ابن الأَثير في
أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير
جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ
الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده
البَص
ابن الأَثير في
أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير
جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ
الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده
البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً
وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ نظر إِليه هل يُبْصِرُه قال سيبويه بَصُرَ صار مُبْصِراً
وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه وحكاه اللحياني بَصِرَ به بكسر الصاد أَي
أَبْصَرَهُ وأَبْصَرْتُ الشيءَ رأَيته وباصَرَه نظر معه إِلى شيء أَيُّهما
يُبْصِرُه قبل صاحبه وباصَرَه أَيضاً أَبْصَرَهُ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ
البَجَلي فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه أُراقبُ رِدْفِي تارَةً وأُباصِرُه
الجوهري باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد وتَباصَرَ القومُ أَبْصَرَ
بعضهم بعضاً ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ خلاف الضرير فعيل بمعنى فاعل وجَمْعُه بُصَراءُ
وحكى اللحياني إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين والبَصارَةُ مَصْدَرٌ كالبَصر والفعل
بَصُرَ يَبْصُرُ ويقال بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ شِبْهُ رَمَقْتُه وفي التنزيل
العزيز لا تدركه الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ قال أَبو إسحق أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ
يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي لا
يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون
أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك
المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو
اللطيف الخبير فأَمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية وصح عن رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها لأَن معنى هذه الآية
إِدراك الشيء والإِحاطة بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث وقوله
تعالى قد جاءَكم بصائرُ من رَبكم أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ
فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك لأَن الله عز
وجل غني عن خلقه ابن الأَعرابي أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة
الإِيمان وأَنشد قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ وعلى بَصائِرِها وإِنْ
لَمْ تُبْصِر قال بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها ابن سيده أَراه لَمْحاً
باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد قال فإِما أَن يكون على طرح الزائد وإِما أَن يكون
على النسب والآخر مذهب يعقوب ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً قال
ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر فمعنى باصر ذو
بَصَرَ وهو من أَبصرت مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً
يُبْصِرُه وقال الليث رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً منه قال
الأَزهري والقول هو الأَوَّل وقوله عز وجل فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً قال
الزجاج معناه واضحةً قال ويجوز مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى
وقوله تعالى وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً قال الفراء جعل الفعل لها ومعنى
مُبْصِرَة مضيئة كما قال عز من قائل والنهارَ مُبْصِراً أَي مضيئاً وقال أَبو
إِسحق معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى
بَيِّنَة ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها
وقال الأَخفش مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها قال الأَزهري والقول ما قال الفرّاء
أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة الجوهري المُبْصِرَةُ المضيئة
ومنه قوله تعالى فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً قال الأَخفش إِنها تُبَصِّرهم أَي
تجعلهم بُصَراء والمَبْصَرَةُ بالفتح الحُجَّة والبَصِيرَةُ الحجةُ والاستبصار في
الشيء وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً فتح عينيه ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت
الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً وقيل هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما
تتباين به الأَشباح لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً وفي حديث عليّ كرم الله وجهه فأرسلت
إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ
إِليه ومنه الحديث كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ
أَبصرها قيل هي صلاة المغرب وقيل الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام
بالضياء والبَصَر ههنا بمعنى الإِبصار يقال بَصِرَ به بَصَراً وفي الحديث بصر عيني
وسمع أُذني وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما
اسمان والبَصَرُ نَفاذٌ في القلب وبَصرُ القلب نَظَرَهُ وخاطره والبَصِيرَةُ
عَقِيدَةُ القلب قال الليث البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق
الأَمر وقيل البَصيرة الفطنة تقول العرب أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه عن ابن
الأَعرابي وفي حديث ابن عباس أَن معاوية لما قال لهم يا بني هاشم تُصابون في
أَبصاركم قالوا له وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم وفَعَلَ ذلك على
بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين وفي حديث عثمان
ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين وفي حديث أُم سلمة
أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي
المُسْتَبِينَ للشيء يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أَرادت أَن تلك الرفقة
قد جمعت الأَخيار والأَشرار وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة عن اللحياني وإِنه
لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها عنه أَيضاً ويقال للفِراسَةِ الصادقة فِراسَةٌ
ذاتُ بَصِيرة والبصيرة العِبْرَةُ يقال أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا ؟ أَي عِبْرَةٌ
تعتبر بها وأَنشد في الذَّاهِبِين الأَوَّلِي نَ مِن القُرُونِ لَنا بَصائرْ أَي
عِبَرٌ والبَصَرُ العلم وبَصُرْتُ بالشيء علمته قال عز وجل بَصُرْتُ بما لم
يَبْصُرُوا به والبصير العالم وقد بَصُرَ بَصارَةً والتَّبَصُّر التَّأَمُّل
والتَّعَرُّفُ والتَّبْصِيرُ التعريف والإِيضاح ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم عالم به
وقوله عليه السلام اذهبْ بنا إِلى فلانٍ البصيرِ وكان أَعمى قال أَبو عبيد يريد به
المؤمن قال ابن سيده وعندي أَنه عليه السلام إِنما ذهب إِلى التَّفؤل
( * قوله « إِنما ذهب إلى التفؤل إلخ » كذا بالأصل ) إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ
العمى أَلا ترى إِلى قول معاوية والبصير خير من الأَعمى ؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه
واسْتَبْصَرَ تبين ما يأْتيه من خير وشر واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان ذا
بَصيرة والبَصيرة الثبات في الدين وفي التنزيل العزيز وكانوا مستبصرين أَي اتوا ما
أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم والدليل على ذلك قوله وما كان الله
ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون فلما تبين لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل
بهم عدلاً وكانوا مستبصرين وقيل أَي كانوا في دينهم ذوي بصائر وقيل كانوا معجبين
بضلالتهم وبَصُرَ بَصارَةً صار ذا بصيرة وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً
وتَبْصِرَةً فَهَّمَهُ إِياه وقال الأَخفش في قوله بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به
