قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً. (قرآن).
البَضْرُ بفتحِ المُوَحَّدَةِ وسكونِ الضّادِ أهملَه الجوهريُّ وقال الفَرّاءُ : هو نَوْفُ الجارِيَة قبلَ أن تُخْفَضَ وهو لغَةٌ في الظَّاءِ قال : وقال المُفَضَّل : مِن العربِ مَن يقول : البَضْرُ ويُبْدِلُ الظّاءَ ضاداً ويقول : قد اشْتَكَى ضَهْرِي ومنهم مَن يُبْدِلُ الضّادَ ظَاءً فيقول : قد عَظَّتِ الحربُ بَنِي تَمِيمِ . عن ابن الأعرابِيّ : البُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ البَضْرَة وهو بُطْلانُ الشيْءِ ومنه قولُهم : ذَهَبَ دَمُه بِضْراً مِضْراً بكسرِهِما أي هدَراً وكذلك خِضْراً وبِطْراً ومَضِراً بالمِيم رَواه أبو عُبَيْدٍ عن الكِسائيّ
الضَّرُّ ويُضَمّ لغتان : ضِدّ النَّفْع . الضَّرَ بالفَتْح : مَصْدَر وبالضَّمّ : اسْمٌ . وقيل : هما لغتان كالشُّهْد والشَّهْدِ فإذا جَمَعْتَ بين الضَّرّ والنَّفْعِ فتحتَ الضادَ وإِذا أَفردْتَ الضُّرَّ ضَمَمْتَ إِذا لم تستعمله مصدراً كقولك : ضَرَرْتُ ضَراً وهكذا تسْتَعمِله العربُ كذا في لحنِ العَوامّ للزُبَيْدِيّ . وقال أَبو الدُّقَيْشِ : كُلُّ ما كان من سُوءِ حال وفَقْرٍ أَو شِدّةٍ في بَدَنٍ فهو ضُرٌّ ومان ضِدّ النَّفْعِ فهو ضَرٌّ يقال : ضَرَّةُ يَضُرُّه ضَراًّ ضَرَّهُ به وأَضَّرَّهُ إِضْرَاراً وأَضَرَّبِهِ وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِرَاراً بالكَسْر بمعْنًى والاسمُ الضَّرَرُ فِعْل واحدِ والضِّرارُ فِعْلُ اثْنينِ وبه فُسِّرَ الحديثُ : " لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ " أَي لا يَضُرُّ الرَّجلُ أَخاهُ فَيَنْقُصه شَيْئاً من حقه ولا يُجَازِيه على إِضْرارِه بإدخالِ الضَّرَرِ عليه . وقيل : هما بمعنًى وتكرارُهما للتّأْكِيدِ . والمُضارّة في الوَصِية : أَن لا تُمْضَي أَو يُنْقَصَ بعضُهما أَو يُوصي لغَيْرِ أَهْلِهَا ونحو ذلكِ مّما يُخَالِف السُّنّةَ . والضّارُورَاءُ : القَحْطُ والشِّدَّةُ والضَّرَرُ وسُوءُ الحال هكذا في النُسخ التي بأَيدينا والصواب : والضَّرَرُ : سُوءُ الحالِ كما في اللِّسَانِ وغيره كالضَّرِّ بالفَتْح أَيضاً والتَّضِرَّةِ بكسر الضاد والتَّضُرَّةِ بكسر الضاد والتَّضُرَّةِ بضمها الأخيرة مثَّلَ بها سيبويهِ وفسرها السِّيراَفِيّ . وجمع الضَّرّ بالفَتْح . أَضُرٌّ كأَشُدّ قال عَدِيُّ بنُزَيْدٍ العِبَادِي :
