فاد يَفِيدُ فَيْداً : تَبَخْتَر كَتفَيَّدَ ورَجلٌ فَيَّادٌ ومُتَفَيِّدٌ وفَيَّادَةٌ . والفَيْد : المَوْت يقال : فَادَ الرَّجلُ يَفِيد إذا ماتَ كفازَ وفاظَ . وفادَ المالُ نفسُه لِفلانٍ يَفِيدُ فَيْداً إذا ثَبَتَ له وفي كتاب الأَفعال : كَثُرَ والاسم الفائدةُ أَو فادَ المالُ نفْسُه يَفِيدُ فَيْداً إذا ذَهَب ومات . وفادَ الزَّعْفَرَانَ يَفِيدُه فَيْداً : دَافَه وهو مقلوبٌ حكاه يعقوبُ ويقال : فادَ الزّعْفَرَانَ والوَرْسَ فَيْداً إذا دَقَّه ثم أَمَسّه ماءُ . وفادَت المرأَةُ الطَّ ؟ يبَ فَيْداً : دَلَكَتْه في الماءِ لِيَذُوبَ قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
يُبَاشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كُلِّ مَشْهَدٍ ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفِيدُ أَي مَدُوفٌ . وفي الأَفعال : وفَادَ الزَّعْفَرَانُ والوَرْسُ : انْسَحقَا عند الدَّقِّ . وقيل : فادَ يَفِيدُ إذا حَذِرَ شيئاً فَعَدَلَ عنه جانِباً . وفادَتْ له الفائدةُ : حَصَلَتْ كذا في الصحاح والأَساس . وفي الأَفعال لابن القطّاع : وفادَتْ لك فائدةٌ فَيْداً أَتَتْكَ . والفَيْدُ : الزَّعفرانُ المَدُوفُ وقيل : وَرَقُ الزَّعْفَرَانِ وقيل : وَرْدُه . والفَيْدُ : الشَّعَرُ الذي على جَحْفَلَةِ الفَرَسِ . وفَيْدٌ : ماءٌ وقيل : مَوضِعٌ بالبادِيَةِ وقيل : قَلْعَةٌ وفي المَراصد : بُلَيْدةٌ بطريقِ مَكَّةَ في نِصْفِها من الكوفَةِ في وَسَطِهَا حِصْنٌ عَلَيْه بابٌ حَدِيدٍ وعليها سُورٌ دائِرٌ كان الناسُ يُودِعُون فيها فَوَاضِلَ أَزْوَادِهم إلى حين رُجُوعِهِم وما ثَقَلَ من أَمتِعتِهِم وهي قُرْبَ أَجإِ وسَلْمَى جَبَلَيْ طَيِّئٍ . وفي المصباح : فَيْدٌ : بَلْدةٌ بِنَجْدٍ على طَريق حاجِّ العِراقِ وأَنشد في اللسان لزُهَيْرٍ :
ثُمَّ استَمَرُّوا وقالوا إِنَّ مَشْرَبَكُمْ ... ماءٌ بَشْرِقيّ سَلْمَى فَيْدُ أَوْرَكَكُ
وقال ابنُ هشامٍ اللخميّ في شرْح الفصيح : فَيْدٌ : قَرْيةٌ بينَ مكَّةَ والكُوفَةِ وأَنشد :
" لقَد أَشْمَتَتْ بِي أَهْلَ فَيْدَ وغادَرَتْبِجِسْمِيَ صَبْراً بِنْتُ مَصَّانَ بادِيَا وقال أَبو عُبَيْد في المعجم : قال السّكُونيُّ : كان فَيْدٌ فَلاةً في الأَرض بين أَسَدٍ وطَيِّئٍ في الجاهِلِيّة فلما قَدِمَ زَيْدُ الخَيْلِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَقطَعَه فَيْدَ . تُسَمَّى بِفَيْدِ بنِ فُلانٍ هكذا في نسختِنَا . ووقَعَ في نُسْخَة شيخِنا : سُمِّىَ بالمبنىّ لمَجْهُول من سَمَّى فقال : والصواب سُمِّيَتْ . وتأْويل القَلْعَةِ بالحِصْنِ لا يَخْفَى بُعْدُه . قلت : ووجدت الزَّجاجِيَّ قد رَفَعَ الإِبهامَ فقال : سُمِّيَتْ بفَيْدِ بن حامٍ أَولِ من نَزَلَهَا قال شيخُنا : والغالب على فَيْد التأْنيثُ قال ابنُ الأَنباريِّ قال التّدمريُّ : والاختيار فيها عند سيبويهِ عَدَم الانصرافِ كما قال لَبِيد بنُ ربيعة :
مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجَاوَرَتْ ... أَرْضَ الحِجَازِ فأَيْنَ مِنكَ مَرَامُها وصَرْفُها جائز وقال ابنُ دُرُسْتويه في شرح الفصيح يقول ثعلب : لا يَدْخُل في فَيْد حرفُ التعرِيفِ ولا يقال فائد . ثم قال شيخُنا : ورأَيتُ في كتب الأَمثالِ أَنَّه يوجد فيها كَعْكٌ يُضْرَبُ به المَثَل ونظَمه شيخُ الأُدباءِ مالك ابن المرحَّل في نظمِه للفصيحِ :
" وتِلْكِ فِيْدُ قَرْيَةٌ والمَثَلُ
" في كَعْكِ فَيْدَ سائِرٌ لا يُجْهَلُ والفَيْد : أَن تَفِيد بيَدِكَ المَلَّةَ وهي الرَّمَادُ الحارُّ عن الخُبْزَةِ نقله الصاغانيُّ . وفَيْدُ القُرَيَّاتِ : ع بَيْنَ الحَرَمْين الشَّرِيفَيْن . وهو غير فَيْد المتقدِّم ذِكْرُه نَبَّه عليه الصاغانيُّ . وقدوَهِمَ المَقْدِسِيُّ في حواشيه فجعلَلهما واحداً . وحَزْمُ فَيْدةُ : ع آخَرُ قال المَقْدِسِيُّ : المذكور حِمَى فَيْد وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
" سَقَى اللهُ حَيّاً بينَ صارَةَ والحِمَىحِمَى الفَيْدِ صَوْبَ المُدْجِنَاتِ المَواطِرِ قال شيخُنا وهو وَهَمٌ . والفَيَّادُ : ذَكَرُ البُومِ ويقال الصَّدَى والفَيَّاد : المُتَبَخْتِرُ كالمُتَفَيِّد يقال : فُلانٌ يَمْشِي على الأَرضِ فَيَّاداً مَيَّاداً أَي مُخْتالاً مَيَّالاً . والفَيَّاد : الذي يَلُفُّ ما قدَر عليه فيأْكُلُه كالفَيَّادَةِ فيهما وأَنشد ابنُ الأَعرابيِّ لأَبي النجم :
" ليسَ بِمُلْتَاثٍ ولا عَمَيْثَلِ
" وليسَ بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ أَي هذا الرّاعِي لي بالمُتَجَبِّر الشَّدِيدِ العَصَا . والفَيَّادةُ : الذي يَفِيدُ في مِشْيَتِه والهاءُ دَخَلَت في نَعْتِ المُذَكَّر مبالغة في الصفة . والفائدةُ : ما أَفادَ اللهُ تعالى العَبْدَ من خَيْرٍ يَسْتَفِيدُه ويَسْتحدِثُه وقال الجوهريُّ : هي ما استفدْتَ من عِلْم أَو مالٍ تقول منه : فادَت له فائدةٌ وهي واويَّة يائيّة ج : فَوَائِدُ . قال شيخُنا : وزاد بعضُ أَربابِ الاشتقاق أَنها من الفُؤادِ حتى اغترَّ بذلك شيخُ شيوخِنا الشِّهابُ وتظرًّف فقال :
مِنَ الفُؤادِ اشتُقَّت الفائِدَهْ ... والنَّفْسُ يا صاحِ بذاَ شاهِدَهْ
لِذَأ تَرَى أَفئدةَ الناسِ قد ... مالَتْ لمَنْ في قُرْبِهِ فائِدهْ وفَيْدَ تَفْييداً : تَطَيَّر من صَوْت الفَيَّادِ أَي ذَكَرِ اليوم قال الأَعشى :