أَي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة وقال اللحياني بَصُرْتُ أَي أَبصرت قال ولغة
أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته وقال ابن بزرج أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ وقيل
أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ والبصيرة الشاهدُ عن اللحياني وحكي اجْعَلْنِي
بصيرةً عليهم بمنزلة الشهيد قال وقوله تعالى بل الإِنسان على نفسه بَصيرة قال ابن
سيده له معنيان إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد وإِن شئت
جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم
القيامة وقال الأَخفش بل الإِنسان على نفسه بصيرة جعله هو البصيرة كما تقول للرجل
أَنت حُجة على نفسك وقال ابن عرفة على نفسه بصيرة أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر
بكل عهذر يقول جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ قال الأَزهري يقول بل الإِنسان
يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما حتى عليها وهو قوله يوم تشهد عليهم
أَلسنتهم قال ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه أَي ولو
أَدْلى بكل حجة وقيل ولو أَلقى معاذيره سُتُورَه والمِعْذَارُ السِّتْرُ وقال
الفرّاء يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان والعينان
والذكر وأَنشد كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً بِمَقْعَدِهِ أَو
مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ من الخَوْفِ لا
تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ وقوله قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ
القَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ
أَي لما هَمَّ هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت
والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين وقال الجوهري في تفسير البيت
يعني طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ والبَصِيرَةُ ما بين شُقَّتَي
البيتِ وهي البصائر والبَصْرُ أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا
الثوب ويقال رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً الجوهري
والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم فيخرزان كما تخاط حاشيتا الثوب فتوضع
إِحداهما فوق الأُخرى وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ والبَصِيرَةُ
الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء وأَبْصَر إِذا عَلَّق على باب رحله بَصِيرَةً وهي
شُقَّةٌ من قطن أَو غيره وقول توبة وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي أَرَى
نارَ لَيْلَى أَو يَراني بَصِيرُها قال ابن سيده يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ
العيونِ بَصَراً والبُصْرُ الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَمْأَة
وبَصَرُها حُمْرَتُها قال ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السماء
وبُصْرُ الأَرض غِلَظُها وبُصْرُ كُلّ شيء غِلَظُهُ وبُصْرُه وبَصْرُه جلده حكاهما
اللحياني عن الكسائي وقد غلب على جلد الوجه ويقال إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ
إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ وهو داء يخرج به الجوهري والبُصْرُ بالضم الجانبُ
والحَرْفُ من كل شيء وفي حديث ابن مسعود بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام يريد
غِلَظَها وسَمْكَها وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً بُصْرُ جِلْد الكافر في النار
أَربعون ذراعاً وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ قويٌّ وَثِيجٌ والبَصْرُ والبِصْرُ
والبَصْرَةُ الحجر الأَبيض الرِّخْوُ وقيل هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء
قالوا بَصْرَة لا غير وجمعها بِصار التهذيب البَصْرُ الحجارة إِلى البياض فإِذا
جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ الجوهري البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي وبها
سميت البصرة وقال ذو الرمة يصف إِبلاً شربت من ماء تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في
مُتَثَلِّمٍ جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قال فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت
بِصْرٌ بالكسر والشِّيب حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء ومثله قول الراعي إِذا ما
دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذو
الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس به وقال عباس بن مرداس
إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ
أَبو عمور البَصْرَةُ والكَذَّانُ كلاهما الحجارة التي ليست بصُلبة وأَرض فلان
بُصُرة بضم الصاد إِذا كانت حمراء طيبة وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فيها حجارة تقطع
حوافر الدواب ابن سيده والبُصْرُ الأَرض الطيبة الحمراءُ والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ
والبَصِرَة أَرض حجارتها جِصٌّ قال وبها سميت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ أَعم
والبَصِرَةُ كأَنها صفة والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ الأُولى شاذة
قال عذافر بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا
وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً أَتوا البَصْرَة قال ابن أَحمر أُخِبِّرُ مَنْ
لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وفي
البَصْرَةِ ثلاثُ لغات بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة واللغة العالية البَصْرَةُ
الفرّاء البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة وقال ابن شميل البَصْرَة أَرْض
كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً
بها والبَصْرَتان الكوفةُ والبصرة والبَصْرَةُ الطِّين العَلِكُ وقال اللحياني
البَصْرُ الطين العَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى والبَصِيرَةُ التُّرْسُ وقيل هو
ما استطال منه وقيل هو ما لزق بالأَرض من الجسد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير
منه وقيل هو ما استدل به على الرَّمِيَّةِ ويقال هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ وهي
الجَدِيَّةُ منها على الأَرض والبَصِيرَةُ مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ
والبَصِيرَةُ الثَّأْرُ وفي الحديث فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ يقال
بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه وقيل البصيرة من الدم ما لم يسل وقيل هو الدُّفْعَةُ منه
وقيل البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ قال رَاحُوا بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتِي
يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يعني بالبصائر دم أَبيهم يقول تركوا دم أَبيهم خلفهم
ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبْتُه أَنا وفي الصحاح وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وكان أَبو
عبيدة يقول البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع وكان يرويه حملوا بصائرهم
وقال ابن الأَعرابي راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على أَكتافهم لم يَثْأَرُوا
بها والبَصِيرَة الدِّيَةُ والبصائر الديات في أَوَّل البيت قال أَخذوا الديات
فصارت عاراً وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق
أَبو زيد البَصيرة من الدم ما كان على الأَرض والجَدِيَّةُ ما لَزِقَ بالجسد وقال
الأَصمعي البَصيرة شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ وفي حديث الخوارج
ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية
ويستبينها به وقوله أَنشده أَبو حنيفة وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم
كشَعِيرة وشَعِير ونحوها ويجوز أَن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة كما
ذهب إِليه بعضهم في قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ
عِيادِي عَلى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟
( * ورد هذا الشعر في كلمة « بشر » وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ ما هنا
أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك )
ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياض وبياضة
والبَصيرَةُ الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ والبَصِيرَةُ التُّرس وكل
ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح والباصَرُ قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به
سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهي البواصر وأَبو بَصِير الأَعْشَى على التطير
وبَصير اسم رجل وبُصْرَى قرية بالشام صانها الله تعالى قال الشاعر ولو أُعْطِيتُ
مَنْ ببلادِ بُصْرَى وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وتنسب إِليها السيوف
البُصْرِيَّة وقال يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ
( * في أساس البلاغة يَعلون بالقَلَع إلخ )
وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها
ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ قال ابن دريد
أَحسبه دخيلاً والأَباصِرُ موضع معروف وفي حديث كعب تُمسك النار يوم القيامة حتى
تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها
معنى
في قاموس معاجم
المَرْوُ حجارة
بيضٌ بَرَّاقة تكون فيها النار وتُقْدَح منها النار قال أَبو ذؤيب الواهِبُ
الأُدْمَ كالمَرُوِ الصِّلاب إِذا ما حارَدَ الخُورُ واجْتُثَّ المَجاليحُ
( * قوله « الواهب الادم » وقع البيت في مادة جلح محرفاً فيه لفظ الصلاب بالهلاب
واجتث مبنيا
المَرْوُ حجارة
بيضٌ بَرَّاقة تكون فيها النار وتُقْدَح منها النار قال أَبو ذؤيب الواهِبُ
الأُدْمَ كالمَرُوِ الصِّلاب إِذا ما حارَدَ الخُورُ واجْتُثَّ المَجاليحُ
( * قوله « الواهب الادم » وقع البيت في مادة جلح محرفاً فيه لفظ الصلاب بالهلاب
واجتث مبنياً للفاعل والصواب ما هنا )
واحدتها مَرْوَةٌ وبها سميت المَرْوَة بمكة شرفها الله تعالى ابن شميل المَرْوُ
حجر أَبيض رقيق يجعل منها المَطارُّ يذبح بها يكون المَرْوُ منها كأَنه البَرَدُ
ولا يكون أَسود ولا أَحمر وقد يُقْدَح بالحجر الأَحمر فلا يسمى مَرْواً قال وتكون
المَرْوة مثل جُمْعِ الإِنسان وأَعظم وأَصغر قال شمر وسأَلت عنها أَعرابيّاً من
بني أَسد فقال هي هذه القدَّاحات التي يخرج منها النار وقال أَبو خَيْرَة المَرْوة
الحجر الأَبيض الهَشُّ يكون فيه النار أَبو حنيفة المَرْوُ أَصلب الحجارة وزعم أَن
النَّعام تبتلعُه وذكر أَن بعض الملوك عَجِب من ذلك ودَفَعَه حتى أَشهده إِياه
المُدَّعِي وفي الحديث قال له عَدِيُّ بن حاتم إِذا أَصاب أَحدُنا صيداً وليس معه
سِكِّين أَيَذْبَحُ بالمَرْوة وشِقَّةِ العَصا ؟ المَرْوة حجر أَبيض بَرَّاق وقيل
هي التي يُقْدَح منها النار ومَرْوَةُ المَسْعَى التي تُذكرُ مع الصَّفا وهي أَحد
رأْسَيْه اللذَيْنِ ينتهِي السعيُ إِليهما سميت بذلك والمراد في الذبح جنس
الأَحجار لا المَرْوةُ نفسُها وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما إِذا رجل من
خَلْفي قد وضع مَرْوَتَه على مَنْكِبي فإِذا هو عليٌّ ولم يفسره وفي الحديث أَن جبريل
عليه السلام لَقِيَه عند أَحجار المِراء قيل هي بكسر الميم قُباء فأَما المُراء
بضم الميم فهو داء يصيب النخل والمَرْوَةُ جبل مكة شرفها الله تعالى وفي التنزيل
العزيز إنَّ الصفا والمَرْوَةَ من شعائر الله والمَرْوُ شجر طَيِّبُ الريح
والمَرْوُ ضرب من الرياحين قال الأَعشى وآسٌ وَخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَمْسَقٌ إِذا
كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما
( * قوله « وخيري » هو بكسر الخاء كما ترى صرح بذلك المصباح وغيره وضبط في مادة
خير من اللسان بالفتح خطأ )