وخِلالَ الأَضُرِّ جَمٌّ من العَيْ ... شِ يُعَفِّى كُلُومَهُنّ البَواقِي الضَّرَوُ : النُّقْصَانُ يَدْخُلُ في الشَّْيءِ يقال : دَخَلَ عليه ضَرَرٌ في مالهِ . والضَّرّاءُ بالمد : الزَّمَانَةُ ومنه الضَّرِيرُ بمعنى الزَّمِنِ . الضَّرّاءُ نقيضُ السَّرّاءِ وفي الحديث " ابْتُليِنَا بالضَّرّاءِ فصَبَرْنَا وابْتُلِينَا بالسَّرَّاءِ فلَمْ نَصْبِرْ " قال ابنُ الأَثِيرِ : الضَّرّاءُ : الحالةُ التي تَضُرّ وهي نَقيِضُ السَّرّاءِ وهما بناءَانِ للمؤنّث ولا مُذَكَّر لهما وهي الشِّدَّةُ والفقرُ والعذابُ . قوله تَعَالى " فَأَخَذْنَاهُمْ بالبَأْساءِ والضَّرّاءِ " قيل : الضَّرّاءُ : النَّقْصُ في الأَمْوالِ والأَنْفُسِ كالضَّرَّةِ والضَّرَارَةِ بفتحمها ونقلَ الجوهَرِيّ عن الفَرّاءِ قال : لو جُمِعَ الضَرّاءُ والبَأْساءُ على أَضُرٍّ وأَبْؤُسٍ كما يُجْمَع النَّعْماءُ بمعنى النَّعْمَة على أَنْعُمٍ لجازَ . وقال أَبو الهَيْثَم : الضَّرَّةُ : شِدَّةُ الحَال فَعْلَةٌ من الضَّرِّ . والضَّرِيرُ كأَمِير : الرجُلُ الذّاهِبُ البَصَرِ ومصدره الضَّرَارَةُ ج : أَضِرَّاءُ وهو مَجَاز ومنه يَشْكُو ضَرَارتَهُ والضَّرَارَةُ هنا : العَمَى وهي من الضَّرّ : سُوءِ الحَالِ . من المَجَاز : الضَّرِيرُ : المرِيضُ المَهْزُول والجَمْع كالجمع وهِيَ بِهَاءٍ يقال : رجلٌ ضَرِيرٌ وامرأَةٌ ضَرِيرَةٌ : أَضَرَّ بهما المَرَضُ . وكُلُّ ما خالَطَه ضَرٌّ فهو ضَرِيرٌ كالمَضْرُورِ . من المجاز : الضَّرِيرُ : الغَيْرَةُ يقال : ما أَشَدّ ضَرِيرَهُ عليها أي غَيْرَته وإنه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأَتِه أَي غَيْرَةٍ . الضَّرِيرُ : المُضَارَّةُ اسم لها وأَكثرُ ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرَةِ كما تقدم . الضَّرِيرُ : حَرْفُ الوَاديِ يقال : نَزَلَ فُلانٌ على أَحَدِ ضَرِيرَيِ الوَادي أَي على أَحَدِ جانِبَيْه وقال غيرهُ : بإحْدَى ضَفَّتَيْه وهما ضَرِيرَانِ . قال أَوسُ بنُ حَجَر :
وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعب ... يَرْمِي الضَّرِيرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضّالِ والجمع أَضِرَّةٌ . الضَّرِيرُ : النَّفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ قال العَجّاج :
" حامِي الحُمَيّا مَرِس الضَّرِيرِ . ويقال : نَاقَةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إذا كانَت شديدَةَ النَّفْس بطِيئَةَ اللُّغُوب وقيل الضَّرِيرُ : بَقِيَّةُ النَّفْسِ . الضَّرِيرُ : الصَّبْرُ يقال : إنه لذو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشَّرّ ومُقَاساةٍ له وقال الأصمعيّ : إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشَّرِّ والشِّدّةِ إذا كانَ ذا صَبْر عليه ومُقَاساةٍ وأَنشد :" وهَمّامُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَريرِ . يقال : ذلك في الناسِ والدّوَابّ إِذا كانَ لها صَبْرٌ على مُقاساةِ الشَّرِّ وقال جَرِيرٌ :
طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَي ... نَزَحَتْ بأَذْرُعِهَا تَنَائفَ زُورَا مِنْ كُلّ جُرْشُعةِ الهَوَاجِرِ زَادَها بُعْدُ المَفَاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيراَ أَي من كلّ ناقَةٍ ضَخْمَةٍ قويةٍ في الهَوَاجِرِ لها عليْهَا جُرْأَةٌ وصَبْرٌ والسَّواهِمُ : المَهْزُولَةُ . الضَّرِيرُ من الناس والدوابّ : الصَّبُورُ على كلّ شْيءٍ . والاضْطِرَارُ : الاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءِ . قد اضطَرَّهُ إِليه أَمْرُ : أَحْوَجَه وأَلْجَأه فاضطرَّ بضَمّ الطّاءِ بِنَاؤُه افتعل جُعلَت التاءُ طاءً لأنّ التاء لم يَحْسُن لَفْظُه مع الضاد . والاسمُ : الضَّرَّةُ بالفَتْح قال دُريْدُ بنُ الصِّمَّةِ :
وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَدِ أي تَلألُؤ عَضْبٍ
وفي حديث عليّ رضي الله عنه رفعه " أنّه نَهَى عن بَيْع المُضْطَرِّ " قال ابنُ الأثيرِ : وهذا يكون من وَجْهَيْن : أحدُهما أن يُضْطَرّ إلى العَقْدِ من طريقِ الإكراه عليه قال : وهذا بَيْعٌ فاسدٌ لا يَنْعَقِد والثاني : أنْ يُضْطَرَّ إلى البيْع لدَيْنٍ رَكِبَه أو مَئُونةٍ تُرْهِقُه فيَبيع ما في سبيلُه في حقّ الدِّينٍ والمُرُوءةِ أن لا يُبايَع على هذا الوجْه ولكن يُعان ويُقْرَض إلى المَيْسَرَة أو تُشْتَرى سِلْعَته بقيمَتِها فإنْ عُقِدَ البيعُ مع الضّرورةِ على هذا الوجه صَحَّ ولم يُفْسَخ مع كَراهةِ أهْلِ العِلْمِ له ومعنى البيْعِ هنا الشّراءُ أو المُبَايَعَةُ أو قَبولُ البيعِ انتهى . وقولُه عزّ وجَلّ " فَمَن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عَادٍ " أي فَمن أُلْجِيءَ إلى أَكْلِ المَيْتَةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمُرُ بالجوعِ وأصلُه من الضَّرَرِ وهو الضِّيقُ . والضَّرُورَةُ : الحاجَةُ ويُجْمَع على الضَّرُورات كالضّارُورَةَ والضّارُورِ والضّارُوراءِ الأخِيرانِ نقلهُما الصّاغانيّ وأنشد في الّلسَان على الضّارُورةِ :
أثِيبِي أخَا ضَارُورَةٍ أصْفَقَ العِدَا ... عليهِ وقَلَّتْ في الصَّديِقِ أواصِرُهْ وقال اللَّيْث : الضَّرُورَةُ : اسمُ لمصدرِ الاضْطِرارِ تقول : حَمَلَتْني الضَّرُورةُ على كذا وكذا . قلت : فعلَى هذا الضَّرُورَةُ والضَّرَّةُ : كلاهما اسمانِ فكان الأوْلى أن يقول المُصَنّف : كالضَّرّةِ والضَّرُورة ثمّ يقول : وهي أيضاً الحاجةُ إلخ كما لا يَخْفَى . وفي حديث سَمُرَةَ " يُجْزِيءُ من الضّارُورةِ صَبُوحٌ أو غَبُوقٌ " أي إنّمَا يَحِلُّ للمُضْطَرِّ من المَيْتةِ أنء يأْكلَ منها ما يَسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أو عشاءً وليس له أن يَجْمعَ بينهما . والضَّرَرُ محركةً : الضِّيقُ يقال : مكان ذو ضَرَرٍ أي ذو ضِيق . والضَّرَرُ أيضاً : الضَّيِّقُ يقال مكانٌ ضَرَرٌ أي ضَيِّقٌ . والضَّرَرُ : شَفَا الكَهْفِ أي حَرْفُه . والمُضِرُّ : الدّاني من الشْيء قال الأخْطل :
