البَصَرُ محرَّكةً : العَيْنُ إلاّ أنه مُذَكَّرٌ وقيل : البَصَرُ : حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ قاله الَّلْيث : ومثلُه في الصّحاح . وفي المِصباح : البَصَرُ : النُّورُ الذي تُدرِكُ به الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ . وفي المُحكَم : البَصَرُ : حِسُّ العَيْنِ ج أبصارٌ
البَصَرُ مِن القَلْبِ : نَظَرُه وخاطِرهُ والبَصَرُ : نَفَاذٌ في القَلْب كما في اللِّسان وبه فُسِّرت الآيةُ : " فارْجِعِ البَصَرَ هل تَرَى مِنْ فُطُورٍ " . وفي البَصَائِرِ للمصنِّف : البَصِيرَةُ : قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ ويقال : بَصَرٌ أيضاً قال اللهُ تعالَى : " ما زاغَ البَصَرُ وما طَغَى " . وجمعُ البَصَرِ أبْصَارٌ وجمعُ البَصِيرِة بَصائِرُ . ولا يكادُ يقال للجارِحَة النّاظرِة : بَصِيرَةٌ إنّما هي بَصَرٌّ ويقال للقُوَّة التي فيها أيضاً : بَصَرٌ ويقال منه : أبْصُرْتُ ومن الأوَّلِ أبْصَرْتُه وبَصُرْتُ به وقَلَّمَا يقال في الحاسَّة إذا لم تُضَامّه رؤيةُ القلبِ : بَصُرْتُ . وبَصُرَ به ككَرُمَ وفَرِحَ الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ بَصَراً وَبَصَارَةً ويُكْسَرُ ككِتَابةٍ : صار مُبْصِراً . وأبْصَرَه وَتَبَصَّرَه : نَظَرَ إليه : هل يُبْصِرُه ؟
قال سِيبَوَيْهِ : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً وأَبْصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وَقَعَتْ عَيْنُه عليه
عن اللِّحْيَانِيِّ : أبصَرتُ الشيْءَ : رأيتُه . وباصَرَا نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ . ونصَّ عبارةِ النَّوادِرِ : وباصَرَه : نَظَرَ معه إلى شيْءٍ : أيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحِبِه . وباصَرَه أيضاً : أبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ :
فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مَكانَه ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُهْ . وفي الصّحاح : باصَرْتُه إذا أشْرَفْتَ تَنْظُرُ إليه من بَعِيدٍ . وتَباصَرُوا : أَبْصَر بعضُهم بعضاً
والبَصِيرُ : المُبْصِرُ خِلافُ الضَّرِيرِ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ . ج بُصَراءُ
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ . البَصِيرُ : العالِمُ رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به . وقد بَصُرَ بَصَارةً وإنه لَبَصِيرٌ بالأشياءِ أي عالِمٌ بها . والبَصَرُ : العِلْم وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه قال الله عزَّ وجَلَّ : " بَصُرْتُ بما لَمْ يَبْصُرُوا به " قال الأخْفَشُ : أي عَلِمْتُ ما لم يَعْلَمُوا به مِن البَصِيرَة . قال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ أي أبَصْرْتُ قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أبْصَرْتُه كذا في اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ويقال بَصِيرٌ بكذا وكذا أي حاذِقٌ له عِلْمٌ دَقيقٌ به
وقولُه عليه السَّلامُ : " اذْهَبْ بنَا إلى فُلانٍ البَصِيرِ " وكان أعْمَى . قال أبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ قال ابن سِيدَه : وعندي أنّه عليه السَّلامُ إنّمَا ذَهَبَ إلى التَّفَاؤُل إلى لَفْظ البَصَر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى ألا تَرَى إلى قَول مُعاويةَ : " والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأعمَى " . وقال المصنِّف في البَصائر : والضَّريرُ يقال له : بَصيرٌ على سَبِيل العَكْسِ والصَّوابُ أنّه قيل ذلك له لِما له من قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ . البَصِيرَةُ بالهاء : عَقِيدَةُ القَلْبِ قال اللَّيْث : البَصِرَةُ : اسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب من الدِّين وتحقيقِ الأمرِ . وفي البَصَائر : البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ وقولُه تعالَى : " أدْعُو إلى الله على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ وتَحَقُّقٍ . البَصِيرَةُ : الفِطْنَةُ تقول العربُ : أعْمَى اللهُ بصائِرَه أي فِطَنَه عن ابن الأعرابيِّ . وفي حديث ابن عَبّاس أنّ معاوِيَةَ لمّا قال له : " يا بَنِي هاشِمٍ أنتم تُصَابُون في أبصارِكم " قال له : " وأنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون في بَصائِرِكم "
وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أي على عَمْدٍ . وعلى غيرِ بَصِيرَةٍ أي على غيرِ يَقِينٍ . وفي حديث عُثْمَانَ : " وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ من أمركم ويقينٍ . وإنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة . وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ
البَصِيرَةُ : ما بَيْن شُقَّتَيِ البَيْتِ وهي البَصَائِرُ وزاد المصنِّف في البَصائر بعد البيت : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه
البَصِيرَةُ : الحُجَّةُ والاستِبْصارُ في الشيْءِ كالمَبْصَرِ والمَبْصَرةِ بفتحِهما
البَصِيرَةُ : شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ وَيَسْتَبِينُها به قاله الأصمعيُّ . وفي حديث الخَوَارِج : " ويَنْظُرُ إلى النَّصْل فلا يَرَى بَصِيرَةً " أي شيئاً مِن الدَّمِ يَستدِلُّ به على الرَّمِيَّة . واختُلِفَ فيما أنشدَه أبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها ... شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا . فقيل : إنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ وقيل : إنه أراد من بَصِيرَتِها فحَذَف الهاءَ ضرورةً . ويجوز أن يكونَ البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك : حُقٌّ وحُقَّةٌ وبَياضٌ وَبَيَاضَةٌ . ويقال : هذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ وهي الجَدِيَّة منها على الأرض . والبَصِيرَةُ : مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ من الدم . وقيل : البَصِيرَة من الدَّمِ : ما لم يَسِلْ . وقيل : هو الدُّفْعَةُ منه
قيل : البَصِيرَةُ : دَمُ البِكْرِ . وقال أَبو زَيْدٍ : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما كان على الأرض
وفي البَصائر للمصنِّف : والبَصِيرَةُ : قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ
البَصِيرَةُ : التُّرْسُ الّلامِعُ وقيل : ما استطالَ منه وكُلُّ ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ
البَصِيرَةُ : الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرَةٌ وقال :
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أكْتَافهمْ ... وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى . هكذا رَوَاه أبو عُبَيْد وفَسَّره فقال : والبَصِيرَةُ : التُّرْسُ أو الدِّرْعُ وَرَوَاه غيرُه : " راحُوا بَصائِرُهم " وسيأْتي فيما بعدُ . ويُجمع أيضاً على بِصارٍ ككَريمَةٍ وكِرَامٍ وبه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض قولَ كعَبِْ بنِ مالكٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وتارةً ... تمُرٌّ بأَعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ . يقول : تَشُقُّ أبْدَانَ الرِّجَالِ حتى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقْعِقِعُ فيها وهي الدِّرعُ أو التُّرْسُ وقيل غيرُ ذلك . من المَجاز : البَصِيرَةُ : العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها وخَرَّجُوا عليه قولَه تعالَى : " ولقد آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ مِنْ بَعْدِ ما أهْلَكْنا القُرُونَ الأولَى بَصائرَ للنّاس " أي جعلناها عِبْرَةً لهم كذا في البَصائر وقولُهم : أما لَكَ بَصِيرَةٌ فيه ؟ أي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بها وأنشدَ :
في الذّاهِبِينَ الأوَّلي ... ن من القُرونِ لنا بَصائرْ . أي عِبَرٌمن المَجَاز : البَصِيرَةُ : الشّاهِدُ عن اللِّحْيَانِيِّ وحَكَى : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم بمَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ قال : وقوله تعالى : " بل الإنسانُ على نَفْسِه بَصِيرَةٌ " قال ابن سِيدَه : له مَعْنَيَانِ إنْ شِئتَ كان الإنسانُ هو البَصِيرَةَ على نفسِه أي الشاهِدَ وإن شِئتَ جعلتَ البَصِيرَة هنا غيرَه فعَنَيتَ به يَدَيْه ورِجْلَيْه ولِسَانه لأن كلَّ ذلك شاهِدٌ عليه يومَ القيامة وقال الأخْفَشُ : " بل الإنسانُ على نفسِه بَصِيرة " جَعَلَه هو البَصِيرَةَ كما تقولُ للرِّجل : أنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ . وقال ابنُ عَرَفَةَ : " على نَفْسِه بَصِيرَة " أي عليها شاهِدٌ بعَمَلِها ولول اعتذَر بكلِّ عُذْرٍ ويقول : جَوارِحُه بَصِيرةٌ عليه أي شُهُودٌ . وقال الفّرّاءُ : يقول : على الإنسان من نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عليه بعَمَله اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان والذَّكَر وأنشدَ :