ويروى وسَوْسَنٌ وسَمْسقٌ هو المَرْزَجُوش وهِنْزَمْنٌ عيدٌ لهم والمُخَشَّمُ
السكران ومَرْو مدينة بفارس النسب إِليها مَرْوِيٌّ ومَرَويٌّ ومَرْوَزيٌّ
الأَخيرتان من نادر معدول النسب وقال الجوهري النسبة إِليها مَرْوَزِيٌّ على غير
قياس والثَّوْبُ مَرْوِيٌّ على القياس ومَروان اسم رجل ومَرْوان جبل قال ابن دريد
أَحسب ذلك والمَرَوراةُ الأَرض أَو المفازة التي لا شيء فيها وهي فَعَوْعَلةٌ
والجمع المَرَوْرَى والمَرَوْرَيات والمَرارِيُّ قال ابن سيده والجمع مَرَوْرَى
قال سيبويه هو بمنزلة صَمَحْمَح وليس بمنزلة عَثَوْثل لأَن باب صَمَحْمَح أَكثر من
باب عَثَوْثَل قال ابن بري مَرَوْراةٌ عند سيبويه فَعَلْعَلَةٌ قال في باب ما
تُقْلب فيه الواو ياء نحو أَغْزَيْتُ وغازَيْتُ وأَما المَرَوْراةُ فبمنزلة
الشَّجَوْجاة وهما بمنزلة صَمَحْمَح ولا تَجْعَلْهُما على عَثَوْثَل لأَن
فَعَلْعَلاً أَكثر ومَرَوْراةُ اسم أَرض بعينها قال أَبو حيَّة النُّميري وما مُغْزِلٌ
تحْنو لأَكْحَلَ أَيْنَعَتْ لها بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ التهذيب
المَرَوْراةُ الأَرض التي لا يَهْتَدِي فيها إِلا الخِرِّيت وقال الأَصمعي
المَروْراةُ قَفْرٌ مُسْتو ويجمع مَرَوْرَياتٍ ومَرارِيَّ والمَرْيُ مَسْح ضَرْع
الناقة لتَدِرَّ مَرَى الناقةَ مَرْياً مَسَحَ ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ والاسم
المِرْية وأَمرَتْ هي دَرَّ لبنُها وهي المِرية والمُرية والضم أَعلى سيبويه
وقالوا حَلَبتها مِرْيَةً لا تريد فعلاً ولكنك تريد نَحْواً من الدِّرَّة الكسائي
المَرِيُّ الناقة التي تَدِرُّ على من يمسح ضُروعها وقيل هي الناقة الكثيرة اللبن
وقد أَمْرَتْ وجمعها مَرايا ابن الأَنباري في قولهم مارَى فلان فلاناً معناه قد
استخرج ما عنده من الكلام والحُجَّة مأْخوذ من قولهم مَرَيْت الناقةَ إِذا مسحتَ
ضَرْعَها لِتَدِرَّ أَبو زيد المَرِيُّ الناقة تُحْلَب على غير ولد ولا تكون مَرِيّاً
ومعها ولدها وهو غير مهموز وجمعها مَرايا وفي حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه أَن
النبي صلى الله عليه وسلم قال له امْرِ الدمَ بما شئت من رواه أَمِرْه فمعناه
سَيِّلْه وأَجْرِه واستخرجه بما شئت يريد الذبح وهو مذكور في مور ومن رواه امْرِهِ
أَي سَيِّلْه واستخرجه فمن مَرَيْتُ الناقةَ إِذا مسحت ضَرعَها لِتَدِرَّ وروى ابن
الأَعرابي مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا استخرجه قال ابن الأَثير ويروى أَمِر الدمَ
من مارَ يَمُور إِذا جرى وأَماره غيره قال وقال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه
مشدَّد الراء وهو غَلط وقد جاءَ في سنن أَبي داود والنسائي أَمْرِرْ براءين
مظهرتين ومعناه اجعل الدمَ يمُرّ أَي يذهب قال فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون
قد أَدغم قال وليس بغلط قال ومن الأَول حديث عاتكة مَرَوْا بالسُّيوفِ
المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ أَي استخرجوها واستدرُّوها ابن سيده مَرَى الشيءَ وامْتَراه
استخرجه والريح تَمْري السحاب وتَمْتَريه تستخرجه وتَسْتَدِرُّه ومَرَت الريحُ
السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر وناقة مَرِيٌّ غزيرة اللبن حكاه سيبويه وهو عنده
بمعنى فاعلة ولا فِعْلَ لها وقيل هي التي ليس لها ولد فهي تَدُرّ بالمَرِيِ على يد
الحالب وقد أَمْرَتْ وهي مُمْرٍ والمُمْري التي جَمَعَت ماءَ الفحل في رحمها وفي
حديث نَضْلة بن عمرو أَنه لَقِيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمَرِيَّيْن هي تثنية
مَرِيٍّ بوزن صَبيّ ويروى مَرِيَّتَيْنِ تثنية مَرِيَّة والمَريُّ والمَرِيَّة
الناقة الغزيرة الدَّرِّ من المَرْي ووزنها فَعِيلٌ أَو فَعُول وفي حديث الأَحنف
وساق معه ناقة مَرِيّاً ومِرْيَةُ الفَرَس ما استُخْرج من جَرْيه فدَرَّ لذلك
عَرَقُه وقد مَراهُ مَرْياً ومَرَى الفرسُ مَرْياً إِذا جعل يمسح الأَرض بيده أَو
رجله ويَجُرُّها من كَسْر أَو ظَلَع التهذيب ويقال مَرَى الفرسُ والناقةُ إِذا قام
