَاءِ والطَّيْرِ في الهَوَاءِ . وقِيلَ : هو ما كانَ له ظاهرٌ يَغُرّ المُشْتَرِيَ وباطِنٌ مَجْهُول . وقِيل : هو أَنْ يكونَ على غَيْرِ عُهْدَةٍ ولا ثِقَةٍ . قال الأَزهريّ : ويَدْخُل في بَيْع الغَرضرِ البُيُوعُ المَجْهُولَة الّتي لا يُحِيطُ بكُنْهِها المُتبايِعان حَتَّىتَكُونَ مَعْلُومَةً . وغَرَّرَ القِرْبَةَ : مَلأَها قاله الصاغانِيّ وكذا غَرَّرَ السَّقاءَ . قال حُمَيْد : ونَ مَعْلُومَةً . وغَرَّرَ القِرْبَةَ : مَلأَها قاله الصاغانِيّ وكذا غَرَّرَ السَّقاءَ . قال حُمَيْد :
وغَرَّرَهُ حَتَّى اسْتَدارَ كَأَنَّهُ ... عَلَى القَرْوِ عُلْفُوفٌ مِنَ التُّرْكِ رَاقِدُ وغَرَّرَتِ الطَّيْرُ : هَمَّتْ بالطَّيَرَانِ ورَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا مَأْخُوذٌ مِنْ غَرَّرَتْ أَسنانُ الصَّبِيّ إِذا هَمَّت بالنَّباتِ وخَرَجَت . والغُرَّةُ والغُرْغُرَةُ بضمّهما : بَيَاضٌ في الجَبْهَة وفي الصحاح : في جَبْهَةِ الفَرَس وفَرَسٌ أَغَرُّ وغَرّاءُ قال ابنُ القَطّاع : غَرَّ الفَرَسُ يَغَرُّ غُرَّةً فهو أَغَرُّ . وفي اللّسَان : وقيل : الأَغَرّ من الخَيْلِ : الذي غُرَّتُه أَكْبَرُ من الدِّرْهَم قد وَسَطَتْ جَبْهَتَه ولم تُصِب واحِدَةً من العَْيَنْين ولم تَمِلْ على واحِدٍ من الخَدَّيْنِ ولم تَسِلْ سُفْلاً وهي أَفْشَى من القُرْحَةِ والقُرْحَة قَدْرُ الدّرْهم فما دُونَه . وقِيلَ : الأَغرّ : ليس بضَرْبٍ واحدٍ بل هو جِنْسٌ جامِعٌ لأَنْوَاعٍ من قُرْحَة وشِمْرَاخٍ ونَحْوِهما . وقِيل : الغُرَّةُ إِنْ كانَتْ مُدَوَّرَةً فهي وَتِيرَةٌ وإِنْ كانت طَوِيلَةً فَهِي شادِخَة . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنّ الغُرَّة نَفْسُ القَدْرِ الذي يَشْغَلُه البَيَاضُ من الوَجْه لا أَنّه البَيَاضُ . وقال مُبْتَكِرٌ الأَعْرابيّ : يُقَال : بِم غُرِّرَ فَرَسُك ؟ فيقولُ صاحِبُه : بشادِخَةٍ أَو بِوَتِيرَةٍ أَو بيَعْسُوبٍ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : فَرَسٌ أَغَرُّ وبه غَرَرٌ وقد غَرَّ يَغَرُّ غَرَراً وجَمَلٌ أَغَرُّ فيه غَرَرٌ وغُرُورٌ . والأَغَرُّ : الأَبْيَضُ من كُلّ شئٍ وقد غَرَّ وَجْهُهُ يَغَرّ بالفَتْح غَرَراً وغَُّرةً : ابْيَضَّ ؛ إن ابن الأَعْرَابيّ كما سيأْتي : ومن المَجاز : الأَغَرُّ من الأَيّام : الشَّديدُ الحَرّ وأَنشد الزمخشريّ لِذِي الرُّمَّة :
ويَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْىَ أَقْصَى كِنَاسِه ... وتَنْزُو كَنَزْوِ المُعْلَقاتِ جَنَادِبُهْ
أَغَرَّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرَابِهِ ... إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُه وسَبَاسِبُهْ ومن المَجَازِ أَيضاً هاجِرَةٌ غَرّاءُ : شديدةُ الحَرّ قال الشاعر :
وهاجِرَةٍ غَرّاءَ قاسَيْتُ حَرَّهَا ... إِلَيْكَ وجَفْنُ العَيْنِ بالمَاءِ سائِحُ وكذا ظَهِيرَةٌ غَرّاءُ . قال الأَصمعيّ : أَي بَيْضَاءُ من شِدَّةِ حَرّ الشَّمْس كما يُقَال : هاجِرَةٌ شَهْبَاءُ . وأَنشد أَبو بَكْر :
مِنْ سَمُومٍ كأَنَّهَا لَفْحُ نارٍ ... شَعْشَعَتْهَا ظَهِيرةٌ غَرّاءُوكذا وَدِيقَةٌ غَرّاءُ أَي شَدِيدَةُ الحَرِّ . والأَغَرُّ الغِفَارِيُّ والأَغَرُّ الجُهَنِيُّ والأَغَرُّ بنُ ياسِرٍ المُزَنِيُّ : صَحابِيُّون . فالغِفارِيُّ رَوَى عَنْه شَبِيبُ بن رَوْح أَنَّه صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم . والجُهَنِيُّ رَوَى عنه أَبو بُرْدَةَ بنِ أَبي مُوسَى والمُزَنِيُّ يَرْوِى عن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ عنه أَبو بُرْدَةَ في الصّحِيح أَو هُمْ واحِدٌ قاله أَبو نُعَيمٍ وفيه نَظَرٌ . أَو الأَخِيرَان أَي الجُهَنِيُّ والمُزَنِيّ واحِدٌ قاله التِّرْمِذِيّ . والأَغَرُّ : تابِعيّان أَحدُهما الأَغَرُّ بن عَبْدِ الله كُوفيٌّ كُنْيَتُه أَبو مُسْلِمٍ رَوَى عن أَبي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيد وعنه أَبو إِسحاق المُسَيّبيّ وعَطاءُ بن السائِب وَقَعَ لنا حَدِيثُه عالِياً في كِتَاب الذِّكْر للفِرْيابيّ . والثَّاني : الأَغَرُّ بن سُلَيْكٍ الكُوْفِيُّ وهو الذي يُقَال له أَغَرُّ بَنِي حَنْظَلَةَ يَرْوِيَ المَراسِيلَ رَوَى عنه سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ ذكرهما ابنُ حِبّانَ في الثِّقات . والأَغَرُّ : جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون منهم الأَغَرُّ بن الصَّبَّاح المِنْقَرِيُّ مولَى آلِ قَيْسِ بن عاصِمٍ من أَهْل البَصْرَة رَوَى عَنْه محمّدُ بنُ ثَوَاءٍ ؛ ذكرَه ابنُ حِبّانَ في أَتْبَاع التابِعينَ . قلتُ : وَثَّقَةُ ابنُ مَعِينٍ والنَّسَائِيُّ . والأَغَرُّ الرَّقَاشِيُّ عن عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ وعنه يَحْيَى بنُ اليَمَانِ رَوَى له ابن ماجَه حديثاً واحِداً : أَنَّ النبيّ صلَّى الله تعالَى عليه وسلَّم تَزَوَّجَ عائشَة عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُه خَمْسُون دِرْهَماً . والأَغَرّ : الرَّجُلُ الكرِيمُ الأَفْعَالِ الواضِحُهَا وهو على المَثَلِ . ورَجُلٌ أَغَرُّ الوَجْهِ : أَبْيَضُهُ . وفي الحديث : غُرٌّ مُحَجَّلُونَ من آثَارِ الوُضُوءِ يريد بَيَاضَ وُجُوهِهِم بنُورِ الوُضُوءِ يَوْمَ القِيَامَة . وقولُ أُمِّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة :
لِيَشْرَبَ منه جَحْوَشٌ ويَشِيمَه ... بعَيْنَيْ قَطَامِيٍّ أَغَرَّ شَآمِي يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ قَطَامِيّاً أَبْيَضَ وإِنْ كَانَ القَطَامِيّ قَلَّمَا يُوصَفُ بالأَغَرّ وقد يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ عُنُقَه فيكون كالأَغرِّ بيْنَ الرِّجَال . والأَغَرُّ من الرِّجال : الَّذِي أَخَذَتِ اللِّحْيَةُ جميعَ وَجْهِه إِلاَّ قَلِيلاً كأَنَّه غُرَّة . والأَغَرُّ : الشَّرِيفُ وقد غَرَّ الرجُلُ يَغَرُّ : شَرُفَ كالغُرْغُرَةِ بالضَّمّ ج غُرَرٌ كصُرَدٍ وغُرّانٌ بالضَّمّ قال امُرؤ القيس :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وأَوْجُهُهمْ عندَ المَشَاهِدِ غُرّانُأَي إِذا اجْتَمَعُوا لغُرْمِ حَمَالَةٍ أَو لإِدارَة حَرْبٍ وَجَدْتَ وُجُوهَهُم مُسْتَبشِرَةً غير مُنْكَرَةٍ . ورُوِى : بِيضُ المَسَافِرِ غُرّانُ . وقوله : غُرَرٌ كصُرَد هكذا في سائِر النُّسَخ وهو جَمْعُ غُرَّة وأَمَّا غُرّانٌ فجَمْعُ الأَغَرِّ ولو قال : جَمْعُه غُرٌّ وغُرّانٌ كما في المُحكم والتَّهْذِيب كانَ أَصْوَبَ والأَغَرُّ : فَرَسُ ضُبَيْعَةَ بنِ الحارِثِ العَبْسِيِّ من بَنِي مَخْزُومِ بنِ مالِكِ بنِ غالِبِ بن قُطَيْعَةَ ؛ والأَغَرُّ : فَرَسُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الله أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّ الشاعِر . والأَغَرُّ : فَرَسُ شَدّادِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَبْسيّ أَبِي عَنْتَرَة ؛ والأَغَرُّ : فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ ثوْرٍ البَكّائِيّ والأَغَرُّ : فَرَسُ عَمْرِو بن النَّاسِي الكِنَانِيّ والأَغَرُّ : فَرَسُ طَرِيفِ بنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيّ من بَنِي تَمِيمٍ والأَغَرُّ فَرَسُ مالِكِ بن حَمّادٍ والأَغَرُّ فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنانيّ واسمُه خَمِيصَة كما حَقَّقَهُ السِّرَاجُ البُلْقَينِيّ في قَطْرِ السَّيْلِ والأَغَرُّ : فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنَانٍ المُرِّيّ . والأَغَرُّ : فَرَسُ الأَسْعَرِ بن حُمْرَانَ الجُعْفيّ فهذه عشرة أَفراس كِرام ساقَهم الصاغانيّ هكذا . ولكن فَرَسَ تَمِيمِ بنِ طَرِيف قيل إِنّهَا الغَرّاءُ لا الأَغُّر كما في اللّسان وسيأْتي وغالِبُهُم مِنْ آلِ أَعْوَجَ . وفاتَه الأَغَرُّ فَرَسُ بَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبيعَةَ وفيه يقول النابِغَة الجَعْدِيّ :
أَغَرُّ قَسَامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خَلاَ يَدَهُ اليُمْنَى فتَحْجِيلُه خَسَا وكذلك الأَغَرُّ فَرَسُ بَني عِجْل وهو من وَلَدِ الحَرُون وفيه يقول العِجْليّ :
أَغَرّ من خَيْلِ بَنِي مَيْمُون ... بَيْنَ الحُمَيْلِيَّاتِ والحَرُونِ والأَغَرُّ : اليَوْمُ الحارُّ هكذا في النُّسخ وهو مع قَوْله آنفاً : والأَغَرُّ من الأَيّام : الشَّديدُ الحَرِّ تكرار ٌ كما لا يُخْفَى . وقد غَرَّ وَجْهُه يَغَرُّ بالفَتْح قال شيخُنَا : قد يُوهشمُ أَنّه بالفَتْح في الماضِي والمُضَارِع وليس كذلك بل الفَتْح في المُضَارع لأَنّ الماضِيَ مَكْسُورٌ فهو قِياس خِلافاً لِمَنْ تَوَهَّمَ غَيْرَه غَرَراً مُحَرَّكةً وغُرَّةً بالضَّمّ وغَرَارَةً بالفَتْح : صارَ ذا غُرَّةٍ وأَيضاً ابْيَضَّ عن ابنِ الأَعرابي . ّ وفَكَّ مَرّةً الإِدْغامَ ليُرِىَ أَنّ غَرَّ فَعِلَ فقال : غَرِرْتَ غُرَّةً فأَنْت أَغَرُّ . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ غُرَّةً ليس بمَصْدَرٍ كما ذهب إِليه ابنُ الأَعرابيّ ها هُنا إِنّمَا هو اسِمٌ وإِنّمَا كان حُكْمُه أَنْ يَقُول : غَرِرْتَ غَرَراً . قال : عَلَى أَنَّي لا أُشَاحُّ ابنَ الأَعْرَابيّ في مثْل هذا . والغُرَّةُ بالضَّمّ : العَبْدُ والأَمَةُ كأَنَّهُ عَبَّرَ عن الجِسْمِ كلِّه بالغُرَّة وقال الراجِز :
كُلُّ قَتِيل في كُلَيْبٍ غُرَّهْ ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ مُرَّهْيقول : كُلُّهم لَيْسُوا بكُفْء لِكُلَيْب إِنّمَا هم بمَنْزِلَة العَبِيدِ والإِمَاءِ إِنْ قَتَلْتُهُم حَتَّى أَْقُتَل آلَ مُرَّةَ فإِنَّهم الأَكْفَاءُ حينئذ . قال أَبو سَعِيد : الغُرَّةُ عند العَرَبِ : أَنْفَسُ شيْءٍ يُمْلَك وأَفْضَلُه والفَرَسُ غُرَّةُ مال الرَّجُل والعَبْدُ غُرَّةُ مالِه والبَعِيرُ النَّجِيبُ غُرَّةُ مالِه والأُمَةُ الفَارِهَةُ مِنْ غُرَّةِ المال . وفي الحَدِيث : وجَعَلَ في الجَنِينِ غُرَّةً عَبْدَاً أَوْ أَمَةً . قال الأَزهريّ : لم يَقصد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم في جَعْله في الجَنين غُرَّةً إِلاَّ جِنْساً واحِداً من أَجْنَاس