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً ... بِمَقْعَدِه أو مَنْظَرٍ هو ناظِرُهْ
يُحَاذِرُ حتى يَحْسَبَ النّاسَ كلَّهم ... مِن الخَوْف لا تَخْفَى عليهم سَرائِرُهْ . وفي الأساس : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم أي رَقِيباً وشاهِداً وقال المصنِّف في البَصائر : وقال الحَسَن : جَعَلَه في نَفْسِه بَصِيرَةً كما يقال : فلانُ جُودٌ وكَرَمٌ فهنا كذلك لأن الإنسانَ ببدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أنَّ ما يُقَرِّبُه إلى الله هو السَّعادةُ وما يُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَةُ وتأْنيثُ البَصِيرِ لأن المراد بالإنسان ها هنا جَوَارِحُه وقيل : الهاءُ للمبالغة كعَلاّمةٍ ورَاوِيَةٍ
من المَجاز : لَمْحٌ باصِرٌ أي ذو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ على النَّسَب كقَولهم : رجلٌ تامِرٌ ولابِنٌ أي ذو تَمْرٍ وذو لَبَنٍ فمعنى باصِرٍ ذو بَصَرٍ وهو من أبْصَرْتُ مثلُ مَوْتٍ ومائِتٍ من أَمَتُّ وفي المُحْكَم : أراه لَمْحاً باصِراً أي أمراً واضحاً . وقال اللَّيْث : رأى فلانٌ لَمْحاً باصِراً أي أَمراً مَفْرُوغاً عنه
والبَصْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : بَلَدٌ م أي معروفٌ وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ والمُؤْتَفِكَةَ لأنها ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أي انقَلَبَتْ في أول الدَّهرِ قالَه ابن قَرقُول في المَطَالع : ويقال لها : يقال البُصَيْرَةُ بالتَّصْغير وقال السّمْعَانِيُّ : يقال للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإسْلامِ وخِزَانةُ العَربِ بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ في خلافة عُمَر رضي الله عنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة وسَكَنَها النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِها كذا كان يقولُ أبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الواعظُ بالبَصْرة كما تلقّاه منه السمعاني ويُكْسَرُ يُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ كأَنّها صفَةٌ فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصّغانِيّ وزاد غيرُه الضَّمَّ فتكونُ مُثَلَّثَةً والنِّسبةُ إليها بِصْرِيٌّ بالكسر وبَصْرِيٌّ الأُولَى شاذَّةٌ قال عُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا ... يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا . وقال الأُبّيُّ في شَرْح مُسْلمٍ نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة وليس في النَّسَب إلا الفَتْحُ والكَسْرُ وقال غيرُه : البَصْرَهُ : البَصْرَةُ مُثَلَّثَة كما حَكَاه الأزهريُّ والمشهورُ الفَتْحُ كما نَبَّه عليه النَّوَوِيُّ
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاضٍ : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ سُمِّيَتْ بالبَصءر مُثَلَّثاً وهو الكَذَّانُ كان بها عند اخْتِطاطِها واحدُهَا بَصْرَةٌ بالفتح والكسر وقيل : البَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ إذا كان فيه جِصٌّ وكذا أرضُ البَصْرَةِ . أو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ أ كَثِيرُ الطُّرُقِ فمعنى بَسء كَثِيرٌ ومعنَى راهْ طَرِيقٌ وتعبيرُ المصنِّفِ به غيرُ جَيِّدٍ فإن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ إلاّ أن يقال إنه كان في الأصل بَسْ راهها فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ كما هو ظاهِرٌالبَصْرَةُ : د بالمَغْرِب الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أهل البَصْرَةِ عند فُتُوح تلك البلادِ وقد خَرِبَتْ بعدَ الأرْبَعِمِائَةِ من الهجرةِ ولا تكادُ تُعْرَفُ
البَصْرَةُ والبَصْرُ : حِجَارَةُ الأرض الغَلِيظة نَقَلَه القَزّازُ في الجامع . وفي الصّحاح : البَصْرةُ : حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ مّا وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ . المُتَثَلِّمُ : حَوْضٌ تَهَدَّمَ أكثرُه لِقَدَمِ العَهْدِ . والشِّيبُ : حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أرضٌ كأنَّهَا جَبلٌ من جِصٍّ وهي التي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ وإنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها . وفي المِصْباح : البَصْرَةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ : الحِجَارةُ الرِّخْوةُ وقد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباء وكسرِها وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ
عن أبي عَمْروٍ : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ بصُلْبة
والبُصْرَةُ بالضَّمِّ : الأرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ . وأرضٌ بَصِرَةٌ إذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّاوبِّ . وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً : أرضٌ حِجَارَتُها جِصُّ قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ
البُصْرَةُ : الأثَرُ القَلِيلُ من اللَّبَنِ يُبْصِرُه النّاظِرُ إليه ومنه حديثُ عليٍّ رضِيَ الله عنه : " فأَرْسلتُ إليه شاةً فرأى فيها بُصْرَةً مِن لَبَنٍ " . وبُصْرَى كحُبْلى : د بالشَّام بين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ أولُ بلادِ الشّام فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أنَّهَا حَوْرَانُ أو قَيْسَاِريّةُ قال الشاعر :
ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى ... وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ . ويُنْسَبُ إليها السُّيوفُ البُصْرِيَّةُ وأنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيّ :
صَفَائِحُ بُصْرَى أخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا ... ومُطَّرِداً من نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا . والنَّسبُ إليها بُصْريٌّ قال ابن دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه دَخيلاً
بُصْرَى : ة ببغدادَ ذَكَرَهَا ياقوت في المُعْجَم وهي قُرْبَ عُكْبَرَاءَ منها : أبو الحَسَن محمّدُ بنُ محمّد بن أحمدَ بن محمّد بن خَلَفٍ الشاعرُ البُصْرَويُّ سَكَنَ بغداد وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف المُرْتَضَى وكان مَليحَ العارضَة سَريعَ الجَوضاب تُوُفِّيَ سَنة 443
ومنها أيضاً : القاضي صدرُ الدِّينِ إبراهيمُ بنُ أحمد بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنَفِيُّ مات بدمشقَ سنةَ 669 . والعَلاَّمة أبو محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَويُّ كَتَبَ عنه ابنُ الخَبّازِ والبِزْرالِيّ . وبُوصِيرُ : أربعُ قُرىً بمصر ويقالُ بزيادةِ الألِفِ بناءً على أنه مركَّبٌ مِن أبو وصِير وهُنَّ : أبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة وأبُو صِير الغَرْبِيَّة وتذكر مع بَنَا وهي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل بينها وبين سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ وقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن أحمدَ بنِ عَطَاءِ الله الشافِعِيِّ رَوَى عن أبيه وعن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ وغيرِهما وأبُو صِير : قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ منها أبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى الفَقِيهُ المالِكِيُّ والإمامُ شَرفُ الدِّينِ أبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ سَعيدِ بنِ حمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ قيل أحدُ أبَويْه مِن دَلاَص والآخَرُ من أبُو صِير فركَّب لنفسِه منها نِسْبَةً فقال : الدَّلاَصِيريّ لكنه لم يشتهر إلاّ بالأَبُوصِيريِّ وهو صاحبُ البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ تُوفِّيَ بالقاهرة سنة 695 . وأبُو صِير أيضاً : قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌبُوصِيرُ : نَبْتٌ يُتَدَاوَى به أجْودُه الذَّهبِيُّ الزِّهْرِ كذا في المِنْهَاجِ وذَكَر له خواصّ