ظَلَّتْ ظِبَاءُ بنِي البَكّاءِ راتِعَةً ... حتّى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإضْرارِ وفي حديث مُعاذ " أنّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فَمَدّ يَدَه فَكَسَرَه " أي دَنَا منه دُنُوّاً شَدِيداً فآذاه . وأضّرَّ بالطَّريق : دنَا منه ولم يُخَالِطْه . وأضَرَّ السَّيْلُ من الحَائِط والسَّحابُ إلى الأرْض إذا دَنَيا سَيْلٌ مُضِراً فقد أضَرّ . ورُوِى عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم " أنه قِيل له : أنَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيامَة ؟ فقال : أتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ في غير سَحاب ؟ قالوا : لا . قال : فإنَّكُم لا تُضَارّونَ في رُؤْيَتِه " تبارك وتعالى قال أبو منصور : رُوِيَ هذا الحَرفُ بالتشديد من الضُرِّ أي لا يَضُرّ بعضُكُم بعضاً ورُوْيَ تُضَارُون بالتخفيف من الضَّيْرِ والمعنى واحد
قال الجوهريّ : وبعضُهم يقول لا تَضَارُّونَ بفتح التاءِ أي لا تَضَامُّونَ ويروى لا تَضَامُونَ في رُؤْيَته تضامّاً يدْنُو بعضُكُم من بَعْضٍ فيزاحِمُه ويقول له : أرنِيه كما يَفْعَلون عند النَّظَرِ إلى الهلال ولكن ينفردُ كلُّ منهم برُؤْيتِهويروى لا تُضامُونَ بالتَّخْفيف ومعناه لا يَنالُكُم ضَيْمٌ في رُؤْيته أي تَرَوْنَه حتّى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يضِيمُ بعضُكُم بعضاً . أو من ضَارَّهُ ضِرَاراً ومُضَارَّةً إذا خالَفَه قال نابغةُ بني جَعْدَةَ :
وخَصْمَيْ ضِرَارٍ ذَوَا تُدْرَإِ ... متَى يأْتِ سِلْمُهما يَشْغَبَا أي لا تتَنازَعُون ولا تَخْتَلِفُون ولا تَتَجَادَلُون في صِحَّةِ النّظرِ إليه لُوضوحِه وظُهُورِه . قاله الزَّجّاجُ : قال الأزْهريّ : ومعنَى هذه الألفَاظِ وإن اخْتلَفَتْ متقاربةٌ وكلُّ ما رُوْيَ فيه فهو صَحِيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لَفظاَ وهو من صِحَاح أخبارِ سَيِّدنا رسولِ الله صلّى الله تعالى وسلّم وغُرَرِها ولا يُنكِرثها إلا مُبْتَدِعٌ صاحِبُ هَوىً . ويقال : رجلٌ ضِرُّ أضْرارٍ بالكسر أي شديدُ أشِدّاءَ وكذلك صِلُّ أصْلالٍ وضِلُّ أضْلالٍ . داهِيةٌ في رَأيِه قال أبو خِرَاشٍ :