الحَيَوان بعَيْنِه فقال : عَبْداً أَوْ أَمَةً . ورُوِى عن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنّه قال في تَفْسِير غُرَّة الجَنِين : عَبْدٌ أَبْيَضُ أَوْ أَمَةٌ بَيْضَاءُ . قال ابنُ الأَثِيرِ : وليس ذلك شَرْطاً عند الفُقَهاءِ وإِنّمَا الغُرَّة عندهم ما بَلَغَ ثَمَنُهَا عُشْرْ الدِّيَة من العَبِيدِ والإِمَاءِ . وقد جاءَ في بَعْضِ رِوَايَات الحَدِيث : بغُرّة عَبْد أَو أَمَة أَو فَرَس أَو بَغْل . وقيل : إِنّه غَلَطٌ من الرّاوِي . قلتُ : وهو حَدِيثٌ رَواهُ محمّد بن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عن أَبي هُرَيْرَةَ : قَضَى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم في الجَنِين بغُرَّة الحَدِيث ولم يَرْوِ هذه الِزيادَة عنه إِلاّ عِيسَى بنُ يُونُس كذا حَقَّقه الدارَ قُطْنىّ في كتابِ العِلَل . وقد يُسَمَّى الفرَسُ غُرَّةً كما في حديث ذي الجَوْشَن : ما كنتُ لأَقْضِيَه اليَوْمَ بغُرَّة فعُرِف مِمّا ذَكَرْنا كُلّه أَنّ إِطْلاقَ الغُرَّةِ على العَبْد أَو الأَمَة أَكْثَرِىٌّ . والغُرَّةُ من الشَّهْر : لَيْلَةُ اسْتِهْلالِ القَمَرِ لبَياضِ أَوَّلِهَا يقال : كَتَبْتُ غُرَّةَ شَهْر كذا . ويقال لثَلاث لَيَالٍ من الشَّهْرِ : الغُرَرُ والغُرُّ ؛ قاله أَبو عُبَيْد . وقال أَبو الهَيْثَم : سُمِّينَ غُرَراً واحدتها غُرَّةٌ تشبيهاً بغُرّة الفَرَسِ في َجْبَهته لأَن البَيَاض فيه أَوّلُ شيْءٍ فيه وكذلك بَياضُ الهِلال في هذه اللَّيَالِي أَوّلُ شيْءِ فيها . وفي الحَدِيث في صَوْمِ الأَيّام الغُرِّ أَي البِيضِ اللَّيَالي بالقَمَرِ و هي لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وأَرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ . ويُقال لها : البِيُض أَيضاً . وقرأْتُ في شَرْحِ التَّسْهِيلِ للبَدْرِ الدَّمامِينِيّ ما نَصُّه : قال الجَوْهَرِيّ : غُرَّةُ كُلِّ شيْءٍ : أَوَّلُه . لكنَّه قال بإِثْر هذا : والغُرَرُ : ثلاثُ ليال من أَوَل الشَّهْر . وكذا قال غَيْرُه من أَهْلِ اللُّغَة . وهو صَرِيحٌ في عدم اختصاص الغُرَّةِ باللَّيْلَة الأُولَى . وقال ابنُ عُصْفُور : يُقال كُتِبَ غُرَّةَ كذا إِذا مَضَى يَوْمٌ أَو يَوْمَان أَو ثَلاثَة ؛ وتَبِعَه أَبو حَيّانَ . والظاهِرُ أَنّ اشتراطَ المُضىّ سَهْوٌ . انتهى . وقيلَ الغُرَّةُ من الهِلال : طَلْعَتُه لِبَيَاضِهَا . الغُرَّةُ من الأَسْنَان : بَياضُها وأَوّلُهَا يُقَال : غَرَّرَ الغُلاَمُ إِذا طَلَعَ أَوَّلُ أَسْنَانِه كأَنَّه أَظْهَر غُرة أَسْنَانِه أَيْ بَياضها . والغُرَّةُ من المَتَاع : خِيَارُه ورَأْسُه تقول : هذا غُرّةٌ من غُرَرِ المتاعِ وهو مَجاز . والغُرَّةُ من القَوْمِ : شَرِيفُهُم وسَيَّدُهُم يُقَال : هو غُرَّةُ قَوْمه ومن غُرَرِ قوْمه . والغُرَّةُ من الكَرْم : سُرْعَةُ بُسُوقِه . والغُرَّةُ من النَّبَات : رَأْسُه . والغُرَّةُ من الرَّجُل : وَجْهُه وقيِلَ : طَلْعَتُه . وكلُّ ما بَدَا لك من ضَوْءٍ أَو صُبْح فقد بَدَتْ لك غُرَّتُه . وغُرَّةُ : أُطُمٌ بالمَدِينَة لِبَني عَمْرِو بنِ عَوْف من قَبَائِلِ الأَنْصَار بُنِيَ مكانَه مَنارضةُ مَسْجدِ قُبَاءَ الآن . والغَرِيرُ كأَمِير : الخُلُقُ الحَسَنُ لأَنَّه يَغُرّ . ومن المَجازِ : يُقَال للشَّيْخ إِذا هَرِم : أَدْبَرَ غَرِيرُه وأَقْبَلَ هَرِيرُه . أَي قد ساءَ خُلُقُه . والغَرِيرُ : الكَفِيلُ والقَيِّم والضامِنُ . وأَنشد الأَصمعيّ :
أَنتَ لِخَيرِ أُمَّة مُجِيرُهَا ... وأَنْتَ مِمّا ساءَهَا غَرِيرُهَاهكذا رواه ثَعْلَب عن أَبي نَصْر عنه . ومن المَجَازِ الغَرِيرُ من العَيْش : ما لا يُفَزَّع أَهلُه يقال : عيشٌ غَرِيرٌ كما يُقَال : عَيْشٌ أَبْلَهُ ج غُرّانٌ بالضمّ ككَثِيبٍ وكُثْبَانٍ . والغَرِيرُ : الشابُّ الَّذِي لا تَجْرِبَةَ له كالغِرّ بالكَسْرِ ج أَغِرّاءُ وأَغِرَّةٌ هُمَا جَمْعُ غَرِير وأَما الغِرُّ بالكسر فجَمْعُه أَغْرَارٌ وغِرَارٌ ككتَاب . ومن الأَخِير حَدِيثٌ ظَبْيَانَ : إِنّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقلَ الأَرْض وقَرَارَهَا ورُؤُوسَ المُلُوكِ وغِرَارَها . والأُنْثَى غِرٌّ بغير هاءٍ وغِرَّةٌ بكَسْرِهما قال أَبو عُبَيْد : الغِرَّة : الجارِيَةُ الحَديثَةُ السِّنِّ التي لَمْ تُجرِّب الأُمُورَ ولم تَكُن تَعْلَمُ ما يَعْلَم النسَاءُ من الحُبِّ وهي أَيضاً غِرٌّ بغير هاءٍ قال الشاعرُ :