والبصْرُ بفتح فسكونٍ : القَطْعُ . وقد بصرْتُه بالسَّيْفِ وهو مَجاز وفي الحديث : " فأُمِرَ به فَبُصِر رَأْسُه " أي قُطِعَ كالتَّبْصِيرِ يقال : بصَره وبَصَّرَه
البَصْرُ : أن تُضَمَّ حاشِيَتَا أدِيميْنِ يُخَاطانِ كما يُخَاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ . ويقال : رأيتُ عليه بَصِيرَةً أي شُقَّةً مُلَفَّقَةً وفي الصّحاح : والبصْرُ : أن يُضَمَّ أَدِيمٌ إلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كما يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ فتُوضَعُ إحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى وهو خِلافُ خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أن يُكَفَّ
البُصْرُ بالضَّمِّ : الجانبُ والناحِيَةُ مقلوبٌ عن الصُّبْرِ . البُصْرُ : حَرْفُ كلِّ شيْءٍ
البُصْرُ : القُطْنُ ومنه البَصيرة : لشُقَّةٍ من القُطْنِ . البُصْرُ : القِشْرُ
البُصْرُ : الجِلْدُ وقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ ويقال : إنّ فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ إذا أصابَ جِلْدَه عُضَابٌ وهو داءٌ يَخْرجُ به . ويُفْتَحُ أي في الأخِير يقال : بُصْرُه وبَصْرُه أي جِلْدُه حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عن الكِسَائِيِّ
البُصْرُ : الحجَرُ الغَلِيظ ويُثَلَّثُ وقد سَبَقَ النَّقْلُ عن صاحبِ الجامعِ أن البُصْرَ مُثَلَّثاً : حجارةُ الأرضِ الغَليظةُ والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي في المَشَارِق والفَيُّومِيُّ في المِصباح . وقيل : البَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ : الحَجَرُ الأبيضُ الرِّخْوُ وقيل : هو الكَذّانُ فإذا جاءُوا بالهاء قالُوا : بَصْرَة لا غَير وجَمْعُها بِصَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البِصْرُ والبَصْرَةُ : الحِجارةُ البَرّاقَةُ وأنْكَرَ الزَّجَاجُ فَتْحَ الباء مع الحذفِ كذا في المِصباح
بُصَرٌ كصُرَدٍ : ع قال الصَّغَانِيّ : البُصَر : جَرَعَاتٌ مِن أسْفَلِ أُودَ بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بلاد الحَزْنِ . والبَاصَرُ بالفتح أي بفتح الصّادِ : القَتَبُ الصَّغِير المْسَتِدير مَثَّلَ به سِيبَوَيْهِ وفَسَّره السِّيرافيُّ عن ثَعْلَبٍ وهي البَوَاصرُ والباصُورُ : اللَّحْمُ سُمِّيَ به لأنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فيه نقلَه الصّغَانِيُّ . ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ وهو عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ بأَقْتَابِ البُخْتِ نقلَه الصَّغانيّ
والمُبْصِرُ كمُحْسِنٍ : الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ومن المَنْطِقِ ومِن المَشْيِ
المُبْصِرُ : مَن عَلَّقَ على بابه بَصيرَةً للشُّقَّة مِن قُطْنٍ وغيره . ويقال أبْصَرَ إذا عَلَّقَ على باب رِحْلِه بَصِيرَةً . المُبْصِرُ : الأسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْدٍ فيَقُصِدُها . وأبْصَرَ الرجلُ وبَصَّرَ تَبْصِيراً ككَوَّنَ تَكْوِيناً : أَتَى البَصْرَةَ والكُوفةَ وهما البَصْرتَانَ الأُولَى عن الصّغَانيّ
وأبو بَصْرَةَ بفتحٍ فسكونٍ : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ وقيل : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ الغِفَارِيُّ . وأبو بَصِيرٍ : عُقْبَةُ وفي بعض النُّسَخِ : عُتْبَةُ وهو الصَّوابُ وهو ابن أُسَيْدِ بنِ حارِثَةَ الثَّقَفِيُّ
وأبو بَصِيرَةَ الأنْصارِيُّ ذَكَره سيفٌ . صَحَابِيُّون وكذلك بَصْرَةُ بنُ أبي بَصْرَةَ هو وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ . وعبدُ الله بنُ أبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأبي إسحاقَ السَّبْيعيِّ . ومَيْمُونٌ الكُرديُّ يُكْنَى أبا بَصِيرٍ . وبصيرٍ بن صابرٍ البُخَارِيُّ . وأبو بصيرٍ يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ من الشِّيعة . وأبو بَصيرٍ أعْشَى بَنِي قَيْس واسمُه مَيْمُونٌ . وقد استوفاهم الأمِيرُ فراجِعْه . والأَباصِرُ : ع كالأصافِرِ والأخامِرِ . والتَّبْصرُ في الشيْء : التَّأْمُّلُ والتَّعَرُّفُ . تقولُ : تَبَصَّرْ لي فلاناً
من المَجَاز : اسْتَبْصَرَ الطَّرِيقُ : استَبَانَ ووَضَحَ ويقال : هو مُسْتَبْصِرٌ في دِينه وعَمَله إذا كان ذا بَصِيرَةٍ . وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ : " أليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ : أي المُسْتَبيِنَ للشَّيْءِ أرادت أنّ تلك الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأخيارَ والأشرارَوبَصَّرَه تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إيّاه . وتَبَصَّرَ في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ " أي أتَوْا ما أتَوُه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أنّ عاقِبَتَه عذابُهم وقيل : أَي كانوا في دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهم
بَصَّرَ اللَّحْمَ تَبْصِيراً : قَطَعَ كلَّ مَفْصِلٍ وما فيه من اللَّحْم من البَصْرِ وهو القَطْعُ
بَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِيراً : فَتَحَ عَيْنَيْه عن اللَّيْث . بَصَّرَ رَأْسَه تَبْصِيراً : قَطَعَه كبَصَرَه
بِصَارٌ ككِتَاب : جَدُّ المعمَّرِ نَصْرِ بنِ دُهْمَانَ الأشْجَعِيِّ وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ومِن وَلَدِه جارَيةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ بن دُهْمَانَ بن بِصَارٍ شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ
في التَّنْزِيل العزيزِ : " قوله تعالَى : " والنَّهَارَ مُبْصِراً " : أي مُضيئاَ يُبْصَرُ فيه . ومن المَجاز قولُه تعالَى : " وَجَعَلْنا آيةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " أي بَيِّنَةَ واضِحَةً وقولُه تعالَى : " وآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آيَةً واضِحَةً قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ " مُبْصَرَةً " فالمعنى بَيَّنةٌ ومَن قرأ " مُبْصَرَةً فالمعنى مُبَيَّنَةٌ وقال الأخْفَشُ : : " مُبْصَرَة " أي مُبْصَراً بها وقال الأزهريُّ : والقَوْلُ ما قال الفَرّاءُ أراد آتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً أي مُضِيئَةً . وفي الصّحاح : المُبْصِرةُ : المُضِيئةُ ومنه قولُه تعالَى : " فلَمَّا جاءَتْهم آياتُنا مُبْصِرَةً " . قال الأخْفَشُ : أي تُبْصِّرُهم تَبْصِيراً أي تَجْعَلُهم بُصَراءَ
ومّما يُسْتَدرَك عليه : البَصِيرُ وهو مِن أسماء اللهِ تعالَى وهو الذي يُشَاهِدُ الأشْيَاءَ كلَّها ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ والبَصَرُ في حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ كذا في النِّهَايَة . وأبصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه عن سِيبَوَيْهِ . وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه . وعن ابن الأعرابِيّ : أبْصَرَ الرَّجلُ إذا خَرَجَ من الكُفْر إلى بَصِيرَةِ الإيمانِ وأنشدَ :
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ ... وعلى بَصَائِرِهَا وإنْ لم تُبْصِرِ . قال : بَصَائِرُها : إسلامُها وإن لم تُبْصِر في كُفْرها . ولَقَيَه بَصَراً محرَّكَةً أي حين تَبَاصَرَتِ الأعيانُ ورأَى بعضُهَا بعضاً وقيل : هو أوّلُ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَايَنُ به الأشباحث لا يُسْتَعْمل إلاّ ظَرْفاً . وفي الحديث : " كان يُصَلِّي بنا صلاةَ البَصَرِ حتَّى لو أنَّ إنساناً رَمَى بِنَبْلِه أبْصَرَهَا " . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ وقيل : الفَجْر لأنهما يُؤَدِّيانِ وقد اختَلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ومِن ذلك قولُهم : رأيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ . والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين . وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إليًّ أي انْظُرء إليَّ وقيل : الْتَفِتْ إليَّ . وقول الشاعر :
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ ... عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ . قال ابن سِيدَه : يجوزُ أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لمّا هَمَّ هذا الرِّيشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به أَلْزَقَه بالغِرَاء فثَبَتَ