والقَوْمُ أعْلَمُ لو قُرْطٌ أُرِدَ بها ... لَكانَ عُرْوَةُ فِيهَا ضِرَّ أضْرارِ أي لا يستنقذه ببَأْسِه وحِيلِه . وعُروةُ أخو أبي خِراشٍ . والضَّتّانِ : الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها وهما الشَّحْمَتَان وفي المحكم اللَّحْمَتَان اللَّتَانِ تنْهَدِلاَنِ من جانِبيْها . والضَّرَّتان : زَوْجَتاكَ وكلّ واحدةٍ منهما ضَرَّةٌ للأخْرى وهُنَّ ضَرائِرُ نادِرٌ قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصِف قُدُوراً :
لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأنَّهَا ... ضَرَائِرُ حِرْمِيّ تَفَاحَشَ غارُهَا والاسِمُ الضِّرُّ بالكسر ويقال تَزَوَّجّ على ضِرٍّ وضُرٍّ بالكسر والضّمّ حكاهما أبو عبد الله الطُّوالُ أي مُضَارَّةٍ بين امرأتَيْنِ أو ثَلاثٍ . وحَكَى كُراع : تَزّوجتُ المَرْأةَ على ضِرٍّ كُنّ لها فإذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائد أو جَمْعٌ لا واحدَ له
والإضْرارُ : التَّزويِجُ على ضَرةٍ وفي الصّحاح : أن يَتَزَّوجَ الرجلُ على ضَرَّةٍ ومنه قيل : رَجُلٌ مُضِرُّ وامرأةٌ مُضِرٌّ ومُضِرَّةٌ . فرجلٌ مُضِرٌ إذا كان له ضَرائِرُ وامرأةٌ مُضِرٌّ إذا كان لها ضَرَّةٌ وسُمِّيَتَا ضَرَّتَيْن لأنّ كلَّ واحدةٍ منهثما تُضارُّ صاحبتَهَا وكُرهَ في الإسلام ان يثقال لها : ضَرَّةٌ وقيل جَارَةٌ كذلك جاءَ في الحديث . والضَّرَّةُ بالفتح : شِدَّةُ الحال والأذِيَّةُ نقله الصاغانيّ وهو قولُ أبي الهَيْثَمِ قال : فَعْلَةٌ من الضَّرّ . والضَّرَّةُ : الخِلْفُ قال طَرَفَةُ يَصف نَعْجَةً :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أسْبَلَ قادِمَاهَا ... وضَرَّتُهَا مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ قيل : الضَّرَّةُ : أصْلُ الثَّدْيِ . والضَّرةُ أيضاً : اللَّحْمَةُ التي تَحْتَ الإبْهامِ وقيل : أصلُها . أو هي باطِنُ الكَفِّ حِيَالَ اخِنْصَرِ تُقابِل الأَلْيَةَ في الكَفِّ . وقيل : الضَّرَّةُ : لَحْمُ الضَّرْعِ والضَّرْعُ يُذَكّر ويُؤنَّث يقال : ضَرّةٌَ شَكْرَى أي مَلأى من اللَّبنِ . وقيل : الضَّرَّةُ : أصْل الضَّرْع الذي لا يَخْلُو من اللّبنِ أو لا يَكاد يَخْلُو منه وقيل : هي الضَّرْعُ كُلُه ما خلا الأطْباءَ ولا يُسَّمى بذلك إلا أن يكونَ فيه لَبَنٌ . والضَّرَّةُ : ما وَقَعَ عليه الوَطْءُ من لَحْمِ باطِنِ القَدَم ممّا يليِ الإبْهامِ ج ذلك كلّه ضَرائِرُ وهو جَمْعٌ نادر وأنشد ثعلب : وصارَ أمْثالَ الغَفَا ضَرَائِري إنما عَنَى بالضِّرَائِرِ أحدَ هذه الأشْيَاءِ المتقدِّمةِ . والضَّرَّةُ : المالُ تَعْتَمِدُ عليهِ وهو لغَيْرِك من الأقارب . يقال : عليه ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ . الضَّرَّةُ : القطْعَةُ من المال والإبلِ والغنَمِ . وقيل : هو الكَثِيرُ من الماشِيَةِ خاصّةً دون العَيْنِ . ورَجلٌ مُضِرٌّ : له ضَرَّةٌ من مالٍ وقال الجَوْهَريّ : المُضِرّ : الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المالِ قال الأشْعَرُ الرَّقبَان الأسَدِيّ جاهليّ يهجو ابن عمّه رِضْوان :
