[المجادلة آية 19]اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ! (قرآن).
الحَوْذُ : الحَوْطُ حَاذَ يَحُوذُ حَوْذاً : حَاطَ يَحُوطُ حَوْطاً . الحَوْذُ : السَّوْقُ السَّرِيعُ . وفي المحكم : الشَّديدُ . وفي البصائر : العَنِيف كالإِحْوَاذِ يقال : حُذْت الإِبِلَ أجوزُها وفي الأساس جاز الإبل إلى الماء يحوزها حَوْذاً : سَاقَها كحَازَها حَوْزاً وفي تسير البيضاويّ في سُورَ المُجَادلة : حِذْتُ الإبلَ بضم الحاءِ وكسرِهَا إسْتَوْلَيْت عليها . وفي العنايَة للشهاب أن الزجّاجَ ذكرَ أن ثلاثية ورد من بابي ثال وخاف شيخُنَا وقد ذكر الوجهَين ابنُ القطَّاع وغيرُه وأغفْلَ المصنِّفُ ذلك . الحَوْذُ والإحواذ : المُحَافظةُ على الشْيءِ من حاذ الإبلَ يََحوذُهَا إذحازَهَا وجَمَعَها ليَسوقَها ومنه : اسْتَحْوَذَ على كذا إذا حَوَاه . وحَاذُ المَتْنِ : موضِعُ اللِّبْدِ منه وفي الأساس : يقال زَلَّ عن حَالِ الفَرَسِ وحَاذِه وهو محلُّ اللِّبْد
يقال : بعيرٌ ضَخْمُ الحاذَيْنِ الحاذَانِ : ما وَقَعَ عليه الذَّنَبُ مِن أَدْبَارِ الفَخِذَيْنِ من ذَا الجَانبِ وذا الجَانبِ ويقولون : أَنْفَعُ اللَّبَنِ مَا وَلِيَ حَاذَيِ النَّاقةِ أَي ساعَةَ يُحْلَب من غير أن يَكون رَضِعَها حُوَارٌ قبل ذلك . وجمْع الحاذِ أَحْواذٌ
من المَجاز : رجل خفيف الحَاذ كما يقال : خَفيف الظَّهْر وفي الحديث " المُؤْمِن خَفِيفُ الحَاذِ " قال شمر الحال والحاز معاً : ما وَقَعَ عليه اللِّبْدُ مِن ظَهْر الفَرِس . وضَرَب صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ في قوله " المُوْمِنُ خَفِيفَ الحاذِ " قلَّةَ اللحْمِ مَثَلاً لِقِلَّةِ مَالِهِ وعِيَالِه كما يُقال : هو خَفِيفُ الظَّهْرِ . لحَاذُ : شَجَرٌ - الوَاحِدَةُ حَاذَةٌ - مِن شَجَر الجَنْبَةِ قال عَمْرُو بنُ حُمَيْلٍ
أَعْلُوا بِه الأعْرَفَ ذَا الأَلْوَاذِ ... ذَوَاتِ أُمْطِىٍّ وذَاتَ الحَاذِي
والأمْطِيّ شَجَرَةٌ لها صَمْغٌ يَمْضَغُه صِبْيَانُ الأَعرَابِ . في الحديث " أَفْضَلُ الناسِ بعدَ المِائَتَيْنِ رَجُلٌ خَفِيفُ الحَاذِ " أَي قَليلُ المالِ والعِيَالِ اسْتُعِيرَ مِن حاذِ الفَرَسِ وكذا خَفِيفُ الحَالِ مُسْتَعَارٌ من حالِه وقيل خَفِيفُ الحاذِ أَي الحالِ مِن المالِ وأَصْلُ الحاذِ طَرِيقَةُ المَتْنِ . وفي الحديث " لَيَأْتِيَن َّعَلَى النّاسِ زَمَانٌ يُغْبَط الرَّجل فيهِ بِخِفَّةِ الحَاذِ كَمَا يُغْبَطُ اليَوْمَ أَبو العَشَرَةٍ " يقَالُ : كَيْفَ حَالُك وحَاذُك
من المَجاز قولُ عائشةَ تَصِف عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما : " كانَ واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسِيجَ وَحْدِهِ " . الأَحْوَذِيُّ " السَّرِيعُ في كُلَّ ما أَخَذَ فيه وأَصْلُه في السَّفَر وقيل : المُنْكَمِشُ الحادّ الخَفِيفُ في أُمُورِهِ الحَسَنُ السِّيَاقِ لَهَا الحاذِقُ . ونقلَ الجوهَرِيُّ عن الأصمعيِّ قال : الأَحْوَذِيُّ : المشُشَمِّرُ للأُمورِ وفي المحكم : في الأُمورِ القاهِرُ لَهَا لا يَشِذُّ عليهِ شْيءٌ كالحَوِيذِ كأمِيرٍ وهو المُشَمِّر مِن الرجال قال عِمْرَانُ بن حطَّانَ :
ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ نَاصِعَهُ ... لاَ طَائِشُ الكَفِّ وَقَّافٌ ولا كَفِلُ وفي الأساس : رَجُلٌ أَحْوَذِيٌّ : يَسوقُ الأُمورَ أحْسَن مَسَاقٍ لِعِلْمِهِ بها . وفي اللسان : والأَحْوَذِيُّ : الّذي يسيرُ مَسِيرَةَ عَشْرٍ في ثَلاثِ لَيَالٍ . وفي الأساس وحَادٍ أَحْوَذِيٌّ أَي سَائِقٌ عاقِلٌ
والحَوْذَانُ بالفتح : نَبْتٌ وَاحِدَتُهَا حَوْذَانَةٌ وقال الأَزْهَرِيُّ : الحَوْذَانَةُ : بَقْلَةٌ مِن بُقولِ الرِّيَاضِ رَأيْتُهَا في ريَاضِ الصَّمَّانِ وقِيعَانِهَا وله نَوْرٌ أَصفرُ طيب الرائِحَةِ . وسبقَ الاستشهَادُ عليه في باب الجيم مِن قوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ
كَادَ اللُّعَاعُ مِنَ الحَوْذَانِ يَسْحَطُهَا ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ والحُوذِيُّ بالضَّمّ : الطارِدُ المُسْتَحِثُّ على السَّيْرِ من الحَوْذِ وهو السَّيْرُ الشَّدِيدُ وأَنشد :
يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيُّ ... خَوْفَ الخِلاَطٍ فَهْوَ أَجْنَبِيُّ وهو للعَجَّاج يَصِف ثَوْراً وكِلاباً . وأَحْوَذَ ثَوْبَه أَي جَمَعَه وضَمَّه إليه ومنه اسْتَخْوَذَ على كذا إذَا حَوَاه . أَحْوَذَ الصانِعُ القِدْحَ إذا أَخَفَّه قل : وِمنْهُ أُخِذَ الأحْوَذِيُّ قال لَبِيدٌ :
فَهْوَ كَقدْح المنيحِ أَحْوَذَه الصَّ ... ائِغُ يَنْفِي عَنْ مَتْنِهِ الٌوَبَا والحِوَاذُ بالكَسْر : البُعْدُ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ :
أَزْمَانَ حُلْوُ العَيْشِ ذُو لِذَاذِ ... إذ النَّوَى تَدْنُو عَنِ الحِوَاذِ يُقَال : اسْتَحْوَذَ عليه الشيطانُ : غَلَبَ كما في الصحاح . ولغَةٌ اسْتَحَاذَ . حاذَ الحمارُ أُتُنَه : اسْتَوْلَى عليها وجَمَعَهَا وكذا حَازَهَا وبه فُسِّر قولُه تَعَالَى " أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُم " أَي ألَم نَسْتَوْلِ عليكم بِالمُوَالاَةِ لَكُمْ وأَوْرَد القَوْلَينِ المُصَنِّفُ في البصائرِ فقال : قولُه تعالى " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ " أَي اسْتَاقتهم مُسْتَوْلِيا عَليهم من حَاذَ الإِبلَ يَحُوذُها إِذا سَاقَهَا سَوْقاً عَنِيفاً أو من قولهم : اسْتَحْوَذَ العَيْرُ الأُتُنَ إذا استولَى على حَاذَيْهَا أَي جَانِبَيْ ظَهْرِهَا . وفي المحكم . قال النحويونَ : اسْتَحْوَذَ خَرَجَ على أَصْلِه فمَنْ قالَ : حَاذَ يَحُوذُ لم يَقُلْ إلاَّ اسْتَحَاذ ومن قال : أَحْوَذَ فَأَخرَجَه على الأَصْلِ قال : اسْتَحْوَذَ قلْت : وهو من الأفْعَالِ الواردةِ على الأَصْل شُذوذاً مع فصاحتِها ووُرُودِ القُرْآنِ بها وقال أَبو زيد : هذا الباب كلّه يجُوز أن يُتكلم به على الأَصْلِ . تقول العرب : اسْتصاب واْسَتْصَوب واسْتجاب واستجْوَب وهو قِياس مطَّرِد عندهم . يقال هما بِحاذةٍ واحِدةٍ أَي بِحالةٍ واحدةٍ والحاذُ والحاذةُ : الحالُ والحالَة واللام أعلى من الذال . ومما يستدرك عليه : الحِوَاذُ ككِتَابٍ الفِراق . والحَاذَة : شَجَرَةٌ تَأْلفهَا بقرُ الوَحْشِ قال ابنُ مُقْبِل :وَهُنَّ جُنوحٌ لَدى حَاذَة ... ضَوَارِبَ غِزْالَنُهَا بِالجُرُنْ وسَمَّوْا حَوْذَانَ وحَوْذَانَةَ . وأبو حَوْذَانَ مِنْ كُنَاهم وكذا أبو حَوْذٍ