إِنَّ الفَتَاةَ صَغِيرَةٌ ... غِرٌّ فَلا يُسْرَى بِهَا ويُقال أَيضاً : هي غَرِيرَةٌ . ومنه حديثُ ابنِ عثمَر : إِنَّكَ ما أَخَذْتَهَا بَيْضَاءَ غَرِيرَةً وهي الشابَّة الحَدِيثَة التي لم تُجرِّب الأُمورَ . وقال الكِسائيْ : رجلٌ غِرٌّ وامْرَأَة غِرٌّ بيِّنَةُ الغَرَارَةِ بالفَتْح من قَوْم أَغِرّاءَ قال : ويُقَالُ من الإِنْسَان الغِرِّ : غَرِرْتَ يا رَجُلُ كفَرِحَ تَغَرّ غَرَارَةً بالفَتْح ومن الغارِّ اغْتَرَرْتَ . وقال أَبو عُبَيْد : الغَرِيرُ : المَغْرُور والغَرَارَةُ من الغِرَّة والغِرَّةُ من الغارّ والغَرَارَةُ والغِرَّة واحِدٌ . والغَارُّ : الغافِلُ زاد ابنُ القَطّاع : لا يَتَحَفَّظُ . والغرَّةُ : الغَفْلَةُ . وقد اغْتَرَّ أَي غَفَلَ وبالشَّيْءِ : خُدعَ به والاسم منهما الغِرَّةُ بالكَسْر وفي المَثَل : الغِرَّةُ تَجلُبُ الدِّرَّةَ أَي الغَفْلَةُ تَجْلُب الرِّزْقَ ؛ حكاه ابن الأَعرابيّ . وفي الحديث : أَنَّه أَغارَ على بَنِي المُصْطَلِق وهُمْ غارُّون أَي غافِلُون . والغارُّ حافرُ البشئْر لأَنَّه يَغُرُّ البِئْرَ أَي يَحْفِرها ؛ قال الصاغانيّ أَو من قَوْلِهِم : غَرَّ فُلانٌ فُلاناً : عَرَّضَه للهَلَكَة والبَوَارِ . والغِرارُ بالكسر : حَدُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ والسَّيْفِ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : الغِرَارَانِ : ناحِيَتَا المِعْبَلَةِ خاصَّةً . وقال غَيْرُه : الغِرَارَانِ : شَفْرَتَا السَّيْفِ . وكُلُّ شَيْءٍ له حَدٌّ فحَدُّه غِرَارُه والجَمْع أَغِرَّةٌ . والغِرَارُ : النَّوْمُ القَلِيلُ وقيل : هو القَلِيلُ من النَّوْمِ وغَيْرِه وهو مَجازٌ . ورَوَى الأَوْزاعِيُّ عن الزُّهْرِيّ أَنّه قال : كانُوا لا يَرَوْنَ بغِرَارِ النَّوْمِ بَأْساً . قال الأَصْمَعِيّ : غِرَارُ النَّوْم قِلَّتُه . قال الفَرَزْدَقُ في مَرْثِيَة الحَجَّاجِ :
إِنّ الرَّزِيَّةَ في ثَقِيفٍ هَالِكٌ ... تَرَكَ العُيُونَ فنَوْمُهُنَّ غِرَارُأَي قَليلٌ . وفي حَديث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلَّم : لا غِرَارَ في صَلاَةٍ ولا تَسْليمٍ . قال أَبو عُبَيْد : الغِرَارُ في الصَّلاة : النُّقْصَانُ في رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا وطُهُورِهَا وهو أَلاَّ يُتمَّ رُكوعَها وسُجُودَهَا وطُهُورَهَا . قال : وهذا كقَول سَلْمان : الصَّلاةُ مِكْيَالٌ فمَنْ وَفَّى وُفِّىَ له ومن طَفَّف فقد عَلِمْتُم ما قالَ الله في المُطَفِّفين . قال : وأَما الغِرارُ في التَّسْلِيم فنرَاهُ أَنْ يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكم فيَرُدّ عليه الآخَرُ : وعَلَيْكُم ولا يضقُول : وعَلَيْكُم السَّلام ؛ هذا من التَّهْذِيب . وقال ابنُ سيدَه : نرَاهُ أَنْ يَقُولَ : سَلاَمٌ عليكم هكذا في النُّسخ وفي المحكم : عَلَيْكَ أَوْ أَنْ يَرُدَّ بعَلَيْكَ ولا يَقُولُ : عَلَيْكُم وهو مَجازٌ . وقيل : لا غِرَارَ في صَلاةٍ ولا تَسْلِيمَ فِيهَا أَي لا قَلِيلَ من النَّوْم في الصَّلاة ولا تَسْلِيمَ أَي لا يُسَلِّم المُصَلِّى ولا يُسَلَّم عليه . قال ابْن الأَثِير : ويُرْوَى بالنَّصْب والجَرِّ فَمَن جَره كان مَعْطُوفاً على الصلاة ومن نَصَبَه كان مَعْطُوفاً على الغِرَارِ ويكون المَعْنَى : لا نَقْصَ ولا تَسْلِيمَ في صلاةٍ لأَنّ الكَلام في الصلاة بغيرِ كَلامها لا يَجُوز قلتُ : ويؤيّد الوَجْهَ الأَوّلَ ما جاءَ في حديثٍ آخَرَ : لا تُغَارُّ التَّحْتِيَّةُ أَي لا يُنْقَصُ السَّلاَمُ ولَكِنْ قُلْ كما يُقَالُ لك أَو زِدْ . والغِرَارُ : كَسَادُ السُّوقِ وهو مَجازٌ يقال : للسُّوقِ دِرَّةٌ وغِرَارٌ أَي نَفَاقٌ وكَسَادٌ ؛ قاله الزمخشريّ . قلت : وهومَصْدَرُ غارّتِ السُّوقُ تُغارُّ غِرَاراً إِذا كَسَدَتْ . ومن المَجَاز : الغِرَارُ : قِلَّةُ لَبَنِ الناقَةِ أَو نُقْصَانُه . وقد غارَّتْ تُغارُّ غِرَاراً وهي مُغَارٌّ إِذا ذَهَبَ لَبَنُهَا لحَدَثٍ أَو لِعلّة . ومنهم من قالَ ذلك عند كَرَاهِيَتَهَا للوَلَد وإِنْكَارِهَا الحَالِبَ . وقال الأَزْهَريّ : غِرَارُ الناقَةِ أَن تُمْرَى فتَدِرّ فإِنْ لَمْ يُبَادَرْ دَرُّهُا رَفَعتْ دَرَّهَا ثمّ لم تدِرّ حَتَّى تُفِيقَ . وقال الأَصمعِيّ : ومن أَمثالهم في تَعْجِيل الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِه : سَبَق دِرَّتَه غِرَارُه ومثْلُه سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَه . وقال ابنُ السِّكِّيت : يقال : غارَّت النَّاقَةُ غِرَاراً إِذا دَرَّت ثمّ نَفَرَتْ فرَجَعَت الدِّرِّةُ . يُقَال ناقَةٌ مُغارٌّ بالضّمّ وج مَغَارٌّ بالفتْح غيْرَ مصْرُوف . والغِرَارُ : المِثالُ الذي يُضْرَب عليه النِّصالُ لتُصْلَحَ يقال : ضَرَبَ نِصَالَه على غرّارٍ واحِد أَي مِثَال وَزْناً ومعْنىً . قال الهُذَلِيُّ يَصفُ نَصْلاً :
سَدِيد العَيْرِ لَمْ يَدْحضْ عَلَيْه ال ... غرارُ فقدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُوالغِرَارَةُ بهَاءٍ ولا تُفْتَحُ خلافاً للعَامَّة : الجُوَالِقُ واحِدَةُ الغَرَائِرِ قال الشاعر : كأَنَّهُ غِرَارَةٌ مَلأَى حَثَى . قال الجَوْهريّ : وأَظُنُّه مُعَرَّباً . وعن ابن الأَعْرَابيّ : يُقَال : غَرَّ يَغَرُّ بالفتْح : رَعَى إِبِلَهُ الغرْغرَ ؛ كَذا نَقَلَه الصاغانيّ . وغَرَّ المَاءُ : نَضَبَ كذا نَصَّ عليه الصاغانيّ . ومُقْتَضَى عَطْفِ المصنّف إِيّاه على ما قَبْلَهُ أَنْ يكونَ مُضارِعُه بالفَتْح أَيضاَ فيَردُ عَلَيْه ما نَقَلَه الجوهريُّ عن الفَرَّاءِ في ش د د كما سيأْتي ذِكْرُه . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : غَرَّ يَغُرُّ إِذا أَكَلَ الغِرْغرَ : العُشبَ الآتي ذِكْرُه . وقَيَّد الصاغانيّ مضارِعَهُ بالضَّمّ كما رَأَيْتُه مُجَوّداً بخَطِّهِ . وغَرَّ الحَمَامُ فَرْخَه يَغُرُّه غَرّاً بالفَتْح وغِرَاراً بالكَسْر : زَقَّةُ ومن ذلك حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ رَضِي الله عنه : كانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسَلّم يَغُرُّ عَلِيّاً بالعلْمِ أَي يُلْقِمُهُ إِيّاه . وفي حديث عليّ رَضيَ الله عنه : مَنْ يُطِع الله يَغُرَّهُ كما يَغُرُّ الغُرَابُ بُجَّهُ أَي فَرْخَه . وفي حَدِيث ابن عُمَرَ وقد ذَكَرَ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عنهما فقال : إِنَّمَا كان يُغَرّان العِلْمَ غَرّاً . والغَرّ بالفَتْح : اسمُ ما زَقَّهُ به وجَمْعُه غُرُورٌ بالضَّمّ ويُقَال : غُرَّ فُلانٌ من العِلْم ما لم يُغَرَّ غَيْرُه : أَي زُقَّ وعُلِّم . والغَرُّ : الشَّقُّ في الأَرْض . والغَرُّ : النَّهْرُ الصَّغيرُ ؛ قاله ابنُ الأَعْرَابيّ . ومنهم من خَصَّه فقال هو النَّهْرُ الدَّقيقُ في الأَرْض وجمعُه غُرُورٌ وإِنَّمَا سُمِّىَ به لأَنَّه يَشُقُّ الأَرْضَ بالمَاءِ . وكُلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثَوْبٍ أَوْ جلْد غَرٌّ زادَ اللَّيْثُ في الأَخير : من السَّمَن قال :
قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّهِ ... ولاَنَ جِلْدُ الأَرْضِ بَعْدَ غَرِّهِ وجَمْعُه غُرُورٌ وقال أَبو النَّجْم :
حَتَّى إِذا مَا طارَ مِنْ خَبِيرِهَا ... عَنْ جُدَدِ صُفْرٍ وعَنْ غُرُورِهَا والغَرُّ ع بالبَادِيَة قال : فالغّرَّ نَرْعَاه فجَنْبَيْ جَفْرِهِ . قلتُ : بَيْنَه وبَيْن هَجَرَ يَوْمانِ . والغَرُّ : حَدُّ السَّيْفِ ومنه قولُ هِجْرِسِ بنِ كُلَيْب حين رأى قاتلَ أَبيه : أَمَا وسَيْفِي وغَرَّيْهِ ورُمْحي ونَصْلَيْه وفَرَسِي وأُذُنَيْه لا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وهُوَ يَنْظُر إِلَيْه . أَي وحَدَّيه . ويُرْوُى : سَيْفِي وزِرَّيْهِ وقد تقدّم . والغُرُّ بالضّمّ : طَيْرٌ سُودٌ بِيضُ الرُّؤُوسِ في المَاءِ الواحِدُ غَرّاءُ ذَكَراً كان أَو أُنْثَى ؛ قاله الصاغانيّ . قلتُ : وقد رأَيتُه كثيراً في ضواحِي دِمْيَاط حَرَسَهَا الله تعالَى وهم يَصْطادُونَه ويَبيعُونَه . والغَرّاُء : المَدينَة النَّبَوِيَّة على ساكنها أَفْضَلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التَّسْلِيم سُمِّيَت لِبَيَاضها لِمَا بِهَا مِنْ فُيوضاتِ الأَنوارِ القُدسيَّة وأَشعَّة الأَسْرَار النُّورانيّة . والغَرّاءُ : نَبْتٌ طَيِّب الرِّيحِ شَديدُ البَيَاض لا يَنْبُتُ إِلاّ في الأَجَارِع وسُهُولةِ الأَرض ووَرَقُه تافِهٌ وعُودُه كذلك يُشْبِهُ عُودَ القَضْب إِلاّ أَنّه أُطَيْلِس . قال الدِّينَوَرِيّ : يُحِبُّه المالُ كُلُّه وتَطِيبُ عليه أَلْبَانُها أَو هو الغُرَيْراءُ كحُمَيْرَاءَ قال أَبو حَنِيفَةَ : هي من رَيْحَانِ البَرِّ ولها زَهْرَةٌ شَديدَةُ البَياض وبها سُمِّيَت غَرّاءَ . قال المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِىّ :
فيا لَك مِن رَيَّا عَرَارٍ وحَنْوَةٍ ... وغَرّاءَ باتَتْ يَشْمَلُ الرَّحْلَ طِيبُهَا وقال ابنُ سِيدَه : والغُرَيْرَاءُ كالغَرّاءِ وإِنّمَا ذَكَرنا الغُرَيْرَاءَ لأَنّ العَرَبَ تَسْتَعْمِله مُصَغَّراً كَثِيراً . والغَرّاءُ : غ بدِيارِ بني أَسَدٍ بنجْدٍ عند ناصِفَة : قُوَيرةٍ هُناك قال معْنُ بنُ أَوْس :
" سَرَتْ مِنْ قُرَى الغَرَّاءِ حَتّى اهْتَدَتْ لناودُونِي حَزَابِيُّ الطَّرِيقِ فيَثْقُبُوالغَرّاءُ : فَرَسُ ابْنةِ هِشَام بن عَبْدِ المَلِك بنِ مَرْوانَ ؛ هكذا نقله الصاغانيّ . قلت : وهو من نَسْل البُطَيْنِ ابن الحَرُون ابن عَمّ الذّائِدِ والذائدُ أَبُو أَشْقرِ مَروانَ . والغَرّاءُ أَيضاً : فَرَسُ طرِيفِ بنِ تَمِيم صِفَةٌ غالِبَةٌ وسَبَق للمُصَنّفَ في الأَغَرِّ تَبَعاً للصاغَانِيّ . والغَرّاءُ : فَرَسُ البُرْجِ بن مُسْهِر الطائِيّ ؛ ذَكَرَه الصاغانيّ وعَجيبٌ من المصنّف كيف تَرَكَه . والغَرّاءُ : طائرٌ أَسْوَدُ أَبْيَضُ الرَأْسِ للذّكَرِ والأُنْثى ج غُرٌّ بالضّمّ . قلتُ : هو بعينه الّذِي تقدّم ذِكْره وقد فَرَّق المصنّف فذَكَرَه في محلَّيْن جَمْعاً وإِفْرَاداً مع أَنّ الصّاغَانِيَّ وابنَ سِيدَه وهُمَا مُقْتَداهُ في كِتَابه هذا ذكَراه في محَلٍّ واحد كمَا أَسْلَفْنا النَّقْل ومثْلُه في التَّهْذيب وهذا التَّطْويلُ من المصنّف غَرِيبٌ . وذُو الغَرّاءِ : ع عند عَقِيقِ المَدينَة نقله الصاغانيّ . والغِرْغِر بالكَسْرِ : عُشْبٌ من عُشْبِ الرَّبِيعِ وهو مَحْمُودٌ ولا يَنْبُت إِلاّ في الجَبَل له وَرَقٌ نحو وَرَقِ الخُزامَى وزَهْرتُه خَضْراءُ قال الراعِي :
كأَنَّ القَتُودَ على قارِحٍ ... أَطاعَ الرَّبِيعَ له الغِرْغرُ
وزُبّادُ بَقْعَاءَ مَوْلِيَّةٍ ... وبُهْمَى أَنابِيبُها تَقْطُرُ أَراد : أَطاعَ زَمَنَ الرَّبِيعِ . واحدتُه غِرْغِرةٌ . والغِرْغِر : دَجَاجُ الحَبَشَةِ وتكونُ مُصِنَّة لاغْتذَائهَا بالعَذْرَة والأَقْذَار أَو الغِرْغِر : الدَّجَاجُ البَرِّيّ الوَاحِدَةُ غِرْغِرَةٌ وأَنشد أَبو عَمْرو :