بحَسْبِكَ في القَوْمِ أن يَعْلَمُوا ... بأنَّكَ فيهمْ غَنِيٌّ مُضِرّْوأضَرَّ : بَعْدُو : أسْرَعَ وقيل : أسرعَ بعضَ الإسراعِ وهذه حِكايَةُ أبي عُبيْدٍ قال الطُّوسِيّ : وقد غضلِطَ إنّما هو أَصَرَّ بالصاد وقد تقدّمت الإشارَةُ إليه . وأضَرَّهُ على الأمرِ : أكْرَهَهُ : نقله الصاغانيّ . والمِضْرَارُ من النساءِ والإبلِ والخَيْلِ : التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَهَا من النّشاطِ عن ابن الأعرابيّ وأنشد :
إذْ أنْتَ مِضْرَارٌ جَواَدُ الحُضْرِ ... أغْلَظُ شَيْءٍ جانِباً بقُطْرِ وضُرٌّ بالضَّمّ : ماءٌ معروف قال أبو خِراشٍ :
نُسَابِقُهُمْ على رَصفٍ وضُرٍّ ... كدابِغَةٍ وقدْ نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرَارٌ ككِتَابٍ : ابنُ الأزْوَرِ واسم الأزْورِ مالكُ بنُ أوْسٍ الأسَدّي كان بطلاً شاعراً له وِفادَةٌ وهو الذي قَتل مالِكَ بن نُوَيْرة بأمْرِ خالدِ بنِ الوليد وأبْلَى يَومَ اليَمَامَةِ بَلاءً عظيماً حتى قُطِعَت ساقاه فجعل يحبو ويقاتِل وتَطَؤُه الخيلُ حتى مات قاله الواقِدِيّ وقيل : قُتِل بأجْنَادِين وقيل : شَهِدَ فَتْحَ دِمشْق ثم نَزَلَ حَرّان وله رواية قليلة قلت : ومشْهَدُه الآن بحَلَبَ مشهور ذَكَره النّجم الغَزّيّ . وضِرارُ بنُ الخَطّابِ بنِ مِرْداس القُرَشِيّ الفِهْرِيّ أحدث الأَشْرافِ والشُّعَرَاءِ المَعْدُودِين ومن مُسْلِمِةِ الفتْحِ وقال الزُّبَيْر : ضِرَارٌ رَئِيسُ بني فِهْر وقيل : شَهِدَ فُتُوحَ الشّام
وضِرَارُ بنُ القَعْقَاعِ : أخو عوف له وِفادَةٌ حديثُه عند ابن ابنِه زَيْد بن بِسْطَام . وضِرَارُ بنُ مُقَرِّن المُزَنِيّ كان مع خالدٍ لما فَتَح الحيِرة وهو عاشِرُ عَشْرة إخْوَةٍ . صحابِيُّون رضي الله عنهم أجمعين . ومما يستدرك عليه : النّافِعُ الضّارُّ من أسمائه تعالى الحُسْنَي وهو الذي يَنفَعُ من يَشاءُ من خَلْقِه ويَضُرّه حيث هو خالقُ الأشياءِ كلِّهَا خَيْرِهَا وشَرِّها ونَفْعِهَا وضَرِّهَا . والضُّرُّ بالضّمّ : الهُزَالُ وهو مَجاز وبه فسّر بعضٌ قوله " أنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ " والمَضّرَّةُ : خِلافُ المَنْفَعَةِ . والضّرّاءُ : السَّنَةُ . والضَّرَّةُ والضَّرَارَةُ والضَّرَرُ : وهو النُّقْصان
والضَّرَرُ : الزَّمَانَةُ وبه فُسِّر قولُه تعالى " غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ " أي غيرُ أولِي الزَّمَانَةِ . وقال ابن عَرَفَة : أي غيرُ مَنْ به عِلّةٌ تَضُرُّه وتَقْطَعُه عن الجِهادِ . وهي الضَّارَةُ وغيره . والضُّرُّ : بالضّمّ حالُ الضَّرِيرِ نقله الصّاغانيّ . والضَّرائِرُ : المَحَاوِيجُ وقوْلُ الأخْطَلِ :
