البَشُّ والبَشَاشَةُ : طَلاَقَةُ الوَجْهِ . ورَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ وبَشَّاشٌ : طَلْقُ الوَجْهِ طَيِّبٌ . وقد بَشِشْتُ بالكَسْرِ أَبَشُّ بالفَتْح وأمّا بيتُ ذِي الرُّمَّةِ :
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنّا نَبِشُّ إذا دَنَتْ ... لأَهْلكِ مِنّا طِيَّةٌ وحُلُولُ
فإنّه رُوِىَ هكذا بكسر الباء فإمّا أَنْ تكونَ بَششْتُ مَقُولَةً وإمّا أن يكونَ مِمّا جاءَ على فَعِل يَفْعِلُ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : البَشُّ : اللُّطْفُ في المَسْأَلَةِ . والبَشُّ : الإقْبَاُل على أَخِيكَ . وقال ابنُ دُرَيْد : الضَّحِكُ إلَيْه والانْبِساطُ وفي حَدِيثِ عَلِيّ رَضِيَ الله عنه : إذا اجْتَمَع المُسْلِمَانِ فتَذَاكَرا غَفَرَ اللهُ تَعَالَى لأَبَشِّهِمَا بصَاحِبِه . والبَشُّ : فَرَحُ الصَّديِقِ بالصَّديقِ عِنْدَ اللّقَاءِ عن اللَّيْثِ . والأَبَشُّ : الآبِشُ كِلاَهُمَا عن ابنِ عَبّادٍ وهو الَّذي يُزَيِّنُ فِنَاءَ الرَّجُلِ وبابَ دارِه بطَعَامِهِ وشَرَابِه نقَلَهُ الصّاغَانيّ وقد تَقَدَّم . والبَشِيشُ كأمِيرٍ : الوَجْهُ يُقَال : فُلانٌ مُضِيءُ البَشِيشِ عن ابنِ عبّادٍ قال رُؤْبَةُ :
" تَكَرُّماً والهَشُّ للتَّهْشِيشِ
" وَارِى الزِّنادِ مُسْفِرُ البَشِيشِ
" طَلْقٌ إذا اسْتَكْرَشَ ذُو التَّكْرِيشِ ويُقَال : أَخْرَجتُ له بَشِيشِي أيْ مِلْكَ يَدِي عن ابنِ عبّادٍ . وأَبَّشِت الأَرْضُ وأَجَشَّت : الْتَفَّ نَبْتُهَا قالَهُ الأَصْمَعِيُّ أو أَنْبَتَتْ أَوَّلَ نَبَاتِهَا وهو مَجَازٌ . وعن يَعْقُوبَ : تَبَشْبَشَ بِهِ أَيْ آنَسَهُ ووَاصَلَه . قال : وأَصْلُه تبَشَّشَ فأَبْدَلُوا الشِّينَ الوُسْطَى باءً كما قالُوا : تَجَفْجَفَ ؛ لأَنّ الجَمْعَ بيْنَ ثَلاَث شِيَناتٍ مُسْتَثْقِل . وهُوَ أَي التَّبَشْبُشُ من اللهِ تَعالَى : الرِّضَا والإكْرَامُ وتَلَقِّيه بالبِرِّ وتَقْرِيبه إيّاه عن ابنِ الأَنْبَاِرّي وهو مَجَازٌ وبه فُسِّرَ الحَديثُ : لا يُوطِنُ الرّجُلُ المسَاجِدَ للصَّلاةِ والذّكْرِ إلاّ تَبَشْبَشَ اللهُ به كما يَتَبَشْبَشُ الرِّجالُ بغائِبِهِم إذا قَدِمَ علَيْهم . وممّا يُسْتَدْرك عليه : البَشِيشُ كأَمِيرٍ : البَشَاشَةُ . وقال أبو زَيْدٍ : يُقَال : جاءَ بالمالِ مِنْ عَشِّه وبَشِّهِ وعَسِّه وبَسِّه : أَي من حيْثُ شَاءَ وقِيلَ : من جَهْدِه وطاقَتِه . وبَشَّ له بخَيْرٍ : أَعْطَاهُ وهو مَجَاز . وبنُو بَشَّةَ : بطْنٌ من بَلْعَنْبَر كَما في العُبَاب . وبِشْبِيش بالكَسْر : قَرْيَةٌ بالقُرْب من المَحلّة منها : الشّمْسُ محمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ سَلْمَانَ بنِ أَحْمَدَ البِشْبِيشيّ الشّافِعيّ نِزِيلُ مكّةَ ولد سنة 837 ، وأخَذَ العِلْم عن البُلْقِينيِّ وغيرهِ وسَافَرَ اليَمَنَ والحَبَشَةَ وحَدَّثَ . ومن المُتَأَخِّرِين : شَيْخُ مَشَايخِ بعَضْ ِشُيُوخنَا الشَّهَابُ أحمَد بن عَبْدِ اللَّطِيفِ البِشْبِيشيّ أَحَدُ المُكْثِرينَ من الحَدِيثِ حَدَّث عن الشَّمْسِ البَابِليِّ وغيرِه رَحِمَهم اللهُ تَعالَى
شاشٌ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقَالَ الصّاغَانِيُّ : هُوَ : د بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مَصْرُوفٌ وقدْ يُمْنَعُ كمَاه وجُور ومِنْهُ أَبُو سَعِيدٍ الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب بنِ شُرَيْحِ بنِ مَعْقِلٍ الشّاشِيُّ صاحِبُ المُسْنَدِ الكَبِير قَال الصّاغَانِيُّ : مُسْنَدُه عِنْدِي وهُوَ سَمَاعِي ولَمْ أَجِدْ ببَغْدَادَ نُسْخَةً سِوَى ما عِنْدِي . وأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ الشَّاشِيُّ صاحِبُ التَّصانِفِ المَشْهُورَةِ . ونَاقَةٌ شَوْشَاءُ نَقَلَه اللَّيْثُ وهُوَ خَطَأُ وقِيلَ فَعْلالٌ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : وسَمَاعِيِ منَ العَرَبِ شَوْشَاةٌ بالهاءِ وقَصْر الأَلِفِ أَيْ خَفِيفَةٌ وكذَلِك وَشْوَاشَةٌ وأَنْشَد اللَّيْثُ لِحُمَيْدٍ :