أَلُفُّهمُ بالسَّيْفِ مِنْ كُلّ جانِبٍ ... كما لَفَّتِ العِقْبَانُ حِجْلَى وغِرْغِرَا وذكر الأَزْهريّ قَوْماً أَبادَهُم الله فجَعَلَ عِنَبَهم الأَراكَ ورُمّانَهم المَظَّ ودَجَاجَهُم الغِرْغِرَ . والغَرْغَرَةُ : تَرْديدُ المَاءِ في الحَلْقِ وعَدَمُ إِساغَتِهِ كالتَّغَرْغُرِ وقال ابنُ القَطّاع : غَرْغَرَ الرَّجُلُ : رَدَّدَ الماءَ في حَلْقِهِ فلا يَمُجُّه ولا يُسِيغُه وبالدَّوَاءِ كذلك . والغَرْغَرَةُ : صَوْتٌ معه بَحَحٌ شِبْهُ الذي يُرَدِّدُ في حَلْقِه المَاءَ . والغَرْغَرَةُ : صَوْتُ القِدْرِ إِذا غَلَتْ وقد غَرْغَرَت قال عَنْتَرَةُ :
إِذْ لا تَزالُ لضكُمْ مُغَرْغِرَةٌ ... تَغْلِى وأَعْلَى لَوْنِهَا صَهْرُ أَي حارٌّ فوَضَعَ المَصْدَر مَوْضِعَ الاسْمِ . والغَرْغَرَةُ : كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنْفِ وكَسْرُ رَأْسِ القارُورَةِ ويُقَال : غَرْغَرْتُ رَأْسَ القَارُورَةِ إِذا استخرجْت صِمَامَهَا . وقد تقدّم في العَين المهملة . وأَنشد أَبو زيْد لذي الرُّمَّة :
" وخَضْراءَ في وَكْرَيْنِ غَرْغَرْتُ رَأْسَهَالأُبْلِىَ إِذْ فارَقْتُ في صاحِبِي عُذْرَا وفي بعض النَّسَخِ : رَأْسُ القَارُورَة بالرَّفْع على أَنَّه معطوفٌ على قوله : كَسْرُ وهو غَلَطٌ . والغَرْغَرَةُ : الحَوْصَلَةُ حكاها كُراعُ بالفتح وتُضَمُّ قال أَبو زَيْد : هي الحَوْصَلضةُ والغُرْغُرَةُ والغُرَاوَى والزَّاوِرة . والغَرْغَرَةُ : حِكايَةُ صَوْتِ الرّاعِي ونحوِه يقال : الرّاعِي يُغَرْغِرُ بِصَوْتِهِ أَي يُردِّدُه في حَلْقهِ ويَتَغَرْغَرُ صَوْتُه في حَلْقِهِ أَي يَتَردَّدُ . وغَرَّ وغَرْغَرَ : جَادَ بنفْسِه عِنْدَ المَوْت والغرْغَرَةُ : تَرَدُّدُ الرُّوحِ في الحَلْقِ . وغَرْغَرَ الرَّجُلَ بالسِّكِّين : ذَبَحَه . وغَرْغَرَهُ بالسِّنَانِ : طَعَنَهُ في حَلْقِه قاله ابنُ القَطَّاع . وغَرْغَرَ اللَّحْمُ : سُمِعَ له نَشِيشٌ عند الصَّلْىِ قال الكُميت :
" ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طَاهِياًعَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّهَا حِينَ غَرْغَرَاالمَرْضُوفة : الكَرشُ وهذا على القلْب أَي لم يُؤْنِها الطاهِي أَي لم يُنْضِجْها . وأَرادَ بالمُحْوَرِّ بياضَ القِدْر . والغَارَّة : سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ نقله الصاغانيّ . ومن المَجَازِ : أَقْبَلَ السَّيْلُ بغُرّانِه الغُرّانُ بالضَّمِّ : النُّفّاخاتُ فَوْقَ الماءِ نقله الصاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ . والغَرّان بالفَتْح : ع نقله الصاغانيّ . قلتُ : وهُمَا ماءَان بنَجْد أَحدُهما لبَنِي عُقَيل . وغُرَارٌ كغُرَاب : جَبَلٌ بِتهَامَةَ وقيلَ هو وَادٍ عظيمٌ قُرْبَ مكةَ شَرَّفها الله تعالَى . ومن المَجاز : المُغارُّ بالضَّمّ : الكَفُّ البَخِيلُ هكذا في النُّسخ . والذي في الأَساس والتَكْمِلَةَ : رَجُلٌ مُغارُّ الكَفِّ أَي بَخِيلٌ . قلتُ : وأَصْلُه غارتِ النَّاقَةُ إِذا قَلَّ لَبَنُهَا . وذُو الغُرَّةِ بالضَّمّ : البَرَاءُ بنُ عازِب بنِ الحارثِ بن عَدِيّ الأَوْسِيّ أَبو عُمَارَةَ قِيل له ذلك لِبَيَاضٍ كانَ في وَجْهِه ؛ نَقَلَه الصاغانيّ . ويَعِيشُ الهِلالِيُّ ويقال : الجُهَنِىُّ وقيل : الطَّائِيّ رَوَى عنه عبُد الرَّحْمنَ بنِ أَبِي لَيْلَى صحابِيّان . والأَغَرّانِ : جَبَلانِ هكذا في النُّسَخ بالجِيم والباءِ المُحَرَّكَتَيْن والصَّواب حَبْلانِ بالحاءِ والمُوَحَّدَة الساكنَة من حبَالِ الرَّمْلِ المُعْتَرِضِ بطَرِيق مَكَّةَ شَرَّفها الله تعالَى . قال الراجِزُ :
وقدْ قطَعْنَا الرَّمْلَ غيْرَ حَبْلَيْنْ ... حَبْلَىْ زَرُودَ ونَقا الأَغَرَّيْنْ واسْتَغَرَّ الرَّجُلُ : اغْتَرَّ . وفي التَّهذيب : اسْتَغَرَّ فلاناً واغْتَرَّه : أَتاهُ على غِرَّة أَي غَفْلَة وقيل : اغْتَرَّهُ : طَلَبَ غِرَّتَهُ . وبه فُسِّرَ حَدِيثُ عُمَرَ رضي الله عنه : لا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ ولا تَغْتَرُّوهُنَّ أَي لا تَطْلُبُوا غِرَّتَهُنَّ . ويُقَال : غَارَّ القُمْرِىُّ أُنْثَاهُ مُغَارَّةً إِذا زَقَّهَا قاله الأَصمعيّ . وسَمَّوْا أَغَرَّ وغَرُّونَ بضمّ الراءِ المشدّدة وغُرَيْراً كزُبَيْر وسيأْتي في المستدركات . والغُرَيْرَاءُ كحُمَيراءَ : ع بمِصْر نَقَلَه الصَّاغانيّ . وبَطْنُ الأَغَرِّ هو الأَجْفَرُ مَنْزِلٌ من مَنَازلِ الحاجّ بطَرِيق مَكَّةَ حَرَسَها الله تعالَى . وعن ابن الأَعْرابيّ : غَرَّ يَغَرُّ بالفَتْح : تَصَابَى بَعْدَ حُنْكَة هكذا نقله الصاغانيّ . ونَقَلَ الأَزهريّ عنه في التّهذيِب ما نَصُّه : ابن الأَعرابيّ : يُقَال : غَرَرْتَ بَعْدي تَغِرُّ غَرَارَةً فأَنْتَ غِرٌّ والجَارِيَةُ غِرٌّ إِذا تَصَابىَ . انْتَهَى فلم يَذْكُر فيه : بَعْدَ حُنْكَة . ثم قولُه هذا مُخَالف لما نَقَلَهُ الجوهَرِيّ عن الفَرّاءِ في ش د د حيث قال : ما كان على فَعَلْت من ذَوات التَّضْعِيف غيرَ وَاقعٍ فإِنّ يَفْعل منه مَكْسُورُ العَيْن مثل عَفَفْت وأَعِفُّ وما كَانَ واقعاً