لِكُلِّ قَرَارَةٍ منها وفَجٍّ ... أضَاةٌ ماؤُهَا ضَرَرٌ يَمُورُ قال ابنُ الأعْرابِيّ : ماؤُها ضَرَرٌ أي ماءٌ نَميِرٌ في ضِيقٍ وأراد أنّه غَزِيرٌ كثيرٌ فمَجارِيه تضِيقُ به وإن اتَّسَعَتْ . وقال الأصْمَعِيّ في قول الشّاعر :
بمُنْسَحَّةِ الآبَاطِ طَاحَ انْتقَالُها ... بأَطْرَافِها والعِيسُ باق ضَرِيرُها قال : ضَرِيرُها : شِدَّتُها حكاه الباهِلِيّ عنه . وقول مُلَيْح الهُذَلِيّ :
وإنّي لأَقْرِي الهَمَّ حتّى يَسُوءَنِي ... بُعَيْدَ الكَرَى مِنْه ضَرِيرٌ مُحَافِلُأراد : مُلازمٌ شَديدٌ . وقال الفَرّاءُ : سَمِعْتُ أبا ثَرْوانَ يقول : ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةُ أي ما يَزِيدُكَ . قال : وقال الكِسَائِيّ سَمِعْتُهم يقولون : ما يَضُرُّكَ على الضَّبِّ صَبْراً وما يَضِيرُكَ أي أي ما يَزِيدُك . وقال ابن الأعرابيّ : ما يَزِيدكَ عليه شَيْئاً واحِدٌ . وقال ابن السِّكِّيتِ في أبواب النّفْيِ يقال : لا يَضُرُّكَ عليه رَجُلٌ أي لا تَجِدُ رَجُلاً يَزيدُك على ما عندَ هذا الرَّجلِ من الكِفَايَة . ولا يَضُرُّك . قلْت : وأوردَه الزّمَخْشَرِيّ في المَجَاز . ويقال : هو في ضَرَرِ خَيْرٍ وإنّه لفي طَلَفَةِ خَيْر وضَفَّةِ خَيْرٍ وفي طَثْرَةِ خَيْر وصَفْوَةٍ من العَيْشِ والضَّرائِرُ : الأُمورُ المُخْتَلِفَة على التَّشْبيهِ بضَرَائِرِ النّساءِ لايتّفِقْنَ الواحِدة ضَرَّةٌ ومنه حديث عَمْرِو بنِ مُرَّةَ " عند اعْتِكارِ الضَّرائِرِ " . والضَّرَّتانِ : حَجَرَا الرَّحَى وفي المُحْكَم : الرَّحَيانِ . وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ : مُضِرَّةٌ بالإبِلِ في شِدَّة سَيْرِها وبه فُسِّر قولُ أمَيَّة بنِ عائِذ الهُذَلِيّ :
تُبَارِي ضَرِيسَ أولاتِ الضَّريرِ ... وتقْدُمُهُن عَنُوداً عَنُونَا وأضَرَّ عليه : ألَحَّ . وأضّرَّ الفَرَسً على فَأْسِ اللِّجامِ : أزَمَ عليه مثْل أضَزَّ بالزاي . وهو مجاز . وأضَرَّ فلانٌ على السيرِ الشَّديدِ أي صَبَرَ . ومحمدُ بنُ بِشْرٍ الضِّرَارِيّ عن أبانِ بن عبد الله البَجَلِيّ وعنه عبدُ الجَبَّار بن كثيرٍ التمِيميِّ . وأبو صالح محمدُ بنُ إسماعيلَ الضِّرارِيّ عن عبد الرزّاق . ومُعَاذَةُ بنتُ عبدِ الله بن الضُّرَيْر كزُبَيْر : التي كان ابنُ سَلُولٍ يُكْرِهُها على البِغَاءِ فنزلت الآية قاله الحافظ . وضِرَارُ بنُ عِمْرانَ البُرْجُمِيّ وضِرَارُ بنُ مُسْلِمٍ الباهِلِيّ : تابِعيّانِ . وأبو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير : هو محمدُ بنُ حازِم التَّميميِّ عن الأعْمَشِ حافظٌ مُتْقِنٌ