والباصِرُ : المُلَفِّقُ بين شُقَّتَيْنِ أو خِرْقَتَيْن . وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَي رِيشَ السَّهْمِ بالبَصْيرَةِ وهي الدَّمُ . وقال تَوْبَةُ :
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نارَ لَيْلَى أو يَرَانِي بَصيرُهَا . قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا لأَنَّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها قال :" ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ . وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأرضِ : غِلَظُهما وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ : غِلَظُه . وفي حديث ابن مَسْعُود : " بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائِةِ عامٍ " يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا وهو بضمِّ الباءِ . وفي الحديث أيضاً : " بُصْرُ جِلْدِ الكافرِ في النَّارِ أربعونَ ذِراعاً " . وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ : قَوِيٌّ وَثِيجٌ
والبَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ قيل : وبه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ . قاله عِياضٌ في المَشارِق . وقال اللِّحْيانِيُّ : البَصْرُ : الطِّيْنُ المَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصىً . والبَصِيرَةُ : ما لَزِقَ بالأرض من الجَسَدِ وقيل : هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ منه . والبَصِيرَةُ : الثَّأْرُ وقال الشّاعر :
راحُوا بَصائِرُهُم على أكْتَافِهمْ ... وَبَصِيرِتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي . يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم ولم يَثْأرُوا به وطَلَبْتُه أنا وفي الصّحاح : وأنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وقال ابن الأعرابيِّ : البَصِيرَةُ : الدِّيَةُ والبَصَائِرُ : الدِّياتُ قال : أخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً وبَصِيرَتِي أي ثَأْرِي قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطَالِبَ به فبيني وبينهم فَرْقٌ
وأبو بَصِيرٍ : الأعْشَى على التَّطَيُّر . ومن المَجَاز : ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً أي ناظِراً وهو الحافظُ . ورأيْتُ باصِراً أي أمْراً مُفْزِّعاً . ورأَيتُه بين سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها أي بأرضٍ خلاءٍ ما يُبْصِرُنِي ويَسْمَعُ بي إلاّ هي . وَبَصِيرُ الجَيْدُور : مِن نَوَاحِي دِمشقَ
وبَصِيرٌ : جَدُّ أبي كاملٍ أحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصيرِيّ
وبُوصَرا بالضَّمّ وةفتح الصاد : قريةٌ ببغدادَ منها أبو عليٍّ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ الُبوصَرِيُّ رَوَى عنه الباغنديُّ توفي سنة 280
وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أسلم هكذا ضَبَطَه أبو عليٍّّ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ قال : وبعضُ النُّسّاب يقول : نَصْر بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ قال الخطيبُ : ومِن وَلَده أبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث واسمُه عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ
عَرَفَه يَعْرِفُه مَعْرِفَةً وعِرْفاناً وعِرْفَةً بالكسرِ فيهما وعِرِفاناً بكسرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ : عَلِمَه واقتصر الجوهرِيُّ على الأَولَيْنِ قال ابنُ سِيده : وينْفَصِلان بتَحْدِيد لا يَليقُ بهذا المَكانِ . وقال الرّاغِبُ : المَعْرِفةُ والعِِرْفانً : إِدْراكُ الشيءِ بتَفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ فهي أَخصُّ من العلم ويُضَادُّه الإِنكارُ ويُقال : فلانٌ يعرِفُ الله ورسوله ولا يُقال : يعلم الله متَعَدِّياً إلى مفعولٍ واحد لما كان مَعرِفَةُ البَشرِ للهِ تعالى هو تَدبُّرُ آثارِه دُونَ إِدْراكِ ذاتِه ويُقالُ : اللهُ يَعْلَمُ كذا ولا يُقال : يَعْرِفُ كذا ؛ لما كانت المَعْرِفة تُسْتَعْمَلُ في العِلمِ القاصر المُتَوَصَّلِ إليه بتَفَكُّرِ وأَصْلُه من عَرَفْتُهُ أَي : أَصَبْتُ عَرْفه : أَي رائِحَته أَو من أَصَبْتُ عَرْفَه أَي خَدِّهُ فهو عارِفٌ وعَريفٌ وعَرُوفَةٌ يَعْرِفُ الأُمورَ . ولا يُنْكرُ أَحداً رآه مرّةً والهاءُ في عَرُوفَةٍ للمُبالَغَةِ قال طَرِيفُ ابن مالكٍ :
أَوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبِيلَة ... بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهَم يَتَوَسَّمُ أَي : عارِفَهم قال سِيبَوْيهِ : هو فَعِيل بمَعْنى فاعِلٍ كقولِهم : ضَرِيبُ قِداحِ . وعَرَفَ الفَرَسَ عَرْفاً بالفتحِ وذِكْرُ الفتح مُسْتَدْرَكٌ : جَزَّ عُرْفَه يقال : هو يَعْرِفُ الخيلَ : إذا كان يَجُزُّ أَعْرافَها نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والجَوْهَرِيُّ وابن القَطّاعِ
وعَرَف بذَنْبِه وكذا عَرَفَ لهُ : إِذا أَقَرَّ به وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمَةً ... تَسْعَى مع الأَتْرابِ في إِتْبِ
وقال أعرابي : ما أَعْرِفُ لأَحَدٍ يَصْرَعُنِي : أَي لا أُقِرُّ بهِ . وعَرَفَ فُلاناً : جازاهُ وقَرَأَ الكِسائِيّ قولَه عزَّ وجَلّ : " وإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزوْاجِهِ حَدِيثاً فلَمّا نَبَّأَتْ بهِ وأَظْهَرَهُ اللهُ علَيْهِ عَرَفَ بَعْضَه وأَعْرَضَ عنْ بَعْضٍ " أَي جازَى حَفْصَة رضي الله تعالَى عَنْها ببَعْضِ ما فَعَلَتْ قالَ الفَرّاءُ : من قَرَأَ عَرَّفَ بالتّشْديدِ فمَعْناه أَنَّه عَرَّفَ حَفْصَةَ بعضَ الحَدِيثِ وترَكَ بعْضاً ومن قَرأَ بالتَّخْفِيف أَرادَ غَضِبَ من ذلِكَ وجازَى عليهِ قالَ : ولعَمْرِي جازَى حَفْصَةَ بطَلاقِها قالَ : وهو وَجْهٌ حَسَنٌ قرأَ بذلك أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيّ . أَو مَعْناهُ : أَقرَّ ببَعْضِه وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ومنه قولُهم : أَنا أَعْرِفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ : أَي لا يَخْفَى عليَّ ذلكَ ولا مُقابَلَتُه بما يُوافِقُه وفي حديث عَوْفِ بن مالِكٍ : " لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عندَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ " أَي لأُجازِيَنَّك بها حتَّى تَعْرِف سُوءَ صَنِيعِك وهو كلمةٌ تُقالُ عند التَّهْدِيدِ والوَعِيدِ وقالَ الأَزْهَرِي : قَرَأَ الكِسائِيُّ والأَعْمشُ عن أَبِي بَكْرٍ عن عاصِمٍ " عَرَف بَعْضهُ " خفيفةً وقرأَ حَمْزَةُ ونافِعٌ وابنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وابنُ عامِرٍ اليَحْصُبِيًّ بالتّشْدِيدِ . والعَرْفُ الرِّيحُ طيِّبَةً كانتْ أو مُنْتِنةً يُقال : ما أَطْيَبَ عَرْفَه ! كما في الصِّحاحِ وأَنشدَ ابنُ سِيدَه :
ثَناءٌ كَعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه ... ولَيْسَى له إِلا بَنِي خالِدٍ أَهْلُ وقال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ في النَّتْنِ :
فلَعَمْرُ عَرْفِكِ ذِي الصُّماخِ كما ... عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ وأَكْثَرُ اسْتِعمالِه في الطَّيِّبَةِ ومنه الحَدِيثُ : من فَعَل كَذَا وكَذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ أَي : رِيحَها الطَّيِّبَةَ . وفي المثل : " لا يَعْجَزُ مَسْكُ السَّوْءِ عهن عَرْفِ السَّوْءِ كما في الصِّحاحِ قال الصاغانيُّ : يُضْرَبُ للَّئِيمِ الذي لا يَنْفَكُّ عن قُبْحِ فِعْلِه شُبِّهَ بجِلْدٍ لَمْ يَصْلُحْ للدِّباغِ فنُبِذَ جانِباً فأَنْتَنَ . والعَرْفُ : نَباتٌ أَو الثُّمامُ أَو نَبْتٌ ليْسَ بحَمْضٍ ولا عِضاهِ من الثُّمامِ كذا في المُحِيطِ واللسانِ . والعَرْفَةُ بهاءٍ : الرِّيحُ . والعَرْفَةُ : اسمٌ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً : إِذا سَأَلَهُم عن خَبَرٍ ليَعْرِفَه ومنه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ :
أَسائِلَةٌ عُمَيْرَةُ عن أَبِيها ... خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكابَا ويُكْسَرُ
