[الأحقاف آية 22]قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأفِكَنا عَنْ ...
[الأحقاف آية 22]قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا! (قرآن). 3. "أفَكَ الأمْرَ عَنْ وَجْهِهِ" : قَلَبَهُ وَصَرَفَهُ عَنْهُ.
أَفَكَ كضَرَبَ وعَلِمَ وهذه عن ابنِ الأَعرابي أِفْكًا بالكَسرِ والفَتْحِ والتَّحْرِيكِ وقد قرئ بهنّ قوله تَعالى : " وذلِكَ إِفْكُهُم " أُفُوكاً بالضمِّ : كَذَبَ ومنه حَديث عائِشَةَ - رضي اللّهُ عنها - حِينَ قال فيها أَهلُ الإِفْكِ ما قالُوا أي : الكَذِب عليها مما رُمِيَتْ به كأَفَّكَ تَأْفِيكاً قال رُؤْبَةُ :
" لا يَأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي
" فِينَا ولا قَوْلُ العِدا ذُو الأَزِّ فهو أفاكٌ وأَفِيكٌ وأَفُوكٌ : كَذّاب ومنه قوله تعالى : " وَيْلٌ لِكُلِّ أَفّاك أَثِيِم "
وأفَكَه عنه يَأْفِكُه أَفكَاً بالفًتْحِ فقط : صَرَفَه عنِ الشيءِ وقَلَبَه ومنه قولُه تَعالى : " أجئْتَنا لتَأفِكَنَا عن آلِهَتِنا " وقيل صَرَفَه بالإِفكِ أَو قَلَبَ رَأْيَه ومَعْنَى الآية : تَخْدَعنا فتَصْرِفنا وكذلك قولُه تعالَى : " يُؤْفَكُ عنه مَنْ أُفِك " أي يُصْرَفُ عن الحَقِّ من صُرِف في سابِقِ عِلْمِ اللّه تعالَى وقال مُجاهِدٌ : أي يُؤْفَنُ عنه مَنْ أُفِنَ وقال عُروَةُ بنُ أُذَيْنَةَ :
إِن تَكُ عَن أَحْسَنِ المُرُوءَةِ مَأْ ... فُوكاً فَفي آخَرِينَ قد أُفِكُوا أي : إِنْ لم تُوَفَّقْ للإحْسانِ فأَنْت في قومِ قد صُرِفوا عَن ذلك أيضاً كما في الصِّحاح
وأَفَكَ فُلاناً أَفْكاً : جَعَلَهُ يَأْفِكُ أي : يكذبُ . وأَفَكَه أَفْكاً : حَرَمَه مُرادَه وصَرَفَه عنه . والمُؤْتَفِكاتُ : مدائِنُ خمسة وهي : صَعْبَةُ وصَعْدَةُ وعَمْرَةُ ودُومَا وسَدُومُ وهي أَعْظَمُها ذكره الطَّبَرِيُّ عن محمّدِ بنِ كَعْبٍ القَرَظِيِّ قالَهُ السُّهَيلِي في الإِعْلام في الحاقَّة ونقَلَه شيخُنا قُلِبَتْ على قومِ لُوط عَلَيه وعلى نَبِيِّنا الصّلاةُ والسّلامُ سُمِّيَت بذلك لانْقِلابِها بالخَسْفِ قال تعالى : " والمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى " وقال تعالى : " والمُؤْتَفِكاتِ . أَتَتْهُم رسُلُهُم بالبَيِّناتِ " قال الزَّجّاجُ : ائتفَكَت بهم الأَرْض أي : انْقَلَبَتْ يُقال : إِنّهم جَميع مَنْ أُهْلِكَ كما يُقالُ للهالِكِ : قد انْقَلَبَتْ عليه الدُّنْيا وروى النَّضْرُ بنُ أَنسٍ عن أَبيهِ : أي بُنَيَ لا تَنْزِلَنَّ البَصْرَةَ فإنّها إِحْدَى المُؤْتَفِكاتِ قد ائْتَفَكَتْ بأًهْلِها مَرّتينِ وهي مؤْتَفِكَةٌ بهم الثالِثة قال شَمِر : يعني أَنّها غَرِقَت مرّتَيْن فشَبَّه غَرَقَّها بانْقلابِها والائْتِفاكُ عندَ أَهْلِ العَربيَّة : الانْقِلابُ كقُرَيّاتِ قَوْمِ لُوطٍ التي ائْتَفَكَتْ بأَهْلِها أي انْقَلَبت وفي حديثِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ - وذكر قِصَّةَ هلاكِ قوم لُوط - قال : فمن أَصابَتْهُ تِلْكَ الأَفْكَةُ أَهْلَكَتْه يُريدُ العَذابَ الذي أَرْسَلَه اللّهُ عليهم فقَلَب بها دِيارَهم وفي حديثِ بَشِير بن الخَصّاصيَة قالَ له النَّبِي صلّى اللّهُ عليه وسَلم : مِمّن أَنْتَ ؟ قال : من رَبِيعَةَ قال : أَنْتُم تَزْعُمونَ لولا رَبِيعَةُ لائْتَفَكَت الأَرْض بمَنْ عَلَيها أي : انْقَلَبَتْ . والمُؤْتِفكاتُ أيضاً : الرِّياحُ التي تَقْلِب الأَرْضَ أَو هي الّتِي تَخْتَلِفُ مَهابُّها ومن ذلك يُقال : إِذا كَثُرَت المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأَرْضُ أي : زَكا زَرْعُها وقولُ رُؤْبَة :
" وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤْتَفِكْ أي اخْتَلَفَتْ عليه الرياحُ من كُلِّ وجهٍ
والأَفِيك كأَمِيرٍ : العاجِزُ القَلِيل الحَزْمِ والحِيلَةِ عن اللّيثِ وأَنْشَدَ :
" مالِي أَراكَ عاجِزاً أَفِيكَا وقِيلَ : الأَفِيكُ : هو المَخْدُوعُ عن رَأيِه كالمَأْفُوكِ وقد أفِك كعُني . والأَفِيكَةُ بهاءٍ : الكَذِبُ كالإفْكِ جِ : أَفائِكُ وتقولُ العَرَبُ : يا لَلأَفِيَكَة بكسر اللامِ وفتْحِها فمَن فتحَ اللامَ فهي لامُ اسْتغاثةٍ ومن كَسَرها فهي تَعَجّب كأَنَّه قال : يا أَيُّها الرَّجُل اعْجَبْ لهذه الأَفِيكةِ وهي الكِذْبَةُ العَظِيمَة
وأفكانَ : كانَ ليَعْلَى بنِ مُحَمّد ذا أَرْحِيَةٍ وحَمّاماتٍ وقُصورٍ هكذا قالُوا نقَلَه ياقوت
ومن المَجاز : الأَفِكَةُ كفَرِحَة : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ وسِنُونَ أَوافِكُ : مُجْدِباتٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ
والأَفَكُ مُحرَّكَةً : مَجْمَعُ الفَك والخَطْمَيْنِ هكذا في النُّسَخِ والذي في المُحيطِ : مَجْمَعُ الخَطْم ومَجْمَعُ الفَكَّيْنِ كذا نَقَله الصّاغاني . والأُفُكُ بالضَّمِّ : جَمعُ أَفُوكٍ للكَذّابِ كصَبُورٍ وصُبُرٍ
وائْتَفَكَت البَلْدَةُ بأَهْلِها أي : انْقَلَبَتْ وقد ذُكِر قريبَاً . ومن المَجاز : المَأْفُوكُ : المكانُ لم يُصِبهُ مَطَرٌ وليسَ به نَباتٌ وهي بهاءٍ يُقال : أَرضٌ مأْفُوكَةٌ : أي : مَجْدودَة من المَطَر ومن النَّبتِ نقله الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ . وقال أَبو زَيْد : المَأْفُوك : المَأْفون وهو الضَّعِيفُ العَقْلِ والرّأي وقالَ أَبو عُبَيدَةَ : رجلٌ مَأْفُوكٌ : لا يصيبُ خَيراً ولا يكونُ عندما يُظَنُّ بهِ من خَيرٍ كما في الصحاحِ وفِعْلُهُما أُفِكَ كعنِيَ أَفْكًا بالفَتْحِ : إذا ضَعُفَ عقْلُه ورأْيُه ولم يُستَعْمَلِ أَفَكًه اللّهُ بمعنَى أَضْعَفَ عَقْلَه وإِنِّما أتَى أَفَكَه بمَعْنَى صَرَفَه كما في اللِّسانِ