أَحدهما على ثلاث ثم بحَثَ الأَرض باليد الأُخرى وكذلك الناقة وأَنشد إِذا حُطَّ
عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها إِلى شَذَبِ العِيدانِ أَو صَفَنَتْ تَمْري
الجوهري مَرَيْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْيِ بسوط أَو غيره والاسم
المِرْية بالكسر وقد يضم ومَرَى الفرسُ بيديه إِذا حَرَّكهما على الأَرض كالعابث
ومَراه حُقَّهُ أَي جَحَده وأَنشد ابن بري ما خَلَفٌ مِنْكِ يا أَسماءُ فاعْتَرِفي
مِعَنَّة البَيْتِ تَمْري نِعْمةَ البَعَلِ أَي تجدها وقال عُرْفُطة بن عبد الله
الأَسَدي أَكُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَيْمةَ طائفُ كَذِي الدَّيْنِ لا يَمْري ولا هو
عارِفُ ؟ أَي لا يَجْحَد ولا يَعْترف وما رَيْتُ الرجلَ أُماريه مِراءً إِذا
جادلته والمِرْيةُ والمُرْيةُ الشَّكُّ والجدَل بالكسر والضم وقرئَ بهما قوله عز
وجل فلا تَكُ في مِرْيةٍ منه قال ثعلب هما لغتان قال وأَما مِرْيةُ الناقة فليس
فيه إِلا الكسر والضم غلط قال ابن بري يعني مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ قال
وقال ابن دريد مُرْية الناقةِ بالضم وهي اللغة العالية وأَنشد شامِذاً تَتَّقي
المُبِسَّ على المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّء شبه
( * قوله « شبه » أي الشاعر الحرباء بناقة إلخ كما يؤخذ من مادة ش م ذ )
بناقة قد شَمَذَتْ بذَنَبها أَي رفعته والصِّرْف صِبْغٌ أَحمر والطُّلاَّء الدم
والامْتِراءُ في الشيءِ الشَّكُّ فيه وكذلك التَّماري والمِراءُ المُماراةُ
والجدَل والمِراءُ أَيضاً من الامْتِراءِ والشكِّ وفي التنزيل العزيز فلا تُمارِ
فيهم إِلاَّ مِراءً ظاهراً قال وأَصله في اللغة الجِدال وأَن يَستخرج الرجلُ من
مُناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها منْ مَرَيْتُ الشاةَ إِذا حلبتها واستخرجت
لبنها وقد ماراةُ مُماراةً ومِيراءً وامْتَرى فيه وتَمارى شَكَّ قال سيبويه وهذا
من الأَفعال التي تكون للواحد وقوله في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يُشاري ولا يُماري يُشاري يَسْتَشْري بالشر ولا يُماري لا يُدافع عن الحق ولا
يردّد الكلام وقوله عز وجل أَفَتُمارُونَه على ما يَرَى وقرئَ أَفتَمْرُونَه على
ما يَرَى فمن قرأَ أَفتُمارونه فمعناه أَفتجادلونه في أَنه رأَى الله عز وجل بقلبه
وأَنه رأَى الكُبْري من آياته قال الفراء وهي قراءة العوام ومن قرأَ أَفتَمرونه
فمعناه أَفتجحدونه وقال المبرد في قوله أَفَتَمْرُونه على ما يرى أَي تدفعونه عما
يرى قال وعلى في موضع عن ومارَيْتُ الرجلَ ومارَرْتُه إِذا خالفته وتَلَوَّيْتَ
عليه وهو مأْخوذ من مِرار الفَتْل ومِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّي حَلَقِها إِذا
جُرَّتْ على الصَّفا وفي الحديث سَمِعَتِ الملائكة مثلَ مِرار السلسلة على الصفا
وفي حديث الأَسود
( * قوله « وفي حديث الاسود » كذا في الأصل ولم نجده الا في مادة مرر من النهاية
بلفظ تمارّه وتشارّه ) أَنه سأَل عن رجل فقال ما فَعَلَ الذي كانت امرأَتُه
تُشارُّه وتُماريه ؟ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا تُماروا في
القرآن فإِنَّ مِراءً فيه كُفْرٌ المِراءُ الجدال والتَّماري والمُماراة المجادلة
على مذهب الشك والرِّيبة ويقال للمناظرة مُماراة لأَن كل واحد منهما يستخرج ما عند
صاحبه ويَمْتَريه به كما يَمْتري الحالبُ اللبنَ من الضَّرْع قال أَبو عبيد ليس
وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأْويل ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ وهو
أَن يقرأَ الرجل على حرف فيقول له الآخر ليس هو هكذا ولكنه على خلافه وقد أَنزلهما
الله عز وجل كليهما وكلاهما منزل مقروءٌ به يُعلم ذلك بحديث سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم نزل القرآن على سبعة أَحرف فإِذا جحد كل واحد منهما قراءَة صاحبه
لم يُؤْمَنْ أَن يَكونَ ذلك قد أَخْرَجه إِلى الكُفر لأَنه نَفى حَرفاً أَنزله
الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير والتنكير في المِراء إِيذاناً
بأَن شيئاً منه كُفْرٌ فَضلاً عمَّا زاد عليه قال وقيل إِنما جاء هذا في الجِدال
والمِراء في الآيات التي فيها ذكر القَدَر ونحوه من المعاني على مذهب أَهل الكلام
وأَصحاب الأَهْواءِ والآراءِ دون ما تَضمَّنته من الأَحكام وأَبواب الحَلال
والحرام فإِن ذلك قد جَرى بين الصحابة فمَن بعدهم مِن العلماء رضي الله عنهم
أَجمعين وذلك فيما يكون الغَرَضُ منه والباعِثُ عليه ظُهورَ الحق ليُتَّبَع دون
الغَلَبة والتَّعْجِيز الليث المِرْيةُ الشَّكُّ ومنه الامْتراء والتَّماري في
القُرآن يقال تَمارى يَتَمارى تَمارِياً وامْتَرَى امْتِراءً إِذا شكَّ وقال
الفراءُ في قوله عز وجل فبأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمارى يقول بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك
تُكَذِّبُ أَنها ليست منه وكذلك قوله عز وجل فَتَمارَوْا بالنُّذُر وقال الزجاج
والمعنى أَيها الإِنسان بأَيِّ نعمة ربك التي تدلك على أَنه واحد تتشكك الأَصمعي
القَطاةُ المارِيَّةُ بتشديد الياء هي المَلْساءُ المُكْتنزة اللحم وقال أَبو عمرو
القَطاة المارِيةُ بالتخفيف وهي لُؤْلُؤيَّة اللون ابن سيده الماريَّة بتشديد
الياء من القَطا المَلْساء وامرأَة مارِيَّةٌ بيضاء برّاقة قال الأَصمعي لا أَعلم
أَحداً أَتى بهذه اللفظة إِلاَّ ابن أَحمر ولها أَخوات مذكورة في مواضعها والمَريء
رأْس المَعِدة والكَرِش اللاَّزِقُ بالحلْقُوم ومنه يدخل الطعام في البطن قال أَبو
منصور أَقرأَني أَبو بكر الإِياديُّ المَريءَ لأَبي عبيد فهمزه بلا تشديد قال
وأَقرأَنيه المنذري المَرِيُّ لأَبي الهيثم فلم يهمزه وشدد الياءَ والمارِيُّ ولد
البقرة الأَبيضُ الأَمْلَس والمُمْرِيةُ من البقر التي لها ولد ماريٌّ أَي
بَرَّاقٌ والمارِيَّةُ البراقة اللَّونِ والمارِيَّةُ البقرة الوحشية أَنشد أَبو
زيد لابن أَحمر مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها طَلٌّ وبَنَّس عَنْها
فَرْقَدٌ خَصِرُ
( * قوله « أوردها » كذا بالأصل هنا وتقدم في ب ن س أوّدها وكذلك هو في المحكم
هناك غير أنه تحرف في تلك المادة من اللسان مارية بماوية )
وقال الجعدي كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ أَنامَتْ بِذي الدَّنَّيْنِ
بالصَّيْفِ جُؤْذَرا ابن الأَعرابي المارِيَّةُ بتشديد الياء ابن بزرج المارِيُّ
الثوب الخَلَقُ وأَنشد قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِيِّ ويقال مَراهُ مائةَ سوْطٍ
ومَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِيّاها ومارِيةُ اسم امرأَة وهي مارِيةُ بنت
أَرْقَمَ بن ثَعْلبةَ بن عَمرو بن جَفْنَة بن عَوُف بن عَمرو بن رَبيعة بن حارِثة
بن عَمروٍ مُزَيْقِياء بن عامر وابنها الحرث الأَعرج الذي عناه حَسَّانُ بقوله
أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمِ قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ
المُفْضِلِ وقال ابن بري هي مارِيةُ بنتُ الأَرقم بن ثعلبة ابن عمرو بن جَفْنة بن
عمرو وهو مُزَيقياء بن عامر وهو ماءُ السماء بن حارثة وهو الغِطْريفُ بن امُرئ
القيس وهو البِطْريقُ بن ثعلبة وهو البُهْلُول ابن مازن وهو الشَّدَّاخُ وإِليه
جِماعُ نَسَب غَسَّان بن الأَزْد وهي القبيلة المشهورة فأَما العَنْقاء فهو ثعلبة
بن عمرو مزيقياء وفي المثل خُذْه ولو بقُرْطَيْ مارِيةَ يضرب ذلك مثلاً في الشيء
يُؤمَر بأَخْذه على كل حال وكان في قُرْطَيْها مائتان دينار والمُرِيُّ معروف قال
أَبو منصور لا أَدري أَعربي أَم دخيل قال ابن سيده واشتقه أَبو علي من المَرئ فإِن
كان ذلك فليس من هذا الباب وقد تقدم في مرر وذكره الجوهري هناك ابن الأَعرابي
المَريءُ الطعام
( * قوله « المرئ الطعام » كذا بالأصل مهموزاً وليس هومن هذا الباب وقوله « المري الرجل
» كذا في الأصل بلا ضبط ولعله بوزن ما قبله )
الخفيف والمَري الرجل المقبول في خَلْقه وخُلُقه التهذيب وجمع المِرْآةِ مَراءٍ
مثل مَراعٍ والعوام يقولون في جمعها مَرايا وهو خطأٌ والله أَعلم