والعَرْفَةُ أَيضاً : قُرْحَةٌ تَخْرُجُ في بَياضِ الكَفِّ نقله الجوهريُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ . ويُقال : عُرِف الرَّجلُ كعُنِيَ عَرْفاً بالفَتْحِ وفي بعضِ النُّسخِ عِرْفاناً بالكسرِ فهو مَعْرُوفٌ : خَرَجَتْ به تِلكَ القُرْحَةُ ما في الصِّحاحِ . والمَعْرُوفُ : ضِدُّ المُنْكَرِ قالَ اللهُ تعالَى : " وأْمُرْ بالمَعْرُوف " وفي الحَدِيث : صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ " . وقال الرَّاغِبُ : المَعْرُوفُ : اسمٌ لكلِّ فِعْلٍ يُعْرَفُ بالعَقْرلِ والشَّرْعِ حُسْنُه والمُنْكَرُ : ما يُنْكَرُ بِهِما قال تَعالى : " تَأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَن المُنْكَرِ " وقالَ تعالى : " وقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً " ومن هذا قيل للاقْتِصادِ في الجُودِ : معْرُوفٌ لَمّا كانَ ذلك مُسْتَحْسَناً في العقولِ وبالشرْعِ نحو : " ومَنْ كان فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمَعْرُوفِ " وقوله : " وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمعْرُوفِ " أَي بالاقْتِصادِ والإِحسانِ وقولُه : " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ من صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذًى أَي : رَدٌّ بالجَمِيلِ ودُعاءُ خيرٌ من صَدَقَةٍ هكذا
ومَعْرُوفٌ : فَرَسُ سَلَمَةَ بنِ هِنْد الغاضِرِيِّ من بَنِي أَسَدٍ وفيه يَقُولُ :
أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنَّه ... إِذا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُومَعْرُوفُ بنُ مُسْكانَ : بانِي المكعْبَةِ شَرَّفها اللهُ تَعَالَى أَبُو الوَلِيدِ المَكِّيُّ صَدُوقٌ مُقْرِيءٌ مَشْهُورٌ مات سنة 165 ومُسْكانُ كعُثْمانَ وقيل بالكَسْرِ هكذا هو بالسِّينِ المُهْمَلةِ والصوابُ بالمُعْجَمة . ومَعْرُوفُ بن سُوَيْدٍ الجُذامِيُّ : أَبو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ رَوَى له أَبو دَاوُدَ والنِّسائِي . ومَعْرُوفُ بن خَرَّبُوذَ المكيُّ : مُحدثانِ وقد تقدم ضبطُ خَرَّبُوذَ في موضِعِه قال الحافِظُ بنُ حَجَرٍ : تابِعِيٌّ صَغِيرٌ وليسَ له في البُخارِيّ غيرُ موضعٍ واحدٍ وفي كِتابِ الثِّقاتِ لابن حِبّان يَرْوِى عن أَبِي الطَّفَيْلِ قالَ : وكانَ ابنُ عُيَيْنَةَ يقولُ : هو مَعْرُوفُ ابنُ مُشْكانَ رَوَى عنه ابنُ المُباركِ ومَرْوانُ بنُ معاوِيَةَ الفَزارِيُّ . وأَبو محْفُوظٍ مَعْرُوفُ بنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ قَدَّسَ الله رُوحَه من أَجِلَّةِ الأَولِياءِ وقَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدادَ لقَضاءِ الحاجاتِ قالَ الصّاغانِيُّ : عَرضَتْ لِي حاجَةٌ أَعْيَتْنِي وحَيَّرَتْنِي في سنةِ خَمْسَ عَشرَةَ وسِتِّمائةٍ فأَتَيْتُ قَبْرَهُ وذَكَرْتُ له حاجَتِي كما تُذْكَرُ للأَحْياءِ مُعْتَقِداً أَنَّ أَوْلياءَ اللهِ لا يَمُوتُونَ ولكِنْ يُنْقَلُون من دارٍ إلى دارٍ وانْصَرَفْتُ فقُضِيَت الحاجَةُ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إلى مَسْكَنِي . قلتُ : وفاتَه مِمَّن اسمُه مَعْرُوفُ جماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ منهم : مَعْرُوفُ بنُ محَمّدٍ أَبو المَشْهُورِ عن أَبي سَعِيدِ بنِ الأَعْرابِيّ ومَعْرُوفُ بنُ أَبِي مَعْرُوف البَلْخِيّ ومَعْرُوفُ بنُ هُذَيْلٍ الغَسّانِيُّ ومَعْرُوفُ بنُ سُهَيْلٍ : مُحَدِّثُون وهؤلاءِ قد تُكُلِّمَ فيهِم . ومَعْرُوفٌ الأَزْدِيُّ الخَيّاط أَبُو الخَطّابِ مَوْلَى بنِي أُمَيَّةَ ومَعْرُوفُ بنُ بَشِيرٍ أَبو أَسْماء وهؤلاءِ من ثِقاتِ التّابِعِينَ . ومَعْرُوفَةُ بهاءِ : فَرَسُ الزُّبَيْرِ ابنِ العَوامِ القُرَشِيِّ الأَسَدِيّ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصوابُ أَنّ اسمَ فَرسِه مَعْرُوف بغير هاءٍ وهي التي شَهِدَ عليها حُنَيْناً ومثله في اللِّسان والعُبابِ وأَنْشدَ الصّاغانِيُّ ليَحْيَى ابن عُرْوَةَ بنِ الزُّبيْرِ :
أَبٌ لِي ! آبِي الخَسْفِ قَدْ تَعْلَمُونَه ... وصاحِبُ مَعْرُوفٍ سِمامُ الكَتائِبِ وقد تَقَدّم ذلك في خ س ف . ويَوْمُ عَرَفَةَ : التاسِعُ من ذي الحجةِ . تقول : هذا يَوْمُ عَرَفَةَ غيرَ مُنَوَّنٍ ولا تَدْخُلُه الأَلِفُ واللامُ كما في الصحاح
وعَرَفاتٌ : موقِفُ الحاجِّ ذلكَ اليَّوْمَ على اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً من مَكة على ما حَقَّقه المُتكلمونَ على أسماء المَواضِع وغَلِطَ الجوهرِيُّ فقال : مَوْضِعٌ بمِنىً وكذا قَوْلُ غيرِه : موضِعٌ بمَكَّةَ وإِن أُريدَ بذلك قُرْبَ مِنىً ومَكَّةَ فلا غَلَطَ قال ابنُ فارِسٍ : أَما عَرفاتٌ فقال قَومٌ : سُمِّيَتْ بذلِكَ لأنَّ آدَمَ وحَوّاءَ عليهما السلام تَعارَفا بها بعدَ نُزُولِهما من الجنة . أو لِقَوْلِ جِبْرِيلَ لإبراهيمَ عليهما السلامُ لمّا عَلَّمَه المَناسِكَ وأَراهُ المَشاهِدَ : أَعَرَفْت ؟ أَعَرَفْتَ ؟ قالَ عَرَفْتُ عَرَفْتُ . أَو لأنها مُقدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ كأَنَّها عُرّفَتْ ؛ أَي طُيِّبَتْ . وقِيلَ : لأَنَّ الناسَ يَتَعارَفُونَ بها . زادَ الراغِبُ : وقيل : لِتعَرُّفِ العِبادِ فيها إلى اللهِ تعالى بالعِباداتِ والأَدْعِيَةِقال الجوهريُّ : وهو اسمٌ في لَفْظِ الجَمْعِ فلا يُجْمعُ كأَنّهم جَعَلُوا كل جزءٍ منها عَرَفة ونقلَ الجَوهريُّ عن الفَرّاءِ أَنَّه قال : لا واحِدَ له بصِحَّةٍ وهي مَعْرِفَةٌ وإِنْ كانَ جَمْعاً لأَنَّ الأَماكِنَ لا تَزُولُ فصارَتْ كالشَّيءِ الواحِدِ وخالَفَ الزّيْدِينَ تقولُ : هؤَلاءِ عرفاتٌ حَسَنةً تنصِبُ النَّعت لأنه نَكِرة وهي مصروفةٌ قال سيبويهِ : والدَّلِيلُ على ذلك قول العرَبِ : هذه عَرَفاتٌ مُبارَكاً فِيهَا وهذِه عَرَفاتٌ حَسَنَةً قال : ويَدُلُّكَ على كَوْنِها معرِفةً أَنّكَ لا تُدْخِلُ فيها أَلفاً ولاماً وإنما عَرفاتٌ بمنْزِلَةِ أَبانَيْنِ وبمنزلة جَمْعٍ ولو كانت عَرَفاتٌ نَكِرةً لكانت إِذنْ عَرَفاتٌ في غيرِ مَوْضِعٍ وقال الأَخْفَشُ : وإِنّما صُرِفَتْ عَرَفاتٌ لأَنَّ التاءَ بمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ في مُسْلِمِينَ ومُسْلِمُون لأَنه تذْكِيرُه وصار التَّنْوِينُ بمنزلةِ النُّونِ فلمّا سُمِّيَ به تُرِكَ على حالِه كما يُتْرَكُ مُسْلِمُون إِذا سُمِّيَ به على حالِه وكذلِك القولُ في أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِناتٍ كما في الصحاح . والنِّسْبَةُ عَرَفِيّ محركةً
وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ العَرَفِيُّ من أَتْباعِ التّابِعِينَ رَوَى عن ابنِ أَبي مُلَيْكَةَ سَكَنَها فَنُسِب إِليها ذَكَرَهُ الصاغانِيُّ والحافِظُ
قال الجَوْهَرِيُّ : وقَوْلُهمُ : نَزَلْنا عَرَفَةَ شَبِيهُ مُوَلَّدٍ وليسَ بعرِبيٍّ مَحْضٍ . والعارِفُ والعَرُوفُ : الصَّبُورُ يُقال : أُصِيبَ فُلانٌ فوُجِدَ عارِفاً . والعارِفَةُ : المَعْرُوفُ كالعُرْفِ بالضّمِّ يُقال : أَوْلاهُ عارِفَةً : أَي مَعْرُوفاً كما في الصِّحاحِ ج : عَوارِفُ ومنه سَمَّى السُّهْرَوَرْدِيُّ كتابه عَوارِفَ المعارِفَ . والعَرّافُ كشَدّادٍ : الكاهِنُ . أَو الطَّبِيبُ كما هو نَصُّ الصِّحاح ومن الأَول الحَدِيثُ : " من أَتى عَرّافاً فسأَلَه عَنْ شَيْءٍ لم يُقْبَلْ منْهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً " . ومن الثاني قول عُروةَ بن حِزامٍ العُذْرِيِّ :
وقُلْتُ لعَرّافِ اليَمامَةِ داوِنِي ... فإِنَّكَ إِ ْ أَبْرَأْتَنِي لطَبِيبُ
فما بِيَ مِنْ سُقْمٍ ولا طَيْفِ جِنَّةٍ ... ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَرِيَّ كَذُوبُ هكذا فَصله الصاغانِيُّ وفي حديثٍ آخر : " من أَتى عَرّافاً أَو كاهِناً فقَدْ كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم " قال ابن الأَثِيرِ : العَرّْافُ : المنَجِّمُ أَو الحازِي الذي يَدَّعِي عِلْمَ الغَيْبِ الذي استَأْثرَ اللهُ بعِلْمِه وقالَ الرّاغِبُ : العَرّافُ : كالكاهِنِ إلاّ أَنَّ العَرّاف يُخَصُّ بمَنْ يُخْبِرُ بالأَحْوالِ المُستَقْبَلَةِ والكاهِنُ يخبِرُ بالأَحْوالِ الماضِيَةِ . وعَرّافٌ : اسمٌ . وقالَ اللَّيْثُ : يُقالُ : أَمْرٌ عارِفٌ : أَي مَعْرُوفٌ فهو فاعِلٌ بمعنى مَفْعُولٍ وأَنْكَره الأَزْهَريُّ وقال : لم أَسمعه لغيرِ اللَّيْثِ والذِي حَصَّلْناه للأَئِمَّةِ : رجُلٌ عارِفٌ : أَي صبُورٌ قاله أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه . وقال ابنُ الأعرابي : عَرِفَ الرَّجُلُ كسَمِعَ : إِذا أَكْثَرَ من الطِّيبِ . والعُرْفُ بالضمِّ : الجُودُ . وقِيلَ : هو اسمُ ما تَبْذُلُه وتُعْطِيه . والعُرْفُ : مَوْجُ البَحْرِ وهو مجازٌ . والعُرْفُ : ضِدُّ النُّكْرِ وهذا فقد تَقدم له فهو تَكْرارُ ومنه قَوْلُ النابِغَةِ الذًّبْيانِيِّ يَعْتَذِرُ إلى النُّعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ :
أَبَى اللهُ إلا عَدْرلَه ووَفَاءه ... فلا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ ولا العُرْفُ ضائعُ والعُرْفُ : اسمٌ من الاعْتِرافِ الذِي هو بمَعْنَى الإقْرارِ تَقُول : لَهُ عليَّ أَلْفُ عُرْفاً : أَي اعْتِرافاً وهو تَوْكِيدٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والعُرْفُ : شَعْرُ عُنُقِ الفَرَسِ وقِيل : هو مَنْبِتُ الشَّعْرِ والرِّيشِ من العُنُقِ واسْتَعْمَلَه الأَصْمَعِيُّ في الإنْسانِ فقالَ : جاءَ فلانٌ مُبْرَئِلاًّ للشَّرِّ : أَي نافِشاً عُرْفَه جَمعُه أَعْرافٌ وعُرُوفٌ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءٍ مُضَهَّبِويُضَمُّ راؤُه كعُسُرٍ وعُسْرٍ والعُرْفُ : ع قالَ الحُطَيْئةُ :
أَدارَ سُلَيْمَى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أَقامَتْ علَى الأَرْواحِ والدِّيَمِ الوُطْفِ وفي المُعْجَمِ : في دِيارِ كِلابٍ به مُلَيْحةً : ماءةٌ من أَطْيَبِ المِياهِ بنَجْدٍ يخرجُ من صَفاً صَلْدٍ . والعُرْفُ : علَمٌ . والعُرْفُ : الرَّمْلُ والمَكانُ المُرتَفِعانِ ويُضَمُّ راؤُه وفي الصِّحاحِ : العُرْفُ الرَّمْلُ المرتفعُ قال الكُمَيْتُ :
أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ ؟ ! وقالَ غيرُه : العُرْفُ هنا : موضِعٌ أَو جَبَلٌ كالعُرْفةِ بالضّمِّ ج : كصُرَدٍ وجمْعُ العُرْفِ : أَعْرافٌ مثل أَِقْفالٍ . والعُرْفُ : ضَرْبٌ من النَّخْلِ قالَ الأَصْمَعِيُّ : في كلامِ أَهل البَحْرَيْنِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الأَعْرافُ : ضربٌ من النَّخْلِ وأَنْشَد :
" يَغْرِسُ فيها الزّاذَ والأعْرافَا
" والنابِجِيَّ مُسْدِفاً إِسْدافَا أَو هي : أَوَّلُ ما تُطْعِمُ وقِيلَ : إِذا بَلَغَت الإِطْعامَ . أَو هي : نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى البُرْشُومَ وهو بعينهِ الذي نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ وابنُ دُرَيْدٍ . والعُرْفُ : شجَرُ الأُتْرُجِّ نَقَله الجوهري كأنه لرائِحَتهِ . والعُرْفُ من الرَّمْلَةِ ظَهْرُها المُشْرِفُ وكذا من الجَبَلِ وكلِّ عالٍ . والعُرُف : جَمْعُ عَرُوفٍ كصَبُورٍ للصابِرِ . والعُرْفُ : جَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبلِ والضِّباعِ ويُقال : ناقَةٌ عَرْفاءُ : أَي مُشْرِفَةُ السَّنامِ وقِيلَ : ناقَةٌ عَرْفاءُ : إذا كانَتْ مذَكَّرَةً تُشْبِه الجِمالَ وقيلَ لها : عَرْفاءُ لِطُولِ عُرْفِها وأَمّا العَرْفاءُ من الضِّباعِ فسيأْتِي للمُصَنّفِ فيما بَعْدُ . والعُرْفُ : جَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَيْلِ والحَيّاتِ يُقال : فَرَسٌ أَعْرَفُ : كثيرُ شَعْرِ المَعْرَفَةِ وكذا حَيَّة ؟ ٌ أَعْرَفُ . ويُقال : طارَ القَطَا عُرْفاً بالضَّم : أَي مُتَتابِعَةً بَعْضُها خَلْفَ بَعْضِ ويُقالُ : جاءَ القَوْمُ عُرْفاً عُرْفاً أَي مُتَتابِعَةً كذلك ومنهُ حدِيثُ كعْبِ بنِ عُجْرَةَ : جاءُوا كأَنَّهُم عُرْفٌ أَي يَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضاً قِيلَ : ومنه قَولُه تعالى : " والمُرْسَلاتِ عُرْفاً " وهي الملائكةُ أُرْسِلَتْ مُتَتابِعَةً مُستعارٌ من عُرْفِ الفَرَسِ . أَو أَرادَ أَنَّها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ والإِحْسانِ وقُرِئت : عُرْفاً وعُرُفاً . وذُو العُرْفِ بالضَّمِّ : رَبِيعَةُ بنُ وائِل ذِي طَوّافٍ الحَضْرَمِيُّ وقد تقَدَّم ذكرُ أَبيهِ في ط و ف من وَلَدِه الصّحابِيُّ رَبِيعَةُ بنُ عَيْدانَ بنِ رَبِيعَةَ ذِي العُرْفِ الحَضْرَمِيُّ . ويقال : الكِنْدِيُّ رضي الله عنه شَهدَ فتح مِصْر قاله ابنُ يُونُسَ وهو الذي خاصَمَ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أَرْضٍ وتقَدَّم الاخْتلافُ في ضَبْطِ اسمِ أَبيهِ هلْ هو عَيْدانُ أَو عَبْدانُ . والعُرُفُ كعُنُقٍِ : ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ من أَحْلَى المِياهِ . وأَيضاً : ع وبه فَسَّرَ غيرُ الجَوْهَرِيِّ قولَ الكُميْتِ السّابِقَ . والمُعَلَّى بنُ عُرْفانَ بنِ سلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوفِيُّ بالضَّمِّ : من أَتْباعِ التّابِعِينَ ضَبَطَه الصّاغانِيُّ هكذا . قلتُ : وهو أَخُو ابنِ أَبي وائِلٍ شَقِيقِ ابن سلمَة يَرْوِي عن عمه قال يَحْيَى وأَبوُ زُرْعَةَ والدارقطنيّ : ضعيفٌ وقال البُخارِيُّ وأَبو حاتِمٍ : مُنْكَرُ الحَدِيثِ وقال النَّسائِيُّ والأَزْدِيّ : مَتْرُوكُ الحَدِيثِ وقال ابنُ حِبّان : يَرْوِي الموْضُوعاتِ عن الأَثْباتِ لا َحِلُّ الاحْتِجاجُ به قاله ابنُ الجَوْزِيِّ والذَّهَبِيُّ . مُشَدَّدَةً وبِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ قال أبو حنِيفةَ : جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ له عُرْفٌ لا يَكُونُ إلا في رِمْثَةٍ أَو عُنْظُوانَةٍ وقد اقْتَصَرَ على الضَّبْطِ الأَوّلِ . أَو دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ برملِ عالِجٍ أو رِمالِ الدَّهْناء وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : العُرُفّانُ بالضبط الأول : جَبَلٌ أَو دُوَيْبَّةٌ . والعِرِفّانِ بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً فقَط : اسمُ رَجُلٍ وهو صاحبُ الراعِي الشاعِرِ الذي يقول فيه :كَفانِي عِرِفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه ... كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ
فباتَ يُرِيهِ عِرْسَهُ وبَناتِ ... وبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُه وقال ثَعْلَبٌ : العِرِفّانُ هنا : الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشيء الدَّالُّ عليهِ وهذا صِفَةٌ وذكر سِيبويْهِ أنه لا يَعْرِفُه وَصْفاً ويُضم مع التشديدِ وهكذا رواه سيبويه جَعَله مَنْقُولاً عن اسم عينٍ . وعِرْفانُ كعِتْبانَ : مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيُّ . والعُرْفَةُ بالضمِّ : أَرْضٌ بارِزَةٌ مُستَطِيلَةٌ تُنْبِتُ . والعُرْفَةُ أَيضاً : الحَدُّ بينَ الشّيْئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج : عُرَفٌ كصُرَدٍ . والعُرَفُ : ثلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً في بلادِ العَرَبِ منها : عُرْفَةُ صارَةَ وعُرْفَةُ القَنانِ وعُرْفَةُ ساقٍ وهذا يُقالُ لهُ : ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ :
رَأَيْتُ بعُرْفَةِ الفَرْوَيْنِ ناراً ... تُشَبُّ ودُونِيَ الفَلُّوجَتانِ وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ وعُرْفَةُ خَجَا وعُرْفَةُ نِباطٍ وغيرُ ذلك ويُقال : العُرَفُ في بلادِ ثَعْلَبَةَ بن سَعْدٍ وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ وفي اللِّسانِ العُرْفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ . والأَعْرافُ : ضَرْبٌ من النَّخْلِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ وقد تقَدَّم شاهِدُه . والأَعْرافُ : سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ونادَى أَصْحابُ الأَعْرافِ " وقالَ الزَّجّاجُ : الأَعْرافُ : أَعالِي السُّورِ واخْتُلِفَ في أَصْحابِ الأَعْرافِ فَقِيلَ : هم قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَناتُهم وسَيِّئاتُهم فلم يَسْتَحِقُّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ ولا النارَ بالسَّيِّئاتِ فكانُوا على الحِجابِ الذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ قالَ : ويَجُوزُ أَن يَكونَ مَعْناه والله أعلم : على الأَعْرافِ : على مَعْرَفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ وقِيلَ : أَصْحابُ الأَعْرافِ : أَنْبِياءُ وقِيلَ : مَلائِكَةٌ على ما هو مُبَيَّنٌ في كُتُب التّفاسِيرِ . والأَعْرافُ من الرِّياحِ : أَعالِيها وأَوائِلُها وكذلك من السَّحابِ والضَّبابِ وهو مجازٌ . وأَعْرافُ : نَخْل وهِضابٌ وفي بعضِ النُّسَخِ وهو الصَّواب وأَعْرافً نَخْلٍ : هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هكذا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ صوابُه حُمْرٌ في أَرْضٍ سهلةٍ كما هو نَصُّ المُعْجَمِ لياقوت وأَنشدَ :
" يا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ
" أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَعْرافِ ويومً الأَعْرافِ : من أَيّامِهِمْ . وقال أَبُو زِياد : في بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَعْراف منها : أَعْرافُ لُبْنَى وأَعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما وهي مَواضِعُ في بِلادِ العَرَبِ قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :
" جلَبْنَا من الأَعْرافِ أَعْرافِ غَمْرَةٍوأَعْرافِ لُبنْىَ الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ
عِراباً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَبَاتُها ... بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ
بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِوالعَرِيفُ كأَمِيرٍ : مَ ْ يُعَرِّف أَصْحابَه ج : عُرَفاءُ ومنه الحدِيثُ : " فارْجِعُوا حتّى يَرْفَع إِلينا عُرَفاؤُكُم أَمْرَكُم " . وعَرُفَ الرَّجُلُ ككَرُمَ وضَرَب عَرافَةً مصدر الأَول واقْتَصَر الصّاغانيُّ والجَوْهَرِيُّ على البابِ الأَوْلِ أَي : صارَ عَرِيفاً ويُقال أَيضاً عَرَف فلانٌ عَلَيْنا سِنَين يعْرُفُ عِرافَةً ككَتَبَ كِتابَةً : إذا عَمِلَ العِرافَةَ نَقَله الجَوْهرِيُّ . والعَرِيفُ رَئِيسُ القَوْمِ وسَيِّدهم سُمِّي به لأَنَّه عُرِفَ بذلِكَ أَو لمعْرِفَتِه بسِياسةِ القَوْمِ . أَو النَّقِيبُ وهو دُونَ الرَّئِيسِ وفي الحَدِيث : " العِرافَةُ حقٌ والعُرَفاءُ فِي النّارِ " وقال ابنُ الأَثِيرِ : العُرَفاءُ جمعُ عَرِيفٍ وهو القَيِّمُ بأُمورِ القَبِيلَةِ أَو الجَماعةِ من النّاسِ يَلِي أُمُورَهُم ويَتَعَرَّفُ الأَمِيرُ منهُ أَحْوالَهُم فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ وقولُه : العِرافَةٌ حَقٌّ : أَي فِيها مَصْلَحَةٌ للنّاسِ ورِفْقٌ في أُمورِهم وأَحوالِهم وقولُه : والعُرَفاءُ في النّارِ : تَحْذِيرٌ من التَّعَرُّضِ للرِّياسَةِ ؛ لِما في ذلك من الفِتْنَةِ ؛ فإِنَّه إِذا لَمْ يَقُمْ بحَقِّه أَثِمَ واسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ ومنه حَدِيثُ طاوُس : أَنَّه سأَلَ ابنَ عَبّاسٍ : ما مَعْنَى قَوْلِ النّاسِ : " أَهْلُ القُرآنِ عُرَفاءُ أَهْلِ الجَنَّةِ ؟ فقالَ : رُؤَساؤُهم " وقال عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ :
بل كُلُّ حَيٍّ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَرُمُوا ... عَرِيفُهم بأَثافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ وعَرِيفُ بنُ سَرِيعٍ وابنُ مازِنٍ : تابِعِيّانِ أَما الأَولُ فإِنّه مِصْرِيٌّ يَرْوِي عنْ عبدِ اللهِ بن عَمْرٍو وعنه تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ ذكرهُ ابنُ حِبّانٍ في الثّقاتِ وأَما الثانِي فإِنّه حَكَى عن عَلِيٍّ ابن عاصِمٍ قاله الحافِظُ . وعَرِيفُ بنُ جُشَمَ : شاعِرٌ فارِسٌ وهو من أَجدادِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ وغيرِه من الجُشَمِيِّينَ . وابنُ العَرِيفِ : أَبُو القاسِم الحُسَيْنُ ابنُ الوَلِيدِ القُرْطُبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ : نَحْوِيٌّ شاعِرٌ . وفاتَه : أَبو العَبّاسِ بنُ العَرِيفِ : مَعْرُوفٌ نقله الحافِظُ . قلت : وهو أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَّمدِ بنِ مُوسَى ابنِ عَطاءِ الله الصِّنْهاجِيُّ الطَّنْجِيُّ نَزِيلُ المَرِيَّةِ والمُتوفَّى بمَراكُشَ سنة 536 أَخَذ عن أَبِي بَكْرٍ عبدِ الباقِي بنِ مُحَمّدِ ابنِ بُرْيال الأَنْصارِيّ تلميذِ أَبي عَمْرٍو العَرَبِيِّ وغَيْرُه كَما ذَكَرْناهُ في رِسالَتِنا : إتْحاف الأَصْفياءِ بسُلاك الأَوْلِياء . وكَزُبَيْرٍ : عُرَيْفُ بنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرةَ الكُوفِيُّ عن الشَّعْبِيِّ . وعُرَيْفُ بنُ إِبْراهِيمَ يَرْوِي حَدِيثَه يَعْقوبُ بنُ مُحَمّدٍ الزُّهّرِيْ . وعُرَيْفُ بنُ مُدْرِكٍ وغيرُ هؤلاءِ : مُحدِّثُونَ . والحارِثُ بن مالِكِ بن قَيْسِ بن عُرَيْفٍ : صَحابِيُّ لم أَجِدُ ذِكْره في المَعاجِمِ . وعُرَيْفُ بنُ آبَدَ كأَحْمَدَ في نَسِبِ حَضْرَمَوْتَ من اليَمَنِ . وفي الصحاح : العِرْفُ بالكَسر من قَوْلِهِم : ما عَرَفَ عِرْفِي إلا بِأَخَرَةٍ : أَي ما عَرَفَنِي إِلاّ أَخِيراً . والعِرْفَةُ بالكسر : المَعْرِفَةُ وهذا تقدم ذكره في أَولِ المادة عند سَرْدِه مَصادِرَ عَرَفَ . وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : العِرْفُ بالكسر الصَّبرُ وأنشد لأبي دَهْبَلٍ الجَمْحِيِّ
قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيّاتِ ... ما أَحْسَنَ العِرْفَ في المُصِيباتِ وقد عَرَف للأَمْرِ يعْرِفُ من حد ضرَبَ واعْتَرَفَ أَي : صَبَرَ قال قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرَى ... ويا حُبَّها قعْ بالَّذِي أَنْتَ واقِعُ والمَعْرَفَةُ كَمَرْحَلَةٍ : مَوْضِعُ العُرْفِ من الفَرَسِ من النّاصِيَةِ إلى المنْسَجِ وقِيلَ : هو اللَّحْمُ الذي يَنْبُتُ عليه العُرْفُ . والأَعْرفُ من الأَشياء : ما لهُ عُرْفٌ قالَ :
" عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِنَ أَحْلِفُ
" كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ والعَرْفاءُ : الضَّبُعُ لكَثْرَةِ شَعْرِ رَقَبَتِها وقِيلَ : لطُولِ عُرْفِها وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ للشَّنْفَرَي :وَلِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاءُ جَيْأَلُ وقال الكُمَيْتُ :
لها راعِيَا سُوءٍ مُضِيعانِ مِنْهُما ... أَبو جَعْدَةَ العادِي وعَرْفاءُ جَيْأَلُ ويُقال : امْرَأَةٌ حَسَنةُ المَعارِفِ : أَي الوَجْهِ وما يَظْهَرُ مِنْها واحِدُها مَعْرَفٌ كمَقْعَدٍ سُمِّيَ به لأَنَّ الإِنسانَ يُعْرَفُ بهِ قالَ الرَّاعِي :
مُتَلَثِّمِينَ على مَعارِفِنَا ... نَثْنِي لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ وقِيل : المَعارِفُ : مَحاسِنُ الوَجْهِ . ويُقال : هو من المَعارِفِ : أَي المَعْرُوفِينَ كأَنَّه يُرادُ به من ذَوِي المَعارِفِ أَي : ذَوِي الوُجُوهِ . ومن سَجَعاتِ المَقاماتِ الحَرِيرِيَّةِ : حَيّا اللهُ المَعارف وإِنْ لم يَكُنْ مَعارِف : أَي حيّا اللهُ الوُجُوهَ . وأَعْرَفَ الفَرَسُ : طالَ عُرْفُه . والتَّعرِيفُ : الإِعْلامُ يُقال : عَرَّفَه الأَمْرَ : أَعْلَمَه إيّاه وعَرَّفَهُ بَيْتَه : أَعْلَمَه بمَكانِه قالَ سِيَبَويْهِ : عَرَّفْتُه زَيْداً فذَهَبَ إلى تَعْدِيَةِ عَرَّفْتُ بالتَّثْقِيل إِلى مَفْعُولَيْنِ يعني أَنَّك تَقُول : عَرَفْتُ زَيْداً فيَتَعَّدى إلى واحدٍ ثم تُثَقِّلُ العَيْنَ فيَتَعَدَّى إلى مَفْعُولَيْنِ قالَ : وأَما عَرَّفْتُه بزْيدٍ فإِنَّما تُرِيدُ عَرَّفْتُه بهذِه العَلامَةِ وَأَوْضَحْتُه بها فهو سِوَى المَعْنَى الأَوّلِ وإِنّما عَرَّفْتُه بزيدٍ كقَوْلِكَ سَمَّيْتُه بزَيْدٍ . والتَّعْرِيفُ : ضِدُّ التَّنْكِيرِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " عَرَّفَ بعْضَهُ وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ " على قِراءَةِ من قَرأَ بالتَّشْدِيدِ . والتَّعْرِيفُ : الوُقُوفُ بعرَفاتٍ يُقال : عَرَّفَ الناسُ : إِذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ :
ولا يَرِيمُونَ للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُم ... حتى يُقالَ : أَجِيزُوا آلَ صَفْوانَا وهو المُعَرَّفُ كمُعَظَّمٍ : الموْقِفُ بعَرَفاتٍ وفي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ : " ثُمَّ مَحِلُّها إِلى البيْتِ العتِيقِ " وذلِكَ بعدَ المُعَرَّفِ يريدُ بعدَ الوُقُوفِ بعَرَفَةَ وهو في الأَصْلِ موضِعُ التَّعْرِيفِ ويكونُ بمعنى المَفْعُول . ومن المَجازِ : اعْرَوْرَفَ الرَّجلُ : إِذا تَهَيَّأَ للشَّرِّ واشْرَأَبَّ له . ومن المَجازِ أَيضاً : اعْرَوْرَفَ البَحْرُ : إِذا ارْتَفَعَت أَمْواجُه كالعُرْفِ . وكذلِكَ اعْرَوْرَفَ السَّيْلُ : إِذا تَراكُمَ وارْتَفع . ومن المجاز أَيضاً : اعْرَوْرَفَ النَّخْلُ : إذا كَثُفَ والْتَفَّ كأَنّه عُرْفُ الضَّبُعِ قال أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ يَصِفُ عَطَنَ إِبلِه :
مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جبّارُه ... بحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ واعْرَوْرَفَ الدَّمُ : صارَ له زَبَدٌ مثلُ العُرْفِ قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
مُسْتَنَّةٍ سنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفٍ واعْرَوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَس : إِذا علا على عُرْفِه نقله الصاغاني . وقالَ ابن عباد : اعْرَوْرفَ الرَّجلُ : ارْتَفَع على الأَعْرافِ . ويُقال : اعْتَرَفَ الرجُلُ به أَي بذَنْبِه : أَقَرَّ به ومنه حَدِيثُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه : اطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ وهم الذين يُقِرُّون على أَنْفُسِهِم بما يَجِبُ عليهم فيه الحَدُّ والتَّعْزِيرُ كأَنَّه كَرِه لهم ذلك وأَحبَّ أَنْ يَسْتُرُوه . واعْتَرَفَ فُلاناً : إِذا سَأَله عن خَبَرٍ ليَعْرِفَه والاسمُ العِرْفَةُ بالكَسْرِ وقد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ بِشْرٍ . واعْتَرَفَ الشَّيْءَ : عَرَفَه قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحاباً :
مَرَتْه النُّعامَى فلم يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى من الشَّأْمِ رِيحَا ورُبّما وَضَعُوا اعْتَرَفَ موضِعَ عَرَفَ كما وَضَعوا عَرَف موضِعَ اعْتَرَف . وقالَ ابنُ الأعرابي : اعْتَرَفَ فُلانٌ : إِذ ذلَّ وانْقاد وأَنْشَدَ الفَرّاءُ في نوادِرِه :
" مالَكِ تَرْغِينَ ولا يَرْغُو الخَلِفْ
" وتَجْزَعِينَ والمَطِيُّ يَعْتَرِفْ أَي : يَنْقادُ بالعملِ وفي كِتاب يافِع ويَفَعَة : والمَطِيُّ مُعْتَرِفواعْتَرَفَ إِليَّ : أَخْبَرنِي باسْمِه وشَأْنِه كأَنّه أَعْلَمَه به . وتَعَرَّفْتُ ما عِنْدَك : أَي تَطَلَّبْتُ حتى عَرَفْتُ ومنه الحَدِيثُ : " تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعْرفْكَ فِي الشِّدَّة " . ويُقال : ائْتِه فاسْتَعْرِفُ إِليهِ حتى يَعْرِفَكَ وفي اللسان : أَتَيْتُ مُتَنَكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ : أَي عَرَّفْتُه مَنْ أَنا قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ :
فاسْتَعْرِفا ثُمّ قُولاَ : إِنَّ ذا رَحِمٍ ... هَيْمانَ كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسَرَا
فإِن بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفان بِها ... يَوْماً فقُولاَ لَها : العُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا وتَعارفُوا : عَرَفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً ومنه قَوْلُه تعالى : " وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا " . وسَمَّوْا عَرَفَةَ مُحَرَّكَةً ومَعْرُوفاً وكزُبَيْرٍ وأَمِيرٍ وشَدّادِ وقُفْلٍ وما عَدا الأَوَّلَ فقد ذَكَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً فهو تَكْرارٌ فتَأَمَّلْ . َ ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَمْرٌ عَرِيفٌ : معروفٌ فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ . وأَعْرَفَ فُلانٌ فُلاناً وعَرَّفَه : إِذا وَقَفَهُ على ذَنْبِه ثم عَفَا عنه . وعَرّضفَه بهِ : وسَمَهُ . وهذا أَعْرَفُ مِنْ هذا كذا في كِتابِ سِيبَوَيْهِ قالَ ابنُ سِيدَه : عِنْدِي أَنَّه على تَوَهُّم عَرُفَ لأَنَّ الشَّيءَ إِنَّما هو مَعْرُوفٌ لا عارفٌ وصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنما هي من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ وقد حَكَى سِيبَوَيْهِك ما أَبْغَضَه إِليَّ : أَي أَنَّه مُبْغَضٌ فتَعَجَّبَ من المَفْعُول كما يُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ حتى قال : ما اَبْغَضَنِي له فعَلَى هذا يَصْلُحُ أَنْ يكونَ أَعْرَفُ هنا مُفاضَلَةً وتَعَجُّباً من المَفْعُولِ الذِي هو المَعْرُوف . والتَّعْرِيفُ : إِنْشادُ الضّالَّةِ نَقَلَه الجَوْهَريُّ
ُوتَعَرَّفُونِي إِنَّنِي أَنا ذَاكُمُو ... شاكٍ سِلاحِي في الفَوارِسِ مُعْلَمُ واعْتَرَفَ اللُّقَطَةَ : عَرَّفَها بصِفَتِها وإِنْ لم يَرَها فِي يدِ الرَّجُلِ يقال : عَرَّفَ فلانٌ الضّالَّةَ : أَي ذَكَرَها وطَلَبَ مَنْ يَعْرِفُها فجاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها : أَي يَصِفُها بصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها . واعْتَرَفَ له : وصَفَ نفسَه بصفةٍ يُحَقِّقُه بها . واسْتَعْرَفَ إِليه : انْتَسَب له . وتَعَرَّفَهُ المَكانَ وفِيهِ : تأَمَّلَه بهِ وأَنشدَ سِيبويهِ :
وقالُوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِنىً ... وما كُلُّ من وافَى مِنىً أَنا عارِفُ ومَعارِفُ الأَرضِ : أَوْجُهُها وما عُرِف مِنْها . ونَفْسٌ عَرُوفٌ : حاملَةٌ صَبَوُرٌ إِذا حُمِلَتْ على أَمرٍ احْتَمَلَتْه . قالَ الأزهريُّ ونفسٌ عارِفَةٌ بالهاءِ مِثلُه قال عَنْتَرَةُ :
فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ يَقُول : حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً أَي : صابرَةً . والعَوارِفُ : النُّوقُ الصُّبُرُ وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٌّ لمُزاحِمٍ العُقيليِّ :
وقَفْتُ بها حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... ومَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ المُبْرَياتُ : التي في أُنُوفِها البُرَةُ . والعُرُف بضمَّتَيْنِ : الجُودُ لغةٌ في العُرْفِ بالضم قال الشاعر :
إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفَا والمَعْرُوف : الجُودُ إذا كان باقْتِصادٍ وبه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه ما أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه ... إِذا لم يَزِيدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُوالمَعْرُوف : النُّصْحُ وحُسنُ الصُّحْبَةِ مع الأَهْلِ وغيرِهم من النّاسِ وهو من الصِّفاتِ الغالِبَةِ . ويُقال للرَّجُلِ - إِذا وَلَّى عنكَ بِوُدِّه - : قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ وهي ما كُنْتَ تَعْرِفُه من ضَنِّه بكَ ومعْنَى هاجَتْ : يبِسَتْ كما يَهيجُ النَّباتُ إِذا يَبِسَ . والتَّعْرِيفُ : التَّطْييبُ والتَّزْيِينُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ " أَي : طَيَّبَها قال الأَزْهَرِيُّ : هذا قولُ بعضِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ يقال : طَعامٌ مُعَرَّفٌ : أَي مَطُيَّبٌ وقال الفَرّاءُ : معناه يَعْرِفُونَ منازِلَهُم حَتّى يكونَ أَحَدُهم أَعْرَفَ بَمْنزِلِه في الجَنَّةِ مِنْه بمَنْزِله إِذا رَجَع من الجُمُعَةِ إلى أَهْلِه وقال الراغِبُ : عرَّفَها لهم بأَن وَصَفَها وشَوَّقَهُم إِليها . وطَعامٌ مُعَرَّفٌ : وُضِعَ بعضُه على بعضٍ . وعَرُفَ الرَّجُلُ ككَرُمَ : طابَ رِيحُه . وعَرِفَ كعَلِم : إِذا تَرَك الطِّيبَ عن ابنِ الأعرابي : وأَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ : طَيَِّبَةُ العَرْفِ . وتَعَرَّفَ إِليه : جَعَله يَعْرِفُه
وعَرَّفَ طَعامَه : أَكْثَر إِدامَهُ . وعَرَّفَ رَأْسَهُ بالدُّهْن : روّاهُ
واعْرَوْرَفَ الفَرَسُ : صارَ ذا عُرْفٍ . وسَنامٌ أَعْرَفُ : أَي طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ . د وناقَةٌ عَرْفاءٌ : مُشْرِفَةُ السَّنامِ وقيل : إذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ . وجَبَلٌ أَعْرَفُ : له كالعُرْفِ . وعُرْفُ الأَرْضِ بالضَّمِّ : ما ارْتَفَعَ منها وحَزْنٌ أَعُرَفُ : مُرْتَفِعٌ . والأَعْرافُ : الحَرْثُ الذِي يَكُونُ على الفُلْجانِ والقَوائِدِ . وعَرَّفَ الشَّرَّ بينَهم : أَرَّثَه أَبْدِلَت الأَلِِفُ لمكانِ الهَمْزةِ عَيْناً وأُبْدِل الثّاءُ فاءً قاله يعقوب في المُبْدَلِ وأنشد :
وما كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينَهُم ... ولا حينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا أَي أَرَّثَ ومَعْرُوفٌ : وادٍ لَهُم أَنشَدَ أَبو حنيفَةَ :
وحَتَى سَرَتْ بعدَ الكَرَى في لَويِّه ... أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ وتَعارَفُوا : تَفاخَرُوا : ويُرْوَى بالزاي أَيضاً وبهما فُسِّرَ ما في الحديثِ : أَن جارِيَتَين كانَتَا تُغَنِّيانِ بما تَعارفَت الأَنْصارُ يومَ بُعاثٍ . وتَقُولُ لمَنْ فِيه جَرِيَرةٌ : ما هو إلا عُرَيْرِفٌ . وقُلَّةٌ عَرْفاءُ : مرتَفِعَةٌ وهو مجاز . وعَرَفْتُه : أَصَبْتُ عَرْفَه أَي : خَدَّه . والعارِفُ في تَعارُفِ القومِ : هو المُخْتَصُّ بمَعْرِفَةِ اللهِ ومَعْرِفةِ مَلَكُوتِه وحُسْنِ مُعامَلَتِه . وقال ابن عَبّادٍ : عَرَفَ : اسْتَخْذَى . وقد عَرَفَ عندَ المُصِيبَةِ : إِذا صَبَرَ . وعَرُفَ ككَرُمَ عَرافَةً : طابَ رِيحُه . وأَعْرفَ الطَّعامُ : طابَ عَرْفُه أَي رائِحَتُه . والأَعَارِفُ : جِبالُ اليمامَةِ عن الحَفْصِيِّ . والأَعْرَفُ : اسمُ جَبَلٍ مُشْرِف على قُعَيْقِعانَ بمكَّة . والأُعَيْرِفُ : جَبَلٌ لطَيِّئٍ لهم فيه نَخْلٌ يُقالُ له : الأَفِيقُ . وعَرَف مُحَرَّكَةً : من قُرى الشِّحْرِ باليَمَنِ . وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَّمدٍ بنِ حُجْرٍ العَرّافِيُّ بالفتح مع التَّشديد رَوَى عن شيخٍ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ وعنه حَسَنُ بنُ يَزْدادَ