ومما يُستدرَكُ عليه :أَفَكَ النّاسَ يَأْفِكُهُم أَفْكًا : حَدَّثَهم بالباطِلِ قالَ الأَزْهَرِيُّ : فيكونُ أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَبَ وكَذَبْتُهُ . وقال شَمِر : أُفِكَ الرَّجُلُ عن الخَيرِ : إِذا قُلِبَ عنه وصُرِفَ . وقالَ ابنُ الأعرابي : ائتفَكَتْ تلكَ الأَرضُ أي : احْتَرَقَتْ من الجَدْب . وأَفَكَه أَفْكاً : خَدَعَه . ويُقال : رماهُ اللّه بالأَفِيكَةِ أي : بالدَّاهِيَة المُعْضِلَة عن ابن عبّاد
فَكَّهُ يَفُكُّه فَكًّا فَصَلَه فانْفَكَّ كذا في المُحْكَمِ وقال اللَّيثُ : فَكَكْتُ الشَّيءَ فانْفَكَّ بمنزلَةِ الكِتابِ المَخْتُوم يُفَكُّ خاتَمُه كما تَفُكّ الحَنَكَيْنِ تَفْصِلُ بَينَهُما . وفَكَكْتُ الشّيءَ : خَلَّصْتُه وكُلّ مُشْتَبِكَين فَصَلْتَهُما فقَدْ فَكَكْتَهُما وقيل لأَعْرابي : كَيفَ تَأْكُلُ الرَأْسَ ؟ قال : أَفُكُ لَحْيَيهِ وأَسْحِي خَدَّيْهِ . ومِنَ المَجازِ : فَكَّ الرَّهْنَ يَفُكّه فَكًّا وفُكُوكًا بالضّمِّ : خَلَّصَه كافْتَكَّه كما في المُحْكمِ والأَساس والصِّحاح . وفَكَّ الرَّجُلُ : هَرِمَ فَكًّا وفُكُوكًا فهو فاكّ عن أبي زَيْدٍ ويُقال للشَّيخِ : قَدْ فَكَّ وفَرَّجَ يُريدُ فَرَجَ لَحْيَيهِ وذلك في الكِبَرِ والهَرَمِ
ومن المَجاز : فَكَّ الأَسِيرَ يَفُكُّه فَكًّا وفَكاكًا بالفتحِ وقد يُكْسَرُ وفَكاكَةً : خَلَّصَه وفَصَلَه من الأَسْبرِ وفي الحَدِيث : عوُدُوا المَرِيضَ وفُكّوا العاني أي : أَطْلِقُوا الأَسِيرَ . ومن المَجازِ : فَكَّ الرَّقَبَةَ يَفُكُّها فَكًّا : أَعْتَقَها وفي الحَدِيث : أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وفُكَّ الرَّقَبَةَ تَفْسِيرُه في الحديثِ أَنّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَنْفَرِدَ بعِتْقِها وفَكُّ الرَّقَبَةِ : أَنْ تُعِينَ في ثَمَنِها وقال الرّاغِبُ : أَصْلُ الفَكِّ التَّفْرِيجُ ففَكُّ الرَّهْنِ : تَخْلِيصُه وفَكُّ الرَّقَبَةِ عِتْقُها وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ : " فَكُّ رَقَبَة قِيلَ : هو عِتْقُ المَمْلُوكِ وقِيلَ : هو عِتْقُ الإنْسانِ نَفْسَه من عَذابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ بالَكَلِمِ الطَّيِّبِ والعَمَل الصّالِح وفَكُّ غيرِه بما يُفِيدُ من ذلك والثّاني يَحْصُلُ للإِنْسانِ بعدَ حَصولِ الأَوّلِ فإِن لم يَهْتَدِ فليسَ في قُوَّتِه أَنْ يَفدِيَ . وفَكَّ يَدَه يَفُكّها فَكًّا : فَتَحَها عَمّا فِيهَا كذا في المُحْكَمِ . وفَكَاكُ الرَّهْنِ بالفتحِ ويُكْسَرُ وهذه حكاها الكِسائِيُ كما في الصِّحاحِ : ما يُفْتَكُّ به من غَلَقِهِ يقال : هَلُمَّ فَكَاكَ رَهْنِكَ قال زُهَيرٌ :