وَيْهَمَاءَ باللَّيْلِ غَطْشَى الفَلا ... ةِ يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِهَاوأَفَدْتُ المالَ : استفدْتُه وأَفْدتُ المالَ : أَعطَيْتُه غيرِي قاله الكسائيُّ وهو ضِدٌّ ويقال : المُفِيدُ في قول القَتَّالِ السابِقِ : هو المستفِيدُ . وفي حديثِ ابنِ عَبَّاس في الرجُلِ يَسْتَفِيد المَالَ بطرِيقِ الرِّبحِ أَو غيرِه قال : يُزَكِّيه يومَ يَسْتفِيدُهُ أَي يومَ يَمْلِكُه . قال ابنُ الأَثير : وهذا لَعَلَّه مَذهبٌ له وإِلاَّ فلا قائِلَ به من الفقهاءِ إلاَّ أَن يكون للرَّجلِ مالٌ قد حالَ عليه الحَوْلُ واستفاد قبْلَ وُجوبِ الزّكاةِ فيه مالاً فيُضِيفُه إِليه ويَجْعَلُ حولَهما واحداً ويُزكِّي الجميعَ وهو مَذهبُ أَبي حنيفةَ وغيرِه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : يقال هما يَتَفايدانِ بالمالِ بينهما أَي يُفِيد كُلُّ واحدٍ منها صاحِبَهُ . ولا تَقُلْ هما يتفاوَدانِ العِلْمَ أَي يُفِيدُ كلُّ واحدٍ منهما فإِنَّه قولُ العامّةِ هذا نصُّ عبارةِ ابنِ شُمَيْلٍ . وقد تحامَل شيخُنا على المصنَّف هنا وهنالِكَ وغلَّطه وأَطلَق القَيْدَ وقال : قُل يَتَفَايَدان ويتفادَّان ويتفادَدَانِ فأَغرَبً وزادَ في الطُّنْبُورِ نَغْمَةً وأَطْرَبَ . وفائِدٌ : جَبَلٌ واسمٌ
ومما يستدرك عليه : فَيَّدَ من قِرْنِه : ضَرَبَ عن ثَعلبٍ وأَنشدَ :
نُبَاشِرُ أَطرافَ القَنَأ بصُدُورِنَا ... إذا جَمْعُ قَيْسٍ خَشْيَةَ المَوْتِ فَيَّدُوا وأَبو فَيْدٍ : كُنْيَةُ المُؤَرِّجِ بنِ عَمْرٍو السَّدُوسِيِّ من أَئِمَّة اللُّغَة . وقال السِّلَفِيُّ : أَجازَني من هَمْدانَ فَيْدُ بن عبدِ الرحمن الشَّعْرَانِيّ . ولا أَعرفُ له من الرُّواةِ سَمِيّاً . وتَعَقَّبه الذَّهَبِيُّ بأَنَّ ابنَ ماكولا ذكرَ حُمَيْد بن فَيْد الحَسَّاب البغداديّ رَوَى عنه الإِسماعيليُّ وذكرَ أَبا فَيْدٍ السَّدُوسيِّ الذي ذكرناه . قال الحافظ : لا يَردُ على عبارة السِّلَفِيّ . ومِمَّن أَتى بعْدَ السِّلَفِيّ : فَيْدُ بن مَكِّيِّ بن محمد الهَمْدَانِيّ من مشايِخ ابن نُقْطَةَ . والمُفِيدُ : لَقَبُ أَبي بكرٍ محمد ابن جَعْفَر بن الحَسن بن محمّد غُنْدر الحافِظ كذا في اللُّباب . والشيخ المُفِيد من أَئِمَّة الشِّيعة . وأَفْيَاد : موضع وأَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
بَرْقاً قَعَدْتُ له باللَّيْلِ مُرْتَفِقاً ... ذَاتَ العِشَاءِ وأَصحابِي بأَفْيَادِ وأَبو فَيْدَةَ : جَبلٌ بِصَعِيد مصْرَ على النِّيل
وَفَدَ إِليه وعَلَيْه يَفِدُ وَفْداً بفتح فسكون ووُفُوداً بالضَّمّ ووِفَادَةً بالكسر وإِفَادَةً على البَدَلِ : قَدِمَ فهو وافِدٌ قال سِيبويهِ : وسمعناهم يُنْشِدُونَ بيت ابنِ مُقْبِلٍ
" إِلاَّ الإِفَادَةَ فَاسْتَوْلَتْ رَكائِبُنَاعِنْدَ الجَبَابِيرِ باِلْبَاَسَاءِ والنِّعَمِ كذا نَصّ المُحْكَم وقال الأَصْمَعِيُّ : وَفَدَ فُلاَنٌ يَفِدُ وِفَادَةً إِذا خَرَج إِلى مَلِكٍ أَو أَميرٍ . في الصّحاح والأَساس : وَفَدَ فُلانٌ علَى الأَمِيرِ أَي وَرَدَ رَسُولاً فهو وَافِدٌ وهكذا أَورَدَه المُصَنِّف في البصائر وأَوْفَدَه علَيْه وهي بَقِيَّةُ عِبَارَةِ المُحْكَم ومثلُه في الأَساس أَوْفَدَه إِلَيْه . من عبارة الجوهَرِيِّ ونَصُّها : وأَوْفَدْتُه أَنا إِلى الأَمِيرِ : أَرْسَلْتُه واقْتَصَرَ على هذِه المُصَنِّفُ في البَصَائِر وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً بَعْدَ سِياقِ الكلامِ فَهُمْ وُفُودٌ بالضمِّ جَمْعُ وَافِدٍ فَهُمْ وُفُودٌ بالضمِّ جَمْعُ وَافِدٍ ووَفْدٌ هو اسمٌ للجَمْعِ وقيل جمْع وافِدٍ كصَحْبٍ وصَاحِبٍ وأَوْفَادٌ قال شيخُنَا : تَسَامَحُوا فيه لأَنه مُعْتَلُّ الأَوَّلِ ووُفَّدٌ كرُكَّع وزاد الزَّمخشريُّ فقال : ووُفَّادٌ . من المَجاز الوَافِدُ هو : السابقُ من الإِبلِ وعليه اقتصرَ في اللسانِ وزاد غيرُه : والقَطَا وفي الأَساس : الطَّيْرِ قال : وهو الذي يتقَدَّم سائِرَها في السَّيْرِ والوُرُودِ . من المَجازِ : الوافِد : هو المُرْتَفِع الناشِزُ مِن الخدِّ عندَ المَضْغِ . وفي البصائر : والوافِدَانِ في قَوْلِ الأَعْشَى :
رَأَتْ رَجُلاً غَائِبَ الوَافِدَيْنِ ... مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أَعْشَى ضَرِيرَا هُمَا النَّاشِزَانِ مِن الخَدَّيْنِ عند المَضْغِ من ذلك قولهم : مَنْ شَابَ غَاب وافِدَاهُ . ووافِدٌ : حَيٌّ من العَرَب . والإِيفادُ : الإِشرَافُ على الشيْءِ وأَنشد في البصائر لِحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ الهلاليِّ رضي الله عنها :
تَرَى العِلاَفِيَّ عَلَيْهَا مُوفِدَا ... كَأَنَّ بُرْجاً فَوْقَهَا مُشَيَّدَا أَي مُشْرفاً ويقال للفرسِ : ما أَحْسَنَ ما أَوْفَدَ حَارِكُه أَي أَشْرَفَ وهو مَجاز كالتَّوفُّدِ . الإِيفادُ أَيضاً : الإِرْسالُ وقد أَوْفَده عليه وإِليه كما تَقدَّم كالتَّوْفِيدِ يقال : وَفَّدَه الأَمِيرُ إِلى الأَمِيرِ الذي فَوْقَه إِذا أَرْسَلَه . الإِيفاد : رَفْعُ الرِّيمِ رَأْسَه ونَصْبُه أُذُنَيْهِ قال تَمِيمُ بن مُقْبِل :
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْمَ السِّيَارِ بِفَاحِمٍ ... وسُنَّةِ رِيمٍ خَافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا
الإِيفاد : الإِسراعُ وهو في شعر ابنِ أَحْمَر من المجاز : الإِيفاد : الارْتِفَاعُ يقال : أَوْفَدَ الشيءُ إِذا ارتَفَعَ كما في الأَساس وفي اللسانِ أَوْفَدَ الشيءَ : رَفَعَه وأَوْفَدَ هو : ارتفع . والوَفْدُ : ذِرْوَةُ الحَبْلِ بالحاءِ المهملة وسُكون الموحَّدة من الرَّمْلِ المُشْرِفِ هكذا في نُسْختنا ومثله في اللسان وفي بعض النُّسخ : ذِرْوَة الجَبَلِ ومن الرَّمْل : المُشْرِف . من المجاز المُسْتَوْفِدُ : المُسْتَوْفِزُ يقال : فُلانٌ مُسْتَوْفِدٌ في قِعْدَتِه أَي مُنْتَصِبٌ غيرُ مُطْمَئِنٍّ كمُسْتَوْفِزٍ وفي الأَسَاس : اسْتَوْفَد في قِعْدَتِه : ارْتَفَع وانْتَصَبَ ورأَيْتُه مُسْتَوِفداً . وبَنُو وَفْدضانَ بالفَتْح : حَيٌّ من العرب أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