مِنَ العِيسِ شَوْشَاءٌ مِزَاقٌ تَرَى بِهَا ... نُدُوباً مِنَ الأَنْساعِ فَذّاً وتَوْأَمَا قال الصّاغَانيّ : هكَذا أَنْشَدَه والرِّواية : فجاءَ بشَوْشَاةٍ مِزَاقٍ . وأَنْشَدَ أَبُو عَمْروٍ :
واعْجَلْ لَهَا بنَاضِح لَغُوبِ ... شَوَاشِيٌّ مُخْتَلِفُ النُيُوبِ قالَ أَبو عَمْروٍ : فهَمَزَ شَوَاشِئَ للضَّرُورَةِ وأَصْلُه من الشَّوْشاةِ وهِيَ الناقَةُ الخَفِيفَةُ قالَ : والمَرْأَةُ تُعَابُ بذلِكَ فيُقَالُ : امْرَأَةٌ شَوشَاةٌ وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : الشَّوْشَاةُ : النّاقَةُ السَّرِيعَةُ . وشُوشُ بالضَّمِّ : ع قُرْبَ جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ . وشُوشُ أَيْضاً : مَحَلَّةٌ بجُرْجانَ قُرْبَ بابِ الطَّاقِ . وشُوشُ أَيْضاً : قَلْعَةٌ عالِيَةٌ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ منها حَبُّ الرُّمّانِ والحَبْحَبُ المَشْهُورَانِ ومِنْهَا أَيْضاً أَبُو العَلاءِ إِدْريِسُ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ محمّدِ بنِ عريب عَفِيفُ الدّينِ العامِرِيُّ الشُّوشِيُّ المُحَدِّثُ العالِمُ العامِلُ إِمام النِّظَامِيّة ببَغْدَادَ سَمِعَ من الحافِظِ عَبْدِ الرّزّاقِ الرَّسْعَنِيّ . والشُوشُ : اسمُ السُّوسِ الَّتِي بخُوْزِسْتَانَ عُرِّبَتْ بقَلْبِ المُعْجَمَةِ مُهْمَلَةً وقَدْ تَقَدَّم في السِّين أَنّهَا كَوْرَةٌ بالأَهْوَازِ فتَأَمَّل . وشُوشَةُ : ع وفي التكمِلَة قَرْيَةٌ بأَرْضِ بَابِلَ أَسْفَلَ من الحِلِّةِ بِقُرْبِهَا قَبْرُ ذِي الكِفْلِ عَلَيْه السّلامُ . قُلْتُ : وبهذه القَرْيَةِ قَبْرُ القَاسِمِ بنِ مُوسَى بنِ جَعْفَرٍ الصّادِقِ بنِ مُوسَى رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُم مِنْ آلِ البَيْتِ ويُتَبَرَّكُ به . ويُقَالُ : أَبْطَالٌ شُوشٌ أَي شُوسٌ بالسِّين بِمَعْنَاه . قال ابنُ عَبّادٍ : ويُقَال : بَيْنَهُم شَوَاشٌ أَيْ اخْتِلافٌ والعامّة تَقُوُل : التَّشْوِيشُ كَمَا في العُبَابِ . والتّشْوِيشُ والمُهَوَّشُ والتَّشَوُّشُ كُلُّهَا لَحْنٌ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ والصّوابُ التَّهْوِيشُ والمُهَوَّشُ والتَّهَوُّشُ . قُلْت : عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ في ش ي س التَّشْويِشُ : التَّخِلْيطُ وقَدْ تَشَوَّشَ عَلَيْهِ الأَمْرُ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : أَمَّا التَشْوِيش فإِنّه لا أَصْلَ له وإِنّهُ مِنْ كَلامِ المُوَلَّدِينَ وأَصْلُه التَّهْوِيشُ وهُوَ التَّخْلِيطُ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : التَّشْوِيشُ والتَّشَوُّشُ في تركيب ش ي ش وهذا التَّرْكِيبُ مَوْضِعُ ذِكْرِه إِيّاهُمَا فيه وقالَ في الَّتِي بَعْدَها : ولَوْ كانَ التَّشْوِيشُ مِنْ كَلامِ العَرَبِ لَكَانَ مَوْضِعُه تَرْكِيب ش و ش . عَلَى أَنّ المُصَنِّفَ سَبَقَه في التّوْهِيمِ الحَرِيرِيُّ في الدُّرَّةِ قالَ شَيْخُنَا : وتَعَقَّبُوه ورَدُّوا عَلَيْه ذلِكَ وأَثْبَتَه العَلاَّمة حُسَيْنٌ الزَّوْزَنِيُّ في مَصَادِرِهِ وغَيْره . والتَّشَاوُشُ : التَّهاوُشُ
وقال الصّاغَانِيُّ : تَشاوَشَ القَوْمُ مثل تَشَوَّشُوا . وماءٌ مُشَاوِشٌ بضَمِّ المِيمِ : لا يَكَادُ يُرَى بُعْداً أَوْ قِلَّةً لُغَةٌ في السِّينِ كما تقدم