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَه ... يَوْمَ الوَداعِ فأَمْسَى رَهْنُها غَلِقَا . وانْفَكَّتْ قَدَمُه أي : زالَتْ عندَ السّقُوطِ
ويُقالُ : سَقَطَ فانْفَكَّتْ إِصْبَعُه أي : انْفَرَجَتْ وفي الصِّحاحِ : سَقَط فلانٌ فانْفَكَّتْ قَدَمه أَو إِصْبَعُه : إِذا انْفَرَجَتْ أَو زالَتْ فعَلَى سِياق المُصَنِّفِ في عِبارَةِ الجَوْهَرِيِّ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتِّبٍ وفي الحَدِيثِ : أَنّه رَكِبَ فَرَسًا فصَرَعَه على جِذْمِ نَخْلَةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه قال ابنُ الأثِيرِ : الانْفِكاكُ : ضَربٌ من الوَهْنِ والخَلْعِ وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجْزائِها عن بعض . والفَكّ في اليَدِ : دُونَ الكَسرِ وقِيلَ : فَكَّها : أَزالَ مَفْصِلَها . والفَكَكُ : انْفِساخُ القَدَمِ قالَ الجَوْهَرِيّ : ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ الفَكَكْ قال الأَصْمَعِيُ : إِنّما هو الفَكُّ فأَظْهَرَ التَّضْعِيفَ ضَرُورةً . والفَكَكُ : انْكِسارُ الفَكِّ أَو زَوالُهُ . والفَكَكُ وفي المحكَمِ الفَكُّ : انْفِراجُ المَنْكِب عن مَفْصِلِه استرخاءً وضَعْفًا وهو أًفَكُّ المَنْكِبِ ويَأْتِي قريبًا إِعادَتُه . ومن المَجازِ : الفَكَّةُ : الحُمْقُ في اسْتِرخاءٍ وضَعْفٍ في رَأْيِهِ قالَ أَبو قَيسِ ابنُ الأَسْلَتِ :
الحَزْمُ والقُوَّةُ خَيرٌ مِنَ ال ... لإِشْفاقِ والفَكِّةِ والهاعِ وما كُنْتَ فاكَّا أو ما كُنْتَ أَفَكَّ ولَقَدْ فَكِكْتَ كعَلِمْتَ وكَرُمْتَ أي : بكَسرِ العينِ في الماضِي وفَتْحِها في المُضارِعِ ويضَمِّهما تَفَكّ وتَفُكّ فَكًّا وفَكَّةً ووقع في نُسخَةِ شَيخنا كعَلِمْتَ ولَبِثتَ فقالَ : وفيهِ ما مَرَّ في ل ب ب عن يُونُسَ أَنّ لَبَّ لا نَظِيرَ له فيُستَدرَكُ هذا عليه ويَأْتِي في دم مُهْمَل الدَّال
قلت : ونَقَلَ أَبُو جَعْفَر اللَّبلِيُ في بُغْيَةِ الآمالِ ما نَصُّه : ولم يَأتِ من المُضاعَف على فَعُلَ بضم العين ؛ لأَنَّهم اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّة مع التَّضعِيف والتَّضْعِيفُ يَقْتَضي التَّخْفِيفَ إِلاّ كَلِمةً واحِدَة رواها يُونُسُ وهي لَببتَ تَلَبُّ وزادَ ابن القَطّاع عَزُزَتِ الشّاةُ تَعَزُّ : إِذا قَلّ لَبَنُها وقد مَرّ البحثُ فيه في ل ب ب فراجِعْهُ فإِنّه نَفِيسٌ . والفَكَّةُ : كواكِبُ مُستَدِيرَةٌ بحِيالِ بَناتِ نَعْش خَلفَ السِّماكِ الرّامِحِ قال الجَوْهرِيُّ : قالَ الأَصْمَعِيُ : وهي التي تُسَمِّيهِ كذا في النسخِ والصوابِ يُسَمِّيها الصّبيانُ قَصْعَةَ المَساكِينِ كما هو نَصّ العُبابِ والصِّحاح وإِنّما سُمِّيَتْ بها لأَنّ في جانِبِها ثُلمَةً وكذلك