إِنَّ بَنِي وَفْدَانَ قَوْمٌ سُكُّ ... مِثْلُ النَّعَامِ والنَّعَامُ صُكُّ والأَوْفَاد : قومٌ . يقال هُمٍْ على أَوْفَادٍ أَي على سَفَرٍ قد أَشْخَصَنَا أَي أَقْلَقَنا كأَوْفَازٍ . ومما يستدرك عليه : هو كثير الوِفَادِ على المُلُوك . وما أَوْفَدَكَ عَلَيْنَا واسْتَوْفَدَني وتَوَافَدْنَا عليه . ومن المَجاز : الحَاجُّ وَفْدُ اللهِ . وَبَيْنَا أَنا في ضِيقٍ إِذْ أَوْفَد اللهُ عَلَيَّ بِرَجُلٍ فأَخْرَجَنِي منه . بمعنَى جاءَني به . وَرَكَبٌ مُوفِد : مُرْتَفِع وكذا سَنَامٌ مُوفِدٌ . وتَوَفَّدت الإِبلُ والطَّيْرُ : تَسابَقَت كذا في اللسانِ وعِبَارة الأَساس : تَوَفَّدَت الأَوْعَالُ فوقَ الجَبَلِ : أَشْرَفَت . وفي التكملة : تَشَوَّفَتْ . وكلّ ذلك مَجَازٌ . والأَوْفَاد : قَوْمٌ مِن العَربِ أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابيّ :
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْتُمْ بِأَخْذِنَا ... ولكِنَّمَا الأَوْفَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ وَوَافِدُ بنُ سَلاَمَةَ رَوَى حَدِيثَه ضَمْرَةُ بن رَبِيعَةَ . ووافِدُ بنُ مُوسَى الذَّارِع يقال فيه بالقاف أَيضاً . وأَبُو وَافِدٍ روى عنه عبدُ الجبَّار بن نافِعٍ الضَّبِّيَ ومحمّد بن يوسف بن وافِد وأَبو بكر يحيى بن عبد الرحمن ابن وافِدٍ اللَّخْمِيّ قَاضِي قُرْطَبَةَ وأَبو المُرْجَّا سالِمُ بن ثِمَالِ بن عَفَّانَ بن وافِدٍ كذا في التبصير للحافظ . تكميل : قد تَكَرَّر لَفْظُ الوَفْدِ في الحديثِ وهم القَوْمُ يَجْتَمِعُون فَيَرِدُونَ البلادَ واحِدُهُم وافِدٌ وكذلك يَقْصِدُونَ الأُمراءَ لِزيارَةٍ واسْتِرْفادٍ وانْتِجاعٍ وغير ذلك وفي الحديث وَفْدُ اللهِ ثَلاَثَةٌ وفي حديث الشهيد فإِذا قُتلَ فهو وافِدٌ لِسَبْعِينَ يَشْهَدُ لهم وقوله أَجِيزُوا الوَفْدَ بنْحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهم . وقال النَّوَوِيُّ : الوَفْدُ : جَماعَةٌ مُخْتَارَةٌ للتقَدُّم في لِقَاءِ العُظماءِ . وقال الزَّجَّاج في تَفْسِير قولِه تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً " قيل الوَفْدُ : الرُّكْبَانُ المُكَرَّمُونَ . وفي تفسير ابنِ كَثِير ومنه أَخَذَ أَحَدُ الجَلالَيْنِ أَنَّ الوَفْدَ القاَدِمُونَ رُكْبَاناً . وفي العِنَايَةِ للخَفَاجِيّ أَنّ أَصْلَ الوُفودِ القُدُومُ على العظمَاءِ للعَطَايَا والاسْتِرْفَادِ . وفي شرْحِه للشفاءِ أُثْنَاءَ إِعجازِ القرآنِ : أَصْلُ مَعْنَى الوَفْدِ الإِشْرَافُ . هذه أَقوالهم وظاهرُ كلامِ المصنف كغيرِه من الأَئمَّةِ أَن الوَفْدَ والوُفُودَ هم القَوْمُ القادِمُون مُطلَقاً مُشاةً أَو رُكْبَاناً مُخْتَارين للقاءِ العُظَماءِ أَوْلاَ كما هو ظاهِرٌ ويمكن أَن يقال إن كلامَ النَّوَوِيِّ وغيرِه استعمالٌ عُرْفِيٌّ وكلامَ المُصَنِّف وغيرِه استعمالٌ لُغَوِيّ والله أعلم