مثل رَدَدْتُ ومَدَدْتُ فإِنّ يَفْعل منه مَضْمُومٌ إِلاّ ثَلاَثَةَ أَحْرُف جاءَت نَوادِرَ . فذكرها وقد تَقَدَّم ذلك في مَحَلّه فليُنْظَر . والغُرَّى كحُبْلَى : السَّيِّدَةُ في قَبِيلَتِهَا هكذا نقله الصاغانيّ . قلتُ : وقد تقدَّمَ في العَيْن المهملَة أَن العُرَّى : المَعيبَة من النّسَاءِ وبَيْن الرَّئِيسَة والمَعِيبَة بَوْنٌ بَعِيد . وغُرْغُرَّى بالضَّمّ والشَّدِّ والقَصْرِ : دُعَاءُ العَنْزِ لِلْحَلْبِ نقله الصاغانيّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : أَنا غَرَرٌ مِنْكَ محَرّكَةً أَي مَغْرُورٌ . وتَقُولُ الجَنَّة : يَدْخُلُنِي غِرَّةُ النَّاسِ بالكَسْرِ أَي البُلْه وهُمُ الَّذين يُؤْثِرُون الخُمُولَ ويَنْبُذُونَ أُمُور الدُّنْيَا ويَتَزَوَّدُون للمَعَادِ . ومَنْ غَرَّكَ بفُلان ؟ ومن غَرَّكَ مِنْ فلان أَي مَنْ أَوْطأَكَ مِنْهُ عَشْوَةً في أَمْرِ فُلان . وأَغَرَّه : أَجْسَرَهُ . وأَنْشَد أَبو الهَيْثَمِ
أَغَرَّ هِشَاماً مِن أَخِيه ابنِ أُمِّهِ ... قَوَادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَتْ ورَبِيعُيُرِيدُ أَجْسَرَه على فِرَاقِ أَخِيه لأُمِّه كَثْرَةُ غضنَمِه وأَلْبَانِهَا . وصَيَّرَ القَوَادِمَ للضَأْن وهي في الأَخْلافِ مَثَلاً ثم قال : أَغَرَّ هِشاماً قَوادمُ لضأْن له يَسَّرَت وظَنَّ أَنّه قد اسْتَغْنَى عن أَخِيه . والغَرَر : الخَطَر . وأَغَرَّه : أَوْقَعَهُ في الخَطَر . والتَّغْرِيرُ : المُخَاطرةُ والغَفْلَةُ عن عاقِبَةِ الأَمْر . وفي حديث عَليّ رَضِيَ الله عنه : اقْتُلوا الكَلْبَ الأَسْوَد ذا الغُرَّتَيْن وهما نُكْتَتانِ بَيْضَاوَان فَوْقَ عَيْنَيْه . وغُرَّةُ الإِسْلاَمِ : أَوّلُه . وغُرَّةُ النَّباتِ : رَأْسُه . وغُرَّةُ المالِ : الجِمَال والخَيْل . ويُقَالُ : كان ذلك في غَرَارَتِي بالفَتْح أَي حَداثَةِ سِنِّى . ولَبِثَ فُلانٌ غِرَارَ شَهْرٍ ككِتَاب أَي مِثَالَ شَهْر أَي طُولَ شَهْرٍ . وغَرَّ فلانٌ فُلاناً : فَعَلَ به ما يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ . وقولُ أَبي خِراشٍ :
فغارَرْتُ شَيْئاً والدَّرِيسُ كأَنَّمَا ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ قيل : معنى غارَرْتُ : تَلَبَّثْتُ وقيل تَنَبَّهْتُ ؛ هكذا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللسَان هنا والصَّوَابُ ذَكَرُه في العَيْن المهملَة وقد تَقَدّم الكلامُ عليه هُنَاك وكذا رِوَايَةُ البَيْتِ . ويَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ مَجازٌ قال ذُو الرُّمَّة :
كَيَوْمِ ابنِ هِنْد والجِفَارِ كمَا تَرَى ... ويَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ قاله الزمخشريّ . ويقال : وَلَدَتْ ثَلاثةً على غِرَارٍ واحِد ككِتَاب أَي بعضُهم في إِثْرِ بَعْض ليس بينهم جارِيَةٌ . وقال الأَصمعيّ : الغِرَارُ : الطَّرِيقَة . يقال : رَمَيْتُ ثَلاثَةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد أَي على مَجْرىً واحِد . وبَنَي القَوْمث بُيوتهم على غِرَارٍ واحد . وأَتانَا على غِرَارٍ واحدٍ أَي على عَجَلَةٍ . ولَقِيتُه غِرَاراً أَي على عَجَلَة وأَصلُه القِلَّةُ في الرَّوِيَّةِ للعَجَلة . وما أَقَمْتُ عنده إِلاّ غِرَاراً أَي قليلاً . والغُرُورُ بالضَّمّ : جمْع غَرٍّ بالفتح : اسمُ ما زَقَّتْ به الحَمامةُ فَرْخَها وقد استعمله عَوْفُ بن ذِرْوَة في سَيْرِ الإِبل فقال :
إِذا احْتَسَى يَوْمَ هَجِير ٍهَائِفِ ... غُرُورَ عِيديّاتِهَا الخَوانِفِ يعني أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تلك الغُرُورَ . وحَبْلٌ غَرَرٌ : غَيْرُ مَوْثُوقٍ به . قال النَّمِرُ :
تَصَابَى وأَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ ... وأَمْسَى لجَمْرَةَ حَبْلٌ غَرَرْ وغُرَّ عَلَيْه المَاءُ وقُرَّ عليه الماءُ أَي صُبَّ عَلَيْه . وغُرَّ في حَوْضِك : صُبَّ فيه . قال الأَزهريّ : وسمعتُ أَعرابيّاً يقول لآخرَ : غُرَّ في سِقَائِك وذلك إِذا وَضَعَهُ في المَاءِ وَمَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ في فيه دَفْعاً بكَفِّه ولا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ . وفي الحَدِيث : إِيّاكُمْ والمُشَارَّةَ فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّهَ وتُظْهِر العُرَّةَ المُرَادُ بالغُرَّة هنا الحَسَنُ والعَمَلُ الصالحُ على التَّشْبيه بغُرّة الفَرس . وفي الحَدِيثِ : عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ أَغَرُّ غُرَّةً إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ وصَفَاءِ اللَّوْن أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ ومَعْرِفَتِه من الغرَّة وهي الغَفْلَةُ كما في حَديثٍ آخَرَ فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً . ومن المَجَاز : طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه بالفَتْح أَي عَلَى كَسْرِهِ الأَوَّل . قال الأَصْمَعِيّ : حَدّثَنِي رجلٌ عن رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عليه ثَوْبٌ فنظرَ إِليه وقَلَّبَه ثم قال : اطْوِهِ على غَرِّه . وفي حَدِيثِ عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما : رَدَّ نَشْرَ الإِسْلامِ على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه أَرادَتْ تَدْبِيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقَابَلَةَ دائها بدَوَائها . والغُرُورُ في الفَخِذَيْن : كالأَخَادِيد بين الخَصَائل . وغُرُورُ القَدَم : ما تَثَنَّى مِنْهَا . وغَرُّ الظَّهْرِ : ثِنْىُ المَتْنِ قال الراجِز :
كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجْنُبُه ... سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهوهو في الصّحاح . وقال ابنُ السِّكّيت : غَرُّ المَتْنِ طَرِيقُه . وغُرُورُ الذّراعَيْنِ : الأَثْنَاءُ التي بَيْنَ حِبَالِهما . والغُرُورُ : شَرَكُ الطَّرِيق . وقال أَبو حَنِيفَة : الغَرّانِ : خَطّانِ يَكُونَانِ في أَصْلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ . قال ابنُ مَقْرُومٍ وذَكَرَ صائداً :
فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْنِ حَشْراً ... فخَيَّبَهُ من الوَتَرِ انْقِطَاعُ والمَغْرُورُ : الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَةً على أَنَّها حُرَّةٌ فتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً . وغَرٌّ بالفَتْح : مَوْضِعٌ وهو غير الذي مَذْكُورٌ في المَتْن قال هِمْيَانُ بن قُحافَةَ :
أَقْبَلْتث أَمْشِى وبغَرٍّ كُورِى ... وكَانَ غَرٌّ مَنْزِلَ الغُرُورِ والغُرَيْرُ كزُبَيْرٍ : فَحْلٌ من الإِبِلِ وهو ترخيمُ تَصْغِير أَغَرّ كقولك في أَحْمَد : حُمَيْدٌ والإِبِل الغُرَيْرِيّة منسوبةٌ إِليه قال ذو الرُمَة :
حَراجِيجُ مِمّا ذَمَّرَتْ في نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَة الشَّحْرِ الغُرَيْرُ وشَدْقَمُ يعني أَنّهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ وجعل الغُرَيْرَ وشَدْقَماً اسْمَيْنِ للقَبِيلَتَيْن . وقال الفرزدقُ يصف نِساءَه :
عَفَتْ بَعْدَ أَترابِ الخَلِيطِ وقد نَرَى ... بها بُدَّناً حُوراً حِسَانَ المَدَامِعِ
إِذَا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ ... رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ الوَقَائع : المَنَاقِع وهي الأَمَاكِنُ التي يَسْتَنْقِع فيها المَاءُ . وقال الكُمَيت :
غُرَيْرِيّةُ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيّةٌ ... يَصِلْنَ إِلى البيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدَا والغَرِير كأَمِيرٍ : المُلْصَق المُلازِمُ . وبه فَسَّر بعضٌ حَدِيَث حاطِبٍ وقد تقدّم في العَيْن المهملة . وتَغَرْغَرَتْ عَينُه بالدَّمْع : إِذا تَردَّدَ فيها الماءُ . وغُرُورٌ بالضَّمّ : مَوضع . قال امرُؤ القَيْس :
عَفَا شَطِبٌ من أَهْلِه وغُرُورُ ... فمَوْبُولَة إِنَّ الدِّيارَ تَدُورُ كذا نَقَلَه الصاغانيّ . قِيلَ : هو جَبَلٌ بدَمْخِ فِي دِيَار كِلاب وثَنِيَّة بأُباضَ وهي ثَنِيَّةُ الأَحِيسَى منها طَلَعَ خاُلد بنُ الوَلِيدِ على مُسَيْمِلة . وقيل : وَادٍ . وقولُ امْرِئ القَيْس يَحْتَمِل كُلَّ ذلك . قلتُ : وغُرُورٌ أَيضاً قَرْيَةٌ بِمِصْرَ من الشَّرْقِيَّةِ . والأَغَرُّ : جَبَلٌ في بِلاد طَيِّئ يَسْقِى نَخيلاً يُقَال لَها : المُنْتَهَب . في رَأْسِه بَياضٌ . وغَرَّتَانِ بِالفَتءحِ : من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة وهما أَكَمَتانِ سَوْداوانِ يَسْرَةَ الطَّرِيقِ إذِا مَضَيْتَ من تُوز إِلى سُمَيْرَاءَ . وأَبو غَرَارَةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ حَدَّث عنه مُسَدَّدٌ . وكَزُبَيْر : محمّدُ بنُ غُرَيْر شيخٌ للبُخَارِىّ خُراسانِيٌّ . وغُرَيْرُ بنُ المُغِيرَة ابنِ حُمَيْدِ بن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ من وَلَدِه يَعْقُوبُ بنُ محمّد ابن عِيسَى بن غُرَيْر وغُرَيْرُ بنُ طَلْحَةَ القُرَشِيّ وأَبو بَكْر عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَن بن غُرَيْر الدَّبّاسُ . وفي إِسحاقَ بن غُرَيْرِ بن المُغِيرَة الزُّهْرِيّ يقول أَبو العَتَاهِيَة :
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبَابِه ... فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْر غُرُورْ وغُرَيْرُ بنُ هَيازِع بن هِبَةَ بنِ جَمّاز الحُسَيْنِيّ أَميرُ المَدينَة مات بالقاهرة سنة 825 وغُرَيْرُ بنُ المُتَوَكِّل له ذِكرٌ في أَيّام مَرْوَانَ الحِمَار . وغَرِيرٌ كأَمِيرٍ : لَقَبُ عَبْدِ العَزِيز ابنِ عبدِ اللهِ يَحْكى عن ابْنِ الأَنْبَاريّ . وغَرُّونَ المَوْصِليُّ : حَدّث عن أَبي يَعْلَى . وأَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن لاجِينَ الأَغَرِّىّ سَمِعَ الأَبَرْقُوهِيّ ويُعرَف بالرَّشِيديِ ّ سمعَ منه الحافِظُ ابنُ حَجَر وغَيْرُه وقد وَقَعَتْ لَنا أَسَانِيدُه عالِيَةً . والأَغَرُّ : لَقَبُ ضُبَيْعَةَ من بَنِي عَلِيّ بنِ وَائلٍ ذَكَرَهُ العُكْبَرِىُّ في الأَمْثَال