تِلْكَ الكَواكِب المُجْتَمِعَة في جانِبٍ منها فَضاءٌ . ومن سَجَعاتِ الأساسِ : فلانٌ لا تُفارِقُه الفَكَّه ما صَحِبَ السِّماكَ الفَكَّه . والأَفَكُّ : اللَّحْيُ نفسُه كالفَكِّ أَو الأَفَكُّ : مَجْمَعُ الخَطْم كالفَكِّ أَيْضًا أَو هو مَجْمَعُ الفَكيْنِ على تَقْدِيرِ أَفْعَل قالَهُ اللَّيثُ . وقيل : الفَكّانِ : مُجْتَمعُ اللَّحْيَين عند الصّدغ من أَعْلَى وأَسْفَلَ يكون من الإِنْسان والدّابَّة وقال أَكْثَمُ بنُ صَيفِي : مَقْتَلُ الرَّجُلِ بينَ فَكَّيهِ يَعْني لِسانَه وفي التَّهْذِيب : الفَكّانِ : مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ من الجانِبَيْنِ ويُقال : انْكَسَر أَحَد فَكَّيه : أي لَحْيَيه قالَ :
" كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ
" فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ والأَفَكُّ : من انْفَرَجَ مَنكبُه عن مَفْصِلِه اسْترخاءً وضَعْفًا نقله الجَوْهَرِيّ وقد أَشارَ له أَولاً فهو تَكْرارٌ وأَنشَدَ اللّيْثُ :
" أَبَدّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأفَكِّ وقالَ أَبو عُبَيدَةَ : المُتَفَكِّكَةُ من الخَيلِ : الوَدِيقُ التي لا تَمْتَنعُ على الفَحْلِ . وأَفَكَّت النّاقَةُ وأَفْكَهَتْ فهي مُفِكَّةٌ ومُفْكِهَةٌ ومُفْكِهٌ وتَفَكَّكَتْ : إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرخَى صَلَوَاها وعَظُمَ ضَرعُها ودَنَا نِتاجُها شُبِّهَتْ بالشيء يُفَكُّ فيتَفَكَّكُ أي : يَتَزايَلُ ويَنْفَرِجُ . أَو تَفَكَّكَتْ : إِذا اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها ورَوَى الأَصْمَعِي :
أَرْغَثَتْهُم ثَدْيَها الدُّنْ ... يَا وقامَتْ تَتَفَكَّكْ
انْفِراجَ النّابِ للسَّق ... بِ مَتَى ما تَدْنُ تَحْشِكْ والفاكّ : الهَرِمُ مِنّا ومِنَ الإِبِلِ وقالَ النَّضْرُ : الفاكُّ : المُعْيى هُزالاً ناقَةٌ فاكَّةٌ وجَمَل فاكٌّ . ومن المَجاز : الفاكُّ : الأَحْمَقُ جدًّا قال الحُصَيبِيّ : أَحْمَقُ فاك وهاكٌّ وهو الذي يَتَكَلَّمُ بما يَدْرِي وما لا يَدْرِي وخَطَؤُه أَكْثَرُ من صَوابِه وحَكَى يَعْقُوبُ : شَيخٌ فاكٌّ وتاكٌّ جَعَلَه بَدَلاً ولم يجْعَلْه إِتْباعًا وقالَ ابنُ الأَعْرابي : رَجُلٌ فاكّ : أَحْمَقُ بالِغُ الحُمْقِ ويُتْبَعُ فيُقال : فاكٌ تاكٌ . فَكَكَةٌ محرَّكَةً وفِكاك كرِجالِ عن ابنِ الأَعرابي . ومن المِجازِ : هو يَتَفَكَّكُ في كَلامِه وفي مِشْيتِه : إِذا لَمْ يكُنْ فيه تَماسُكٌ من حُمْقٍ
