سَحَطَهُ كمَنَعَهُ يَسْحَطُه سَحْطاً بالفَتْحِ ومَسْحَطاً كمَطْلَبٍ : ذَبَحَهُ وكَذلِكَ ذَعَطَهُ وشَحَطَهُ قالَ ابن سِيدَه : ويُقَالُ : سَحَطَه : ذَبَحَهُ ذَبْحاً وَحِيًّا . وقالَ اللَّيْثُ : سَحَطَ الشَّاةَ وهو ذَبْحٌ وَحِيٌّ وفي حَديثِ وَحْشِيٍّ : " فبَرَكَ عَلَيْهِ فسَحَطَه سَحْطَ الشّاةِ " أَي ذَبَحَهُ ذَبْحاً سَريعاً . وسَحَطَ الطَّعامُ فُلاناً : أَغَصَّهُ وقالَ ابن دُرَيْدٍ : السَّحْطُ : الغَصَصُ يُقَالُ : أَكَل طَعاماً فَسَحَطَه أَي : أَشْرَقَه . قالَ الصَّاغَانِيّ : في هذا الكَلامِ غَلَطانِ : أَحَدُهما أنَّ السَّحْطَ : الإغْصاصُ ولو كانَ الغَصَص لما تَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ والثّاني : أنَّ صَوابَه : أَي أَغَصَّه ؛ لأنَّ الشَّرَقَ لا يُسْتَعْمَل في الطَّعام . وأَنْشَدَ ابن دُرَيْدٍ لابن مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةً :
كادَ اللُّعاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطيلُ
قالَ الصَّاغَانِيّ : يُرْوَى هذا البَيْتُ لابن مُقْبِلٍ ويُرْوى لجِران العَوْدِ وَقَدْ وجَدْتُ القَصيدَة الَّتِي منها هذا البيْتُ في ديوانَيْ أَشْعارِهما ويُرْوَى للحَكَم الخُضَريِّ أَيْضاً . قُلْتُ : وقالَ يَعْقوبُ : يَسْحَطُها هُنا : يَذْبَحُها والرِّجْرِجُ : اللُّعابُ يَتَرَجْرَج . وقِيل : نَباتٌ وَقَدْ تَقَدَّم تَحْقيقُه في الجيم ويأتي أَيْضاً في اللاّم إن شاءَ الله تعالى . وسَحَطَ فُلانٌ الشَّرابَ إِذا قَتَلَهُ بالماءِ أَي أَكْثَرَ عَلَيْهِ . وسَحَطَ السَّخْلَ يَسْحَطُه سَحْطاً : أَرْسَلَهُ مع أُمِّهِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . والمَسْحَطُ كمَقْعَدٍ : الحَلْقُ والمَذْبَحُ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" وساخِط من غَيْر شَيْءٍ مُسْخِطِهْ
" كنتُ له مِثْلَ الشَّجَى في مَسْحَطِهْ وهو مَجاز . وسيحاطٌ كقيفالٍ : ة هَكَذا في النُّسَخِ والصَّوابُ أن يَكْتُبَ : ع إشارةً إِلَى الموضع أو وادٍ قالَهُ أَبُو عَمْرٍو أو : قارَةٌ أو قُنَّةٌ كِلاهُما عن الأَصْمَعِيّ ولكنَّه ضَبَطَه بالشِّين المُعْجَمَة أو أَرْضٌ نَقَلَهُ الأَصْمَعِيّ أَيْضاً وبالوَجْهَيْنِ يُرْوَى قَوْلُ تَميم بن أَُبَيِّ بن مُقْبِلٍ :
يا بِنْتَ آلِ شِهابٍ هل عَلِمْت إِذا ... أَمْسَى المَراضيعُ في أَعْناقها خَضَعُ
أَنِّي أُتَمِّمُ أَيْساري بذي أَوَدٍ ... من فَرْعِ سيحاطَ ضاحي ليطِهِ قَرِعُ ذو أَوَدٍ : القِدْحُ . واللِّيطُ : اللَّوْنُ . وقَرِعٌ : لا لِحاءَ عَلَيْهِ . وقالَ المُفَضَّلُ : المَسْحوطُ من الشَّرابِ كُلِّه : المَمْزوجُ بالماء أَي المَقْتول به . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : أَهْلُ اليَمَنِ يَقولون : انْسَحَطَ الشَّيْءُ من يَدِهِ إِذا انْمَلَصَ ونصُّ الجَمْهَرَةِ : امَّلَسَ فسَقَطَ لغة يَمانِيَةٌ . وانْسَحَط عن النَّخْلَةِ وغَيْرِها إِذا تَدَلَّى عنها حتَّى يَنْزِلَ إِلَى الأرْضِ لا يُمْسِكُها بِيَدِه كذا في الجَمْهَرَةِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : سَحْطَةُ بالفَتْحِ : حِصْنٌ في جِبالِ صَنْعاء نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . ونَقَل ابنُ بَرِّيّ عن أَبي عَمْرٍو : المَسْحوط : اللَّبَنُ يُصَبّ عَلَيْهِ الماءُ وأَنْشَدَ لابن حَبيبٍ الشَّيْبانيِّ :
مَتَى يَأْتِه ضيفٌ فليسَ بذائقٍ ... لَماجاً سِوَى المَسْحوطِ واللَّبَنِ الأَدْلِ قُلْتُ : وذَكَره المُصَنِّف في ش ح ط . وسَيَأْتِي الكَلامُ عَلَيْهِ هُناك . وغَمٌّ ساحِطٌ : ذابِحٌ وهو مَجازٌ ومِنْهُ سَجْعَةُ الأَسَاسِ : غَمٌّ لا أَبالك ساحِط أنْ تَبيتَ والمَوْلَى عليك ساخِط . والسَّحيطُ والمَسْحوطَة : الشّاةُ المَذْبوحة