ومما يُستَدْرَكُ عليه :فَكَّ الخَتْمَ : فَضَّه . والتَّفْكِيكُ : الفَصْلُ بين المُشْتَبِكَيْن نقله اللّيثُ . وانْفَكَّت رَقَبتُه من الرِّقِّ : خَلَصَتْ . وفَكَكْتُ الصَّبيَ : جَعْلتُ الدَّواءَ في فِيهِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ورجل فَكَّاكٌ هَكّاكٌ : لا يُلائمُ بين كَلِماتِه ومَعانِيه لحُمْقِه وهو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والحُصَيبِيُ . وأَفَكَّ الظَّبي من الحِبالَةِ : إِذا وَقَعَ ثم انْفَلَت كأَفْسَحَ . ورجل أَفَكُّ : مَكْسُورُ الفَكِّ . وما انْفَكَّ فلانٌ قائِمًا : أي ما زال قائِمًا قال الفَرّاءُ : إِذا كانَ الانْفِكاكُ على جِهَةِ يَزالُ فلا بُدَّ لَها من فِعْل وأَنْ يَكُونَ مَعْناها جَحْدًا فتَقُولُ : ما انْفَكَكْتُ أَذْكُرُكَ تُرِيد ما زِلْتُ أَذْكُرُكَ وإِذا كانَتْ على غيرِ جِهَةِ يَزالُ قلتَ : قد انْفَككْتُ مِنْكَ وانْفَكَّ الشيء من الشيء فيَكُونُ بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل قال ذُو الرّمَّةِ :
قلائِصُ لا تَنْفَكُّ إِلاّ مُناخَةً ... على الخسَفِ أَو نَرمِي بِها بَلَدًا قَفْرَا فلم يدخل فيها إِلا إِلا وهو يَنْوِي بِه التَّمامَ وخِلافَ يَزالُ لأَنّكَ لا تقولُ : ما زِلتُ إِلاّ قائَمًا وأَنْشَدَ الجَوْهريّ هذا البيت حَراجِيجُ ما تَنْفَكُّ وقالَ يُريدِ ما تَنْفَكّ مُناخَة فزادَ إِلاّ قال ابنُ بَرِّيّ : الصوابُ أَن يَكُونَ خَبَرُ تَنْفَكُّ قوله على الخَسفِ وتَكُونَ إِلاَّ مُناخَةً نَصْبًا على الحالِ تَقْدِيرُه : ما تَنْفَكُّ على الخَسفِ والإِهانَةِ إِلاّ في حالِ الإِناخَةِ فإِنّها تَستَرِيحُ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُه تعالى : " مُنْفكينَ " ليسَ من بابِ ما انْفكَّ وما زالَ إِنَّما هو من انْفِكاكِ الشَّيءِ من الشَّيءِ : إِذا انْفَصَلَ عنه وفارَقَه كما فَسَّرَه ابنُ عَرَفَةَ واللّه أَعلمُ ورَوَى ثَعْلْبٌ عن ابنِ الأَعْرابي : يُقال : فُكَّ فُلانٌ أي : خُلِّصَ وأرِيحَ من الشَّيءِ ومنه قولُه تَعالى : " مُنْفَكينَ " قال : مَعْناهُ لم يَكُونُوا مُستَرِيحِينَ حتَّى جاءَهُم البَيانُ " فَلَمّا جَاءَهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه " وقال الزَّجّاج : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُنْفكَينَ عن كُفْرِهِم أي مُنْتَهيِنَ وهو قولُ مُجاهِدٍ وقال الأَخْفَشُ : مُنْفَكِّينَ : زائِلينَ عن كُفْرهِم وقال نِفْطَوَيْه : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُفارِقِينَ الدّنْيَا حتى أَتَتْهُم البَيِّنَةُ وقال الرّاغِبُ : أي لم يَكُونُوا مُتَفَرِّقِينَ بل كانُوا كُلُّهُم على الضَّلالةِ . وعَبدُ الكَرِيمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الفَكُّون : مُحَدِّثٌ لَقِيَه شَيخُ مَشايِخِنا أَبو سالَمٍ العَيّاشِي وذَكَرَه في رِحْلَتِه أَخَذَ عن يَحْيَى بنِ سُلَيمانَ الأوراسِي عن طاهِرِ بنِ زَيّان الزَّواوِيّ عن زَرُوقٍ